دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ربيع الأول 1442هـ/22-10-2020م, 02:38 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير

القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير

اختر مجموعة من المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية:


المجموعة الأولى:
س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير.
س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟
س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل.
س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟

المجموعة الثانية:
س1: اذكر أنواع البيان الإلهي للقرآن مع البيان والتمثيل.
س2: هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن؟
س3: بيّن مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير.
س4: حدثت أمور في عصر التابعين كان لها أثر في علم التفسير بيّنها.


المجموعة الثالثة:
س1: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن.
س2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه؟
س3: ما هي طرق الصحابة رضي الله عنهم في تعلم التفسير وتعليمه؟
س4: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.


المجموعة الرابعة:
س1: ما هي مصادر معرفة تاريخ علم التفسير؟
س2: بيّن أهميّة معرفة البيان النبوي للقرآن.
س3: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
س4: بيّن طرق التابعين في تعلّم التفسير وتعليمه.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 ربيع الأول 1442هـ/24-10-2020م, 07:27 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير.

من فوائد دراسة تاريخ علم التفسير هي :
1- التعرف على نشأت علم التفسير وكيف كانت طريقة تعلمه وتعليمه
2- معرفة بدايات تكوينه وتدرج التأليف فيه وكيف تكونت هذه التفاسير الكبيرة
3- معرفة معالم مهمة من مناهج التأليف في التفسير
4- معرفة أئمة المفسرين ومراتبهم وتنوع عنايتهم في التفسير
5- معرفة أسباب شهرة التفاسير المشتهرة ومصادر استمدادها وأقوال النقاد فيها وما تميزت به من جوانب الاجادة والإحسان وما أخذ على بعضها من جوانب التقصير والضعف
6- إدراك جملة من أصول التفسير وعلله
7- التعرف على المصادر الأصلية والبديلة لأقوال السلف في التفسير وأقوال اللغويين ومظان جمعها ونقدها وتحريرها
8- معرفة أسباب انتشار بعض المرويات المعلولة والأقوال الضعيفة وبدع التفاسير وما قام به العلماء من نقدها وردها

س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟
البيان الإلهي للقران عاصم لمن أتبعه من الضلالة وفيه هداية للحق وسبب عناية علماء اهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقران هو : إفادته للهدى واليقين وتبصير لطالب العلم بأصول تحصنه من ضلالات طوائف من الرافضة والصوفية والفلاسفة والمتكلمين ممن خالفوا البيان الإلهي للقران وأثاروا الشبهات الكثيرة للطعن في بيان القران ودلالته على اليقين في أبواب الدين وما كان منهم إلا أن تأولوه بما يناسب باطلهم وقالوا : أن نصوص القران والسنة ظواهر لفظية لا يمكن فهمها إلا بالقواطع العقلية وفالوا : بتقديم العقل على النقل وما وقعوا في هذه الفتنة إلا بسبب إراضهم عن هدى الله تعالى وطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام وعدم تلقنهم لكلام الله عزوجل بالتعظيم والانقياد والتفكر والتدبر قال تعالى [ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ] فلما أعرضوا عن هدي كتاب الله تعالى فتنوا بأخذه من أعداء الله عزوجل فابتعدوا عن البيان الإلهي واتبعوا افتراءات اهل علم الكلام والفلاسفة حتى وقعوا في الضلال وابتعدوا عن طريق الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان فقعوا بالشك والندم وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام التعوذ من علم لا ينفع فقال : [ اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن دعوة لا يستجاب لها ]

س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل.
أنواع البيان النبوي للقرآن:
1- النوع الأول : تلاوة القران تلاوة بينه باللسان العربي المبين ، فكان النبي عليه الصلاة والسلام عند تلاوته القران يفهم من تلاوته معانى القران وتظهر هذه المعرفة على من سمعه فيسلم ومنهم من ينبهر بفصاحة النبي عليه الصلاة والسلام وأن لم سلم ومنهم من يعارض بعد معرفته ومنهم من يسال عما اشكل عليه
2- النوع الثاني : مما يعين على فهم القران المعرفة بفقه دعوة النبي عليه الصلاة والسلام ، مثل مواقفه مع أهل الجدل والخصام ودحضهم بالحجج والبراهين .
3- النوع الثالث : ما يكون بيانه بالعمل به كبيان المراد بإقامة الصلاة بفعل النبي عليه الصلاة والسلام ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لأاصحابه صلوا كما رأيتموني أصلي
4- النوع الرابع : تفسير الرسول عليه الصلاة والسلام لبعض الايات وبيان المراد منها كما في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى [ فأنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى قال : لا إله إلا الله ] رواه الترمذي
5- النوع الخامس : جواب أسئلة المنافقين واهل الكتاب والمشركين عن بعض معاني القران وما يوردونه من الاعتراضات والشبه
6- النوع السادس جواب ما يشكل على بعض المسلمين من معانى القران كما في صحيح المسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت [ من يعمل سوءا يجز به ] بلغت من المسلمين مبلغا شديدا فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام [ قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها
7- النوع السابع : تعليم الصحابة وارشادهم وتنبيه من أخطأ منهم ببيان الصواب له في كتاب الله تعالى كما في صحيح البخاري من حديث ابي سعيد بن المعلى قال : مر بي النبي عليه الصلاة والسلام وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت فقال : ما منعك أن تأتينى فقلت : كنت أصلي فقال : ألم يقل الله : يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ثم قال : ألا أعلمك أعظم سورة في القران قبل أن تخرج من المسجد فذهب النبي عليه الصلاة والسلام ليخرج من المسجد فذكرنه فقال : الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقران العظيم الذي أوتيته
النوع الثامن :وهو التفسير الذي تلقاه النبي عليه الصلاة والسلام بالوحي وفيه بيان لمعاني لا تعرف إلا بالوحي من الله عزوجل كالاخبار عن المغيبات مثل حديث البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : إذا أقعد المؤمن في قبره أتى ثم شهد أن لا أله إلا الله وأن محمد رسول الله فذلك قوله [ يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت ] متفق عليه

س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟
السبب في ذلك أن أكابر الصحابة هلكوا قبل أن يحتاج أليهم وأما صغار الصحابة فكثرت الرواية عنهم لأنهم تولوا وسئلوا وقضوا بين الناس كعمر بن الخطاب وعلى بن أبي طالب وأيضا كل أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كانوا قدوة يؤتم بهم ويفتون ويحفظ عنهم وبلغوا الكثير من الاحاديث
وأما أكابر الصحابة مثل أبو بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن وقاص وغيرهم من كبار الصحابة فلم يأث عنهم من كثرة الاحاديث مثل صغار الصحابة كجابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وعبد الله بن الخطاب وغيرهم وكانوا من فقهاء الصحابة وكانوا ملازمين للرسول عليه الصلاة والسلام وينهلون من علمه مثل النعمان بن البشير ومعاوية بن سفيان وسهل الساعدي وغيرهم ومنهم من كان في خدمة الرسول عليه الصلاة والسلام كأولاد الأسلمى هند وأسماء ولهذا كان أكثر الرواية والعلم ممن لزم الرسول عليه الصلاة والسلام وبقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم ولعلمهم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 ربيع الأول 1442هـ/25-10-2020م, 04:08 AM
حسن صبحي حسن صبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 213
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن.
من الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن ما يلى :
1- قوله تعالى : {إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه . ثم إن علينا بيانه}
2- - قوله تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} أي بيانا وتفصيلا، ومن ذلك بيان الله لما أنزل في القرآن.
3- قوله تعالى: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلًا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين} مفصلا: أي مبينا.
4- قوله تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ}
5- قوله تعالى: {حم . والكتاب المبين} في مطلع سورتي الزخرف والدخان، وهذا إقسام من الله تعالى بالقرآن بصفة من أظهر صفاته وهو أنه قرآن مبين؛ يبين بعضه بعضاً، ويبين للناس بيانا مفصلا ما يحتاجون إليه ليهتدوا إلى صراط الله المستقيم وينالوا رضوانه وثوابه، ويسلموا من سخطه وعقابه.
س2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه وذلك عن طريق أمور :
الأول : حفظ ألفاظه .
الثانى : معرفة وتعلم وتعقل معاني القرآن .
الثالث :الإهتداء بالقرآن إلى إلى صراط الله المستقيم.
ومن الأدلة على ذلك :
· ما رواه البخارى في التاريخ الكبير وابن ماجه في سننه من حديث جندب بن عبد الله البجلي قال: « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا».
· ما رواه الإمام أحمد وابن جرير الطبري وابن سعد في الطبقات عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: (حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات؛ فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل).
· فى الصحيحين من حديث مسروق بن الأجدع الهمداني قال: ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم، مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب».
س3: ما هي طرق الصحابة رضي الله عنهم في تعلم التفسير وتعليمه؟
كان للصحابة رضي الله عنهم عدة طرق في تعلم التفسير وتعليمه من أبرزها ما يلى :
1- طريقة الإقراء والتعليم ، ومن ذلك ما رواه ابن أبي شيبة وابن جرير من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن) ، وما ذكره مالك في الموطّأ أنه بلغه أن عبد الله بن عمر «مكث على سورة البقرة، ثماني سنين يتعلمها».
2- طريقة القراءة والتفسير ، من ذلك ما رواه أبو عبيد وصححه ابن كثير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم" ).
3- طريقة السؤال والجواب ، ومن أمثلة ذلك ما رواه ابن جرير من طريق الأسود بن هلالٍ المحاربي، قال: قال أبو بكرٍ: " ما تقولون في هذه الآية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: فقالوا " ربنا الله ثم استقاموا من ذنبٍ، قال: فقال أبو بكرٍ: " لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إلهٍ غيره ".
4- طريقة التدارس والتذاكر ، ومن ذلك ما رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
5- تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية ، ومن أمثلة ذلك ما رواه الإمام أحمد عن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه".
6- الرد على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن ، ومن أمثلة ذلك ما رواه النسائى فى السنن الكبرى عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ثم سئل فأقر أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات}، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ، فقال: للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال لابن عباسٍ: أجبه، فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ} من عمل الشيطان، حجةٌ على الباقين ثم سأل من عنده عن الحد فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذي، وإذا هذي افترى فاجلدوه ثمانين).
7- الدعوة بالقرآن ، من ذلك ما رواه الحاكم فى مستدركه وصححه عن أبي وائل، قال: حججت أنا وصاحب لي، وابن عباس على الحج، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها؛ فقال صاحبي: يا سبحان الله، ماذا يخرج من رأس هذا الرجل، لو سمعت هذا الترك لأسلمت).
8- مناظرة المخالفين وكشف شبههم ، كما في مناظرة ابن عباس للخوارج .
9- إجابة السائلين عن التفسير ، من ذلك ما رواه الامام أحمد فى فضائل الصحابة قال : قال عطاء بن أبي رباح: «ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه، ثم يجيء أهل العلم فيسألونه، ثم يجيء أصحاب الشعر فيسألونه»
10- الأجتهاد بالرأى ، وذلك مثل اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فإنه قد روي عنه من طرق متعددة أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
س4: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.
يمكن تقسيم طبقات المفسرين في عصر التابعين إلى أربعة أقسام :
الأولى :طبقة أئمة أهل التفسير الذين جمعوا الرواية والدراية :وهؤلاء عامّتهم من الأئمة الثقات، وهم أكثر من يروى عنهم التفسير في كتب التفسير المسندة التي بين أيدينا، ولهم أقوال في التفسير ولهم مرويات عن الصحابة وعن كبار التابعين، على تفاضل بينهم في الرواية والدراية، ومن هؤلاء الأئمة ،محمد بن الحنفية، وعَبيدة السلماني ، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو رجاء العطاردي، وسعيد بن المسيب،ومحمد بن سيرين، وقتادة بن دعامة السدوسي، ومحمد بن المنكدر وغيرهم الكثير .
وأصحاب هذه الطبقة والتى تليها هم عماد علم التفسير في عصر التابعين.
الثانية : طبقة ثقات نقلة التفسير :وهم من الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين، وأدّوها كما سمعوها، ولا تكاد تُحفظ لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم إلا قليلاً، وإنما كانت أكثر عنايتهم بالتفسير روايته عمّن سبقهم، وكانت روايتهم مما يحتجّ به في الجملة ، ومن هؤلاء سعيد بن نمران، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري ، وغيرهم .
الثالثة :المفسّرون المتكلّم فيهم :هم الذين تنقل عنهم الأقوال في التفسير، ولهم مرويات فيه، وهم متكلّم فيهم عند أهل الحديث ، وكلام الأئمة النقّاد في أهل هذه الطبقة له أسباب منها ما يتعلّق بالعدالة كالاتهام بالكذب في حقّ بعضهم، ومنه ما يتعلّق بالضبط ككثرة الخطأ في مروياتهم وتحديث بعضهم عن المجاهيل وكثرة الإرسال والتدليس، أو روايتهم لبعض الأخبار المنكرة المخالفة لروايات الثقات .
وهذه الطبقة على ثلاثة أصناف :
الصنف الأول : من يترجّح قبول مروياتهم بشرط عدم مخالفة الثقات، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، والسدي الكبير.
ومعنى اعتبار الأقوال في التفسير أن يُنظر فيها فإن كان لها وجه صحيح في الاستدلال قُبلت، وإن تبيّن فيها خطأ رُدَّت، وإن لم تُعرف صحتها ولم يتبيّن خطؤها فيتوقّف فيها وتجعل عهدتها على قائلها.
الصنف الثاني: من لا يحتجّ بهم إذا تفرّدوا في جانب المرويات لضعفهم، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: شهر بن حوشب، وعطية العوفي، وشرحبيل بن سعد المدني.
الصنف الثالث: المتروكون لاتّهامهم بالكذب أو غلوّهم في البدعة، ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني، وجابر الجعفي.
الرابعة :طبقة ضعفاء النقلة:وهم الذين غلبت المناكير على مروياتهم، وكثرت أخطاؤهم في الرواية فحذّر منهم الأئمة النقّاد، وقد يكون منهم من هو صالح في نفسه لكنّه لا يقيم الحديث من كثرة ما يخطئ فيه، ويكون منهم من هو متّهم بالكذب؛ فهم ليسوا على درجة واحدة في الضعف، فمنهم من تعتبر روايته فتقبل بتعدد الطرق، ومنهم من لا تعتبر روايته.
- فمن الضعفاء الذين تُعتبر رواياتهم في التفسير إذا سلمت من النكارة والمخالفة: علي بن زيد بن جدعان، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعاصم بن عبيد الله العدوي.
- ومن المتروكين الذين لا تعتبر رواياتهم: أبان بن أبي عياش، ويزيد بن أبان الرقاشي، وعبد الله بن يزيد الدالاني، والأصبغ بن نباتة التميمي، وأبو هارون العبدي، وأبو المهزم التميمي.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 ربيع الأول 1442هـ/30-10-2020م, 08:11 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابات اسئلة مجلس المذاكرة الاول

المجموعة الثانية:

س1: اذكر أنواع البيان الإلهي للقرآن مع البيان والتمثيل.

انواع البيان الإلهي للقرآن اربعة:
الأول : تفسير القرآن بالقرآن وهو على نوعين٬
١- صريح مثل قوله تعالى {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب} ففي هذه الآية بيان ما يدل على معنى الطارق.
٢- اجتهادي : ما أصاب فيه المجتهد مراد الله تعالى، فقد وفق فيه لبيان الله للقرآن بالقرآن، وما أخطأ فيه أو أصاب فيه بعض المعنى دون بعض فلا يصح أن ينسب اجتهاده إلى التفسير الإلهي للقرآن.

الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي وهو أن يرد في الأحاديث القدسية ما يبيّن مراد الله جلّ وعلا ومن أمثلته ما رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والحاكم وغيرهم من طرق عن سهيل بن أبي حزم القطعي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال: قال الله عز وجل: (أنا أهل أن أتقى؛ فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له). حسّنه الترمذي، وصححه الحاكم في المستدرك، وضعّفه جماعة من أهل الحديث لتفرّد سهيل القطعي به وهو مضعّف عند أهل الحديث.

الثالث: ما نزل من الوحي على النبيّ صلى الله عليه وسلم لبيان تفسير بعض ما أنزل الله في القرآن، ومن ذلك الأخبار عن المغيّبات وتفصيل ما لا يُدرك إلا بتوقيف من الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم، فهذا منشؤه من الله تعالى، ولكن لأجل أن لفظه مؤدّى من النبي صلى الله عليه وسلم جرى استعمال أهل العلم على اعتباره من التفسير النبوي.

الرابع: البيان القدري لبعض معاني القرآن ويلحق بالبيان الإلهي ما يجعله الله من الآيات البينات الدالة على مراده؛ فيقدر أموراً يظهر بها المعنى الذي أراده وقد يكون وهم فيه من وهم، وأخطأ فيه من أخطأ.
كما في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي الكبرى من حديث الحسن البصري عن الزبير بن العوام، قال: " لما نزلت هذه الآية {واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةً} الآية، قال: ونحن يومئذٍ متوافرون، قال: فجعلت أتعجب من هذه الآية: أي فتنةٍ تصيبنا؟ ما هذه الفتنة؟ حتى رأيناها ".وفي مسند الإمام أحمد من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: قلنا للزبير: يا أبا عبد الله، ما جاء بكم؟ ضيعتم الخليفة حتى قتل، ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال الزبير: " إنا قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكرٍ، وعمر، وعثمان: {واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةً} لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت ".

س2: هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن؟

لقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل إليه من ربّه بياناً تاماً رضيه الله عزّ وجل، وأقام به الحجّة على خلقه، لكن كان بيانه صلى الله عليه وسلم للقرآن على أنواع ولا يقتضي أن يستغرق كلّ نوع منها جميع آيات القرآن؛ بل يكفي أن يحصل بمجموع تلك الأنواع بيان شامل، وإن تفاوت الناس في معرفته وإدراكه والانواع هي :
النوع الأول: تلاوة القرآن تلاوة بيّنة باللسان العربي المبين، ومن دلائل هذا البيان أنه كان يتلو القرآن؛ فيسمعه من يسمعه ويفهمون من دلائل خطابه ما يعرف أثره عليهم.
النوع الثاني: ما يكون بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم، وما وقع بينه وبين المخالفين من الخصومات والمجادلات، وما دحض الله به حجج المبطلين؛ فإنّ فقه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم تعين على فهم القرآن.
النوع الثالث: ما يكون بيانه بالعمل به؛ كبيان المراد بإقامة الصلاة بفعله صلى الله عليه وسلم، وقال لأصحابه: (صلوا كما رأيتموني أصلي). متفق عليه من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
النوع الرابع: ما يكون من ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم تفسير بعض الآيات، وبيان المراد بها، كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال: لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني.
النوع الخامس: جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن، وما يوردونه من الشبه والاعتراضات، وهذا أمثلته كثيرة.
النوع السادس: جواب ما يشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن.كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها».
النوع السابع: تعليم الصحابة وإرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم ببيان الصواب له في كتاب الله تعالى؛ كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد» فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته، فقال: «الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
النوع الثامن: التفسير المتلقّى بالوحي مما فيه بيان بعض المعاني التي لا تُدرك إلا بوحي من الله تعالى كالإخبار عن المغيبات ونحوها، وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي ومن أمثلته حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})). متفق عليه.

س3: بيّن مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير

لقد تبوأ الصحابة المرتبة العليا في فهم كتاب الله وعنايتهم به وقيامهم بحقه والعمل بما فيه وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرأ أصحابه القرآن، وعلّمهم معانيه، وأدّبهم بآدابه، وأرشدهم وزكّاهم، وعلّمهم الحكمة فكانوا أئمة في علم التفسير وقد رضي الله عنهم، ورضيهم لصحبة نبيّه، وحَمْلِ أمانة دينه، وتبليغ شرعه، والجهاد في سبيله، فكانوا قائمين بما أمرهم الله به خير قيام، مجتمعين على الحقّ والهدى. وكان لصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم، وشهودهم وقائع التنزيل، وحسن معرفتهم بدعوته صلى الله عليه وسلم، ومشاركتهم فيها ، ونزول القرآن بلسانهم، وعلى ما يعهدون من فنون الخطاب ، كان لكل ذلك أثر عظيم في معرفتهم بمعاني القرآن فكان من الصحابة قراء وفقهاء وقضاة ومعلّمين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ومنهم من كان له فضل عناية بتلقّي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وإقرائه للصحابة وكثرة تلاوته كأبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وغيرهم.

س4: حدثت أمور في عصر التابعين كان لها أثر في علم التفسير بيّنها

حدث في عصر التابعين أمور كان لها أثرها في تعلّم التفسير وتعليمه، فتفاوت أهل ذلك العصر؛ لكن بقي عامة التابعين مستمسكين بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسنوا اتّباعهم؛ وهم أكثر الذين حُمل عنهم العلم، ونقلت إلينا أقوالهم ومروياتهم في التفسير ومن هذه الأمور:

1- أن الذين عاشوا في عصر التابعين لم يكونوا كطبقة الصحابة رضي الله عنهم في العدالة والضبط والإمامة في التفسير فلم يكن لهم ما كان للصحابة رضي الله عنهم من الحكم بعدالة جميعهم، وعصمتهم من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعصمتهم من القول في التفسير بالرأي المذموم،؛ بل كانوا على درجات، فمنهم التابعون بإحسان وهم الذين أثنى الله عليهم، ومنهم دون ذلك.
وقد نبّه الصحابة التابعين إلى أن لا يأخذوا العلم إلا من أهله.

2- كثرة الفتن و الحروب وكان لذلك أثره في ظهور بعض التأوّلات الخاطئة، والعصبية لبعض الأهواء.

3- نشأة الفرق والأهواء كالخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية والمعتزلة. واستفحال خطر بعضها وكان من الصحابة والتابعين لهم بإحسان من يحذّر من تلك الفرق، ويوصي بلزوم السنة، ويروي ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب، منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» رواه البخاري.وقال ابن عباس: (لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب). رواه الفريابي والآجري واللالكائي وابن بطة.

4- ظهور العُجمة ووقوع اللحن، ولمّا رأى ذلك الصحابة رضي الله عنهم؛ حضوا على تعلّم العربية والتفقّه فيها، وحذّروا من اللحن خشية أن يُتأوّل القرآن على غير تأويله كما روى عمر بن زيد قال : كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى : أما بعد فتفقهوا في السنة , وتفقهوا في العربية , وأعربوا القرآن فإنه عربي , وتمعددوا فإنكم معديون). رواه ابن أبي شيبة وما روى يحيى بن يعمر عن أبي بن كعب قال: تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه). رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.

5- إسلام بعض أحبار اليهود، ونشرهم ما قرؤوه من كتب أهل الكتاب من الإسرائيليات التي كثر التحديث بها في عصرهم، وكان من التابعين من يأخذ عن هؤلاء ويروي عنهم، وكان من التابعين من يقرأ في كتب أهل الكتاب، ويحدّث منها.

6- كثرة القُصّاص والأخباريين ؛ الذين يعقدون مجالس للوعظ والتذكير والقصص والحكايات التي يدخل في كثير منها أخطاء في الرواية والدراية، ومنهم من تروج قصصه وأخباره ومواعظه حتى يدوّنها بعض المعتنين بالتفسير، وخرج من أولئك القُصّاص والأخباريين من تكلّم في التفسير؛ فأدخل في كتب التفسير من ذلك ما أدخل؛ كالسدي والكلبي.ولما فطن الصحابة وكبار التابعين لأغلاط هؤلاء القصاص تجنبوا مجالسهم ، وحذروا منهم.

7- ظهور بعض مظاهر التفريط والإفراط؛ ومخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فظهر بعض الغلاة الذين جاوزا الحدّ المشروع فشقوا على أنفسهم، وظهر بعض المفرّطين الذين فتنوا بأنواع من الفتن؛ كفتنة المال وفتنة الجاه وفتنة السلطان.وكان الصحابة رضي الله عنهم يحذّرونهم من هذه الفتن، وكان كبار التابعين وعلماؤهم يحذّرون سائرهم وينصحون لهم في ذلك. قال ميمون بن مهران: «يا أصحاب القرآن لا تتخذوه بضاعة تلتمسون به الشرف في الدنيا ، واطلبوا الدنيا بالدنيا، والآخرة بالآخرة».

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ربيع الأول 1442هـ/1-11-2020م, 03:01 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير

المجموعة الأولى:
1: مها عبد العزيز أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج4: عمر وعليّ ليسوا من صغار الصحابة، ومع ذلك روي عنهم لتولّيهم القضاء والفتيا، فالحال استثناء من الأصل.


المجموعة الثانية:
محمد العبد اللطيف أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
خصمت نصف درجة للتأخير.


المجموعة الثالثة:
حسن صبحي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 ربيع الأول 1442هـ/9-11-2020م, 10:09 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير
لمعرفة تاريخ علم التفسير فوائد، أهمها:
1- معرفة نشأة وبدايات هذا العلم، وطريقة تعليمه وتدريسه.
2- معرفة نشأة التدوين فيه، وتدرجها حتى تكوّن التصانيف الكبيرة.
3-معرفة مناهج التفسير فيه والمعالم مهمة منها.
4- التعرف على أئمة المفسرين ومراتبهم وجهودهم في التفسير وتنوع أساليبهم فيه.
5-التعرف على معالم نشأة التفاسير المشتهرة، وأسباب شهرتها، واستمدادها، وأقوال العلماء فيها، وجوانب قوتها وضعفها والمآخذ عليها.
6- التعرف على جوانب من أصول التفسير وعلله.
7- معرفة مصادر أقوال السلف الأصلية والبديلة، وأقوال اللغويين ومظان جمعها ونقدها وتحريرها.
8- التعرف على أسباب انتشار المرويات المعلولة والأقوال الضعيفة، وجهود العلماء في نقدها وردّها.
.
س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟
تحصين طالب العلم وغيره من ضلالات الفلاسفة والمبتدعة وأهل الضلال الذين سلكوا غير سبيل القرآن وبيانه، وذلك ببيان أصول فهم كتاب الله تعالى، والقرآن الكريم هدى لمن تدبره وفهمه حق فهمه، وعاصم من الضلال لمن تمسك به، لا لمن أعرض عنه وزعم أنها ظواهر لفظية لا تفيد اليقين بل هو مفيد لليقين في حسن بيانه ولا يعرض عنه إلا من فسد قصده وضل قلبه فاستبدل كلام الله بكلام البشر وعقولهم, وقد حذرنا الله تعالى من الإعراض عن كتابه وهداه فقال : { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل
لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بأساليب عديدة منها:
1- التلاوة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوا القرآن أفصح تلاوة، كما أنزل عليه، وكان يسمع ذلك المسلمون والكفار، العرب فيفهمونه فمنهم من يؤمن ومنهم من لا يؤمن به، ولو عقله، ومنهم من يظهر عجبه وانبهاره من بلاغة القرآن وفصاحته كما حصل ذلك مع الوليد ابن المغيرة لما قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم أول سورة فصلت، فعجب الوليد لكنه لم يؤمن، فمنهم من يزداد عنادا وإعراضنا ومنهم من يزداد إيماناً، ومنهم من يسأل عن ما أشكل عليه.
2- الدعوة: فمن عرف فقه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرته مع خصومه وما يقع من المجادلات بينه وبينهم وما دحض الله به من حجج المبطلين تبين له كثير من معاني الآيات وتفسيرها من خلال ذلك.
3-من خلال عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك كتفسير إقامة الصلاة بفعله صلى الله عليه وسلم وقوله للصحابة ( صلوا كما رأيتموني أصلي)، وكذلك كبيانه لسورة النصر، فعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه» قالت: فقلت يا رسول الله، أراك تكثر من قول: «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه؟»
فقال: " خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتها {إذا جاء نصر الله والفتح}، فتح مكة، {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}"
4- ما يكون من قوله صلى الله عليه وسلم ابتداءً في بيان تفسير بعض الآيات، كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال: لا إله إلا الله).
5- ما يكون جواباً لسؤال من يسأل من المشركين، فقد كان الكفار من المشركين ومن أهل الكتاب يسألون النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبهم ويكون تفسيرا لتلك الآيات.
6- ما يكون جواباً لاستشكال من يستشكل من الصحابة، وذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها»
7- تعليم الصحابة وإرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم ببيان الصواب له في كتاب الله تعالى كما في حديث أبي سعيد ابن المعلى قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.

8- التفسير المتلقى بالوحي، وهذا النوع يكون في الأخبار الغيبية وغيرها مما لا يدرك علمه إلا من طريق الوحي، كما في تفسير قوله تعالى: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت)، قال صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})). متفق عليه.
.
س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟
ذلك لأن كبار الصحابة ماتوا قبل أن يحتاج الناس إليهم وكانوا في زمن توافر الصحابة والعلم، فقلت الرواية عنهم مع أنهم أعلم وأفقه في الدين من غيرهم، مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح ، ومنهم من كثرت الرواية عنه لأنه تولى أمر المؤمنين وقضى بين الناس فاحتاج الناس اليهم لذلك فيأتونهم ويسألونهم فيجيبونهم كعمر وعلي رضي الله عنهما، أما صغار الصحابة فطال بقاؤهم زمناً كان الناس فيه بحاجة الى من يعلمهم ويأخذ عنهم الدين ومن هؤلاء أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، فكان أكثر الرواية والعلم في هؤلاء ونظرائهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم.

ملاحظة:
تأخرت لأني لم أعلم أن الدراسة بدأت وأني ضمن المجموعة في الأولى في المستوى السادس.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 ربيع الأول 1442هـ/12-11-2020م, 10:25 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


آسية أحمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 ربيع الثاني 1442هـ/27-11-2020م, 01:57 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن.

قوله تعالى : إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)القيامة
الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) يوسف
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)الفرقان
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)الأنعام
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) المائدة
(حم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ)الدخان
س2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه القرآن بحيث يحفظون ألفاظه، ويعقلون معانيه، ويهتدون به.
وكان الصحابة يتفاوتون في الحفظ والفهم وجودة التلقّي والحرص على العلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك لهم فيقدمهم في التعليم ويرشد إلى الأخذ عنهم حسب مراتبهم، حتى كثر تدارس القرآن، ولم يُقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جمع القرآن طائفة من أصحابه، وحتى اكتملت كتابة آياته في صحف مكرّمة لدى أصحابه وكانت متفرقة ؛ فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات وقد حُفظ القرآن في الصدور وفي السطور، وعقل أصحابه معانيه، ودرسوا ما فيه.
وقد ورد في شأن تعلم القرآن وتعليمه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وآثار منها:
1: عن مسروق بن الأجدع الهمداني قال: ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم، مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب». متفق عليه.
2:عن عبد الله بن مسعود قال: جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرئه»، فأقرأته ما كان معي، ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذ، فكان معلّما من المعلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
3: عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، قال: «كان الرجل منا إذا تعلَّم عشر آيات لم يجاوزهنَّ حتى يعرف معانيهن والعمل بهن».
4: جندب بن عبد الله البجلي قال: « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا».
5: عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: (حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات؛ فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه فقوله تعالى: {لتبين للناس ما نزل إليهم} يتناول هذا وهذا.
وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرؤون القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
وقال أنس: كان الرجل إذا قرا البقرة وأل عمران جَلَّ في أعيننا.
س3: ما هي طرق الصحابة رضي الله عنهم في تعلم التفسير وتعليمه؟
من طرق الصحابة في تدارس معاني القرآن وتعلّمه وتعليمه:
1: طريقة الإقراء والتعليم.
- عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير.
وكان المتصدّرون للإقراء من الصحابة علماء في التفسير، ومحلّ للأسوة والاقتداء، ولم يكن تعليمهم للقرآن مقتصراً على مجرّد أداء الحروف، بل كان تعليما لحروفه ومعانيه، وتفقها في أحكامه وعلما بالتنزيل وبالأمر والنهي.
جاء في الموطّأ بلاغا أن عبد الله بن عمر «مكث على سورة البقرة، ثماني سنين يتعلمها»

2: طريقة القراءة والتفسير
- عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم" ).
كان قتادة يقرأ ويفسر, وكان أحمد بن حنبل يقرأ عليه وهو يفسر.
3: طريقة السؤال والجواب:
يسأل العالم أصحابه؛ فإن أصابوا أقرّهم على صوابهم، وأثنى على علمهم، وإن أخطؤوا بيّن لهم الصواب، ومن أمثلة ذلك:
ماجاء في الصحيحين عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟
فقال عمر: إنه من قد علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم؛ فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم.
قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}؟
فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا، وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا.
فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟
فقلت: لا.
قال: فما تقول؟
قلت: «هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له» قال: {إذا جاء نصر الله والفتح} «وذلك علامة أجلك» {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} فقال عمر: «ما أعلم منها إلا ما تقول».
روى عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كنت بالبحرين، فسألونى عما قذف البحر.
قال: فأفتيتهم أن يأكلوا؛ فلما قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ذكرت ذلك له، فقال لي: بم أفتيتهم؟
قال: قلت: أفتيتهم أن يأكلوا؟
قال: لو أفتيتهم بغير ذلك لعلوتك بالدرة!
قال: ثم قال [عمر]: إن الله تعالى قال في كتابه:"أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم"، فصيده، ما صيد منه وطعامه، ما قذف). رواه ابن جرير.
4: طريقة التدارس والتذاكر
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن وتدارسه، ففي صحيح مسلم من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين».
- عن أبي سعيد الخدري، قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعدوا يتحدثون كان حديثهم الفقه، إلا أن يأمروا رجلا فيقرأ عليهم سورة، أو يقرأ رجل سورة من القرآن» رواه ابن سعد في الطبقات.
وفقههم إنما كان في نصوص الكتاب والسنة.
5: تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية:
- عن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد.

6: الرد على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن.
- عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ ، شَرِبَ الْخَمْرَ بِالْبَحْرَيْنِ فَشَهِدَ عَلَيْهِ ثُمَّ سُئِلَ فَأَقَرَّ أَنَّهُ شَرِبَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ، فَقَالَ : لأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ ، فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا ، وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ، وَأَنَا مِنْهُمْ أَيْ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ الأَوَّلِينَ ، وَمِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، وَأَهْلِ أُحُدٍ ، فَقَالَ : لِلْقَوْمِ أَجِيبُوا الرَّجُلَ فَسَكَتُوا ، فَقَالَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : أَجِبْهُ ، فَقَالَ : إِنَّمَا أَنْزَلَهَا عُذْرًا لِمَنْ شَرِبَهَا مِنَ الْمَاضِينَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ وَأَنْزَلَ : {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ} مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ، حُجَّةٌ عَلَى الْبَاقِينَ ثُمَّ سَأَلَ مَنْ عِنْدَهُ عَنِ الْحَدِّ فِيهَا ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : إِنَّهُ إِذَا شَرِبَ هَذِيَ ، وَإِذَا هَذِيَ افْتَرَى فَاجْلِدُوهُ ثَمَانِينَ. السنن الكبرى للنسائي (5/ 138)
7: الدعوة بالقرآن
فكانوا يدعون إلى الله عزّ وجلّ بالقرآن، ويبيّنون للناس ما أنزل الله فيه، بأساليب حسنة فيها تفسير وتقريب، وترغيب وترهيب، وإرشاد وتبصير.
وقد قال الله تعالى: {فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد} ، وقد تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم أساليب التذكير بالقرآن وآدابه.
ما رواه ابن هشام أن أسعد بن زرارة خرج معه يوماً إلى رجال من المسلمين، وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير سيدا قومهما يومئذ على الشرك، فلما سمعا بذلك قال سعد لأسيد: اذهب إلى هذين اللذين قد أتيا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما. فأخذ أسيد حربته وأقبل إليهما، فلما رآه أسعد؛ قال لمصعب: هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه. قال مصعب: إن يجلس أُكلِّمه. وجاء أسيد فوقف عليهما متشتمًا، وقال: ما جاء بكما إلينا؟ تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب: أوتجلس فتسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره؟ فقال: أنصفت. ثم ركز حربته وجلس، فكلمه مصعب بالإسلام وتلا عليه القرآن، قال: فوالله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم، في إشراقه وتهلله، ثم قال: ما أحسن هذا وأجمله! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا هذا الدين؟
8: مناظرة المخالفين وكشف شبههم:
كما في مناظرة ابن عباس للخوارج، والقصة مذكورة بطولها في مصنف عبد الرزاق والسنن الكبرى للنسائي ومستدرك الحاكم وغيرها.

9: إجابة السائلين عن التفسير:
وهذه كثيرة جداً.
قال عطاء بن أبي رباح : « ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس أكثر فقها ، وأعظم ، إن أصحاب القرآن عنده ، وأصحاب الشعر عنده ، وأصحاب الفقه عنده يصدرهم كلهم في واد واسع » . سلسلة الآثار الصحيحة أو الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين (2/ 88)
عن سعيد بن نمران قال: قرأت عند أبي بكر الصديق: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}، قلت: يا خليفة رسول الله، ما استقاموا، قال: استقاموا على ألا يشركوا) رواه سفيان الثوري وابن وهب.

10: اجتهاد الرأي
وذلك مثل اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فاجتهد فيها رأيه، وقال : فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). رواه ابن جرير.

س4: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.
الطبقة الأولى: طبقة أئمة أهل التفسير الذين جمعوا الرواية والدراية:
وهم الذين اعتنوا بالتفسير على طريقة الصحابة رضي الله عنهم رواية ودراية، ومنهم: محمد بن الحنفية، وعَبيدة السلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، والربيع بن خثيم الثوري، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريح القاضي، وقيس بن أبي حازم، والأسود بن يزيد النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وزرّ بن حبيش، وصلة بن زفروغيرهم كثير.
وهؤلاء عامّتهم من الأئمة الثقات، وهم أكثر من يروى عنهم التفسير في كتب التفسير المسندة على تفاضل بينهم في الرواية والدراية.

الطبقة الثانية: طبقة ثقات نقلة التفسير:
وهم من الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين، وأدّوها كما سمعوها، ولا تكاد تُحفظ لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم إلا قليلاً.
ومن هؤلاء: سعيد بن نمران، والصنابحي، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والربيع بن أنس البكري.
وأصحاب الطبقتين الأولى والثانية هم عماد علم التفسير في عصر التابعين.

الطبقة الثالثة: المفسّرون المتكلّم فيهم:
وهم الذين تنقل عنهم الأقوال في التفسير، ولهم مرويات فيه، وهم متكلّم فيهم عند أهل الحديث، على تفاوت ؛ فمنه ما لا يصل إلى ترك مرويات المفسّر وأقواله، ومنه ما يوجب تركهم وتوقّي ما يروى عنهم.
ونقدهم إما أن يتعلّق بالعدالة كالاتهام بالكذب في حقّ بعضهم، ومنه ما يتعلّق بالضبط ككثرة الخطأ في مروياتهم وتحديث بعضهم عن المجاهيل وكثرة الإرسال والتدليس، أو روايتهم لبعض الأخبار المنكرة المخالفة لروايات الثقات؛ فهم في الرواية لم يكونوا ممن تعتمد روايتهم، لكن لبعضهم أقوال حسنة في التفسير؛ أوعناية بجمعه وروايته.
وهم على أصناف:
الصنف الأوّل: من يترجّح قبول مروياتهم بشرط عدم مخالفة الثقات، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، والسدي الكبير.
الصنف الثاني: من لا يحتجّ بهم إذا تفرّدوا في جانب المرويات لضعفهم، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: شهر بن حوشب، وعطية العوفي، وشرحبيل بن سعد المدني.
الصنف الثالث: المتروكون لاتّهامهم بالكذب أو غلوّهم في البدعة، ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني، وجابر الجعفي.

الطبقة الرابعة: طبقة ضعفاء النقلة:
وهم الذين غلبت المناكير على مروياتهم، وكثرت أخطاؤهم في الرواية فحذّر منهم الأئمة النقّاد وهم ليسوا على درجة واحدة في الضعف، فمنهم من تعتبر روايته فتقبل بتعدد الطرق، ومنهم من لا تعتبر روايته.
- فمن الضعفاء الذين تُعتبر رواياتهم في التفسير إذا سلمت من النكارة والمخالفة: علي بن زيد بن جدعان، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعاصم بن عبيد الله العدوي.
- ومن المتروكين الذين لا تعتبر رواياتهم: أبان بن أبي عياش، ويزيد بن أبان الرقاشي، وعبد الله بن يزيد الدالاني، والأصبغ بن نباتة التميمي، وأبو هارون العبدي، وأبو المهزم التميمي.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 ربيع الثاني 1442هـ/27-11-2020م, 09:38 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


سارة عبد الله د
أرجو عدم النسخ واللصق للإجابات من الدروس.
بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir