دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 06:53 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي العلم المنقول والمرتجل، والجملة والمركب المزجي والإضافي


ومنهُ مَنقولٌ كفَضْلٍ وأَسَدْ = وذُو ارْتِجَالٍ كَسُعادَ وأُدَدْ
وجملةٌ وما بِمَزْجٍ رُكِّبَا = ذَا إنْ بغَيْرِ وَيْهِ تَمَّ أُعْرِبَا
وشاعَ في الأَعْلامِ ذُو الإضَافَةْ = كعبدِ شمسٍ وأَبِي قُحافَةْ


  #2  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 11:26 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


ومِنْهُ مَنْقُولٌ كَفَضْلٍ وَأَسَدْ = وَذُو ارْتِجَالٍ كَسُعَادَ وَأُدَدْ([1])
وَجُمْلَةٌ وَمَا بِمَزْجٍ رُكِّبَا = ذَا إِنْ بِغَيْرِ (وَيْهِ) تَمَّ أُعْرِبَا([2])
وشَاعَ فِي الأَعْلاَمِ ذُو الإِضَافَهْ = كَعَبْدِ شَمْسٍ وَأَبِي قُحَافَهْ([3])
يَنْقَسِمُ العَلَمُ إلى مُرْتَجَلٍ، وإلى منقولٍ، فالمُرْتَجَلُ هو ما لم يَسْبِقْ له استعمالٌ قبلَ العَلَمِيَّةِ في غيرِها، كسُعَادَ وأُدَدَ، والمنقولُ ما سَبَقَ له استعمالٌ في غيرِ العَلَمِيَّةِ والنقلِ، إمَّا مِن صفةٍ؛ كحَارِثٍ، أو مِن مصدرٍ؛ كفَضْلٍ، أو مِن اسمِ جِنْسٍ؛ كأَسَدٍ، وهذه تكونُ مُعربةً، أو مِن جملةٍ؛ كقامَ زَيْدٌ، وزيدٌ قائمٌ ([4])، وحُكْمُها أنها تُحْكَى، فتقولُ: جَاءَنِي زيدٌ قائمٌ، ورَأَيْتُ زيدٌ قائمٌ، ومَرَرْتُ بزيدٌ قائمٌ، وهذه من الأعلامِ المركَّبةِ.
ومنها أيضاً ما رُكِّبَ تَرْكِيبَ مَزْجٍ؛ كبَعْلَبَكَّ ومَعْدِي كَرِبَ وسِيبَوَيْهِ، وذَكَرَ المصنِّفُ أنَّ المُرَكَّبَ تَرْكِيبَ مَزْجٍ إنْ خُتِمَ بغيرِ (وَيْهِ) أُعْرِبَ، ومفهومُه أنه إنْ خُتِمَ بـ(وَيْهِ) لا يُعْرَبُ، بل يُبْنَى، وهو كما ذَكَرَه، فتقولُ: جاءَنِي بَعْلَبَكُّ، ورَأَيْتُ بَعْلَبَكَّ، ومَرَرْتُ ببَعْلَبَكَّ، فتُعْرِبُه إعرابَ ما لا يَنْصَرِفُ، ويَجُوزُ فيه أيضاً البناءُ على الفتحِ، فتقولُ: جاءَنِي بَعْلَبَكَّ، ورَأَيْتُ بَعْلَبَكَّ، ومَرَرْتُ ببَعْلَبَكَّ، ويَجُوزُ أيضاً أنْ يُعْرَبَ أيضاً إعرابَ المُتَضَايِفَيْنِ فتقولَ: جاءَنِي حَضْرُمَوْتَ، ورَأَيْتُ حَضْرَمَوْتَ، ومَرَرْتُ بِحَضْرِمَوْتَ.
وتقولُ فيما خُتِمَ بوَيْهِ: جاءَنِي سِيبَوَيْهِ، ورَأَيْتُ سِيبَوَيْهِ، ومَرَرْتُ بِسِيبَوَيْهِ، فتَبْنِيهِ على الكسرِ، وأجازَ بَعْضُهم إعرابَه إعرابَ ما لا يَنْصَرِفُ، نحوُ: جَاءَنِي سِيبَوَيْهُ، ورَأَيْتُ سِيبَوَيْهَ، ومَرَرْتُ بِسِيبَوَيْهَ.
ومِنها ما رُكِّبَ تَرْكِيبَ إضافةٍ؛ كعبدِ شَمْسٍ، وأبي قُحَافَةَ، وهو معربٌ، فتقولُ: جَاءَنِي عبدُ شَمْسٍ، وأبو قُحَافَةَ، ورَأَيْتُ عبدَ شَمْسٍ وأبا قُحَافَةَ، ومَرَرْتُ بعبدِ شمسٍ وأبي قُحَافَةَ.
ونَبَّهَ بالمثاليْنِ على أنَّ الجُزْءَ الأوَّلَ يكونُ مُعرباً بالحركاتِ؛ كـ(عبدِ)، وبالحروفِ؛ كـ(أبي)، وأنَّ الجزءَ الثانِيَ يكونُ مُنْصَرِفاً؛ كـ(شَمْسٍ)، وغيرَ مُنْصَرِفٍ؛ كـ(قُحَافَةَ).


([1]) (ومِنْهُ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٍ مقدمٍ، (مَنْقُولٌ) مبتدأٌ مؤخرٌ، (كَفَضْلٍ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٍ لمبتدأٍ محذوفٍ؛ أي: وذلك كائنٌ كفَضْلٍ، (وأَسَدْ) معطوفٌ على فضلٍ، (وذو) الواوُ عاطفةٌ، وذو: معطوفٌ على قولِه: منقولٌ، وذو مضافٌ و(ارْتِجَالٍ) مضافٌ إليه، (كسُعادَ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٍ لمبتدأٍ محذوفٍ؛ أي: وذلكَ كائنٌ كسُعَادَ، (وأُدَدْ) معطوفٌ على سُعادَ.
([2]) (وجُملةٌ) مبتدأٌ خبرُه محذوفٌ، وتقديرُه: ومِنه جملةٌ، وجملةُ المبتدأِ والخبرِ معطوفةٌ بالواوِ على جملةِ: (ومِنْهُ مَنْقُولٌ) في البيتِ السابقِ، (وما) الواوُ عاطفةٌ، وما اسمٌ موصولٌ معطوفٌ على جُمْلَةٌ، مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعٍ، (بِمَزْجٍ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بقولِه: رُكِّبَ الآتي، (رُكِّبَا) رُكِّبَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهولِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازاً تقديرُه هو يعودُ إلى ما الموصولةِ، والألفُ للإطلاقِ، والجملةُ من الفعلِ ونائبِ الفاعلِ لا محلَّ لها من الإعرابِ؛ صلةُ الموصولِ، (ذا) اسمُ إشارةٍ مبتدأٌ، مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعٍ، (إنْ) حرفُ شرطٍ، (بغَيْرِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بقولِه: (تَمَّ) الآتي، وغيرِ مضافٌ و(وَيْهِ) قُصِدَ لَفْظُه: مضافٌ إليه، (تَمَّ) فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ جزمِ فعلِ الشرطِ، (أُعْرِبَ) فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهولِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازاً تقديرُه هو يعودُ على ذا، والجملةُ من هذا الفعلِ ونائبِ الفاعلِ في محلِّ رفعِ خبرِ المبتدأِ، وجوابُ الشرطِ محذوفٌ يَدُلُّ عليه خبرُ المبتدأِ، وتقديرُ الكلامِ: هذا أُعْرِبَ، إنْ تَمَّ بغيرِ لفظِ وَيْهِ أُعْرِبَ.
([3]) (وشاعَ) فعلٌ ماضٍ، (في الأعلامِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بقولِهِ: شاعَ، (ذو) فاعلُ شاعَ، وذو مضافٌ و(الإضافةِ) مضافٌ إليه، (كَعَبْدِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٍ لمبتدأٍ محذوفٍ؛ أي: وذلكَ كائنٌ كعَبْدِ، وعبدِ مضافٌ و(شمسِ) مضافٌ إليه، (وأَبِي) الواوُ عاطفةٌ، وأبي: معطوفٌ على عبدِ، مجرورٌ بالياءِ نِيابةً عن الكسرةِ؛ لأنَّه من الأسماءِ الستَّةِ، وأبي مضافٌ و(قُحَافَةْ) مضافٌ إليه.
([4]) الذي سُمِعَ عن العربِ هو النقلُ مِن الجملِ الفعليَّةِ، فقد سَمَّوْا (تَأَبَّطَ شَرًّا) وسَمَّوْا (شابَ قَرْنَاهَا)، ومِنه قولُ الشاعرِ، وهو من شواهدِ سِيبَوَيْهِ:
كَذَبْتُمْ وبَيْتِ اللهِ لاَ تَنْكِحُونَهَا = بَنِي شَابَ قَرْنَاهَا تُصَرُّ وتُحْلَبُ
وسَمَّوْا (ذَرَى حَبًّا) ويَشْكُرَ، ويَزِيدَ، وتَغْلِبَ، فأما الجملةُ الاسميَّةُ فلم يُسَمُّوا بها وإنما قاسَها النحاةُ على الجملةِ الفعليَّةِ.


  #3  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 11:27 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)

فَصْلٌ: وَيَنْقَسِمُ إِلَى مُرْتَجَلٍ، وَهُوَ: مَا اسْتُعْمِلَ منْ أَوَّلِ الأَمْرِ عَلَماً، كَأُدَدٍ لِرَجُلٍ، وَسُعَادَ لامْرَأَةٍ، وَمَنْقُولٍ - وَهُوَ الْغَالِبُ - وَهُوَ: مَا اسْتُعْمِلَ قَبْلَ العَلَمِيَّةِ لِغَيْرِهَا، وَنَقْلُهُ إِمَّا مِن اسْمٍ إِمَّا لِحَدَثٍ: كَزَيْدٍ وَفَضْلٍ، أَوْ لَعَيْنٍ كَأَسَدٍ وَثَوْرٍ، وَإِمَّا مِنْ وَصْفٍ: إِمَّا لِفَاعِلٍ كَحَارِثٍ وَحَسَنٍ، أَوْ لِمَفْعُولٍ كَمَنْصُورٍ وَمُحَمَّدٍ، وَإِمَّا مِنْ فِعْلٍ: إِمَّا مَاضٍ كَشَمَّرَ، أَوْ مُضَارِعٍ كَيَشْكُرَ ([1])، وَإِمَّا منْ جملةٍ: إِمَّا فِعْلِيَّةٍ كَشَابَ قَرْنَاهَا، أَو اسْمِيَّةٍ كَزَيْدٌ مُنْطَلِقٌ، وَلَيْسَ بِمَسْمُوعٍ، وَلَكِنَّهُمْ قَاسُوهُ، وَعَنْ سِيبَوَيْهِ: الأعلامُ كُلُّهَا مَنْقُولَةٌ، وَعَن الزَّجَّاجِ: كُلُّهَا مُرْتَجَلَةٌ.
فَصْلٌ: وَيَنْقَسِمُ أَيْضاً إِلَى مُفْرَدٍ، كَزَيْدٍ وَهِنْدٍ، وَإِلَى مُرَكَّبٍ، وَهُوَ ثَلاثَةُ أَنْوَاعٍ:
1 - مُرَكَّبٌ إِسْنَادِيٌّ، كـ (ـبَرَقَ نَحْرُهُ)، وَ (شَابَ قَرْنَاهَا)، وَهَذَا حُكْمُهُ الْحِكَايَةُ، قَالَ:

38 - نُبِّئْتُ أَخْوَالِي بَنِي يَزِيدُ
2 - وَمُرَكَّبٌ مَزْجِيٌّ، وَهُوَ: كُلُّ كَلِمَتَيْنِ نَزَلَتْ ثَانِيَتُهُمَا مَنْزِلَةَ تَاءِ التأنيثِ مِمَّا قَبْلَهَا، فَحُكْمُ الأَوَّلِ أَنْ يُفْتَحَ آخِرُهُ، كَـ (ـبَعْلَبَكَّ) وَ (حَضْرَمَوْتَ) إِلاَّ إِنْ كَانَ يَاءً فَيُسَكَّنُ، كَـ (مَعْدِ يكَرِبَ) وَ (قَالِي قَلا)، وَحُكْمُ الثَّانِي أَنْ يُعْرَبَ بالضَّمَّةِ والفَتْحَةِ، إِلاَّ إِنْ كَانَ كَلِمَةَ (وَيْهِ) فَيُبْنَى عَلَى الكَسْرِ، كـ (سِيبَوَيْهِ) وَ (عَمْرَوَيْهِ).
3 - وَمُرَكَّبٌ إِضَافِيٌّ، وَهُوَ الغالبُ، وَهُوَ: كُلُّ اسْمَيْنِ نُزِّلَ ثَانِيهِمَا مَنْزِلَةَ التَّنْوِينِ مِمَّا قَبْلَهُ، كـ (ـعَبْدِ اللَّهِ) وَ (أَبِي قُحَافَةَ)، وَحُكْمُهُ أَنْ يُجْرَى الأَوَّلُ بِحَسَبِ العواملِ الثلاثةِ رَفْعاً وَنَصْباً وَجَرًّا، وَيُجَرَّ الثَّانِي بالإضافةِ.

([1]) وَقَدْ يَكُونُ الْعَلَمُ مَنْقُولاً مِنْ فِعْلِ الأَمْرِ، فَقَدْ سَمَّى الْعَرَبُ صَحْرَاءَ مُعَيَّنَةً (اصْمِتْ). وَفِيهَا يَقُولُ الشاعرُ وَهُوَ الرَّاعِي النُّمَيْرِيُّ:

أَشْلَى سَلُوقِيَّةٌ بَاتَتْ وَبَاتَ لَهَا = بِوَحْشِ إِصْمِتَ فِي أَصْلابِهَا أَوَدُ
38 - هَذَا بيتٌ مِن الرَّجَزِ المَشْطُورِ، وَبَعْدَهُ قَوْلُهُ:
ظُلْماً عَلَيْنَا لَهُمُ فَدِيدُ
وَقَدْ نَسَبَ النُّحَاةُ هَذَا الشاهدَ لِرُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ، وَلا يُوجَدُ إِلاَّ فِي زِيَادَاتِ دِيوَانِهِ.
اللغةُ: (نُبِّئْتُ) - بالبناءِ للمجهولِ وَبِتَضْعِيف وَسْطِهِ – مَعْنَاهُ: أُعْلِمْتُ وَأُخْبِرْتُ، (أَخْوَالِي) الخالُ أَخُو الأُمِّ، وَجَمْعُهُ أَخْوَالٌ، (يَزِيدُ) هَكَذَا فِي روايةِ النُّحَاةِ، وَمِنْهُم الزَّمَخْشَرِيُّ، وَقَالَ ابْنُ يَعِيشَ فِي (شَرْحِ المُفَصَّلِ): (الصَّوَابُ: تَزِيدُ - بالتاءِ المُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقَ - وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ تُنْسَبُ إِلَيْهِ الثِّيَابُ التَّزِيدِيَّةُ) اهـ. فَإِنْ كَانَ كلامُهُ مَبْنِيًّا عَلَى الروايةِ فِي هَذِهِ الكلمةِ بِذَاتِهَا، فَمُسَلَّمٌ لَهُ بَعْدَ ثُبُوتِهَا، وإلاَّ فَمِنْ بَيْنِ أَسْمَاءِ الْعَرَبِ (يَزِيدُ) بالياءِ التَّحْتِيَّةِ، وَمِنْهُمْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ الحِمْيَرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ قِسْمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَغَيْرُ هَؤُلاءِ. (ظُلْماً) الظلمُ هُوَ وَضْعُ الشيءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ أَوْ مَنْعُهُ أَنْ يَقَعَ فِي مَحَلِّهِ. (فَدِيدُ) صِيَاحٌ وَجَلَبَةٌ وَاخْتِلاطُ أَصْوَاتٍ.
الإعرابُ: (نُبِّئْتُ) نُبِّئَ: فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ يَقْتَضِي ثلاثةَ مَفَاعِيلَ، وَتَاءُ المُتَكَلِّمِ نَائِبُ فَاعِلِهِ، وَهُوَ مَفْعُولُهُ الأَوَّلُ. (أَخْوَالِي) مَفْعُولٌ ثَانٍ لِنُبِّئَ مَنْصُوبٌ بِفَتْحَةٍ مُقَدَّرَةٍ عَلَى مَا قَبْلَ ياءِ المُتَكَلِّمِ، وَهُوَ مُضَافٌ، وَيَاءُ المُتَكَلِّمِ مُضَافٌ إِلَيْهِ. (بَنِي) بَدَلٌ مِنْ أَخْوَال مَنْصُوبٌ بالياءِ نِيَابَةً عَن الفتحةِ؛ لأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَبَنِي مُضَافٌ، وَ (يَزِيدُ) مُضَافٌ إِلَيْهِ مجرورٌ بكسرةٍ مُقَدَّرَةٍ عَلَى آخِرِهِ مَنَعَ ظُهُورَهَا اشْتِغَالُ المَحَلِّ بِحَرَكَةِ الحِكَايَةِ. (ظُلْماً) مَفْعُولٌ لأَجْلِهِ عَامِلُهُ مَحْذُوفٌ، تَقْدِيرُهُ يَصِيحُونَ لأجلِ الظُّلْمِ. (عَلَيْنَا) جَارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ: ظُلْماً السَّابِقِ، أَوْ بِقَوْلِهِ: فَدِيدُ، الآتِي، أَوْ مُتَعَلِّقٌ بالعاملِ المَحْذُوفِ، (لَهُمْ) جَارٌّ وَمَجْرُورٌ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ خَبَرٍ مُقَدَّمٍ. (فَدِيدُ) مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ بالضَّمَّةِ الظاهرةِ، وَجُمْلَةُ المُبْتَدَإِ وَخَبَرِهِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ ثَالِثٌ لِنُبِّئَ.
الشاهدُ فِيهِ قَوْلُهُ: (يَزِيدُ) حَيْثُ سُمِّيَ بِهِ، وَأَصْلُهُ فِعْلٌ مضارعٌ مَاضِيهِ زَادَ مُشْتَمِلٌ عَلَى ضَمِيرٍ مُسْتَتِرٍ فِيهِ جَوَازاً، تَقْدِيرُهُ هُوَ، فَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ جملةٍ مُؤَلَّفَةٍ مِنْ فِعْلٍ وَفَاعِلٍ.
وَإِنَّمَا قَدَّرْنَا نَقْلَهُ مِن الفعلِ ولم نُقَدِّرْهُ مَنْقُولاً مِن المضارعِ وَحْدَهُ؛ لأَنَّا وَجَدْنَا عَادةَ الْعَرَبِ المُسْتَمِرَّةَ فِي كَلامِهِم أَنَّهُم إِذَا نَقَلُوا الْعَلَمَ مِن الفِعْلِ المضارعِ وَحْدَهُ أَنْ يُعْرِبُوهُ إِعْرَابَ مَا لا يَنْصَرِفُ؛ للعَلَمِيَّةِ وَوَزْنِ الفعلِ المضارعِ، ولو كَانَ مَا هُنَا مِنْ هَذِهِ البَابَةِ لكانَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَجْرُوراً بالفتحةِ نِيَابَةً عَن الكسرةِ؛ لأَنَّ مَا قَبْلَهُ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَلَكِنَّهُم إِذَا نَقَلُوا مِن الفعلِ وفاعلِهِ أَبْقَوُا الفعلَ عَلَى لَفْظِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ النقلِ، فَإِنْ كَانَ مَاضِياً بَقِيَ عَلَى فَتْحِه، وَإِنْ كَانَ مُضَارِعاً بَقِيَ عَلَى رَفْعِهِ، وَهُوَ هُنَا كَذَلِكَ، فَمِنْ أَجْلِ هَذَا حَكَمْنَا بِأَنَّهُ مَنْقُولٌ عَن الجملةِ مَحْكِيٌّ.
وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الأشخاصَ بالجملةِ الفعليَّةِ كَثِيراً كَتَسْمِيَتِهِمْ (تَأَبَّطَ شَرًّا) وَ (بَرَقَ نَحْرُهُ) و (ذَرَى حَبًّا)، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشاعرِ:
كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ لا تَنْكِحُونَهَا = بَنِي شَابَ قَرْنَاهَا تُصَرُّ وَتُحْلَبُ
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الآخرِ:
إِذَا مَا قِيلَ: أَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ = فَشَرُّهُمُ بَنُو يَتَلَمَّظَانِ
وَمِن ذَلِكَ قَوْلُ الآخرِ:
وَكُنْتُ ابْنَ عَمٍّ بَاذِلاً فَوَجَدْتُكُمْ = بَنِي جُدَّ ثَدْيَاهَا عَلَيَّ وَلا لِيَا
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الآخرِ:
خُذُوا هَذِهِ ثُمَّ اسْتَعِدُّوا لِمِثْلِهَا = بَنِي يَشْتَهِي رُزْءُ الْخَلِيلِ الْمُنَاوِبِ
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الآخرِ:
أَعَيْرَ بَنِي يَدِبُّ إِذَا تَعَشَّى = وَعَيْرَ بَنِي يَهِرُّ عَلَى الْعَشَاءِ
وَلَمْ يَرِدْ عَن الْعَرَبِ شَاهِدٌ يُحْتَجُّ بِهِ فِي التسميةِ بالجملةِ الاسْمِيَّةِ المُكَوَّنَةِ مِنْ مبتدإٍ وخبرٍ، ولكنَّ النُّحَاةَ قَاسُوهَا عَلَى الجملةِ الفِعْلِيَّةِ؛ لاشْتِرَاكِهِمَا جَمِيعاً فِي الجُمْلِيَّةِ، فَأَطْلَقُوا الْقَوْلَ إِطْلاقاً بِأَنَّ الْعَلَمَ إِذَا كَانَ مَنْقُولاً عَنْ جُمْلَةٍ حُكِيَ عَلَى مَا كَانَ قَبْلَ النَّقْلِ.


  #4  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 11:36 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني

76- وَمَنْهُ مَنْقُولٌ: كَفَضْلٍ وأَسَــدْ = وذُو ارْتِجَالٍ: كسُــــعَادٍ، وَأدَدْ
77- وَجُمْلَةٌ، وَمَا بِمَزْجٍ رُكِّبَــــا = ذَا إِنْ بغيرِ "وَيْهِ" ثُمَّ أُعْرِبَــــا
78- وَشَاعَ فِي الأَعْلاَمِ ذُو الإِضَافَـهْ = كعبدِ شمسٍ وأَبِي قُحَافَـــــهْ
(ومنه) أي: بعضُ العَلَمِ (منقولٌ) عن شيءٍ سبَقَ استعمَالُه فيه قبلَ العَلَمَيَّةِ، وذلك المنقولُ عنه مصدرٌ (كفضلٍ) واسمِ عينٍ مثلَ (أسدٍ) واسمِ فاعلٍ كحارثٍ، واسمِ مفعولٍ كمسعودٌ، وصفةٍ مشبَّهَةٍ كسعيدٍ، وفِعْلٍ ماضٍ كشَمَّرَ- عَلَمُ فَرَسٍ- قال الشاعرُ [من الطويل]:
70- أَبُوك حُبَابٌ سَارِقُ الضَّيْفِ بُرْدَهُ = وَجَدِّيَ يَا حَجَّاجُ فَارِسُ شَمَّـــرَا

وفِعلٍ مضارِعٍ كيَشْكُرُ، قال الشاعرُ مِنْ [مجزوء البسيط]:
71- وَيَشْكُرُ اللَّهِ لا يَشْكُرُهُ
وجملةٌ وستأتي، (و) بعضُه الآخرُ (ذو ارْتِجَالٍ)؛ إِذْ لا واسِطَةَ على المشهورِ، وذهبَ بعضُهُمْ إلى أنَّ الذي علمِيَّتُه بالغَلَبَةِ لا منقولٌ ولا مُرْتَجَلٌ، وعنِ سيبويهِ أنَّ الأعلامَ كلَّها منقولةٌ، وعن الزجاَّجِ كلُّها مرتجلَةٌ، والمرتجَلُ هو: ما اسْتُعْمِلَ مِنْ أَوَّلِ الأمرِ عَلمًا (كسُعَاد) عَلَمُ امرأةٍ (وأُدَدْ) علمُ رجُلٍ (و) مِنَ المنقولِ ما أصلُه الذي نُقِلَ عنه (جملةٌ) فعليَّةٌ والفاعلُ ظاهرٌ: كبَرَقَ نَحْرُهُ، وَشَابَ قَرْنَاهَا؛ أو ضميرٌ بارزٌ: كأَطْرِقَا – عَلَمُ مفازةٍ-
قال الشاعرُ [من المتقارب]:
72- عَلَى أَطْرِقَا بَالِيَاتُ الخِيــَــامُ = إِلَّا الثُّمَامَ وَإِلا العَصِـــيَّ
أو مستتِرٌ: كيزيدَ، في قولِه [من الرجز]:
73- نُبِّئْتُ أخوالِي بَنِي يزيــــدَ = ظُلْمًا عَلَيْنَا لَهُمْ فَدِيــــــدُ
ومنه إِصْمِتْ- علمُ مفازةٍ- قال الشاعرُ [من البسيط]:
74- أَشْلَى سَلُوقِيَّةً بَاتَتْ وبَاتَ بِهَـا = بِوَحْشِ إِصْمِتَ فِي أَصْلاَبِهَــا أَوَدُ

تنبيهٌ : حُكْمُ العَلَمِ المركَّبِ تركيبَ إسنادٍ- وهو المنقولُ مِنْ جملةٍ- أن يُحْكى أصلُه، ولم يَرِدْ عن العربِ عَلَمٌ منقولٌ مِنْ مبتدأٍ وخبرٍ، لكنَّهُ بمقتضَى القياسِ جائزٌ، اهـ
(و) مِنَ العَلَمِ (مَا بِمَزْجٍ رُكِّبَا) وهو: كلُّ اسمينِ جُعِلا اسمًا واحدًا، مُنَزَّلاً ثانيهما مِنَ الأَوَّلِ منزلةِ تاءِ التأنيثِ ممَّا قبلَها، نحوُ: بعلبَكَّ، وحضرَموتَ، ومعدِي كَرِبَ، وسيبويهِ، و(ذا) المركبُ تركيبَ مزجٍ (إِنْ بغيرِ "ويهِ" تَمَّ) أي: خُتِمَ (أُعْرِبَا) إعرابَ ما لا ينصرِفُ على الجزءِ الثاني، وقد يُبْنَى ما تمَّ بغيرِ "ويهِ" على الفتحِ تشبيهًا بخمسةَ عشرَ، وقد يُضَافُ صدرُه إلى عَجُزِه. والأَوَّلُ هو الأشهرُ؛ أما المركَّبُ المزجيُّ المختومُ بويهِ كسيبويهِ وعمرويهِ، فإنَّهُ مبنيٌّ على الكسرِ؛ لما سَلَفَ، وقد يُعْرَبُ غيرَ منصرفٍ كالمختومِ بغير "ويهٍ".
(وَشَاعَ فِي الأَعْلاَمِ ذُو الإِضَافَهْ) وهو: كلُّ اسمينِ جُعِلاَ اسمًا واحدًا، مُنَزَّلاً ثانيهما مِنَ الأَوَّلِ مَنْزِلَةَ التنوينِ، وهو على ضربينِ: غيرِ كنيةٍ (كعبدِ شمسٍ)، وكنيةٍ، مثلَ (أبي قُحَافَهْ) وإعرابُه إعرابُ غيرِه مِنَ المتضايفينِ.


  #5  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 11:37 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

2- أقْسامُ العَلَمِ باعتبارِ أصْلِه:
76- ومنه مَنقولٌ كفَضْلٍ وأَسَدْ = وذو ارْتِجَالٍ كسُعادَ وأُدَدْ
77- وجملةٌ وما بِمَزْجٍ رُكِّبَا = ذا إن بغيرِ وَيْهِ تَمَّ أُعْرِبَا
3- أقسامُ العَلَمِ باعتبارِ لفْظِهِ:
78- وشاعَ في الأعلامِ ذو الإضَافَهْ = كعبدِ شمسٍ وأَبِي قُحافَهْ
التقسيمُ الثاني للعَلَمِ: باعتبارِ أصالتِه في العَلَمِيَّةِ وعَدَمِ أصالتِه.
يَنقَسِمُ إلى:
1- مُرْتَجَلٌ: وهو الذي لم يَسْبِقْ له استعمالٌ قَبْلَ العَلَمِيَّةِ، مِثلُ: أُدَدَ (علَمُ رَجُلٍ)، وسُعادَ (علَمُ امْرأةٍ)، و(مَذْحِجٍ)، وهو أبو قَبيلةٍ مِن العَرَبِ.
2- منقولٌ: وهو ما سَبَقَ له استعمالٌ قَبْلَ العَلَمِيَّةِ والنقْلِ.
1- إمَّا مِن صِفةٍ كاسمِ الفاعلِ، نحوُ: حارِثٍ، صالحٍ، أو صِفَةٍ مُشَبَّهَةٍ، نحوُ: حَسَنٍ، وثَقيفٍ، أو اسمِ مفعولٍ مِثلِ: مَنصورٍ.
2- أو مِن اسمِ جِنْسٍ، نحوُ: أسَدٍ، غَزالٍ.
3- أو مِن مَصْدَرٍ، نحوُ: زَيْدٍ.
4- أو مِن فِعْلٍ، نحوُ: يَزيدَ (مِن فِعْلٍ مُضَارِعٍ)، وشَمِرَ (مِن فِعْلٍ ماضٍ)، وسامِحَ (مِن فِعْلِ أَمْرٍ).
5- أو مِن جُملةٍ فِعْلِيَّةٍ، نحوُ: شابَ قَرْنَاهَا (مُسَمًّى به)، وسيأتي.
وهذا معنى قولِه: (ومنهُ منقولٌ.. إلى قولِه: وجُملةٌ)؛ أي: ومِن العَلَمِ منقولٌ؛ كفَضْلٍ وأسَدٍ، ومنه مُرْتَجَلٌ؛ كسُعادَ وأُدَدٍّ، ومنه ذو جُملةٍ؛ أي: الْمُرَكَّبُ الإسناديُّ.
التقسيمُ الثالثُ للعَلَمِ: باعتبارِ لفْظِه، يَنْقَسِمُ إلى قِسمينِ:
1- مُفْرَدٍ: وهو ما تَكَوَّنَ مِن كَلِمَةٍ واحدةٍ، نحوُ: خالِدٍ، مأمونٍ، نَبِيلٍ، حَفْصَةَ.
2- مُرَكَّبٍ: وهو ما تَكَوَّنَ مِن كَلِمَتينِ فأكثَرَ، وهو ثلاثةُ أنواعٍ:
1- مُرَكَّبٌ إسناديٌّ: وهو ضَمُّ كَلِمَةٍ إلى أُخْرَى على وجهٍ يُفيدُ حُصولَ شيءٍ أو عَدَمَ حُصولِه، ولا يكونُ ذلك إلاَّ بجُملةٍ فِعليَّةٍ أو اسْمِيَّةٍ، أمَّا الفِعليَّةُ فقد سُمِعَتْ عن العرَبِ مِثْلُ: شابَ قَرْنَاهَا، وأمَّا الاسْمِيَّةُ فقَاسَهَا النُّحاةُ على الجُمْلَةِ الفِعليَّةِ، نحوُ : زيدٌ قائمٌ (مُسَمًّى به).
وحكْمُ المركَّبِ الإسناديِّ أنه يُعْرَبُ على حَسَبِ موقِعِه مِن الجُمْلَةِ بحَرَكَاتٍ مُقَدَّرَةٍ مَنَعَ مِن ظُهُورِها وُجودُ علامَةِ الحكايةِ، نحوُ: جاءَ زيدٌ قائمٌ، ورأيْتُ زيدٌ قائمٌ، ومَرَرْتُ بزيدٌ قائمٌ.
2- مُرَكَّبٌ مَزْجِيٌّ: وهو ما تَرَكَّبَ مِن كَلِمَتينِ امْتَزَجَتَا حتَّى صَارتَا كالكَلِمَةِ الواحدةِ، وهو نوعانِ:
أ‌- ما خُتِمَ بـ (وَيْهِ): وهذا يُبْنَى على الكسْرِ، فنقولُ: جاءَ عَمْرَوَيْهِ، ورأيتُ عَمْرَوَيْهِ، ومَررتُ بعَمْرَوَيْهِ، وأجازَ بعضُهم إعرابَه إعرابَ ما لا يَنْصَرِفُ.
ب‌- الذي لم يُخْتَمْ بـ (وَيْهِ)، فهذا يُعْرَبُ إعرابَ ما لا يَنْصَرِفُ؛ للعَلَمِيَّةِ والتركيبِ، فنقولُ: هذه بعْلَبَكُّ، رأيتُ بعْلَبَكَّ، مَرَرْتُ ببَعْلَبَكَّ، وهذا رأيٌ جَيِّدٌ يَحْسُنُ الاقتصارُ عليه.
3- مُرَكَّبٌ إضَافِيٌّ: وهو ما تَرَكَّبَ مِن مُضافٍ ومُضافٍ إليه.
وحُكْمُه أنْ يُعْرَبَ صَدْرُه بالحَرَكَاتِ أو الحروفِ حَسَبَ مَوْقِعِه مِن الجُمْلَةِ، وعَجُزُهُ يكونُ مَجروراً بالمضافِ دائماً، نحوُ: جاءَ عبدُ اللَّهِ، ورأيتُ عبدَ اللَّهِ، وسَلَّمْتُ على عبدِ اللَّهِ، وتقولُ: جاءَ أبو مُحَمَّدٍ، ورأيتُ أبا محمَّدٍ، ومَرَرْتُ بأبي مُحَمَّدٍ.
وهذا معنى قولِه: (وجُملةٌ وما بِمَزْجٍ رُكِّبَا.. إلخ)؛ أيْ: ومِن العَلَمِ ما رُكِّبَ تَركيباً إسناديًّا، وهو المقصودُ بقولِه: (وجملةٌ)، ومنه الْمُرَكَّبُ الْمَزْجِيُّ، وهذا يُعْرَبُ إنْ لم يُخْتَمْ بـ (وَيْهِ)، ومَفهومُه إنْ خُتِمَ بـ (وَيْهِ) لا يُعْرَبُ، بل يُبْنَى.
ثم أَشَارَ إلى المُرَكَّبِ الإضافيِّ وبَيَّنَ أنه كثيرٌ في الأعلامِ؛ لأَنَّ منه الكُنَى وغيرَها، ومَثَّلَ له بِمِثَالَيْنِ: مِثالٍ لكُنْيَةٍ، ومِثالٍ لغَيْرِها، كما أنَّ الأوَّلَ مُعْرَبٌ بالحَرَكَاتِ، والثانِيَ مُعْرَبٌ بالحروفِ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المنقول, العلم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir