دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب التوحيد لابن منده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 11:24 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي ذكر معرفة صفات الله عز وجل الّتي وصف بها نفسه وأنزل بها الكتاب ونطق بها الرّسول صلى الله عليه وسلم مباينةً للأضداد والأنداد

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ذكر معرفة صفات الله عز وجل الّتي وصف بها نفسه وأنزل بها الكتاب ونطق بها الرّسول صلى الله عليه وسلم مباينةً للأضداد والأنداد والأوثان والآلهة الّتي تعبد من دونه، قال الله عز وجل: {إنّ الّذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعوهم}، إلى قوله: {خذ العفو}، وقال: {أيشركون ما لا يخلق شيئًا وهم يخلقون}الآية، وقال في قصّة إبراهيم عليه السّلام: {يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئًا}، وقال: {فاسألوهم إن كانوا ينطقون}، وقال: {ومن أضلّ ممّن يدعو من دون الله من لا يستجيب له}الآية.
وقال في قصّة موسى عليه السّلام: {واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوارٌ}الآية.
ففي هذه الآيات دليلٌ على أنّ الله عز وجل بخلاف الأصنام الّتي عبدت من دونه، ثمّ وصف نفسه بالسّمع والبصر واليدين وأنّه خلق بهما آدم عليه السّلام، وأنّه يسمع ويجيب، وأنّه ينصر ويخذل، ويضلّ ويهدي، وأنّه بخلاف ما ذمّه.
قال الله عز وجل: {ليس كمثله شيءٌ وهو السّميع البصير}، وقال الله عز وجل: {قل أيّ شيءٍ أكبر شهادةً قل الله
[التوحيد: 3/24]
شهيدٌ}، وقال: {كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ وجهه}، فأفاد الله عز وجل بكلامه صفته أنّه أكبر الأشياء وليس شيءٌ مثله.
[التوحيد: 3/25]
بيان ذلك من الأثر
373 - أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا أبو المغيرة،
ح وأخبرنا علي بن محمد بن زياد، حدثنا محمد بن العباس بن خلف، حدثنا بشر بن بكر التنيسي، قالا حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: ليس شيء أغير من الله.
[التوحيد: 3/25]
374 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، ومحمّد بن حمزة، ومحمّد بن محمّد بن يونس، وغيرهم، قالوا: حدثنا يونس بن حبيبٍ، حدثنا أبو داود، حدثنا حرب بن شدّادٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، أنّ عروة بن الزّبير أخبره، أنّ أسماء بنت أبي بكرٍ أخبرته، أنّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، يقول: ما شيءٌ أغير من الله.
[التوحيد: 3/25]
375 - أخبرنا الحسن بن منصورٍ الإمام بحمص، حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر، حدثنا أحمد بن خالدٍ، حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة، عن عروة، أنّ أسماء بنت أبي بكرٍ أخبرته، أنّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، يقول: ما شيءٌ أغير من الله.
[التوحيد: 3/25]
بيان آخر يدلّ على ما تقدّم من صفات الله عز وجل من ذكر النّفس.
قال الله عز وجل: {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة}، وقال: {ويحذّركم الله نفسه}.
وقال: {واصطنعتك لنفسي}، وقال في قصّة عيسى: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}.
376 - أخبرنا خيثمة، حدثنا السّريّ بن يحيى، حدثنا قبيصة بن عقبة، ح وأخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا أبو أميّة، حدثنا قبيصة، وأحمد بن يونس، ح وأخبرنا الحسن بن مروان بقيساريّة، حدثنا إبراهيم بن أبي سفيان، حدثنا محمّد بن يوسف الفريابيّ، قالوا: حدثنا سفيان الثّوريّ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمّا خلق الله الخلق كتب كتابًا كتبه على نفسه فهو عنده فوق العرش: إنّ رحمتي تغلّ غضبي.
قال أحمد بن يونس في حديثه:
[التوحيد: 3/26]
رفعه، وقال الفريابيّ: وكتبه على نفسه فهو مرفوعٌ عنده.
رواه جماعةٌ عن الأعمش.
ورواه أبو حمزة السّكريّ، عن الأعمش، وقال: هو كتبه وهو رفعه.
ورواه همّام بن منبّهٍ، وعطاء بن أبي رباحٍ، وعطاء بن ميناءٍ، وأبو حازمٍ الأشجعيّ.
[التوحيد: 3/27]
بيانٌ آخر يدلّ على ما تقدّم من ذكر النّفس
377 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، ومحمّد بن يعقوب، قالا: حدثنا الحسن بن عليٍّ، حدثنا عبد الله بن نميرٍ، ح وأخبرنا حاجب بن أبي بكرٍ، حدثنا محمّد بن حمّادٍ، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٍ منهم.
رواه جماعةٌ عن الأعمش.
ورواه سهيلٍ عن أبيه.
ورواه الأغرّ، وعبد الرّحمن بن أبي عمرة، وغيرهما عن أبي هريرة.
[التوحيد: 3/27]
بيان آخر يدل على ما تقدم
378 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعودٍ، أخبرنا أبو أسامة، حدثنا مسعر بن كدامٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن كريبٍ، عن عبد الله بن عبّاسٍ، ح قال: وأخبرنا أبو عامرٍ، حدثنا سفيان الثّوريّ، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن كريبٍ، عن ابن عبّاسٍ:
[التوحيد: 3/28]
أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى الفجر وخرج من عند جويرية، فجلست حتّى ارتفع النّهار وعاد وهي في مصلاها، فقالت: ما زلت بعدك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد قلت كلماتٍ لو وزنّ لرجحن ما قلت: سبحان الله عدد ما خلق، وسبحان الله رضا نفسه، وسبحان الله زنة عرشه، وسبحان الله مداد كلماته، ثلاث مرّاتٍ.
هذا من رسم النّسائيّ، وأبي عيسى، وغيرهم.
[التوحيد: 3/28]
بيان آخر يدلّ على ما تقدّم من ذكر النّفس على معنى الثّناء والمدح للّه عز وجل
379 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، ومحمّد بن يعقوب، قالا: حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، حدثنا أبو أسامة، حدّثني عبيد الله بن عمر، عن محمّد بن يحيى بن حبّان، عن عبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه، وهو ساجدٌ وقدماه منصوبتان، وهو يقول: اللهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
رواه عبدة بن سليمان، وعقبة بن خالدٍ،
[التوحيد: 3/28]
عن عبيد الله نحوه موصولاً.
وروي عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمّد بن إبراهيم، عن عائشة.
وروي عن عليٍّ، وابن عمر، وأمّ سلمة، نحوه.
[التوحيد: 3/29]
بيان آخر يدلّ على ما تقدّم قوله: إنّي حرّمت الظّلم على نفسي
380 - أخبرنا عثمان بن أحمد بن هارون، حدثنا محمّد بن إبراهيم بن مسلمٍ، حدثنا أبو مسهرٍ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي ذرٍّ الغفاريّ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله أنّه قال: يا عبادي، إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّمًا فلا تظالموا.
[التوحيد: 3/29]
381 - أخبرنا خيثمة، وأخبرنا إسحاق بن سيّارٍ، حدثنا عمرو بن عاصمٍ الكلابيّ، قال: وحدثنا أبو قلابة، حدثنا عبد الله بن رجا الغدنيّ البصريّ، قال: حدثنا همّامٌ، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرّحبيّ، عن أبي ذرٍّ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربّه عزّ وجلّ أنّه قال: إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وحرّمته على عبادي فلا تظالموا.
[التوحيد: 3/29]
بيان آخر يدلّ على ما تقدّم وأنّ الله عز وجل يعرف عباده بنفسه في القيامة
382 - أخبرنا عمر بن الرّبيع بن سليمان، حدثنا يحيى بن أيّوب، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا عبد العزيز بن محمّدٍ الدّراورديّ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجمع الله النّاس يوم القيامة في صعيدٍ واحدٍ، ثمّ يطلع عليهم ربّ العالمين، فيقول: يتبع كلّ إنسانٍ ما كان يعبد، ويبقى المسلمون
[التوحيد: 3/29]
ويطلع عليهم ويعرّفهم بنفسه، ثمّ يقول: أنّا ربّكم فاتّبعوني.
[التوحيد: 3/30]
بيان آخر يدلّ على الأحد والنّفس امتدح الله عز وجل بها
383 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، حدثنا عقيل بن يحيى أبو صالحٍ، حدثنا أبو داود، ح وأخبرنا محمّد بن سعيدٍ، حدثنا الحسن بن مكرمٍ، حدثنا يزيد بن هارون، قالا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، سمع أبا وائلٍ يحدّث، عن عبد الله، قال: قلت: رفعه، قال: ورفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ليس أحدٌ أغير من الله، ولذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وليس أحدٌ أحبّ إليه المعاذير من الله، وليس أحدٌ أحبّ إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه.
[التوحيد: 3/30]
384 - أخبرنا عمرو بن عبد الله أبو عثمان، حدثنا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهاب بن حبيبٍ الفرّاء، ح وأخبرنا محمّد بن عمر بن حفصٍ، حدثنا إبراهيم بن الحارث الجمحيّ، حدثنا يعلى بن عبيدٍ، عن الأعمش، ح وأخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب، حدثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرٍو، حدثنا عمر بن حفص بن غيّاثٍ، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعودٍ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
[التوحيد: 3/30]
ما أحدٌ أغير من الله، من أجل ذلك حرّم الفواحش وما أحدٌ أحبّ إليه المدح من الله.
زاد حفص بن غياثٍ، قال: وحدثنا الأعمش، حدّثني مالك بن الحارث، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد الله مثل حديث شقيقٍ، وقال: من أجل ذلك مدح نفسه، وما أحدٌ أحبّ إليه العذر من الله تعالى من أجل ذلك بعث الرّسل وأنزل الكتب.
[التوحيد: 3/31]
385 - أخبرنا أحمد بن محمّد أبو عمرٍو، حدثنا محمّد بن الحسين بن كيسان، حدثنا حبّان بن هلالٍ، حدثنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، أنّ عروة بن الزّبير أخبره، أنّ أسماء بنت أبي بكرٍ أخبرته، أنّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: ليس أحدٌ أغير من الله عزّ وجلّ.
رواه الأوزاعيّ، وحرب بن شدّادٍ، وشيبان، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، وقالوا: ليس شيءٌ أغير من الله.
[التوحيد: 3/31]
386 - أخبرنا الحسن بن يوسف الطّرائفيّ بمصر، حدثنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياضٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأخبرنا محمّد بن محمّد بن الأزهر، حدثنا الحارث بن محمّدٍ التّميميّ، حدثنا إسحاق بن الطّبّاع، ح وأخبرنا عمر بن الرّبيع، حدثنا بكر بن سهيلٍ،
[التوحيد: 3/31]
حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي، ح وأخبرنا الحسين بن جعدٍ الزّيّات بمصر، حدثنا يحيى بن نافعٍ، حدثنا سعيد بن أبي مريم، قالوا: حدثنا مالك بن أنسٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يا أمّة محمّدٍ، والله ما أحدٌ أغير من الله عزّ وجلّ أن يرى عبده أو يرى أمّته. وذكر الحديث.
[التوحيد: 3/32]
387 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، حدثنا عبيد الله القواريريّ، والمقدسيّ، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن ورّادٍ، عن المغيرة بن شعبة، قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أنا غيورٌ والله أغير منّي، من أجل ذلك حرّم الفواحش ولا شخص أغير من الله، ولا شخص أحبّ إليه المعاذير من الله، ولا شيء أحبّ إليه المدحة من الله، من أجل ذلك وعد الله الجنّة.
رواه زائدٌ، وعبيد الله بن عمرٍو، عن عبد الملك بن عميرٍ مثله، أخرجناه في غير هذا الموضع.
[التوحيد: 3/32]
بيان آخر يدلّ على النّفس والذّات
روي عن عبد الله بن عبّاسٍ مرفوعًا، قال: تفكّروا في كلّ شيءٍ ولا تفكّروا في ذات الله عز وجل
وقال حذيفة بن اليمان لعمر بن الخطّاب: إن جمعت في الله وقسمته في ذات الله فأنت أنت، وإلاّ فلا.
[التوحيد: 3/32]
388 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب، حدثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو بن صفوان، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافعٍ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهريّ، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثّقفيّ حليف بني زهرة من أصحاب أبي هريرة، أنّ أبا هريرة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرةً، منهم خبيبٌ الأنصاريّ عينًا، فأسروهم فلمّا أرادوا قتل خبيبٍ، فذكر الحديث.
قال الزّهريّ: فأخبرني عبيد الله بن عياضٍ أنّ بنت الحارث أخبرته، أنّهم حين أراد المشركون قتل خبيبٍ، قال خبيبٌ في أبياتٍ له:
ولست أبالي حين أقتل مسلمًا ... على أيّ شقٍّ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله ... وإن يشأ يبارك على أوصال شلوٍ ممزّع
فأخبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم حين أصيبوا.
وهذا حديثٌ مجمع على صحّته من حديث الزّهريّ.
[التوحيد: 3/33]
اختلف أهل العلم في معرفة معنى الذّات
فقال بعضهم: ذات الله عز وجل حقيقته، وقال بعضهم: ذات الله بهجته، وقال بعضهم: انقطع العلم دونها، وقيل: استغرقت العقول والأوهام في معرفة ذاته، واختصرت أقاويلهم، والأولى وبالله التّوفيق، أنّ ذات الله عز وجل موصوفةٌ بالعلم غير مدركةٍ بالإحاطة، ولا مرئيةٍ بالأبصار في دار الدّنيا،
[التوحيد: 3/33]
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّكم لن تروا ربّكم حتّى تموتوا، وهو موجودٌ بحقائق الإيمان على الإتقان بلا إحاطة إدراكٍ بها، بل هو أعلم بذاته فهو موصوفٌ، غير مجهولٍ، وموجودٌ غير مدركٍ، ومرئيٌ غير محاطٍ به لقربه، كأنّك تراه، وقريبٌ غفيرٌ ملازقٌ، وبعيدٌ غير منقطعٍ، يسمع ويرى، وهو العليّ الأعلى، وعلى العرش استوى، تبارك وتعالى، ظاهرٌ في ملكه وقدرته، وقد حجب عن الخلق كنه ذاته، ودلّهم عليه بآياته، فالقلوب تعرفه والعقول لا تكيّفه، وهو بكلّ شيءٍ محيطٌ، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ.
[التوحيد: 3/34]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معرفة, ذكر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir