دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شوال 1431هـ/30-09-2010م, 11:13 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة السجدة

سورة السّجدة
(مكّيّة)
إلا ثلاث آيات منها مدنية، (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) إلى تمام الثلاث آيات.
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (الم (1) تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين (2)
روى أحمد بن حنبل. بإسناد له أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في كل ليلة سورة السجدة " الم تنزيل "، وسورة " تبارك الملك ".
وروى كعب الأحبار أنه قال: من قرأ سورة السجدة كتبت له سبعون حسنة وحطت عنه سبعون سيئة ورفعت له سبعون درجة.
وقوله: (الم (1) تنزيل الكتاب) قد شرحنا ما قيل في " الم "، ورفع (تنزيل) على خبر الابتداء على إضمار الذي نتلو. تنزيل الكتاب.
ويجوز أن يكون في المعنى خبرا عن (الم)، أي (الم) من تنزيل الكتاب.
ويجوز أن يكون رفعه - على الابتداء، ويكون خبر الابتداء (لا ريب فيه).
وقوله عزّ وجلّ: (أم يقولون افتراه بل هو الحقّ من ربّك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلّهم يهتدون (3)
معناه بل أيقولون افتراه.
[معاني القرآن: 4/203]
وقوله: (لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك) ومثله (لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم).
و " ما " في جمع الموضعين نفي، أي لم يشاهدوا هم ولا آباؤهم نبيّا.
فأما الإنذار بما قدم من رسل اللّه صلى اللّه عليهم فعلى آبائهم به الحجة، لأن اللّه عزّ وجلّ لا يعذب إلا من كفر بالرسل.
والدليل على ذلك قوله: (وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا).
قوله: (يدبّر الأمر من السّماء إلى الأرض ثمّ يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة ممّا تعدّون (5)
أعلم الله عزّ وجلّ أنه يدبّر الأمر من السّماء إلى الأرض، ثم يعرج الأمر إليه في يوم، وذلك اليوم مقداره ألف سنة مما تعدون.
ومعنى يعرج ينزل ويصعد يقال عرجت في السّلم أعرج، ويقال عرج يعرج إذا صار أعرج.
وقوله تعالى: (الّذي أحسن كلّ شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين (7)
وقد قرئ (خلقه) بتحريك اللام وتسكينها جميعا - ويجوز خلقه بالرفع ولا أعلم أحدا قرأ بها.
فأمّا (خلقه) فعلى الفعل الماضي.
وتأويل الإحسان في هذا أنه خلقه على إرادته فخلق الإنسان في أحسن تقويم، وخلق القرد على ما أحب - عزّ وجلّ - وخلقه إياه على ذلك من أبلغ الحكمة ومن قرأ (خلقه) بتسكين اللام فعلى وجهين:
أحدهما المصدر الذي دل عليه أحسن، والمعنى الذي خلق كل شيء خلقه.
ويجوز أن يكون على البدل فيكون المعنى الذي أحسن خلق كل شيء.
خلقه، والرفع على إضمار: " ذلك خلقه ".
وقوله عزّ وجلّ: (وبدأ خلق الإنسان من طين).
[معاني القرآن: 4/204]
يعني آدم وذريته، فآدم خلق من طين.
(ثمّ جعل نسله من سلالة من ماء مهين (8)
ومعنى مهين ضعيف، ومعنى السلالة في اللغة ما ينسل من الشيء القليل، وكذلك الفعالة نحو الفضالة والنّخامة والقوارة.
وقوله عزّ وجلّ: (وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنّا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربّهم كافرون (10)
ويقرأ (أنّا لفي خلق جديد)، ويقرأ (إنّا لفي خلق جديد) وموضع (إذا) نصب، فمن قرأ (أإنّا) فعلى معنى أنبعث إذا ضللنا في الأرض.
ويكون يدلّ عليه " إنا لفي خلق جديد "، ومن قرأ إنا لفي خلق – جديد فإذا منصوبة بـ ضللنا، ويكون بمعنى الشرط والجزاء، ولا يضر ألا يذكر الفاء، لأن " إذا " قد وليها الفعل الماضي، ولا يجوز أن ينتصب " إذا " بما بعد " أن "، لا خلاف بين النحويين في ذلك، ومعنى " إذا ضللنا " إذا متنا فصرنا ترابا وعظاما فضللنا في الأرض فلم يتبين شيء من خلقنا، ويقرأ صللنا بالصاد، ومعناه على ضربين:
أحدهما أنتنّا وتغيّرنا، وتغيّرت صورنا، يقال صلّ اللحم وأصلّ إذا أنتن وتغيّر.
والضرب الثاني صللنا صرنا من جنس الصّلّة، وهي الأرض اليابسة.
وقوله: (قل يتوفّاكم ملك الموت الّذي وكّل بكم ثمّ إلى ربّكم ترجعون (11)
من توفية العدد، تأويله أنه يقبض أرواحكم أجمعين فلا ينقص واحد منكم، كما تقول: قد استوفيت من فلان وتوفيت من فلان مالي عنده، فتأويله أنه لم يبق لي عليه شيء.
[معاني القرآن: 4/205]
وقوله: (ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربّهم ربّنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنّا موقنون (12)
هذا متروك الجواب، وخطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خطاب الخلق الدليل عليه ذلك: (يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء) فهو بمنزلة ولو ترون فالجواب لرأيتم ما يعتبر به غاية الاعتبار.
وقوله: (ربّنا أبصرنا وسمعنا).
فيه إضمار " يقولون ربّنا أبصرنا.
وقوله: (ولو شئنا لآتينا كلّ نفس هداها ولكن حقّ القول منّي لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين (13)
تأويله مثل قوله: (ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى).
ومثله (فظلّت أعناقهم لها خاضعين).
وقوله: (ولكن حقّ القول منّي لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين).
قال قتادة بذنوبهم، وهذا حسن، لأن اللّه عز وجل قال: (إنّما تجزون ما كنتم تعملون).
وقوله: (فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنّا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون (14)
تأويل النسيان ههنا الترك، المعنى فذوقوا بما تركتم عمل لقاء يومكم هذا فتركناكم من الرحمة.
وقوله عزّ وجل: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفا وطمعا وممّا رزقناهم ينفقون (16)
[معاني القرآن: 4/206]
معنى (تتجافى) ترتفع وتفارق المضاجع، ومعنى (خوفا وطمعا) خوفا من عذاب اللّه وطمعا في رحمة اللّه.
وانتصاب (خوفا وطمعا) لأنه مفعول له، كما تقول: فعلت ذلك حذار الشرّ أي لحذار الشرّ وحقيقته أنه في موضع المصدر، لأن (يدعون ربّهم) في هذا الموضع يدل على أنهم يخافون عذابه ويرجون رحمته، فهو في تأويل يخافون خوفا ويطمعون طمعا.
وقوله: (وممّا رزقناهم ينفقون).
أي ينفقون في طاعة اللّه، وقد اختلف في تفسيرها، وأكثر ما جاء في التفسير أنهم كانوا يصلون في الليل وقت صلاة العتمة المكتوبة لا ينامون عنها، وقيل التطوع بين الصلاتين، صلاة المغرب والعشاء الآخرة.
وقوله: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون (17)
دليل على أنها الصلاة في جوف الليل، لأنه عمل يستسرّ الإنسان به فجعل لفظ ما يجازى به (أخفي).
ويقرأ بإسكان الياء، ويكون المعنى ما أخفي أنا لهم. إخبار عن اللّه.
وإذا قرئت: (أخفي لهم من قرّة أعين) - بفتح الياء - فعلى تأويل الفعل الماضي، ويكون اسم ما لم يسم فاعله ما في أخفي من ذكر " ما " وقرأ الناس كلهم (من قرّة أعين) إلا أبا هريرة فإنه قرأ (من قرّات أعين).
ورواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(جزاء بما كانوا يعملون).
[معاني القرآن: 4/207]
" جزاء " أيضا منصوب مفعول له.
وقرئت: فلا تعلم نفس ما أخفى لهم، أي ما أخفى اللّه لهم.
وقوله: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون (18)
جاء في التفسير أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام.
وعقبة بن أبي معيط.
فالمؤمن عليّ رضي اللّه عنه، والفاسق عقبة ابن أبي معيط، فشهد الله لعليّ بالإيمان وإنه في الجنة بقوله: (أمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فلهم جنّات المأوى).
وقال: (لا يستوون)، ولو كان قال: لا يتسويان لكان جائزا.
ولكن " من " لفظها لفظ الواحد، وهي تدل على الواحد وعلى الجماعة فجاء (لا يستوون) على معنى لا يستوي المؤمنون والكافرون.
ويجوز أن يكون " لا يستوون " للاثنين، لأن معنى الاثنين جماعة.
وقوله عزّ وجلّ: (ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون (21)
الأدنى ما يصيبهم في الدنيا، وقد اختلف في تفسيرها.
فقيل: ما يصيبهم من الجدب والخوف، ويكون دليل هذا القول قوله: (ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثّمرات).
وقيل " العذاب الأدنى " ههنا السّباء والقتل، وجملته أن كل ما يعذّب به في الدنيا فهو العذاب الأدنى، والعذاب الأكبر عذاب الآخرة.
وقوله: (ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل (23)
[معاني القرآن: 4/208]
جاء في التفسير لا تكن في شك من لقاء موسى عليه السلام.
ودليل هذا القول في التفسير قوله: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)، فالمعنى لا تكن يا محمد في مرية من لقائه.
والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة الخطاب له ولأمّته في هذا الموضع، أي فلا تكونوا في شك من لقاء النبي عليه السلام بموسى.
وقيل (فلا تكن في مرية من لقائه) أي من لقاء موسى الكتاب، ويكون الهاء للكتاب، ويكون في لقائه ذكر موسى، ويجوز أن يكون الهاء لموسي، والكتاب محذوف، لأن ذكر الكتاب قد جرى كما جرى ذكر موسى.
وهذا واللّه أعلم أشبه بالتفسير.
وقوله: (وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون (24)
أكثر البصرئين لا يجيزون (أئمّة) بهمزتين، وابن أبي إسحاق وحده يجيز اجتماع همزتين، وسيبويه والخليل وجميع البصريين - إلا ابن إسحاق - يقولون أيمة - بهمزة وياء - وإذا كان الهمزتان في كلمة واحدة لم يجيزوا إلا إبدال الثانية في نحو أيمة وآدم، ومن قرأ أئمة لزمه أن يقول في " آدم " أأدم " لأنه أفعل من الأدمة، وأئمة أفعلة، ولا ينبغي أن تقرأ ألا أيمّة، لأن من حقق الهمزة فيما يجوز فيه تخفيف الهمز أجاز التخفيف فكذلك هو يجيز التخفيف في أيمة، فتصير قراءة أيمّة إجماعا.
وقوله: (لمّا صبروا).
ولما صبروا، والقراءة بالتشديد والتخفيف في " لمّا "، فالتخفيف معناه جعلناهم أئمة لصبرهم، ومن قرأ " لمّا، صبروا فالمعنى معنى
[معاني القرآن: 4/209]
حكاية المجازاة. لمّا صبروا جعلناهم أئمة، وأصل الجزاء في هذا كأنه قيل إن صبرتم جعلناكم أئمة، فلما صبروا جعلوا أئمة.
وقوله عزّ وجلّ: (أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إنّ في ذلك لآيات أفلا يسمعون (26)
وقرئت بالنون ((أولم نهد لهم).
وزعم بعض النحويين أن (كم) في موضع رفع بـ (يهد) والمعنى عنده أولم نبيّن لهم القرون التي أهلكنا من قبلهم.
وهذا عندنا - أعني عند البصريين - لا يجوز، لأنه لا يعمل ما قبل (كم) في (كم)، لا يجوز في قولك كم رجل جاءني.
وأنت مخبر أن تقول جاءني كم رجل، لأن (كم) لا تزال عن الابتداء.
ولذلك جاز أن يفصل بينها وبين ما عملت فيه إذا نصبت بما في الخبر والاستفهام تقول في الخبر:
كم بجود مقرفا نال الغنى
[معاني القرآن: 4/210]
ففصلت بين (كم) وبين قولك مقرفا بقولك (بجود)، فيكون الفصل فيها بين (كم) وما عملت فيه عوضا من تصرفها، ألا ترى أنه لا يجوز عشرون عندي درهما، ويجوز في الخبر كم عندي درهما جيّدا.
وحقيقة هذا أن (كم) في موضع نصب بـ (أهلكنا).
وفاعل " يهد " ما دل عليه المعنى مما سلف من الكلام.
ويكون (كم) أيضا دليلا على الفاعل في يهدي، ويدل على هذا قراءة من قرأ أو لم نهد - بالنون - أي ألم نبين لهم.
ويجوز أيضا على " يهد " بالياء - أن يكون الفعل لله - عزّ وجلّ - يدل عليه قراءة من قرأ (أولم نهد).
وقوله - عزّ وجلّ - (أولم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون (27)
يقرأ (الجرز)، ويجوز، الجرز والجرز والجرز.
كل ذلك قد حكي في (الجرز).
جاء في التفسير أنها أرض اليمن، والجرز عند أهل اللغة الأرض التي لا تنبت. وكان أصلها أنها تأكل نباتها، يقال امرأة جزوز إذا كانت أكولا، ويقال: سيف جراز إذا كان مستأصلا.
فمن قال جرز فهو تخفيف جرز، ومن قال: جرز وجرز فهما لغتان.
ويجوز أن يكون جرز مصدرا وصف به كأنّه أرض ذات جرز - أعني بإسكان الراء، أي ذات أكل للنبات.
وقوله: (يمشون في مساكنهم).
ويجوز في (يمشون في مساكنهم): تمشون.
وقوله تعالى: (ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين (28)
[معاني القرآن: 4/211]
جاء في التفسير أن أصحاب النبي عليه السلام قالوا: يوشك أن يكون لنا يوم نستريح فيه، فقال المشركون: متى هذا الفتح إن كنتم صادقين، فأعلم الله عز وجل أن الراحة في الجنة في الآخرة.
وجاء أيضا في الفتح متى هذا الحكم إن كنتم صادقين، ومتى هذا الفصل.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم.
ولا هم ينظرون.
أي أنّهم ما داموا في الدنيا فالتوبة معروضة لهم ولا توبة في الآخرة.
(فأعرض عنهم وانتظر إنّهم منتظرون (30)
وقرئت: (وانتظر إنّهم منتظرون)، و (منتظرون).
[معاني القرآن: 4/212]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir