دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:46 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة المزمل

سورة المزّمّل
(مكّيّة)
ما خلا آيتين من آخرها مدنية
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله: (يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلّا قليلا (2)
هذا خطاب للنبي عليه السلام، وقيل إنه نزل عليه هذا وعليه قطيفة.
والمزّمّل أصله المتزمّل، ولكن التاء تدغم في الزاي لقربها منها، يقال: تزمّل فلان إذا تلفف بثيابه، وكل شيء لافف فقد زمّل.
قال امرؤ القيس:
كأنّ أبانا في أفانين ودقه... كبير أناس في بجاد مزمّل
وقيل إنه كان متزمّلا في حال هيئة الصلاة.
قوله: (قم اللّيل إلّا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4)
فالمعنى - واللّه أعلم - أن (نصفه) بدل من (الليل) كما تقول: ضربت زيدا رأسه فإنما ذكرت زيدا لتؤكد الكلام، وهو أوكد من قولك ضربت رأس زيدا فالمعنى قم نصف الليل إلا قليلا أو انقص من النصف أو زد على النصف، وذكر (أو انقص منه قليلا) بمعنى إلا قليلا ولكنه ذكر مع الزيادة، فالمعنى قم نصف الليل أو انقص من نصف الليل أو زد على نصف.
وهذا - واللّه أعلم - قبل أن يقع فرض الصلوات الخمس.
ومعنى: (ورتّل القرآن ترتيلا (4)
[معاني القرآن: 5/239]
بينه تبيينا، والتبيين لا يتم بأن يعجل في القرآن، إنما يتم بأن تبين جميع الحروف وتوفي حقها في الإشباع.
قوله - عزّ وجلّ -: (إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5)
جاء في التفسير أنه يثقل العمل به، لأن الحلال والحرام والصلاة والصيام وجميع ما أمر اللّه به أن يعمل، ونهى عنه، لا يؤديه أحد إلا بتكلف ما يثقل عليه.
ويجوز على مذهب أهل اللغة أن يكون معناه أنه قول له وزن في صحته وبيانه ونفعه، كما تقول: هذا كلام رصين، وهذا قول له وزن، إذا كنت تستجيده وتعلم أنه قد وقع موقع الحكمة والبيان.
قوله عزّ وجلّ:(إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئا وأقوم قيلا (6)
(وطئا وأقوم قيلا)
وتقرأ: (وطاء وأقوم قيلا).
(ناشئة اللّيل) ساعات الليل كلها، كلما نشأ منه، أي كل ما حدث منه فهو ناشئة، ومعنى هي أشدّ وطئا أي أشد مواطأة لتقلب السمع.
ومن قرأ (وطئا) - بفتح الواو - فمعناه هي أبلغ في القيام وأبين في القول، ويجوز أن يكون أشد وطأ أغلظ على الإنسان من القيام بالنهار، لأن الليل جعل ليسكن فيه.
وقيل أشد وطئا أي أبلغ في الثواب، لأن كل مجتهد فثوابه على قدر اجتهاده.
قوله: (إنّ لك في النّهار سبحا طويلا (7)
معناه فراغا طويلا ومتصرفا طويلا.
(واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلا (8)
أي إن فاتك شيء من الليل فلك في النهار فراغ.
[معاني القرآن: 5/240]
وقرئت (سبخا) بالخاء معجمة، والقراءة بالحاء غير معجمة، ومعنى (سبخا) صحيح في اللغة، يقال للقطعة من القطن سبخة، ويقال سبخت القطن بمعنى نفشته، ومعنى نفشته وسعته، فالمعنى على ذلك أن لك في النهار توسّعا طويلا، ومعناه قريب من معنى السبح.
(واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلا)
المعنى واذكر اسم ربك بالنهار، ومعنى (وتبتّل إليه) انقطع إليه في العبادة ومن هذا قيل لمريم عليها السلام البتول لأنها انقطعت إلى الله جل ثناؤه في العبادة، وكذلك صدقة بتلة منقطعة من مال المصدق وخارجة إلى سبل اللّه.
والأصل في المصدر في تبتل تبتّلت تبتيلا، وبتلت تبتيلا، فتبتيلا محمول على معنى تبتّل إليه تبتيلا.
قوله: (ربّ المشرق والمغرب لا إله إلّا هو فاتّخذه وكيلا (9)
أي اتخذه كفيلا بما وعدك.
وقوله: (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا (10)
هذا يدل - واللّه أعلم - قبل أن يؤمر المسلمون بالقتال.
(وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلا (11)
ومثله: (ذرني ومن خلقت وحيدا (11).
فإن قال قائل ما مجاز ذرني؟ واللّه - عزّ وجلّ - يفعل ما يشاء، لا يحول بينه وبين إرادته حائل؟
فالجواب في ذلك أن العرب إذا أرادت أن تأمر الإنسان بأن له همة بأمر أو بإنسان تقول: دعني وزيدا، ليس أنه حال بينه وبين زيد أحد، ولكن تأويله لا تهتمّ بزيد فإني أكفيكه.
وقوله: (إنّ لدينا أنكالا وجحيما (12)
الأنكال واحدها نكل.
وجاء في التفسير أنه ههنا قيود من نار.
[معاني القرآن: 5/241]
(وطعاما ذا غصّة وعذابا أليما (13)
طعامهم الضريع كما قال عزّ وجلّ: (ليس لهم طعام إلّا من ضريع (6).
وهو الشبرق، وهو شوك كالعوسج.
وقوله: (يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا (14)
(يوم) منصوب معلق بقوله (إنّ لدينا أنكالا وجحيما)، أي ينكل [بالكافرين] ويعذبهم (يوم ترجف الأرض والجبال)، وترجف تزلزل وتحرك أغلظ حركة.
(وكانت الجبال كثيبا مهيلا).
والكثيب جمعه الكثبان، وهي القطع العظام من الرمل.
ومعنى (مهيلا) سائلا قد سيل، وأصل مهيل مهيول، يقال تراب مهيل وتراب مهيول أي مصبوب فسئل، والأكثر مهيل، وإنما حذفت الواو لأن الياء تحذف منها الضمة في مهيول فتسكن هي والواو وتحذف الواو لالتقاء السّاكنين وقد شرحنا هذا في مثل هذا الموضع أكثر من هذا الشرح، واختصرنا على ما سلف لاختلاف النحويين فيه، وأنه يطول شرحه في هذا الكتاب.
وقوله: (فأخذناه أخذا وبيلا (16)
الوبيل الثقيل الغليظ جدّا، ومن هذا قيل للمطر الغليظ العظيم وابل.
وقوله: (فكيف تتّقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا (17)
المعنى فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم، أي بأي شيء [تتحصّنون] من عذاب اللّه في يوم من هوله يشيب فيه الصّغير من غير كبر.
وتذهل فيه كل مرضعة عمّا أرضعت، وترى النّاس سكرى وما هم بسكرى
ولكن عذاب اللّه شديد، ثم وصف من هول ذلك اليوم أن قال:
(السّماء منفطر به كان وعده مفعولا (18)
[معاني القرآن: 5/242]
أي السماء تنشق به كما قال: (إذا السّماء انشقّت).
وقيل في التفسير: (السّماء منفطر به) أي السماء مثقلة باللّه عزّ وجلّ.
وقوله: (إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفة من الّذين معك واللّه يقدّر اللّيل والنّهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسّر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرءوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضا حسنا وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفور رحيم (20)
(إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه).
فمن قرأ (نصفه) بالنصب (وثلثه) فهو بيّن حسن.
وهو تفسير مقدار قيامه لأنه لمّا قال (أدنى من ثلثي الليل) كان نصفه مبينا لذلك الأدنى، ومن قرأ و (نصفه) و (ثلثه)، فالمعنى وتقوم أدنى من نصفه ومن ثلثه.
وقوله: (منفطر به).
ولم يقل منفطرة، ومنفطرة جائز وعليه جاء: (إذا السّماء انفطرت).
ولا يجوز أن يقرأ في هذا الموضع السماء منفطرة؛ لخلاف المصحف.
والتذكير على ضربين:
أحدهما على معنى السماء معناه السقف، قال اللّه عزّ وجلّ: (وجعلنا السّماء سقفا محفوظا).
والوجه الثاني على قوله: امرأة مرضع، أي على جهة النسب.
المعنى السماء ذات انفطار، كما تقول امرأة مرضع أي ذات رضاع.
وقوله: (أولي النّعمة).
النعمة التنعم، والنّعمة اليد الجميلة عند الإنسان والصنع من اللّه تعالى ولو قرئت أولي النّعمة لكان وجها، لأن المنعم عليهم يكونون مؤمنين وغير مؤمنين، قال اللّه جل ثناؤه: (صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم).
[معاني القرآن: 5/243]
وقوله - جل وعزّ -: (وما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خيرا وأعظم أجرا).
معناه خيرا لكم من متاع الدنيا.
و (خيرا) منصوب مفعول ثان لـ (تجدوه)
ودخلت " هو " فصلا.
وقد فسرنا ذلك فيما سلف من الكتاب، ولو كان في غير القرآن لجاز تجدوه هو خير. فكنت ترفع بـ هو، ولكن النصب أجود في العربية.
ولا يجوز في القرآن غيره.
[معاني القرآن: 5/244]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir