دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة التفسير وعلوم القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 جمادى الآخرة 1435هـ/8-04-2014م, 03:01 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي سؤال عن معنى {لتسلكوا} في قوله تعالى: {لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}

سؤال صلاح الدين سامي الجراح - من ملتقى أهل التفسير:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة أهل الإختصاص إجابتي على الأسئلة التالية؟
- ما معنى {لتسلكوا} في قوله تعالى: {لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}؟
- وهل يصح القول بأن كلمة (لتسلكوا) معناها (لتشقوا)؟
- وما معنى قول البيضاوي في تفسيره: (و(من) لتضمّن الفعل معنى الإتخاذ)؟
وجزاكم الله كل خير


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:قوله تعالى: {لتسلكوا} اللام للتعليل، وتسلكوا أي تسيروا فيها.
وأصل السلوك هو الدخول في الشيء والمضيُّ فيه، كما تقول: سلكت الخيط في الإبرة إذا أدخلته فيها وأنفذته، ولذلك سمي الخيط سِلْكاً لأنه يسلك في الإبر.
قال الله تعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض}
أي أدخله في مسالك الماء في الأرض حتى ينبع منها.
وقال رجل من تميم فيما أورده المبرد وغيره:
ألبان إبل تَعِلَّةَ بنِ مسافرٍ = ما دام يملكها عَليَّ حرام
وطعام عمران بن أوفى مثلها = ما دام يَسْلُكُ في البطون طعام
إنَّ الذين يسوغ في أعناقهم = زادٌ يمنُّ عليهمُ لَلِئامُ

ولما كان السائر في الطريق داخلاً فيه سمي سالكاً، وسمي الطريق مَسْلَكاً لأنه يُسلك فيه.
والمشهور في (سَلَك) أنها تتعدى بنفسها، وتتعدى بحرف (في)

فمن الأول قول أعشى باهلة في رثائه المنتشرَ الباهلي:
إمَّا سلكتَ سبيلاً أنت سالكُه = فاذهبْ فلا يبعدنْك اللهُ منتشر

وقول لبيد بن أبي ربيعة العامري رضي الله عنه:
والشاعرون الناطقون أراهم = سلكوا سبيل مرقِّش ومهلهل

ومن الثاني قول عمر بن أبي ربيعة:
ولو سلك الناس في جانب = من الأرض واعتزَلَت جانبا
لأتبعتُ طِيَّتها إنني = أرى دونها العجب العاجبا

وقول جرير بن عطية الخطفي:
إنَّ الطريقَ إذا تبيَّن رشده = سَلَكَتْ طُهَيّةُ في الطريقِ الأخيبِ
ولبعض العلماء مذهبان مشهوران في تعدية الفعل بحرف على خلاف المشهور في استعماله:
أحدهما: القول بالتعاقب؛ أي أن بعض الحروف تنوب عن بعض؛ فيقولون في مثل هذه الآية: (المعنى: لتسلكوا فيها سبلاً فجاجاً).
وعلى هذا تفسير ابن كثير رحمه الله لهذه الآية.
والمذهب الآخر: القول بالتضمين، أي أن الفعل متضمن لمعنى فعل آخر يناسب الحرف الذي عُدِّي به كما قال البيضاوي هنا : {لّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً} واسعة جمع فج، و(مِن) لتضمن الفعل معنى الاتخاذ).
أي أن تعدية الفعل (تسلكوا) بحرف (مِن) لتضمنه معنى الاتخاذ، فكأن المعنى ولتتخذوا منها سبلاً فجاجاً.
وقد تبعه على ذلك أبو السعود والألوسي.
والقول بالتضمين وتعيين الفعل المضمَّن مرجِعُه إلى موافقة المعنى المراد، وهذه مسألة قد تكون ظاهرة في بعض الأمثلة، وقد يدقُّ مأخذها في أمثلة أخرى.
فمن الظاهر فيها قول عمر بن أبي ربيعة:
خطَرَتْ لذاتِ الخالِ ذِكْرَى بعدَما = سلكَ المطيُّ بنا عَلَى الأنصاب
فعدى الفعل بحرف (على) لتضمنه معنى (مَـرَّ)
وأما في هذه الآية فالأظهر أن (مِن) بيانية ؛ فلا حاجة إلى القول بالتضمين ولا التعاقب، والله تعالى أعلم.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, عن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir