دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الصلاة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 09:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب صلاة العيدين (10/12) [إبطال الإسلام لكل الأعياد الجاهلية]


وعن أَنَسٍ قالَ: قَدِمَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ المدينةَ ولهم يَومانِ يَلعبونَ فِيهِما، فقالَ: ((قَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ)). أَخَرَجَهُ أبو دَاوُدَ والنَّسَائِيُّ بإسنادٍ صحيحٍ.


  #2  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 09:35 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


15/467 - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: ((قَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ)). أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
(وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: قَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ).
الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ عَقِيبَ قُدُومِهِ الْمَدِينَةَ كَمَا تَقْتَضِيهِ الْفَاءُ، وَالَّذِي فِي كُتُبِ السِّيَرِ أَنَّ أَوَّلَ عِيدٍ شُرِعَ فِي الإِسْلامِ عِيدُ الْفِطْرِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِن الْهِجْرَةِ.
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ إظْهَارَ السُّرُورِ فِي الْعِيدَيْنِ مَنْدُوبٌ، وَأَنَّ ذَلِكَ مِن الشَّرِيعَةِ الَّتِي شَرَعَهَا اللَّهُ لِعِبَادِهِ؛ إذْ فِي إبْدَالِ عِيدِ الْجَاهِلِيَّةِ بِالْعِيدَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّهُ يُفْعَلُ فِي الْعِيدَيْنِ الْمَشْرُوعَيْنِ مَا يَفْعَلُهُ الْجَاهِلِيَّةُ فِي أَعْيَادِهَا، وَإِنَّمَا خَالَفَهُمْ فِي تَعْيِينِ الْوَقْتَيْنِ.
قُلْتُ: هَكَذَا فِي الشَّرْحِ، وَمُرَادُهُ مِنْ أَفْعَالِ الْجَاهِلِيَّةِ مَا لَيْسَ بِمَحْظُورٍ وَلا شَاغِلٍ عَنْ طَاعَةٍ، وَأَمَّا التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ فِي أَيَّامِ الأَعْيَادِ بِمَا يَحْصُلُ لَهُمْ مِنْ تَرْوِيحِ الْبَدَنِ وَبَسْطِ النَّفْسِ مِنْ كُلَفِ الْعِبَادَةِ، فَهُوَ مَشْرُوعٌ.
وَقَد اسْتَنْبَطَ بَعْضُهُمْ كَرَاهِيَةَ الْفَرَحِ فِي أَعْيَادِ الْمُشْرِكِينَ وَالتَّشَبُّهِ بِهِمْ، وَبَالَغَ فِي ذَلِكَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ أَبُو حَفْصٍ الْبَسْتِيُّ مِن الْحَنَفِيَّةِ، وَقَالَ: مَنْ أَهْدَى فِيهِ بَيْضَةً إلَى مُشْرِكٍ؛ تَعْظِيماً لِلْيَوْمِ فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ.


  #3  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 09:36 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


407- وعنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قَدِمَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ المدينةَ ولهم يَومانِ يَلعبونَ فِيهِما، فقالَ: ((قَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ)). أَخَرَجَهُ أبو دَاوُدَ والنَّسَائِيُّ بإسنادٍ صحيحٍ.
* درجةُ الحديثِ:
الحديثُ صحيحٌ، أخرجَهُ أبو داودَ والنَّسائيُّ بإسنادٍ صحيحٍ، وأخرجَهُ الحاكمُ (1/434) وقالَ: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرْطِ مسلِمٍ، ووافَقَهُ الذهبيُّ، كما أخْرَجَهُ الإمامُ أحمدُ بعِدَّةِ أسانيدَ، بعضُها ثُلاثِيَّاتٌ مِن السنَدِ العالِي.
* مفرداتُ الحديثِ:
- ولهم يَوْمَانِ يَلعبونَ فيهما: هذانِ اليومانِ أحدُهما يُسَمَّى النَّيْرُوزَ؛ أي: اليومُ الجديدُ بالفارسيَّةِ، فهوَ أوَّلُ يومٍ تَتَحَوَّلُ فيهِ الشمْسُ إلى بُرْجِ الحمَلِ.
اليومُ الثاني: الْمِهْرَجَانُ، مُعَرَّبٌ عنْ مِهْرَكَانٍ بالفارسيَّةِ، وهوَ أوَّلُ يومٍ تَتحوَّلُ فيهِ الشمْسُ إلى بُرْجِ الْمِيزانِ. وأمَّا العرَبُ فقَلَّدُوهُمْ واتَّبَعُوهُم في ذلكَ.


* ما يُؤْخَذُ مِن الحديثِ:
1- الإسلامُ أبْطَلَ كلَّ أعيادِ الجاهليَّةِ؛ لأنَّها أعيادٌ لا تَعودُ إلى معنًى كريمٍ، ولا إلى ذِكْرَى يَحْسُنُ إحياؤُها وتَذَكُّرُها، وحينَما أَبْطَلَ تلكَ الأعيادَ لم يَحْرِم المسلمينَ مِن الْمُتَعِ الْمُبَاحَةِ، وأنواعِ الفرَحِ والسرورِ، فأَبْدَلَهم بأعيادٍ إسلاميَّةٍ كريمةٍ.
2- جوازُ اللعِبِ والغِنَاءِ في أيَّامِ الأعيادِ للرجالِ والنساءِ، بشرْطِ أنْ يَخْلُوَ مِن الْمُحَرَّمَاتِ؛ كاختلاطِ الرجالِ والنساءِ، ووُجودِ الأغانِي الْمُحَرَّمَةِ، ووجودِ الْمَعَازِفِ.
3- نأْخُذُ مِنْ هذا أنَّهُ يَجِبُ على المسلمينَ أنْ يَجتنِبُوا أعيادَ الوثنِيِّينَ والكتابِيِّينَ؛ اليهودِ والنصارَى، فلا يَحْضُرُوها، ولا يُعْنَوْا بها، ولا يُعِينُوا عليها، ولا يُهَنِّئُوا فيها، ولا يَتَّخِذُوا شيئاً مِنْ مَرَاسِمِها، ولا يَتْرُكوا أعمالَهم فيها؛ فإنَّهُم إنْ فَعَلُوا ذلكَ فقدْ أَحْيَوْا أعيادَ الجاهليَّةِ، فما كُفَّارُ هذا الزمانِ إلاَّ شَرٌّ مِنْ كُفَّارِ الجاهليَّةِ الأُولَى.
قالَ شيخُ الإسلامِ: دَلَّت الدلائلُ مِن الكتابِ، والسُّنَّةِ، والإجماعِ، والآثارِ، والاعتبارِ، على أنَّ التشبُّهَ بالكُفَّارِ مَنْهِيٌّ عنهُ.
4- قالَ شيخُ الإسلامِ: أعيادُ الكُفَّارِ مِن الكتابِيِّينَ وغيرِهم مِنْ جِنْسٍ واحدٍ، لا يَخْتَلِفُ حُكْمُها في حقِّ المسلِمِ، فلا يَحِلُّ للمسلمينَ أنْ يَتَشَبَّهُوا بهم في شيءٍ ممَّا يَخْتَصُّ بأعيادِهم، لا مِنْ طعامٍ، ولا لِبَاسٍ، ولا اغتسالٍ، ولا إيقادِ نِيرانٍ، ولا تَعطيلِ عادَةٍ؛ مِنْ مَعيشةٍ أوْ غيرِها، أوْ تَرْكِ الأعمالِ الراتبةِ مِن الصنائعِ، أو التجارةِ، أو اتِّخاذِهِ يومَ راحةٍ، وفَرَحٍ، ولعِبٍ، على وجهٍ يُخَالِفُ ما قَبْلَهُ وما بَعْدَهُ مِن الأيَّامِ.
5- هنا نوعٌ آخَرُ مِن الأعيادِ، وهيَ أعيادٌ وَطَنِيَّةٌ، اتَّخَذَتْهَا الدُّوَلُ والحكوماتُ، وهيَ إِمَّا أعيادُ استقلالٍ، أوْ عيدُ ثورةٍ، أوْ عيدٌ يُعَظِّمُونَ فيهِ ذِكْرَى منْ ذِكْرَيَاتِهم، ومثلُها أعيادُ الأُسَرِ والأفرادِ، مثلُ عيدِ مِيلادٍ، أوْ عيدُ شَمِّ النَّسِيمِ، أوْ عيدُ رأْسِ السنَةِ الْمِيلادِيَّةِ، أوْ عيدِ ميلادِ زَعِيمِهم، أوْ عيدِ الأُمِّ، أوْ غيرِ ذلكَ، فهذهِ كلُّها أعيادٌ جاهليَّةٌ، تحوَّلَتْ علَيْنَا يومَ تَحَوَّلَ عَلَيْنَا الاستعمارُ السياسيُّ والعسكريُّ والفكريُّ، ولم نَستَطِع التحَرُّرَ منهُ.
6- هناكَ أعيادٌ اتَّخَذَت صِبْغَةً دِينيَّةً، وهيَ الاحتفالُ بالميلادِ النبويِّ، وذِكْرَى الإسراءِ والْمِعْرَاجِ.
قالَ الشيخُ محمَّدُ بنُ إبراهيمَ آلِ الشيخِ: الاحتفالُ بذِكْرَى الْمِعْرَاجِ ليسَ بمشروعٍ؛ لدلالةِ الكتابِ، والسُّنَّةِ، والاستصحابِ، والعقْلِ.
أمَّا الكتابُ: فمِثلُ قولِهِ تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3].
وأمَّا السُّنَّةُ: ففي الصحيحَيْنِ مِنْ حديثِ عائشةَ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ)).
وأمَّا العقْلُ: فلوْ كانَ هذا مَشروعاً لكانَ أَوْلَى الناسِ بفِعْلِهِ محمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ وأصحابُهُ.
7- يَدُلُّ الحديثُ على أنَّ عِيدَيِ الفِطْرِ والأَضْحَى هما عيدَا المسلمينَ الشرْعِيَّيْنِ.
8- قدْ جاءَت الأحاديثُ والآثارُ بتَوَسُّعِ المسلمينَ فيهما بأنواعِ الْمُباحاتِ، والفرَحِ والسُّرورِ، والزينةِ والتهانِي والزياراتِ، كما أنَّهُما عيدَا شُكْرٍ للَّهِ تعالى؛ إذْ مَنَّ على المسلمينَ بصيامِ رمضانَ وقيامِهِ، وأداءِ الْمَناسِكِ والأَضَاحِيِّ بيُسْرٍ وسُهولةٍ، فعَلَى المسلمينَ الاتِّباعُ، وتَرْكُ الابتداعِ، ففي الشرْعِ ما فيهِ الكفايَةُ، وذلكَ بِدُونِ:
- أَنْ نُشارِكَ الكُفَّارَ في أعيادِهم، ونَحْتَفِيَ بها معَهُم.
- ولا أنْ نَتَّخِذَ أَعياداً إفْرَنْجِيَّةً غَرَسَها الاستعمارُ عنْدَنا.
- ولا أنْ نَتَّخِذَ أعياداً لِمُناسباتٍ إسلاميَّةٍ، بعضُها لم يُحَقَّقْ زَمَنَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، ولم يَفْعَلْهُ ولا أحَدٌ مِنْ أصحابِهِ، وإنَّما هيَ مُحْدَثَةٌ مِن القُرونِ المتخَلِّفَةِ، حينَما نُسِيَت السُّنَّةُ، وأُحْيِيَت البِدْعَةُ، وتَفَرَّقَ المسلمونَ، واللَّهَ نَسألُ أنْ يُوَفِّقَ المسلمينَ لإحياءِ سُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ.
9- حُسْنُ الدعوةِ إلى اللَّهِ تعالى، وحُسْنُ الأسلوبِ فيها، فالنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ لَمَّا أبْطَلَ يَوْمَي عيدِ أهْلِ الْمَدينةِ جاءَ بأسلوبٍ لطيفٍ مُغْرٍ، فقارَنَ بينَ يَوْمَي الجاهلِيَّةِ وبينَ عيدِ الفطْرِ وعيدِ الأَضْحَى، وذَكَرَ أنَّ يَوْمَي الفطْرِ والأَضْحَى خيرٌ مِنْ يَوْمَيْهِمَا؛ ليكونَ الإقبالُ على الْبَديلِ أسَرْعَ وأَبْلَغَ.
10- إنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يُوفِي النفوسَ غرائزَها، وما جُبِلَتْ عليهِ مِنْ حُبِّهَا لتُرَاثِها الأوَّلِ، ومِنْ حاجَتِها إلى إشباعِ رَغبتِها مِنْ وُجودِ أيَّامِ أُنْسُ وفرَحٍ وسرورٍ، تُعَبِّرُ فيهِ عنْ مشاعرِها، وتَميلُ فيهِ إلى رَاحَتِها، وإلى أفراحِها وسُرورِها، فهوَ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ لم يُبْطِلْ عِيدَي الجاهليَّةِ حتَّى أعَدَّ البَدِيلَ يما يُغْنِي عنهُ، ويَكْفِي مِنْ أيَّامِ فرَحٍ وسرورٍ، هما خيرٌ مِن الأَوَّلَيْنِ؛ لِئَلاَّ يَبْقَى تَشَوُّفُ النفوسِ وشَوْقُها إلى عِيدَيْهِما الأَوَّلَيْنِ، فَلَيْتَ علماءَ المسلمينَ إذا عالَجُوا أمْراً مِمَّا وَقَعَ فيهِ المسلمونَ أنَّهُم لا يُطَالِبونَ بتحريمِهِ وإبطالِهِ، إلاَّ وقدْ أَعَدُّوا بديلاً عنهُ، ومِنْ ذلكَ البُنُوكُ الرِّبَوِيَّةُ، وبعضُ المعاملاتِ التجاريَّةِ، حتَّى إذا حَرَّمُوا شيئاً وإِذَا ببَدِيلِهِ الشَّرْعِيِّ يَحِلُّ مَحَلَّهُ، ويقومُ مكانَهُ، فتَحْصُلُ بهِ الكفايَةُ عن الحاجةِ إلى الأوَّلِ، واللَّهُ الْمُوَفَّقُ.
11- قالَ القُرطبيُّ: أمَّا الغِناءُ فلا خِلافَ في تحريمِهِ؛ لأنَّهُ مِن اللَّهْوِ واللعِبِ المحرَّمِ بالاتِّفاقِ، وأمَّا غِناءُ الجاريتيْنِ فلم يَكُنْ إلاَّ وصْفَ الحرْبِ والشجاعةِ وما يَجْرِي في القتالِ؛ ولذلكَ رَخَّصَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فيهِ، فالغناءُ الذي يُحَرِّكُ الساكنَ، ويُهَيِّجُ الكامنَ، وفيهِ وصْفُ محاسِنِ الصِّبيانِ والنساءِ والخمْرِ ونحوِها مِن الأمورِ المحرَّمَةِ، فلا يُختلَفُ في تحريمِهِ، ولا اعتبارَ بما ابْتَدَعَهُ الجهَلَةُ مِن الصوفيَّةِ في ذلكَ؛ فَإِنَّكَ إذا تَحَقَّقْتَ أقوالَهم في ذلكَ، ورأيتَ أفعالَهم، وقفتَ على آثارِ الزَّنْدَقَةِ منها، واللَّهُ الْمُستعانُ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, صلاة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir