دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:58 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة التكوير

سورة التّكوير
(مكّيّة)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله: (إذا الشّمس كوّرت (1)
معنى (كوّرت) جمع ضوءها ولفّت كما تلف العمامة، يقال: كرت العمامة على رأسي أكوّرها، وكوّرتها أكوّرها إذا لففتها.
(وإذا النّجوم انكدرت (2)
انكدرت: تهافتت وتناثرت.
(وإذا الجبال سيّرت (3)
صارت سرابا.
(وإذا العشار عطّلت (4)
(العشار) النوق الحوامل التي في بطونها أولاها، والواحدة عشراء، وإنما قيل لها عشار لأنها إذا أتت عليها عشرة أشهر - وهي تضع إذا وضعت لتمام في سنة - فهي عشراء، أحسن ما يكون في الحمل، فليس يعطلها أهلها إلا في حال القيامة.
وخوطبت العرب بأمر العشار لأن مالها وعيشها أكثره من الإبل.
(وإذا الوحوش حشرت (5)
قيل تحشر الوحوش كلها حتّى الذّباب يحشر للقصاص.
[معاني القرآن: 5/289]
(وإذا البحار سجّرت (6)
بالتثقيل، ويقرأ (سجرت) بالتخفيف.
ومعنى سجّرت قيل إنه في معنى فجّرت، وقيل سجّرت ملئت، ومنه البحر المسجور المملوء.
وقيل معنى سجرت جعلت مياهها نيرانا بها يعذب أهل النّار.
(وإذا النّفوس زوّجت (7)
قرنت كل شيعة بمن شايعت، وقيل قرنت بأعمالها، وقيل قرنت الأجسام بالأرواح.
(وإذا الموءودة سئلت (8) بأيّ ذنب قتلت (9)
ويقرأ (وإذا الموءودة سألت بأيّ ذنب قتلت)
والموءودة: التي كانت العرب تئدها، كانوا إذا ولد لأحدهم بنت دفنها حيّة، فمعنى سؤالها بـ(بأيّ ذنب قتلت) تبكيت قاتلها في القيامة لأن جوابها قتلت بغير ذنب.
ومثل هذا التبكيت قول الله تعالى: (يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للنّاس اتّخذوني وأمّي إلهين من دون اللّه قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ)
فإنما سؤاله وجوابه تبكيت لمن ادّعى هذا عليه.
يقال: وأدت أئد وأدا، إذا دفنت المولود حيّا، والفاعل وائد، والفاعلة وائدة، والفاعلات وائدات.
قال الفرزدق:
ومنّا الّذي منع الوائدا... ت فأحيا الوئيد ولم يوأد
وكذلك من قرأ: سألت بأي ذنب قتلت، سؤالها تبكيت لقاتلها.
(وإذا الصّحف نشرت (10)
[معاني القرآن: 5/290]
ونشرت. نشرت الصحف وأعطى كل إنسان كتابه بيمينه أو بشماله على قدر عمله.
(وإذا السّماء كشطت (11)
وقرئت (قشطت) بالقاف، ومعناهما قلعت كما يقلع السّقف.
يقال: كشطت السقف وقشطت السقف بمعنى واحد.
والقاف والكاف تبدل إحداهما من الأخرى كثيرا.
ومثل ذلك لبكت الشيء ولبقته إذا خلطته.
(وإذا الجحيم سعّرت (12)
(سعرت)
و (سعّرت) بالتشديد والتخفيف، ومعناه أوقدت، وكذلك (سعّرت).
إلا أن (سعّرت) أوقدت مرة بعد مرة.
(وإذا الجنّة أزلفت (13)
أي قربت من المتقين، وجواب هذه الأشياء قوله:
(علمت نفس ما أحضرت (14)
أي إذا كانت هذه الأشياء التي هي في يوم القيامة، علمت في ذلك الوقت كل نفس ما أحضرت، أي من عمل، فأثيبت على قدر عملها.
وقوله: (فلا أقسم بالخنّس (15) الجوار الكنّس (16)
الخنس جمع خانس، والجواري جمع جارية، من جرى يجري.
والخنس جمع خانس وخانسة، وكذلك الكنّس جمع كانس وكانسة.
والمعنى فأقسم، و " لا " مؤكدة.
والخنس ههنا أكثر التفسير يعنى بها النجوم، لأنها تخنس أي تغيب لأن معنى (واللّيل إذا عسعس (17) والصّبح إذا تنفّس (18) ).
ومعنى (الخنس). و (الكنس) في
[معاني القرآن: 5/291]
النجوم أنها تطلع جارية، وكذلك تخنس، أي تغيب، وكذلك تكنس تدخل في كناسها، أي تغيب في المواضع التي تغيب فيها.
وقيل الخنس ههنا يعني بقر الوحش وظباء الوحش، ومعنى خنس جمع خانس والظباء خنس والبقر خنس.
والخنس قصر الأنف وتأخره عن الفم، وإذا كان للبقر أو كان للظباء فمعنى الكنس أي التي تكنس، أي تدخل الكناس وهو الغصن من أغصان الشجر.
(واللّيل إذا عسعس (17)
يقال عسعس الليل إذا أقبل، وعسعس إذا أدبر، والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد، وهو ابتداء الظلام في أوله، وإدباره في آخره.
(والصّبح إذا تنفّس (18)
إذا امتدّ حتى يصير نهارا بيّنا.
وجواب القسم في هذه الأشياء أعني (فلا أقسم بالخنّس)
وما بعده قوله:
(إنّه لقول رسول كريم (19)
يعنى أن القرآن نزل به جبريل عليه السلام.
(ذي قوّة عند ذي العرش مكين (20)
قيل إنه من قوة جبريل - صلى الله عليه وسلم - أنه قلب مدينة قوم لوط بقوادم جناحه وهي قرى أربع.
(وما صاحبكم بمجنون (22)
هذا أيضا جواب القسم، المعنى فأقسم بهذه الأشياء أن القرآن نزل به جبريل عليه السلام، وأقسم بهذه الأشياء ما صاحبكم بمجنون، يعني به النبي
[معاني القرآن: 5/292]
- صلى الله عليه وسلم -
لأنهم قالوا: (يا أيّها الّذي نزّل عليه الذّكر إنّك لمجنون (6).
فقال: (ن والقلم وما يسطرون (1) ما أنت بنعمة ربّك بمجنون (2).
وقال في هذا الموضع
(وما صاحبكم بمجنون (22) ولقد رآه بالأفق المبين (23)
قد فسرنا ذلك في سورة والنجم.
(وما هو على الغيب بضنين (24)
(بظنين)
ويقرأ (بضنين) فمن قرأ (بظنين) فمعناه ما هو على الغيب بمتهم وهو الثقة فيما أداه عن اللّه - جلّ وعزّ -، يقال ظننت زيدا في معنى اتهمت زيدا، ومن قرأ (بضنين) فمعناه ما هو على الغيب ببخيل، أي هو - صلى الله عليه وسلم - يؤدي عن الله ويعلّم كتاب اللّه.
(فأين تذهبون (26)
معناه فأيّ طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي بينت لكم.
(لمن شاء منكم أن يستقيم (28)
أي الاستقامة واضحة لكم، فمن شاء أخذ في طريق الحقّ والقصد وهو الإيمان باللّه عزّ وجلّ ورسوله.
ثم أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه، وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة اللّه وتوفيقه فقال:
(وما تشاءون إلّا أن يشاء اللّه ربّ العالمين (29)
ودليل ذلك أيضا: (وما توفيقي إلّا باللّه عليه توكّلت).
[معاني القرآن: 5/293]
فهذا إعلام أن الإنسان لا يعمل خيرا إلا بتوفيق اللّه ولا شرّا إلا بخذلان من اللّه، لأن الخير والشر بقضائه وقدره يضل من يشاء ويهدي من يشاء كما قال جلّ وعزّ (اللّه يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب (13).
[معاني القرآن: 5/294]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir