دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > التصاريف ليحيى بن سلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 07:55 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي تفسير الكلام

تفسير الكلام على خمسة وجوه

الوجه الأول: الكلام يعني الكلام الذي كلم الله عباده من غير وحي
وذلك قوله في سورة النساء: {وكلّم الله موسى تكليمًا} كلاما من غير وحي. وقال في سورة البقرة لبني إسرائيل، السبعين رجلا الذين اختارهم موسى، قال: {وقد كان فريقٌ مّنهم} من بني إسرائيل، {يسمعون كلام الله} يعني إنهم سمعوا كلامه، قال: {ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}.
الوجه الثاني: كلام الله يعني كلامه بالوحي
وهو القرآن، وذلك قوله في براءة: {فأجره حتى يسمع كلام الله} يعني القرآن الّذي أوحى الله إلى محمد. وقال في سورة الفتح: {يريدون أن يبدّلوا كلام الله} يعني قول الله للنبي عليه السّلام.
الوجه الثالث: كلمات الله يعني أمر الله وعجائبه
وذلك قول الله في سورة الكهف: {قل لّو كان البحر مدادًا لّكلمات ربّي} يعني لعلم ربّي وعجائبه، {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي} يعني علم ربّي. وعجائبه. وقال في آخر سورة لقمان: {و أنّما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ
والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ مّا نفدت كلمات الله} يعني علم الله وعجائبه:
الوجه الرابع: كلام الله من المخلوقين عند الموت ولا يسمعه بنو آدم
وذلك قول الكفّار: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون} وذلك أن الكافر إذا نزل به الموت وعاين حسناته قليلة وسيئاته كثيرة نظر إليه ملك الموت من قبل أن يخرج من الدنيا فتمنى الرّجعة وصدّق بما كذب به، فعند ذلك يقول: {ربّ ارجعون} يعني إلى الدنيا {لعلي أعمل صالحًا فيما تركت}، يقول الله: {كلاّ} يعني لا ترجع إلى الدنيا. ثم استأنف فقال: {كلا أنّها كلمةٌ هو قائلها} ولا يسمع بها بنو آدم، وذلك مثل قول فرعون: {حتى إذا أدركه الغرق} ونزل به الموت وعاينه، {قال آمنت أنّه لا ألاه إلا ألذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين}، فلم ينفعه إيمانه عند معاينة ملك الموت ولو كان آمن قبل أن يدركه الغرق لنفعه إيمانه. وكما يؤمن أهل الكتاب بعيسى قال: {وإن مّن أهل الكتاب إلاّ ليؤمننّ به قبل موته} يعني لا يموت أحد حتى يؤمن به، فلا ينفعه إيمانه عند معاينة ملك الموت ونزول الموت به، لأنه لا يستطيع أن ينطق به كمنطق أهل الدنيا. وذلك قوله في سورة النساء: {وليست التوبة للّذين يعملون السيئات} يعني الشرك، {حتى إذا حضر أحدهم الموت} يعني إذا نزل بأحدهم الموت وعاين حسناته وسيئاته، حين لا يسمع كلامه المخلوقون، {قال إنّي تبت الآن} قال: فليس من كافر إلا يتوب عند الموت فلا ينفعه. ولا يتجاوز عن {الذين يموتون وهم كفّارٌ} قال:
{أولئك أعتدنا لهم عذابا أليمًا}.
الوجه الخامس: الكلام يعني الإيمان من الكفار عند معاينة العذاب في الدنيا
فقال يخبر عن الأمم الخالية الذين عذّبوا في الدّنيا قال: {فلمّا رأوا بأسنا} يعني عذابنا في الدّنيا {قالوا أمنّا بالله وحده}، يقول الله: {فلم يك ينفعهم إيمانهم} عند نزول العذاب بهم كما لم ينفع فرعون إيمانه عند الغرق. وقال: {فلمّا أحسّوا بأسنا أذا هم مّنها يركضون}، و {قالوا يا ويلنا أنّا كنّا ظالمين} فأقرّوا على أنفسهم بالظّلم، وآمنوا بما جاءت به الرّسل، وسألوا ألرّجعة إلى الدّنيا وسألوا ألنّظر ليحسنوا ألعمل. وقال في سورة الشعراء: {لا يؤمنون به حتى يروا ألعذاب الأليم} فيقولوا عند ذلك، {فيقولوا هل نحن منظرون}. وقال في سورة يونس: {أثمّ إذا ما وقع} يعني حتى إذا ما نزل العذاب، {آمنتم به الآن وقد كنتم به تستعجلون}.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكلام, تفسير

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir