دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:47 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة المدثر

سورة المدّثّر
(مكّيّة)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (يا أيّها المدّثّر (1)
القراءة بتشديد، والأصل المتدثّر، والعلة فيها كالعلّة في المتزمّل.
وتفسيرها كتفسير المزمّل. وقد رويت المتدثر - بالتاء -
وقوله عزّ وجلّ: (وربّك فكبّر (3)
أي صفه بالتعظيم وأنه أكبر، ودخلت الفاء على معنى جواب الجزاء.
المعنى قم فأنذر أي قم فكبر ربّك.
(وثيابك فطهّر (4)
مثلها، وتأويل (وثيابك فطهّر) أي لا تكن غادرا.
يقال للغادر دنس الثياب، ويكون (وثيابك فطهّر) أي نفسك فطهر.
وقيل (وثيابك فطهّر) أي ثيابك فقصر لأن تقصير الثوب أبعد من النجاسة وأنه إذا انجر على الأرض لم يؤمن أن يصيبه ما ينجسه.
(والرّجز فاهجر (5)
(والرّجز)
بكسر الراء، وقرئت بضم الراء، ومعناهما واحد.
وتأويلهما اهجر عبادة الأوثان.
والرجز في اللغة العذاب، قال اللّه تعالى: (ولمّا وقع عليهم الرّجز).
فالتأويل على هذا ما يؤدي إلى عذاب الله فاهجره.
(ولا تمنن تستكثر (6)
أي لا تعط شيئا مقدّرا أن تأخذ بدله ما هو أكثر منه، وتستكثر حال
[معاني القرآن: 5/245]
متوقعة وهذا للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة وليس على الإنسان إثم أن يهدي هديّة يرجو بها ما هو أكثر منها، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أدّبّه الله بأشرف الآداب وأجل الأخلاق.
وقوله: (فإذا نقر في النّاقور (8) فذلك يومئذ يوم عسير (9)
الناقور الصّور، وقيل في التفسير إنه يعني به النفخة الأولى.
و (يوم عسير) يرتفع بقوله: (فذلك يومئذ).
المعنى فذلك يوم عسير يوم ينفخ في الصور و " يومئذ: يجوز أن يكون رفعا، ويجوز أن يكون نصبا.
فإذا كان رفعا فإنما بني على الفتح لإضافته إلى (إذ) لأن (إذ) غير متمكنة، وإذا كان نصبا فهو على معنى فذلك يوم عسير في يوم ينفخ في الصور.
وقوله: (ذرني ومن خلقت وحيدا (11)
قد فسرنا معنى (ذرني) في المزمل.
و(وحيدا) منصوب على الحال، وهو على وجهين: أحدهما أن يكون وحيدا من صفة اللّه - عزّ وجلّ - المعنى ذرني ومن خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أحد، ويكون (وحيدا) من صفة المخلوق، ويكون المعنى، ذرني ومن خلقته وحده لا مال له ولا ولد.
(وجعلت له مالا ممدودا (12) وبنين شهودا (13)
تقديره مال غير منقطع عنه، وقيل ألف دينار، وبنين شهودا، أي شهود معه لا يحتاجون إلى أن يتصرفوا ويغيبوا عنه.
وهذا قيل يعنى به الوليد بن المغيرة، كان له بنون عشرة وكان موسرا
وقوله: (سأرهقه صعودا (17)
أي سأحمله على مشقّة من العذاب.
قوله: (إنّه فكّر وقدّر (18) فقتل كيف قدّر (19)
معنى - (قتل) ههنا لعن، ومثله: (قتل الخرّاصون (10).
[معاني القرآن: 5/246]
وكان الوليد بن المغيرة قال لرؤساء أهل مكة، قد رأيتم هذا الرجل – يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمتم ما فشا من أمره، فإن سألكم الناس عنه ما أنتم قائلون.
قالوا نقول: هو مجنون، قال: إذن يخاطبوه فيعلموا أنه غير مجنون.
قالوا فنقول: إنه شاعر، قال: هم العرب، يعلمون الشعر ويعلمون أن ما أتى به ليس بشعر.
قالوا: فنقول إنه كاهن، قال الكهنة لا تقول إنه يكون كذا وكذا إن شاء اللّه وهو يقول إن شاء الله، فقالوا قد صبأ الوليد.
وجاء أبو جهل ابن أخيه، فقالوا: إن القوم يقولون إنك قد صبوت.
وقد عزموا على أن يجمعوا لك مالا فيكون عوضا مما تقدر أن تأخذ من أصحاب محمد، فقال: واللّه ما يشبعون، فكيف أقدر أن آخذ منهم مالا وإني لمن أيسر الناس، ومر به جماعة فذكروا له ما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - ففكر وعبس وجهه وبسر، أي نظر بكراهة شديدة.
فقال: ما هذا الذي أتى به محمد إلّا سحر يأثره عن مسيلمة وعن أهل بابل.
(إن هذا إلّا قول البشر (25)
أي ما هذا إلا قول البشر.
(سأصليه سقر (26)
(سقر) لا ينصرف لأنها معرفة، وهي مؤنثة، وسقر اسم من أسماء جهنم.
ثم أعلم اللّه تعالى شأن سقر في العذاب فقال:
(وما أدراك ما سقر (27)
تأويله وما أعلمك أي شيء سقر فقال:
(لا تبقي ولا تذر (28) لوّاحة للبشر (29)
البشر جمع بشرة، أي تحرق الجلد حتّى يسودّ.
(عليها تسعة عشر (30)
[معاني القرآن: 5/247]
أي على سقر تسعة عشر ملكا، ووصفهم اللّه في موضع آخر فقال:
(عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (6).
الذي حكاه البصريون تسعة عشر بفتح العين في عشر.
وقد قرئت بتسكين العين، والقراءة بفتحها، وإنما أسكنها من أسكنها لكثرة الحركات، وذلك أنهما اسمان جعلا اسما واحدا، ولذلك بنيا على الفتح، وقرأ بعضهم تسعة عشر فأعربت على الأصل، وذلك قليل في النحو، والأجود تسعة عشر على البناء على الفتح، وفيها وجه آخر " تسعة أعشر "، وهي شاذّة، كأنّها على جمع فعيل وأفعل، مثل يمين وأيمن.
وقوله تعالى: (وما جعلنا أصحاب النّار إلّا ملائكة وما جعلنا عدّتهم إلّا فتنة للّذين كفروا ليستيقن الّذين أوتوا الكتاب ويزداد الّذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الّذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الّذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد اللّه بهذا مثلا كذلك يضلّ اللّه من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربّك إلّا هو وما هي إلّا ذكرى للبشر (31)
(وما جعلنا عدّتهم إلّا فتنة للّذين كفروا).
أي محنة، لأن بعضهم قال بعضنا يكفي هؤلاء.
وقوله: (ليستيقن الّذين أوتوا الكتاب).
أي يعلمون أن ما أتى به النبي عليه السلام موافقا لما في كتبهم.
(ويزداد الّذين آمنوا إيمانا).
لأنهم كلّما صدقوا بما يأتي في كتاب اللّه عزّ وجلّ زاد إيمانهم.
(ولا يرتاب الّذين أوتوا الكتاب والمؤمنون)
أي لا يشكون.
وقوله: (وما هي إلّا ذكرى للبشر).
جاء في التفسير أن النار في الدنيا تذكر بالنار في الآخرة.
وقوله: (واللّيل إذ أدبر (33)
ويقرأ (إذ دبر)، وكلاهما جيّد في العربية.
يقال: دبر الليل وأدبر، وكذلك قبل الليل وأقبل.
وقد قرئت أيضا (إذا أدبر) (والصّبح إذا أسفر).
بإثبات الألف فيهما.
[معاني القرآن: 5/248]
وقوله: (إنّها لإحدى الكبر (35) نذيرا للبشر (36)
هذه الهاء كناية عن النّار، أي إنّها لكبيرة في حال الإنذار.
ونصب (نذيرا) على الحال، وذكّر (نذيرا) لأنّ معناه معنى العذاب.
ويجوز أن يكون التذكير على قولهم امرأة طاهر وطالق، أي ذات طلاق وكذلك نذير ذات إنذار.
ويجوز أن يكون (نذيرا) منصوبا معلّقا بأول السورة على معنى قم نذيرا للبشر.
وقوله: (لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر (37)
أي أن يتقدم فيما أمر به أو يتأخر، فقد أنذرتم.
قوله عزّ وجلّ: (كلّ نفس بما كسبت رهينة (38) إلّا أصحاب اليمين (39)
قيل أصحاب اليمين الأطفال لأنهم لا يسألون، تفضل اللّه عليهم بأن أعطاهم الجنّة، وكل نفس رهينة بعملها إما خلّصها وإما أوبقها.
والتخليص مع عملها بتفضل اللّه.
وقوله عزّ وجلّ: (وكنّا نخوض مع الخائضين (45)
أي نتبع الغاوين.
وقوله: (فما تنفعهم شفاعة الشّافعين (48)
يعني الكفار وفي هذا دليل أن المؤمنين تنفعهم شفاعة بعضهم لبعض.
وقوله: (فما لهم عن التّذكرة معرضين (49)
منصوب على الحال.
(كأنّهم حمر مستنفرة (50)
وقرئت مستنفرة.
قال الشاعر:
[معاني القرآن: 5/249]
أمسك حمارك إنّه مستنفر... في إثر أحمرة عمدن لغرّب
وقوله: (فرّت من قسورة (51)
القسورة الأسد، وقيل أيضا القسورة الرّماة الذين يتصيدونها.
وقوله: (بل يريد كلّ امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشّرة (52)
قيل كانوا يقولون: كان من أذنب من بني إسرائيل يجد ذنبه مكتوبا من غد على بابه فما بالنا لا نكون كذلك.
وقد جاء في القرآن تفسير طلبهم في سورة بني إسرائيل في قوله: (ولن نؤمن لرقيّك حتّى تنزّل علينا كتابا نقرؤه).
وقوله: (هو أهل التّقوى وأهل المغفرة (56)
أي هو أهل أن يتقى عقابه، وأهل أن يعمل بما يؤدي إلى مغفرته.
[معاني القرآن: 5/250]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir