المسألة الرابعة
يجوز في الجار والمجرور في هذه المواضع الأربعة، وحيث وقع بعد نفي، أو استفهام، أن يرفع الفاعل، تقول: مررت برجل في الدار أبوه، فلك في (أبوه) وجهان:
أحدهما: أن تقدره فاعلا بالجار والمجرور، لنيابته عن استقر محذوفا، وهذا هو الراجح عند الحذاق.
والثاني: أن تقدره مبتدأ مؤخراً، والجار والمجرور خبرا مقدما. والجملة صفة. وتقول: ما في الدار أحد، وقال الله: {أفي الله شك}.
وأجاز الكوفيون والأخفش رفعهما الفاعل في غير هذه المواضع أيضا نحو: في الدار زيد.
تنبيه: جميع ما ذكرناه في الجار والمجرور ثابت للظرف، فلا بد من تعلقه بفعل نحو: {وجاؤوا أباهم عشاء يبكون}، {أو اطرحوه أرضا}. أو بمعنى فعل، نحو: زيد مبكر يوم الجمعة وجالس أمام الخطيب.
ومثال وقوعه صفة، نحو: مررت بطائر فوق غصن، وحالا نحو: رأيت الهلال بين السحاب.
ومحتملا لهما: يعجبني الثمر فوق الأغصان ، ورأيت ثمرة يانعة فوق غصن.
ومثال وقوعه خبرا: {والركب أسفل منكم}، في قراءة السبعة بنصب {أسفل}.
وصلة: {ومن عنده لا يستكبرون}.
ومثال رفعه الفاعل، نحو: زيد عنده مال، ويجوز تقديرهما مبتدأ وخبرا، ويأتي في نحو: عندك زيد (المذهبان).