بيان معنى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا هو الدرس السادس عشر من دروس ثلاثة الأصول وأدلتها, أسأل الله عز وجل أن يختم أعمالنا بالصالحات,وأن يوفقنا للتوبة النصوح قبل الممات, وأن يبارك في أعمالنا وأعمارنا , إنه هو العليم القدير, والعليم الحليم, لاإله إلا هو.
وهذا الدرس هو في بيان الأصل الثالث من أصول الدين، وهو معرفة النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا الأصل العظيم تندرج تحته أبواب ومسائل كثيرة من مسائل الاعتقاد, فلذلك ينبغي لطالب العلم أن يضبط معرفة هذا الأصل جيداً, حتى تتبيَّن له كثير من المسائل المترتبة على هذه الأصل العظيم.
فشهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم, أصل من أصول الدين, لايدخل عبدٌ في الإسلام حتى يشهد هذه الشهادة.
وهذه الشهادة العظيمة ينبني عليها منهج الإنسان وعمله ، ونجاته وسعادته، إذ عليها مدار المتابعة، والله تعالى لا يقبل من عبد عملاً ما لم يكن خالصاً له جل وعلا، وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فالإخلاص هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله.
والمتابعة هي مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولما كانت الأعمال لا بد فيها من قصد وطريقة تؤدى عليها عُدَّت الشهادتان ركناً واحداً.
وشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم تستلزم أموراً عظيمة يمكن إجمالها في ثلاثة أمور كبار من لم يقم بها لم يكن مؤمناً بالرسول صلى الله عليه وسلم:
الأمر الأول: تصديق خبره.
الأمر الثاني: امتثال أمره.
الأمر الثالث: محبته صلى الله عليه وسلم.
وما يعود على أحد هذه الأمور الثلاثة بالبطلان فهو ناقض لشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا انتقضت هذه الشهادة انتقض إسلام العبد؛ فالإسلام لا بد فيها من إخلاص وانقياد
ومن لم يشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة صحيحة لم يكن منقاداً ولا مسلماً، وإن ادعى الإسلام.