دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات التفسير وعلوم القرآن الكريم > دورة تلخيص دروس التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 ربيع الأول 1436هـ/6-01-2015م, 08:47 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي الدرس الخامس: أمثلة وتطبيقات على التحرير العلمي لأقوال المفسّرين


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنستكمل في هذا الدرس شرح خطوات تلخيص دروس التفسير، وسبق شرح مرحلتي استخلاص المسائل وترتيبها، ونشرع الآن بإذن الله في الخطوة الثالثة وهي مهمة جداً في عمل الملخص
، وهي التي نسميها بالتحرير العلمي.


الخطوة الثالثة: التحرير العلمي لأقوال المفسرين


في هذه المرحلة من التلخيص تكون دراسة المسائل واستيعاب أقوال المفسرين فيها، وترتيبها، وبيان حجة كل قول ومن قال به، وعلته إن وجدت، ثم تلخيص أقوال المفسرين في كل مسألة، وهذا هو لبّ تلخيص دروس التفسير؛ فلذلك نأمل أن تعطوا هذا الدرس حقّه من العناية والتركيز.

- استيعاب الأقوال في المسألة: أي ذكر جميع الأقوال الواردة في المسألة، ولو كانت في مواضع متفرّقة من الدرس، فلا تذكر بعضها وتترك البعض الآخر.
- وترتيبها: أي ترتيب أقوال المفسرين الأقدم فالأقدم وهذا مهم جدا عند تلخيص الأقوال.
- وذكر أدلتها:
وهو ما يستدل به المفسر لقوله من الآيات والأحاديث وأقوال السلف من الصحابة والتابعين.
- وعللها:
أي ذكر ما ينقض الاحتجاج بالدليل الذي استدل به المفسر (إن وجد).
- ومن قال بها: وهذا مهم جدا، لا يكون ملخصك مرسلا مجهول المصادر، بل أسند كل قول إلى قائله
.
وسنوضح ذلك بشيء من التفصيل إن شاء الله

وقبل إيراد الأمثلة على شرح هذه الخطوة المهمة، ننبه على أمر مهم جدا، وسيكون هو الأصل الذي سأبني عليه طريقة عرض أقوال المفسرين في كل مسألة، وهو مدى الاتفاق والتباين بين هذه الأقوال.
فالأقوال التي يذكرها المفسرون في أي مسألة لا تخرج عن أن تكون متفقة ، يعني أنهم متفقون في تفسير الآية، أو مختلفة، يعني هناك أكثر من قول في تفسير الآية.
وكل نوع له طريقته في العرض والصياغة.
ولنأخذ أمثلة على كل نوع بإذن الله:


المثال الأول: مرجع الضمير في قوله تعالى:
{وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)} الحاقة

اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : {وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين} يعني: القرآن، كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44].
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): {وَإِنَّهُ}؛ أي: القرآنَ الكريمَ
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (ت: 1430هـ) :
{وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} أيْ: إنَّ القرآنَ لتَذْكِرَةٌ لأَهْلِ التَّقْوَى؛ لأنهم الْمُنتفعونَ به.
تبدو المسألة سهلة والحمد لله، ومع ذلك، انتبهوا جيدا لطريقة إيراد الدليل، وإسناد أقوال المفسرين، فنقول:
مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنه لتذكرة للمتقين}:
مرجع الضمير في الآية هو القرآن،
واستدل لها ابن كثير بقوله تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44]، ذكر ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

المثال الثاني: معنى العبادة في قوله تعالى: {
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة
اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (العبادة في اللّغة من الذّلّة، يقال: طريقٌ معبّد، وبعيرٌ معبّد، أي: مذلّلٌ، وفي الشّرع: عبارةٌ عمّا يجمع كمال المحبّة والخضوع والخوف).
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): (العبادة): اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ).
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (ت: 1430هـ): (والعبادة: عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف).
أرأيتم الأقوال في معنى العبادة؟
كلها متفقة في المعنى، وإن اختلفت عبارات المفسرين في بعض الألفاظ، كيف ألخص معنى العبادة إذن؟!
أصوغ قولا واحدا من مجموع كلامهم، يشير إلى معناها لغة وشرعا:

معنى العبادة:
العبادة في اللّغة من الذّلّة، يقال: طريقٌ معبّد، وبعيرٌ معبّد، أي: مذلّلٌ.
وفي الشرع
اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
فالعبادة يجتمع بها كمال المحبة والخضوع والخوف، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


المثال الثالث: معنى {الرشد} في قوله تعالى: {
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2)} الجن
اقتباس:
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}، والرُّشْدُ: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُرْشِدُ الناسَ إلى مَصَالِحِ دِينِهم ودُنياهُمْ
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} أيْ: إلى الحَقِّ والصوابِ ومَعْرِفَةِ اللهِ.
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): {يهدي إلى الرّشد} أي: إلى السّداد والنّجاح.
الأقوال في معنى الرشد تبدو متطابقة أيضا، وتؤدي في النهاية إلى معنى واحد، فأصوغها في عبارة واحدة جامعة، فأقول:

معنى الرشد:
اسم جامع لكل ما يهدي الناس إلى معرفة الله، ومعرفة الحق والصواب، ومعرفة مصالح دينهم ودنياهم، وما يكون سببا في سدادهم ونجاحهم، هذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 ربيع الأول 1436هـ/6-01-2015م, 09:17 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


المثال الرابع:
المراد بتفجير البحار في قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3)} الانفطار

اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا البحار فجّرت}. قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ.
وقال الحسن: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها.
وقال قتادة: اختلط مالحها بعذبها.
وقال الكلبيّ: ملئت). [تفسير القرآن العظيم: 8/341]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ((1-5) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}
أي: إذا انشقتِ السماءُ وانفطرتْ، وانتثرتْ نجومُهَا، وزالَ جمالُهَا، وفجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً، وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ.
فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ، ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ، هنالكَ يعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُ قدْ خفَّ، والمظالمُ قدْ تداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ، وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِ السرمديِّ.
ويفوزُ المتقونَ، المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْ عذابِ الجحيمِ). [تيسير الكريم الرحمن: 914] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(3- {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}؛ أَيْ: فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ، وَهَذِهِ الأَشْيَاءُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ). [زبدة التفسير: 587]
نركز مع هذا المثال الجديد، نجمع الأقوال أولا كما تعودنا بالطريقة التالية:
أولاً: الأقوال التي أوردها ابن كثير عن السلف في المراد بتفجير البحار
:
القول الأول: فجر الله بعضها في بعض،
ورد ذلك عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ.
القول الثاني: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها، قاله الحسن.
القول الثالث: اختلط مالحها بعذبها، قاله قتادة.
القول الرابع: ملئت، قاله الكلبي.
ثانياً: قول السعدي:

فجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً
ثالثاً: قول الأشقر:
فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ

هذه الأقوال كما ترون، ليست متعارضة، فيمكن أن نصوغها في قول واحد جامع.
ولنرى كيف يكون تحرير أقوال المفسّرين في هذه المسألة:

المراد بتفجير البحار:
ورد في هذه المسألة أقوال:

القول الأول: فجر الله بعضها في بعض، روي ذلك عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ، كما ذكره ابن كثير.
القول الثاني: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها، قاله الحسن، وذكره ابن كثير.
القول الثالث: اختلط مالحها بعذبها، قاله قتادة، وذكره ابن كثير.
القول الرابع: ملئت، قاله الكلبي، وذكره ابن كثير.
القول الخامس: فجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً، ذكره السعدي
القول السادس: فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ، ذكره الأشقر
بتأمل الأقوال السابقة نجد أن المراد بتفجير البحار هو تفجيرها بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، حتى تصير بَحْراً وَاحِداً ممتلئا، وَيختلط العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ، ثم يذهب ماؤها، وذلك بين يدي الساعة، هذا خلاصة ما ذكره ابن كثير، والسعدي، والأشقر.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 ربيع الأول 1436هـ/6-01-2015م, 09:43 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


المثال الخامس: تفسير قوله تعالى: {
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ(1)} الشرح

اقتباس:

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
(يقول تعالى: {ألم نشرح لك صدرك} يعني: أما شرحنا لك صدرك؟ أي: نوّرناه وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً، كقوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحاً واسعاً سمحاً سهلاً، لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق.

وقيل: المراد بقوله: {ألم نشرح لك صدرك} شرح صدره ليلة الإسراء، كما تقدّم في رواية مالك بن صعصعة، وقد أورده التّرمذيّ ههنا، وهذا إن كان واقعاً، ولكن لا منافاة؛ فإنّ من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنويّ أيضاً. والله أعلم.
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدّثني محمد بن عبد الرّحيم أبو يحيى البزّاز، حدّثنا يونس بن محمدٍ، حدّثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبيّ بن كعبٍ، حدّثني أبي محمد بن معاذٍ، عن معاذٍ، عن محمدٍ، عن أبيّ بن كعبٍ: أن أبا هريرة كان حريًّا على أن يسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله، ما أوّل ما رأيت من أمر النّبوّة؟ فاستوى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالساً.
وقال: ((لقد سألت يا أبا هريرة، إنّي لفي الصّحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا رجلٌ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قطّ، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قطّ، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قطّ، فأقبلا إليّ يمشيان، حتّى أخذ كلّ واحدٍ منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دمٍ، ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغلّ والحسد. فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثمّ نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرّأفة والرّحمة. فإذا مثل الّذي أخرج، شبه الفضّة، ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم. فرجعت بها أغدو رقّةً على الصّغير ورحمةً للكبير)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/429-430]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (يقولُ تعالى ممتناً على رسولهِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} أي: نوسعُهُ لشرائعِ الدينِ والدعوةِ إلى اللهِ، والاتصافِ بمكارمِ الأخلاقِ، والإقبالِ على الآخرةِ، وتسهيلِ الخيراتِ، فلمْ يكنْ ضيقاً حرجاً لا يكادُ ينقادُ لخيرٍ، ولا تكادُ تجدهُ منبسطاً). [تيسير الكريم الرحمن: 929]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1- {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} الْمَعْنَى: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ لِقَبُولِ النُّبُوَّةِ، وَمِنْ هُنَا قَامَ بِمَا قَامَ بِهِ من الدَّعْوةِ، وَقَدَرَ عَلَى حَمْلِ أعباءِ النُّبُوَّةِ وَحِفْظِ الْوَحْيِ). [زبدة التفسير: 596]
نركز جيدا، لأن لدينا أقوالا مختلفة في هذه المسألة.
أولا نبدأ باستخلاص مسائل الآية كما تعودنا:
وبتأمل كلام ابن كثير رحمه الله نجده تكلم عن مسألتين:

من المخاطب في الآية؟
المراد بشرح الصدر

ويتأمل كلام السعدي رحمه الله نجده تعرض لأربعة مسائل:

من المخاطب في الآية؟
الغرض من الاستفهام
مقصد الآية
المراد بشرح الصدر

أما الأشقر رحمه الله تعرض لثلاث مسائل:

من المخاطب في الآية؟
المراد بشرح الصدر
الآثار المترتبة على شرح الصدر

ثانيا: نرتب المسائل ونحذف المكرر ونضع رموز المفسرين:
من المخاطب في الآية؟ ك س ش
الغرض من الاستفهام س
مقصد الآية (س)
المراد بشرح الصدر ك س ش
الآثار المترتبة على شرح الصدر ش

ثالثا: نبدأ في دراسة أقوال المفسرين في كل مسألة بالتفصيل:
المسألة الأولى: من المخاطب في الآية؟
بتأمل أقوال المفسرين فيها نجد أن:
ابن كثير أشار إلى أن المخاطب في الآية هو النبي صلى الله عليه وسلم، عندما تكلم عن شرح صدره ليلة الإسراء فقال:
وقيل: المراد بقوله: {ألم نشرح لك صدرك} شرح صدره ليلة الإسراء.
والسعدي ذكره صراحة عندما قال: يقولُ تعالى ممتناً على رسولهِ...
والأشقر أيضا ذكره صراحة عندما قال: الْمَعْنَى: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ لِقَبُولِ النُّبُوَّةِ.
فخلاصة أقوال المفسرين الثلاثة في هذه المسألة أن المخاطب في الآية هو النبي صلى الله عليه وسلم.

المسألة الثانية: الغرض من الاستفهام
هذه المسألة تعرض لها السعدي في تفسيره عندما قال:
يقولُ تعالى ممتناً على رسولهِ..
الغرض من الاستفهام في الآية هو التقرير.
[استفهام التقرير هو الذي يكون جوابه الإقرار بصحته، ويكون في معرض الامتنان، ويكون كذلك في موضع الإلزام بالحجة]
.

المسألة الثالثة: مقصد الآية

الامتنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، نص عليها السعدي.
[فائدة: إذا ورد في الآية استفهام فإنّ معرفة الغرض من الاستفهام وسياقه يعين على معرفة مقصد الآية

المسألة الرابعة: المراد بشرح الصدر
أولا كما تعودنا بجمع أقوال المفسرين في مسألة شرح الصدر:-
ابن كثير ذكر فيها قولين:
القول الأول: شرحناه
أي: نوّرناه وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً
حجة هذا القول:
قوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} [شرح الصدر في هذه الآية خير خاص بالنبيّ صلى الله عليه وسلم]
القول الثاني:
أن المراد به شرح صدره ليلة الإسراء، وشرح صدره في طفولته، صلى الله عليه وسلم.
حجة هذا القول: الأحاديث الواردة في ذلك
ترجيح ابن كثير:
لا منافاة بين القولين، فإنّ من جملة شرح صدره الذي فُعل بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنويّ أيضاً. والله أعلم.
السعدي ذكر قولا واحدا:

نوسعُهُ لشرائعِ الدينِ والدعوةِ إلى اللهِ، والاتصافِ بمكارمِ الأخلاقِ، والإقبالِ على الآخرةِ، وتسهيلِ الخيراتِ، فلمْ يكنْ ضيقاً حرجاً لا يكادُ ينقادُ لخيرٍ، ولا تكادُ تجدهُ منبسطاً.
الأشقر ذكر أيضا قولا واحدا:
قَدْ شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ لِقَبُولِ النُّبُوَّةِ.

نلاحظ أنه قد تطابق قول السعدي وقول الأشقر في المراد بشرح الصدر، فهما قول واحد.
أما ابن كثير فذكر ثلاثة أقوال
فأصبح عندي أربعة أقوال أقوال في المسألة، ويكون تحرير أقوال المفسّرين في المسألة كالآتي:
المراد بشرح الصدر في الآية:
ورد فيه قولان:
القول الأول: أن المراد به الشرح المعنوي، واختلف فيه على قولين:
الأول: شرح عام، وهو جعله رحيبا فسيحا واسعا، كما ذكر ابن كثير.
دليله: قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}؛ فيكون الخطاب في الآية للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكلّ مؤمن نصيب منه على قدر اتّباعه للنبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني:
شرح خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لأجل مهمة الدعوة، وهو توسعة صدره لقبول النبوة والقيام بأعباء الرسالة، وتسهيل الخيرات، والاتصاف بمكارم الأخلاق والإقبال على الآخرة، كما ذكر السعدي والأشقر، وأشار إليه ابن كثير.
القول الثاني: أن المراد به الشرح الحسي، وورد فيه أيضا قولان:
الأول: حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج.
دليله: ما ورد في الحديث من رواية مالك بن صعصعة.
الثاني: حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم في طفولته.
دليله: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما قال:
يا رسول الله، ما أوّل ما رأيت من أمر النّبوّة؟ فاستوى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالساً، وقال: ((لقد سألت يا أبا هريرة، إنّي لفي الصّحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا رجلٌ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قطّ، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قطّ، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قطّ، فأقبلا إليّ يمشيان، حتّى أخذ كلّ واحدٍ منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دمٍ، ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغلّ والحسد. فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثمّ نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرّأفة والرّحمة. فإذا مثل الّذي أخرج، شبه الفضّة، ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم. فرجعت بها أغدو رقّةً على الصّغير ورحمةً للكبير))
والقولان ذكرهما ابن كثير.

الترجيح بين القولين:
لا منافاة بين القولين، فإنّ من جملة شرح صدره الذي فُعل بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنويّ أيضاً، ذكر ذلك ابن كثير.

رابعا: العرض النهائي للملخص:


تفسير قوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك (1)} الشرح

المسائل التفسيرية:
من المخاطب في الآية؟ ك س ش
الغرض من الاستفهام س
مقصد الآية (س)
المراد بشرح الصدر ك س ش
الآثار المترتبة على شرح الصدر ش


تلخيص أقوال المفسرين في الآية

من المخاطب في الآية؟
المخاطب في الآية هو النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

الغرض من الاستفهام
الغرض من الاستفهام هو التقرير.

مقصد الآية
الامتنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ذكر السعدي.

المراد بشرح الصدر
خلاصة الأقوال التي ذكرها المفسرون في المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم، على قسمين:
القول الأول: أن المراد به الشرح المعنوي، واختلف فيه على قولين:
الأول: شرح عام، وهو جعله رحيبا فسيحا واسعا، كما ذكر ابن كثير.
دليله: قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}؛ فيكون الخطاب في الآية للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكلّ مؤمن نصيب منه على قدر اتّباعه للنبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني:
شرح خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لأجل مهمة الدعوة، وهو توسعة صدره لقبول النبوة والقيام بأعباء الرسالة، وتسهيل الخيرات، والاتصاف بمكارم الأخلاق والإقبال على الآخرة، كما ذكر السعدي والأشقر، وأشار إليه ابن كثير.
القول الثاني: أن المراد به الشرح الحسي، وورد فيه أيضا قولان:
الأول: حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج.
دليله: ما ورد في الحديث من رواية مالك بن صعصعة، كما ذكر ابن كثير
الثاني: حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم في طفولته.
دليله: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما قال:
يا رسول الله، ما أوّل ما رأيت من أمر النّبوّة؟ فاستوى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالساً، وقال: ((لقد سألت يا أبا هريرة، إنّي لفي الصّحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا رجلٌ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قطّ، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قطّ، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قطّ، فأقبلا إليّ يمشيان، حتّى أخذ كلّ واحدٍ منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دمٍ، ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغلّ والحسد. فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثمّ نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرّأفة والرّحمة. فإذا مثل الّذي أخرج، شبه الفضّة، ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم. فرجعت بها أغدو رقّةً على الصّغير ورحمةً للكبير)) ذكره ابن كثير

ترجيح ابن كثير:
لا منافاة بين القولين، فإنّ من جملة شرح صدره الذي فُعل بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنويّ أيضاً. والله أعلم.

الآثار المترتبة على شرح صدره صلى الله عليه وسلم.
ترتب على شرح صدره صلى الله عليه وسلم قيامه بأمر الدعوة، وحمل أعباء النبوة وأمر الوحي، والاتصاف بمكارم الأخلاق ، وتسهيل الخيرات، كما ذكر الأشقر والسعدي.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 ربيع الأول 1436هـ/7-01-2015م, 12:22 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أخطاء شائعة في التحرير العلمي لأقوال المفسرين

أ: ما يتعلق بالنسخ الحرفي لأقوال المفسرين
يلجأ كثير من الطلاب إلى النسخ الحرفي لأقوال المفسرين في الآية، فيفوت الهدف من الملخص، وهو اختصار الأقوال، وترتيبها، وتنظيمها لأجل سهولة استيعاب المسائل وفهمها، ولاحظوا بأنفسكم الفرق في الأمثلة السابقة بين إيراد أقوال المفسرين كاملة، وبين الخلاصة المختصرة التي وضعت في نهاية المسألة، فلينتبه إلى هذا الأمر جيدا.

ب: ما يتعلق بعدد الأقوال الواردة في المسألة
عدد الأقوال الواردة في أي مسألة لا يتعلق بعدد المفسرين الذين تعرضوا لها، فربما يورد المفسرون كلهم قولا واحدا، وربما مفسر واحد يورد أقوالا كثيرا، فلا داعي أن أكتب كل مرة تحت كل مسألة:
اقتباس:
قال ابن كثير كذا
وقال السعدي كذا
وقال الأشقر كذا
ثم ربما نذكر قولا واحدا في النهاية،كما يفعل كثير من الطلاب.

ج: ما يتعلق بإيراد الأدلة
كثير من الطلاب للأسف يقصر في إيراد الآيات والأحاديث المفسرة للآية، وربما اعتنى بنص كلام المفسر أكثر منها دون قصد، فيجب الاعتناء بإيراد جميع الأدلة التي يستدل بها لكلامه في المسألة، ويرتبها، فيورد الآيات أولا، ثم الأحاديث، ثم الآثار الواردة عن الصحابة، ثم الآثار الواردة عن التابعين.
وفي حال كثرة الأدلة يكتفى بأهمها حتى لا يؤثر ذلك على طول الملخص
فيورد الطالب كلام المفسر
ثم دليله الذي يستدل به
ثم إن كان هناك من رد هذا القول فيُذكر بدليله
وهكذا في كل مسألة حتى يخرج الملخص دقيقا مدعما بالدليل


د: ما يتعلق بإسناد الأقوال
وهو أمر مهم جدا، يجب أن ينتبه الطالب لطريقة إسناد الأقوال، وأن تكون عباراته دقيقة، ولنوضح ذلك من الأمثلة السابقة:
1- معنى تفجير البحار:

اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا البحار فجّرت}. قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ
بعض الطلاب يقول: معنى فجرت: فجر الله بعضها في بعض،
آخر يقول: معنى فجرت: عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فجر الله بعضها في بعض،
آخر يقول: معنى فجرت: فجر الله بعضها في بعض، ذكره ابن كثير
الصحيح أن نقول: معنى فجرت: فجر الله بعضها في بعض، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وأورده ابن كثير في تفسيره

الثاني: مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنه لتذكرة للمتقين}
اقتباس:
مرجع الضمير في الآية هو القرآن، كما قال تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44]. ذكر ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر
قلنا: "ذكر ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر" لأنهم نصوا على هذا القول صراحة.

الثالث:
معنى العبادة في قوله تعالى: {إياك نعبد}
اقتباس:
العبادة في اللّغة من الذّلّة، يقال: طريقٌ معبّد، وبعيرٌ معبّد، أي: مذلّلٌ.
وفي الشرع
اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
فالعباد يجتمع بها كمال المحبة والخضوع والخوف، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
نعبّر بهذا التعبير أو ما يؤدي معناه إذا كانت صياغتنا للمسألة مستفادة من مجموع أقوالهم المتفقة

الرابع: كأن نورد قولا بنصه لأحد المفسرين، وغيره قال بقول مقارب، فنقول:
ذكره فلان، وذكر نحوه فلان وفلان
وهكذا يتحرى الطالب الدقة في إسناد الأقوال

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ربيع الأول 1436هـ/7-01-2015م, 12:29 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


تطبيقات الدرس الخامس


استخلص المسائل التفسيرية من الأمثلة التالية، ثم لخص أقوال المفسرين فيها:

التطبيق الأول:


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)) النبأ

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى مخبراً عن السّعداء وما أعدّ لهم تعالى من الكرامة والنّعيم المقيم؛ فقال: {إنّ للمتّقين مفازاً}. قال ابن عبّاسٍ والضّحّاك: متنزّهاً. وقال مجاهدٌ وقتادة: فازوا فنجوا من النّار.
والأظهر ههنا قول ابن عبّاسٍ؛ لأنّه قال بعده: {حدائق}). [تفسير القرآن العظيم: 8/308]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :( (31-36) {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35) جَزَاء مِن رَبِّكَ عَطَاء حِسَاباً (36)}
لما ذكرَ حالَ المجرمينَ، ذكرَ مآلَ المتقينَ، فقالَ: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً} أي: الذينَ اتقوا سخطَ ربهمْ، بالتمسكِ بطاعتهِ، والانكفافِ عمَّا يكرهه فلهمْ مفازٌ ومنجى، وبُعدٌ عن النارِ، وفي ذلكَ المفازِ لهمْ). [تيسير الكريم الرحمن: 907]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(31-{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً} الْمَفَازُ: الفَوْزُ والظَّفَرُ بالمطلوبِ والنجاةُ من النَّارِ). [زبدة التفسير: 582]

تفسير قوله تعالى: (حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({حدائق}. وهي البساتين من النّخيل وغيرها، {وأعناباً} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/308]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({حَدَائِقَ} وهيَ البساتينُ الجامعةُ لأصنافِ الأشجارِ الزاهيةِ، في الثمارِ التي تتفجرُ بينَ خلالها الأنهار، وخصَّ الأعنابَ لشرفهِ وكثرتهِ في تلكَ الحدائق). [تيسير الكريم الرحمن: 907]

تفسير قوله تعالى: (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وكواعب أتراباً}. أي: وحوراً كواعب، قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وغير واحدٍ.
{كواعب}. أي:نواهد، يعنون أن ثديّهنّ نواهد لم يتدلّين؛ لأنّهنّ أبكارٌ عربٌ أترابٌ، أي: في سنٍّ واحدٍ، كما تقدّم بيانه في سورة (الواقعة).
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، حدّثني أبي، عن أبي سفيان عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن تيمٍ، حدّثنا عطيّة بن سليمان أبو الغيث، عن أبي عبد الرّحمن القاسم بن أبي القاسم الدّمشقيّ، عن أبي أمامة أنّه سمعه يحدّث عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (إنّ قمص أهل الجنّة لتبدو من رضوان اللّه، وإنّ السّحابة لتمرّ بهم فتناديهم: يا أهل الجنّة ماذا تريدون؟ أن أمطركم؟ حتّى إنّها لتمطرهم الكواعب الأتراب) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/308]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :(ولهمْ فيهَا زوجاتٌ على مطالبِ النفوسِ {كَوَاعِبَ} وهيَ النواهدُ اللاتي لم تتكسَّرْ ثُدِيُّهُنَّ مِنْ شبابهنَّ، وقوتهنَّ، ونضارتهنَّ.
(والأترابُ): اللاتي علَى سنٍّ واحدٍ متقاربٍ، ومنْ عادةِ الأترابِ أنْ يكنَّ متآلفاتٍ متعاشراتٍ، وذلك السنُّ الذي هنَّ فيهِ ثلاثٌ وثلاثونَ سنةً، في أعدلِ سنِّ الشباب). [تيسير الكريم الرحمن: 907]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(33-{وَكَوَاعِبَ}؛ أَيْ: لَهُمْ نِسَاءٌ كَوَاعِبُ؛ أَيْ: أَثْدَاؤُهُنَّ قَائِمَةٌ عَلَى صُدُورِهِنَّ لَمْ تَتَكَسَّرْ، فَهُنَّ عَذَارَى نَوَاهِدُ، {أَتْرَاباً}؛ أَيْ: مُتَسَاوِيَاتٍ فِي السِّنِّ). [زبدة التفسير: 582]

تفسير قوله تعالى: (وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وكأساً دهاقاً}. قال ابن عبّاسٍ: مملوءةً متتابعةً، وقال عكرمة: صافيةً.
وقال مجاهدٌ والحسن وقتادة وابن زيدٍ: {دهاقاً}: الملأى المترعة. وقال مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ: هي المتتابعة). [تفسير القرآن العظيم: 8/308]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَكَأْساً دِهَاقاً} أي: مملوءةً منْ رحيقٍ، لذةٍ للشاربينَ). [تيسير الكريم الرحمن: 907]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(34- {وَكَأْساً دِهَاقاً}؛ أَيْ: مُتْرَعَةً مَمْلُوءَةً بالخَمْرِ). [زبدة التفسير: 582]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لا يسمعون فيها لغواً ولا كذّاباً}، كقوله: {لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ}. أي: ليس فيها كلامٌ لاغٍ عارٍ عن الفائدة، ولا إثمٌ كذبٌ، بل هي دار السّلام، وكلّ كلامٍ فيها سالمٌ من النّقص). [تفسير القرآن العظيم: 8/308]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً} أي: كلاماً لا فائدةَ فيه {وَلا كِذَّاباً} أي: إثماً.
كما قَالَ تعالَى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً}). [تيسير الكريم الرحمن: 907]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(35-{لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً}؛ أَيْ: لا يَسْمَعُونَ فِي الْجَنَّةِ لَغْواً، وَهُوَ البَاطِلُ من الْكَلامِ، وَلا يُكَذِّبُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً). [زبدة التفسير: 582]

تفسير قوله تعالى: (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {جزاءً من ربّك عطاءً حساباً}. أي: هذا الذي ذكرناه جازاهم اللّه به وأعطاهموه بفضله ومنّه وإحسانه ورحمته، {عطاءً حساباً}. أي: كافياً وافراً شاملاً كثيراً، تقول العرب: أعطاني فأحسبني أي: كفاني، ومنه: حسبي اللّه. أي: اللّه كافيّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/309]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :(وإنَّما أعطاهُمُ اللهُ هذا الثوابَ الجزيلَ [منْ فضلِهِ وإحسانهِ] {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ} لهم {عَطَاءً حِسَاباً} أي: بسببِ أعمالهمُ التي وفقهمُ اللهُ لهَا، وجعلهَا ثمناً لجنتهِ ونعيمهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 907]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(36-{جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ}؛ أَيْ: جَازَاهُم بِمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، عَلَى إِيمَانِهِمْ وَصَالِحِ أَعْمَالِهِمْ.
{عَطَاءً}؛ أَيْ: أَعْطَاهُمْ عَطَاءً.
{حِسَاباً}؛ أَيْ: بِقَدْرِ مَا وَجَبَ لَهُمْ فِي وَعْدِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ؛ فَإِنَّهُ وَعَدَ للحَسَنَةِ عَشْراً، وَوَعَدَ لقومٍ سَبْعَمِائَةِ ضِعْفٍ، وَقَدْ وَعَدَ لقومٍ جَزَاءً لا نِهَايَةَ لَهُ وَلا مِقْدَارَ). [زبدة التفسير: 582]





التطبيق الثاني:

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)} الجن
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
وقوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا} قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ يقول: لمّا سمعوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يتلو القرآن كادوا يركبونه؛ من الحرص، لمّا سمعوه يتلو القرآن، ودنوا منه فلم يعلم بهم حتّى أتاه الرّسول فجعل يقرئه: {قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ} يستمعون القرآن.
هذا قولٌ، وهو مرويٌّ عن الزّبير بن العوّام، رضي اللّه عنه.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن معمرٍ، حدّثنا أبو مسلمٍ، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال الجنّ لقومهم: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا} قال: لمّا رأوه يصلّي وأصحابه، يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده، قالوا: عجبوا من طواعية أصحابه له، قال: فقالوا لقومهم: {لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا}
وهذا قولٌ ثانٍ، وهو مرويٌّ عن سعيد بن جبيرٍ أيضًا.
وقال الحسن: لمّا قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "لا إله إلّا اللّه" ويدعو النّاس إلى ربّهم، كادت العرب تلبد عليه جميعًا.
وقال قتادة في قوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا} قال: تلبّدت الإنس والجنّ على هذا الأمر ليطفئوه، فأبى اللّه إلّا أن ينصره ويمضيه ويظهره على من ناوأه.
هذا قولٌ ثالثٌ، وهو مرويٌّ عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وقول ابن زيدٍ، واختيار ابن جريرٍ، وهو الأظهر لقوله بعده: {قل إنّما أدعو ربّي ولا أشرك به أحدًا} أي: قال لهم الرّسول-لمّا آذوه وخالفوه وكذّبوه وتظاهروا عليه، ليبطلوا ما جاء به من الحقّ واجتمعوا على عداوته: {إنّما أدعو ربّي} أي: إنّما أعبد ربّي وحده لا شريك له، وأستجير به وأتوكّل عليه، {ولا أشرك به أحدًا}





التطبيق الثالث:

تفسير قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اهدنا الصّراط المستقيم}
قراءة الجمهور بالصّادّ. وقرئ: "السّراط" وقرئ بالزّاي، قال الفرّاء: وهي لغة بني عذرة وبلقين وبني كلب.
لما تقدم الثناء على المسؤول، تبارك وتعالى، ناسب أن يعقّب بالسّؤال؛ كما قال: [فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل] وهذا أكمل أحوال السّائل، أن يمدح مسؤوله، ثمّ يسأل حاجته [وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله: {اهدنا}]، لأنّه أنجح للحاجة وأنجع للإجابة، ولهذا أرشد اللّه تعالى إليه لأنّه الأكمل، وقد يكون السّؤال بالإخبار عن حال السّائل واحتياجه، كما قال موسى عليه السّلام: {ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خيرٍ فقيرٌ}[القصص: 24] وقد يتقدمه مع ذلك وصف المسؤول، كقول ذي النّون: {لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين}[الأنبياء: 87] وقد يكون بمجرد الثناء على المسؤول، كقول الشّاعر:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ** حياؤك إنّ شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يومًا ** كفاه من تعرّضه الثّناء
والهداية هاهنا: الإرشاد والتّوفيق، وقد تعدّى الهداية بنفسها كما هنا {اهدنا الصّراط المستقيم} فتضمّن معنى ألهمنا، أو وفّقنا، أو ارزقنا، أو اعطنا؛ {وهديناه النّجدين}[البلد: 10] أي: بيّنّا له الخير والشّرّ، وقد تعدّى بإلى، كقوله تعالى: {اجتباه وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ}[النّحل: 121] {فاهدوهم إلى صراط الجحيم}[الصّافّات: 23] وذلك بمعنى الإرشاد والدّلالة، وكذلك قوله تعالى: {وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ}[الشّورى: 52] وقد تعدّى باللّام، كقول أهل الجنّة: {الحمد للّه الّذي هدانا لهذا} [الأعراف: 43] أي: وفّقنا لهذا وجعلنا له أهلًا.
وأمّا الصّراط المستقيم، فقال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ: أجمعت الأمّة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ "الصّراط المستقيم" هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه.
وكذلك ذلك في لغة جميع العرب، فمن ذلك قول جرير بن عطيّة الخطفي:
أمير المؤمنين على صراطٍ ** إذا اعوجّ الموارد مستقيم
قال: والشّواهد على ذلك أكثر من أن تحصر، قال: ثمّ تستعير العرب الصّراط فتستعمله في كلّ قولٍ وعملٍ، وصف باستقامةٍ أو اعوجاجٍ، فتصف المستقيم باستقامته، والمعوجّ باعوجاجه.
ثمّ اختلفت عبارات المفسّرين من السّلف والخلف في تفسير الصّراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيءٍ واحدٍ، وهو المتابعة للّه وللرّسول؛ فروي أنّه كتاب اللّه، قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثني يحيى بن يمانٍ، عن حمزة الزّيّات، عن سعدٍ، وهو أبو المختار الطّائيّ، عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث الأعور، عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الصّراط المستقيم كتاب اللّه». وكذلك رواه ابن جريرٍ، من حديث حمزة بن حبيبٍ الزّيّات، وقد [تقدّم في فضائل القرآن فيما] رواه أحمد والتّرمذيّ من رواية الحارث الأعور، عن عليٍّ مرفوعًا: «وهو حبل اللّه المتين، وهو الذّكر الحكيم، وهو الصّراط المستقيم».
وقد روي هذا موقوفًا عن عليٍّ، وهو أشبه، واللّه أعلم.
وقال الثّوريّ، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه، قال: «الصّراط المستقيم: كتاب اللّه»، وقيل: هو الإسلام.
وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: «قال جبريل لمحمّدٍ، عليهما السّلام: قل: يا محمّد،{اهدنا الصّراط المستقيم}. يقول: اهدنا الطّريق الهادي، وهو دين اللّه الّذي لا عوج فيه».
وقال ميمون بن مهران، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {اهدنا الصّراط المستقيم} قال: «ذاك الإسلام».
وقال إسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّيّ الكبير، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {اهدنا الصّراط المستقيم} قالوا: «هو الإسلام».
وقال عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابرٍ: {اهدنا الصّراط المستقيم} قال: «الإسلام»، قال: «هو أوسع ممّا بين السّماء والأرض».
وقال ابن الحنفيّة في قوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم} قال: «هو دين اللّه، الّذي لا يقبل من العباد غيره».
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: {اهدنا الصّراط المستقيم}، قال: «هو الإسلام».
وفي [معنى] هذا الحديث الّذي رواه الإمام أحمد في مسنده، حيث قال: حدّثنا الحسن بن سوّارٍ أبو العلاء، حدّثنا ليثٌ يعني ابن سعدٍ، عن معاوية بن صالحٍ: أنّ عبد الرّحمن بن جبير بن نفيرٍ، حدّثه عن أبيه، عن النّوّاس بن سمعان، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ضرب اللّه مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصّراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعًا ولا تعوّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصّراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنّك إن تفتحه تلجه. فالصّراط الإسلام، والسّوران حدود اللّه، والأبواب المفتّحة محارم اللّه، وذلك الدّاعي على رأس الصّراط كتاب اللّه، والدّاعي من فوق الصّراط واعظ اللّه في قلب كلّ مسلمٍ».
وهكذا رواه ابن أبي حاتمٍ، وابن جريرٍ من حديث اللّيث بن سعدٍ به. ورواه التّرمذيّ والنّسائيّ جميعًا، عن عليّ بن حجرٍ عن بقيّة، عن بجير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفيرٍ، عن النّوّاس بن سمعان، به.
وهو إسنادٌ صحيحٌ، واللّه أعلم.
وقال مجاهدٌ: {اهدنا الصّراط المستقيم}، قال: «الحقّ». وهذا أشمل، ولا منافاة بينه وبين ما تقدّم.
وروى ابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ، من حديث أبي النّضر هاشم بن القاسم؛ حدّثنا حمزة بن المغيرة، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي العالية: {اهدنا الصّراط المستقيم} قال: «هو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وصاحباه من بعده»، قال عاصمٌ: فذكرنا ذلك للحسن، فقال: «صدق أبو العالية ونصح».
وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا محمّد بن الفضل السّقطيّ، حدّثنا إبراهيم بن مهديٍّ المصّيصي، حدّثنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه، قال: «الصّراط المستقيم الّذي تركنا عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم».
ولهذا قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ، رحمه اللّه: والّذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي -أعني {اهدنا الصّراط المستقيم}- أن يكون معنيًّا به: وفّقنا للثّبات على ما ارتضيته ووفّقت له من أنعمت عليه من عبادك، من قولٍ وعملٍ، وذلك هو الصّراط المستقيم؛ لأنّ من وفّق لما وفق له من أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، فقد وفق للإسلام، وتصديق الرّسل، والتّمسّك بالكتاب، والعمل بما أمره اللّه به، والانزجار عمّا زجره عنه، واتّباع منهاج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومنهاج الخلفاء الأربعة، وكلّ عبدٍ صالحٍ، وكلّ ذلك من الصّراط المستقيم.
فإن قيل: كيف يسأل المؤمن الهداية في كلّ وقتٍ من صلاةٍ وغيرها، وهو متّصفٌ بذلك؟ فهل هذا من باب تحصيل الحاصل أم لا؟
فالجواب: أن لا، ولولا احتياجه ليلًا ونهارًا إلى سؤال الهداية لما أرشده اللّه إلى ذلك؛ فإنّ العبد مفتقرٌ في كلّ ساعةٍ وحالةٍ إلى اللّه تعالى في تثبيته على الهداية، ورسوخه فيها، وتبصّره، وازدياده منها، واستمراره عليها، فإنّ العبد لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا إلّا ما شاء اللّه، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كلّ وقتٍ أن يمدّه بالمعونة والثّبات والتّوفيق، فالسّعيد من وفّقه اللّه تعالى لسؤاله؛ فإنّه تعالى قد تكفّل بإجابة الدّاعي إذا دعاه، ولا سيّما المضطرّ المحتاج المفتقر إليه آناء اللّيل وأطراف النّهار، وقد قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا آمنوا باللّه ورسوله والكتاب الّذي نزل على رسوله والكتاب الّذي أنزل من قبل} الآية [النّساء: 136]، فقد أمر الّذين آمنوا بالإيمان، وليس في ذلك تحصيل الحاصل؛ لأنّ المراد الثّبات والاستمرار والمداومة على الأعمال المعينة على ذلك، واللّه أعلم.
وقال تعالى آمرًا لعباده المؤمنين أن يقولوا: {ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنّك أنت الوهّاب} وقد كان الصدّيق رضي اللّه عنه يقرأ بهذه الآية في الرّكعة الثّالثة من صلاة المغرب بعد الفاتحة سرًّا. فمعنى قوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم} استمرّ بنا عليه ولا تعدل بنا إلى غيره). [تفسير ابن كثير: 1 /136-139]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :(ثمَّ قالَ تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أَي: دُلَّنَا وأَرشِدنَا ووفقْنَا للصراطِ المستقيمِ، وهوَ الطريقُ الواضحُ الموصلُ إلى اللهِ وإلى جنتِهِ، وهو معرفةُ الحقِّ والعملُ بهِ، فاهدِنَا إلى الصراطِ واهدِنَا في الصراطِ، فالهدايةُ إلى الصراطِ: لزومُ دينِ الإسلامِ، وتركُ ما سواهُ منَ الأديانِ، والهدايةُ في الصراطِ تشملُ الهدايةَ لجميعِ التفاصيلِ الدينيّةِ علماً وعملاً.
فهذا الدعاءُ منْ أجمعِ الأدعيةِ وأنفعِها للعبدِ، ولهذا وجبَ على الإنسانِ أنْ يدعوَ اللهَ بهِ في كلِّ ركعةٍ من صلاتِهِ، لضرورتِهِ إلى ذلكَ).[تيسير الكريم الرحمن: 1/39]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :( (6){اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} الهداية: الإرشاد، أو التوفيق، أو الدلالة.
ومعناه: طلب الزيادة من الهداية، كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}.
و{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.
وأخرج أحمد وغيره، عن النواس بن سمعان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تَلِجْهُ، فالصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله تعالى في قلب كل مسلم)) ). [زبدة التفسير: 1-2]
تعليمات:
- لا يسمح للطالب بالبدء في تطبيقات الدرس الخامس إلا بعد أن ينهي تطبيقات الدرس الرابع وتصحح له
- يؤدي الطالب التطبيق الأول؛ ثمّ يضع رابط المشاركة هنا في هذا الموضوع لتسهيل التصحيح.
- ينتظر حتى يُصحح له التطبيق الأول؛ ثمّ يؤدي التطبيق الثاني، ثم يؤدي التطبيق الثالث بعد تصحيح الثاني، وذلك حتى يستفيد من الملحوظات التي تبيّن له في صفحته على أدائه للتطبيق الأول، ويضع رابط المشاركة هنا.



وفق الله الجميع لما يحب ويرضى


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ربيع الأول 1436هـ/7-01-2015م, 10:39 PM
يزيد يزيد غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 270
افتراضي

تمت قراءة الدرس، والبدء في التطبيقات يكون بعد انتهاء تصحيح تطبيقات الدرس الرابع إن شاء الله

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 12:49 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي الدرس الخامس

بفضل الله تمت قرأة الدرس الخامس

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 01:09 AM
يونس بوعوام يونس بوعوام غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 120
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
أنجزت أمس التطبيق الثالث، لكنه لم يحتسب لي بعد ولم يصحح
ولا أدري هل أشرع في إنجاز التطبيق الرابع أم لا؟
جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 04:18 PM
أم معاذ المطيري أم معاذ المطيري غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 61
افتراضي

تمت قراءة الدرس الخامس

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 04:46 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

تمت القراءة بفضل الله

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 04:55 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

تمت القراءة بفضل الله

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 05:06 PM
مارية الحجيلي مارية الحجيلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 32
افتراضي

تمت القراءة بفضل الله ..

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 06:47 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

تمت قراءة الدرس الخامس وأنتظر تصحيح التطبيق الثاني للدرس الرابع لأتم الثالث وأبدأ في تطبيقات الدرس الخامس

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 07:24 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

تمت قراءة الدرس الخامس

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 08:37 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

تمت قراءة الدرس

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 08:46 PM
روان ابن الأمير روان ابن الأمير غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 213
افتراضي

الدرس الخامس/ التطبيق الأول >> #9
* لم يتم تصحيح التطبيق الثالث من الدرس الرابع، وخشية تراكم الأعمال المطلوبة بدأت بالدرس الخامس، أعانكم الله وبارك في جهدكم ووقتكم.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 10:29 PM
أم معاذ المطيري أم معاذ المطيري غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 61
افتراضي

الدرس الخامس
التطبيق الأول
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show....php?p=157171#

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 18 ربيع الأول 1436هـ/8-01-2015م, 11:26 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

وضعت التطبيق الاول من الدرس الخامس في صفحتي

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 19 ربيع الأول 1436هـ/9-01-2015م, 07:07 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

الحمدلله تمت قراءة الدرس وانتظر تصحيح المطلوب في الدرس الرابع
اعانكم الله وسددكم ورفع قدركم

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 19 ربيع الأول 1436هـ/9-01-2015م, 08:48 PM
يونس بوعوام يونس بوعوام غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 120
افتراضي

تم إنجاز التطبيق الأول من الدرس الخامس بحمد الله تعالى.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...286#post157286

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 20 ربيع الأول 1436هـ/10-01-2015م, 09:24 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله آل عثمان
أم عبد الله آل عثمان أم عبد الله آل عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 424
افتراضي

تم الاطلاع على الدرس

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 21 ربيع الأول 1436هـ/11-01-2015م, 03:59 PM
مارية الحجيلي مارية الحجيلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 32
افتراضي

حل التطبيق الأول للدرس الخامس
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...d=1#post157568

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 21 ربيع الأول 1436هـ/11-01-2015م, 07:01 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

السلام عليكم
تم بفضل الله قراءه الدرس والانتهاء من التطبيق الاول على الدرس الخامس
والرابط هنا
http://afaqattaiseer.net/vb/showthre...8#.VLKeZ4dr13E

جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 22 ربيع الأول 1436هـ/12-01-2015م, 01:24 AM
عفاف الحربي عفاف الحربي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 20
افتراضي حل التطبيق 1

الحمد لله انتهيت من التطبيق الاول والثاني من الدرس الخامس ووضعته في صفحتي

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 22 ربيع الأول 1436هـ/12-01-2015م, 01:26 AM
عفاف الحربي عفاف الحربي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 20
افتراضي

تم بحمد الله حل التطبيق 1و2 من الدرس5 على صفحتي

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخامس, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir