دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 شوال 1443هـ/19-05-2022م, 01:00 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟
القلوب هي محل نظر الرب، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم).
وإن مقصود علم السلوك هو صلاح القلوب والتي بصلاحها تصلح الجوارح، لذلك عُدّ علم السلوك لب العلوم وروحها، لأن به تحصل تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، وبه ينال اليقين، والتبصر بالدين، وبه تتبين حقائق الفتن، وسنن الابتلاء، وتعرف به أمراض القلوب وسبيل شفائها، ومداواة القلوب من عللها وأدوائها.
فالتقوى محلها القلب، وعلم السلوك تحصل به تقوى القلوب التي هي غاية هذا العلم، قال تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينالها التقوى منكم".

س2: ما هو تعريف العبادة؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
أصل معنى العبادة هو الذلة.
فالعرب تسمي الطريق المعبد: بالطريق المذلل، الذي وطئته الأقدام وذللته السابلة.
قال طرفة بن العبد منشدا: تباري عتقا ناجيات وأتبعت وظيفا وظيفا فوق مور معبد
وتقول العرب للبعير المذلل بالركوب للحوائج: معبّد. وتسمي العبد عبدا لذلته.
وقد عرف أبو منصور الأزهري العبادة لغة بالحد الحقيقي: الطاعة مع الخضوع، ويقال طريق معبد: إذا كان مذللا بكثرة الوطء.
• أما الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية:
فالعبادة الكونية: هي العبودية العامة لجميع الخلق، فكل الخلق عبيد لله تحت تصرفه لا يخرجون عن ملكه وتدبيره، وحده خالقهم ومالكهم ورازقهم لا يمتنع أحد عنه. وهي المتعلقة بالربوبية.
قال تعالى: "إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا".
أما العبادة الشرعية: فأحسن ما قيل فيها، هو ما عرفه بها ابن تيمية رحمه الله بالحد الرسمي لها: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
فمن التعريف نلحظ أنها كل ما شرع للعبد أن يتعبد به في شريعة الإسلام، فتخرج منه العبادات الشركية والبدعية حيث لا يحبها الله، ويخرج منها الأمكنة والأزمنة والأشخاص لأنها ليست أقوالا وأفعالا حيث لا توصف بالعبادة، فهي كل ما يتقرب بها إلى المعبود.
وبمقارنة كلا التعريفين للعبادة، نلحظ أن العبادة الكونية هي لجميع الخلائق، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، لا يخرج عن قهر الله شيئا، فقد أقر المشركون بربوبية الله، ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام. بينما العبادة الشرعية فهي الفارقة بين المسلمين والكفار، فهي خاصة بأهل الإخلاص لله والمتابعة لنبيه، الذين عملوا بمقتضى تعريف العبادة الشرعية، محققينها بالمحبة والانقياد والتعظيم لله وحده.

س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
القلوب في أصل أمرها مفطورة على محبة الله وتوحيده، ولكن أحوالها تختلف باختلاف أحوالها مع الفتن التي تعرض عليها.
وقد ذكر الشيخ أنواعا للقلوب، منها:
أولا: القلب الحي الصحيح:
وهو قلب المؤمن الذي يستمع القول فيتبع أحسنه، قال تعالى: "إن في ذلك لذكرى، لمن كان له قلب".
فالقلوب الحية هي المنيبة الذاكرة الخاشعة المخبتة المتفقهة المهتدية المتعقلة.
ثانيا: القلب المريض:
وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقا أصغرا، الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا، إن غلب خيره شره كان أقرب للإيمان، ولكنه على خطر، إذ قد يودي به تماديه في الفجور والفسوق إلى موت القلب بالكفر وبالنفاق الأكبر، فالمعاصي بريد الكفر كما قال أهل العلم.
هي التي فيها حياة وموات، يشتد مرضها باشتداد افتتانه بالشهوة المحرمة والشبهة المشككة، وباقي أمراض القلوب.
ثالثا: القلب الميت.
وهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبرا، انتفى عنه الإيمان وحبط عمله بما ارتكب من الكفر المخرج من المة.
وهذه القلوب تختلف باختلاف سبب موتها: من الشرك والنفاق والكفر والإلحاد، وما عوقب به من الزيغ والصرف والإغفال والقفل والطبع والختم والشد والرين، فبعض هذه العقوبات أشد من بعض.
** وهذه القلوب تتنوع إلى أنواع أخرى بحسب ما يغلب عليها من أوصاف ذلك النوع.
وفائدة معرفة أنواع القلوب: هو مما يعين على فقه أعمال القلوب، والبصيرة بالمخارج منها، والشفاء من أمراضها، والسلامة من تقلبها وأخطارها، فيصنف العبد نوع قلبه على الدوام، تحت أي نوع يندرج قلبي: فيسأل الله الثبات إن كان قلبه حيا، ويستدرك مرض قلبه قبل أن يموت، ويعمل على أن يعيد قلبه إلى الحياة إن مات مستعينا بذلك بالله متوكلا عليه القادر على أن يحييه.

س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
المحبة هي أصل الدين، كما هي أصل أعمال القلوب، لأن الأعمال بالنيات ، والنية محلها القلب، ويمكن تبيان ذلك من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: إن الباعث الذي يحمل العبد على أداء العبادات هو محبة الله، ومحبة ثوابه (الرجاء)، ومحبة النجاة من عذابه (الخوف).
لذلك، فإن الخوف والرجاء مبناهما كذلك على المحبة، فالراجي يطمع فيما يحب من رضا الله محبوبه وثوابه، والخائف يخاف على ما يحب من السلامة، ويخاف من سخط محبوبه. ومثلها سائر العبادات: كالتوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها، منشأها والباعث عليها محبة الله وما يتبعها من محبة رضه وجنته، ومحبة النجاة من عقابه.
الوجه الثاني: ما سميت أعمال العبادة بالعبادة إلا لأنها صادرة عن أعلى درجات المحبة، المقرونة بالتعظيم والانقياد، فكل معبود لا يُحب ولا يُعظم ولا يُنقاد له ليس بمعبود، وكذلك المعظم الذي لا يُحب.
الوجه الثالث: إن شرطي قبول العمل هو: الإخلاص لله وحده، والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الإخلاص ثمرته محبة المؤمن الصادقة لربه جل وعلا، وهكذا حال كل القربات التي يتقرب بها العبد لربه الذي يحبه لذاته، وهذه المنزلة لا تكون إلا لله وحده.
وعليه، فإن محبة الله وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله هي أصل الدين، وهي الفارقة بين الإيمان والنفاق.
لذا نجد في صحيح البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلَده في الشرابِ؛ فأُتِي به يوماً فأُمِرَ به فجُلد؛ فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)). فلولا أنه يحب الله ورسوله لكان من المنافقين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (من المعلوم أن كل مؤمن فلا بد أن يحب الله ورسوله، ولكن في المظهرين للإسلام مَن هم منافقون؛ فأولئك ملعونون لا يحبون الله ورسوله). ولابن تيمية رسالة: قاعدة في المحبة بيّن فيها أن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن المحبة، وأن العبد حارث همّام يسعى ويهمّ فيما يحب، والمحبة منها المحمود ومنها المذموم.

س5: ما هو خوف السر؟ وما هو حكمه.
هو – كما ذكره العلماء – خوف التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القل بالمعبود والالتجاء إليه، كخوف عباد القبور والأولياء، وقد جمعوا بذلك أنواعا من الشرك، حيث لا يجوز صرف ذلك إلا لله وحده، منها:
- اعتقادهم اطلاع أولئك الأموات على ما يعملون.
- اعتقادهم قدرتهم على المؤاخذة وإحلال العقوبة والسخط.
- خوفهم أن يقطعوا عنهم المدد.
- خوفهم أن يتخلوا عن الشفاعة لهم.
وغيرها.
لذلك، تجد بعضهم أنه إذا سمع ذكر أمواتهم بسوء، أو ينهاهم عن الغلو فيهم، يرى عليه آثار الخوف من غضب ذلك الولي بزعمهم.
أما حكمه فهو التحريم، لأنه من الشرك.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 شوال 1443هـ/21-05-2022م, 04:55 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان جلال مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟
القلوب هي محل نظر الرب، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم).
وإن مقصود علم السلوك هو صلاح القلوب والتي بصلاحها تصلح الجوارح، لذلك عُدّ علم السلوك لب العلوم وروحها، لأن به تحصل تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، وبه ينال اليقين، والتبصر بالدين، وبه تتبين حقائق الفتن، وسنن الابتلاء، وتعرف به أمراض القلوب وسبيل شفائها، ومداواة القلوب من عللها وأدوائها.
فالتقوى محلها القلب، وعلم السلوك تحصل به تقوى القلوب التي هي غاية هذا العلم، قال تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينالها التقوى منكم".
[اختصرت]
س2: ما هو تعريف العبادة؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
أصل معنى العبادة هو الذلة.
فالعرب تسمي الطريق المعبد: بالطريق المذلل، الذي وطئته الأقدام وذللته السابلة.
قال طرفة بن العبد منشدا: تباري عتقا ناجيات وأتبعت وظيفا وظيفا فوق مور معبد
وتقول العرب للبعير المذلل بالركوب للحوائج: معبّد. وتسمي العبد عبدا لذلته.
وقد عرف أبو منصور الأزهري العبادة لغة بالحد الحقيقي: الطاعة مع الخضوع، ويقال طريق معبد: إذا كان مذللا بكثرة الوطء.
• أما الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية:
فالعبادة الكونية: هي العبودية العامة لجميع الخلق، فكل الخلق عبيد لله تحت تصرفه لا يخرجون عن ملكه وتدبيره، وحده خالقهم ومالكهم ورازقهم لا يمتنع أحد عنه. وهي المتعلقة بالربوبية.
قال تعالى: "إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا".
أما العبادة الشرعية: فأحسن ما قيل فيها، هو ما عرفه بها ابن تيمية رحمه الله بالحد الرسمي لها: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
فمن التعريف نلحظ أنها كل ما شرع للعبد أن يتعبد به في شريعة الإسلام، فتخرج منه العبادات الشركية والبدعية حيث لا يحبها الله، ويخرج منها الأمكنة والأزمنة والأشخاص لأنها ليست أقوالا وأفعالا حيث لا توصف بالعبادة، فهي كل ما يتقرب بها إلى المعبود.
وبمقارنة كلا التعريفين للعبادة، نلحظ أن العبادة الكونية هي لجميع الخلائق، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، لا يخرج عن قهر الله شيئا، فقد أقر المشركون بربوبية الله، ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام. بينما العبادة الشرعية فهي الفارقة بين المسلمين والكفار، فهي خاصة بأهل الإخلاص لله والمتابعة لنبيه، الذين عملوا بمقتضى تعريف العبادة الشرعية، محققينها بالمحبة والانقياد والتعظيم لله وحده.

س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
القلوب في أصل أمرها مفطورة على محبة الله وتوحيده، ولكن أحوالها تختلف باختلاف أحوالها مع الفتن التي تعرض عليها.
وقد ذكر الشيخ أنواعا للقلوب، منها:
أولا: القلب الحي الصحيح:
وهو قلب المؤمن الذي يستمع القول فيتبع أحسنه، قال تعالى: "إن في ذلك لذكرى، لمن كان له قلب".
فالقلوب الحية هي المنيبة الذاكرة الخاشعة المخبتة المتفقهة المهتدية المتعقلة.
ثانيا: القلب المريض:
وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقا أصغرا، الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا، إن غلب خيره شره كان أقرب للإيمان، ولكنه على خطر، إذ قد يودي به تماديه في الفجور والفسوق إلى موت القلب بالكفر وبالنفاق الأكبر، فالمعاصي بريد الكفر كما قال أهل العلم.
هي التي فيها حياة وموات، يشتد مرضها باشتداد افتتانه بالشهوة المحرمة والشبهة المشككة، وباقي أمراض القلوب.
ثالثا: القلب الميت.
وهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبرا، انتفى عنه الإيمان وحبط عمله بما ارتكب من الكفر المخرج من المة.
وهذه القلوب تختلف باختلاف سبب موتها: من الشرك والنفاق والكفر والإلحاد، وما عوقب به من الزيغ والصرف والإغفال والقفل والطبع والختم والشد والرين، فبعض هذه العقوبات أشد من بعض.
** وهذه القلوب تتنوع إلى أنواع أخرى بحسب ما يغلب عليها من أوصاف ذلك النوع.
وفائدة معرفة أنواع القلوب: هو مما يعين على فقه أعمال القلوب، والبصيرة بالمخارج منها، والشفاء من أمراضها، والسلامة من تقلبها وأخطارها، فيصنف العبد نوع قلبه على الدوام، تحت أي نوع يندرج قلبي: فيسأل الله الثبات إن كان قلبه حيا، ويستدرك مرض قلبه قبل أن يموت، ويعمل على أن يعيد قلبه إلى الحياة إن مات مستعينا بذلك بالله متوكلا عليه القادر على أن يحييه.

س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
المحبة هي أصل الدين، كما هي أصل أعمال القلوب، لأن الأعمال بالنيات ، والنية محلها القلب، ويمكن تبيان ذلك من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: إن الباعث الذي يحمل العبد على أداء العبادات هو محبة الله، ومحبة ثوابه (الرجاء)، ومحبة النجاة من عذابه (الخوف).
لذلك، فإن الخوف والرجاء مبناهما كذلك على المحبة، فالراجي يطمع فيما يحب من رضا الله محبوبه وثوابه، والخائف يخاف على ما يحب من السلامة، ويخاف من سخط محبوبه. ومثلها سائر العبادات: كالتوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها، منشأها والباعث عليها محبة الله وما يتبعها من محبة رضه وجنته، ومحبة النجاة من عقابه.
الوجه الثاني: ما سميت أعمال العبادة بالعبادة إلا لأنها صادرة عن أعلى درجات المحبة، المقرونة بالتعظيم والانقياد، فكل معبود لا يُحب ولا يُعظم ولا يُنقاد له ليس بمعبود، وكذلك المعظم الذي لا يُحب.
الوجه الثالث: إن شرطي قبول العمل هو: الإخلاص لله وحده، والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الإخلاص ثمرته محبة المؤمن الصادقة لربه جل وعلا، وهكذا حال كل القربات التي يتقرب بها العبد لربه الذي يحبه لذاته، وهذه المنزلة لا تكون إلا لله وحده.
وعليه، فإن محبة الله وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله هي أصل الدين، وهي الفارقة بين الإيمان والنفاق.
لذا نجد في صحيح البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلَده في الشرابِ؛ فأُتِي به يوماً فأُمِرَ به فجُلد؛ فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)). فلولا أنه يحب الله ورسوله لكان من المنافقين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (من المعلوم أن كل مؤمن فلا بد أن يحب الله ورسوله، ولكن في المظهرين للإسلام مَن هم منافقون؛ فأولئك ملعونون لا يحبون الله ورسوله). ولابن تيمية رسالة: قاعدة في المحبة بيّن فيها أن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن المحبة، وأن العبد حارث همّام يسعى ويهمّ فيما يحب، والمحبة منها المحمود ومنها المذموم.

س5: ما هو خوف السر؟ وما هو حكمه.
هو – كما ذكره العلماء – خوف التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القل بالمعبود والالتجاء إليه، كخوف عباد القبور والأولياء، وقد جمعوا بذلك أنواعا من الشرك، حيث لا يجوز صرف ذلك إلا لله وحده، منها:
- اعتقادهم اطلاع أولئك الأموات على ما يعملون.
- اعتقادهم قدرتهم على المؤاخذة وإحلال العقوبة والسخط.
- خوفهم أن يقطعوا عنهم المدد.
- خوفهم أن يتخلوا عن الشفاعة لهم.
وغيرها.
لذلك، تجد بعضهم أنه إذا سمع ذكر أمواتهم بسوء، أو ينهاهم عن الغلو فيهم، يرى عليه آثار الخوف من غضب ذلك الولي بزعمهم.
أما حكمه فهو التحريم، لأنه من الشرك.
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 شوال 1443هـ/26-05-2022م, 10:18 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟

لما كانت غاية علم السلوك الوصول للإحسان في العبادة، باتباع الصراط المستقيم، الذي هو الهدى و و كانت فروعه مختصة بأعمال القلوب و أدوائها و النفس و ما يعترض الإنسان من عوارض في الطريق و عقبات ، ليصل الى مقصوده و هو توحيد الله ، و كان ذلك هو مقصود كل العلوم الشرعية، كان علم السلوك لب العلوم و روحها.
فالعلم النافع هو الذي يزداد به العبد إيمانًا،و يقينًا، و تبصرة و ذكرى، و زيادة الإيمان تشمل الأعمال و الأقوال القلبية و أعمال الجوارح تبعًا لما يقوم في القلب، و هذا مدار علم السلوك و مقصوده؛ الوصول لتقوى القلوب، وو زكاة النفوس، و العمل تبعًا بطاعة الله، و هذا عليه مدار القبول و الحرمان و الثواب و العقاب.
فالله لا يقبل دعاء عن قلب غافل، و قال تعالى :((لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)، فالأعمال الباطنة هي الميزان في قبول الأعمال، و القلب إذا صلح صلح الجسد كله، و هذا مقصد علم اللسوك؛ صلاح القلب و الجوارح،(ألا وإن في الجسد مضغة ً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
العبادة لغة: من عبد أي ذلل ، طريق معبد؛ أي مذلل، وهي الطاعة مع الخضوع. ويقال طريقٌ مُعَبَّدٌ إذا كان مذلَّلا بكثرة الوطء.
اصطلاحًا: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
العبادة الكونية:عبادة متعلقة بالربوبية؛ الخلق و الملك و التدبير للخلق، و هي عامة لجميع الخلق لا يخرج منهم أحد عنها، مؤمن و كافر،فليس من منكر لها، أقر بها المشركون، لكن لم يكن هذا الإقرار عندهم موجب لعبادة الله، بل عرجوا لعبادة الأصنام،و لم يتقوا الله، قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾.
.الدليل على العبادة الكونية: قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)﴾
وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾.
العبادة الشرعية: عبادة متعلقة بالألوهية، هي عبادة أهل الإيمان، و الطاعة، يتعبدون الله بما يحب و يرضى، و يحذرون مما نهى عنه، هي الفارقة بين المسلمين والكفار، وأهل الجنة وأهل النار، وهي إخلاص العبادة لله جل وعلا واتّباع شرعه بامتثال أمره واجتناب نهيه.
و قد ألحد في العبادة الشرعية في الإخلاص: من أعرض عن هدي الله و عن توحيده، و هم الشركون.
و من ألحد في الاتباع كان من أهل الضلال والبدع، فكان ممن عبدوا الله بما لم يأمر الله و بما لا يحب و يرضى.
س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
أنواع القلوب:
1- القلب الحي الصحيح، وهو قلب المؤمن؛ القلب الذي يستمع الذكر و ينتفع و يهتدي للحق و يقبله، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) ، و قال تعالى( لينذر من كان حياً)، في الآية الأولى المراد القلب الحي، و الآية الثانية المراد من كان حيًا القلب.
و للقلب الحي أنواع: قلب ذاكر،قلب منيب، و قلب خاشع، و قلب، مخبت، و هذه القلبو؛ تعقل و تهدي و تفقه.
2- القلب المريض، قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، قلب اجتمع فيه الخير و الشر، إرادة و عمل، فكان عمله مشوبًا بالشر و السوء، و بعلو أحدهما يكون عمله، إن غلب الخير الشر استقام، و إن غلب الشر ارتكب المعاصي، فكان مترددًأ بين عمل خير يثاب عله و عمل سوء يعاقب به.
يزداد المرض بالقلب باتباع الشهوات و الشبهات، و بتسلط الشيطان و النفس الأمارة بالسوء، بالغفلة، بالتعلق بغير الله، و كلما تعهد العبد قلبه و طهره بالتزكية من هذه الأمور، كلما علا الخير فيه و استقام القلب على الهدى.
3- القلب الميت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، قلب خلا من الإيمان؛ اعتقادًا و تصديقًا و عملًأ، و لأن مدار قبول الأعمال القلوب كان عمله الذي ظاهره االصلاح هباءًا نثورًا، و كان خالدًا في النهار بكفره..
و من أسباب موت القلوب: الشرك، النفاق، الكفر، الإلحاد، و عوقب به جزاء إعراضه و عناده، من طبع، و ران و ختم، و قفل .
متى علمنا أنواع القلوب، و خيرها و شرها، كان ذلك بابًا لمراقبة العبد قلبه و تعهده بما يصلحه من أسباب ، فيزكيه و يطهره من كل مرض و شر، باستغفار و توبة ،و ذكر و طاعات و قرب إلى الله ، بقراءة سير الصالحين، بنظر حال القلب في كل حال، لينجو من العقاب.
س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
المحبة أصل الدين ومبناه و يظهر ذلك من خلال الآتي:
* قيام العبد بالأعمال الصالحة، و العبادات دافعها المحبة؛ محبة الله تعالى، محبة ثوابه، محبة النجاة من عقابه، فالمحب لمن يحب مطيع.
و هذه المحبة سبب للخوف في قلب العبد، فالمحب يخاف من غضب محبوبه و يخشاه، و يرجو رضاه و كل الأععمال القلبية لله منشاؤها محبة الله تعالى، من توكل و خشية وإنابة وتوبة ، بنظر القلب إلى ذات الله و أفعاله و إلى محاسبة الله له؛ ثوابه و عقابه.
*العبد يقبل على الله في عبادته بجناحي المحبة و التعظيم، محبة العبد لربه أعلى درجات المحبة و أعظمها، و هي محبة مقرونة بتعظيم، فالمحب الذي لا يعظم لا يذل و لا ينقاد لا يكون معبودًا ، و كذلك المعظم الذي لا يحب لا يكون معبودًا لله.
* الإخلاص شرط لقبول الأعمال، لا يكون إلا عن المحبة الصادقة لله وحده، فهو يرجو رضا الله وحده، و يعظم الله وحده، و لا يصرف محبته هذه التي قرنت بالمحبة و التعظيم إلا لله وحده.
المحبة لله أصل لأعمال القلوب، بها تخلص النية لله، و تصفو من كل شرك، و محبة الله أصل لمحبة رسوله و كتابه و شرعه و القيام بكل أعباء الدين من أوامر و نواهي و أحكام و حدود.
قال تعالى في آية الإمتحان (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، فمحبة الله الخالصة دليلها الاتباع الذي يلزم منه محبة الله للعبد.

س5: ما هو خوف السر ؟ وما هو حكمه.
خوف السر: يردا به خوف التعبد، أي التعبد المقرون بالخوف و الذل و الرهبة و الخشية من الإصابة بضرر ممن يقدر على ذلك، و يترتب على هذا الخوف تعلق و إنابة و خشية و توكل ،لذا فإن هذا الخوف لا يصرف و لا يكون إلا لله، فهو القادر على كل شيء، قال تعالى(﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُون﴾ ، و لأن كل ما ذكرنا من أعمال قلبية لا تصرف إلا لله ، و إن صرف خوف السر و ما يترتب عليه لغير الله، كان ذلك شركًا أكبر بالله.
كالصوفية ممن يدعون أصحاب القبور، و يظنون في الولي ميتًا كان أو حيًا قدرته على الإضرار و العقوبة و السخط، فيسارعون لطلب رضاهم و التذلل لهم، خشية أن يؤذوهم، فيعتقدون فيهم ما ليس إلا لله، من النفع و الضر، و يعتقدون أن الميت منهم ينفع و يضر.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 ذو القعدة 1443هـ/2-06-2022م, 11:00 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟

لما كانت غاية علم السلوك الوصول للإحسان في العبادة، باتباع الصراط المستقيم، الذي هو الهدى و و كانت فروعه مختصة بأعمال القلوب و أدوائها و النفس و ما يعترض الإنسان من عوارض في الطريق و عقبات ، ليصل الى مقصوده و هو توحيد الله ، و كان ذلك هو مقصود كل العلوم الشرعية، كان علم السلوك لب العلوم و روحها.
فالعلم النافع هو الذي يزداد به العبد إيمانًا،و يقينًا، و تبصرة و ذكرى، و زيادة الإيمان تشمل الأعمال و الأقوال القلبية و أعمال الجوارح تبعًا لما يقوم في القلب، و هذا مدار علم السلوك و مقصوده؛ الوصول لتقوى القلوب، وو زكاة النفوس، و العمل تبعًا بطاعة الله، و هذا عليه مدار القبول و الحرمان و الثواب و العقاب.
فالله لا يقبل دعاء عن قلب غافل، و قال تعالى :((لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)، فالأعمال الباطنة هي الميزان في قبول الأعمال، و القلب إذا صلح صلح الجسد كله، و هذا مقصد علم اللسوك؛ صلاح القلب و الجوارح،(ألا وإن في الجسد مضغة ً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
العبادة لغة: من عبد أي ذلل ، طريق معبد؛ أي مذلل، وهي الطاعة مع الخضوع. ويقال طريقٌ مُعَبَّدٌ إذا كان مذلَّلا بكثرة الوطء.
اصطلاحًا: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
العبادة الكونية:عبادة متعلقة بالربوبية؛ الخلق و الملك و التدبير للخلق، و هي عامة لجميع الخلق لا يخرج منهم أحد عنها، مؤمن و كافر،فليس من منكر لها، أقر بها المشركون، لكن لم يكن هذا الإقرار عندهم موجب لعبادة الله، بل عرجوا لعبادة الأصنام،و لم يتقوا الله، قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾.
.الدليل على العبادة الكونية: قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)﴾
وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾.
العبادة الشرعية: عبادة متعلقة بالألوهية، هي عبادة أهل الإيمان، و الطاعة، يتعبدون الله بما يحب و يرضى، و يحذرون مما نهى عنه، هي الفارقة بين المسلمين والكفار، وأهل الجنة وأهل النار، وهي إخلاص العبادة لله جل وعلا واتّباع شرعه بامتثال أمره واجتناب نهيه.
و قد ألحد في العبادة الشرعية في الإخلاص: من أعرض عن هدي الله و عن توحيده، و هم الشركون.
و من ألحد في الاتباع كان من أهل الضلال والبدع، فكان ممن عبدوا الله بما لم يأمر الله و بما لا يحب و يرضى.
س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
أنواع القلوب:
1- القلب الحي الصحيح، وهو قلب المؤمن؛ القلب الذي يستمع الذكر و ينتفع و يهتدي للحق و يقبله، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) ، و قال تعالى( لينذر من كان حياً)، في الآية الأولى المراد القلب الحي، و الآية الثانية المراد من كان حيًا القلب.
و للقلب الحي أنواع: قلب ذاكر،قلب منيب، و قلب خاشع، و قلب، مخبت، و هذه القلبو؛ تعقل و تهدي و تفقه.
2- القلب المريض، قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، قلب اجتمع فيه الخير و الشر، إرادة و عمل، فكان عمله مشوبًا بالشر و السوء، و بعلو أحدهما يكون عمله، إن غلب الخير الشر استقام، و إن غلب الشر ارتكب المعاصي، فكان مترددًأ بين عمل خير يثاب عله و عمل سوء يعاقب به.
يزداد المرض بالقلب باتباع الشهوات و الشبهات، و بتسلط الشيطان و النفس الأمارة بالسوء، بالغفلة، بالتعلق بغير الله، و كلما تعهد العبد قلبه و طهره بالتزكية من هذه الأمور، كلما علا الخير فيه و استقام القلب على الهدى.
3- القلب الميت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، قلب خلا من الإيمان؛ اعتقادًا و تصديقًا و عملًأ، و لأن مدار قبول الأعمال القلوب كان عمله الذي ظاهره االصلاح هباءًا نثورًا، و كان خالدًا في النهار بكفره..
و من أسباب موت القلوب: الشرك، النفاق، الكفر، الإلحاد، و عوقب به جزاء إعراضه و عناده، من طبع، و ران و ختم، و قفل .
متى علمنا أنواع القلوب، و خيرها و شرها، كان ذلك بابًا لمراقبة العبد قلبه و تعهده بما يصلحه من أسباب ، فيزكيه و يطهره من كل مرض و شر، باستغفار و توبة ،و ذكر و طاعات و قرب إلى الله ، بقراءة سير الصالحين، بنظر حال القلب في كل حال، لينجو من العقاب.
س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
المحبة أصل الدين ومبناه و يظهر ذلك من خلال الآتي:
* قيام العبد بالأعمال الصالحة، و العبادات دافعها المحبة؛ محبة الله تعالى، محبة ثوابه، محبة النجاة من عقابه، فالمحب لمن يحب مطيع.
و هذه المحبة سبب للخوف في قلب العبد، فالمحب يخاف من غضب محبوبه و يخشاه، و يرجو رضاه و كل الأععمال القلبية لله منشاؤها محبة الله تعالى، من توكل و خشية وإنابة وتوبة ، بنظر القلب إلى ذات الله و أفعاله و إلى محاسبة الله له؛ ثوابه و عقابه.
*العبد يقبل على الله في عبادته بجناحي المحبة و التعظيم، محبة العبد لربه أعلى درجات المحبة و أعظمها، و هي محبة مقرونة بتعظيم، فالمحب الذي لا يعظم لا يذل و لا ينقاد لا يكون معبودًا ، و كذلك المعظم الذي لا يحب لا يكون معبودًا لله.
* الإخلاص شرط لقبول الأعمال، لا يكون إلا عن المحبة الصادقة لله وحده، فهو يرجو رضا الله وحده، و يعظم الله وحده، و لا يصرف محبته هذه التي قرنت بالمحبة و التعظيم إلا لله وحده.
المحبة لله أصل لأعمال القلوب، بها تخلص النية لله، و تصفو من كل شرك، و محبة الله أصل لمحبة رسوله و كتابه و شرعه و القيام بكل أعباء الدين من أوامر و نواهي و أحكام و حدود.
قال تعالى في آية الإمتحان (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، فمحبة الله الخالصة دليلها الاتباع الذي يلزم منه محبة الله للعبد.

س5: ما هو خوف السر ؟ وما هو حكمه.
خوف السر: يردا به خوف التعبد، أي التعبد المقرون بالخوف و الذل و الرهبة و الخشية من الإصابة بضرر ممن يقدر على ذلك، و يترتب على هذا الخوف تعلق و إنابة و خشية و توكل ،لذا فإن هذا الخوف لا يصرف و لا يكون إلا لله، فهو القادر على كل شيء، قال تعالى(﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُون﴾ ، و لأن كل ما ذكرنا من أعمال قلبية لا تصرف إلا لله ، و إن صرف خوف السر و ما يترتب عليه لغير الله، كان ذلك شركًا أكبر بالله.
كالصوفية ممن يدعون أصحاب القبور، و يظنون في الولي ميتًا كان أو حيًا قدرته على الإضرار و العقوبة و السخط، فيسارعون لطلب رضاهم و التذلل لهم، خشية أن يؤذوهم، فيعتقدون فيهم ما ليس إلا لله، من النفع و الضر، و يعتقدون أن الميت منهم ينفع و يضر.
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir