دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو الحجة 1429هـ/18-12-2008م, 12:35 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي أقسام حروف الجر


بالظاهِرِ اخْصُصْ مُنذُ مُذْ وحَتَّى = والكافُ والواوُ ورُبَّ والتَّا
واخْصُصْ بِمُذْ ومُنذُ وَقْتًا وبِرُبّ = مُنَكَّرًا والتاءُ لِلَّهِ ورَبّ
وما رَوَوْا مِنْ نَحْوِ رُبَّهُ فَتَى = نَزْرٌ كَذَا كَهَا ونحوُهُ أَتَى

  #2  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 04:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


بالظاهِرِ اخْصُصْ مُنذُ مُذْ وحَتَّى = والكافَ والواوَ ورُبَّ والتَّا ([1])
واخْصُصْ بِمُذْ ومُنذُ وَقْتاً وبِرُبّ = مُنَكَّراً والتاءُ للهِ ورَبّ ([2])
وما رَوَوْا مِنْ نحوِ رُبَّهُ فَتَى = نَزْرٌ كَذَا كها ونحوُه أَتَى ([3])

مِن حُروفِ الْجَرِّ ما لا يَجُرُّ إلاَّ الظاهِرَ، وهي هذه السبْعَةُ المذكورةُ في البيتِ الأوَّلِ، فلا تَقولُ: "مُنْذُهُ ولا مُذْهُ"، وكذا الباقي.
ولا تَجُرُّ "مُنذُ ومُذْ" مِن الأسماءِ الظاهِرَةِ إلاَّ أسماءَ الزمانِ([4])، فإنْ كانَ الزمانُ حاضِراً كانَتْ بمعنى "في"، نحوُ: "ما رَأيْتُه مُنْذُ يَوْمِنا"؛ أي: في يَوْمِنا، وإنْ كانَ الزمانُ ماضِياً كانَتْ بمعنى "مِن"، نحوُ: "ما رَأَيْتُه مُذْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ"؛ أيْ: مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وسيَذْكُرُ المصنِّفُ هذا في آخِرِ البابِ، وهذا معنى قولِه: "واخْصُصْ بِمُذْ ومُنْذُ وقْتاً".
وأمَّا "حتَّى" فسَيَأْتِي الكلامُ على مَجْرُورِها عنْدَ ذِكْرِ المصنِّفِ له، وقَدْ شَذَّ جَرُّها للضميرِ؛ كقولِه:
201- فلا واللهِ لا يُلْفِي أُنَاسٌ = فَتًى حَتَّاكَ يا ابنَ أبي زِيادِ ([5])
ولا يُقاسُ على ذلك، خِلافاً لبَعْضِهم, ولُغةُ هُذَيْلٍ إبدالُ حائِها عَيْناً، وقَرَأَ ابنُ مَسعودٍ: (فَتَرَبَّصُوا بِهِ عَتَّى حِينٍ). وأمَّا الواوُ فمُخْتَصَّةٌ بالقَسَمِ، وكذلك التاءُ، ولا يَجُوزُ ذِكْرُ فعْلِ القَسَمِ معَهما، فلا تَقولُ: "أُقْسِمُ واللهِ"، ولا: "أُقْسِمُ تَاللهِ".
ولا تَجُرُّ التاءُ إلاَّ لفْظَ "اللهِ"، فتقولُ: "تاللهِ لأَفْعَلَنَّ"، وقد سُمِعَ جَرُّها لـ "رَبِّ" مُضافاً إلى "الكَعْبَةِ"، قالوا: "تَرَبِّ الكَعبةِ"، وهذا معنى قولِه: "والتاءُ للهِ ورَبّ". وسُمِعَ أيضاً: "تَالرحمنِ"، وذَكَرَ الْخَفَّافُ في شرْحِ الكتابِ أنَّهم قالوا: "تَحَيَاتِكَ". وهذا غَريبٌ.
ولا تَجُرُّ "رُبَّ" إلاَّ نَكِرَةً، نحوُ: "رُبَّ رجُلٍ عالِمٍ لَقِيتُ"، وهذا معنى قولِه: "وبِرُبّ مُنَكَّراً"؛ أيْ: واخْصُصْ برُبَّ النَّكِرَةَ، وقد شَذَّ جَرُّها ضَميرَ الغَيْبَةِ؛ كقَولِه:
202- وَاهٍ رَأَبْتُ وُشِيكَا صَدْعَ أَعْظُمِهْ = ورُبَّهُ عَطِباً أَنْقَذْتُ مِنْ عَطَبِهْ([6])
كما شَذَّ جَرُّ الكافِ له؛ كقولِه:
203- خَلَّى الذَّنَابَاتِ شَمَالاً كَثَبَا = وأُمُّ أَوْعَالٍ كَهَا أَوْ أَقْرَبَا ([7])
وقولِه:
204- ولا تَرَى بَعْلاً ولاَ حَلاَئِلاَ = كَهُ ولا كَهُنَّ إلاَّ حَاظِلاَ ([8])
وهذا معنى قولِه: "وما رَوَوْا" البيتَ؛ أيْ: والذي رُوِيَ مِن جَرِّ "رُبَّ" الْمُضمَرَ نحوُ: "رُبَّهُ فَتًى" قَليلٌ، وكذلك جَرُّ الكافِ الْمُضْمَرَ، نحوُ: "كَهَا".


([1]) (بالظاهِرِ) جارٌّ ومَجرورٌ مُتَعَلِّقٌ باخْصُصْ، (اخْصُصْ) فعْلُ أمْرٍ، وفاعِلُه ضَميرٌ مُستَتِرٌ فيه وُجوباً تَقديرُه أنتَ، (مُنْذُ) قَصَدَ لفْظَه: مَفعولٌ به لاخْصُصْ، (مُذْ، وحتى، والكافَ، والواوَ، ورُبَّ، والتا) مَعطوفاتٌ على مُنْذُ بإسقاطِ حرْفِ العطْفِ في (مُذْ) وَحْدَه.

([2])و (اخْصُصْ) فعْلُ أمْرٍ، وفاعِلُه ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه وُجوباً، تَقديرُه أنتَ، (بِمُذْ) جارٌّ ومَجرورٌ مُتَعَلِّقٌ باخْصُصْ، (ومُنذُ) مَعطوفٌ على مُذْ، (وَقْتاً) مَفعولٌ به لاخْصُصْ، (وبرُبّ) معطوفٌ على بِمُذْ، (مُنَكَّراً) مَعطوفٌ على (وَقْتاً) السابقِ، (والتاءُ) مبُتدَأٌ، (للهِ) جارٌّ ومَجرورٌ متَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرُ الْمُبتدأِ، (ورُبّ) مَعطوفٌ على لفْظِ الْجَلالةِ.

([3]) وما اسمٌ مَوصولٌ مُبتَدَأٌ، (رَوَوْا) فعْلٌ وفاعلٌ، والجمْلَةُ لا مَحَلَّ لها صِلَةٌ، (مِن نَحْوِ) جارٌّ ومجرورٌ متَعَلِّقٌ برَوَوْا، (رُبَّهُ فَتَى) رُبَّ: حرْفُ جَرٍّ، والضميرُ مَجرورُ الْمَحَلِّ به، وفَتَى: تَمييزٌ للضميرِ، وهو كلامٌ في مَوْضِعِ المفعولِ به لقولٍ مَحذوفٍ، وهذا القولُ المحذوفُ مَجرورٌ بإضافةِ (نحوِ) إليه، (نَزْرٌ) خبَرُ الْمُبتدأِ، وهو (ما) الموصولةُ في أوَّلِ البيتِ، (كذا) جارٌّ ومجرورٌ متعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبَرٌ مُقَدَّمٌ، (كها) قَصَدَ لفْظَه: مُبتدأٌ مُؤَخَّرٌ، (ونحوُهُ) الواوُ عاطِفَةٌ، نحوُ: مُبتَدَأٌ، ونحوُ مُضافٌ والضميرُ مُضافٌ إليه، (أتى) فعْلٌ ماضٍ، وفاعلُه ضميرٌ مُستَتِرٌ فيه جَوازاً، تَقديرُه هو يَعودُ إلى نحوُ الواقِعِ مُبتَدَأً، والْجُملةُ في مَحَلِّ رفْعٍ خَبَرُ الْمُبتَدَأِ الذي هو نحوُ.

([4]) منذُ ومُذْ يَكونانِ ظَرْفَيْ زَمانٍ، وهما حِينَئذٍ اسمانِ، ويَكونانِ حَرْفَيْ جَرٍّ، وحينَئذٍ لا يَجُرَّانِ إلاَّ أسماءَ الزمانِ؛ طَلَباً للمناسَبَةِ بينَ حالَتَيْهِما، وأَمَّا نحوُ قولِكَ: "ما رَأَيْتُه منذُ حَدَثَ كذا، وما رَأَيْتُه مُنذُ أنَّ اللهَ خَلَقَه"؛ فإنَّ اسمَ الزمانِ مُقَدَّرٌ في هَذينِ المِثالَيْنِ ونحوِهما، وأصْلُ الكلامِ: منذُ زمانِ حَصَلَ كذا، ومُنذُ زَمانِ خَلَقَ اللهُ إيَّاهُ.

([5]) 201 - هذا البيتُ مِن الشواهِدِ التي لا يُعرَفُ قَائِلُها.
اللُّغَةُ: (يُلْفِي) مُضارِعُ أَلْفَى، ومَعناهُ وَجَدَ، ويُرْوَى: (لا يَلْقَى أُناسٌ) بالقافِ مَكانَ الفاءِ على أنَّه مُضارِعُ لَقِيَ، (حتَّاكَ) استَشْكَلَ أبو حَيَّانَ هذه العِبارةَ فقَالَ: (وانتهاءُ الغايَةِ في حَتَّاكَ لا أَفْهَمُه، ولا أَدْرِي ما عَنَى بحَتَّاكَ، فلَعَلَّ هذا البيتَ مَصنوعٌ). وستَعْرِفُ رَدَّ هذا الكلامَ.
المعنى: يُريدُ الشاعِرُ أنْ يَقولَ: إنَّ الناسَ لا يَجِدُونَ فَتًى يَرْجُونَه لقَضاءِ مَطَالِبِهم حتَّى يَبْلُغُوا الممدوحَ، فإذا بَلَغُوه فقَدْ وَجَدُوا ذلك الفَتَى. وبهذا التَّقريرِ يَندَفِعُ كلامُ أبي حَيَّانَ.
الإعرابُ: (فلا) لا: زَائِدَةٌ قَبْلَ القَسَمِ للتوكيدِ، (واللهِ) الواوُ للقَسَمِ، ولَفْظُ الْجَلالَةِ مُقْسَمٌ به مَجرورٌ بالواوِ، وفعْلُ القسَمِ الذي يَتعلَّقُ به الجارُّ والمجرورُ مَحذوفٌ وُجوباً، (لا) نافيِةٌ، (يُلْفِي) فعْلٌ مُضارِعٌ، (أُناسٌ) فاعِلُ يُلْفِي، (فَتًى) مَفعولٌ به أوَّلُ ليُلْفِي، ومَفعولُ يُلْفِي الثاني مَحذوفٌ، وتَقديرُ الكلامِ: لا يُلْفِي أُناسٌ فَتًى مَقصوداً لآمالِهم إلى بُلُوغِكَ، (حَتَّاكَ) حتى: جارَّةٌ والضميرُ في مَحَلِّ جَرٍّ بها، والجارُّ والمجرورُ متَعَلِّقٌ بيُلْفِي، (يا) حرْفُ نِداءٍ، (ابنَ) مُنادَى، وابنَ مُضافٌ و(أبي) مُضافٌ إليه، وأَبي مُضافٌ و(زِيادِ) مُضافٌ إليه.
الشاهِدُ فيه: قولُه: (حَتَّاكَ)؛ حيثُ دَخَلَتْ (حتَّى) الجارَّةُ على الضميرِ، وهو شاذٌّ.

([6]) 202 - هذا البيتُ مِمَّا أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ، ولم يَعْزُهُ لقائلٍ مُعَيَّنٍ، وأَنْشَدَه في اللِّسانِ: (رُبَّ) معَ تَغييرٍ طَفيفٍ هكذا:
كائِنْ رَأَبْتُ وَهَايَا صَدْعِ أَعْظُمِهِ

اللُّغَةُ: (رَأَبْتُ) أَصْلَحْتُ وشَعَّبْتُ، مَأخوذٌ مِن قَوْلِهم: رَأَبَ فُلانٌ الصدْعَ، إذا أَصْلَحَه وجَبَرَه، (وَشِيكاً) سَريعاً، (عَطِباً) هو هنا بكسْرِ الطاءِ صِفَةٌ مُشبَّهَةٌ؛ أيْ: هالِكاً، (مِن عَطَبِهْ) هو هنا بفتْحِ الطاءِ: مَصدَرٌ بمعنى الْهَلاكِ، وفي اللسانِ (م العَطَبِ).
المعنى: رُبَّ شخْصٍ ضَعيفٍ أَشْفَى على الهلاكِ والسقوطِ، فجَبَرْتُ كَسْرَه ورِشْتُ جَنَاحَهُ.
الإعرابُ: (وَاهٍ) هو على تَقديرِ (رُبَّ)؛ أي: رُبَّ وَاهٍ، فهو مبتَدَأٌ مَرفوعٌ تَقديراً، (رَأَبْتُ) فعْلٌ وفاعِلٌ، والجملَةُ في مَحَلِّ رفْعٍ خَبَرٌ، (وَشِيكاً) مَفعولٌ مُطلَقٌ عامِلُه رَأَبْتُ؛ أيْ: رَأَبْتُ رَأْباً وَشِيكاً؛ أيْ: عاجِلاً سَريعاً، (صَدْعَ) مَفعولٌ به لِرَأَبْتُ، وصَدْعَ مُضافٌ وأَعْظُمِ مِن (أَعْظُمِهْ) مُضافٌ إليه، وأَعْظُمِ مُضافٌ والضميرُ مُضافٌ إليه، (ورُبَّهُ عَطِباً) رُبَّ: حرْفُ تَقليلٍ وجَرٍّ شَبيهٌ بالزائدِ، والضميرُ في مَحَلِّ جَرٍّ برُبَّ، وله مَحَلُّ رفْعٍ بالابتداءِ، (عَطِباً) تَمييزٌ للضميرِ، (أَنْقَذْتُ) فعْلٌ وفاعلٌ، والجملةُ في مَحَلِّ رفْعٍ خبَرُ المبتَدَأِ الذي هو مَجرورٌ لفْظاً برُبَّ، (مِن عَطَبِه) الجارُّ والمجرورُ متَعَلِّقٌ بأَنْقَذَ، وعَطَبِ مُضافٌ والضميرُ مُضافٌ إليه.
الشاهِدُ فيه: قولُه: (ورُبَّهُ عَطِباً)؛ حيثُ جَرَّ (رُبَّ) الضميرَ، وهو شاذٌّ.
واعلَمْ أنَّ العُلماءَ قد اختَلَفُوا في هذا الضميرِ الذي تَدْخُلُ عليه رُبَّ، أمَعْرِفَةٌ هو أَمْ نَكِرَةٌ؟ فذَهَبَ الْجُمهورُ إلى أنَّه مَعرِفَةٌ على أَصْلِه، وذَهَبَ ابنُ عُصفورٍ وجَارُ اللهِ الزَّمَخْشَرِيُّ إلى أنَّ هذا الضميرَ نَكِرَةٌ؛ لأنه واقِعٌ مَوقِعَ اسمٍ واجِبِ التنكيرِ؛ لأنَّ رُبَّ لا تَجُرُّ غيرَ النَّكِرَةِ، ولأنَّ مَرْجِعَه – وهو التمييزُ – واجبُ التنكيرِ.

([7]) 203 - البيتُ للعَجَّاجِ يَصِفُ حِمارَ وَحْشٍ وأُتُنَه، وقد أَرادَ هذا الْحِمارُ وُرُودَ الماءِ مَعَهُنَّ، فرَأَى الصيَّادَ فهَرَبَ بِهِنَّ.
اللُّغَةُ: (الذَّنَابَاتُ) جَمْعُ ذِنَابَةٍ – بالكسْرِ – وهى آخِرُ الوادي الذي يَنتَهِي إليه السيْلُ، وقد قِيلَ: إنَّه بفَتْحِ الذالِ اسمُ مكانٍ بعَيْنِه، (كَثَباً) أي: قَريباً، (أُمُّ أوْعَالٍ) هي هَضَبَةٌ في دِيارِ بَنِي تَمِيمٍ.
المعنى: أنَّه جَعَلَ في هَرَبِهِ الذَّناباتِ عن طَريقِه في جَانِبِ شِمَالِه قَريباً منه، وجَعَلَ أُمَّ أَوْعالٍ في جَانِبِ يَمينِه قَريباً منه قُرْباً مِثلَ قُرْبِ الذَّناباتِ أو أَقرَبَ.
الإعرابُ: (خَلَّى) فعْلٌ ماضٍ، وفاعِلُه ضَميرٌ مُستَتِرٌ فيه جَوازاً تَقديرُه هو، يَعودُ على حِمارِ الوَحْشِ، (الذَّنابَاتِ) مفعولٌ أوَّلُ لِخَلَّى، (شَمَالاً) مَفعولٌ ثانٍ، (كَثَبَا) صِفةٌ لشَمالٍ، (وأمَّ أَوْعَالٍ) يُرْوَى بالنصْبِ وبالرفْعِ، فأمَّا النصْبُ فبالعَطْفِ على الذَّناباتِ، وأمَّا الرفْعُ فبالابتداءِ، (كها) على روايةِ النصْبِ هو في مَوْضِعِ المفعولِ الثاني، وعلى روايةِ الرفْعِ هو مُتعلِّقٌ بمحذوفٍ خَبَرُ المبتدأِ، (أو) عاطِفَةٌ، (أَقْرَبَا) معطوفٌ على الضميرِ المجرورِ بالكافِ مِن غيرِ إعادةِ الجارِّ، هذا على جعْلِ (أُمُّ أَوْعالٍ كها) مُبتدَأً وخَبَراً.
الشاهِدُ فيه: قولُه: (كها)؛ حيثُ جَرَّ بالكافِ الضميرَ، وهو شاذٌّ.
ونَظيرُ هذا الشاهِدِ قولُ أبي محمَّدٍ اليَزِيدِيِّ اللُّغَوِيِّ مُعَلِّمِ المأمونِ بنِ الرَّشيدِ:
شَكَوْتُمْ إِلَيْنَا مَجَانِينَكُمْ = ونَشكُو إليكم مَجَانِينَا

فلَولاَ الْمُعافاةُ كُنَّا كَهُمْ = ولولا البَلاءُ لكَانوا كَنَا
ومِثلُه أَيضاً قَوْلُ الآخَرِ:
لا تَلُمْنِي فإِنَّنِي كَكَ فِيهَا = إنَّنَا في الْمَلامِ مُشتَرِكانِ

([8]) 204 - البيتُ مِن أُرْجُوزَةٍ لِرُؤْبَةَ بنِ العَجَّاجِ يَصِفُ حِماراً وَأُتُنَه.
الإعرابُ: (ولا) نَافِيَةٌ، (تَرَى) فِعْلٌ مُضارِعٌ، وفاعِلُه ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه وُجُوباً تَقديرُه أنتَ، (بَعْلاً) مَفعولٌ أوَّلُ، (ولا) الواوُ عاطِفَةٌ، ولا زَائدةٌ لتأكيدِ النَّفْيِ، (حَلاَئِلاَ) مَعطوفٌ على قولِه: (بَعْلاً) السابِقِ، (كَهُ) مُتَعَلِّقٌ بِمَحذُوفٍ حالٌ مِن (بَعْلاً)، و(لا كَهُنَّ) مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ حالٌ مِن (حَلائِلاَ)، وهو مَعطوفٌ بالواوِ على الحالِ السابِقِ، (إلاَّ) أَداةُ استثناءٍ مُلْغَاةٌ، (حَاظِلاَ) مَفعولٌ ثانٍ لتَرَى.
الشاهِدُ فيه: قولُه: (كَهُ كَهُنَّ)؛ حيثُ جُرَّ الضميرُ في الْمَوْضِعَيْنِ بالكافِ، وهو شاذٌّ.


  #3  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 04:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


والأَربَعَةَ عَشَرَ البَاقِيَةُ قِسمَانِ:
(1) سَبعَةٌ تَجُرُّ الظَّاهِرَ والمُضمَرِ، وهِيَ: مِنْ، وإِلَى، وعَنْ، وعَلَى، وفِي، والبَاءُ، واللاَّمُ؛ نحوَ: {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ}([1]). {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُم}([2]). {إِلَيهِ مَرْجِعُكُمْ}([3]). {طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ}([4]). {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}([5]). {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الفُلْكِ تُحْمَلُونَ}([6]). {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ}([7]).{وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ}([8]). {آمِنُوا بِاللَّهِ}([9]). {وَآمِنُوا بِهِ}([10]). {للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ}([11]). {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ}([12]).
(2) وَسَبْعَةٌ تَختَصُّ بِالظَّاهِرِ، وتَنقَسِمُ أَربَعَةَ أَقسامٍ:
مَا لا يَختَصُّ بظَاهِرٍ بعَينِهِ، وهو: حَتَّى، والكافُ، والواوُ، وقد تَدخُلُ الكَافُ في الضَّرُورَةِ على الضَّمِيرِ، كقولِ العَجَّاجِ:
291- وأُمَّ أَوعَالٍ كَهَا أَوْ أَقْرَبَا([13])
وقَولِ الآخَرِ:
292- كَهُ ولا كَهُنَّ إلاَّ حَاظِلاَ([14])
ومَا يَختَصُّ بالزَّمَانِ، وهُوَ: مُذْ، ومُنْذُ، فأَمَّا قَولُهُم: (مَا رَأَيْتُهُ مُذْ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ) فتَقدِيرُهُ: مُذْ زَمَنِ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ، أي: مُذْ زَمَنِ خَلْقِ اللَّهِ إِيَّاهُ.
ومَا يَختَصُّ بالنَّكِرَاتِ، وهُوَ رُبَّ، وقد تَدخُلُ في الكلامِ على ضَمِيرِ غَيْبَةٍ مُلازِمٍ للإفرَادِ والتَّذكِيرِ، والتَّفسِيرِ بتَميِيزٍ بَعدَهُ مُطَابِقٍ لِلمَعنَى، قالَ:
293- رُبَّهُ فِتْيَةً دَعَوْتُ إِلَى مَا([15])
ومَا يَختَصُّ باللَّهِ ورَبِّ مُضَافاً لِلكَعبَةِ أو ليَاءِ المُتَكَلِّمِ، وهُوَ التَّاءُ نَحوَ: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ}([16]) و(تَرَبِّ الكَعبَةِ) و(تَرَبِّي لأَفعَلَنَّ)، ونَدَرَ (تَالرَّحمَنِ) و(تَحَيَاتِكَ).


([1]) سُورَةُ الأحزَابِ، الآيَةُ: 7.

([2])سُورَةُ المَائِدَةِ، الآيَةُ 48.

([3]) سُورَةُ يُونُسَ، الآيَةُ: 4.

([4]) سُورَةُ الانشقَاقِ، الآيَةُ: 19.

([5]) سُورَةُ البَيِّنَةِ, الآيَةُ: 8.

([6]) سُورَةُ المُؤمِنُونَ، الآيَةُ: 22.

([7]) سُورَةُ الذَّارِيَاتِ، الآيَةُ: 20.

([8]) سُورَةُ الزُّخرُفِ، الآيَةُ: 71.

([9]) سُورَةُ الحَدِيدِ، الآيَةُ: 7.

([10]) سُورَةُ الأحقَافِ، الآيَةُ: 31.

([11]) سُورَةُ البَقَرَةِ، الآيَةُ: 284.

([12]) سُورَةُ البَقَرَةِ، الآيَةُ: 255.

([13])291-هذا بيتٌ مِن الرَّجَزِ المَشطُورِ، وهو كما ذَكَرَ المُؤَلِّفُ لِلعَجَّاجِ بنِ رُؤبَةَ، وقبلَ هذا البيتِ قَولُه:
*خَلَّى الذَّنَابَاتِ شَمَالاً كَثَبَا*
اللُّغَةُ: الضَّمِيرُ المُستَتِرُ في (خَلَّى) يَعُودُ على حِمَارٍ وِحشَيٍّ وَصَفَ الرَّاجِزُ أَنَّهُ أرادَ أن يَرِدَ الماءَ فرَأَى صَيَّاداً ففَرَّ مِنهُ، و(الذَّنَابَاتِ) اسمُ مَوضِعٍ بِعَينِهِ، و(أُمَّ أَوعَالٍ) هَضَبَةٌ مَعرُوفَةٌ (شَمَالاً) أَرَادَ نَاحِيَةَ الشَّمَالِ، وقَولُهُ: (كَثَبَا) – بفَتحِ الكَافِ والثَّاءِ جَمِيعاً – أي: قَرِيباً، (كها) يُرِيدُ مِثلَ الذَّنَابَاتِ في البُعدِ، فالكَافُ لِلتَّشبِيهِ، والضَّمِيرُ يعودُ إلى الذَّنَابَاتِ.
الإعرابُ: (خَلَّى) فِعلٌ مَاضٍ مَبنِيٌّ علَى فَتحٍ مُقَدَّرٍ على الألِفِ مَنَعَ مِن ظُهُورِهِ التَّعَذُّرُ، لا مَحَلَّ له مِن الإعرابِ، وفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُستَتِرٌ فيه جوَازاً تَقدِيرُهُ هو، يَعُودُ إلى حِمَارِ الوَحشِ المَوصُوفِ بهذه الأبياتِ.
(الذَّنَابَاتِ) مَفعُولٌ به لِخَلَّى مَنصُوبٌ بِالكَسرَةِ نِيَابَةً عَن الفَتحَةِ لأنَّهُ جَمعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ، (شَمَالاً) ظَرفُ مَكَانٍ، عَامِلُهُ خَلَّى مَنصُوبٌ بِالفَتحَةِ الظَّاهِرَةِ (كَثَبَا) صِفَةٌ لِشَمَالا مَنصُوبٌ بالفَتحَةِ الظَّاهِرَةِ، (وأُمَّ) الوَاوُ حَرفُ عَطفٍ مَبنِيٌّ على الفَتحِ لا مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإعرابِ، أُمَّ: مَعطُوفٌ على الذَّنَابَاتِ،وهُوَ مُضَافٌ و(أَوعَالٍ) مُضَافٌ إليه مَجرُورٌ بِالكَسرَةِ الظَّاهِرَةِ، (كها) الكَافُ حَرفُ تَشبِيهٍ وجَرٍّ مَبنِيٌّ على الفَتحِ لا مَحَلَّ له مِن الإعرَابِ، وها: ضَمِيرُ غَيبَةٍ يعودُ إلى الذَّنَابَاتِ، مَبنِيٌّ على السُّكُونِ في مَحَلِّ جَرٍّ بالكافِ، والجَارُّ والمَجرُورُ مُتَعَلِّقٌ بمَحذُوفٍ، حَالٌ مِن (أُمَّ أَوعَالٍ)، ومِن العُلَمَاءِ مَن رَوَاهُ بِرَفعِ (أُمَّ) علَى أنَّهُ مُبتَدَأٌ، و(أَوعَالَ) مُضَافٌ إليه، وعلَيهِ يكونُ الجَارُّ والمَجرُورُ مُتَعَلِّقاً بمَحذُوفٍ خَبَرُ المُبتَدَأِ.
(أو) حَرفُ عَطفٍ مَبنِيٌّ على السُّكُونِ لا مَحَلَّ له مِن الإعرابِ، (أَقْرَبَ) مَعطُوفٌ على الضَّمِيرِ المَجرُورِ مَحَلاًّ بالكَافِ، إِن رَوَيْتَ (أُمُّ أَوعَالٍ) بِالرَّفعِ مُبتَدَأٌ، وجَعَلْتَ الجَارَّ والمَجرُورَ خَبَراً، وهو حينئذٍ مَجرُورٌ بالفَتحَةِ نِيَابَةً عن الكَسرَةِ؛ لأنَّهُ لا يَنصَرِفُ للوَصفِيَّةِ ووزنِ الفِعلِ، ومَعطُوفٌ على مَحَلِّ الجَارِّ والمَجرُورِ إن رَوَيْتَ بِنَصبِ (أُمَّ أَوعَالٍ)، وجَعَلْتَ الجَارَّ والمَجرورَ حَالاً، وهو على ذلك مَنصُوبٌ وعلامَةُ نَصبِهِ الفَتحَةُ الظَّاهِرَةُ.
الشَّاهِدُ فيه: قَولُهُ: (كها) حيثُ جَرَّتِ الكَافُ الضَّمِيرَ المُتَّصِلَ، ومِن شَأنِ الكافِ ألاَّ تَجُرَّ إلا الاسمَ الظَّاهِرَ بِاتِّفَاقٍ، أو الضَّمِيرَ المُنفَصِلَ عِندَ جَمَاعَةٍ مِن النُّحَاةِ، والذي وَقَعَ في هذا البيتِ ضَرُورَةٌ مِن ضَرُورَاتِ الشِّعرِ لا يَجُوزُ لِلمُتَكَلِّمِ أن يَرتَكِبَهَا.
قالَ الأعلَمُ في شَرحِ الشَّاهِدِ الذي نَحنُ بِصَدَدِه: (الشَّاهِدُ فيه إِدخالُ الكَافِ على المُضمَرِ تَشبِيهاً لها بـ(مِثل)؛ لأنَّها في مَعنَاها، واستُعمِلَ ذلك عندَ الضَّرُورَةِ) اهـ.
وقالَ النَّحَّاسُ: (هذا عندَ سِيبَوَيْهِ قَبِيحٌ، والعِلَّةُ له أنَّ الإضمارَ يَرُدُّ الشيءَ إلى أَصلِهِ، فالكَافُ في مَوضِعِ (مِثل)، فإذا أَضمَرْتَ ما بعدها وَجَبَ أن تَأتِي بـ(مثل)، وأَبُو العَبَّاسِ – فيما حكَاهُ لنا عَلِيُّ بنُ سُلَيمَانَ – يُجِيزُ الإضمارَ في هذا على القِيَاسِ؛ لأنَّ المُضمَرَ عَقِيبَ المُظهَرِ، وقد نَطَقَت به العربُ، وقد أجازَ بعضُ النَّحْوِيِّينَ: أَنا كأنت، وأنا كإياك. ورَدَّ أَبُو العَبَّاسِ ذلك)اهـ.
ومِن دُخُولِ الكَافِ على الضَّمِيرِ المُتَّصِلِ لِلضَّرُورَةِ – سوى ما ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ – قَولُ أَبِي مُحَمَّدٍ اليَزِيدِيِّ اللُّغَوِيِّ النَّحْوِيِّ مُؤَدِّبِ المَأمُونِ ابنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ الرَّشِيدِ العَبَّاسِيِّ:
شَكَوْتُمْ إِلَينَا مَجَانِينَكُمْ = ونَشْكُو إِلَيكُمْ مَجَانِينَنَا
فَلَوْلا المُعَافَاةُ كُنَّا كَهُمْ = ولَولا البَلاءُ لكَانُوا كَنَا
وقَولُ الآخَرِ:
لا تَلُمْنِي فَإِنَّنِي كَكَ فِيهَا = إِنَّنَا في المَلامِ مُشتَرِكَانِ

([14])292-هذا الشَّاهِدُ مِن كلامِ رُؤبَةَ بنِ العَجَّاجِ يَصِفُ حِمَاراً وَحشِيّاً وأُتُناً وَحشِيَّاتٍ، وجعلَهُ بَعلَهُنَّ وهُنَّ حَلائِلُهُ، والبَعلُ: الزَّوجُ، والحَلائِلُ – بالحاءِ المُهمَلَةِ – جَمعُ حلِيلَةٍ، وهي الزَّوجَةُ، وقبلَ هذا الشَّاهِدِ قَولُهُ:
*فلا تَرَى بَعلاً ولا حَلائِلا*
الإعرابُ: (لا) حَرفُ نَفيٍ مَبنِيٌّ على السُّكُونِ لا مَحَلَّ له مِن الإعرابِ، (تَرَى) فِعلٌ مُضَارِعٌ مَرفُوعٌ لتَجَرُّدِهِ مِن النَّاصِبِ والجَازِمِ، وعَلامَةُ رَفعِهِ ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ على الألِفِ منَعَ مِن ظُهُورِهَا، التَّعَذُّرُ، وفَاعِلُه ضَمِيرٌ مُستَتِرٌ فيه وُجُوباً تقديرُه أنت.
(بَعلاً) مَفعُولٌ به لِتَرَى مَنصُوبٌ بالفَتحَةِ الظَّاهِرَةِ، (ولا) الواو حَرفُ عَطفٍ مَبنِيٌّ على الفَتحِ لا مَحَلَّ له مِن الإعرابِ، لا: حَرفٌ مَزِيدٌ لتَأكيدِ النَّفي، (حَلائِلا) مَعطُوفٌ على قَولِه: بَعلاً، مَنصُوبٌ بالفَتحَةِ الظَّاهِرَةِ، والألِفُ لِلإطلاقِ، (كه) الكافُ حَرفُ تَشبِيهٍ وجَرٍّ مَبنِيٌّ على الفتحِ لا مَحَلَّ له مِن الإعرابِ، والهَاءُ ضَمِيرُ غَيبَةٍ يعودُ إلى الحِمَارِ الوَحشِيِّ المَوصُوفِ في هذه الأبْيَاتِ مَبنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرٍّ بالكافِ، والجَارُّ والمَجرورُ مُتَعَلِّقٌ بمَحذُوفٍ صِفَةٌ لبَعلٍ.
(ولا) الواوُ حرفُ عَطفٍ، لا: حَرفٌ زَائِدٌ لتأكيدِ النَّفيِ، (كهُنَّ) جارٌّ ومَجرُورٌ مَعطُوفٌ على الجَارِّ والمجرورِ السَّابِقِ، (إلا) أَدَاةُ حَصرٍ، حَرفٌ مبنِيٌّ على السُّكُونِ لا مَحَلَّ له مِن الإعرابِ، (حَاظِلا) حَالٌ مِن قَولِه: بَعلاً. السَّابِقِ المَوصُوفِ بالجارِّ والمجرورِ الأوَّلِ، وهذا الوَصفُ هو الذي سَوَّغَ مَجِيءَ الحَالِ منهُ؛ لأنَّهُ نَكِرَةٌ، هذا إن جَعَلْتَ (تَرَى) بَصَرِيَّةً تَكْتَفِي بمَفعُولٍ واحِدٍ، وهو الأظهَرُ، فإِن جَعَلْتَ (تَرَى) عِلْمِيَّةً، فقُولُه: (حَاظِلاَ) مَفعُولٌ ثَانٍ لِتَرَى مَنصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصبِهِ الفَتحَةُ الظَّاهِرَةُ.
الشَّاهِدُ فيه: قَولُهُ: (كَهُ) وقَولُه: (كهُنَّ)؛ حيثُ جَرَّ الضَّمِيرَ في المَوضِعَينِ بالكافِ.

([15])293-لَمْ أَقِفْ لِهَذَا الشَّاهِدِ على نِسبَةٍ إلى قَائِلٍ مُعَيَّنٍ، وما ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ ههنا صَدرُ بَيتٍ مِن الخَفِيفِ، وعَجُزُه قَولُهُ:
*يُورِثُ المَجدَ دَائِباً فأَجَابُوا*
اللُّغَةُ: (فِتْيَةً) – بِكَسرِ الفاءِ وسُكُونِ التَّاءِ – جَمعُ فَتًى، وتقولُ: هو فَتًى بينَ الفُتُوَّةِ، والفُتُوَّةُ: الحُرِّيَّةُ والكَرَمُ، (دَعَوتُ) أَرادَ: نَادَيتُ، والدُّعَاءُ والنِّدَاءُ بمعنًى وَاحدٍ، وانظُرْ إلى قولِ الشَّاعرِ:
وَدَاعٍ دَعَا يا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النَّدَى = فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِندَ ذَاكَ مُجِيبُ
(يُورِثُ المَجدَ) المَجدُ: الكَرَمُ، ويُورِثُه؛ أي: يُكسِبُه ويُخْلِفُه، (دَائِبَا) يُرِيدُ مُدَاوِماً على دُعَائِهِم مُجتَهِداً فيه، وتقولُ: دَأَبَ الرَّجُلُ على عَمَلِهِ، ودَأَبَ فيه، إذا ثَابَرَ عليه واجتَهَدَ فيه.
الإعرابُ: (رُبَّهُ) رُبَّ: حَرفُ تَقليلٍ وجَرٍّ شَبِيهٌ بِالزَّائِدِ مبَنِيٌّ على الفَتحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعرابِ، والهاءُ ضَمِيرُ غَيبَةٍ يعودُ إلى فِتيَةٍ المُمَيِّزِ له المُتَأَخِّرِ عنه مَبنِيٌّ على الضَمِّ، وله مَحَلاَّنِ؛ أَحَدُهُمَا، جَرٌّ برُبَّ، والثَّانِي؛ رَفعٌ بالابتداءِ، (فِتيَةً) تَميِيزٌ لضَميرِ الغَيبَةِ المَجرُورِ مَحَلاًّ برُبَّ مَنصُوبٌ بِالفتحةِ الظَّاهِرَةِ، (دَعَوتُ) دَعَا: فِعلٌ مَاضٍ مَبنِيٌّ على فَتحٍ مُقَدَّرٍ على آخِرِه لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعرابِ، وتَاءُ المُتَكَلِّمِ فَاعِلُه مَبنِيٌّ على الضَمِّ في مَحَلِّ رَفعٍ، والجُملَةُ مِن الفعلِ وفَاعِلِه في مَحَلِّ نَصبٍ نَعتٌ لفِتيةٍ.
(إلى) حرفُ جَرٍّ مَبنِيٌّ على السُّكُونِ لا مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإعرابِ، (ما) اسمٌ مَوصولٌ مبنِيٌّ على السُّكُونِ في مَحَلِّ جَرٍّ بإلى، والجَارُّ والمَجرُورُ مُتَعَلِّقٌ بدَعوتُ، (يُورِثُ) فِعلٌ مُضَارِعٌ مرفوعٌ لتَجَرُّدِه مِن النَّاصِبِ والجَازِمِ، وعَلامَةُ رَفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وفاعِلُه ضَمِيرٌ مُستَتِرٌ فيه جَوازاً تقديرُهُ هو يَعودُ إلى الاسمِ الموصولِ، (المَجدَ) مفعولٌ به ليُورِثُ مَنصوبٌ بِالفَتحَةِ الظَّاهِرَةِ، والجُملَةُ مِن الفعلِ المُضَارِعِ وفَاعِلِه ومَفعُولِه لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ صِلَةُ الموصولِ.
(دَائباً) حالٌ مِن ضَميرِ المُتَكَلِّمِ في قَولِهِ: دَعوتُ، مَنصُوبٌ بالفَتحَةِ الظَّاهِرَةِ، (فأَجَابُوا) الفَاءُ حَرفُ عَطفٍ مبنِيٌّ على الفَتحِ لا مَحَلَّ له مِن الإعرابِ، أَجَابَ: فِعلٌ مَاضٍ مَبنِيٌّ على فَتحٍ مُقَدَّرٍ على آخرِهِ مَنَعَ مِن ظُهُورِهِ اشتِغَالُ المَحَلِّ بِحَرَكَةِ المُنَاسَبَةِ لِوَاوِ الجماعَةِ، ووَاوُ الجَمَاعَةِ فَاعِلُه مَبنِيٌّ علَى السُّكُونِ في مَحَلِّ رَفعٍ، والجُملَةُ مَعطُوفَةٌ بالفاءِ على جُملَةِ دَعوتُ.
الشَّاهِدُ فيه: قَولُهُ (رُبَّهُ فِتْيَةً) حيثُ جَرَّت (رُبَّ) ضَمِيراً مُفرداً مُذَكَّراً معَ أنَّ مُفَسِّرَهُ جَمعٌ, فدَلَّ ذلك على أنَّهُ يَجِبُ إفرادُ الضَّمِيرِ وتَذكِيرُه مهما يَكُنْ مُفَسِّرُهُ، وإنَّمَا كانَ ذلك كذلك؛ لأنَّ هذا التَّميِيزَ لازِمٌ لا يَجُوزُ تَركُهُ، فتَرَكُوا بَيانَ المُرَادِ مِنَ الضَّمِيرِ للتَّميِيزِ.

([16])سُورَةُ الأنبِيَاءُ، الآيَةُ: 57.



  #4  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 04:45 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني


366 - بِالظاهرِ اخْصُصْ مُنْذُ ، مُذْ ، وحَتَّى = وَالكَافَ وَالوَاوَ وَرُبَّ والتَّا
(بِالظَاهرِ اخْصُصْ مُنْذُ)و (مُذْ وحَتَّى * والكَافِ والوَاوُ ورُبَّ والتَا) وكي ولعلَّ ومتَى ، وقد سبقَ الكلامُ على هذه الثلاثةِ ، ومَا عَدَا ذلك فيجُرُّ الظاهرَ والمضمرَ على ما سيأتي بيانُه.

367 - وَاخْصُصْ بِمُذْ ومُنْذُ وَقْتًا وَبِرُبَّ = مُنكَّرًا وَالتَّاءُ للَّهِ وَرَبِّ
368 - وما رَوَوْا مِنْ نَحْوِ: "رُبَّهُ فَتَى" = نَزْرٌ كَذَا "كَهَا" وَنَحْوُهُ أَتَى
(وَاخْصُصْ بِمُذْ وَمُنْذُ وَقْتًا) وأمَّا قولُهم: "مَا رَأَيْتُه مُنْذُ أنَّ اللَّهَ خلقَه" فتقديرُه: منذُ زمنِ أنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ أي: منذُ زمنِ خلْقِ اللَّهِ إِيَّاهُ.
تنبيهً : يُشترطُ في مجرورِهما – مع كونِه وقتًا – أنْ يكونَ مُعَيَّنًا أو مبهمًا ماضيًا لا حاضرًا لا مستقبلاً تقولُ: "ما رأيتُه مذْ يومٍ الجمعةِ أو مذُ يومِنا"، ولا تقولُ: "مذْ يومٍ ولا أراه مذْ غدٍ"، وكذا في "منذُ" اهـ.

(و) اخْصُصْ (بِرُبَّ * مُنكَّرًا) نحو: "ربَّ رجُلٍ" ولا يجوزُ "ربَّ الرجلِ" (والتاءُ للَّهِ ورُبَّ) مضافًا للكعبةِ أو للياءِ المتكلِّمِ نحوَ: { وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ } و" تَرَبِّ الكعبةِ" و"تَرَبِّي لأَفْعَلَنَّ" وندرَ: "تَالرحمنِ" و"تحياتِك"
(وَمَا رَوَوْا مِنْ نحوِ: رُبَّهُ فَتًى) وقوله [من البسيط]:
527 - وَاهٍ رَأَبْتُ وَشِيكًا صَدْعَ أَعْظُمِهِ = وَرُبَّه عَطِبًا أَنْقَذْتَ مِنْ عَطَبِه
(نَزْرٌ) أي: قليلٌ:
تنبيه: يلزمُ هذا الضميرُ المجرورُ بها: الإفرادَ والتذكيرَ والتفسيرَ بتمييزٍ بعدَه مطابقٍ للمعنَى فيُقال: "رُبَّهُ رَجُلاً" و"رُبَّهُ امرأةً" قالَ الشاعرُ [من الخفيف]:
رُبّهُ فتيةً دَعَوْتُ إِلَى مَا = يُورِثُ المَجْدَ دَائِبًا فَأَجَابُوا
وقد سبقَ التنبيهُ عليه في آخرِ بابِ الفاعلِ
(كَذَاكَهَا وَنَحْوُهُ أَتَى) أي: قد جرَّتِ الكافُ ضميرَ الغيبةِ قليلاً كقولِه [من الرجز]:
528 - خَلِّى الذّنَابَاتِ شَمالاً كَثَبَا = وَأُمَّ أَوْعَالٍ كَهَا أَوْ أَقْرَبَا
وقولُه [من الرجز]:
529 - وَلاَ تَرَى بَعْلاً وَلاَ حَائِلاً = كَهُ وَلاَ كَهُنَّ إِلاَّ حَاظِلاً
وهذا مختصٌّ بالضرورةِ.
تنبيهٌ: قولُه: "ونحوُه" يحتملُ ثلاثةَ أوجهٍ:
الأَوَّل: أنْ يكونَ إشارةً إلى بقيَّةِ ضمائرِ الغيبةِ المتصلةِ كما في قولِه: "كَهُ وَلاَ كَهُنَّ".
الثاني: أنْ يكونَ إشارةً إلى بقيَّةِ الضمائرِ مطلقًا وقد شذَّ دخولُ الكافِ على ضميرِ المتكلِّمِ والمخاطبِ كقولِه [من الخفيف]:
530 - وَإِذَا الحَرْبُ شَمَّرَتْ لَمْ تَكُنْ كَيْ = حِينَ تَدْعُو الكُمَاةُ فِيهَا نَزَالِ
وكقولِ الحسنِ : " أَنَا كَكَ وَأَنْتَ كَيْ" وَأَمَّا دخولُها على ضميرِ الرفعِ – نحوَ: "ما أنا كهو" و"ما أنتَ كأنتَ" و"ما أنتَ كأنا" – وعلى ضميرِ النصبِ – نحو: "ما أنا كإيَّاكَ" و"ما أنت كإيَّايَ" – فجعَلَه في (التسهيلِ)
أقلَّ مِنْ دخولِها على ضميرِ الغيبةِ المتَّصلِ.
قالَ المراديُّ: وفيه نظرٌ ، بلْ إنْ لم يكُنْ أكثرَ فهو مساوٍ.
الثالثَ: أنْ يكونَ إشارةً إلى بقيَّةِ ما يختصُّ بالظاهرِ أي: أنَّ بقيَّةَ ما يختصُّ بالظاهرِ دخولُه على الضميرِ قليلٌ ، كقولِه [من الوافر]:
531 - فَلاَ وَاللَّهِ لا يَلْقَى أُنَاسٌ = فَتًى حَتَّاكَ يَا بْنَ أَبِي زِيَادِ
وقولُه [من الوافر]:
532 - أَتَتْ حَتَّاكَ تَقْصِدُ كُلَّ فَجٍّ = تُرَجِّي مِنْكَ أنَّهَا لا تَخِيبُ

  #5  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 04:47 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


تقسيمُ حروفِ الجرِّ
366- بِالظَّاهِرِ اخْصُصْ مُنْذُ مُذْ وَحَتَّى = وَالْكَافَ وَالْوَاوَ وَرُبَّ وَالتَّا
367- وَاخْصُصْ بِمُذْ وَمُنْذُ وَقْتاً وَبِرُبْ = مُنَكَّراً وَالتَّاءُ لِلَّهِ وَرَبْ
368- وَمَا رَوَوْا مِنْ نَحْوِ رُبَّهُ فَتَى = نَزْرٌ كَذَاكَهَا وَنَحْوُهُ أَتَى
حُرُوفُ الجرِّ قِسمانِ:
الأوَّلُ: مُشترَكٌ بينَ الاسمِ الظاهِرِ والمُضمَرِ، وهوَ سبعةٌ: (مِنْ، إِلَى، عَنْ، علَى، فِي، اللامُ، الباءُ).
الثاني: مُخْتَصٌّ بالاسمِ الظاهرِ، وهوَ سبعةٌ أيضاً ذكَرَها ابنُ مالكٍ، وهيَ أربعةُ أقسامٍ:
الأوَّلُ: ما يَختَصُّ بالزمانِ، وهوَ (مُذْ، مُنذُ)، تقولُ: ما رَأَيْتُهُ مُذْ يومِ الْجُمُعَةِ، وما رَأَيْتُهُ مُنْذُ يَوْمِنا، والأوَّلُ بمعنى: مِنْ، والثاني بمعنى: فِي، وسيأتي ذلكَ إنْ شاءَ اللَّهُ في آخِرِ البابِ.
الثاني: ما لا يَختَصُّ بظاهِرٍ بعينِهِ، وهوَ ثلاثةٌ: فِي، الكافُ، الوَاوُ.
فأمَّا (فِي وَالْكَافُ) فسيأتي الكلامُ عليهما إنْ شاءَ اللَّهُ، وأمَّا الواوُ فهيَ مختَصَّةٌ بالقَسَمِ، لكنَّها لا تَختَصُّ بظاهِرٍ مُعَيَّنٍ؛ نحوُ: واللَّهِ لأَفْعَلَنَّ الخيرَ، أوْ: والرَّازِقِ الْمُحيِي الْمُميتِ لأَفعلَنَّ الخيرَ، ولا يَجُوزُ القسَمُ إلاَّ باللَّهِ تعالى أو اسْمٍ مِنْ أسمائِهِ أوْ صِفةٍ مِنْ صِفاتِهِ.
الثالثُ: ما يَخْتَصُّ بِجَرِّ النَّكِرَةِ، وهوَ: (رُبَّ)، وهوَ حَرْفُ جَرٍّ شبيهٌ بالزائدِ موضوعٌ للتكثيرِ أو التقليلِ حَسَبَ القَرينةِ، والأوَّلُ أكثَرُ؛ نحوُ: رُبَّ رَجُلٍ عالِمٍ لَقِيتُ.
ولا بُدَّ أنْ يَأْتِيَ بعدَها نَعْتٌ مُفْرَدٌ أوْ جُملةٌ أوْ شِبْهُها، فالمفرَدُ كما مَثَّلَ، والجملةُ نحوُ: رُبَّ صَديقٍ لازَمَكَ عَرَفْتَهُ، وشِبْهُ الْجُملةِ: رُبَّ صَدِيقٍ عندَكَ عَرَفْتَهُ.
والإعرابُ: (رُبَّ): حرْفُ جرٍّ شبيهٌ بالزائدِ، (رَجُلٍ): مفعولٌ، (لَقِيتُ): منصوبٌ بفتحَةٍ مُقَدَّرَةٍ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها اشتغالُ المحَلِّ بحركةِ حرْفِ الجرِّ الشبيهِ بالزائدِ، (عالِمٍ): صِفةٌ.
ويَجوزُ تَخفيفُ الباءِ كما في قولِهِ تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} في قِراءةِ نافِعٍ وعاصِمٍ، وشَدَّدَ البَاقُونَ، وهيَ هنا مَكْفُوفَةٌ عن العمَلِ بـ(مَا) الزائدةِ إعراباً لا معنًى، كما سَيَأْتِي إنْ شاءَ اللَّهُ في آخِرِ البابِ.
الرابعُ: ما يَختَصُّ بِلَفْظِ الْجَلالةِ، وهوَ (التاءُ)؛ كقولِهِ تعالى: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}. وقدْ سُمِعَ مِنْ كلامِهم جَرُّها لـ(رَبِّ) مُضافاً إلى الكعبةِ، فقَالُوا: تَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
فَهَذِهِ السبعةُ المذكورةُ لا تَجُرُّ إلاَّ الاسمَ الظاهرَ، وما وَرَدَ مِنْ جَرِّ بعضِها للضميرِ فهوَ شاذٌّ يُحفَظُ ولا يُقاسُ عليهِ؛ كقولِ الشاعِرِ:
رُبَّهُ فِتْيَةً دَعَوْتُ إلَى مَا = يُورِثُ المجْدَ دَائباً فَأجَابُوا
وقَوْلِ الآخَرِ:
خَلَّى الذُّنَابَاتِ شِمالاً كثباً = وأُمُّ أَوْعالٍ كَهَا أَوْ أَقْرَبَا

وإلى ما تَقَدَّمَ أشارَ ابنُ مالِكٍ بقولِهِ: (بالظَّاهِرِ اخْصُصْ منذُ مُذْ.. إلخ)؛ أي: اخْصُصْ بالاسمِ الظاهِرِ هذهِ الحروفَ السبعةَ، واخصُصْ بـ(مُذْ ومُنْذُ) أسماءَ الزمانِ، وبـ(رُبَّ) النَّكِرَةَ، والتاءُ مُخْتَصَّةٌ بالقسَمِ، وتَجُرُّ لفظَ الجلالةِ، وكلمةَ (رَبٍّ) على النحوِ المُتقدِّمِ.
وما رَوَاهُ النُّحاةُ مِنْ جَرِّ (رُبَّ) لضميرِ الغَيْبَةِ، أوْ جَرِّ الكافِ لهذا الضميرِ، فهوَ (نَزْرٌ)؛ أيْ: شاذٌّ، وقدْ أشارَ الناظمُ إلى البيتَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أقسام, حروف

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir