دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 11:37 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

( وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيها وَهِيَ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيْدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ العِزَّةِ فِيها رِجْلَهُ [ وفي روايةٍ: قَدَمَهُ ] فَيَنْزَوِي بَعْضُها إِلى بَعْضٍ، فَتَقولُ: قَط قَط )) متَّفق عليه ).(117)

(117) قَولُهُ: ((لاَ تَزَالُ جَهَنَّمُ)): إلخ هذا الحديثُ، رواه البخاريُّ ومسلِمٌ مِن حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ، وتمامُهُ ((وَتَقُولُ قَطْ قَطْ وَعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ وَلاَ يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ لَهَا خَلْقًا آخَرَ فَيُسْكِنَهُمُ اللهُ فِي فُضُولِ الْجَنَّةِ)).
قَولُهُ: ((جَهَنَّمُ)): هو عَلمٌ على طبقةٍ مِن طبقاتِ النَّارِ، أعاذَنا اللهُ منها، قالَ يونسُ أوْ أكثرُ النحويِّين: هِي أعجميَّةٌ لاَ تنصرفُ للعُجمَةِ والتَّعريفِ، قيلَ: سُمِّيت بذلك لبُعدِ قَعْرِها.
قَولُهُ: ((يُلْقَى فِيها)): أي يُطرحُ ((وَهِيَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)) أيْ هل مِن زيادةٍ تطلبُ الزيادةَ لسعتِهَا وبُعْدِ قَعْرِهَا.
قال ابنُ القيِّمِ رحمه اللهُ: وأخطأَ مَنْ قال إنَّ ذلكَ للنَّفْيِ، أيْ ليس منْ مزيدٍ، فإنَّ الحديثَ الصحيحَ يردُّ هذا التأويلَ. انتهى.
قَولُهُ: ((فَيَنْزَوِي)): أي ينضمُّ بعضُها إلى بعضٍ، قال في المصباحِ زَوَيْتُه أيْ جمعْتُه.
قَولُهُ: ((فَتَقُولُ قَطْ قَطْ)): هو اسمُ فعلٍ بمعنى حسبي أي يكْفِي، هذا الحديثُ فيه دليلٌ على إثباتِ النَّارِ وأنَّها مخلوقَةٌ، وفيه إثباتُ كلامِ النَّارِ وأنَّها تتكلَّمُ، وهلْ هذا الكلامُ بلسانِ المقالِ أم بلسانِ الحالِ، فيه قولانِ أصحُّهُما الأوَّلُ، للحديثِ ولأنَّ الأصْلَ الحقيقةُ، فإنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- يخلقُ فيها إدراكًا، واللهُ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وفيه دلالَةٌ على عِظَمِ سِعَةِ النَّارِ وعمقِ قعرِها بحيثُ تسعُ كلَّ عاصٍ للهِ مِن حينِ خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ وتَطْلُبُ الزيادةَ.
ولمَّا كان مِن مُقتضى رحمتِه أنْ لا يعذِّبَ أحدًا بغيرِ جُرْمٍ وكانت النَّارُ في غايةِ السِّعَةِ حقَّقَ وعدَه، فيضعُ عليها قَدَمه، فيتلاقَى طرفَاها ولا يبْقَى فيها فضلٌ عن أهْلِهَا، وأمَّا الجنَّةُ فيبقى فيها فضلٌ عن أهْلِها فينشئُُ اللهُ لها خلقًا آخرينَ، كما ثبتَ ذلك في الحديثِ، وفي الحديثِ دليلٌ على إثباتِ القَدَمِ والرِّجلِ للهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- كما يليقُ بجلالِه وعظمَتِه.
قال مُحيي السُّنَّةِ: القَدَمُ والرِّجلُ في الحديثِ مِن صفاتِ اللهِ المنـزَّهةِ عن التَّكْييفِ، فالإيمانُ بها فرضٌ، والامتناعُ عن الخوضِ بها واجبٌ، فالمُهتدي مَن سلكَ طريقَ التَّسليمِ، والخائضُ فيها زائغٌ، والمنكِرُ معطِّلٌ، والمكيِّفُ مشبِّهٌ، ليسَ كمثْلِهِ شيءٌ وهو السَّميعُ البصيرُ. انتهى، وفي الحديثِ الرَّدُّ على المعطِّلَةِ الَّذين نَفَوْا صفةَ القَدَمِ للهِ وأوَّلوا ذلك بنوعٍ مِن الخلقِ، وأوَّلوا قَولَهُ في الرِّوايةِ الثَّانيةِ التي فيها إثباتُ الرِّجلِ للهِ، وقالوا هذا كما يقالُ رِجلٌ مِن جَرادٍ، وما زَعموه مِن هذه التَّأويلاتِ الفاسدةِ مردودةٌ مِن وجوهٍ:
أوَّلاً: أنَّ الأصْلَ الحقيقةُ.
ثانيًا: أَنَّه قال: حتى يَضعَ ولم يقلْ حتى يُلْقي، كما قال في قَولِهِ: ((وَلاَ يَزَالُ يُلْقِي فِيهَا)).
ثالثًا: أَنَّ قَولَهُ قَدَمَه لا يُفهم منه هذا لا حقيقَةً ولا مجازًا، إلى غيرِ ذلك مِن الوجوهِ الَّتي ذكرَها الشيخُ تَقِيُّ الدِّين وغيرُه في إثباتِ صِفَةِ القَدَمِ للهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- حقيقةً، كما يليقُ بجلالِه وعظمَتِه، والرَّدِّ على مَن زَعَم غيرَ ذلكَ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بصفة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir