دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > متون التفسير وعلوم القرآن الكريم > متون علوم القرآن الكريم > منظومة الزمزمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 محرم 1430هـ/10-01-2009م, 08:30 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي نهج التيسير للشيخ: محسن علي المساوي

النوع الثالث: المجاز

قال في الإتقان: لا خلاف في وقوع الحقائق في القرآن، وهي كل لفظ بقي على موضوعه، ولا تقديم ولا تأخير، وهذا أكثر الكلام، وأما المجاز فالجمهور أيضاً على وقوعه، وأنكره جماعة، منهم الظاهرية، وابن القاص من الشافعية، وابن خويز منداد من المالكية.
وشبهتهم أن المجاز أخو الكذب، والقرآن منزه عنه، وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة، فيستعير، وذلك محال على الله تعالى. وهذه شبهة باطلة، ولو سقط المجاز في القرآن، لسقط منه شطر الحسن، ثم المجاز عندهم ينقسم إلى قسمين: الأول مجاز في التركيب، ويسمى مجازاً في الإسناد، ومجازاً عقلياً، وعلاقته الملابسة، وذلك أن يسند الفعل أو شبهه إلى غير ما هو له أصالة، لملابسته له، كقوله تعالى: {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً}، أسندت الزيادة، وهي فعل الله، إلى الآيات، لكونها سبباً لها، والثاني : مجاز في المفرد، ويسمى المجاز اللغوي، والمجاز المرسل، وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولاً، لعلاقة غير مشابهة، وقد نظم شيخنا الشيخ علي المالكي علاقات المجاز المرسل في بيتين، بقوله:

علق بكل سبب أول بدل = ولازم عموم إطلاق محل
مقابل لذي تعلق حصل = جوار استعداد آلة العمل

وللمجاز أيضاً أنواع كثيرة: منها ما ذكره الناظم بقوله (منها) أي نوع أنواع المجاز (اختصار الحذف) نحو قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر}، أي فأفطر فعدة.. الخ، ونحو قوله تعالى: {أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون يوسف}، أي فأرسلوه، فجاء فقال: يا يوسف، ثم كون الاختصار من أنواع المجاز: على المشهور، وقد أنكره بعضهم، كما في الإتقان، ومنها (ترك الخبر) نحو قوله تعالى: {فصبر جميل}، أي صبري صبر جميل، (و) منها (الفرد) و (جمع إن يجز) بالبناء للمجهول، أي إن يستعمل مجازاً (عن آخر) مثال الجمع عن المفرد قوله تعالى: {رب ارجعون}، أي ارجعني، ومثال المفرد قوله تعالى: {إن الإنسان لفي خسر}، أي الأناسي، بدليل الاستثناء منه، وقوله تعالى {والملائكة بعد ذلك ظهير} أي ظاهرون (واحدها من المثنى) أي واجعل واحد الكلمة المستعملة مجازاً عن الأخرى من المثنى، أي واجعلهما، أي المفرد والجمع مع المثنى، ولو عبر به لكان أظهر، بأن استعمل كل واحد من الثلاثة عن الآخر، مثال المفرد عن المثنى قوله تعالى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} أي يرضوهما، ومثال المثنى عن المفرد قوله تعالى: {ألقيا في جهنم} أي ألق، ومثال المثنى عن الجمع قوله تعالى: {فارجع البصر كرتين} أي كرة بعد كرة.
ومثال الجمع عن المثنى قوله تعالى: {فإن كان له إخوة فلأمه السدس} فإنها تحجب بالأخوين (و) منها استعمال (الذي عقل عن ضد له) وهو غير العاقل، نحو قوله تعالى: {قالتا أتينا طائعين} و{رأيتهم لي ساجدين}، جمع الوصفان بالياء والنون، وهو من خواص العقلاء، والموصوف وهو السماء والأرض والكواكب من غيرهم، والمسوغ لذلك تنزيله منزلته، ومنها استعمال لفظ غير العاقل في العاقل، كما قال الناظم (أو عكس ذي) أي الاستعمال كقوله تعالى: {ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض}، أطلق سبحانه وتعالى لفظ "ما" على الملائكة والثقلين، وهو موضع لغير العاقل، لكن لما اقترن به غلب لكثرته، وإن كان الأكثر في مثل هذا تغليب العاقل لشرفه، ومنها (سبب) أي استعماله على مسبب نحو قوله تعالى: {يذبح} أي فرعون، أبناءهم، أي بني إسرائيل، أي يأمرهم بذبحهم، فأسند إليه، لأنه سبب فيه، ومنها (التفات) وهو الانتقال من واحد من التكلم والخطاب والغيبة، إلى الآخر، وهو عند السكاكي أعم منه عند الجمهور، إذ لا يشترط عنده التعبير بالغير أولاً، فقول الخليفة أمير المؤمنين يأمرك بكذا، التفات عنده، لأنه معدول عن أنا، لا عندهم، لعدم تقدم خلافه.
وفي عد الالتفات من أنواع المجاز نظر، والصحيح كما في الإتقان أنه ليس منها، بل من أنواع الخطاب، فإنه حقيقة، قال الشيخ بهاء الدين السبكي: لم أر من ذكره، هل هو حقيقة أو مجاز؟ قال: وهو حقيقة، حيث لم يكن معه تجريد اهـ.
مثال الانتقال من الغيبة إلى الخطاب، قوله تعالى: {مالك يوم الدين * إياك نعبد}. الأصل: إياه نعبد، إذ الاسم الظاهر معدود من الغيبة عندهم، فينتقل منها إلى الخطاب، وهو إياك، ومن الخطاب إلى الغيبة قوله تعالى: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم}. الأصل: وجرين بكم، ليوافق قوله: (كنتم)، فينتقل منه إلى الغيبة، وهو بهم، ومن المتكلم إلى الخطاب قوله تعالى: {ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون} الأصل: وإليه أرجع، إذ قوله أعبد وفطرني، كلاهما للتكلم، فينتقل إلى الخطاب، وهو ترجعون، ومن التكلم إلى الغيبة قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر} الأصل: (فصل لنا): إذ قوله أعطينا للتكلم، فينتقل منه إلى الغيبة، وهو لربك، ومن الغيبة إلى التكلم قوله تعالى: {الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه} الأصل: فساقه، إذ قوله الذي... إلخ، للغيبة، فينتقل منها إلى التكلم، وهو فسقناه، ومنها (التكرير) للفظ أو لجملة، نحو قوله تعالى: {كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون}، وفي عد هذا من المجاز خلاف، كما في الإتقان، والصحيح فإنه حقيقة، ومنها (زيادة) أي مجاز بالزيادة، نحو قوله تعالى: {ليس كمثله شيء}، على رأي من قال بزيادة الكاف، وفي عده من أنواع المجاز تفصيل، ذكره في الإتقان، نقلاً عن الإيضاح، وهو أنه متى تغير إعراب الكلمة، بحذف أو زيادة، فهي مجاز، نحو: {واسأل القرية}، و{ليس كمثله شيء}، وإن كان الحذف أو الزيادة لا يوجب تغير الإعراب، نحو: {كصيب}، {فبما رحمة}، فلا توصف الكلمة بالمجاز اهـ.
ومنها (تقديم أو تأخير) أي وتأخير فأو بمعنى الواو، نحو قوله تعالى: {فضحكت فبشرناها بإسحاق}، الآية، الأصل بشرناها بإسحاق فضحكت، إذ الضحك مسبب عن التعجيب على البشارة بحصول الولد، وهو إسحاق، وفي عد هذا أيضاً من المجاز شيء قال في الإتقان، نقلاً عن البرهان: والصحيح أنه ليس منه، إذ المجاز نقل ما وضع إلى ما لم يوضع له اهـ. والله أعلم.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجاز

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir