دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 رمضان 1436هـ/8-07-2015م, 08:20 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف
عناصر الموضوع:
1-ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
-القسم الثاني ومثاله.
-القسم الثالث.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
تلخيص الموضوع:
1- ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
*ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ هو أن تكون آية نسخت آيه.
*ما لا يصح عليه أطلاق الناسخ والمنسوخ هو يذكر ما كان عليه عليه الأمم السابقة لأننا إذا قلنا بذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ والمنسوخ، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.[/color]
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
* {الحمد لله} ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله
* قوله ل ما في القرآن: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [الأنعام: 15، يونس: 15، الزمر: 13] نسخه: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2].
قلت: أفترى أنه زال خوفه من الله وقد قام صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: (أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟) فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) وقال: ((والله إني لأخوفكم لله)) وكان (يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).: {رب العالمين} ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله.
* كل ما في القرآن من خبر الذين أوتوا الكتاب والصفح عنهم نسخه: {قاتلوا
الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية [التوبة: 29]
* وكل ما في القرآن من الأمر بالشهادة نسخه: {فإن أمن بعضكم بعضا} الآية [البقرة: 283]
* كل ما في القرآن من التشديد والتهديد نسخه بقوله عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} الآية [البقرة: 185]
هذا ما ذكره السخاوي في جمال القراء

3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
-أسباب وقوع الخطأ في ادعاء النسخ هو الاحتلاف في فهم معني النسخ بين المتقدمين من السلف وبين المتأخرين.،فالمتقدمين كانوا يطلقون النسخ علي الأحوال المنتقلة النسخ ،وتامتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص انيا رافعا لحكم النص الأول.ذكره السخاوي في جمال القراء
- الضرب الثاني: ما نسخ حكمه دون تلاوته وهذا الضرب هو الذي فيه الكتب المؤلفة وهو على الحقيقة قليل جدا.[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره السيوطي في الإتقان[/color]
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك.
وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك
-القسم الثاني ومثاله.
قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد، كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ
ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
-القسم الثالث.
رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
وكل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف
وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}
وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ
وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم} وهو لأمره أحفظ ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا} ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن} وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب
ذكره هبه الله بن سلامة المقري في الناسخ والمنسوخ لابن سلامة ،وبن حزم ايضا في الناسخ والمنسوخ،والقيسي في الإيضاح اناسخ القرآن ومنسوخه،والسخاوي في جمال القراء،والزركشي في البرهان،والسيوطي في التحبيروالإتقان.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت).
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
-قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم.
-قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}) ،أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها.
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
ذكره من كتب المحدثين وشيوخ المفسرين وعلمائهم: من كتاب أبي صالح، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، أبو جعفر أحمد بن الفرج بن جبريل المفسر، أبو عمر حفص بن عمر الدوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام عن ابن عباس.
قال: ومن كتاب مقاتل بن سليمان، أخبرنا به عبد الخالق بن الحسين السقطي، ثنا عبد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل بن حبيب عن مقاتل.
ومن كتاب مجاهد بن جبر، أبو بكر محمد بن الخضر بن زكريا عن مجاهد.
ومن كتاب النضر بن عربي عن عكرمة عن ابن عباس، عمر بن أحمد الدوري، وأبو بكر بن إبراهيم البزار قالا:حد ثنا عمر بن أحمد الدوري عن محمد بن إسماعيل الحساني عن وكيع بن الجراح عن النضر بن عربي عن عكرمة.
ومن كتاب محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن عطية عن ابن عباس، المظفر بن نظيف، قال: حدثنا به ابن كامل القاضي، محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن ابن عباس.
ومن كتاب سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، أبو القاسم عبيد الله بن جنيقا الدقاق، أبو الحسن علي بن محمد المصري الواعظ، الحسين بن عبد الله بن محمد عن محمد بن يحيى عن سعيد عن قتادة.
ذكره السخاوي في جمال القراء.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 شوال 1436هـ/23-07-2015م, 12:45 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف
عناصر الموضوع:
1-ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
-القسم الثاني ومثاله.
-القسم الثالث.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
تلخيص الموضوع:
1- ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ ،وما لا يصح.
*ما يصح عليه أطلاق لفظ الناسخ والمنسوخ هو أن تكون آية نسخت آيه.
*ما لا يصح عليه أطلاق الناسخ والمنسوخ هو يذكر ما كان عليه عليه الأمم السابقة لأننا إذا قلنا بذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ والمنسوخ، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.[/color]
2-أمثلة لبعض آيات لايصح النسخ فيها.
* {الحمد لله} ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله
* قوله ل ما في القرآن: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [الأنعام: 15، يونس: 15، الزمر: 13] نسخه: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2].
قلت: أفترى أنه زال خوفه من الله وقد قام صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: (أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟) فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)) وقال: ((والله إني لأخوفكم لله)) وكان (يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).: {رب العالمين} ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله.
* كل ما في القرآن من خبر الذين أوتوا الكتاب والصفح عنهم نسخه: {قاتلوا
الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية [التوبة: 29]
* وكل ما في القرآن من الأمر بالشهادة نسخه: {فإن أمن بعضكم بعضا} الآية [البقرة: 283]
* كل ما في القرآن من التشديد والتهديد نسخه بقوله عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} الآية [البقرة: 185]
هذا ما ذكره السخاوي في جمال القراء

3-أسباب وقوع الخطأ في ادعاءالنسخ.(معني النسخ)
-أسباب وقوع الخطأ في ادعاء النسخ هو الاحتلاف في فهم معني النسخ بين المتقدمين من السلف وبين المتأخرين.،فالمتقدمين كانوا يطلقون النسخ علي الأحوال المنتقلة النسخ ،وتامتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص انيا رافعا لحكم النص الأول.ذكره السخاوي في جمال القراء
- الضرب الثاني: ما نسخ حكمه دون تلاوته وهذا الضرب هو الذي فيه الكتب المؤلفة وهو على الحقيقة قليل جدا.[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره السيوطي في الإتقان[/color]
4-أقسام الذي أورده المكثرون:
-القسم الأول ومثاله.
ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك.
وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك
-القسم الثاني ومثاله.
قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد، كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ
ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
-القسم الثالث.
رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب.
5- ما ادعي نسخه بآية السيف.
وكل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف
وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}
وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ
وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم} وهو لأمره أحفظ ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا} ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن} وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب
ذكره هبه الله بن سلامة المقري في الناسخ والمنسوخ لابن سلامة ،وبن حزم ايضا في الناسخ والمنسوخ،والقيسي في الإيضاح اناسخ القرآن ومنسوخه،والسخاوي في جمال القراء،والزركشي في البرهان،والسيوطي في التحبيروالإتقان.
6- ذم التوسع في ادعاء النسخ.
وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت).
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
7-عجائب ماذكروا في النسخ.
-قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم.
-قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}) ،أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها.
ذكره الزركشي في البرهان ،والسيوطي في الإتقان.
8-الذين تكلموا في الناسخ والمنسوخ.
ذكره من كتب المحدثين وشيوخ المفسرين وعلمائهم: من كتاب أبي صالح، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري، أبو جعفر أحمد بن الفرج بن جبريل المفسر، أبو عمر حفص بن عمر الدوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام عن ابن عباس.
قال: ومن كتاب مقاتل بن سليمان، أخبرنا به عبد الخالق بن الحسين السقطي، ثنا عبد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل بن حبيب عن مقاتل.
ومن كتاب مجاهد بن جبر، أبو بكر محمد بن الخضر بن زكريا عن مجاهد.
ومن كتاب النضر بن عربي عن عكرمة عن ابن عباس، عمر بن أحمد الدوري، وأبو بكر بن إبراهيم البزار قالا:حد ثنا عمر بن أحمد الدوري عن محمد بن إسماعيل الحساني عن وكيع بن الجراح عن النضر بن عربي عن عكرمة.
ومن كتاب محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن عطية عن ابن عباس، المظفر بن نظيف، قال: حدثنا به ابن كامل القاضي، محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن ابن عباس.
ومن كتاب سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، أبو القاسم عبيد الله بن جنيقا الدقاق، أبو الحسن علي بن محمد المصري الواعظ، الحسين بن عبد الله بن محمد عن محمد بن يحيى عن سعيد عن قتادة.
ذكره السخاوي في جمال القراء.

أحسنت بارك الله فيك
ويراجع نموذج الإجابة هنا مع وجود تنبيهات مهمة للشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...805#post200805


التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 97/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 صفر 1437هـ/23-11-2015م, 03:07 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي حل مجلس مذاكرة مقدمة بن كثير

أجب عما يلي:
1: اذكر المقاصد الرئيسة التي اشتملت عليها مقدمة تفسير ابن كثير.
ج1-
المقصد العام : بيان جمع من المسائل المهمة في أصول التفسير وعلوم القرآن التي يحتاج إليها طالب علم التفسير قبل القراءة في التفسير .
المقاصد الرئيسية التي اشتملت عليها مقدمة بن كثير :
1-بيان بعض القواعد في أصول التفسير.
2-بيان فضل القرآن .
3-جمع القرآن لكريم كتابه المصاحف.
4- نزول القرآن علي سبعة أحرف.
5-آداب تلاوة القرآن الكريم.
6-فوائد عامة.

2: اذكر حكم التفسير، وبيّن فضله.
حكم تعلم التفسير فيه تفصيل :
-فهو واجب علي العلماء أن يتعلموا تفسير كتاب الله والكشف عن معانية والتبحر ويعلموا للناس ،والدليل (وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتو الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاًفبئس ما يشترون)آل عمران.
-أما بالنسبة لجميع المسلمين دون العلماء فهو مستحب لهم أن يتفهموا كتاب ربهم ويتدبروه ، والدليل (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) النساء
وقول تعالي ( كتاب آنزلناه إليك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)ص
-فضل تدبر القرآن :
1- امتدح الله من يتدبر آيات الله ووصفهم بأنهم ذوي العقول السليمة السديدة.
2- ذم الله أهل الكتاب المعرضين عن كتابه ، فعلينا نحن أن ننتهي عن ما ذمهم الله به ونأتمر بما أمرنا سبحانه به من تعلم القرآن الذي هو كلام الله وتهمه وتعليمه للناس وتفهيمهم.
3- تعليم كتاب الله وتفسيره يلين القلوب بالإيمان والهدي .
4- تعليم كتاب الله يزيل قسوة القلب التي سببها الذنوب.

3: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
*أحسن طرق التفسير :
1-تفسير القرآن بالقرآن ،فما أجمل في مكان فأنه يفسر في مكان آخر .
2- تفسير القرآن بالسنة ،فان السنة شارحة وموضحة للقرآن ،قال تعالي(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)النحل
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة ، فأنهم أعلم الناس بعد الرسول صلي الله عليه وسلم بأحوال التنزيل لما شاهدوا من القرائن وأحوال نزول القرآن ،ولما لهم من العلم والفهم الصحيح ، واللغة الصحيحة ،وما لهم من الأعمال الصالحة.
*ونفسر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة بأقوال التابعين ،كمجاهد بن جبر ،وسعيدبن جبير ، وعكرمة ،وعطاء ،والحسن البصري وغيرهم من التابعين وتابعي التابعين ،فإذا لم نجد تفسير الآية عندهم نرجع إلي اللغة [لغة القرآن والسنة وغة العرب عموماً].
4: تكلّم باختصار عن فضل القرآن.
ج4فضل القرآن:
فضل القرآن لا يعد ولا يحصي ومنها:
1-القرآن مهيمن علي جميع الكتب السابقة ، قال تعالي ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يدية من الكتاب ومهيمناً عليه ) المائدة
ومعني مهيمناً : أي الأمين عليه ، فالقرآن أمين علي كل كتاب قبله ومؤتمناً عليه،وناسخاً وخاتماً لها.
2 أن الله تعالي تحدي البشر أن يأتوا بمثل آيات القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً قال تعالي: (قل لئن اجتمعت الأنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) الأسراء
3- أنه معجزة النبي صل الله عليه وسلم الخالدة ،قال النبي صل الله عليه وسلم ( ما من النبياء نبي إلا اعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله إلي فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة).
4-ابتداء نزول القرآن في أشرف الأماكن ، في البلد الحرام.
5- ابتداء نزول القرآن في أشرف الأزمنة وهو شهر رمضان .
6-نزل به أفضل رسول ملكي وهو جبريل قال تعالي ( قل نزل به الروح الأمين) الشعراء
7-نزل علي أفضل الرسل محمد صلي الله عليه وسلم ،وهو ميراثه صلي الله عليه وسلم قال تعالي :) ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فاطر ، وقال صلي الله عليه وسلم :( إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً)
8- نزل القرآن بلسان عربياً ،قال تعالي) :قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون)
9-فضل القرآن علي سائر الكلام كفضل الله علي سائر الخلق.
10-نزول القرآن منجماً بحسب الوقائع لشدة الاعتناء به.
11-فضلت هذه الأمة مع قصر مدتها علي سائر الأمم الماضية مع طول مدتها ،بفضل هذا الكتاب قال تعالي:( كنتم خير أمة اخرجت للناس) آل عمران، فاليهود استعملهم الله من زمن موسي إلي زمن عيسي عليهم السلام ،والنصاري من زمان عيس إلي زمن محمد عليهم الصلا والسلام ،استعمل الله أمة محمد صل الله عليه وسلم إلي قيام الساعة .
12- أفضل الناس من تعلم القرآن وعلمه ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم :{إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)، [إن هذا القرآن يرفع الله به أقواماً ويضع آخرين]،وصاحب القرآن محسود من الناس للفضل الذي يحمله.
5: تكلّم باختصار عن مراحل جمع القرآن.
ج5 مراحل جمع القرآن:
جمع القرآن يقصد به الجمع في الصدور (وهو الأصل) والجمع في السطور:
أولا :الجمع في الصدور
فهو تيسير حفظه للمسلمين ، قال تعالي (سنقرئك فلا تنسي )القيامة،وقال بن مسعود:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، رضي الله عنهم،وعن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.فهذا الحديث ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى هؤلاء الأربعة فقط، وليس هذا هكذا، بل الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد من المهاجرين أيضا، ولعل مراده: لم يجمع القرآن من الأنصار.
ثانيا:الجمع في السطور
مر الجمع في السطور بمراحل متعددة كل مرحلة لها سماتها :
المرحلة الأولي : في عهد النبي صل الله عليه وسلم ، في العهد المكي لم يكن للنبي صلي الله عليه وسلم عناية ظاهرة بتدوين القرآن ، أما في العهد المدني اعتني صلي الله عليه وسلم بكتابة القرآن فكتب ما نزل عليه بمكة وكل ما نزل عليع بالمدينة كتبه في حينه ، وكان له كتبة للوحي وكان أشهرهم زيد بن ثابت ضي الله عنه.
سمات هذه المرحلة:
*لم يكن القرآن مجموعاً في مصحف واحد في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، بل كان مفرقاً علي عسب النخل والالرقاع واللخاف ،وذلك لأن الحاجة لم تدع إلي جمعه.
*أن القرآن الذي نقرؤه كله كان مكتوباً في عهد النبي صلي الله عله وسلم.
*أنه قد يوجد من المكتوب ما تركت تلاوته في العرضة الأخيرة.
المرحل الثانية: في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه،وهذا من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق رضي الله عنه وأرضاه،وكان سبب ذلك الخوف من ذهاب القراء بعد مقتل أهل اليمامة ،روي البخاري عن زيد بن ثابت : زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
سمات هذه المرحلة:
*أن القصد منه جمع المكتوب المتفرق من القرآنفي مصحف واحد.
*أن سبب الجمع خوف أن يستحر القتل بالقراء في الحروب،فيذهب شئ من القرآن .
* المجموع في المصحف هو ما ثبتت قرآنيته.
المرحلة الثالثة: في عهد عثمان رضي الله عنه،وكان القصد من عمل عثمان هو نسخ مصاحف من مصحف أبي بكر الذي هو أصل العمل ،
"فأرسل عثمان إلي حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلي عثمان"،وكان السبب في ذلك:ما رواة البخاري أن أنس بن مالك، حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23]، فألحقناها في سورتها في المصحف.
سمات هذه المرحلة:
*اصل في نسخ المصاحف الرواية ،لأن الأصل في القرآن المسمع المحفوظ في الصدور.
*المنهخ المتبع في رسم المصحف هو الكتابة بلسان قريش إذا حدث الاختلاف في اللهجات بين الرهط القريشين وزيد بن ثابت للأن القرآن نزل بلهجة قريش .
* أن عثمان رضي الله عنه كون لجنه لنسخ المصحف مكونة من ثلاثة مكيون هم عبد اله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وزيد بن ثابت الأنصاري .
6: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما معنى نزول القرآن على سبعة أحرف؟
ج6
*المقصودبالأحرف السبعة :
فالأول- وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي- : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهل
القول الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر.القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب.

القول الرابع: وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه.

القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف.
-معني نزول القرآن علي سبعة أحرف
نزل التخفيف علي الأمة بالأحرف السبعة كما نصت عليه الأحاديث:
*عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).
*عن أبي قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)).

7: بيّن فضل تلاوة القرآن، واذكر أهم الآداب الواجبة أثناء التلاوة.
*فضل تلاوة القرآن
-منزلة صاحب القرآن في الآخرة.
عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)).
-القرآن يشفع للعبد يوم القيامة.
عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)).
-القرآن نور اصاحبه يوم القيامة.
عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة))
-تحصيل الأجور الكثيرة.
عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك، عز وجل: اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك: اقبض، فيقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم. فيقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم)).
-الجسد الذي يقرأ القرآن لا تمسه النار.
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن القرآن جعل في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق)).
-يجاب دعوته.
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين)).
-يكون من أهل الله وخاصته.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)).
-يبارك الله في البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويكثر خيره.
عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره)).
-القرآن شافع مشفع.
عن عبد الله بن مسعود قال: ((إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار))

*آداب تلاوة القرآن
- استحضار النية ووجوب الأخلاص لله عز وجل.
-أن يقرأ القرآن علي تمهل ومكث.
-يجمع قلبه علي القرأة وفهم كلام اللهوالتماس غرائبه.
-أن يتغني بالقرآن.
-أن يتلوةه وكأنه يخشي الله.
-أن يحسن صوته بالقرآن.
-أن يتحزن بالقرآن.
-المداومة علي تلاوة القرآن وعدم هجره (الحال المرتحل).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبه, صفحه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir