دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 05:08 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة المطففين

سورة المطفّفين
(مكّيّة)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (ويل للمطفّفين (1)
(ويل) رفع بالابتداء والخبر قوله (للمطفّفين)، ولو كان في غير القرآن لجاز " ويلا " للمطففين، على معنى جعل الله لهم ويلا، والرفع أجود في القراءة لأن المعنى قد ثبت لهم هذا، والويل كلمة تقال لكل من هو في عذاب وهلكة، والمطففون الذين ينقصون المكيال والميزان وإنما قيل للفاعل من هذا مطفف، لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان، إلا الشيء الحقير الطفيف.
وإنما أخذ من طفّ الشيء وهو جانبه، وقد فسر أمره في السورة فقال:
(الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون (2)
المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم
الكيل وكذلك إذا اتّزنوا استوفوا الوزن، ولم يذكرا إذا اتّزنوا " لأن الكيل والوزن بهما الشراء والبيع فيما يكال ويوزن.
(وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون (3)
أي إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم يخسرون، أي ينقصون في الكيل والوزن، ويجوز في اللغة يخسرون.
يقال:. أخسرت الميزان وخسرته، ولا أعلم أحدا قرأ في هذا الموضع يخسرون، ومن " تأول معنى " كالوهم " كالوا لههم لم يجز أن يقف على كالوا حتى يصلها ب (هم)، فيقول (كالوهم).
ومن
[معاني القرآن: 5/297]
الناس من يجعل " هم " توكيدا لما في كالوا، فيجوز أن تقف فتقول: وإذا كالوا، والاختيار أن تكون " هم " في موضع نصب، بمعنى كالوا لهم. ولو كانت على معنى كالوا، ثم جاءت " هم " توكيدا، لكان في المصحف ألف مثبة قبل (هم).
وقوله عزّ وجلّ: (ألا يظنّ أولئك أنّهم مبعوثون (4) ليوم عظيم (5)
يعنى يوم القيامة، أي إنهم لو ظنوا أنهم يبعثون ما نقصوا في الكيل والوزن.
وقوله: (يوم يقوم النّاس لربّ العالمين (6)
(يوم) منصوب بقوله (مبعوثون)
المعنى ألا يظنون أنهم يبعثون يوم القيامة.
ولو قرئت " يوم يقوم الناس "
بكسر يوم لكان جيّدا على معنى ليوم يقوم الناس.
ولو قرئت بالرفع لكان جيّدا يوم يقوم الناس، على معنى ذلك يوم يقوم الناس، ولا يجوز القراءة إلا بما قرأ به القراء (يوم يقوم النّاس) - بالنصب - لأن القراءة سنة، ولا يجوز أن تخالف بما يجوز في العربية.
وقوله: (كلّا إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين (7)
(كلّا) ردع وتنبيه.
المعنى ليس الأمر على ما هم عليه، فليرتدعوا عن ذلك وقوله: (في سجّين) زعم أهل اللغة أن سجّين فعّيل من السجن، المعنى كتابهم في حبس، جعل ذلك دلالة على خساسة منزلتهم.
وقيل (في سجّين) في حساب، وفي سجّين في حجر من الأرض السابعة.
وقوله: (وما أدراك ما سجّين (8)
أي ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت ولا قومك، ثم فسر فقال:
(كتاب مرقوم (9)
أي مكتوب.
[معاني القرآن: 5/298]
وقوله عزّ وجلّ: (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين (13)
أساطير أباطيل، واحدها أسطورة مثل أحدوثة وأحاديث.
وقوله: (كلّا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون (14)
(كلّا)
وتفسيرها تفسير التي قبلها.
(بل ران على قلوبهم) بإدغام اللام في الراء وتفخيم الألف.
وقد قرئت بل ران - بإمالة الألف والراء إلى الكسر.
وقرئت بل ران بإظهار اللام والإدغام، والإدغام أجود لقرب اللام من الراء، ولغلبة الراء على اللام.
وإظهار اللام جائز إلا أن اللام من كلمة، والراء من كلمة أخرى.
وران بمعنى غطى على قلوبهم، يقال: ران على قلبه الذنب يرين رينا إذا غشي على قلبه.
ويقال غان على قلبه يغين غينا.
والغين كالغيم الرقيق، والرين كالصدأ يغشى على القلب.
وقوله جل ثناؤه: (كلّا إنّهم عن ربّهم يومئذ لمحجوبون (15)
وفي هذه الآية دليل على أن الله يرى في الآخرة، لولا ذلك لما كان في هذه الآية فائدة، ولا [خسّت] منزلة الكفار بأنهم يحجبون عن اللّه - عزّ وجلّ -
وقال تعالى في المؤمنين: (وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربّها ناظرة (23).
فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن المؤمنين ينظرون إلى اللّه، وأن الكفار يحجبون عنه
(ثمّ إنّهم لصالو الجحيم (16)
ثم بعد [حجبهم] عن الله يدخلون النار ولا يخرجون عنها خالدين فيها.
(ثمّ يقال هذا الّذي كنتم به تكذّبون (17)
أي كنتم تكذبون بالبعث والجنة والنّار. ثم أعلم - عزّ وجلّ - أين محل كتاب الأبرار وما لهم من النعيم فرفع كتابهم على قدر مرتبتهم كما سفل وخسّس كتاب الفجار فقال:
(كلّا إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّين (18)
أي أعلى الأمكنة.
[معاني القرآن: 5/299]
(وما أدراك ما علّيّون (19)
وإعراب هذا الاسم كإعراب الجمع لأنه على لفظ الجمع، كما تقول هذه قنسرون، ورأيت قنسرين، وقال بعض النحويين: هذا جمع لما لا يحدّ واحده، نحو ثلاثون وأربعون، فثلاثون كان لفظه لفظ جمع ثلاث.
وكذلك قول الشاعر:
قد شربت إلاّ الدّهيدهينا... قليّصات وأبيكرينا
يعني أن الإبل قد شربت الأجمع الدهداة، والدهداة حاشية الإبل كان قليصات وأبيكرين، ودهيدهين جمع ليس واحده محدودا معلوم العدد.
والقول الأول قول أكثر النحويين وأبينها.
وقوله: (على الأرائك ينظرون (23)
الأرائك: واحدها أريكة، وهي الأسرّة في الحجال.
وقوله: (يسقون من رحيق مختوم (25)
الرحيق الشراب الذي لا غشّ فيه، قال حسّان:
يسقون من ورد البريص عليهم... بردى يصفّق بالرحيق السّلسل
ومعنى (مختوم): في انقطاعه خاصة - ثم بين فقال:
(ختامه مسك (26)
وقرئت خاتمه مسك بفتح التاء، وقرئت خاتمه مسك والمعنى أنهم إذا
[معاني القرآن: 5/300]
شربوا هذا الرحيق فني ما في الكأس وانقطع الشرب، انختم ذلك بطعم المسك ورائحته.
(ومزاجه من تسنيم (27) عينا يشرب بها المقرّبون (28)
تأتيهم من علو عينا تنسم عليهم من الغرف، فعينا في هذا القول منصوبة مفعولة، كما قال: (أو إطعام في يوم ذي مسغبة (14) يتيما).
ويجوز أن يكون (عينا) منصوبة بقوله يسقون عينا، أي من عين.
ويجوز أن يكون عينا منصوبا على الحال، ويكون (تسنيم) معرفة و (عينا) نكرة.
وقوله: (إنّ الّذين أجرموا كانوا من الّذين آمنوا يضحكون (29) وإذا مرّوا بهم يتغامزون (30)
هؤلاء جماعة من كفار قريش كان يمرّ بهم من قدم إسلامه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، وغيره - رحمهم اللّه فيعيرونهم بالإسلام على وجه السخرية منهم.
(وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين (31)
معجبيين بما هم فيه يتفكّهون بذكرهم.
(وما أرسلوا عليهم حافظين (33)
أي ما أرسل هؤلاء القوم على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحفظون عليهم أعمالهم.
(فاليوم الّذين آمنوا من الكفّار يضحكون (34)
يعني يوم القيامة.
(هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون (36)
أي هل جوزوا بسخريتهم بالمؤمنين في الدنيا.
ويقرأ هثّوّب، بإدغام اللام في الثاء.
[معاني القرآن: 5/301]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir