دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب التوحيد لابن منده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 11:38 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي ذكر ما بدأ الله، عزّ وجلّ، من الآيات الواضحة الدّالّة على وحدانيّته

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ذكر ما بدأ الله، عزّ وجلّ، من الآيات الواضحة الدّالّة على وحدانيّته.
قال الله، عزّ وجلّ: {لخلق السّماوات والأرض أكبر من خلق النّاس}.
وقال تعالى: {خلق السّماوات والأرض بالحقّ تعالى عمّا يشركون}.
وقال تعالى: {خلق الله السّماوات والأرض بالحقّ}.
وقال تعالى: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما لاعبين}
وقال تعالى: {أولم ير الّذين كفروا أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما}.. . الآية.
[التوحيد: 1/104]
19 - أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن معروفٍ الصّفّار الأصبهانيّ،
[التوحيد: 1/104]
قال: حدثنا الحسن بن عليّ بن بحرٍ، قال: حدثنا زكريّا بن عديٍّ، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر الرّقّيّ، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قال رجلٌ لابن عبّاسٍ: إنّي أجد في القرآن أشياء تختلف عليّ، وقد وقع ذلك في صدري، فقال ابن عبّاسٍ: أتكذيبٌ؟ قال: لا، ولكن اختلافٌ قال: فهلمّ ما وقع في نفسك من ذلك، فقال: أسمع الله عزّ وجلّ، يقول: {فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون}. وقال في آيةٍ أخرى: {وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون} وقال في آيةٍ أخرى: {أم السّماء بناها رفع سمكها فسوّاها} الآية، فبدأ بخلق السّماء في هذه الآية قبل خلق الأرض،
[التوحيد: 1/105]
وقال في آيةٍ أخرى: {لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين} إلى قوله: {ثمّ استوى إلى السّماء} فبدأ بخلق الأرض في هذه الآية قبل خلق السّماء، وقوله: {ولا يكتمون الله حديثًا}، وقوله: {والله ربّنا ما كنّا مشركين}، فقد كتموا في هذه الآية، وقوله: {وكان الله عزيزًا حكيمًا}، وقوله: {وكان الله غفورًا رحيمًا}، {وكان الله سميعًا بصيرًا}، فكأنّه كان ثمّ مضى، فقال ابن عبّاسٍ: هل وقع في نفسك من ذلك؟ قال: إذا أنبأتني بهذا فحسبي.
قال: أمّا قوله: {فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون}، فهذا في النّفخة الأولى، ثمّ ينفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله، فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون، فإذا كان في النّفخة الأخرى قاموا فأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون،
وأمّا قوله: {ولا يكتمون الله حديثًا}، وقوله: {والله ربّنا ما كنّا مشركين}. فإنّ الله تعالى يغفر يوم القيامة لأهل الإخلاص ذنوبهم، ولا يتعاظم ذلك عليه أن يغفره، فلمّا رأى المشركون ذلك قالوا: إنّ ربّنا يغفر الذّنوب ولا يغفر الشّرك فتعالوا حتّى نقول: إنّما كنّا أهل ذنوبٍ ولم نكن أهل شركٍ، فسألهم الله، عزّ وجلّ: {أين شركاؤكم الّذين كنتم تزعمون} قالوا: {والله ربّنا ما كنّا مشركين} وإنّما كنّا أهل ذنوبٍ، فقال الله، عزّ وجلّ: أما
[التوحيد: 1/106]
إذ كتمت الإنس فاختموا على أفواههم، فختم الله، عزّ وجلّ، على أفواههم؛ فنطقت أيديهم، وشهدت أرجلهم بما كانوا يكسبون، فعند ذلك عرف المشركون أنّ الله، عزّ وجلّ، لا يكتم حديثًا، فذلك قوله تعالى: {يومئذٍ يودّ الّذين كفروا وعصوا الرّسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثًا}،
وأمّا قوله: {السّماء بناها رفع سمكها فسوّاها} الآية. فإنّه خلق الأرض في يومين ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ في يومين آخرين، ثمّ نزل إلى الأرض فدحاها، ودحوها: أن أخرج منها الماء والمرعى، وشقّ فيها الأنهار، وجعل السّبل، وخلق الجبال والرّمال، والأكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله، عزّ وجلّ: {والأرض بعد ذلك دحاها} وقوله: {لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا}: إلى قوله: {في أربعة أيّامٍ سواءً للسّائلين} فخلقت الأرض وما فيها من شيءٍ في أربعة أيّامٍ، وخلقت السّماء في يومين،
وقوله، عزّ وجلّ: {وكان الله عزيزًا حكيمًا}، {وكان الله غفورًا رحيمًا}، {وكان الله سميعًا بصيرًا}، فإنّه، عزّ وجلّ، نحل نفسه بذلك أي وصف، ولم ينحله أحدًا غيره، وكان: أي لم يزل كذلك، ثمّ قال ابن عبّاسٍ للسّائل: احفظ عنّي ما حدّثتك، واعلم أنّ ما اختلف من القرآن أشباه ما حدّثتك، وإنّ الله، عزّ وجلّ، لم يرد شيئًا إلاّ وقد أصاب به الّذي أراد، ولكنّ النّاس لا يعلمون فلا يختلف عليك القرآن، فإنّ
[التوحيد: 1/107]
كلاً من عند الله، عزّ وجلّ.
رواه جماعةٌ عن ...، ورواه مطرّفٌ، عن المنهال بن عمرٍو، وحديث زيد بن أبي أنيسة.
[التوحيد: 1/107]
20 - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو الأزهر أحمد بن منيعٍ، حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: حدثنا عمرو بن أبي قيسٍ، عن مطرّف بن طريفٍ الحارثيّ، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: أتاه رجلٌ فقال: إنّ في قلبي من القرآن لشكًّا، قال: ويلك هل سألت أحدًا غيري؟ قال: لا، قال: وما هو؟ قال: سمعت الله يقول: وكان الله، كأنّه شيءٌ قد كان، وسمعته يقول: {ولا يكتمون الله حديثًا}، وسمعته يقول: {والله ربّنا ما كنّا مشركين}، وسمعته يقول: {وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون}، وسمعته يقول:
[التوحيد: 1/108]
{فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} فقال: أمّا قولك {وكان الله} فإنّه لم يزل، ولا يزال، {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ} وأمّا قولك {ولا يكتمون الله حديثًا}، فإنّهم إذا رأوا أنّ لا يدخل الجنّة إلاّ أهل الصّلاة قالوا: تعالوا فلنجحده، فيختم على ألسنتهم، وتشهد أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون ولا يكتمون الله حديثًا، وأمّا قولك {فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} فإنّه إذا كانت النّفخة الأولى وهلك الخلق: {فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون}، فإذا كانت النّفخة الثّانية .... الجنّة أقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون، فقال له ابن عبّاسٍ: بقي في قلبك شيءٌ؟ إنّه ليس من القرآن شيءٌ إلاّ وقد أنزل في شيءٍ، ولكن لا تعرفون وجوهه.
ورواه غير مطرّفٍ نحو حديث ابن أبي أنيسة.
[التوحيد: 1/109]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, ذكر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir