دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > خطة التأسيس العلمي > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 محرم 1436هـ/13-11-2014م, 07:39 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي ملخصات الطالبة هبة مجدي محمد علي

بسم الله وبه أستعين هذه صفحة وضع الملخصات لمتون الدورة الثانية

نسأل الله العون والقبول

جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 جمادى الأولى 1436هـ/9-03-2015م, 01:58 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي مذاكرة القسم الثاني من الآجرومية

علامات النصب :

العلامة الرئيسية الفتحة :
1-الاسم المفرد.
2-جمع التكسير.
3-المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء . وهو الذي لم يتصل به نون النسوة ولا نون التوكيد ولا واو الجماعة ولا ألف الإثنين ولا ياء المخاطبة.

وينوب عن الفتحة علامات فرعية :

1-الألف :تكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة نحو: رأيت أباك، وأخاك، وما أشبه ذلك.
2- الكسرة: فتكون علامة للنصب في جمع المؤنث السالم.
3-الياء: فتكون علامةً للنصب في التثنية، والجمع.
4-حذف النون: فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 03:19 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي مذاكرة درس من القسم الأول من عشريات ابن القيم

أسباب الصبر عن المعصية:

1-علمه بقبحها وأن الله حرمها لأجل قبحها ودنائتها.
2-الحياء من الله ومراعاة نظر الله له.
3-مراعاة نعم الله تعالى ؛فإن المعاصي تزيل النعم وكلما زادت المعصية زادت النعم التي تذهب بسببها.
4-الخوف من الله تعالى وخشيته.
5-محبة الله تعالى المقترنة بتعظيمه سبحانه وتعالى.
6-ثبوت شجرة الإيمان واليقين في القلب ؛ فكلما زاد إيمان المرء ويقينه في الوعد والوعيد كلما كان ترك المعصية أيسر عليه.
7-شرف النفس وعزتها أن تدنس نفسها بالمعاصي.
8-قصر الأمل.
9-تجنب فضول الطعام والشراب والنوم والمخالطة ؛ فهي من أكبر الدواعي إلى العصيان.
10-قوة علمه بسوء عاقبة المعاصي ، ومن ذلك : -أنها تفقر العبد بعد غناه.
-تظلم القلب وتسود الوجه.
-تذهب عنه العلم.
-تسلمه لعدوه فلا يقوى على مقاومته.
-تسبب إعراض الله وملائكته عن العبد.
-أن السيئة تجر السيئة بعدها.
-تذهب برأس مال الإنسان وهو عمره ووقته.
-تورثه حسرة في نفسه وضيقا في صدره.
-زوال الأنس بالله .
-زوال الرضا واستبداله بالسخط.
-ضعف المهابة منقلوب الناس.
-الطبع والرين على القلب.
-نقصان الرزق بسبب الذنب.
-تقلل من تعلق القلب بالآخرة.
-يحرم اللذة التي من جنسها في الآخرة.
-أن العمل السيئ رفيق العبد في قبره.
-المعاصي تهبط بالإنسان إلى أسفل سافلين بدلا من أن يرفعه عمله الصالح إلى الله تعالى.
-محق البركة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 03:28 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي الأسباب المعينة على غض البصر

مايعين الإنسان على غض البصر علمه بمنافع ذلك ؛ ومن منافع غض البصر:

1-أنه امتثال لأمر الله.
2-يورث العبد نورا في قلبه و بصيرته.
3-من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
4-يقوي القلب.
5-يزيد الأنس بالله.
6-يمنع من وصول السموم إلى القلب.
7-يورثه الفراسة الصادقة.
8-يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ؛ فالعزة قرينة الطاعة والذل قرين المعصية.
9-يسد على الشيطان مداخله.
10-يفرغ القلب للانشغال بالله وبما يصلحه ؛فإن العين منفذ إلى القلب.

وغض البصر يعين على تجنب التعلق المحرم بالصور ونحوها ،وممايعين على ذلك أيضا : اشتغال القلب بما يصده عن ذلك من حب شديد أو خوف شديد.
وهذه يحتاج معها إلى بصيرة نافذة ليميز مراتب المحبوبات ،وقوة عزم وصدق .
والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 03:39 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي أسباب تخلف العلم عن العمل

أسباب تخلف العلم عن العمل:
1-ضعف المعرفة.
2-عدم أهلية المحل لذلك لضعف تزكيته.
3-وجود مانع في القلب ؛من حسد أو كبر أو نحوه.
4-مانع الرياسة والملك.
5-مانع الشهوة والمال.
6-محبة الأهل والعشيرة.
7-محبة الدار والوطن.
8-ان يظن أن متابعة الحق إتهام للآباء والأجداد.
9-مانع الإلف والعادة .
10-متابعة أعدائه للحق فيرفض الانقياد له حتى لا يوافقهم.
والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 04:07 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي الحجب بين الله وبين العبد

حجب عشرة تحجب القلب:

1-حجاب التعطيل.
2-حجاب الشرك.
3-حجاب البدعة القولية.
4-حجاب البدعة العملية.
5-حجاب الكبائرالباطنة.
6-حجاب الكبائر الظاهرة.
7-حجاب أهل الصغائر.
8-حجاب أهل الفضلات.
9-حجاب أهل الغفلة.
10-حجاب المشمرين السالكين في السير عن المقصود.

ومادة هذه الحجب أربعة:
النفس والشيطان والهوى والدنيا.
فيتخلص من الشيطان بترك الاستجابة له.
ويتخلص من الدنيا بالزهد فيها.
ويتخلص من الهوى بتحكيم الأمر والنهي.
ويتخلص من النفس بمجاهدتها .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 05:18 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي عشرة معاني لألفاظ القرآن الكريم

عشرة معاني لألفاظ القرآن الكريم:
1-تعريفه سبحانه لعباده بأسمائه وصفاته.
2-ذكر المعاد ومايكون فيه.
3-ذكر أحوال الناس في المعاد.
4-ذكر الأدلة على عظمته من مخلوقاته وآياته.
5-ذكر بدء الخلق .
6-ذكر القرون الماضية وماحل بهم.
7-ضرب الأمثال والمواعظ.
8-الأمر والنهي وحدود الله تعالى.
9-ذكر مداخل الشيطان وخطواته.
10-أخبار الرسل وخصائصهم.

أنواع الألفاظ المتضمنة لذلك :
1-ألفاظ عامة. ومثال ذلك قوله تعالى (والله بكل شئ عليم).
2-ألفاظ خاصة.(ياأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك)
3-ألفاظ دائرة بين العموم والخصوص.(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا).
ومسلك أهل البدع من الرافضة وغيرهم أن يدعوا الخصوص في الألفاظ العامة أو الدائرة بين العموم والخصوص.
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 07:53 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص درس من القسم الثاني من عشريات ابن القيم

أسباب مغفرة الذنوب وسقوط عقوبتها عن العبد:

1-أن يتوب فيتوب الله عليه.
2-الاستغفار.
3-الحسنات والأعمال الصالحة.
4-المصائب المكفرة.
5-دعاء المؤمنين له حيا وميتا.
6-مايلحقه بعد موته من ثواب يهبه له إخوانه.
7-فتنة القبر والصعق.
8-عرصات القيامة.
9-الشفاعة.
10-رحمة الله وهو أرحم الراحمين.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 جمادى الأولى 1436هـ/14-03-2015م, 04:17 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي مذاكرة درس من القسم الأول من الآجرومية

علامات الاسم:

أولا: الخفض: فِي اللُّغَةِ: ضِدُّ الارْتفاعِ. وهذا في اصطلاح الكوفيين. أما عند البصريين فيسمى الجر.
اصطلاحا: عبارةٌ عن الكسْرَةِ التي يُحْدِثُهَا العَامِلُ أوْ مَا نابَ عنْهَا.
ثانيا:التّنوينُ: فِي اللُّغَةِ: التَّصْوِيتُ.
واصطلاحا:هُوَ نُونٌ سَاكِنَةٌ تَتْبَعُ آخِرَ الاسمِ لَفْظاً، وَتُفَارِقُهُ خَطّاً لِلاسْتغْناءِ عنْهَا بِتَكرَارِ الشَّكلةِ عنْدَ الضَّبْطِ بالقلمِ.
ثالثا:دخولُ (ألْ) فِي أوَّلِ الكلمةِ.
رابعا: دُخُولُ حَرفٍ من حُروفِ الخفضِ.
خامسا:النداء: وهو: دخول حرف النداء على الكلمة.
سادسا:التصغير.
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 جمادى الأولى 1436هـ/19-03-2015م, 11:48 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص درس من القسم الثالث من الآجرومية

ب مرفوعات الأسمـاءِ:

- الْفَاعِلُ.
- وَالْمَفْعُولُ الَّذِي لَمْ يُسمَّ فَاعِلُه.
- وَالْمُبْتَدأُ.
- وَخَبَرُهُ.
- وَاسْمُ (كَانَ) وَأَخَوَاتِهَا.
- وَخَبَرُ (إِنَّ) وَأَخَوَاتِهَا.
- وَالتَّابِعُ لِلْمَرْفُوعِ، وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَشْيَاء:
- النَّعْتُ. إذا كان المنعوت مرفوعا.
- وَالعَطْفُ. وهذا إذا عطف على مرفوع.
وهو ينقسم إلى عطف بيان وعطف نسق.
- وَالتَّوكيدُ.توكيد المرفوعات.
- وَالْبَدَلُ.البدل من مرفوع.
وهذه الأربعة الأخيرة تسمى التوابع لأنها تتبع متبوعها في حركته.
وإذَا اجتمعتْ هذِهِ التّوابعُ كلُّهَا أوْ بعضُهَا فِي كلامٍ قَدَّمتَ النّعتَ، ثُمَّ عطفَ البيانِ، ثُمَّ التّوكيدَ، ثُمَّ البدلَ، ثُمَّ عطفَ النّسقِ.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 جمادى الأولى 1436هـ/19-03-2015م, 11:58 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص درس من القسم الرابع من الآجرومية

ظرف المكان:

الاسْمِ الدَّالِّ عَلَى المَكَانِ، المَنْصُوبِ باللفظِ الدَّالِّ عَلَى المعْنَى الواقعِ فيهِ بملاحظةِ معْنَى (فِي) الدَّالةِ عَلَى الظّرفيةِ.
أقسامه:

-مختصٌّ.
-ومُبْهَمٌ.
المختصُّ :
مَا لهُ صورةٌ وحدودٌ محصورةٌ مثل: الدَّار، والمسجد، والحديقة، والبستان؛
المبهمُ:
مَا ليْسَ لهُ صورةٌ ولا حدودٌ محصورةٌ مثلُ: وراءَ، وأمامَ.
ولا يجوزُ أن يُنْصَبَ عَلَى أنَّهُ مفْعُولٌ فيهِ مِن هذينِ القسمينِ إلاَّ الثَّانِي، وهُوَ المبهمُ.
أمَّا الأوَّلُ -وهُوَ المختصّ- فيجبُ جَرُّهُ بحَرْفِ جرٍّ يدلُّ عَلَى المرادِ، نحوُ: (اعْتَكَفْتُ فِي المَسْجِدِ) و(زُرْتُ عَلِيًّا فِي دَارِهِ).
وقدْ ذكَرَ المُؤلِّفُ من الألفاظِ الدَّالَّةِ عَلَى المكانَِ ثلاثةَ عشرَ لفظاً: أمام -خلف-قدام-وراء-فوق-تحت-عند-مع-إزاء-حذاء-تلقاء-ثم-هنا

ومثلُ هذِهِ الألفاظِ كلُّ مَا دلَّ عَلَى مكانٍ مُبْهَمٍ، نحوُ:
يَمِينٍ، وَشِمَالٍ.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م, 02:32 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص درس من القسم الأول من الفقه الميسر باب الصلاة

الباب الثاني: الأذان، والإقامة


المسألة الأولى: تعريف الأذان والإقامة، وحكمهما
أ- تعريف الأذان والإقامة:
الأذان لغة: الإعلام. قال تعالى: {وأذانٌ من اللّه ورسوله}[التوبة: 3]. أي إعلام.
وشرعاً: الإعلام بدخول وقت الصلاة بذكر مخصوص.
والإقامة لغة هي: مصدر أقام، وحقيقته إقامة القاعد.
وشرعاً: الإعلام بالقيام إلى الصلاة بذكر مخصوص ورد به الشارع.
ب- حكمهما: هما من فروض الكفايات إذا قام بهما من يكفي سقط الإثم عن الباقين .

المسألة الثانية: شروط صحتهما
1 - الإسلام.
2 - العقل.
3 - الذكورية.
4 - دخول الوقت: فلا يصح قبل دخول وقتها، غير الأذان الأول للفجر والجمعة، فيجوز قبل الوقت، وأن تكون الإقامة عند إرادة القيام للصلاة.
5 - أن يكون الأذان مرتباً متوالياً .
6 - أن يكون باللغة العربية وبالألفاظ التي وردت بها السنة.

المسألة الثالثة: في الصفات المستحبة في المؤذن
1 - أن يكون عدلاً أميناً.
2 - أن يكون بالغاً عاقلا، ويصح أذان الصبيّ المميز.
3 - أن يكون عالماً بالأوقات.
4 - أن يكون صيّتاً ليسمع الناس.
5 - أن يكون متطهراً من الحدث الأصغر والأكبر.
6 - أن يؤذن قائماً مستقبل القبلة.
7 - أن يجعل أصبعيه في أذنيه، وأن يدير وجهه على يمينه إذا قال: حيّ على الصلاة، وعلى يساره إذا قال: حيّ على الفلاح.
8 - أن يترسل في الأذان أي يتمهل، ويحدر الإقامة أي يسرع فيها.

المسألة الرابعة: في صفة الأذان والإقامة
كيفية الأذان والإقامة: ولهما كيفيات وردت بها النصوص النبوية، ومنها ما جاء في حديث أبي محذورة، أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم علمه الأذان بنفسه، فقال: (تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله).
وأما صفة الإقامة فهي: (الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله)؛ لحديث أنس - رضي الله عنه -قال: (أمر بلالٌ أن يشفع الأذان، وأن يوتر الإقامة إلا الإقامة). فتكون كلمات الأذان مرتين مرتين، وكلمات الإقامة مرة مرة، إلا في قوله: (قد قامت الصلاة) فتكون مرتين؛ للحديث الماضي.
فهذه صفة الأذان والإقامة المستحبة؛ لأن بلالاً كان يؤذن به حضراً وسفراً مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم إلى أن مات. وإن رجع في الأذان، أو ثنّى الإقامة، فلا بأس؛ لأنه من الاختلاف المباح. ويستحب أن يقول في أذان الصبح بعد حيّ على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين؛ لما روى أبو محذورة أن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: (إن كان في أذان الصبح قلت: الصلاة خير من النوم).

المسألة الخامسة: ما يقوله سامع الأذان، وما يدعو به بعده
يستحب لمن سمع الأذان أن يقول مثل ما يقول المؤذن؛ لحديث أبي سعيد أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن). إلا في الحيعلتين، فيشرع لسامع الأذان أن يقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله" عقب قول المؤذن: حيّ على الصلاة، وكذا عقب قوله: حيّ على الفلاح؛ لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك.
وإذا قال المؤذن في صلاة الصبح: الصلاة خير من النوم، فإن المستمع يقول مثله، ولا يسنّ ذلك عند الإقامة.
ثم يصلي على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، ثم يقول: "اللهم ربّ هذه الدعوة التامّة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته").

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 جمادى الآخرة 1436هـ/7-04-2015م, 01:26 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص درس من القسم الثاني من الفقه الميسر

الباب السابع: في صلاة الجماعة

عناصر الدرس:

1-فضل الجماعة وحكمها:

-فضلها.
-الحكمة منها.
-حكمها.
-على من تجب.
-حكم تاركها.
2- أقل ما تنعقد به الجماعة.
3- بم تدرك الجماعة؟
4- إذا دخل الرجل المسجد وقد صلى: هل يجب عليه أن يصلي مع الجماعة الصلاة التي قد صلاها أولا؟
5-من يعذر بترك الجماعة.
6-إعادة الجماعة في المسجد الواحد.
7-حكم الصلاة إذا أقيمت الصلاة المكتوبة



التلخيص :

المسألة الأولى :فضل الجماعة وحكمها:
فضل صلاة الجماعة:
قال صلّى اللّه عليه وسلّم: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ -يعني الفرد- بسبع وعشرين درجة). وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: (صلاة الرجل في الجماعة تضعّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً؛ وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه، ما دام في مصلاه ... ) الحديث.
الحكمة منها:
صلاة الجماعة في المساجد شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام. لما فيها من الاجتماع وإظهار شعائر الدين والتواصل بين المسلمين اختلاف أنسابهم وبلادهم.
حكمها:
صلاة الجماعة واجبة في الصلوات الخمس، وقد دل على وجوبها الكتاب والسنة، فمن الكتاب: قوله تعالى: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصّلاة فلتقم طائفةٌ منهم معك} [النساء: 102]. والأمر للوجوب وإذا كان ذلك مع الخوف فمع الأمن أولى.
ومن السنة: 1-حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما، ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار) ، فدلّ الحديث على وجوب صلاة الجماعة، وذلك لأنه صلّى اللّه عليه وسلّم: أولاً: وصف المتخلفين عنها بالنفاق، والمتخلف عن السنة لا يعد منافقاً، فدل على أنهم تخلفوا عن واجب. ثانياً: أنه هم بعقوبتهم على التخلف عنها، والعقوبة إنما تكون على ترك واجب، وإنما منعه من تنفيذ العقوبة أنه لا يعاقب بالنار إلا الله عز وجل. وقيل: منعه من ذلك من في البيوت من النساء والذرية الذين لا تجب عليهم صلاة الجماعة.
ومنها: 2-أن رجلا كفيف البصر ليس له قائد، استأذن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أن يصلي في بيته فقال: (أتسمع النداء؟). قال: نعم. قال: (أجب لا أجد لك رخصة) ،
3-ولقوله صلّى اللّه عليه وسلّم:(من سمع النداء فلم يجب، فلا صلاة له إلا من عذر) .
4-ولقول ابن مسعود رضي الله عنه: (لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق).
على من تجب الجماعة :
على الرجال دون النساء والصبيان غير البالغين، لقوله صلّى اللّه عليه وسلّم في حق النساء: (وبيوتهن خير لهن). ولا مانع من حضور النساء الجماعة في المسجد، مع التستر والصيانة وأمن الفتنة، بإذن الزوج. وتجب الجماعة في المسجد على من تلزمه، على الصحيح.
حكم تارك الجماعة:
تصح صلاته مع الإثم إن تركها بلا عذر.


المسألة الثانية: أقل ما تنعقد به الجماعة:
أقل الجماعة اثنان بلا خلاف. لقوله صلّى اللّه عليه وسلّم لمالك بن الحويرث: (إذا حضرت الصلاة فأذّنا، ثم أقيما، وليؤمكما أكبركما).


المسألة الثالثة: بم تدرك الجماعة؟
تدرك الجماعة بإدراك ركعة من الصلاة، ومن أدرك الركوع غير شاك أدرك الركعة، واطمأن، ثم تابع. لحديث أبي هريرة: (إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا، ولا تعدوها شيئاً ومن أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة).


المسألة الرابعة: إذا دخل الرجل المسجد وقد صلى: هل يجب عليه أن يصلي مع الجماعة الصلاة التي قد صلاها أولا؟
لا تجب عليه إعادتها مع الجماعة، وإنما يسن له ذلك، والأولى فرض والثانية نافلة. لحديث أبي ذر: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: (كيف أنت إذا كان عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها أو يميتون الصلاة عن وقتها). قلت فما تأمرني؟ قال: (صلّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فصلّ؛ فإنها لك نافلة). ولقوله صلّى اللّه عليه وسلّم للرجلين اللذين اعتزلا صلاة الجماعة في المسجد:(إذا صليتما في رحالكما، ثم أتيتما مسجد جماعة فصلّيا معهم، فإنها لكما نافلة).


المسألة الخامسة: من يعذر بترك الجماعة
1 - المريض مرضاً يلحقه منه مشقة لو ذهب إلى الجماعة، لقوله تعالى: {ليس على الأعمى حرجٌ ولا على الأعرج حرجٌ ولا على المريض حرجٌ} [الفتح: 17]، ولأنه صلّى اللّه عليه وسلّم لما مرض تخلف عن المسجد، وقال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس) ، ولقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض). وكذلك الخائف حدوث المرض؛ لأنه في معناه.
2 - المدافع أحد الأخبثين أو من بحضرة طعام محتاج إليه؛ لحديث عائشة مرفوعاً: (لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافع الأخبثين).
3 - من له ضائع يرجوه أو يخاف ضياع ماله أو قوته؛ لحديث ابن عباس مرفوعاً: (من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر -قالوا: فما العذر يا رسول الله؟ قال: خوف أو مرض- لم يقبل الله منه الصلاة التي صلى).
وكذا كل خائف على نفسه أو ماله أو أهله وولده، فإنه يعذر بترك الجماعة؛ فإن الخوف عذر.
4 - حصول الأذى بمطر ووحل وثلج وجليد، أو ريح باردة شديدة بليلة مظلمة. لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يأمر المؤذن، إذا كانت ليلة باردة ذات مطر، يقول: ألا صلّوا في الرّحال).
5 - حصول المشقة بتطويل الإمام، لأن رجلاً صلى مع معاذ، ثم انفرد، فصلى وحده لما طوّل معاذ، فلم ينكر عليه صلّى اللّه عليه وسلّم حين أخبره.
6 - خوف فوات الرفقة في السفر؛ لما في ذلك من انشغال قلبه إذا انتظر الجماعة، أو دخل فيها، مخافة ضياع وفوات رفقته.
7 - الخوف من موت قريبه وهو غير حاضر معه، كأن يكون قريبه في سياق الموت، وأحب أن يكون معه يلقنه الشهادة ونحو ذلك، فيعذر بترك الجماعة لأجل ذلك.
8 - ملازمة غريم له، ولا شيء معه يقضيه، فله ترك الجماعة لما يلحقه من الأذية بمطالبة الغريم، وملازمته إياه.

المسألة السادسة: إعادة الجماعة في المسجد الواحد.
إذا تأخر البعض عن حضور جماعة المسجد مع الإمام الراتب، فيصح أن يصلوا جماعة ثانية في المسجد نفسه؛ لعموم قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ... ) الحديث، ولقوله صلّى اللّه عليه وسلّم للرجل الذي حضر إلى المسجد بعد انتهاء صلاة الجماعة: (من يتصدق على هذا فيصلي معه؟) فقام أحد القوم، فصلى مع الرجل.
وكذلك إذا كان المسجد مسجد سوق أو طريق وما أشبه ذلك، فلا بأس بإعادة الجماعة فيه.
أما إذا كان المسجد فيه جماعتان أو أكثر دائماً وعلى نحو مستمر، واتخذ الناس ذلك عادة، فإنه لا يجوز؛ إذ لم يعرف ذلك في زمن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه، ولما فيه من تفرّق الكلمة، والدعوة للكسل والتواني عن حضور الجماعة الأم.

المسألة السابعة: حكم الصلاة إذا أقيمت الصلاة المكتوبة.
إذا شرع المؤذن في الإقامة لصلاة الفريضة، فلا يجوز لأحد أن يببتدئ صلاة نافلة، فيتشاغل بنافلة يقيمها وحده عن أداء فريضة تقيمها الجماعة؛ وذلك لقوله صلّى اللّه عليه وسلّم: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة). ورأى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم رجلاً يصلي والمؤذن يقيم لصلاة الصبح، فقال له: (أتصلي الصبح أربعاً؟!).
أما إذا شرع المؤذن في الإقامة بعد شروع المتنفل في صلاته، فإنه يتمها خفيفة لإدراك فضيلة تكبيرة الإحرام، والمبادرة إلى الدخول في الفريضة.
وذهب بعض أهل العلم: إلى أنه إن كان في الركعة الأولى فإنه يقطعها، وإن كان في الركعة الثانية فإنه يتمها خفيفة، ويلحق بالجماعة).

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 18 جمادى الآخرة 1436هـ/7-04-2015م, 01:49 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص درس من القسم الثالث من كتاب الصلاة الفقه الميسر

الباب الثاني عشر: في صلاة العيدين


والعيدان هما:
عيد الأضحى وعيد الفطر، وكلاهما له مناسبة شرعية، فعيد الفطر بمناسبة انتهاء المسلمين من صيام شهر رمضان، والأضحى بمناسبة اختتام عشر ذي الحجة، وسمّي عيداً؛ لأنه يعود، ويتكرر في وقته.

المسألة الأولى: حكمها، ودليل ذلك
صلاة العيد فرض كفاية، إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين، وإذا تركت من الكل أثم الجميع؛ لأنها من شعائر الإسلام الظاهرة، ولأنه صلّى اللّه عليه وسلّم داوم عليها، وكذلك أصحابه من بعده. وقد أمر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بها حتى النساء، ومن أهل العلم من يقوّي كونها فرض عين.

المسألة الثانية: شروطها
ومن أهم شروطها: دخول الوقت، ووجود العدد المعتبر، والاستيطان.

المسألة الثالثة: المواضع التي تصلى فيها
يسن أن تصلى في الصحراء خارج البنيان؛ لحديث أبي سعيد: (كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يخرج في الفطر والأضحى إلى المصلى) ، والقصد من ذلك -والله أعلم- إظهار هذه الشعيرة، وإبرازها. ويجوز صلاتها في المسجد الجامع، من عذر كالمطر والريح الشديدة، ونحو ذلك.

المسألة الرابعة: وقتها
ووقتها كصلاة الضحى بعد ارتفاع الشمس قدر رمح إلى وقت الزوال؛ لأنه صلّى اللّه عليه وسلّم وخلفاءه كانوا يصلونها بعد ارتفاع الشمس.

المسألة الخامسة: صفتها وما يقرأ فيها
وصفتها: ركعتان قبل الخطبة لقول عمر: (صلاة الفطر والأضحى ركعتان ركعتان، تمام غير قصر على لسان نبيكم. وقد خاب من افترى).
وردحديث عائشة مرفوعاً: (التكبير في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي الركوع). ويرفع يديه مع كل تكبيرة؛ لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم (كان يرفع يديه مع التكبير) ، ثم يقرأ بعد الاستعاذة جهراً بغير خلاف، ويقرأ الفاتحة، وفي الأولى بسبح اسم ربك الأعلى. وفي الثانية بالغاشية لقول سمرة: (كان صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ في العيدين (سبّح اسم ربّك الأعلى) و (هل أتاك حديث الغاشية)) ، وصحّ عنه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه كان يقرأ في الأولى بـ (ق والقرآن المجيد) وفي الثانية (اقتربت السّاعة وانشقّ القمر).

المسألة السادسة: موضع الخطبة
موضع الخطبة في صلاة العيد بعد الصلاة؛ لقول ابن عمر رضي الله عنهما: (كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأبو بكر وعمر يصلون العيدين قبل الخطبة).

المسألة السابعة: قضاء العيد
لا يسن لمن فاتته صلاة العيد قضاؤها؛ لعدم ورود الدليل عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك، ولأنها صلاة ذات اجتماع معين، فلا تشرع إلا على هذا الوجه.

المسألة الثامنة: سننها
1 - يسن أن تؤدى صلاة العيد في مكان بارز وواسع، خارج البلد، يجتمع فيه المسلمون لإظهار هذه الشعيرة، وإذا صليت في المسجد لعذر فلا بأس بذلك.
2 - ويسن تقديم صلاة الأضحى وتأخير صلاة الفطر، .
3 - وأن يأكل قبل الخروج لصلاة الفطر تمرات، وألا يطعم يوم النحر حتى يصلي، لفعله صلّى اللّه عليه وسلّم .
4 - ويسن التبكير في الخروج لصلاة العيد بعد صلاة الصبح ماشياً؛ ليتمكن من الدنو من الإمام، وتحصل له فضيلة انتظار الصلاة.
5 - ويسن أن يتجمل المسلم، ويغتسل، ويلبس أحسن الثياب، ويتطيب.
6 - ويسن أن يخطب في صلاة العيد بخطبة جامعة شاملة لجميع أمور الدين، ويحثهم على زكاة الفطر، ويبين لهم ما يخرجون، ويرغبهم في الأضحية، ويبين لهم أحكامها، وتكون للنساء فيها نصيب؛ لأنهن في حاجة لذلك واقتداء بالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فقد أتى النساء بعد فراغه من الصلاة والخطبة فوعظهن وذكرهن. وتكون بعد الصلاة كما سبق.
7 - ويسن كثرة الذكر بالتكبير والتهليل لقوله تعالى: {ولتكملوا العدّة ولتكبّروا اللّه على ما هداكم ولعلّكم تشكرون} [البقرة: 185]، ويجهر به الرجال في البيوت والمساجد والأسواق، ويسرّ به النساء.
8 - مخالفة الطريق، فيذهب إلى العيد من طريق، ويرجع من طريق آخر؛ لحديث جابر رضي الله عنه : (كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إذا كان يوم عيد خالف الطريق).
وقيل في الحكمة من ذلك: ليشهد له الطريقان جميعاً، وقيل: لإظهار شعيرة الإسلام فيهما، وقيل غير ذلك.
ولا بأس بتهنئة الناس بعضهم بعضاً يوم العيد، بأن يقول لغيره: تقبّل الله منا ومنك صالح الأعمال، فكان يفعله أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، مع إظهار البشاشة والفرح في وجه من يلقاه).

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 18 جمادى الآخرة 1436هـ/7-04-2015م, 02:03 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص درس من القسم الأول من كتاب الطهارة

(وإن بلغ قُلَّتين ـ وهو الكثيرُ ـ ..........)

مقدار القلتين:

قوله: «وإن بلغ قُلتين» ، الضَّمير يعود على الماء الطَّهور.والقُلَّتان: تثنية قُلَّة. والقُلَّة مشهورة عند العرب، قيل: إنها تَسَعُ قِربتين ونصفاً تقريباً.
الكثير من الماء في عرف الفقهاء رحمهم الله ما بلغ القُلَّتين، واليسير: ما دون القُلَّتين.وهما خَمسمائة رَطْلٍ عراقيٍّ تقريباً.

حكم الماء إذا خالطته نجاسة :
فيها ثلاثة أقوال:
القول الأول : وهو المذهب عند المتقدِّمين ـ أنه إذا خالطته نجاسة ـ وهو دون القُلَّتين ـ نَجُسَ مطلقاً، تغيَّر أو لم يتغيَّر، وسواء كانت النَّجاسة بولَ الآدميِّ أم عَذِرَتَهُ المائعةَ، أم غير ذلك. أمَّا إِذا بلغ القُلَّتين فيُفرَّق بين بولِ الآدميِّ وعَذِرَتِهِ المائعةِ، وبين سائر النجاسات، فإِذا بلغ القُلَّتين وخالطه بولُ آدميٍّ أو عَذِرَتُهُ المائعةُ نَجُسَ وإِن لم يتغيَّر، إِلا أن يَشُقَّ نَزْحُه، فإِن كان يَشُقُّ نَزحُه، ولم يتغيَّر فَطَهُورٌ، وإن كان لا يَشُقُّ نَزحُه ولو زاد على القُلَّتين فإِنَّه يَنْجُس بمخالطة بول الآدميِّ، أو عَذِرَتِهِ المائِعةِ وإِن لم يتغيَّر فالمعتبر ـ بالنِّسبة لبول الآدميِّ وعَذِرَتِهِ المائعة ـ مشقَّة النَّزْح، فإن كان يَشُقُّ نَزْحُه ولم يتغيَّر فطَهُور، وإن كان لا يَشُقُّ نَزْحُه فنجس بمجرد الملاقاة، وأما بقيَّة النَّجَاسات فالمعتبر القُلَّتان، فإِذا بلغ قُلّتين ولم يتغيَّر فطَهورٌ، وإِن لم يبلغ القُلَّتين فنجسٌ بمجرد الملاقاة.

واسـتدلُّوا علـى أنـه إِذا بلـغ قُلَّتين لا ينجُس إِلا بالتغيُّر بقوله صلّى الله عليه وسلّم: «إِن الماء طَهُورٌ لا يُنَجِّسُهُ شيءٌ»، مع قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا كان الماء قُلَّتين لم يحمل الخَبَثَ». واستدلُّوا على الفرق بين بول الآدميِّ وغيره من النَّجاسات بقوله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يبولَنَّ أحدُكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه»، فنهى النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم عن البول ثم الاغتسال، وهذا عام؛ لكن عُفي عما يَشُقُّ نَزْحُه من أجل المشقَّة.
القول الثاني: وهو المذهب عند المتأخرين ـ: أنه لا فرق بين بول الآدميِّ وعَذِرَتِهِ المائعةِ، وبين غيرهما من النَّجَاسات، الكُلُّ سواء، فإذا بلغ الماء قُلَّتين لم يَنْجُسْ إِلا بالتَّغيُّر، وما دون القلَّتين يَنْجُسُ بمجرَّد الملاقاة.
القول الثالث: وهو اختيار شيخ الإسلام وجماعة من أهل العلم ـ: أنه لا ينجس إِلا بالتَّغيُّر مطلقاً؛ سواء بلغ القُلَّتين أم لم يبلغ، لكن ما دون القلّتين يجب على الإنسان أن يتحرَّز إذا وقعت فيه النَّجَاسة؛ لأنَّ الغالبَ أنَّ ما دونهما يتغيَّر.وهذا هو الصحيح للأثر، والنَّظر. فالأثر قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إن الماء طَهُور لا ينجِّسُهُ شيءٌ»، ولكن يُستثنى من ذلك ما تغيَّر بالنَّجَاسة فإِنه نجسٌ بالإِجماع. وهناك إشارة من القرآن تدُلُّ على ذلك، قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [المائدة: 3] ، وقال تعالى: {قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} [الأنعام: 145]، فقوله: «فإنه رجس» معلِّلاً للحكم دليلٌ على أنه متى وُجِدَت الرِّجْسيةُ ثبت الحكم، ومتى انتفت انتفى الحكم، فإِذا كان هذا في المأكول فكذلك في الماء.

ومن حيث النَّظَرُ: فمتى وُجِد الخَبَثُ في شيء فهو نَجِس، ومتى لم يوجد فهو ليس بنجس، فالحكم يدور مع عِلَّته وجوداً وعدماً.
وأما حديث القُلَّتين فقد اختلف العلماء في تصحيحه وتضعيفه. .
وعلى القول بأنه صحيح فيقال: إِن له منطوقاً ومفهوماً. فمنطوقه: إذا بلغ الماء قُلتين لم ينجس، وليس هذا على عمومه؛ لأنه يُستثنى منه إِذا تغير بالنَّجاسة فإِنه يكون نجساً بالإِجماع. ومفهومه أن ما دون القُلّتين ينجس، فيقال: ينجس إِذا تغيَّر بالنَّجاسة؛ لأن منطوق حديث: «إن الماء طهور لا يُنَجِّسُه شيء» مقدَّم على هذا المفهوم.

وأما التَّفريق بين بول الآدمي وعَذِرَتِه وغيرهما من النَّجاسات بقوله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يبولنَّ أحدُكم في الماء الدَّائم ثم يغتسل فيه»، فيقال: إِن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم لم يقل: إِنه ينجس، بل نهى أن يبول ثم يغتسل؛ لا لأنه نجس، ولكن لأنَّه ليس من المعقول أن يجعل هذا مَبَالاً ثم يرجع ويغتسل فيه.
والصَّواب: ما ذهب إليه شيخ الإسلام.

أوْ خَالَطَهُ البَوْلُ، أو العَذِرَةُ، ويَشُقُّ نَزْحُه كَمصَانع طَرِيقِ مَكَّةَ فَطَهُورٌ.
قوله: «أو خَالَطَهُ البَولُ، أو العَذِرَةُ، ويَشُقُّ نَزْحُه كمصانِع طريق مكَّة فَطَهُورٌ» ، مصانعُ جمعُ مصنعٍ؛ وهي عبارةٌ عن مجابي المياه في طريق مكَّة من العراق، وكان هناك مجابٍ في أفواه الشِّعاب. وهذه المجابي يكون فيها مياهٌ كثيرة، فإِذا سقط فيها بول آدمي أو عَذِرَتُه المائعةُ ولم تغيِّره فطَهُورٌ؛ حتى على كلام المؤلِّف؛ لأنه يَشُقُّ نزحُه.
وقوله: «كمصانع» هذا للتَّمثيل؛ يعني: وكذلك ما يشبهها من الغُدران الكبيرة، فإِذا وجدنا مياهاً كثيرة يشقُّ نزحُها فإِنها إِذا لم تتغيَّر بالنَّجاسة فهي طَهُورٌ مطلقاً.
والمشهور من المذهب عند المتأخِّرين خلافُ كلام المؤلِّف، فلا يفرّقون بين بول الآدمي وعَذِرَتِهِ المائعةِ، وبين سائر النَّجاسات.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 18 جمادى الآخرة 1436هـ/7-04-2015م, 02:15 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص درس من القسم الثاني من كتاب الطهارة

بابُ السِّواكِ وسُنَنِ الوُضُوءِ

(التَّسوُّكُ بعودٍ ..........)
السِّواك: فِعَال من ساك يسُوك، أو مِنْ تسوَّك يتسوَّكُ، فهو على الثَّاني اسم مصدر يُطلق على الآلة التي هي العُود فيُقال: هذا سواكٌ من أراك، كما يقال: مِسْواك، ويُطلق على الفعل ويُقال: السِّواك سُنَّةٌ،أي: التَّسوُّك الذي هو الفعل.

«بعودٍ» دخل فيه كلُّ أجناس العيدان؛ سواء كانت من جريد النَّخل، أو من أغصان العنب أو من غير ذلك، فهو جنس شامل لجميع الأعواد، وما بعد ذلك من القُيود فإِنها فصولٌ تُخرِجُ بقيةَ الأعواد. فخرج بقوله: «عُود» التَّسوُّكُ بخِرْقَةٍ، أو الأصابعُ، فليس بسُنَّة على ما ذهب إليه المؤلِّف وهو المذهب.

(مُنْقٍ غَيْرِ مُضِرٍّ لا يَتَفَتَّتُ، لا بِأصْبِع،........)
قوله: «ليِّنٍ» ، خرج به بقيَّةُ الأعواد القاسية؛ فإنه لا يُتسوَّكُ بها؛ لأنها لا تفيد فائدةَ العود الليِّن، وقد تضرُّ اللِّثَةَ إِن أصابتها، والطَّبقة التي على العظم في الأسنان.
قوله: «مُنْقٍ» ،خرج به العُودُ الذي لا شعر له، ويكون رطباً رطوبة قويَّة، فإنه لا يُنقي لكثرة مائه وقِلَّة شعره التي تؤثِّرُ في إِزالة الوَسَخ.
قوله: «غَيْرِ مُضرٍّ» ، احترازاً مما يُضِرُّ كالرَّيحان، وكُلّ ما له رائحة طيِّبة؛ لأنَّه يؤثِّر على رائحة الفم؛ لأن هذه الريح الطيِّبة تنقلب إلى ريح خبيثة.
قوله: «لا يَتَفَتَّتُ» ، معناه لا يتساقط، لأنه إِذا تساقط في فمك ملأه أذى.
قوله: «لا بأصْبع» ، أي: لا يُسَنُّ التَّسوُّكُ بالأصبع، ولا تحصُل به السُّنَّةُ، سواء كان ذلك عند الوُضُوء أو لم يكن، هذا مقتضى إِطلاق المؤلِّف.
وقال بعض العلماء؛ ومنهم الموفَّق صاحب «المقنع»، وابن أخيه شارح «المقنع»: إِنه يحصُل من السُّنِّيَّة بقدر ما حصل من الإِنْقاء[(244)].
وقد رُوي عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه في صفة الوُضُوء أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم: «أدخل بعضَ أصابعه في فيه...»[(245)]، وهذا يدلُّ على أن التَّسوُّك بالأصبع كافٍ، ولكنَّه ليس كالعُود؛ لأن العود أشدُّ إِنقاءً. لكن قد لا يكون عند الإنسان في حال الوُضُوء شيء من العيدان يَستاكُ به، فنقول له: يجزئ بالأصبع.

(أو خِرْقَةٍ .........)
قوله: «أو خِرْقَةٍ» ،أي: لا يُسَنُّ التَّسوُّك بالخِرْقَة ولا تحصُل به السُّنَّة.

(مسنونٌ كل وقت .......)
والدَّليل قوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصحيح: «لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسِّواك عند كلِّ صلاة».

(لغيرِ صائمٍ بَعْدَ الزوالِ،.........)
قوله: «كُلّ وقْتٍ» ، أي: بالليل والنَّهار، والدَّليل قول النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم في حديث عائشة: «السِّواك مطهرة للفم؛ مرضاة للرَّبِّ»
وفي هذا فائدتان عظيمتان:
1 ـ دُنيويَّة، كونُه مطهرةً للفم.
2 ـ أُخرويَّة، كونُه مرضاةً للرَّبِّ.

قوله: «لغير صائمٍ بعد الزَّوال» ، أي: فلا يُسَنُّ، وهذا يعمُّ صيام الفرض والنَّفْل.
وقوله: «بعد الزَّوال»،أي: زوال الشَّمس.
قال أهل العلم رحمهم الله: علامة الزَّوال أن تنصب شاخصاً؛ أي: شيئاً مرتفعاً، وتَنْظُرَ إِليه فما دام ظِلُّه ينقص فالشَّمس لم تَزُلْ، فإِذا بدأ يزيد ولو شعرة فقد زالت.
والمشهور من المذهب كراهة التَّسوُّك بعد الزَّوال للصَّائم؛ والدَّليل:
1- قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا صُمْتُم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعَشيِّ»[(250)]، والعَشِيُّ بعد الزَّوال.
2- قوله صلّى الله عليه وسلّم: «لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائم أطيبُ عند الله يوم القيامة من ريح المسك»[(251)]. والخُلوف ـ بضم الخاء ـ هو الرَّائحة الكريهة التي تكون بالفم عند خلوِّ المعدة من الطَّعام، ولا يظهر في الغالب إلاَّ في آخر النَّهار، لكن لما كان ناشئاً عن طاعة الله صار أطيبَ عند الله من ريح المسك، وإِذا كان أطيبَ عند الله من ريح المسك فإِنَّه لا ينبغي أن يُزالَ، بدليل أنَّ دمَ الشَّهيد الذي عليه لا يُزالُ، بل يجب أن يبقى عليه وأن يُدفن في ثيابه وبدمائه، كما أمر النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك في شُهداء أحد[(252)]، قالوا: فكلُّ ما كان ناشئاً عن طاعة الله فإِنه لا ينبغي إِزالتُه.
السِّواك للصَّائم على ثلاثة أوجه:
مباح برطب قبل الزَّوال،
ومسنون بيابس قبل الزَّوال،
ومكروه بعد الزَّوال مطلقاً.
وقال بعض العلماء: إِنه لا يُكرَهُ للصَّائم مطلقاً، بل هو سُنَّةٌ .
واستدلُّوا: بعموم الأدلة الدَّالَّة على سُنِّيَّة السِّواك؛ كحديث عائشة رضي الله عنها السابق[(258)]، فإن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم لم يستثنِ شيئاً، والعام يجب إِبقاؤه على عمومه، إلا أن يَرِدَ مخصِّص له، وليس لهذا العموم مخصِّصٌ قائم. وأما حديث عليٍّ فضعيف.
وأما التَّعليل فعليل من وجوه:
الوجه الأول: أن الذين قتلوا في سبيل الله، أُمِرْنا بأن نُبقيَ دماءهم؛ لأنهم يُبْعثونَ يوم القيامة، الجرح يَثْعُبُ دماً، اللونُ لونُ الدَّمِ، والرِّيحُ ريحُ المسكِ، فلا ينبغي أن يُزالَ هذا الشَّيءُ الذي سيوجدُ يوم القيامة.ونظير هذا قوله صلّى الله عليه وسلّم في الذي مات في عرفة «كَفِّنُوه في ثَوبيه»[(260)]، ولهذا ينبغي فيمن مات محرماً أن لا نطلب له خِرْقَة جديدة، بل نكفِّنُه في ثياب إحرامه التي عليه؛ لأنه كما قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «يُبعث يوم القيامة ملبِّياً» (260) .
الوجه الثاني: أنَّ ربط الحُكم بالزَّوال مُنتقضٌ؛ لأنه قد تحصُل هذه الرَّائحة قبل الزَّوال؛ لأن سبَبَها خلوُّ المعدة من الطَّعام، وإِذا لم يتسحَّر الإِنسان آخر الليل فإِنَّ معدته ستخلو مبكِّرة؛ وهم لا يقولون: متى وُجِدت الرَّائحة الكريهة كُرِه السِّواك؟!
الوجه الثالث: أنَّ من النَّاس من لا توجد عنده هذه الرَّائحة الكريهة، إِما لصفاء معدته، أو لأنَّه معدته لا تهضم بسرعة، فتكون هذه العِلَّة منتقضة، وإِذا انتقضت العِلَّة انتقض المعلول؛ لأن العِلَّة أصلٌ والمعلول فرعٌ.
والرَّاجح أن السِّواك سُنَّةٌ حتى للصَّائم قبل الزَّوال وبعده، ويؤيِّده حديث عامر بن ربيعة ـ والذي ذَكَره البخاريُّ تعليقاً ـ: «رأيت النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَسْتَاك وهو صائمٌ، ما لا أُحصي أو أَعُدُّ»[(261)].

(متأكِّدٌ عِنْدَ صلاةٍ،...........)

قوله: «عِنْدَ صَلاة» ، والدَّليل قوله صلّى الله عليه وسلّم: «لولا أن أشُقَّ على أمتي لأمرتهم بالسِّواك عند كلِّ صلاة»[(262)].
وقوله: «عند صلاةٍ» يشمل كل صلاة.
أما سجود التِّلاوة فيُبنى على الخلاف:
فإِن قلنا: إِنَّه صلاة ـ كما هو المشهور من المذهب ـ سُنَّ السِّواك له، وإلا فلا، وكذلك سجود الشُّكر.
ولكن نقول: إِذا لم يكن مُتَأكّداً عند سجود التِّلاوة، فإِنه داخل في أنه مسنون كُلَّ وقت، لكن لا نعتقد أنَّه مسنونٌ من أجل هذا الشيء إِذا قلنا: إن سجود التلاوة ليس بصلاة.

(وانْتِبَاهٍ،...........)
قوله: «وانتباهٍ» ، أي يَتَأكَّدُ السِّواكُ عند الانتباه من النَّوم، والدَّليلُ قولُ حُذيفةَ بنِ اليمان رضي الله عنه: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إِذا قامَ من الليل يَشُوصُ فاهُ بالسِّواك.
وظاهر كلام المؤلِّف: أنه يَتَأَكَّدُ عند الانتباه من نوم الليل، ومن نوم النَّهار.
إِن حذيفة رأى النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم عند الانتباه من نوم الليل، ولا يمنع أن يكون ذلك أيضاً عند الانتباه من نوم النهار؛ لأنّ العِلَّة واحدة، وهي تغيُّر الفَم بالنَّوم. فعلى هذا يتأكَّد كما قال المؤلِّف عند الانتباه من النَّوم مطلقاً، بالدَّليل في نوم الليل، وبالقياس في نوم النَّهار.واعلم أن القياس الواضح الجليَّ يُعبِّر عنه بعضُ أهل العلم، كشيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله بالعموم المعنوي.

(وتَغَيُّرِ فَمٍ، ويَسْتَاكُ عَرْضاً،.........)
قوله: «وتغيُّر فَم» ، أي: يَتَأكَّد عندَ تغيُّر الفَمِ، والدَّليل قوله صلّى الله عليه وسلّم: «السِّواك مطهرة للفَمِ»[(268)].
قوله: «ويستاكُ عَرضاً» ، أي: عرضاً بالنِّسبة للأسنان، وطولاً بالنِّسبة للفَمِ، وقال بعض العلماء: يستاك طولاً بالنِّسبة للأسنان، لأنه أبلغ في التنظيف.أو بحسب مايقتضه حاله.

(مُبْتَدِئاً بِجَانِبِ فَمِهِ الأيْمَنِ،..........)
قوله: «مبتدِئاً بجانب فَمِه الأيمن» ، والدَّليل أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم «كان يُعجبُه التيمُّن في تنعُّله، وترجُّله، وطُهوره، وفي شأنه كلِّه»[(269)].
واختلف العلماء هل يستاك باليد اليُمنى أو اليُسرى[(270)]؟
فقال بعضهم: باليمنى؛ لأن السِّواك سُنَّةٌ، والسُّنَّةُ طاعةٌ وقُربةٌ لله تعالى، وإذا كان عبادة فالأفضل أن يكون باليمين.
وقال آخرون: باليسار أفضل، وهو المشهور من المذهب؛ لأنَّه لإِزالة الأذى.
وقال بعض المالكية: بالتَّفصيل، وهو إِنْ تسوَّك لتطهير الفَمِ كما لو استيقظ من نومه، أو لإزالة أثر الأكل والشُّرب فيكون باليسار؛ لأنه لإزالة الأذى[(271)].وإِنْ تسوَّك لتحصيل السُّنَّة فباليمين؛ لأنه مجرد قُربة، كما لو توضَّأ واستاك عند الوُضُوء، ثم حضر إِلى الصَّلاة قريباً فإِنَّه يستاك لتحصيل السُّنَّة. والأمر في هذا واسع لعدم ثبوت نصٍّ واضحٍ.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 7 رجب 1436هـ/25-04-2015م, 06:12 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي إجابة أسئلة محاضرة فضل طلب العلم

السؤال الأول: اذكر خمسة من أوجه بيان فضل العلم.

بيان فضل العلم:
1-العلم أصل معرفة الهدى وبه ينجو العبد (فمن ابتع هداي فلا يضل ولا يشقى)
ويتعرف به على مايسلم به من سخط الله.
2-العلم أصل كل عبادة لأن العبادة لا تقبل إلا بأن تكون خالصة صوابا ومعرفة ذلك تستدعي قدرا من العلم.
3-معرفة مايحبه الله إجمالا وتفصيلا.
4-العلم يعرف العبد بمايدفع به كيد الشيطان وطيد أعدائه ومعرفة الفتن.والتي قد يضل العبد الا ان يعتصم بالهدى الذي يبينه العلم.
5-الله يحب العلم والعلماء.
60يعرف الأمة بعزتها ومكانتها.
7-التعرف على الله وأسمائه وصفاته.
8-هو رفعة وتشريف للعبد ومن أحسن التعلم ارتفع شأنه وعلا شلأنه.
9-يعرفه بحميد الخصال والآداب فيجتنب الخصال الذميمة.
10-العلم فيه العظات والعبر التي حلت بالسالكين .
11-هو من أفضل القربات إلى الله لذا رتب عليه أجور عظيمة ومنه أن يصيبه ثواب مايعلمه لغيره وإن تسلسل "من دعا إلى هدى فله مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا..."
"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منه علم ينتفع به"


السؤال الثاني: اذكر دليلاً من الكتاب ودليلاً من السنّة على فضل طلب العلم.

- قال تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) من طلب العلم بنية صالحة حصل به من الرفعة بقدر ذلك.
2-(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
3-(وقل رب زدني علما )
4-"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" وهو يشمل جميع أبواب الدين.
5-"ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة"

السؤال الثالث: اذكر ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة في فضل طلب العلم.

صنف المحدثون والمصنفون للسنن كالبخاري وغيره أبوابا في فضل العلم.
ومنهم من أفرد فضل العلم بالتصنيف مثل : أبونعيم الأصبهاني وابن عبد البر وابن القيم.
ومما كتبه ابن القيم مفتاح دار السعادة.وكذلك ابن رجب فضل علم السلف على علم الخلف.

السؤال الرابع: أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء على صنفين اذكرهما مع التوضيح والاستدلال.

أهل العلم صنفين:
1-فقهاء الكتاب والسنة يُرحل إليهم ويطلب منهم العلم والفتوى .
2-أصحاب الخشية والخشوع على استقامة وسداد. وقد يكون أحدهم أميا ليس عالما لكنه عند الله من أهل العلم. ومن أدلته (أمن هو قائم آناء الليل ساجدا وقائمايحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ...) فجعل هؤلاء أهل العلم لأنهم حازوا حقيقته من علم بالله تعالى وخشيته واليقين فيه.
ونفي العلم هنا : نفي حقيقته.
والثاني : نفي فائدته.
وفي الأثر أن : أول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا تجد رجلا خاشعا. فسمى الخشوع علما.
(إنما يخشى الله من عباده العلماء) (يؤتي الحكمة من يشاء) قال الربيع بن أنس الحكمة الخشية لأن رأس كل شئ خشية الله.

السؤال الخامس: اذكر بعض الأمثلة للعلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.


العلم غير النافع من خطره مايلي :
-استعاذ النبي من علم لا ينفع.
-عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع" رواه ابن ماجه
ذلك لأن فيه شرا يجب التحرز منه.
وله تفسيرين :
أ) العلوم الضارة : السحر والتنجيم والفلسفة وعلم الكلام وغير ذلك.
ومن علاماتها مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة؛ فكل علم يصد عن طاعة الله أو يحسن معصية الله أو يحسن ماجاءت الشريعة بتقبيحه والعكس فهو علم غير نافع وإن زخرفوه.
وكم ممن اشتغل بعلم الكلام واغتر به فضل في طرقه وتاه عن الجادة.
ب) عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها لسبب من العبد.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 رجب 1436هـ/15-05-2015م, 07:09 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي إجابة أسئلة محاضرة علاج الفتور


س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفه إلى الدنيا وملذاتها.
س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
س5: اذكر سبعة وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية.


الإجابة:

ج1:لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له أوصنا، فقال : إن العلم والإيمان مكانهما إلى يوم القيامة ، من ابتغاهما وجدهما كرها ثلاث مرات.
وعند الحاكم أنه كان يغشى عليه أحيانا ، فلما أفاق من غشية شديدة قال: ابتغ العلم حيث ابتغاه إبراهيم عليه السلام .
فمن صدق في طلبهما وجدهما بإذن الله تعالى ، ومن ابتغى الهدى فإن الله ييسره له.
ومن عرف هذه الحقيقة دعاه هذا إلى الجد والاجتهاد في طلب العلم وكذلك زيادة إيمانه.
والعلم بلا إيمان حجة على صاحبه والإيمان لا يصح إلا بالعلم.
ولا تنال هذه الفضائل بالتمني ولا بالعزائم الواهية وإنما تنال ببذل ثمنها. يتميز ببذلها الصادق من الكاذب. ويتميز بها القوي من الضعيف المتردد وقد قال الله {يايحيي خذ الكتاب بقوة}.

ج2:النوع الأول فتور تقتضيه طبيعة جسد الإنسان وماجبل عليه من الضعف والنقص ،وفي الحديث "لكل عمل شرة ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك" .
فمن كانت فترته إلى إنقطاع أو سلوك غير سبيل السنة فهو مذموم.
وهذا علاجه بإعطاء النفس حقها من الراحة والاستجمام حتى يتهيأ للعودة بجد ونشاط.
وليحرص في فترته أن يضبط الحد الأدنى حتى يبقى مواظبا على شئ من العلم.فإذا عاد إليه نشاطه فإذا هو لم يخسر في حالة فترته كثيرا.
النوع الثاني الذي سببه ضعف اليقين وضعف الصبر. ويمكن إرجاع باقي أسباب الفتور إلى هذين السببين.

ج3: رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفه إلى الدنيا وملذاتها.
ينبغي لطالب العلم ان يعرف شرف مقصوده ، ويعرف شرف مايطلب ، فإن معرفة شرف العلم يدفع إلى الاستزادة منه ، والإقبال عليه ، وترك الانشغال بالدنيا.
وطالب العلم يحفظ الله عز وجل به الدين ، فينبغي أن يكون أحرص مايكون على هذا الشرف ولا يتعجل.
وإنَّ افتتان المرء بالدنيا هو ناتج عن ضعف يقينه ، فمن زاد يقينه زاد حرصه على العمل ، وزهده هذا في الدنيا وملذاتها. كيف وهي حقيرة قصيرة لا تساوي في الآخرة شيئا.
فذكر نفسك دائما بفضائل طلب العلم ، من الآيات والأحاديث ، وأوردها على قلبك مرارا ، فإن الملائكة تستغفر لطالب العلم ، وإن الله يرفعك بهذا العلم في الدنيا والآخرة.
قال تعالى{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} ، وقال تعالى {وقل رب زدني علما}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" .
إلى غير ذلك من الآثار التي تعين على تقوية اليقين ليصرف الطالب همه إليه ، ولا تشغله الدنيا عن شرف مقصوده.
والحرص على المال والشرف مما يصيب طالب العلم بالفتورر، فينبغي لطالب العلم أن يزهد في الدنيا وليأخذ منها مايجعله بلاغا إلى طاعة الله وتقربا إليه فالزهد في الدنيا من أسباب محبة الله للعبد.

ج4:
1-ضعف اليقين وضعف الصبر، وإذا ضعف اليقين ضعفت العزيمة ، ودنت الهمة وسفلت ، واتبع المرء هواه ، وافتتن بالدنيا ، وقسا قلبه ودبت إلى النفس آفات تصرفه لطلب الدنيا ومتاعها العاجل.
وبدلا أن يقصد الثواب صار نظر قلبه إلى عاجل متاع الدنيا وطلب زينتها فافتتن بها وحمله ذلك على الرياء وعلى العجب, وهو داء خطير له آثار وخيمة فإنه من أسباب محق بركة العلم.
ويحمله ذلك على كفران النعمة وعدم شكر الله عليه (واتل عليهم نبأالذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين).
وضعف الصبر له آثار خطيرة تؤدي به إلى الفتور ؛ منها وهن النفس وضعف العزيمة وسرعة التأثر بالأعراض وطلب العاجلة .
2-الرياء ، وهو ناتج عن ضعف اليقين.
3-علل النفس الخفية من العجب .العجب يحرمه بركة العلم .وكم من عالم ذهبت بركة علمه بسبب عجبه به.
4-الحرص على المال والشرف.ينبغي لطالب العلم أن يزهد في الدنيا وليأخذ منها مايجعله بلاغا إلى طاعة الله وتقربا إليه.والزهد في الدنيا من أسباب محبة الله للعبد.
5-الموازنات الجائرة ، يوازن نفسه بكبار العلماء ، فإذا رأى أنه لم يطق ماأطاقوه عاد على نفسه باللوم والتعنيف وربما قاده للفتور والانقطاع لأنه يرى أن بينه وبينهم مسافات لا يمكن أن يبلغه. بل سر على ماتطيقه ولا تنقطع وقد تصل إلى ماوصلوا إليه.
6-العوائد الخاطئة في طرق طلب العلم.فينبغي سلوك طريقة ميسرة غير شاقة عليه.
فإذا رأيت طريقتك عسرة فأعد النظر فيها واسأل العلماء في هذا.
7-الرفقة السيئة ، فاحرص على اتقاء شرهم وتأثيرهم عليك ،خصوصا لو كان في نفسك بعض الميل للدنيا ،فهم يأتونك من المواضع التي تضعف فيها.يرغبونك في فضول المباحات حتى يجروك للمحرمات.وإن كانوا أرحام فليكتف بما يتأدى به الواجب.

ج5:أعظم مايعالج به تحصيل اليقين ،وتحصيل الصبر. وغيرها هو عوامل مساعدة لها.
1-اليقين هو اساس العلاج ، لأن صاحب اليقين يسهل له الصبر أكثر من غيره.
وهو أمر مهم وهو من أعظم النعم من الله تعالى.ومن ذلك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام خطيبا على المنبربعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعام، فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام الأول، ثم بكى، ثم قال: سلوا الله العفو والعافية فإن العبد لا يعطى بعد اليقين خير من العافية.
اليقين في الثواب والعقاب يجعل القلب يقظا فيصلح عمله.
ويبين هذا ماقيل في المنافقين في الحديث :" أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون مافيهما لأتوهما ولو حبوا" ، فغاب عنهم اليقين فهان عليهم ترك الصلاة.
2-التصبر والاستيقان أن الله لن يضيع أجر مكثه في الطلب وأجر تفهمه له.ومن يتصبر يصبره الله وإنما ينال الصبر بالتصبر.
3-من أعظم أسباب تقدير الخير الفرح بفضل الله.
4-شكر نعمة الله. الشكر بالثناء والعمل وطلب المزيد. ولا حدود لعطاء الله عز وجل. قال الله ( أليس الله بأعلم بالشاكرين) ، فيعلم الله أن إنعامه إنعام على محل قابل يظهر عليه أثر هذا العطاء ليس كالأرض النكدة والقلوب التي تجحد ولا تثني به على الله ولا تعرف له قدرا ولا حقا.
فإن الله يجب من يفرح بفضله الفرح المحمود (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) .والله ينظر لقلب المرء هل يفرح بفضل الله أم لا.
ويعين عليه كثر الدعاء والذكر والتدبر والتفكر.
5-تذكير النفس بفضل العلم وشرفه ومعاودة التذكر لهذا الأمر.
6-الإعراض عن اللغو مهم جدا لعلاج الفتور ، فلا يستقيم له إلا أن يعرض عن اللغو.والإعراض عن اللغو من أعظم أسباب الفلاح (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون).
7-معرفة قدر النفس وعدم تحمليها مالاتطيق. فيأخذ من الأمور بما يطيق.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 13 شعبان 1436هـ/31-05-2015م, 11:18 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي الواجب الأول من ثلاثة الأصول

بيان مقاصد رسالة المسائل الثلاث

عناصر الدرس :

المسألة الأولى : تقرير توحيد الربوبية والإيمان بالرسل.
الأمر الأول: توحيد الربوبية.
الأمر الثاني: الحكمة من الخلق.
الأمر الثالث:الحكمة من إرسال الرسل.
الأمر الرابع :الحكمة من تقديم هذا الدرس على مسألة التوحيد.

المسألة الثانية :تقرير توحيد الألوهية.


التلخيص :


المسألة الأولى : تقرير توحيد الربوبية والإيمان بالرسل:
-تعلم العقيدة واجب على الرجل والمرأة على السواء.
-تنويع العبارات وكثرة سرد الحجج يستحسن إذا كان المخاطب منكرا.
-تنويع العبارات والحجج من أساليب القرآن والسنة.

الأمر الأول: توحيد الربوبية:
-من الإيمان بربوبية الله ؛ الإيمان بأنه الخالق الرازق ، ودليله قول الله تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَٰلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
-وفي قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} إثبات عقلي لإثبات أن الله هو الخالق ،ولا يخلو الأمر من واحدة من ثلاث حالاتٍ :
الأولى: أن يكونوا خُلقوا من غير شيء أي بدون خالق أصلاً.
الثانية: أن يكونوا خلقوا أنفسهم.
الثالثة: أن يكون خَلَقَهم خالقٌ غيرُ أنفسهم.
فالقسمين الأولين باطلان، والثالث: هو الحق الذي لا شك فيه، هذا حاصل ماقاله الشنقيطي.


الأمر الثاني: الحكمة من الخلق:
قال الشيخ :(وَلَمْ يَتْرُكْنا هَمَلاً ...) أي مهملين بلا أمر ولا نهي ولا غاية.
روى ابن جرير وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} قال: هملاً.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى: {أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} قال: أن يُهمل.
وقال ابن جرير: (وقوله:{أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} يقول تعالى ذكره: أيظنّ هذا الإنسان الكافر بالله أن يترك هملا لا يؤمر ولا ينهى، ولا يُتَعَبَّد بعبادة).
وقال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ}.
فهذه هي الحكمة من الخلق ؛ أن الله رزقهم ليعبدوه.

الأمر الثالث:الحكمة من إرسال الرسل:

قال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
وقال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}.
فليس ثم سوى مطيع وعاص لله.

الأمر الرابع :الحكمة من تقديم هذا الدرس على مسألة التوحيد:
قدم الشيخ الكلام عن ربوبية الله تعالى وخلقه ورزقه قبل أن يذكر التوحيد بمثابة التوطئة له.


المسألة الثانية :تقرير توحيد الألوهية:قال الشيخ محمد رحمه الله :(الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ، لاَ نَبيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى: ﴿وَأَنَّ المَسَاجدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً﴾
قال تعالى :{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.
-المساجد فيها ثلاثة أقوال :
الأول: أنها مواضع السجود ، وهي (لله) لأن الله هو الذي خلقها فلا يجوز أن تعبد هذه المساجد إلا الله، وهذا القول مروي عن سعيد بن جبير والربيع بن أنس البكري وذكره الفراء وجهاً في التفسير، وقال به الزجاج.
القول الثاني: أن المساجد مصدر كالمضارب أي السجود يقال سجدت سجوداً ومسجداً ومساجد ، وهذا قول ابن قتيبة رحمه الله.
القول الثالث: أن المساجد مواضع الصلاة التي يصلى فيها ويدعى فيها فهي لله لا يجوز أن يشرك مع الله أحد، وهذا قول جمهور المفسرين لأنه المعنى المتبادر لهذا اللفظ والمعهود في القرآن.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 13 شعبان 1436هـ/31-05-2015م, 11:35 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي التلخيص الثاني للاصول الثلاثة

الدرس السابع: بيان معنى العبادة وأنواعها

عناصر الدرس :
1-معنى العبادة.
2-أنواع العبادة.
3-أصول العبادة.
4-متعلقات العبادة.
5-بم تثبت العبادة.
6-شروط قبول العبادة.


التلخيص:
1-معنى العبادة:
أصلها من العبودية ؛ يقال طريق معبد أي مذلل موطأ.
سمي العبد كذلك لأنه ذليل تابع لمولاه.

2-أنواع العبادة:
1: عبادة كونية: وهي عامة لجميع الخلق ، كما قال الله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا}، وقال: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}
2: عبادة شرعية: من أحسن من عرفها هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية) :
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة .

3-أصول العبادة:
الأصل الأول: المحبة ؛قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}.
الأصل الثاني: الانقياد:قال الله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}
الأصل الثالث: التعظيم ؛ قال تعالى: {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} .

4-متعلقات العبادة:
والعبادة تتعلق بالقلب واللسان والجوارح.
عبادة القلب جامعة لأمرين:
- أحدهما: الاعتقاد وهو التصديق واليقين، ويسمّى قول القلب.
- والأمر الآخر: وعمل القلب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل وغير ذلك من أعمال القلوب.
وعبادة اللسان :هي بقول ما يحبه الله من الذكر والدعاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك .
وعبادة الجوارح هي ما تقوم به جوارح الإنسان من أعمال التعبد كالصلاة والزكاة والصيام والحج والذبح والنذر وغيرها.

5-بم تثبت العبادة:
- الطريق الأول: أن يرد في النصوص تسمية عمل من الأعمال أو قول من الأقوال بأنه عبادة؛ كما في حديث: (الدعاء هو العبادة).
- الطريق الثاني: أن يدل الدليل على أن الله تعالى يحبه، إما بترتيب الثواب على فعله، أو العقاب على تركه، أو بمدح فاعله وذم تاركه أو غير ذلك؛ فما يحبه الله ويرضاه فهو عبادة.
- الطريق الثالث: أن يدل الدليل على أن الله أمر به؛ فكل ماأمر به فهو يحبه.

6-شروط قبول العبادة:

الشرط الأول : الإخلاص : لقوله تعالى {وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}. وللحديث " إنما الأعمال بالنيات" .
الشرط الثاني : المتابعة : قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}.

7-درجات تسلط الشيطان على الإنسان :
الدرجة الأولى: التسلط التام، على المشركين والمنافقين:
قال الله تعالى في المنافقين: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
وقال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}
الدرجة الثانية: التسلط الناقص وهو باستزلال الشيطان للإنسان ، وهو نوع تسلط يقوى ويضعف بحسب درجة اتباع العبد لخطوات الشيطان فكلما كان اتباعه أكثر كان تسلط الشيطان عليه أكبر، وقد يحرم العبد التوفيق لبعض الطاعات بسبب اتباعه لخطوات الشيطان كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} [الأعراف: 201-202]
الدرجة الثالثة: النزغ ، وهذا ليس تسلطاً وإنما هو محاولة من الشيطان لاستجراء العبد ليتبع خطواته فإن اتبع خطواته استزله، وإن استعاذ العبد بالله عصم منه .
قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}

8-درجات الاستعاذة :
1-بالقول.
2-بالقلب.
3-بالعمل.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 14 شعبان 1436هـ/1-06-2015م, 12:18 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي التلخيص الثالث لشرح الأصول الثلاثة

الدرس الخامس عشر: مرتبة الإحسان
عناصر الدرس :
1-معنى الإحسان:
أ-من القرآن.
ب-من السنة.
ج-من هدي السلف.

2-أبواب الإحسان.
3-متعلقات الإحسان.
4-معنى لفظ الإحسان في النصوص.
5-سمات المحسنين.


تلخيص الدرس :

1-معنى الإحسان:
أ-من القرآن:
تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.
فالدعاء هنا يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة.
وقوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} له دلالةٌ بمنطوقه ودلالةٌ بإيمائه وتعليله ودلالةٌ بمفهومه:
- فدلالته بمنطوقه على قرب الرحمة من أهل الإحسان.
- ودلالته بإيمائه وتعليله على أن هذا القرب مستحق بالإحسان، وهو السبب في قرب الرحمة منهم.
- ودلالته بمفهومه على بعده من غير المحسنين . ذكر هذا شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
وقال تعالى: { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}.

ب-من السنة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الإحسان: ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )).

ج-من هدي السلف:تأمل سير أئمة المحسنين، والاهتداء بهديهم فيما أحسنوا فيه.

2-أبواب الإحسان:
-التفقه في هدي النبي صلى الله عليه وسلم لنتعلم منه أوجه الإحسان في العبادات والمعاملات هو سبيل معرفة الإحسان.
-وأولاهم بالاتباع من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان وأمر باتباع سنتهم وهديهم كالخلفاء الراشدين الذين قال فيهم:((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسَّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )). رواه أحمد وأبو داوود.
-وأبواب الإحسان كثيرة ، ففي صحيح مسلم من حديث شداد بن أوس بن ثابت رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إنَّ الله كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيء؛ فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وَلْيحدَّ أحدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِح ذبيحَته)).


3-متعلقات الإحسان:
1-إحسان القلب وهو أصل إحسان سائر العبادات.
ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن تعبد الله كأنك تراه)) وهذا عمل قلبي.
والإحسان فيها على درجتين:
الدرجة الأول: الإحسان الواجب، وهو ما تصح به هذه العبادات وتسلم به من الشرك والبدعة والغلو والتفريط.
الدرجة الثانية: الكمال المستحب، وهو المراد هنا، وهو مضمار تسابق أولياء الله المحسنين، وتفاضلهم فيه كبير عظيم وهم فيه على درجات { هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }.
2-بالقول :{وقولوا للناس حسناً} ، وقال: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم}.
3-بالعمل :النوع الأول: العبادات العملية فهذه أداؤها على وجه حسن بإخلاص واتباع بلا غلو ولا تفريط هو الإحسان المطلوب؛ فمن كان هذا دأبه في عباداته فهو من أهل الإحسان فيها، ويتفاضل المحسنون في هذه المرتبة تفاضلاً عظيماً.
النوع الثاني: معاملة الناس

4-معنى لفظ الإحسان في النصوص:

المعنى الأول: إحسان العمل وإتقانه.
المعنى الثاني: فعل الحسنات، كما قال الله تعالى: {ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه إلى الله وهو محسن} .
وقال تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} ،وقال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
المعنى الثالث: البر والإنعام إلى المخلوقين في كل مقام بحسبه قال تعالى: {وبالوالدين إحسانا} .

5-سمات المحسنين:
1: الصدق والإخلاص.
2: النصيحة لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين.
3: السكينة.
4: البعد عن التكلف.
5: تركهم ما لا يعنيهم .

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 14 شعبان 1436هـ/1-06-2015م, 01:26 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي التلخيص الرابع شرح الأصول الثلاثة

الدرس الحادي والعشرون: الكفر بالطاغوت

العناصر:
1-تعريف ابن القيم للطاغوت:
-معناه لغة.
-وروده في القرآن والسنة.
-تعريف الطاغوت من كلام الأئمة.
-شرح تعريف ابن القيم.
2-رؤوس الطواغيت.
3-معنى قوله تعالى {لا إكراه في الدين}.
4-معنى العروة الوثقى.
5-شرح حديث " رأس الأمر الإسلام " .


تلخيص الدرس:
1-تعريف ابن القيم للطاغوت:
(قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: (ومَعْنَى الطَّاغُوتِ: مَا تَجَاوَزَ بِهِ العَبْدُ حَدَّهُ، مِنْ مَعْبُودٍ، أَوْ مَتْبُوعٍ، أَوْ مُطَاعٍ).

-معناه لغة:
فَعَلُوتٌ من الطغيان.
أصله طَغَوُوت, كما يقال: مَلَكوت، وجبروت, وهذا البناء تستعمله العرب للمبالغة الكبيرة التي لا أبلغ منها.
والطغيان هو: مجاوزة الحد.
يقال: رجل طاغٍ، إذا جاوز حدَّه.
ويطلق على الواحد والجماعة والذكر والمؤنث ؛ قال الله تعالى: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}؛ فهذا في الواحد.
وقال تعالى في الجمع: {الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم}.
وقال في المؤنَّث: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها}).

-وروده في القرآن والسنة:
-قال الله تعالى: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}.
-في صحيح مسلم من حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تحلفوا بالطواغي ولا بآبائكم )).
-وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان الأنصار قبل أن يسلموا يهلُّون لمناةَ الطاغية التي كانوا يعبدون عند المشلل).
-أكثر ما يطلق لفظ الطاغوت في نصوص الكتاب والسنة على ما يُعبد من دون الله عز وجل.
قال تعالى: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد}
وقال: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}.

-تعريف الطاغوت من كلام الأئمة:

- عن عمر بن الخطاب ومجاهد والشعبي: أن الطاغوت هو الشيطان.
- وروي عن محمد بن سيرين أن الطاغوت هو الساحر، وهي إحدى الروايتين عن أبي العالية الرياحي ، وهذا بيان لنوع من أنواع الطواغيت.
- وروي عن سعيد بن جبير أن الطاغوت هو الكاهن، وهي الرواية الأخرى عن أبي العالية الرياحي.
-قال ابن جرير: (والصواب من القول عندي في"الطاغوت"، أنه كل ذي طغيان على الله، فعُبِدَ من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، وإنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء).

-شرح تعريف ابن القيم:
** قوله: (الطاغوت هو ما تجاوز به العبد حده من معبود)
-خرج به ماعبد وهو غير راض كالملائكة وغيرهم ؛ فهؤلاء نزل فيهم قول الله تعالى {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}.
** وقول ابن القيم: (أو متبوع أو مطاع)
الاتباع والطاعة في معصية الله عز وجل على درجتين:
الدرجة الأولى: تكون فيما يخرج من الملة كاتباع الطواغيت في عبادة غير الله عز وجل بصرف شيء من العبادات لهم أو اتباعهم على تحليل الحرام وتحريم الحلال أو غير ذلك من نواقض الإسلام.
الدرجة الثانية: الطاعة والاتباع في معصية الله تعالى بما لا يخرج عن دين الإسلام ، كأن يكون داعية إلى بدعة عظيمة أو حاكماً كثير الظلم والطغيان .


2-رؤوس الطواغيت:

قوله: (وَالطَّوَاغِيتُ كَثِيرُونَ، وَرُؤُوسُهُمْ خَمْسَةٌ:
- إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ ) :لقوله تعالى {ألم أعهد إليكم يا بني ءادم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين} .
- (وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ) :والدليل قوله تعالى : {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين} .
- (وَمَنِ ادَّعَى شَيْئاً مِنْ عِلْمِ الغَيْبِ) :والدليل قوله تعالى : {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلُك من بين يديه ومن خلفه رصداً} ، وقال تعالى : {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} .
- (وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلى عِبَادَةِ نَفْسِهِ):{ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً} .
- (وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ ):والدليل قوله تعالى : {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} .


3-معنى قوله تعالى {لا إكراه في الدين}:
أي إنَّ الدين لا إكراه فيه على أحد، فلا يستطيع أحد من الخلق أن يجبر أحداً على دينٍ لا يرتضيه؛ لأن الله تعالى لم يجعل للمخلوقين سلطاناً على القلوب.
فمن اختار الإيمان فلا يستطيع أن يمنعه منه أحد من الخلق بإكراه على الكفر.
وأما من اختار الكفر على الإيمان فهو كافر ، وإن كان مستضعفاً في الظاهر.
-وهو يشمل معاني :
المعنى الأول: أنه لا يقع إكراه من مخلوق لمخلوق على الدين.
المعنى الثاني: أنها خبر بمعنى النهي أي: لا يجوز أن يُكره أحدٌ بتهديد بضرب أو قتل أو حبس أو نحوه على الدخول في دين الإسلام.
وهذا لا يعارضه قتال الكفار وإقامة الحد على المرتد فإن الكفار يقاتلون على منعهم تبليغ الدعوة وتمكين المؤمنين من الأرض ليحكموا فيها بما أنزل الله ويحطّموا ما أمر الله بتحطيمه من الطواغيت التي تعبد من دون الله عز وجل فمن دافع عن هذه الطواغيت وقاتل في سبيلها استحق القتال، وليس قتاله على أن يكره على أن يدخل في دين الإسلام كرهاً.
وكذلك المرتد يقتل تنفيذاً لحكم الله عز وجل فيه.
المعنى الثالث: {لا إِكْرَاهَ في الدِّينِ} أي لا يجوز للمؤمنين أن يكره بعضهم بعضاً على أي أمر من الأمور ، فمعنى لا إكراه في الدين أي لا يجوز الإكراه في دين الإسلام.


4-معنى العروة الوثقى:
العروة هي ما يُسْتَمْسَكُ به لطلب النجاة.
وأصلها من العروة التي كانت توثق بها الدلو.
وهي التي وصفها الله عز وجل بقوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى}
وهي أن يؤمن بالله عز وجل ويكفر بالطاغوت.
وهذا هو معنى لا إله إلا الله ؛ فلابد فيها من النفي والإثبات.
ومن الأخطاء التي تكون في تفسير معنى كلمة التوحيد :
1: قصر معناها على توحيد الربوبية؛ كمن يقول أن معناها لا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله ونحو ذلك من معاني الربوبية.
2: قصر معناها على بعض معاني توحيد الأسماء والصفات كمن يقول معناها أنه واحد في ذاته .
3: دعوى أن معناها مسألة خلافية ولا ينبني عليها التفريق بين الكفر والإيمان.


5-شرح حديث " رأس الأمر الإسلام " :
- و(الأمر) واحد الأمور ، وهو من أكثر الألفاظ العامة استعمالاً في لسان العرب، بل إنه يعبر به عن أي شأن.
- وقوله: (رأس الأمر)
* في معناه قولان لأهل العلم:
القول الأول: أن المراد بالأمر هنا ما بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ، وأن رأس ذلك الأمر الإسلام.
فهو كمثل الشيء الذي له جذع ورأس فيكون الرأس هو الإسلام.
وهذا التفسير لا يصح لأن كل ما بُعث به النبي صلى الله عليه وسلم فهو من الإسلام.

القول الثاني: أن رأس الأمر هو أصله ومعظمه ؛ فإذا ذهب ذهب الأمر كله
كما يقال: رأس المال؛ فمن ذهب رأس ماله ؛ بقي مفلساً لا مال له. وهو ماقاله ابن تيمية وابن عاشور.
فالرأس هو أصل كل شئ.
وعمود الإسلام الصلاة ؛ ومن ذلك حديث : ((إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر؛ فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك)). رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني.

- قوله: ((وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)) أي أعلاه وأشرفه، وهو مظهر عزه وقوته وزينته
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض؛ فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجَّر أنهار الجنة)).

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 14 شعبان 1436هـ/1-06-2015م, 01:39 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص الواجب الأخير من كتاب الصلاة

الباب الثالث عشر: في صلاة الاستسقاء

العناصر:
المسألة الأولى: تعريفها، وحكمها .
المسألة الثانية: سببها.
المسألة الثالثة: وقتها وكيفيتها.
المسألة الرابعة: الخروج إليها.
المسألة الخامسة: الخطبة فيها.
المسألة السادسة: السنن التي ينبغي فعلها فيها.



التلخيص :

المسألة الأولى: تعريفها، وحكمها .
1 - تعريفها: هو طلب السقي من الله تعالى عند حاجة العباد إليه، على صفة مخصوصة .
2 - حكمها: سنة مؤكدة؛ لقول عبد الله بن زيد: (خرج رسول الله - صلّى اللّه عليه وسلّم - يستسقي فتوجّه إلى القبلة، يدعو وحوّل رداءه، وصلى ركعتين، جهر فيهما بالقراءة).

المسألة الثانية: سببها.
وسببها القحط، وهو انحباس المطر.

المسألة الثالثة: وقتها وكيفيتها.
وقت صلاة الاستسقاء وصفتها كصلاة العيد، لقول ابن عباس: (صلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ركعتين كما يصلي في العيدين).
أ- فيستحب فعلها في المصلى.
ب-تصلى ركعتين.
ج- ويجهر بالقراءة .
د- وتكون قبل الخطبة.
ه- في عدد التكبيرات وما يقرأ فيها كالعيد .
-ويجوز الاستسقاء على أي صفة كانت، فيدعو الإنسان في صلاته ، ويستسقي الإمام على المنبر في صلاة الجمعة، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

المسألة الرابعة: الخروج إليها.
-يخرج الإمام إليها ويدعو الناس لذلك ، ويحثهم على التوبة والخروج من المظالم .
ويتنظف لها، ولا يتطيب، ولا يلبس الزينة؛ لأنه يوم استكانة وخشوع، ويخرج متواضعاً، متخشعاً، متذللاً، متضرعاً؛ لقول ابن عباس: (خرج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم للاستسقاء متذللاً، متواضعاً، متخشعاً، متضرعاً).

المسألة الخامسة: الخطبة فيها.
يخطب الإمام في صلاة الاستسقاء بخطبة واحدة بعد الصلاة، تكون جامعة وشاملة، يأمر فيها بالتوبة، وكثرة الصدقة، والرجوع إلى الله، وترك المعاصي.
ويكثر من الدعاء بطلب الغيث من الله تعالى كقوله: (اللهم أغثنا) ، وقوله: (اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً، مريئاً مريعاً، عاجلاً غير آجل، نافعاً غير ضار).
ويرفع يديه؛ لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان يفعل ذلك، حتى كان يرى بياض إبطه، ويرفع الناس أيديهم؛ لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لما رفع يديه يستسقي في صلاة الجمعة، رفع الناس أيديهم.

المسألة السادسة: السنن التي ينبغي فعلها فيها.
1 - أن يكثر من الدعاء المأثور عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في ذلك، ويستقبل القبلة في آخر الدعاء، ويحوّل رداءه، فيجعل اليمين على الشمال والشمال على اليمين، فقد ثبت أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم حوّل إلى الناس ظهره، واستقبل القبلة يدعو، ثم حوّل رداءه. وقيل: الحكمة من تحويل الرداء التفاؤل بتحويل الحال عما هي عليه.
2 - يسن أن يخرج إلى صلاة الاستسقاء جميع المسلمين.
3 - يسن الخروج إليها بخضوع، وخشوع، وتذلل، فقد خرج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم للاستسقاء متذللاً، متواضعاً، متخشعاً، متضرعاً.
4 - يسن عند نزول المطر أن يقف في أوله ليصيبه منه ويقول: (اللهم صيّباً نافعاً). والصيّب: المنهمر المتدفق. ويقول: (مطرنا بفضل الله ورحمته).
5 - وإذا كثر المطر، وخيف من الضرر، يسن أن يقول: (اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر). والظراب: الجبال الصغار. والآكام: جمع أكمة، وهي التلّ، وهو ما اجتمع من الحجارة في مكان واحد).

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 14 شعبان 1436هـ/1-06-2015م, 02:23 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي التلخيص الأول من شرح الأربعين النووية

الحديث الثالث


عَنْ أَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْن الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البِيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) (1)


العناصر:

1-التعريف بالراوي.
2-معنى أن الإسلام بني على خمس.
3-إعراب الجملة الأولى.
4-لماذا قدم الحج على الصيام.
5-شرح المباني الخمسة.
6-مقصود الأركان الخمس.


التلخيص:
1-التعريف بالراوي:

هو أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال العلماء: إذا كان الصحابي وأبوه مسلمين فقل: رضي الله عنهما، وإذا كان الصحابي مسلماً وأبوه كافراً فقل: رضي الله عنه .

2-معنى أن الإسلام بني على خمس.

عَلَى خَمْسٍ أي على خمسِ دعائم.

3-إعراب الجملة الأولى.
فيها وجهان ؛ الأول: الضم (شهادةُ) بناء على أنها خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هي شهادة.
والثاني: الكسر (شهادةِ) على أنها بدل من قوله: خمس، وهذا البدل بدل بعض من كل.

4-لماذا قدم الحج على الصيام.
هذا ترتيب ذكري، وفيه يجوز فيه أن يقدم المؤخر

5-شرح المباني الخمسة.

- الشهادتان: نطق باللسان، واعتقاد بالجنان.
- إقام الصلاة: عمل بدني يشتمل على قول وفعل ،وهي عبادة بدنية محضة.
- إيتاء الزكاة: عبادة مالية .
- صوم رمضان: عبادة بدنية وهي تختلف عن الصلاة في كون الصيام ترك ،بينما الصلاة فعل .
- حج البيت: وهو متردد بين العبادة البدنية والمالية ؛ لكون الرجل قد يكون في مكة فلا يحتاج مالا.
فهي عبادة مالية أو بدنية مالية.

6-مقصود الأركان الخمس.
تجمع هذه الأركان بين بذل المحبوب، والكف عن المحبوب، وإجهاد البدن.
بذل المحبوب: في الزكاة ،لأن المال محبوب إلى الإنسان،كما قال الله عزّ وجل: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات:8] وقال:( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) [الفجر:20]
والكف عن المحبوب: في الصيام كما جاء في الحديث القدسي: ((يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِيْ)) (4).

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 14 شعبان 1436هـ/1-06-2015م, 05:31 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي التلخيص الثاني من الأربعين النووية

الحديث التاسع :

عَن أبي هُريرةَ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ صَخْرٍ -رَضِي اللهُ عَنْهُ- قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ((مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ واخْتِلاَفُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ)) رواه البخاريُّ ومسلِمٌ.

العناصر:


1-راوي الحديث.
2-الجوانب الإعرابية للحديث.
3-شرح المفردات.
4-الفوائد من الحديث.


التلخيص :


1-راوي الحديث.

هو عبد الرحمن بن صخر. وكنّي بأبي هريرة لأنه كان معه هرّة قد ألفها وألفته، فلمصاحبتها إيّاه كُنّي بها.
قوله: مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ النهي: طلب الكفّ على وجه الاستعلاء، يعني أن يطلب منك من هو فوقك - ولو باعتقاده - أن تكفّ، فهذا نهي.
ولهذا قال أهل أصول الفقه: النهي طلب الكفّ على وجه الاستعلاء ولو حسب دعوى الناهي، يعني وإن لم يكن عالياً على المنهي.
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلى منّا حقيقة.

2-الجوانب الإعرابية للحديث.

مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوْهُ الجملة شرطية، فـ: (ما) اسم شرط، و: (نهيتكم) فعل الشرط، و: (فاجتنبوه) جواب الشرط، وقرنت بالفاء لأنها إحدى الجمل المنظومة في قول القائل:
إسمية، طلبية، وبجامدٍ وبما وقد وبلن وبالتنفيس
والجملة التي معنا طلبية لأنها فعل أمر.
فَاجْتَنِبُوهُ أي ابتعدوا عنه، فكونوا في جانب وهو في جانب.
وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوْا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ هذه الجملة أيضاً شرطية، فعل الشرط فيها: (أمرتكم به) وجوابه: (فأتوا منه ما استطعتم) يعني افعلوا منه ما استطعتم، أي ما قدرتم عليه.
فَإِنَّمَا (إن) للتوكيد، و(ما) اسم موصول بدليل قوله: (كثرة) على أنها خبر (إن) أي فإن الذي أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم. ويجوز أن تجعل (إنما) أداة حصر، ويكون المعنى: ما أهلك الذين من قبلكم إلا كثرة مسائلهم.
-وَاخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ يعني وأهلكهم اختلافهم، ويجوز فيها أن تكون مجرورة، أي وكثرة اختلافهم على أنبيائهم، وكلا الأمرين صحيح.
و الإعراب الأول يقتضي أن مجرد الاختلاف سبب للهلاك، وأما على الاحتمال الثاني فإنه يقتضي أن سبب الهلاك هو كثرة الاختلاف.

3-شرح المفردات:

-(فأتوا منه ما استطعتم) يعني افعلوا منه ما استطعتم، أي ما قدرتم عليه.
-والفرق بين المنهيات والمأمورات: أن النهي كف ووهو مستطاع للجميع ، وأما المأمورات فإنها إيجاد قد يستطاع وقد لا يستطاع، ولهذا قال في الأمر: فأتُوا مِنْهُ مَا استَطَعتُمْ .
- الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ يشمل اليهود والنصارى وغيرهم، والمتبادر أنهم اليهود والنصارى،.
واليهود أشدّ في كثرة المساءلة التي يهلكون بها .
وقوله: كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ جمع مسألة وهي: ما يُسأل عنه.
وقوله: عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ وذلك بالمعارضة والمخالفة، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الإمام: إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤتَمَّ بِهِ فَلاَ تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ(2) ولم يقل: فلا تختلفوا عنه، وهكذا في هذا الحديث قال: اختلافهم على أنبيائهم ولم يقل:عن أنبيائهم، لأن كلمة (على) تفيد أن هناك معارضة للأنبياء.

4-الفوائد من الحديث.

1. وجوب الكفّ عما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله: مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ.
2. أن المنهي عنه يشمل القليل والكثير، لأنه لا يتأتّى اجتنابه إلا باجتناب قليله وكثيره، فمثلاً: نهانا عن الرّبا فيشمل قليله وكثيره.
3. أن الكفّ أهون من الفعل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر في المنهيات أن تُجتنب كلّها،لأن الكفّ سهل.
4-هل يجوز فعل المحرّم عند الضرورة أم لا؟
يجوز لقول الله تعالى: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ) [الأنعام: الآية119] .
5-وإذا اضطر شخص إلى محرّم فيجب أن يقتصر على ما تبقى به الحياة فقط، ولا يشبع على خلاف ،والصحيح التفصيل في هذا: فإن كان يعلم أو يغلب على ظنه أنه سيحصل على شيء مباح قريباً فليس له أن يشبع إلا إذا كان معه شيء يحفظ به اللحم إن احتاجه أكله فهنا لا حاجةللشبع، بل يكون بقدر ما تندفع به الضرورة.
6-الضرورة إلى المحرم هي: أن لا يجد سوى هذا المحرّم، وأن تندفع به الضرورة، وعلى هذا فإذا كان يجد غير المحرّم فلا ضرورة، وإذا كان لاتندفع به الضرورة فلا يحلّ.
- فأكل الميتة عند الجوع إذا لم يجد غيرها تندفع به الضرورة.
7-- والدواء بالمحرّم لا يمكن أن يكون ضرورة لسببين:
أولاً: لأنه قد يبرأ المريض بدون دواء، وحينئذ لاضرورة.
ثانياً: قد يتداوى به المريض ولايبرأ.
8 -أنه لا يجب من فعل المأمور إلا ما كان مستطاعاً، لقوله: وَمَا أَمرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
9-معنى قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) [التغابن: الآية16] لها وجهان:
- لابد أن تقوموا بالواجب بقدر الاستطاعة وأن لا تتهاونوا مادمتم مستطيعين.
-لاوجوب إلا مع الاستطاعة، وهذا يؤيده قوله تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) [البقرة: الآية286]
10- أن الإنسان له استطاعة وقدرة و فيه رد على الجبرية .
11- أن الإنسان إذا لم يقدر على فعل الواجب كله فليفعل ما استطاع.
12-المبادرة إلى امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يقول: هل هو واجب أم مستحبّ؟ .
13- أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو نهى عنه فإنه شريعة، سواء كان ذلك في القرآن أم لم يكن، فُيعمل بالسنة الزائدة على القرآن أمراً أو نهياً.
14- أن كثرة المسائل سبب للهلاك ولاسيّما في الأمور التي لايمكن الوصول إليها مثل مسائل الغيب كأسماء الله وصفاته، وأحوال يوم القيامة، لاتكثر السؤال فيها فتهلك، وتكون متنطّعاً متعمّقاً.
15- أن الأمم السابقة هلكوا بكثرة المساءلة، وهلكوا بكثرة الاختلاف على أنبيائهم.
16- التحذير من الاختلاف على الأنبياء، .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملخصات, الطالبة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir