دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 7 ذو القعدة 1435هـ/1-09-2014م, 10:02 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي تفسير من آية 54- 57

تفسير سورة البقرة
[من الآية (54) إلى الآية (57) ]

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) }



تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}


الخطاب في الآية ط
هذا القول من موسى صلى الله عليه وسلم كان بأمر من الله تعالى

أصل الظلم في اللغة ج
وأصل "الظلم" في اللغة: وضع الشيء في غير موضعه، والعرب تقول: (ومن أشبه أباه فما ظلم)، معناه: لم يقع له الشبه غير موقعه،

معنى (ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل ) ج
يقال لكل من فعل فعلا يعود عليه بمكروه: إنما أسأت إلى نفسك وظلمت نفسك

معنى (اتخاذكم العجل ) ج
أي: اتخذتموه إلها.

المراد ب (فاقتلوا أنفسكم ) ك ط ج
قال ابن عطية:
1- وجعل الله تعالى القتل لمن قتل شهادة وتاب على الباقين وعفا عنهم.
2- قال بعض الناس: فاقتلوا في هذه الآية معناه بالتوبة وإماتة عوارض النفوس من شهوة وتعنت وغضب، واحتج بقوله عليه السلام في الثوم والبصل فلتمتهما طبخا،


كيفية قتلهم لأنفسهم ك ج
قال ابن كثير:
1- عن ابن عبّاسٍ،»*قال:«أمر موسى قومه -من أمر ربّه عزّ وجلّ -أن يقتلوا أنفسهم»*قال:*«واحتبى الّذين عبدوا العجل فجلسوا، وقام الّذين لم يعكفوا على العجل، فأخذوا الخناجر بأيديهم، وأصابتهم ظلّة شديدةٌ، فجعل يقتل بعضهم بعضًا، فانجلت الظلّة عنهم، وقد أجلوا عن سبعين ألف قتيلٍ، كلّ من قتل منهم كانت له توبةٌ، وكلّ من بقي كانت له توبةٌ».
2- سعيد بن جبيرٍ ومجاهدًا يقولان في قوله تعالى:*{فاقتلوا أنفسكم}*قالا:*« قام بعضهم إلى بعضٍ بالخناجر فقتل بعضهم بعضًا، لا يحنو رجلٌ على قريبٍ ولا بعيدٍ، حتّى ألوى موسى بثوبه، فطرحوا ما بأيديهم، فكشف عن سبعين ألف قتيلٍ. وإنّ اللّه أوحى إلى موسى: أن حسبي، فقد اكتفيت، فذلك حين ألوى موسى بثوبه»، [وروي عن عليٍّ رضي اللّه عنه نحو ذلك].
3-وقال قتادة:*«أمر القوم بشديدٍ من الأمر، فقاموا يتناحرون بالشّفار يقتل بعضهم بعضًا، حتّى بلغ اللّه فيهم نقمته، فسقطت الشّفار من أيديهم، فأمسك عنهم القتل، فجعل لحيّهم توبةً، وللمقتول شهادةً».
4-وقال الحسن البصريّ:*«أصابتهم ظلمة حندس، فقتل بعضهم بعضًا [نقمةً] ثمّ انكشف عنهم، فجعل توبتهم في ذلك».
5- وقال الزّهريّ:*«لمّا أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها، برزوا ومعهم موسى، فاضطربوا بالسّيوف، وتطاعنوا بالخناجر، وموسى رافعٌ يديه، حتّى إذا أفنوا بعضهم، قالوا: يا نبيّ اللّه، ادع اللّه لنا. وأخذوا بعضديه يسندون يديه، فلم يزل أمرهم على ذلك، حتّى إذا قبل اللّه توبتهم قبض أيديهم، بعضهم عن بعضٍ، فألقوا السّلاح، وحزن موسى وبنو إسرائيل للّذي كان من القتل فيهم، فأوحى اللّه، جلّ ثناؤه، إلى موسى: ما يحزنك؟ أمّا من قتل منكم فحيٌّ عندي يرزقون، وأمّا من بقي فقد قبلت توبته. فسرّ بذلك موسى، وبنو إسرائيل».
6- *قال الزجاج : إنهم صفوا صفين يقتل بعضهم بعضا، فمن قتل كان شهيدا؛ ومن لم يقتل فتائب مغفور له ما تقدم من ذنبه*ويقال:*إن السبعين الذين اختارهم موسى -صلى الله عليه وسلم- لم يكونوا ممن عبد العجل، وإنهم هم الذين كانوا يقتلون،*والأول أشبه بالآية*لأن قوله عزّ وجلّ*{فاقتلوا أنفسكم}*يدل على أنها توبة عبدة العجل


المراد بالعجل في الآية ط
قال ابن عطية :
1-«العجل» لفظة عربية، اسم لولد البقرة.
2- وقال قوم: سمي عجلا لأنه استعجل قبل مجيء موسى عليه السلام.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وليس هذا القول بشيء.

هل العجل بقي من ذهب أول من صار من لحم ودم ط
قال ابن عطية: واختلف هل بقي العجل من ذهب؟
1- قال ذلك الجمهور بقي من ذهب
2- وقال الحسن بن أبي الحسن: صار لحما ودما، والأول أصح.

سبب حذف الياء في يا قوم ط ج
ط وحذفت الياء في «يا قومي» لأن النداء موضع حذف وتخفيف

معنى (توبوا) ط
قال ابن عطية : «توبوا»: معناه ارجعوا عن المعصية إلى الطاعة.

معنى بارئكم واشتقاقها ج ط
أي: إلى خالقكم
قال الزجاج : يقال: برأ اللّه الخلق، فالبارئ: الخالق، والبريّة والخلق: المخلوقون،

فائدة ذكر (إلى بارئكم) ك
قال ابن كثير : وفي قوله هاهنا:*{إلى بارئكم}*تنبيهٌ على عظم جرمهم، أي: فتوبوا إلى الّذي خلقكم وقد عبدتم معه غيره.

مرجع الضمير في عليكم ط
وقوله:*{عليكم}*معناه: على الباقين، وجعل الله تعالى القتل لمن قتل شهادة وتاب على الباقين وعفا عنهم.



تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)}


معنى الآية : ك
قال ابن كثير : يقول تعالى: واذكروا نعمتي عليكم في بعثي لكم بعد الصّعق، إذ سألتم رؤيتي جهرةً عيانًا، ممّا لا يستطاع لكم ولا لأمثالكم،

معنى جهرة ك ط ج
1- والجهرة العلانية، ومنه الجهر ضد السر، وجهر الرجل الأمر كشفه.
2- وقرأ سهل بن شعيب وحميد بن قيس: «جهرة» بفتح الهاء، قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويحتمل أن يكون جهرةً جمع جاهر، أي حتى نرى الله كاشفين هذا الأمر.

المراد بالصاعقة ك
1- الصّاعقة: صيحةٌ من السّماء».
2- وقال السّدّيّ في قوله:*{فأخذتكم الصّاعقة}*« الصّاعقة: نارٌ».

معنى الصاعقة ج
قال الزجاج : ما يصعقون منه أي: يموتون، فأخذتهم الصاعقة: فماتوا.


القراءات في الصاعقة ط
قال ابن عطية : 1- الصاعقة :
2- الصعقة : وقرأ عمر وعلي رضي الله عنهما: «فأخذتكم الصعقة»، والصعقة ما يحدث بالإنسان عند الصاعقة.

المخاطبين في الآية ك ط
السبعين الذين اختارهم موسى عليه السلام


وقت اختيارهم ط
قال ابن عطية :
1- فحكى أكثر المفسرين أن ذلك بعد عبادة العجل، اختارهم ليستغفروا لبني إسرائيل.
2- وحكى النقاش وغيره أنه اختارهم حين خرج من البحر وطلب بالميعاد،
والأول أصح، وقصة السبعين أن موسى صلى الله عليه وسلم لما رجع من تكليم الله ووجد العجل قد عبد قالت له طائفة ممن لم يعبد العجل: نحن لم نكفر ونحن أصحابك، ولكن أسمعنا كلام ربك، فأوحى الله إليه أن اختر منهم سبعين شيخا،

قصة السبعين ط
قال ابن عطية :
وقصة السبعين أن موسى صلى الله عليه وسلم لما رجع من تكليم الله ووجد العجل قد عبد قالت له طائفة ممن لم يعبد العجل: نحن لم نكفر ونحن أصحابك، ولكن أسمعنا كلام ربك، فأوحى الله إليه أن اختر منهم سبعين شيخا، فلم يجد إلّا ستين، فأوحى الله إليه أن اختر من الشباب عشرة، ففعل، فأصبحوا شيوخا، وكان قد اختار ستة من كل سبط فزادوا اثنين على السبعين، فتشاحوا فيمن يتأخر، فأوحى الله إليه أن من تأخر له مثل أجر من مضى، فتأخر يوشع بن نون وطالوت بن يوقنا وذهب موسى عليه السلام بالسبعين بعد أن أمرهم أن يتجنبوا النساء ثلاثا ويغتسلوا في اليوم الثالث، واستخلف هارون على قومه، ومضى حتى أتى الجبل، فألقي عليهم الغمام.
قال النقاش وغيره: غشيتهم سحابة وحيل بينهم وبين موسى بالنور فوقعوا سجودا.
قال السدي وغيره: وسمعوا كلام الله يأمر وينهى، فلم يطيقوا سماعه، واختلطت أذهانهم، ورغبوا أن يكون موسى يسمع ويعبر لهم، ففعل، فلما فرغ وخرجوا بدلت منهم طائفة ما سمعت من كلام الله فذلك قوله تعالى:*{وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه}[البقرة: 75]، واضطرب إيمانهم وامتحنهم الله بذلك فقالوا: لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً ولم يطلبوا من الرؤية محالا، أما إنه عند أهل السنة ممتنع في الدنيا من طريق السمع، فأخذتهم حينئذ الصاعقة فاحترقوا وماتوا موت همود يعتبر به الغير.

المراد بالصاعقة ك ج
معنى الصاعقة: ما يصعقون منه

معنى (فأخذتكم الصاعقة ) ج
أي: يموتون،

معنى (وانتم تنظرون ) ط ك
وتنظرون معناه
1- إلى حالكم.ذكره ابن عطية
2- قال القاضي أبو محمد عبد الحق رحمه الله: حتى أحالهم العذاب وأزال نظرهم)ذكره ابن عطية
3- وقال عروة بن رويمٍ في قوله:«فصعق بعضهم وبعضٌ ينظرون، ثمّ بعث هؤلاء وصعق هؤلاء». ذكره ابن كثير
4- وقال السّدّيّ:*، ثمّ إنّ اللّه أحياهم فقاموا وعاشوا رجلٌ رجلٌ، ينظر بعضهم إلى بعضٍ: كيف يحيون؟ ذكره ابن كثير




تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}

مناسبة الآية ط:
قال ابن عطية : أجاب الله تعالى فيهم رغبة موسى عليه السلام وأحياهم من ذلك الهمود أو الموت، ليستوفوا آجالهم، وتاب عليهم،


المراد بالبعث ط ج
قال الزجاج :
في هذه الآية ذكر البعث بعد موت وقع في الدنيا. ج
قال ابن عطية :
1- والبعث هنا الإثارة كما قال الله تعالى:*{من بعثنا من مرقدنا}*[يس: 52].
2- وقال قوم: إنهم لما أحيوا وأنعم عليهم بالتوبة سألوا موسى عليه السلام أن يجعلهم الله أنبياء، فذلك قوله تعالى:*{ثمّ بعثناكم من بعد موتكم}*أي أنبياء*{لعلّكم تشكرون}*أي على هذه النعمة،


معنى (لعلكم تشكرون) ط
أي على هذه النعمة،


وقت نزول الألواح ط
قال ابن عطية :
1- نزلت الألواح بالتوراة على موسى في تلك المدة، وهذا قول جماعة،
2- وقال آخرون: إن الألواح نزلت في ذهابه الأول وحده.

الاحتجاج على مشركي العرب بهذه الآية ج
قال الزجاج : وذلك احتجاج على مشركي العرب الذين لم يكونوا موقنين بالبعث، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأخبار عمن بعث بعد الموت في الدنيا مما توافقه عليه اليهود والنصارى، وأرباب الكتب فاحتج -صلى الله عليه وسلم- بحجة اللّه التي يوافقه عليها جميع من خالفه من أهل الكتب.



تفسير قوله تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)}


مناسبة الآية ك
قال ابن كثير : لمّا ذكر تعالى ما دفعه عنهم من النّقم، شرع يذكّرهم -أيضًا-بما أسبغ عليهم من النّعم،

معنى ظللنا ط
قال ابن عطية : ومعنى ظلّلنا جعلناه ظلل

المراد بالغمام ك ط ج
قال ابن كثير:
1- وهو جمع غمامةٍ،. وهو السّحاب الأبيض، ظلّلوا به في التّيه ليقيهم حرّ الشّمس. ك ط ج
2- عن مجاهدٍ: ليس بالسّحاب، هو الغمام الّذي يأتي اللّه فيه يوم القيامة، ولم يكن إلّا لهم».
3- قال ابن عبّاسٍ:*{وظلّلنا عليكم الغمام}*قال:*«غمامٌ أبرد من هذا وأطيب، وهو الّذي يأتي اللّه فيه في قوله:*{هل ينظرون إلا أن يأتيهم اللّه في ظللٍ من الغمام والملائكة}*[البقرة: 210]*وهو الّذي جاءت فيه الملائكة يوم بدرٍ»*قال ابن عبّاسٍ:*«وكان معهم في التّيه».
ذكر القول الأول ابن عطية والزجاج


سبب تسمية الغمام ك
قال ابن كثير وابن عطية: سمّي بذلك لأنّه يغمّ السّماء، أي: يواريها ويسترها

المراد بالمن ك ط ج
قال ابن عطية :
1- والمنّ صمغة حلوة،*هذا قول فرقة، ط ك
2- *وقيل:*هو عسل،*ط ك
3- وقيل:*شراب حلو، *ط ك
4- وقيل:*الذي ينزل اليوم على الشجر، ط ك
4- *وقيل:*المنّ خبز الرقاق مثل النقي. ط ك
5- *وقيل:*هو الترنجبين وقيل الزنجبيل، وفي بعض هذه الأقوال بعد.*
6- وقيل:*المنّ مصدر يعني به جميع ما من الله به مجملا.

ذكر الأقوال ابن كثير ثم قال : والغرض أنّ عبارات المفسّرين متقاربةٌ في شرح المنّ، فمنهم من فسّره بالطّعام، ومنهم من فسّره بالشّراب، والظّاهر، واللّه أعلم، أنّه كلّ ما امتنّ اللّه به عليهم من طعامٍ وشرابٍ، وغير ذلك، ممّا ليس لهم فيه عملٌ ولا كدٌّ، فالمنّ المشهور إن أكل وحده كان طعامًا وحلاوةً، وإن مزج مع الماء صار شرابًا طيّبًا، وإن ركّب مع غيره صار نوعًا آخر، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده؛


علاقة المن بالكمأة ط ك
قال ابن كثير : قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:«الكمأة من المنّ،
قال ابن عطية : وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب مسلم:*«الكمأة مما من الله به على بني إسرائيل وماؤها شفاء للعين».
فقيل:*أراد عليه السلام أن الكمأة نفسها مما أنزل نوعها على بني إسرائيل.
وقيل: أراد أنه لا تعب في الكمأة ولا جذاذ ولا حصاد، فهي منة دون تكلف من جنس من بني إسرائيل في أنه كان دون تكلف.


كيفية نزول المن ك ط ج
قال ابن عطية : وروي أن المنّ كان ينزل عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس كالثلج فيأخذ منه الرجل ما يكفيه ليومه، فإن ادخر فسد عليه إلا في يوم الجمعة فإنهم كانوا يدخرون ليوم السبت فلا يفسد عليهم، لأن يوم السبت يوم عبادة،

المراد بالسلوى ك ط ج
قال ابن كثير وابن عطية : والسّلوى طير بإجماع من المفسرين، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم.
1- قيل:*هو السمانى بعينه.*
2- وقيل:*طائر يميل إلى الحمرة مثل السمانى،*
3- وقيل:*طائر مثل الحمام تحشره عليهم الجنوب.



الآمر في (كلوا من طيبات ما رزقناكم) ك
قال ابن كثير : أمر إباحةٍ وإرشادٍ وامتنانٍ.

معنى (كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ج
قال الزجاج : قالوا: إن معناه: من هذه الطيبات، وقالوا -أيضا-: مما هو حلال لكم)

معنى (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) ك ط
1- قال ابن كثير : أي أمرناهم بالأكل ممّا رزقناهم وأن يعبدوا، كما قال:*{كلوا من رزق ربّكم واشكروا له}*[سبأٍ:15]*فخالفوا وكفروا فظلموا أنفسهم، هذا مع ما شاهدوه من الآيات البيّنات والمعجزات القاطعات، وخوارق العادات،
2- قال ابن عطية :
وقوله تعالى:*{وما ظلمونا}*يقدر قبله: فعصوا ولم يقابلوا النعم بالشكر، والمعنى وما وضعوا فعلهم في موضع مضرة لنا ولكن وضعوه في موضع مضرة لهم حيث لا يجب.
وقال بعض المفسرين: ما ظلمونا ما نقصونا، والمعنى يرجع إلى ما لخصناه)


فضل صحابة رسول الله على سائر أصحاب الأنبياء ك
قال ابن كثير: ومن هاهنا تتبيّن فضيلة أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ورضي عنهم، على سائر أصحاب الأنبياء في صبرهم وثباتهم وعدم تعنّتهم، كما كانوا معه في أسفاره وغزواته، منها عام تبوك، في ذلك القيظ والحرّ الشّديد والجهد، لم يسألوا خرق عادةٍ، ولا إيجاد أمرٍ، مع أنّ ذلك كان سهلًا على الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، ولكن لمّا أجهدهم الجوع سألوه في تكثير طعامهم فجمعوا ما معهم، فجاء قدر مبرك الشاة، فدعا [الله] فيه، وأمرهم فملؤوا كلّ وعاءٍ معهم، وكذا لمّا احتاجوا إلى الماء سأل اللّه تعالى، فجاءت سحابةٌ فأمطرتهم، فشربوا وسقوا الإبل وملؤوا أسقيتهم. ثمّ نظروا فإذا هي لم تجاوز العسكر. فهذا هو الأكمل في الاتّباع: المشي مع قدر اللّه، مع متابعة الرّسول صلّى الله عليه وسلم)

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التفسير, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir