دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية لابن بطة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 رجب 1434هـ/19-05-2013م, 07:58 PM
أم صفية أم صفية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 212
افتراضي باب معرفة الإيمان، وكيف نزل به القرآن وترتيب الفرائض، وأنّ الإيمان قولٌ وعملٌ

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (باب معرفة الإيمان، وكيف نزل به القرآن وترتيب الفرائض، وأنّ الإيمان قولٌ وعملٌ)
[الإبانة الكبرى: 2/623]
ربّ يسّر وأعن بعونك، الحمد للّه ربّ العالمين، الرّحمن الرّحيم، مالك يوم الدّين الّذي هو ربّنا وبه نستعين وإيّاه نسأل أن يهدينا إلى الصّراط المستقيم الّذي أنعم عليهم بهدى القرآن فاتّبعوه واهتدوا ومنّ عليهم بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وبسنّته فسلكوا سبيله واقتدوا متّبعين غير مبتدعين ومذعنين غير طاعنين وموقنين غير شاكّين ولا مرتابين وهادين بدعوته غير ضالّين ولا مضلّين، فسلموا عاجلًا من السّخط والشّكّ والارتياب واستحقّوا آجلًا الرّضا وجزيل الثّواب، أولئك الّذين هداهم اللّه وأولئك هم أولوا الألباب وصلّى اللّه على من ختم به الرّسالة وأكمل به الحجّة وأوضح به المحجّة وأرسله إلى جميع عباده كافّةً على فترةٍ من الرّسل ودروسٍ من العلم فأنقذ به من عبادة من سبقت له الرّحمة في كتابه، ففتح أبواب السّماء برحمته وجعله الدّاعي إلى الحقّ والهادي إلى الرّشد والقائم بالدّين، ذاك واللّه محمّدٌ المصطفى ونبيّ اللّه المرتضى خير خلقه نفسًا وأكرمهم طبعًا وأطهرهم قلبًا وأصدقهم قولًا وأكملهم عقلًا وأشرفهم خلقًا، النّبيّ الأمين الزّكيّ المرضيّ، فدعا النّاس إلى الإقرار بتوحيد اللّه ومعرفته والبراءة من الأضداد والأنداد، وأنّ محمّدًا رسوله الصّادق، من اتّبعه اهتدى فنجا، ومن خالفه هلك وغوى، جعلنا اللّه وإيّاكم ممّن سبقت له الحسنى، فعصم من متابعة الهوى وموافقة أهل الزّيغ والرّدى، ووفّقنا وإيّاكم لاتّباع الكتاب والسّنّة اللّذين الدّين فيهما مشروعٌ، والحكم فيهما مجموعٌ، وخير العاجلة والآجلة
[الإبانة الكبرى: 2/625]
فيهما موضوعٌ، قد قطع بهما عذر كلّ معتلٍّ وسدّ بهما فاقة كلّ مختلٍّ ليهلك من هلك عن بيّنةٍ ويحيا من حيّ عن بيّنةٍ وإنّ اللّه لسميعٌ عليمٌ، أمّا بعد: وفّقكم اللّه فإنّي مبيّنٌ لكم شرائع الإيمان الّتي أكمل اللّه بها الّدين وسمّاكم بها المؤمنين وجعلكم إخوةً عليها متعاونين وميّز المؤمنين بها من المبتدعين المرجئة الضّالّين الّذين زعموا أنّ الإيمان قولٌ بلا عملٍ ومعرفةٌ من غير حركةٍ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ قد كذّبهم في كتابه وسنّة نبيّه وإجماع العقلاء والعلماء من عباده، فتدبّروا ذلك وتفهّموا ما فيه وتبيّنوا علله ومعانيه فاعلموا رحمكم اللّه أنّ الإيمان إنّما هو نظام اعتقاداتٍ صحيحةٍ بأقوالٍ صادقة وأعمالٍ صالحةٍ بنيّاتٍ خالصةٍ بسننٍ عادلةٍ وأخلاقٍ فاضلةٍ جمع اللّه فيها لعباده مصالح دنياهم وآخرتهم ومراشد عاجلهم وآجلهم، وذلك أنّ النّاس قد جبلوا في نقصان عقولهم، وحجرها عن الإحاطة بحقائق الأشياء والوفاء بالإدراك لكلّ ما فيه الفائدة والمصلحة، ومن استيلاء شهواتهم واحتكام أهوائهم بعدت عليهم سبل مراشدهم واستغمضت عليهم مخارج هداياتهم، وذلك موضوعٌ في جبلّتهم، فلو وكّل كلٌّ منهم إلى نظره وفكره ورأيه وتدبيره واختياره فيما يؤثره من السّير والمذاهب والشّيم والخلائق لكان واجبًا لا محالة أن يظهر عجزه عن كفاية نفسه وحاجتها من أبواب الرّشاد وإعطائها حظّها من دواعي الصّلاح الّذي فيه رضا خالقها ونجاتها من هلكتها فلمّا علم اللّه تعالى ذلك منهم كفاهم برحمته ورأفته المئونة، وأعظم بلطفه وجوده المعونة، فأمدّهم في كتبه وعلى ألسن رسله بوظائف من الأمر والنّهي بيّن لهم فيها ما يأتون وما يذرون ووفّقهم على ما يرتكبون ويجتنبون، ليكون كلّ أحدٍ من عباده المؤمنين قويت خبرته في النّظر والاختيار أو ضعفت، وكملت آلته في المعرفة
[الإبانة الكبرى: 2/626]
والتّمييز أو نقصت معرّضًا لحظٍّ يصل إليه من مراشده ونصيبٍ يتوفّر عليه من منافعه فيكون الجميع منهم في ضمن فضله ورحمته اللّذين وسعا كلّ شيءٍ كما وصف نفسه تعالى من ذلك، فقال: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لاتّبعتم الشّيطان إلّا قليلًا} [النساء: 83] ولتكون حجّته مع ذلك بالإرشاد والبيّنة لازمةً لكلّ مأمورٍ ومنهيٍّ، وفرضه مؤكّدًا على كلّ ميسّرٍ مكلّفٍ والدّين وإن كان قد انتظم في نفسه جميع ما وصفناه فليس يقف الكلّ على موضع هذه الفضائل فيه من أحكامه وشرائعه وموضع هذه المصالح من مفروضه وأوامره لكنّهم يستبقون في ذلك ويتفاضلون على حسب مراتب المعقول وتوفيق الباري جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه لهم
[الإبانة الكبرى: 2/627]
815 - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلدٍ العطّار، وأبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قالا: نا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: نا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن سليمان الفاميّ، قال: نا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: نا أبو القاسم حفص بن عمر الحافظ قال: نا أبو حاتمٍ محمّد بن إدريس الرّازيّ، قالوا كلّهم: نا عبد اللّه بن صالحٍ أبو صالحٍ، كاتب اللّيث قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى: {ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم} [الفتح: 4] قال: إنّ اللّه بعث نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه، فلمّا صدّق بها المؤمنون زادهم الصّلاة، فلمّا صدّقوا بها زادهم الزّكاة، فلمّا صدّقوا بها زادهم
[الإبانة الكبرى: 2/628]
الصّيام، فلمّا صدّقوا به زادهم الحجّ، فلمّا صدّقوا به زادهم الجهاد، ثمّ أكمل لهم دينهم فقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3] قال ابن عبّاسٍ: وكان المشركون والمسلمون يحجّون جميعًا، فلمّا نزلت براءة نفي المشركون عن البيت، وحجّ المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحدٌ من المشركين، وكان ذلك من تمام النّعمة، وكمال الدّين، فأنزل اللّه تعالى {اليوم يئس الّذين كفروا من دينكم} [المائدة: 3] إلى قوله تعالى: {الإسلام دينًا} [آل عمران: 85] "
[الإبانة الكبرى: 2/629]
816 - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلدٍ قال: نا أبو حاتمٍ محمّد بن إدريس الرّازيّ قال: نا عبد اللّه بن محمّد بن داود بن أبي أمامة بن سهل بن حنيفٍ، قال: حدّثني سعد بن عمران بن هند بن سعد بن سهل بن حنيفٍ، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن عثمان بن سهل بن حنيفٍ، عن أبيه، عن عثمان بن سهل بن حنيفٍ، أنّه سمع عمّه عثمان بن حنيفٍ يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «مقامه بمكّة يدعو النّاس إلى الإيمان باللّه والتّصديق به قولًا بلا عملٍ، والقبلة إلى البيت
[الإبانة الكبرى: 2/629]
المقدّس، فلمّا هاجر إلينا نزلت الفرائض، فنسخت المدينة مكّة، والقول لها أمّ القرى، ونسخ البيت الحرام بيت المقدس، فصار الإيمان قولًا وعملًا»
[الإبانة الكبرى: 2/630]
817 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن يزيد الزّعفرانيّ قال: نا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفرانيّ، قال: نا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلدٍ العطّار قال: نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصّفّار قالا جميعًا: نا محمّد بن عبد الملك بن مسلمٍ أبو عبد اللّه المصّيصيّ، قال: كنّا عند سفيان بن عيينة - قال ابن مخلدٍ في حديثه: سنة سبعين ومائةٍ، ولم يقل ذلك الزّعفرانيّ - فسأله رجلٌ عن الإيمان، فقال: " قولٌ وعملٌ، قال: يزيد وينقص؟ قال: يزيد ما شاء اللّه وينقص، حتّى لا يبقى منه، يعني مثل هذه، وأشار سفيان بيده، قال الرّجل: كيف نصنع بقومٍ عندنا يزعمون أنّ الإيمان قولٌ بلا عملٍ؟ فقال سفيان: كان القول قولهم قبل أن تنزل أحكام الإيمان وحدوده، إنّ اللّه عزّ وجلّ بعث محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم إلى النّاس كافّةً أن يقولوا: لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّدًا رسول اللّه، فإذا قالوها حقنوا بها دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، فلمّا علم صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم بالصّلاة، فأمرهم ففعلوا، واللّه لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأوّل، فلمّا علم اللّه صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم بالهجرة إلى المدينة، فأمرهم، ففعلوا، واللّه لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأوّل ولا صلاتهم، فلمّا علم اللّه صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم بالرّجوع إلى مكّة، فيقتلوا آباءهم، وأبناءهم، حتّى يقولوا كقولهم، ويصلّوا بصلاتهم، ويهاجروا هجرتهم، فأمرهم ففعلوا، حتّى أتى أحدهم برأس أبيه فقال: يا رسول اللّه هذا رأس الشّيخ الكافر، واللّه لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار
[الإبانة الكبرى: 2/630]
الأوّل، ولا صلاتهم، ولا مهاجرهم، فلمّا علم اللّه تعالى صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم بالطّواف بالبيت تعبّدًا، وأن يحلقوا رءوسهم تذلّلًا، ففعلوا، واللّه لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأوّل، ولا صلاتهم، ولا مهاجرهم، ولا قتلهم آباءهم، فلمّا علم اللّه صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأخذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم، فأمرهم، ففعلوا، حتّى أتوا قليلها وكثيرها، واللّه لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأوّل، ولا صلاتهم، ولا مهاجرهم، ولا قتلهم آباءهم، ولا طوافهم، فلمّا علم اللّه تعالى الصّدق من قلوبهم فيما تتابع عليهم من شرائع الإيمان وحدوده، قال اللّه تعالى لهم: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3] . فمن ترك خلّةً من خلال الإيمان جحودًا بها، كان عندنا كافرًا، ومن تركها كسلًا ومجونًا أدّبناه وكان ناقصًا، هكذا السّنّة أبلغها عنّي من سألك من النّاس
[الإبانة الكبرى: 2/631]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معرفة, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir