دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية لابن بطة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 رجب 1434هـ/18-05-2013م, 11:29 PM
أم صفية أم صفية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 212
افتراضي باب ذكر ما نطق به الكتاب نصًّا في محكم التّنزيل بلزوم الجماعة والنّهي عن الفرقة

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (باب ذكر ما نطق به الكتاب نصًّا في محكم التّنزيل بلزوم الجماعة والنّهي عن الفرقة أمّا بعد: فاعلموا يا إخواني وفّقنا اللّه وإيّاكم للسّداد والائتلاف، وعصمنا وإيّاكم من الشّتات والاختلاف، أنّ اللّه عزّ وجلّ قد أعلمنا اختلاف الأمم الماضين قبلنا وإنّهم تفرّقوا واختلفوا فتفرّقت بهم الطّرق حتّى صار بهم الاختلاف إلى الافتراء على اللّه عزّ وجلّ، والكذب عليه والتّحريف لكتابه، والتّعطيل لأحكامه، والتّعدّي لحدوده، وأعلمنا تعالى أنّ السّبب الّذي أخرجهم إلى الفرقة بعد الألفة، والاختلاف بعد الائتلاف، هو شدّة الحسد من بعضهم لبعضٍ، وبغي بعضهم على بعضٍ، فأخرجهم ذلك إلى الجحود بالحقّ بعد معرفته، وردّهم البيان الواضح بعد صحّته، وكلّ ذلك وجميعه قد قصّه اللّه عزّ وجلّ علينا، وأوعز فيه إلينا، وحذّرنا من مواقعته، وخوّفنا من ملابسته، ولقد رأينا ذلك في كثيرٍ من أهل عصرنا، وطوائف ممّن يدّعي أنّه من أهل ملّتنا، وسأتلو عليكم من نبأ ما قد أعلمناه مولانا الكريم، وما قد علمه إخواننا من أهل القرآن، وأهل العلم، وكتبة الحديث والسّنن، وما يكون فيه إن شاء اللّه بصيرةٌ لمن علمه، ونسيه، ولمن غفله أو جهله، ويمتحن اللّه به من خالفه وجحده، بألّا يجحده إلّا الملحدون،
[الإبانة الكبرى: 1/270]
ولا ينكره إلّا الزّائغون قال اللّه عزّ وجلّ: {كان النّاس أمّةً واحدةً فبعث اللّه النّبيّين مبشّرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحقّ ليحكم بين النّاس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلّا الّذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البيّنات بغيًا بينهم فهدى اللّه الّذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحقّ بإذنه واللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ} [البقرة: 213]، وقال تعالى: {تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجاتٍ وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد} [البقرة: 253] وقال تعالى: {إنّ الدّين عند اللّه الإسلام وما اختلف الّذين أوتوا الكتاب إلّا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم ومن يكفر بآيات اللّه فإنّ اللّه سريع الحساب} [آل عمران: 19]، وقال تعالى: {إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيءٍ إنّما أمرهم إلى اللّه ثمّ ينبّئهم بما كانوا يفعلون} [الأنعام: 159]
[الإبانة الكبرى: 1/271]
وقال تعالى: {ولقد بوّأنا بني إسرائيل مبوّأ صدقٍ ورزقناهم من الطّيّبات فما اختلفوا حتّى جاءهم العلم إنّ ربّك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} [يونس: 93]، وقال تعالى: {وما تفرّقوا إلّا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك إلى أجلٍ مسمًّى لقضي بينهم وإنّ الّذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شكٍّ منه مريبٍ} [الشورى: 14]، وقال تعالى: {وما تفرّق الّذين أوتوا الكتاب إلّا من بعد ما جاءتهم البيّنة وما أمروا إلّا ليعبدوا اللّه مخلصين له الدّين حنفاء ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة وذلك دين القيّمة} [البينة: 5] " قال الشّيخ: " إخواني فهذا نبأ قومٍ فضلّهم اللّه وعلّمهم وبصّرهم ورفعهم، ومنع ذلك آخرين إصرارهم على البغيّ عليهم، والحسد لهم إلى مخالفتهم، وعداوتهم، ومحاربتهم، فاستنكفوا أن يكونوا لأهل الحقّ تابعين، وبأهل العلم مقتدين فصاروا أئمّةً مضلّين ورؤساء في الإلحاد متبوعين رجوعًا عن الحقّ، وطلب الرّياسة، وحبًّا للاتّباع والاعتقاد. والنّاس في زماننا هذا أسرابٌ كالطّير، يتبع بعضهم بعضًا لو ظهر لهم من يدّعي النّبوّة مع علمهم بأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خاتم الأنبياء، أو من يدّعي الرّبوبيّة، لوجد على ذلك أتباعًا وأشياعًا، فقد ذكرت ما حضرني من الآيات الّتي عاب اللّه فيها المختلفين، وذمّ بها الباغين، وأنا الآن أذكر لك
[الإبانة الكبرى: 1/272]
الآيات من القرآن الّتي حذّرنا فيها ربّنا وتعالى من الفرقة والاختلاف، وأمرنا بلزوم الجماعة والائتلاف، نصيحةً لإخواننا وشفقةً على أهل مذهبنا. قال اللّه تعالى: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا ولا تفرّقوا واذكروا نعمت اللّه عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم} إلى آخر الآية، ثمّ حذّرنا من مواقعة ما أتاه من قبلنا من أهل الكتاب فيصيبنا ما أصابهم، فقال تعالى: {ولا تكونوا كالّذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذابٌ عظيمٌ} [آل عمران: 105] فأخبرنا أنّهم عن الحقّ رجعوا، ومن بعد البيان اختلفوا، وقال تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون} [الأنعام: 153] وقال تعالى: {شرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحًا والّذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدّين ولا تتفرّقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه} [الشورى: 13]،
[الإبانة الكبرى: 1/273]
وقال تعالى: {منيبين إليه واتّقوه وأقيموا الصّلاة ولا تكونوا من المشركين من الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون} [الروم: 31] فهل بقي رحمكم اللّه أوضح من هذا البرهان أو أشفى من هذا البيان، وقد أعلمنا اللّه تعالى أنّه قد خلق خلقًا للاختلاف والفرقة، وحذّرنا أن نكون كهمٌ لهم، واستثنى أهل رحمته لنواظب على المسألة أن يجعلنا منهم فقال تعالى: {ولو شاء ربّك لجعل النّاس أمّةً واحدةً ولا يزالون مختلفين إلّا من رحم ربّك ولذلك خلقهم وتمّت كلمة ربّك لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين} [هود: 118] ثمّ حذّر نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتّبع أهل الأهواء المختلفين وآراء المتقدّمين، فقال عزّ وجلّ: {وأن احكم بينهم بما أنزل اللّه ولا تتّبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل اللّه إليك} [المائدة: 49]، وقال: {فاحكم بينهم بما أنزل اللّه ولا تتّبع أهواءهم عمّا جاءك من الحقّ لكلٍّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا} [المائدة: 48]،
[الإبانة الكبرى: 1/274]
وقال: {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنّبوّة ورزقناهم من الطّيّبات وفضّلناهم على العالمين وآتيناهم بيّناتٍ من الأمر فما اختلفوا إلّا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم إنّ ربّك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ثمّ جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتّبعها ولا تتّبع أهواء الّذين لا يعلمون إنّهم لن يغنوا عنك من اللّه شيئًا وإنّ الظّالمين بعضهم أولياء بعضٍ واللّه وليّ المتّقين} [الجاثية: 16]، وقال عزّ وجلّ فيما ذمّ به المخالفين: {فتقطّعوا أمرهم بينهم زبرًا كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون} [المؤمنون: 53] "
[الإبانة الكبرى: 1/275]
105 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر الحافظ، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، كاتب اللّيث، قال: حدّثني معاوية
[الإبانة الكبرى: 1/275]
بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره} [الأنعام: 68]، وقوله: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه} [آل عمران: 7]، وقوله: {ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله} [الأنعام: 153]، وقوله: {أقيموا الدّين ولا تتفرّقوا فيه} [الشورى: 13]، وقوله: {إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا} [الأنعام: 159]، وقوله: {ولا تكونوا كالّذين تفرّقوا واختلفوا} [آل عمران: 105]، وقوله: {وتقطّعوا أمرهم بينهم} [الأنبياء: 93] . ونحو هذا في القرآن كثيرٌ. قال ابن عبّاسٍ: «أمر اللّه تعالى المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنّه أهلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين اللّه»
[الإبانة الكبرى: 1/276]
106 - حدّثنا أبو القاسم بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا الرّبيع بن نافعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن المهاجر الأنصاريّ، قال: سئل عيسى ابن مريم، عن الفرقة والاختلاف، ما يوقعهما بين النّاس؟ قال: «البغيّ والحسد وما يلائمهما من المعصية، وما يريده اللّه تعالى بالعامّة من النّقمة»
[الإبانة الكبرى: 1/277]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ذكر, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir