دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #3  
قديم 19 ربيع الأول 1437هـ/30-12-2015م, 03:35 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

تطبيق الفوائد السلوكيه في قوله تعالى ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ))

امتن الله على عباده أن أرسل إليهم رسولاً منهم يتلوا عليهم أياته ويزكيهم ، وحاصل هذه التزكية ، حسن معرفته ، ودوام ذكره ، ولزوم شكره ، يقول الله تعالى ((كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
- وأفضل الذكر ، ما تواطأ عليه القلب واللسان،
و هذا الذكر يثمر معرفة الله ومحبته وخشيته ، والذكر رأس الشكر، فلهذا أمر به خصوصاً، ثم من بعده أمر بالشكر عموماً، فقال: { واشْكُرُواْ لِي }، والشكر يكون بالقلب إقراراً بالنعم واعترافاً، وباللسان ذكراً وثناء، وبالجوارح طاعة لله وانقياداً، فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة، وزيادة في النعم المفقودة،
قال تعالى:{ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }
قال ابن عباس رضى الله عنهما : ذكر الله إياكم،أكبر من ذكركم له .
و قال سعيد بن جبير ،(اذكرونـي بطاعتـي، أذكركم بـمغفرتـي ).
وقال أيضاً: الذكر طاعة الله؛ فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن،
وقال الحسن البصري رحمه الله : اذكروني فيما افترضت عليكم ، أذكركم فيما أوجبت لكم على نفسى .
وعن الربيع قال : إن الله ذاكرُ من ذكره، وزَائدُ من شكره، ومعذِّبُ من كفَره.
وقال السدي : ليس من عبد يَذكر الله إلا ذكره الله. لا يذكره مؤمن إلا ذكره برَحمةٍ، ولا يذكره كافر إلا ذكره بعذاب .
- هذه المعاني التي ذكرها المفسرون من مدلول هذه الأية العظيمة
فعلى العبد أن يسعى بتزكية نفسه ، والعمل بما يرضي ربه ، وأن يلتمس رضاه في كلّ عملٍ يقوم به ، يستشعر معيته ، ويرىٰ أثار رحمته ، يلزم نفسه بما أوجب عليه ، ويبادر فيما حث عليه ، يحذر أن يكون من الغافلين ،
يعبد الله على بصيرة ، تزيده أياته خشية وتقى ، فيرتقي إيمانه ويقوى يقينه ،
عندها يدخل في زمرة المحسنين ، وينال رضا رب العالمين ،
فيالها من نعمة تحتاج إلى مزيد شكر وحسن ذكر ،قولاً باللسان ويقيناً بالجنان وعملاً بالأركان
- - ومن بين العبادت التي أمر الله أن نذكره بها ، عبادة سهلة ميسرة ، ألا وهي ذكر الله عز وجل ، من تهليل، وتسبيح ، وتكبير ، وغير ذلك من أنواع الذكر ، التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم،
عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ " قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : " ذكر الله عز وجل "
- فذكر الله تنشرح به الصدور ، وتتيسر الأمور ، من أكثر منه نجى، ونال الدرجات وارتقى، يرضي الرٰحمٰن ، ويطرد الشيطان ، يورث القلب الهيبة والإنابة ، وينور الوجه ويكسوه المهابه ، يلين القلب القاسي ، ويقرب العبد العاصي ، من لزمه زالت الوحشة بينه وبين ربه ،وغفر ذنبه ، وأوسع رزقه ، سهل على اللسان ، ثقيلُ في الميزان ،لم يحدُ له حدا ، ولا نستطيع لثوابه عدا، يباهي الله بمن ذكره ملائكته وتغشاه رحمته ، وينال كرامته ، ، فضائله كثيره ، وثماره عظيمه
ورد في كتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يحث عليه ويبين فضله ، حيث قال تعالى (( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ))
وقال عز من قائل :(وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا))
وورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( سبق المفردون بالأجور، قالوا وما المفردون يارسول الله قال الذّاكرون الله كثيرًا والذّاكرات ))
وورد عن السلف الصالح أقوالاً كثيره في فضل الذكر ، منها :
ماورد عن أبو بكر، رضي اللّه عنه: قال ( ذهب الذّاكرون اللّه بالخير كلّه )
وقال أبو الدّرداء رضي اللّه عنه :«لكلّ شيء جلاء، وإنّ جلاء القلوب ذكر اللّه- عزّ وجلّ )
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه اللّه: «الذّكر للقلب مثل الماء للسّمك، فكيف يكون حال السّمك إذا فارق الماء)
وقال ابن القيّم- رحمه اللّه-: «الذّكر باب المحبّة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم).
وقال: «محبّة اللّه تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسّكون إليه والطّمأنينة إليه وإفراده بالحبّ والخوف والرّجاء والتّوكّل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولى على هموم العبد وعزماته وإرادته، هو جنّة الدّنيا والنّعيم الّذي لا يشبهه نعيم، وهو قرّة عين المحبّين وحياة العارفين»
- فما أعجز عبداً عنه غفل ، وبا السوافل انشغل ، فلا خيراً ربح ، ولا صدراً له انشرح .
يقول الله تعالى(( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ اللَّهُ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )
وقال تعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أمره فُرُطا))
فانظر رحمني الله وإياكم إإلى سبب هذا كله وهو غفلة القلب وانشغاله عما خلق له ،

-(( وعلاج هذا توبة القلب وإنابته لله تعالى كما أمره عز وجل (( وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُون

رزقني الله وإياكم التوبة والإنابة ووفقنا لحسن العمل وإخلاص العبادة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
استخراج, تطبيقات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir