دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:55 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة النازعات

سورة النّازعات
(مكّيّة)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (والنّازعات غرقا (1) والنّاشطات نشطا (2)
قيل في التفسير يعنى به الملائكة تنزع روح الكافر وتنشطها فيشتد عليه أمر خروج نفسه.
وقوله: (والسّابحات سبحا (3) فالسّابقات سبقا (4)
أرواح المؤمنين تخرج بسهولة.
وقيل: (والنّازعات غرقا) القسي، (والنّاشطات نشطا) الأوهاق
(والسّابحات سبحا) السّفن، (فالسّابقات سبقا) الخيل.
(فالمدبّرات أمرا (5)
(فالمدبّرات أمرا) الملائكة، جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت
فجبريل بالوحي والتنزيل وميكائيل بالقطر والنبات، وإسرافيل للصور وملك الموت لقبض الأرواح.
وقيل: (والنّازعات غرقا): النجوم تنزع من مكان إلى مكان وكذلك (والسّابحات سبحا) النجوم تسبح في الفلك كما قال: (وكلّ في فلك
[معاني القرآن: 5/277]
يسبحون).
وكذلك (فالسّابقات سبقا)
فأما (المدبرات أمرا) فالملائكة، وقيل ((فالسّابقات سبقا) الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء كل هذا جاء في التفسير واللّه أعلم بحقيقة ذلك.
وقوله: (يوم ترجف الرّاجفة (6) تتبعها الرّادفة (7)
ترجف تتحرك حركة شديدة، وقيل: الراجفة النفخة الأولى التي تموت معها جميع الخلق.
وقوله: (تتبعها الرّادفة (7)
قيل النفخة الثانية التي تبعث معها الخلق، وهو كقوله تعالى:
(ونفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلّا من شاء اللّه ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون (68).
و (يوم) منصوب على معنى قلوب يومئذ واجفة يوم ترجف الرّاجفة.
ومعنى واجفة شديدة الاضطراب.
(أبصارها خاشعة (9)
ذليلة.
وجواب والنازعات - واللّه أعلم - محذوف، والمعنى كأنّه أقسم فقال: وهذه الأشياء لتبعثنّ، والدليل على ذلك قوله:
(يقولون أإنّا لمردودون في الحافرة (10)
أي إنا نرد في الحياة بعد الموت إذا كنا عظاما نخرة، أي نردّ ونبعث.
ويقال: رجع فلان في حافرته إذا رجع في الطريق الذي جاء فيه.
(أإذا كنّا عظاما نخرة (11)
وقرئت (نخرة)، و (ناخرة) أكثر في القراءة وأجود لشبه آخر الآي بعضها ببعض، الحافرة
[معاني القرآن: 5/278]
وناخرة وخاسرة. ونخرة جيدة أيضا، يقال: نخر العظم ينخر فهو نخر مثل عفن الشيء يعفن فهو عفن. وناخرة على معنى عظاما فارغة يصير فيها من هبوب الريح كالنخير، ويجوز ناخرة كما تقول: بلي الشيء وبليت العظام فهي بالية.
(قالوا تلك إذا كرّة خاسرة (12)
أي هذه الكرة كرة خسران.
والمعنى أهلها خاسرون.
ثم أعلم عزّ وجل سهولة البعث عليه فقال:
(فإنّما هي زجرة واحدة (13) فإذا هم بالسّاهرة (14)
والساهرة وجه الأرض.
وقوله: (إذ ناداه ربّه بالواد المقدّس طوى (16)
أي المبارك.
وقرئت " طوى اذهب " - غير مصروفة - وطوى منوّنة.
وقرئت طوى بكسر الطاء.
وطوى اسم الوادي الذي كلم الله عليه موسى.
فمن صرفه فهو بمنزلة نغر وصرد إذا سميت به مذكرا، ومن لم يصرفه فهو على ضربين:
أحدهما أن يكون اسم البقعة التي هي مشتملة على الوادي، كما قال: (في البقعة المباركة من الشّجرة)
وقيل إنه منع الصرف لأنه معدول نحو عمر، فكان طوى عدل عن طاو كما أن عمر عدل عن عامر.
ومن قال طوى بالكسر فعلى معنى المقدّس مرة بعد مرة.
كما قال طرفة بن العبد:
أعاذل إنّ اللّوم في غير كنهه عليّ طوى من غيّك المتردّد
أي إن اللوم المكرور عليّ.
وقوله: (فأراه الآية الكبرى (20)
[معاني القرآن: 5/279]
يعنى أنه اليد التي أخرجها تتلألأ من غير سوء.
قوله عزّ وجلّ: (فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى (25)
(نكال) منصوب مصدر مؤكد لأن معنى أخذه اللّه نكّل به نكال الآخرة والأولى أي أغرقه في الدنيا ويعذبه في الآخرة.
وجاء في التفسير أن (نكال الآخرة والأولى)
نكال قوله: (ما علمت لكم من إله غيري).
وقوله: (أنا ربّكم الأعلى).
فنكل اللّه به نكال هاتين الكلمتين.
قوله: (أأنتم أشدّ خلقا أم السّماء بناها (27)
قال بعض النحويين: (بناها) من صلة السّماء، المعنى أم التي بناها.
وقال قوم: السماء ليس مما يوصل، ولكن المعنى أأنتم أشدّ خلقا أم السّماء أشدّ خلقا.
ثم بين كيف خلقها فقال:
(بناها (27) رفع سمكها فسوّاها (28) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29)
أي أظلم ليلها.
(وأخرج ضحاها): أظهر نورها بالشمس.
وقوله: (والأرض بعد ذلك دحاها (30)
القراءة على نصب (الأرض)، على معنى: ودحا الأرض بعد ذلك، وفسر هذا المضمر فقال (دحاها)، كما تقول: ضربت زيدا وعمرا أكرمته.
وقد قرئت (والأرض بعد ذلك دحاها) على الرفع بالابتداء.
والنصب أجود، لأنك تعطف بفعل على فعل أحسن، فيكون على معنى بناها.
وفعل وفعل ودحا الأرض بعد ذلك.
قوله: (والجبال أرساها (32)
[معاني القرآن: 5/280]
تفسير نصب الجبال كتفسير نصب الأرض، وكذلك يجوز الرفع، وقد قرئ به في الجبال على تفسير والأرض.
ومعنى (أرساها) أثبتها.
وقوله: (متاعا لكم ولأنعامكم (33)
نصب (متاعا لكم) بمعنى قوله أخرج منها ماءها ومرعاها للإمتاع لكم.
لأن معنى أخرج منها ماءها ومرعاها أمتع بذلك.
وقوله: (فإذا جاءت الطّامّة الكبرى (34)
إذا جاءت الصيحة التي تطم كلّ شيء، الصيحة التي يقع معها البعث والحساب والعقاب والعذاب والرحمة.
وقوله: (فأمّا من طغى (37) وآثر الحياة الدّنيا (38) فإنّ الجحيم هي المأوى (39)
هذا جواب فإذا جاءت الطامة الكبرى، فإن الأمر كذلك، ومعنى هي المأوى أي هي المأوى له، وقال قوم: الألف واللام بدل من الهاء، المعنى فهي مأواه لأن الألف واللام بدل من الهاء، وهذا كما تقول للإنسان: غض الطرف يا هذا. فلابس الألف واللام بدلا من الكاف وأن كان المعنى غض طرفك لأن المخاطب يعلم أنك لا تأمره بغض طرف غيره.
قال الشاعر:
فغضّ الطرف إنّك من نمير... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وكذلك معنى (فإنّ الجنّة هي المأوى) على ذلك التفسير.
وقوله: (يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها (42)
معناه متى وقوعها وقيامها.
ومعنى (إلى ربّك منتهاها (44)
أي منتهى علمها.
[معاني القرآن: 5/281]
وقوله: (إنّما أنت منذر من يخشاها (45)
وقرئت (منذر) بالتنوين على معنى إنما أنت في حال إنذار من يخشاها وتنذر أيضا فيما يستقبل من يخشاها، ومفعل وفاعل إذا كان واحد منهما ومما كان في معناهما لما يستقبل وللحال نوّنته لأنه يكون بدلا من الفعل، والفعل لا يكون إلا نكرة.
وقد يجوز حذف التنوين على الاستئناف، والمعنى معنى ثبوته يعني ثبوت التنوين، فإذا كان لما مضى فهو غير منوّن ألبتّة، تقول: أنت منذر زيدا، أي - أنت أنذرت زيدا.
وقوله: (إلّا عشيّة أو ضحاها (46)
هذه الألف والهاء عائدة على (عشيّة)، المعنى إلّا عشيّة أو ضحاها.
أو ضحى العشية، فأضفت الضحى إلى العشية، والغداة والعشي والضحوة والضحى لليوم الذي يكون فيه، فإذا قلت أتيتك صباحا ومساءه، أو مساء وصباحه، فالمبنى أتيتك صباحا ومساء يلي الصباح، وأتيتك مساء وصباحا يلي المساء.
[معاني القرآن: 5/282]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir