دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شوال 1431هـ/30-09-2010م, 11:17 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة سبأ

سورة سبأ
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
(الحمد للّه الّذي له ما في السّماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير (1)
واللّه المحمود في الدّنيا والآخرة، وحمده في الآخرة يدل عليه قول أهل الجنة: (الحمد للّه الّذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء) أي أورثنا أرض الجنة.
وقوله تعالى: (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السّماء وما يعرج فيها وهو الرّحيم الغفور (2)
أي ما يدخل في الأرض وما يخرج منها.
ما يدخل في الأرض من قطر وغيره، وما يخرج منها من زرع وغيره.
(وما ينزل من السّماء وما يعرج فيها).
ما يصعد فيها، يقال عرج يعرج إذا صعد، والمعارج - الدّرج - من هذا، ويقال: عرج يعرج، إذا صار ذا عرج، وعرج يعرج إذا غمز من شيء أصابه.
[معاني القرآن: 4/239]
(وقال الّذين كفروا لا تأتينا السّاعة قل بلى وربّي لتأتينّكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرّة في السّماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلّا في كتاب مبين (3)
الساعة التي يبعث فيها الخلق، المعنى أنهم قالوا: لا نبعث.
فقال اللّه تعالى:
(قل بلى وربّي لتأتينّكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرّة).
بالخفض في (عالم) صفة للّه عزّ وجلّ، ويقرأ بالرفع من وجهين.
أحدهما الابتداء، ويكون المعنى: عالم الغيب لا يعزب عنه).
ويكون " لا يعزب عنه " هو خبر عالم الغيب.
ويرفع على جهة المدح للّه عزّ وجلّ.
المعنى هو عالم الغيب ويجوز النصب ولم يقرأ به على معنى اذكر عالم الغيب، ويقرأ علّام الغيوب وعلّام الغيب جائز.
ويقرأ (لا يعزب عنه) بكسر الزاي، يقال: عزب عني يعزب ويعزب إذا غاب.
(ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم (4)
اللام دخلت جوابا لقوله: (قل بلى وربي لتأتينكم) للمجازاة أي من أجل المجازاة بالثواب والعقاب.
وقوله: (أولئك لهم مغفرة ورزق كريم).
بيّن اللّه أن جزاءهم المغفرة وهي التغطية على الذنوب.
وقوله: - جل وعلا -: (والّذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم (5)
ويقرأ (معاجزين) ومعاجزين في معنى مسابقين، ومن قرأ معجّزين فمعناه أنهم يعجّزون من آمن بها، ويكون في معنى مثبّطين وهو معنى تعجيزهم من آمن بها.
[معاني القرآن: 4/240]
وقوله: (أولئك لهم عذاب من رجز أليم).
(أليم)
بالخفض نعت للزجر، (أليم) نعت للعذاب.
وقوله تعالى: (ويرى الّذين أوتوا العلم الّذي أنزل إليك من ربّك هو الحقّ ويهدي إلى صراط العزيز الحميد (6)
ههنا علماء اليهود الذين آمنوا بالنبي عليه السلام، منهم كعب الأحبار وعبد اللّه بن سلام، أي وليرى، وموضع " يرى، عطف على قوله: (ليجزي) و(الحقّ) منصوب. خبر ليرى الذي و " هو " ههنا فصل يدل على أن الذي بعدها ليس بنعت، ويسميه الكوفيون العماد.
" لا تدخل " هو " عمادا إلا في المعرفة وما أشبهها، وقد بيّنّا ذلك فيما مضى.
والرفع جائز في قوله (هو الحقّ).
(وقال الّذين كفروا هل ندلّكم على رجل ينبّئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفي خلق جديد (7)
هذا قول المشركين الذين لا يؤمنون بالبعث، يقول بعضهم لبعض: هل ندلكم على محمد الذي يزعم أنكم مبعوثون بعد أن تكونوا عظاما وترابا ورفاتا وفي هذه الآية نظر في العربية لطيف.
ونحن نشرحه إن شاء اللّه.
(إذا) في موضع نصب بـ (مزّقتم) ولا يمكن أن يعمل فيها (جديد) لأن ما بعد (أن) لا يعمل فيما قبلها.
والتأويل هل ندلكم على رجل يقول لكم إنكم إذا مزقتم تبعثون، ويكون " إذا " بمنزلة " إن " الجزاء، يعمل فيها الذي يليها.
قال قيس بن الخطيم:
[معاني القرآن: 4/241]
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها... خطانا إلى أعدائنا فنضارب
المعنى يكون وصلها، الدليل على ذلك جزم " فنضارب ".
ويجوز أن يكون العامل في " إذا " مضمرا، يدل عليه (إنّكم لفي خلق جديد)
ويكون المعنى هل ندلكم على رجل ينبئكم يقول لكم إذا مزقتم بعثتم، إنكم لفي خلق جديد، كما قالوا: (أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون).
فإذا يجوز أن تكون منصوبة بفعل يدل عليه " إنا لمبعوثون " ولا يجوز " أنكم لفي خلق جديد " بالفتح، لأن اللام إذا جاءت لم يجز إلا كسر إن.
وقوله عزّ وجلّ: (أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السّماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السّماء إنّ في ذلك لآية لكلّ عبد منيب (9)
أي ألم يتأمّلوا ويعلموا أن الذي خلق السماء والأرض قادر على أن يبعثهم، وقادر أن يخسف بهم الأرض أو يسقط السماء عليهم كسفا.
وقوله عزّ وجلّ: (إنّ في ذلك لآية لكلّ عبد منيب).
أي إن في ذلك علامة تدلّ من أناب إلى اللّه ورجع إليه وتأمّل ما خلق على أنه قادر على أن يحيي الموتى.
وقوله تعالى: (ولقد آتينا داوود منّا فضلا يا جبال أوّبي معه والطّير وألنّا له الحديد (10)
[معاني القرآن: 4/242]
المعنى فقلنا يا جبال أوّبي معه، وتقرأ أوبي معه، على معنى عودي في التسبيح معه كلما عاد فيه.
ومن قرأ (أوّبي معه) فمعناه رجعي معه، يقال آب يؤوب إذا رجع، وكل ومعنى رجّعي معه سبّحي معه ورجّعي التسبيح معه.
والطير - والطّير، فالرفع من جهتين.
إحداهما أن يكون نسقا على ما في (أوّبي)، المعنى يا جبال رجّعي التسبيح أنت والطير، ويجوز أن يكون مرفوعا عل البدل.
المعنى: يا جبال ويا أيها الطير (أوّبي معه).
والنصب من ثلاث جهات:
أن يكون عطفا على قوله: " ولقد آتينا داود منا فضلا والطير " أي وسخرنا له الطير. حكى ذلك أبو عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء، ويجوز أن يكون نصبا على النداء.
المعنى: يا جبال أوّبي معه والطير، كأنّه قال دعونا الجبال والطير، فالطير معطوف على موضع الجبال في الأصل، وكل منادى - عند البصريين كلهم - في موضع نصب.
وقد شرحنا حال المضموم في النداء، وأن المعرفة مبني على الضم.
ويجوز أن يكون " والطير " نصب على معنى " مع " كما تقول: قمت وزيدا، أي قمت مع زيد، فالمعنى (أوّبي معه) ومع الطير.
وقوله عز وجل: (وألنّا له الحديد (10) أن اعمل سابغات وقدّر في السّرد واعملوا صالحا إنّي بما تعملون بصير (11)
أي: جعلناه ليّنا.
وأوّل من عمل الدروع داود، وكان ما يستجنّ به من الحديد إنما كان قطع حديد نحو هذه الجواشن.
[معاني القرآن: 4/243]
و " أن " ههنا، في تأويل التفسير كأنّه قيل: وألنا له الحديد أن أعمل سابغات، بمعنى قلنا له: اعمل سابغات، ويكون في معنى لأن يعمل سابغات. وتصل إن بلفظ الأمر، ومثل هذا من الكلام أرسل إليه أن قم إليّ، أي قال قم إلى فلان، ويكون بمعنى أرسل إليه بأن يقوم إلى فلان.
ومعنى " سابغات " دروع سابغات فذكر الصفة لأنها تدل على الموصوف، ومعنى السابغ الذي يغطي كل شيء يكون عليه حتى يفضل.
(وقدّر في السّرد).
السّرد في اللغة تقدمة شيء إلى شيء تأتي به منسّقا بعضه في إثر بعض متتابعا فمنه سرد فلان الحديث، وقيل في التفسير: السّرد السّمر والسّتر والخلق وقيل هو أن لا يجعل المسمار غليظا والثقب دقيقا، ولا يجعل المسمار دقيقا، والثقب واسعا فيتقلقل وينخلع وينقصف.
قدّر في ذلك أي اجعله على القصد وقدر الحاجة.
والذي جاء في التفسير غير خارج عن اللغة لأن السّمر تقديمك طرف الحلقة إلى طرفها الآخر، وزعم سيبويه أن قول العرب: رجل سرنديّ مشتق من السّرد، وذلك أن معناه الجريء، قال: والجريء الذي يمضي قدما.
[معاني القرآن: 4/244]
وتفسير: (وألنّا له الحديد) - جعلناه ليّنا كالخيوط يطاوعه حتى عمل الدروع.
وقوله تعالى: (ولسليمان الرّيح غدوّها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجنّ من يعمل بين يديه بإذن ربّه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السّعير (12)
النصب في الريح هو الوجه وقراءة أكثر القراء، على معنى وسخّرنا لسليمان الريح، ويجوز الرفع ولسليمان الريح غدوها شهر.
والرفع على معنى ثبتت له الريح، وهو يؤول في المعنى إلى معنى سخرنا الريح، كما أنك إذا قلت: للّه الحمد فتأويله استقر لله الحمد، وهو يرجع إلى معنى أحمد اللّه الحمد.
وقوله: (غدوّها شهر ورواحها شهر).
أي غدوها مسيرة شهر، وكذلك رواحها.
وكان سليمان يجلس على سريره هو وأصحابه فتسير بهم الريح بالغداة مسيرة شهر، وتسير بالعشي مسيرة شهر.
(وأسلنا له عين القطر).
القطر النحاس، وهو الصّفر، فأذيب مذ ذاك وكان قبل سليمان لا يذوب.
(ومن الجنّ من يعمل بين يديه).
موضع " من " نصب، المعنى سخرنا له من الجن من يعمل.
ويجوز أن يكون موضع " من " رفعا.
ويكون المعنى فيما أعطيناه من الجنّ (من يعمل بين يديه بإذن ربّه) أي بأمر ربّه.
(ومن يزغ منهم عن أمرنا).
[معاني القرآن: 4/245]
أي من يعدل.
ثم بيّن ما كانوا يعملون بين يديه فقال:
(يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشّكور (13)
المحراب الذي يصلّى فيه، وأشرف موضع في الدار وفي البيت يقال له المحراب.
(وجفان كالجواب).
أكثر القرّاء على الوقف بغير يا وكان الأصل الوقف بالياء، إلا أن الكسرة تنوب عنها، وكانت بغير ألف ولام الوقف عليها بغير ياء.
تقول: هذه جواب، فأدخلت الألف واللام وترك الكلام على ما كان عليه قبل دخولهما.
والجوابي جمع جابية، والجابية الحوض الكبير
قال الأعشى:
كجابية السيج العراقي تفهق
أن يعملون له جفانه كالحياض العظام التي يجمع فيها الماء.
(وقدور راسيات): ثابتات.
(اعملوا آل داوود شكرا).
" شكرا " منتصب على وجهين:
أحدهما اعملوا للشكر، أي اشكروا
[معاني القرآن: 4/246]
الله على ما آتاكم. ويكون (اعملوا آل داوود شكرا) على معنى اشكروا شكرا.
وقوله تعالى: (فلمّا قضينا عليه الموت ما دلّهم على موته إلّا دابّة الأرض تأكل منسأته فلمّا خرّ تبيّنت الجنّ أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (14)
المنسأة العصا، وإنما سمّيت منسأة لأنها ينسأ بها ومعنى ينسأ بها يطرد بها ويؤخر بها، فلما توفي سليمان توفي وهو متكئ عليها - على عصاه - فلم يعلم الجنّ بموته حتى أكلت الأرضة العصا حتّى خرّ.
(فلمّا خرّ تبيّنت الجنّ) موته، المعنى (أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).
المعنى لأنهم لو كانوا يعلمون ما غاب عنهم ما عملوا مسخرين.
إنّما عملوا وهم يظنون أنه حيّ يقف على عملهم.
وقال بعضهم تبينت الإنس الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب.
ويجوز أن يكون تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب، والجن تتبيّن أنها لا تعلم الغيب، فكانت توهم أنها تعلم الغيب فتبيّنت أنه قد بأن للناس أنّها لا تعلم، كما تقول للذي يدعي عندك الباطل إذا تبينت له: قد بينت أن الذي يقول باطل، وهو لم يزل يعلم ذلك ولكنك أردت أن توبخه وأن تعلمه أنك قد علمت بطلان قوله.
وقوله عزّ وجلّ: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنّتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربّكم واشكروا له بلدة طيّبة وربّ غفور (15)
ويقرأ " مسكنهم " بفتح الكاف وكسرها، ويقرأ مساكنهم ويقرأ لسبأ
[معاني القرآن: 4/247]
- بالفتح وترك الصرف - ولسبأ. فمن فتح وترك الصرف فلأنه جعل سبأ اسم قبيلة، ومن صرف وكسر ونوّن جعل سبأ اسما للرجل واسما للحيّ وكل جائز حسن.
(آية جنّتان).
(آية) رفع اسم كان، و (جنّتان) رفع على نوعين، على أنه بدل من آية وعلى إضمار كأنّه لما قيل آية، قيل الآية جنّتان، والجنتان البستانان.
فكان لهم بستانان، بستان يمنة، وبستان يسرة.
(كلوا من رزق ربّكم واشكروا له).
المعنى قيل لهم: كلوا من رزق ربّكم واشكروا له.
وقوله عزّ وجلّ: (بلدة طيّبة). على معنى هذه بلدة طيبة.
(وربّ غفور) على معنى واللّه ربّ غفور.
(فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدّلناهم بجنّتيهم جنّتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل (16)
المعنى: أعرضوا عن أمر الله.
(فأرسلنا عليهم سيل العرم).
والعرم فيه أقوال قال أبو عبيدة جمع عرمة، وهي السّكر والمسنّاة وقيل العرم اسم الوادي، وقيل العرم ههنا اسم الجرذ الذي ثقب السّكر عليهم، وهو الذي يقال له الخلد.
وقيل: العرم المطر الشديد، وكانوا في نعمة وكانت لهم جنان يمنة ويسرة، وكانت المرأة تخرج على رأسها الزّبيل فتعمل بيديها وتسير بين ذلك الشجر
[معاني القرآن: 4/248]
فيسقط في زبيلها ما تحتاج إليه من ثمار ذلك الشجر، فلم يشكروا.
فبعث اللّه عليهم جرذا، وكان لهم سكر فيه أبواب، يفتحون ما يحتاجون إليه من الماء، فثقب ذلك الجرذ حتى نقب عليهم فغرّق تينك الجنتين.
(وبدّلناهم بجنّتيهم).
آي بهاتين الجنتين الموصوفتين.
(جنّتين ذواتي أكل خمط).
وأكل خمط - الضمّ والإسكان في الكاف جائزان، ويقرأ ذواتي أكل خمط وذواتي أكل خمط. ومعنى خمط: يقال الكل نبت قد أخذ طعما من مرارة حتى لا يمكن أكله خمط.
وفي كتاب الخليل الخمط شجر الأراك وقد جاء في التفسير أن الخمط الأراك وأكله ثمره.
قال الله عزّ وجلّ: (تؤتي أكلها كلّ حين).
(ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلّا الكفور (17)
" ذلك " في موضع نصب، المعنى جزيناهم ذلك بكفرهم.
(وهل نجازي إلّا الكفور).
وتقرأ وهل يجازى، ويجوز وهل يجازي إلّا الكفور، وهذا مما يسال عنه.
يقال: اللّه - عز وجل - يجازي الكفور وغير الكفور.
والمعنى في هذه الآية أن المؤمن تكفر عنه السيئات، والكافر يحبط عمله فيجازى بكل سوء يعمله قال اللّه عز وجل: (الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل
[معاني القرآن: 4/249]
اللّه أضلّ أعمالهم)
وقال: (ذلك بأنّهم اتّبعوا ما أسخط اللّه وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم (28).
فأعلم - جلّ وعزّ - أنه يحبط عمل الكافر، وأعلمنا أن الحسنات يذهبن السيئات، وأن المؤمن تكفر عنه سيّئاته حسناته.
وقوله تعالى: (وجعلنا بينهم وبين القرى الّتي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدّرنا فيها السّير سيروا فيها ليالي وأيّاما آمنين (18)
هذا عطف على قوله: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنّتان)
(وجعلنا بينهم وبين القرى الّتي باركنا فيها قرى ظاهرة).
فكانوا لا يحتاجون من وادي سبأ إلى الشام إلى زاد.
وقيل القرى التي باركنا فيها بيت المقدس، وقيل أيضا الشام.
فكانت القرى إلى كل هذه المواضع من وادي سبأ متصلة.
(وقدّرنا فيها السّير).
جعلنا مسيرهم بمقدار حيث أرادوا أن يقيموا حلّوا بقرية آمنين.
(فقالوا ربّنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزّقناهم كلّ ممزّق إنّ في ذلك لآيات لكلّ صبّار شكور (19)
(ربّنا بعّد بين أسفارنا)
ويقرأ (ربّنا باعد بين أسفارنا)، ويقرأ (ربّنا بعّد بين أسفارنا)، ويقرأ (ربّنا) - بالنصب - بعد بين أسفارنا - برفع بين -، ويقرأ بين أسفارنا، ويقرأ ربّنا باعد بين أسفارنا.
(وظلموا أنفسهم)
فمن قرأ بعد بين أسفارنا برفع بين، فالمعنى بعد ما يتصل
[معاني القرآن: 4/250]
بسفرنا، ومن قرأ بعد بين أسفارنا فالمعنى بعد ما بين أسفارنا، وبعد سيرنا بين أسفارنا، ومن قرأ باعد فعلى وجه المسألة، ويكون المعنى أنهم سئموا الرّاحة وبطروا النعمة، كما قال قوم موسى: (ادع لنا ربّك يخرج لنا ممّا تنبت الأرض - إلى قوله: (الذي هو أدنى بالّذي هو خير).
(ومزّقناهم كلّ ممزّق).
أي فرقناهم في البلاد لأنهم لما أذهب الله بجنتيهم وغرق مكانهم تبدّدوا في البلاد فصارت العرب تتمثل بهم في الفرقة فتقول: تفرقوا أيدي سبأ، وأيادي سبأ قال الشاعر:
من صادر أو وارد أيدي سبا.
وقال كثير:
أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم... فلم يحل للعينين بعدك منظر
(ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه فاتّبعوه إلّا فريقا من المؤمنين (20)
(ولقد صدق عليهم إبليس ظنّه)
ويقرأ (ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه) - برفع إبليس ونصب الظن.
وصدقه في ظنه أنه ظن - بهم إذا أغواهم اتبعوه فوجدهم كذلك فقال:
(فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين (82) إلّا عبادك منهم المخلصين).
فمن قال (صدّق) نصب الظن لأنه مفعول به، ومن خفّف فقال " صدق " نصب الظنّ مصدرا
[معاني القرآن: 4/251]
على معنى صدق عليهم إبليس ظنّا ظنّه، وصدق في ظنه.
وفيها وجهان آخران، أحدهما ولقد صدق عليهم إبليس ظنّه، ظنه بدل من إبليس، كما قال تعالى: (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه).
ويجوز ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه، على معنى صدق ظن إبليس باتباعهم إيّاه وقد قرئ بهما.
وقوله جلّ وعزّ: (وما كان له عليهم من سلطان إلّا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممّن هو منها في شكّ وربّك على كلّ شيء حفيظ (21)
أي ما كان له عليهم من حجة كما قال: (إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان).
(إلّا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممّن هو منها في شكّ).
أي إلا لنعلم ذلك علم وقوعه منهم، وهو الذي يجازون عليه. واللّه يعلم الغيب ويعلم من يؤمن ممن يكفر قبل أن يؤمن المؤمن ويكفر الكافر ولكن ذلك لا يوجب ثوابا ولا عقابا، إنما يثابون ويعاقبون بما كانوا عاملين.
وقوله: (قل ادعوا الّذين زعمتم من دون اللّه لا يملكون مثقال ذرّة في السّماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير (22)
يعني أن الذين يزعمون أنهم شركاء الله من الملائكة وغيرهم لا شرك لهم ولا معين للّه عزّ وجلّ فيما خلق.
وقوله عزّ وجلّ: (ولا تنفع الشّفاعة عنده إلّا لمن أذن له حتّى إذا فزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربّكم قالوا الحقّ وهو العليّ الكبير (23)
(أذن له)
بضم الهمزة وفتحها، ويكون المعنى لمن أذن له.
أي، لمن أذن الله له أن يشفع، ويجوز إلا لمن أذن أن يشفع له فيكون " من "
[معاني القرآن: 4/252]
للشافعين، ويجوز أن يكون للمشفوع لهم.
والأجود أن يكون للشافعين، لقوله: (حتّى إذا فزّع عن قلوبهم).
لأن الذين فزع عن قلوبهم ههنا الملائكة، وتقرأ حتى إذا فزّع عن قلوبهم - بفتح الفاء - وقرأ الحسن: حتّى إذا فرغ عن قلوبهم - بالراء غير المعجمة وبالغين المعجمة - ومعنى فزع كشف الفزع عن قلوبهم وفزّع عن قلوبهم كشف الله الفزع عن قلوبهم، وقراءة الحسن، فرّغ ترجع إلى هذا المعنى لأنهما فرغت من الفزع.
وتفسير هذا أن جبريل عليه السلام كان لما نزل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - بالوحي ظنت الملائكة أنه نزل لشيء من أمر الساعة فتفزعت لذلك، فلما انكشف عنها الفزع: (قالوا ماذا قال ربّكم).
فسألت لأي شيء ينزل جبريل.
(قالوا الحقّ).
أي قالوا قال الحق، ولو قرئت - قالوا الحقّ لكان وجها. يكون المعنى قالوا هو الحق.
(قل من يرزقكم من السّماوات والأرض قل اللّه وإنّا أو إيّاكم لعلى هدى أو في ضلال مبين (24)
روي في التفسير أن المعنى وإنا لعلى هدى وإنكم لفي ضلال مبين، وهذا في اللغة غير جائز ولكنه في التفسير يؤول إلى هذا المعنى. إنا لعلى هدى أو في ضلال مبين أو إنكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، وإنكم لعلى هدى أو في ضلال مبين.
فهذا كما يقول القائل: إذا كانت الحال تدل على أنه صادق - أحدنا صادق، وأحدنا كاذب، والمعنى أحدنا صادق أو كاذب.
ويؤول معنى الآية إلى إنا لما أقمنا من البرهان لعلى هدى، وإنكم لفي ضلال مبين.
[معاني القرآن: 4/253]
وقوله: (قل يجمع بيننا ربّنا ثمّ يفتح بيننا بالحقّ وهو الفتّاح العليم (26)
معنى يفتح: يحكم، وكذلك الفتاح: الحاكم.
وقوله - جلّ وعزّ -: (قل أروني الّذين ألحقتم به شركاء كلّا بل هو اللّه العزيز الحكيم (27)
المعنى ألحقتموهم به، ولكنه حذف لأنه في صلة الذين.
وقوله (كلّا بل هو اللّه العزيز الحكيم).
معنى (كلّا) ردع وتنبيه، المعنى ارتدعوا عن هذا القول وتنبّهوا عن ضلالتكم، بل هو اللّه الواحد الذي ليس كمثله شيء.
وقوله - عزّ وجلّ -: (وما أرسلناك إلّا كافّة للنّاس بشيرا ونذيرا ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (28)
معنى كافة الإحاطة في اللغة، والمعنى أرسلناك جامعا للناس في الإنذار والإبلاغ، فأرسل اللّه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى العرب والعجم، وقال: أنا سابق العرب إلى الإسلام، وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبشة وسلمان سابق الفرس، أي الرسالة عامة، والسابقون من العجم هؤلاء.
وقوله: (وقال الّذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالّذي بين يديه ولو ترى إذ الظّالمون موقوفون عند ربّهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الّذين استضعفوا للّذين استكبروا لولا أنتم لكنّا مؤمنين (31)
يعنون لا نؤمن بما أتى به محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا بالكتب المتقدّمة.
وقوله: (وقال الّذين استضعفوا للّذين استكبروا بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادا وأسرّوا النّدامة لمّا رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الّذين كفروا هل يجزون إلّا ما كانوا يعملون (33)
(بل مكر اللّيل والنّهار).
معناه بل مكركم في الليل والنهار.
(ونجعل له أندادا) أشباها.
(وأسرّوا النّدامة لمّا رأوا العذاب).
[معاني القرآن: 4/254]
أسروها بينهم. أقبل بعضهم يلوم بعضا، ويعرّف بعضهم بعضا الندامة.
(وما أرسلنا في قرية من نذير إلّا قال مترفوها إنّا بما أرسلتم به كافرون (34)
مترفوها أولو التّرفة وهم رؤساؤها وقادة الشرّ ويتبعهم السّفلة.
وقوله عزّ وجلّ (وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى إلّا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون (37)
ولم يقل باللتين ولا باللذين ولا باللاتي، وكل ذلك جائز، ولكن الذي في المصحف التي، والمعنى وما أموالكم بالتي تقربكم ولا أولادكم بالذين يقربونكم ولكنه حذف اختصارا وإيجازا.
وقد شرحنا مثل هذا.
وقوله (إلا من آمن وعمل صالحا).
موضع " من " نصب بالاستثناء على البدل من الكاف والميم.
على معنى ما يقرب إلا من آمن وعمل صالحا، أي ما تقرب الأموال إلا من آمن وعمل بها في طاعة اللّه.
(فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا).
الضعف ههنا يحتاج إلى تفسير ولا أعلم أحدا فسّره تفسيرا بيّنا.
وجزاء الضعف ههنا عشر حسنات، تأويله فأولئك لهم جزاء الضعف الذي أعلمناكم مقداره، وهو قوله: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)
فيه أوجه في العربية، فالذي قرئ به خفض الضعف بإضافة الجزاء إليه، ويجوز (فأولئك لهم جزاء الضّعف) على معنى فأولئك لهم الضعف
[معاني القرآن: 4/255]
جزاء، المعنى في حال المجازاة، ويجوز فأولئك لهم جزاء الضعف على نصب الضعف. المعنى، فأولئك لهم أن نجازيهم الضعف.
ويجوز رفع الضعف من جهتين:
على معنى فأولئك لهم الضعف على أن الضعف بدل من الجزاء، فيكون مرفوعا على إضمار هو، فأولئك لهم جزاء، كأنّه قال ما هو فقال: الضعف.
ويجوز النصب في الضعف على مفعول ما لم يسم فاعله على معنى فأولئك لهم أن يجازوا الضعف.
والقراءة من هذه الأوجه كلها خفض الضعف ورفع جزاء.
وقوله جلّ وعزّ: (وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير (44)
يعنى به مشركو العرب بمكة لم يكونوا أصحاب كتب ولا بعث بنبي قبل محمد - صلى الله عليه وسلم -.
(وكذّب الّذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذّبوا رسلي فكيف كان نكير (45)
أي عشر الذي آتينا من قبلهم من القوة والقدرة.
(فكذّبوا رسلي فكيف كان نكير).
حذفت الياء، المعنى فكيف كان نكيري، لأنه آخر آية.
وقوله عزّ وجلّ: (قل إنّما أعظكم بواحدة أن تقوموا للّه مثنى وفرادى ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّة إن هو إلّا نذير لكم بين يدي عذاب شديد (46)
أي أعظكم بأن توحدوا الله وأن تقولوا لا إله إلا اللّه مخلصا وقد قيل واحدة في الطاعة، والطاعة تتضمّن التوحيد والإخلاص.
المعنى:
[معاني القرآن: 4/256]
فأنا أعظكم بهذه الخصلة الواحدة أن تقوموا، أي لأن تقوموا.
(أن تقوموا للّه مثنى وفرادى).
أي أعظكم بطاعة اللّه لأن تقوموا للّه منفردين ومجتمعين.
(ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّة).
المعنى ثم تتفكروا فتعلموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما هو بمجنون كما تقولون، والجنّة الجنون.
(إن هو إلّا نذير لكم بين يدي عذاب شديد).
أي ينذركم أنكم إن عصيتم لقيتم عذابا شديدا.
وقوله عزّ وجلّ: (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلّا على اللّه وهو على كلّ شيء شهيد (47)
معناه ما سألتكم من أجر على الرسالة أؤدّيها إليكم، والقرآن الذي أتيتكم به من عند الله - فهو لكم - وتأويله أني إنما أنذركم وأبلّغكم الرسالة ولست أجرّ إلى نفسي عرضا من أعراض الدنيا.
(إن أجري إلّا على اللّه).
أي إنما أطلب ثواب الله بتأدية الرسالة، والياء في " أجري " مسكنة ومفتوحة والأجود الفتح لأنها اسم فيبنى على الفتح.
وقوله - عزّ وجلّ -: (قل إنّ ربّي يقذف بالحقّ علّام الغيوب (48)
بكسر الغين - ويجوز علام الغيوب بالنصب، فمن نصب فعلام الغيوب صفة لربّي.
المعنى قل إن ربي علام الغيوب يقذف بالحق ومن رفع " علام الغيوب " فعلى وجهين:
أحدهما أن يكون صفة على موضع أن ربي، لأن تأويله قل ربي علّام الغيوب يقذف بالحق، وإنّ مؤكدة.
ويجوز
[معاني القرآن: 4/257]
الرفع على البدل مما في تقذف، المعنى قل إن ربي يقذف هو بالحق علام الغيوب، ومعنى يقذف بالحق أي يأتي بالحق ويرمي بالحق، كما قال - جلّ وعزّ -: (بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه).
وقوله: (قل جاء الحقّ وما يبدئ الباطل وما يعيد (49)
أي قل جاء أمر اللّه الذي هو الحق، وما يبدئ الباطل.
" ما " في موضع نصب على معنى وأيّ شيء يبدئ الباطل وأيّ شيء يعيد.
والأجود أن يكون " ما " نفيا على معنى ما يبدئ الباطل وما يعيد.
والباطل. ههنا إبليس.
المعنى وما يعيد إبليس وما يفيد، أي لا يخلق ولا يبعث.
واللّه - عزّ وجلّ - الخالق والباعث.
ويجوز أن يكون الباطل صاحب الباطل وهو إبليس.
وقوله: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب (51)
هذا في وقت بعثهم.
وقوله: (فلا فوت) أي فلا فوت لهم، لا يمكنهم أن يفوتوا.
(وأخذوا من مكان قريب)
في التفسير: من تحت أقدامهم.
ويجوز فلا فوت، ولا أعلم أحدا قرأ بها فإن لم تثبت بها رواية فلا تقرأنّ بها، فإن القراءة سنّة.
وقوله: (وقالوا آمنّا به وأنّى لهم التّناوش من مكان بعيد (52)
(وقالوا آمنّا)، في الوقت الذي قال اللّه - جل وعلا فيه: (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل)
والتناؤش التناول، أي فكيف
[معاني القرآن: 4/258]
لهم أن يتناولوا ما كان مبذولا لهم وكان قريبا منهم، فكيف يتناولونه حين بعد عنهم.
ومن همز فقال: التناؤش، فلأن واو التناؤش مضمومة.
وكل واو مضمومة ضمّتها لازمة، إن شئت أبدلت منها همزة وإن شئت لم تبدل نحو قولك أدور وتقاوم، وإن شئت قلت: أدؤر وتقاؤم فهمزت، ويجوز أن يكون التناؤش من النّيّش، وهي الحركة في إبطاء فالمعنى من أين لهم أن يتحركوا فيما لا حيلة لهم فيه.
(وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد (53)
أي كانوا يرجمون ويرمون بالغيب، وترجيمهم أنهم كانوا يظنون أنهم لا يبعثون.
(وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنّهم كانوا في شكّ مريب (54)
المعنى من الرجوع إلى الدنيا، والإيمان.
(كما فعل بأشياعهم من قبل).
أي بمن كان مذهبه مذهبهم.
(إنّهم كانوا في شكّ مريب).
فقد أعلمنا اللّه جلّ وعزّ أنه يعذب على الشّكّ.
وقد قال قوم من الضلّال أن - الشاكّين لا شيء عليهم، وهذا كفر ونقض للقرآن لأن اللّه - جلّ وعزّ - قال: (وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويل للّذين كفروا من النّار (27).
[معاني القرآن: 4/259]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir