المسألة الرابعة
(الجمل) الخبرية التي لم يسبقها ما يطلبها لزوما، إن وقعت بعد النكرات المحضة فصفات، أو بعد المعارف المحضة فأحوال. أو بعد غير المحضة منهما فمحتملة لهما.
مثال الواقعة صفة: {حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه} فجملة: {نقرؤه} صفة لـ {كتابا}، لأنه نكرة محضة. وقد مضت أمثلة من ذلك في المسألة الثانية.
ومثال الواقعة حالا: {ولا تمنن تستكثر}.
فجملة {تستكثر} حال من الضمير المستتر في {تمنن} المقدر بأنت، لأن الضمائر كلها معارف، بل هي أعرف المعارف.
ومثال المحتملة للوجهين بعد النكرة نحو: مررت برجل صالح يصلي، فإن شئت قدرت (يصلي) صفة ثانية لـ (رجل)، لأنه نكرة. وإن شئت قدرته حالاً منه، لأنه قد قرب من المعرفة باختصاصه بالصفة.
ومثال المحتملة (لهما) بعد المعرفة قوله تعالى: {كمثل الحمار يحمل أسفارا} فإن المراد بالحمار الجنس وذو التعريف الجنسي يقرب من النكرة فتحتمل الجملة من قوله تعالى: {يحمل أسفارا} وجهين: أحدهما: الحالية لأن (الحمار) بلفظ المعرفة، والثاني: الصفة، لأنه كالنكرة في المعنى.