دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الطحاوية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 02:46 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الإسراء والمعراج

والمِعْرَاجُ حَقٌّ، وقد أُسْرِيَ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَعَلَى آلهِ وَسَلَّمَ.
وَعُرِجَ بِشَخْصِهِ في اليقظةِ إلى السماءِ.
ثُمَّ إلى حَيْثُ شَاءَ اللهُ مِن العُلاَ. وَأَكْرَمَهُ اللهُ بِمَا شَاءَ.
وَأَوْحَى إليهِ مَا أَوْحَى {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}.
فَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الآخرةِ والأُولَى.

  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 03:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات على الطحاوية لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز


[لا يوجد تعليق للشيخ]


  #3  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 03:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات المختصرة للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

(1) والمِعْرَاجُ حَقٌّ، وقد أُسْرِيَ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَعَلَى آلهِ وَسَلَّمَ.
(2) وَعُرِجَ بِشَخْصِهِ في اليقظةِ إلى السماءِ.
(3) ثُمَّ إلى حَيْثُ شَاءَ اللهُ مِن العُلاَ. وَأَكْرَمَهُ اللهُ بِمَا شَاءَ.
(4) وَأَوْحَى إليهِ مَا أَوْحَى {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}.
(5) فَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الآخرةِ والأُولَى.



(1) معنى الإسراءِ: هو السيرُ ليلًا، فقدْ أُسْرِيَ بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى في ليلةٍ واحدةٍ.

أَسْرَى بهِ جبريلُ بِأَمْرٍ من اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} (الإسراء: 1).
وهذا من مُعْجِزَاتِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ؛ لأَنَّ هذه المسافةَ كانتْ تُقْطَعُ في شهرٍ أو أكثرَ، وَقَطَعَهَا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلةٍ واحدةٍ.
وأَمَّا المِعْراجُ: فهو آلَةُ الصعودِ وَعَرَجَ، يعني صَعِدَ، {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} (المَعَارِج: 4). يعني: تَصْعَدُ، فالعروجُ معناهُ: الصعودُ، والمِعْراجُ آلةُ الصعودِ التي يُصْعَدُ بِهَا، وَكِلَاهُمَا ثَابِتٌ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فالإسراءُ من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى، وأَمَّا المعراجُ فَمِن الأَرْضِ إلى السماءِ، وكُلُّ هذا حَصَلَ في ليلةٍ واحدةٍ، أُسْرِيَ بهِ إلى بيتِ المقدسِ وصلَّى فيهِ بالأَنْبِيَاءِ، ثم عُرِجَ بهِ إلى السماءِ، وَجَاوَزَ السبعَ الطِّبَاقَ، وَأَرَاهُ اللَّهُ مِن آياتِهِ ما أَرَاهُ من آياتِهِ الكبرى، ثم نَزَلَ إلى الأَرْضِ، ثم جَاءَ بهِ جبريلُ إلى المكَانِ الذي أُسْرِيَ بهِ منهُ في ليلةٍ واحدةٍ.
فالإسراءُ مَذْكُورٌ في سورةِ الإسراءِ، والمعراجُ مذكورٌ في سورةِ النَّجْمِ: { والنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} (النَّجْم: 1 – 5) يعني جِبْرِيلَ {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} (النجم: 6، 7) هذا العروجُ، {ثُمَّ دَنَا} مِنْ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أو أنَّ جبريلَ دَنَا من الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى َعْبِدِه مَا أَوْحَى} (النَّجْم:8 – 10).
فالإسراءُ والمعراجُ حقٌّ، وَمَن أَنْكَرَهُمَا واسْتَبْعَدَهُمَا فهو كافِرٌ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَن تَأَوَّلَهُمَا فهو ضالٌّ، ولم يُنْكِرْهُ إِلَّا المشركونَ، فمَنْ يقولُ: أُسْرِيَ برُوحِهِ دُونَ جَسَدِهِ، أو كَانَ ذلكَ مَنَامًا لا يَقَظَةً، فهذا ضلالٌ؛ لأَنَّ اللَّهَ قَالَ: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ} والعبدُ اسمٌ للروحِ والبدنِ، لا يُقَالُ للروحِ: إنَّهَا عَبْدٌ، وكَانَ الإسراءُ في حالِ اليقظةِ, ولم يَكُنْ مَنَامًا؛ لأَنَّ المنامَ لَيْسَ فيهِ عِبْرَةٌ، كُلُّ الناسِ يَرَوْنَ الرُّؤْيَا وَيَرَوْنَ عَجَائِبَ، وليستْ خَاصَّةً بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) عُرِجَ بِشَخْصِهِ، رَدٌّ على الذينَ يقولونَ: عُرِجَ برُوحِهِ، بل عُرِجَ بشخصِهِ – والشخصُ اسمٌ للروحِ والجسمِ - واللَّهُ يقولُ: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ}.

(3) هذا المعراجُ إلى السماءِ.

(4) أَوْحَى اللَّهُ إليهِ بذلكَ المكَانِ مَا أَوْحَى، وَكَلَّمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ولم يَرَ اللَّهَ؛ لأَنَّ اللَّهَ لا يُرَى في الدنيا.
هذا المعراجُ المذكورُ في سورةِ النَّجْمِ.

(5) هذا مِن حُقُوقِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: أنْ يُصَلَّى عليهِ ويُسَلَّمَ عندَ ذِكْرِهِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأَحْزَاب: 56).
وَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَكَّةَ وَأَخْبَرَ المشركينَ بهذهِ الحادثةِ اشْتَدَّ كُفْرُهُم وتَكْذِيبُهُم بهذه المناسبةِ؛ من أجلِ أنْ يُشَوِّهُوا الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويقولونَ: نَحْنُ نَمْشِي إلى فِلَسْطِينَ مُدَّةَ شَهْرٍ فَأَكْثَرَ، وهو يقولُ: في ليلةٍ واحدةٍ ؟! فَارْتَدَّ بعضُ ضعافِ الإيمانِ بسببِ هذه الحادثةِ، وأَمَّا أهلُ الإيمانِ الصحيحِ فَثَبَتُوا وَصَدَّقُوا، ولهذا لَمَّا قالوا لأبي بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: أَمَا تَرَى صَاحِبَكَ كَيَْف يَقُولُ؟ قَالَ: وماذا يقولُ؟ قالوا: إِنَّهُ يقولُ: إِنَّهُ ذَهَبَ إلى بيتِ المقدسِ وَجَاءَ في ليلةٍ واحدةٍ. قَالَ: فإنْ كَانَ قالَهُ فهو كَما قالَ؛ لِأَنَّهُ لا يَنْطِقُ عن الهَوَى. وقَالَ: أَنَا أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السماءِ – أي: الوَحْيِ – أفَلا أُصَدِّقُهُ في هذا ؟! هذا هو الإيمانُ الثابتُ الراسخُ الذي لا يَتَزَعْزَعُ.


  #4  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 08:35 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي


قوله: ( والمعراج حق، وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة، إلى السماء. ثم إلى حيث شاء الله من العلا وأكرمه الله بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى. فصلى الله عليه وسلم في الآخرة والأولى).

ش: المعراج: مفعال، من العروج، أي الآلة التي يعرج فيها، أي يصعد، وهو بمنزلة السلم، لكن لايعلم كيف هو، وحكمه كحكم غيره من المغيبات، نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته.
وقوله: وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة - اختلف الناس في الإسراء.
فقيل: كان الإسراء بروحه ولم يفقد جسده، نقله ابن إسحاق عن عائشة و معاوية رضي الله عنهما، ونقل عن الحسن البصري نحوه. لكن ينبغي أن يعرف الفرق بين أن يقال: كان الإسراء مناماً، وبين أن يقال: كان بروحه دون جسده، وبينهما فرق عظيم. فعائشة و معاوية رضي الله عنهما لم يقولا: كان مناماً، وإنما قالا: أسري بروحه ولم يفقد جسده، وفرق ما بين الأمرين: [أن] ما يراه النائم قد يكون أمثالاً مضروبة للمعلوم في الصورة المحسوسة، فيرى كأنه قد عرج إلى السماء، وذهب به إلى مكة، وروحه لم تصعد ولم تذهب، وانما ملك الرؤيا ضرب له المثال. فما أراد أن الإسراء مناماً، وإنما أراد أن الروح ذاتها أسري بها، ففارقت الجسد ثم عادت اليه، ويجعلان هذا من خصائصه، فإن غيره لا تنال ذات روحه الصعود الكامل إلى السماء إلا بعد الموت.
وقيل: كان الإسراء مرتين، مرة يقظة، ومرة مناماً. وأصحاب هذا القول كأنهم أرادوا الجمع بين حديث شريك وقوله: ثم استيقظت، وبين سائر الروايات. وكذلك منهم من قال: بل كان مرتين، مرة قبل الوحي، ومرة بعده. ومنهم من قال: بل ثلاث مرات، مرة قبل الوحي، ومرتين بعده. وكلما اشتبه عليهم لفظ زادوا مرة، للتوفيق ! ! وهذا يفعله ضعفاء أهل الحديث، وإلا فالذي عليه أئمة النقل: أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة، بعد البعثة، قبل الهجرة بسنة، وقيل: بسنة وشهرين، ذكره ابن عبد البر. قال شمس الدين ابن القيم: يا عجباً لهؤلاء الذين زعموا أنه كان مراراً ! كيف ساغ لهم أن يظنوا أنه في كل مرة يفرض عليهم الصلوات خمسين، ثم يتردد بين ربه وبين موسى حتى تصير خمساً، فيقول: أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي، ثم يعيدها في المرة الثانية إلى خمسين، ثم يحطها إلى خمس ؟ ! وقد غلط الحفاظ شريكاً في ألفاظ من حديث الإسراء، و مسلم أورد المسند منه، ثم قال: فقدم وأخر وزاد ونقص. ولم يسرد الحديث. وأجاد رحمه الله. انتهى كلام الشيخ شمس الدين رحمه الله.
وكان من حديث الإسراء: أنه صلى الله عليه وسلم أسري بجسده في اليقظة، على الصحيح، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، راكباً على البراق، صحبة جبرائيل عليه السلام، فنزل هناك، صلى بالأنبياء إماماً، وربط البراق بحلقة باب المسجد. وقد قيل: انه نزل بيت لحم وصلى فيه، ولا يصح عنه ذلك البتة. ثم عرج من بيت المقدس تلك الليلة إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبرائيل، ففتح لهما، فرأى هناك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به ورد عليه السلام، وأقر بنبوته، ثم عرج [به] إلى السماء الثانية. فاستفتح له، فرأى فيها يحيى ابن زكريا وعيسى ابن مريم، فلقيهما، فسلم عليهما، فردا عليه السلام، ورحبا به، وأقرا بنبوته ثم عرج [به] إلى السماء الثالثة، فرأى فيها يوسف، فسلم عليه ورحب به وأقر بنبوته، ثم عرج [به] إلى السماء الرابعة، فرأى فيها إدريس، فسلم عليه ورحب به وأقر بنبوته، ثم عرج [به] إلى السماء الخامسة، فرأى فيها هارون بن عمران، فسلم عليه ورحب به وأقر بنبوته، ثم عرج إلى السماء السادسة، فلقي فيها موسى فسلم عليه ورحب به وأقر بنبوته، فلما جاوزه بكى موسى، فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي، ثم عرج إلى السماء السابعة، فلقي فيها إبراهيم، فسلم عليه ورحب به وأقر بنبوته، ثم رفع إلى سدرة المنتهى، ثم رفع له البيت المعمور، ثم عرج به إلى الجبار، جل جلاله وتقدست أسماؤه، فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض عليه خمسين صلاة، فرجع حتى مر على موسى، فقال: بم أمرت ؟ قال ؟ بخمسين صلاة، فقال: [إن] أمتك لا تطيق ذلك، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فالتفت إلى جبرائيل كأنه يستشيره في ذلك، فأشار: أن نعم، إن شئت، فعلا به جبرائيل حتى أتى به [إلى] الجبار تبارك وتعالى وهو في مكانه - هذا لفظ البخاري في صحيحه وفي بعض الطرق - فوضع عنه عشراً، ثم نزل حتى مر بموسى، فأخبره، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله تبارك وتعالى، حتى جعلها خمساً، فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف، فقال: قد استحييت من ربي، ولكن أرضى وأسلم، فلما نفذ، نادى مناد: قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي.
وقد تقدم ذكر اختلاف الصحابة في رؤيته صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل بعين رأسه، وأن الصحيح أنه رآه بقلبه، ولم يره بعين رأسه، وقوله: ما كذب الفؤاد ما رأى، ولقد رآه نزلة أخرى، صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا المرئي [جبرائيل]، رآه مرتين على صورته التي خلق عليها.
وأما قوله تعالى في سورة النجم: ثم دنا فتدلى، فهو غير الدنو والتدلي المذكورين في قصة الإسراء، فإن الذي في سورة النجم هو دنو جبرائيل وتدليه، كما قالت عائشة و ابن مسعود رضي الله عنهما، فإنه قال: علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلى. فالضمائر كلها راجعة إلى هذا المعلم الشديد القوى، وأما الدنو والتدلي الذي في حديث الإسراء، فذلك صريح في أنه دنو الرب تعالى وتدليه. وأما الذي في سورة النجم: أنه رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى، فهذا هو جبرائيل، رآه مرتين، مرة في الأرض، ومرة عند سدرة المنتهى.
ومما يدل على أن الإسراء بجسده في اليقظة، قوله تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح، كما أن الإنسان إسم لمجموع الجسد والروح، هذا هو المعروف عند الإطلاق، وهو الصحيح. فيكون الإسراء بهذا المجموع، ولا يمتنع ذلك عقلاً، ولو جاز استبعاد صعود البشر لجاز استبعاد نزول الملائكة، وذلك يؤدي إلى إنكار النبوة وهو كفر.
فإن قيل: فما الحكمة في الإسراء الى بيت المقدس أولاً ؟ فالجواب - والله أعلم -: أن ذلك كان إظهاراً لصدق دعوى الرسول صلى الله عليه وسلم المعراج حين سألته قريش عن نعت بيت المقدس فنعته لهم وأخبرهم عن غيرهم التي مر عليها في طريقه، ولو كان عروجه إلى السماء من مكة لما حصل ذلك، إذ لا يمكن اطلاعهم على ما في السماء لو أخبرهم عنه، وقد اطلعوا على بيت المقدس، فأخبرهم بنعته.
وفي حديث المعراج دليل على ثبوت صفة العلو لله تعالى من وجوه، لمن تدبره، وبالله التوفيق.

  #5  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 08:37 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لمعالي الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (مفرغ)


القارئ: بِسْمِ اللهِ الرَّحَمَنِ الرَّحِيمِ،الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال العلامة الطحاوي رحمه الله تعالى:
والمعراج حق،وقد أسري بالنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العلا،وأكرمه الله بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى {ما كذب الفؤاد ما رأى} فصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الآخرة والأولى، والحوض الذي أكرمه الله تعالى به غياثاً لأمته حق.

الشيخ: بِسْمِ اللهِ الرَّحَمَنِ الرَّحِيمِ،الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،اللهم نسألك علماً نافعاً،وعملاً صالحاً خالصاً،وقلباً خاشعاً،ودعاءً مسموعاً،ربنا لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين, عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.

قال رحمه الله: "والمعراج حق، وقد أسري بالنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العلا، وأكرمه الله بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى {ما كذب الفؤاد ما رأى} فصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الآخرة والأولى".

هذه الجملة من كلامه اشتملت على تقرير الإسراء والمعراج، وأن النبي عليه الصلاة والسلام أسري به من مكة إلى بيت المقدس، وأنه عرج به عليه الصلاة والسلام إلى السماء في اليقظة إلى حيث شاء الله جل وعلا من العلو، وهذه المسألة من المسائل الغيبية، يعني: أن حقيقة الإسراء وحقيقة المعراج من الغيب الذي لم يعلم إلا من جهته عليه الصلاة والسلام،يعني: أن الله جل وعلا أسرى بنبيه،ثم عرج به إلى السماء، فالعقل لا يدل على ذلك ولا يستلزمه، وإنما ذلك سلم به، وكان حقا من جهة أن الله جل وعلا أخبر به في كتابه، وأخبر به نبينا عليه الصلاة والسلام، فالإيمان به واجب،وهو حق لا مرية فيه، وثم كما سمعت ارتباط ما بين الإسراء والمعراج، والإسراء والمعراج معنيان مختلفان، فالإسراء هو المشي في الليل، سرى أي مشى في الليل،وأسرى أي مشي ليلاً، وأما المعراج فهو مفعال،من العروج وهو اسم للآلة التي عليها عرج به عليه الصلاة والسلام،والإسراء هو الانتقال ليلاً من مكة إلى بيت المقدس، وكان على دابة بين البغل وبين الحمار تسمى البراق، وأما العروج إلى السماء فكان على آلة على سلم خاص وهو المعراج.

فإذن الإسراء اسم للفعل، والمعراج اسم للآلة التي عليها سار عليه الصلاة والسلام إلى السماء، إذا كان كذلك فالإسراء وهو المشي ما بين مكة إلى بيت المقدس ليلاً في ساعات معدودة ثم الرجوع، هذا أمر غيبي عجيب،لهذا الإيمان به واجب، بتفاصيله التي وردت،فيكون له أصل الكلام على الغيبيات، فما جاء فيه يصدق دون تعرض للعقل فيه، يعني: أن العقل لا مسرح له في الأمور الغيبية، فكل ما جاء فيه حق دون تفكير فيه من جهة العقل هل هذا يمكن عقلاً أولا يمكن؟

كذلك المعراج،وهو أبلغ في كونه غيبيا؛فإن آلة العروج وذهاب النبي عليه الصلاة والسلام إلى السماوات السبع, يستفتح سماء،يستفتح له من سماء إلى سماء إلى أن بلغ سدرة المنتهى،إلى أن كلم الرحمن جل جلاله،هذا أمر غيبي، ففي أصله وفي تفاصيله مندرج عليه قاعدة الغيبيات عند أهل السنة والجماعة.

إذن فهذا الذي ذكره الطحاوي أصل في الإيمان بالإسراء والمعراج، وأن الإسراء والمعراج أمران غيبيان، وإذا كانا غيبيين فلا يتعرض لهما، ولا لما جرى فيهما بتأويل أو تحريف يخالف ظاهر ما دلت عليه النصوص، فالنص دل يعني من الكتاب والسنة على أن النبيعليه الصلاة والسلام أسري به ليلاً في وقت قصير ما بين مكة إلى المدينة إلى بيت المقدس، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن جبريل جاءه وهو مضطجع في الحطيم، فأخذه فشق صدره ما بين ثغرة نحره إلى شعرته إلى أسفل بطنه، وكان أثر المخيط يظهر في صدره عليه الصلاة والسلام، فلما شق أخرج قلبه، وجيء بطست فيه الإيمان والحكمة،طست من ذهب، قال عليه الصلاة والسلام:((فغسل قلبي به وحشي إيماناً وحكمة))، وكان هذا لأجل أن يستعد عليه الصلاة والسلام بهذا الأمر الغريب، وهو أنه يقطع هذه المسافة الطويلة في الأرض في وقت وجيز، ثم يصعد به إلى السماء فيحتاج إلى قلب خاص.

ومعلوم أن الإنسان إذا خاف أو استغرب فأول ما يتأثر قلبه، فإذا كان قلبه لا يتأثر من الاختلاف فإنه يتحمل بدنه ذلك بما أعد الله له في ذلك. قال: ((ثم أخذني جبريل، فإذا دابة بين البغل والحمار فقال: اركب. فركبت، ثم سرنا إلى أن وصلنا بيت المقدس...)) إلى آخر الحديث.

فهذه الصفات وما جاء فيه مما حصل له في بيت المقدس من لقاء الأنبياء،ومن صلاته فيه فيها يعني صلاة في بيت المقدس، ومن كونه صار إماماً واجتماع الأنبياء له، وكونه عليه الصلاة والسلام أمهم، كل هذا وما جرى فيه مما ثبت في الأحاديث الصحيحة من الأمور الغيبية التي تجرى عليها قاعدة أهل السنة والجماعة في الأمور الغيبية بأنه يسلم بها،(1) يؤمن بها،(2) ألا يتعرض لها بتأويل يصرفها عن ظاهرها أو بتحريف يصرفها عن حقائقها.

فنؤمن بها على ما جاءت من جنس جميع الأمور الغيبية التي أخبرنا بها جل وعلا،أو أخبرنا بها نبينا عليه الصلاة والسلام، المعراج كما ذكرت لك آية آلة العروج، وقد جاء وصفها بأن النبي عليه الصلاة والسلام لما صلى في بين المقدس أخذه جبريل، قال: ((فوجدت سلمين أحدهما ذهب والآخر فضة، فقال لي جبريل: اصعد فصعدت))، وجاء في بعض الروايات أن النبيعليه الصلاة والسلام قال في المعراج،((وهذا هو الذي يشخص إليه البصر حين تفارق الروح البدن))، يعني أن هذا المعراج آلة خاصة يعرج بالبدن وبالروح في السماء بها، فهي إذن آلة من جنس الآلات،الله جل وعلا أعلم بحقيقتها.

إذا تبين ذلك في تقرير مذهب أهل السنة والجماعة في الإسراء والمعراج على هذا الوجه الإجمالي فثم ههنا مسائل:

الأولى: أن الإسراء والمعراج يربطان معاً،وأهل العلم مختلفون في هل تكرر الإسراء والمعراج أم كان مرة واحدة؟ على أقوال كثيرة وأهمها قولان:

الأول: أن الإسراء والمعراج لم يكن إلا مرة واحدة، والثاني: أن الإسراء وقع مرتين والمعراج وقع مرة واحدة، وهذا هو اختيار الحافظ ابن حجر.والأول أولى، وهناك من قال: إن المعراج تكرر، وإن الإسراء تكرر ثلاث مرات أو أربع مرات.

وسبب الاختلاف في تكرر وقوعه هو اختلاف الروايات، فكلما جاءت رواية فيها مخالفة لرواية أخرى مع ثقة النقلة قالوا: إن هذا يحمل على تعدد الوقوع. ولكن هذا ليس بجيد ولا بصحيح من حيث المنهج؛ لأن الإسراء كما هو ظاهر الآية وقع مرة واحدة {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا} وقد يكون ثم احتمال في بعض الروايات أن الإسراء وقع مرتين، لكن الأقرب لظاهر الأدلة أن الإسراء والمعراج وقعا مرة واحدة.

المسألة الثانية: متى وقع الإسراء والمعراج؟ أكثر أهل العلم على أن الإسراء والمعراج وقعا قبل الهجرة بسنة،على تباين بينهم، في هل السنة تحديداً أم السنة تقريبا؟ فقال بعضهم: سنة إلا شهر، وقال بعضهم: سنة إلا شهران.. وقال آخرون: سنة إلا شهرين،وقال آخرون: ثمانية أشهر قبل الهجرة، وقال آخرون: عشرة... إلى آخره.

وإذا تبين هذا الاختلاف في كونه قبل الهجرة بسنة لهذا القول،فإن معه عدم تحديد وقوع الإسراء والمعراج في شهر رجب، واشتهر عند المؤرخين عند أصحاب السير أن الإسراء والمعراج وقعا في رجب في ليلة سبعة وعشرين من شهر رجب، وهذا إنما هو عند طائفة من أهل السير، وأما أهل العلم المحققون من المحدثين والفقهاء ومن المفسرين فإنهم لا يحملون ذلك على الوقوع في شهر رجب بظهور، وإنما يقولون: وقع قبل الهجرة بسنة، ومعلوم أن الهجرة كانت في شهر ربيع الأول،وإذا كان كذلك فقولهم قبله بسنة يعني: أن الإسراء والمعراج لم يقع في رجب.

والأكثرون من أهل العلم على أنه أكثر من سنة،سنة وشهرين، سنة وثلاثة أشهر ونحو ذلك، والقليل من قال: إنه ثمانية أشهر، وهذا قول إنه كان قبل سنة. القول الثاني أنه كان قبل ثلاث سنين، وقال آخرون: وهو القول الثالث: إنه كان قبل خمس سنين، واستدلوا على ذلك بأن خديجة صلت وقد ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين أو بخمس سنين، قالوا: كيف تصلي وإنما فرضت الصلوات في ليلة المعراج؟ فكونها صلت يدل على أن المعراج وقع في حياتها،وهي ماتت قبل الهجرة بثلاث أو بخمس سنين.

والجواب عن هذا: أن الصلاة كانت مفروضة ركعتين ركعتين،ركعة أول النهار وركعة آخر النهار، كما قالت عائشة رَضِي اللهُ عَنْهَا: فرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين ركعتين، فزيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر. فخديجة رَضِي اللهُ عَنْهَا كانت تصلي،ولكن لم تكن الصلاة المفروضة الصلوات الخمس التي فرضت ليلة المعراج.

المسألة الثالثة: المعراج بل قبلها الإسراء والمعراج،هل وقع بجسد النبي عليه الصلاة والسلام أم بروحه؟ يعني بجسده وروحه أم بروحه فقط، أم كان مناماً؟ اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في ذلك، فقالت طائفة: كان الإسراء والمعراج بروحه، وقال آخرون: بل بروحه وبجسده، ولم يقل أحد منهم: إن الإسراء والمعراج كان مناماً، لهذا لا يسوغ أن ينسب هذا القول للسلف،بل قاله بعض العلماء الذين لم يدققوا الفرق بين قول من قال: إنه روح،وبين أن يكون مناماً.

والصواب الذي عليه عامة أهل السنة،أكثر أهل السنة،أنه كان بجسده وروحه معاً في الإسراء والمعراج، ولم يقل أحد من المنتسبين لأهل العلم فيما أعلم: إنه أسري بجسده وروحه، وعرج بروحه فقط، وإنما ثم ارتباط ما بين الإسراء والمعراج؛ لأنه لم يقل أحد: إنه ذهب ونام في بيت المقدس.

إذن نقول الصواب: إن الإسراء والمعراج كان بروحه وجسده معاً؛ ويدل على ذلك أدلة منها أن الله جل وعلا قال: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}.
الشيخ: والصواب الذي عليه عامة أهل السنة، أكثر أهل السنة , أنه كان بجسده وروحه معاً في الإسراء والمعراج , ولم يقل أحد من المنتسبين لأهل العلم فيما أعلم: إنه أسري بجسده وروحه وعرج بروحه فقط , وإنما ثم ارتباط ما بين الإسراء والمعراج؛ لأنه لم يقل أحد: إنه ذهب ونام في بيت المقدس.

إذن نقول: الصواب أن الإسراء والمعراج كان بروحه وجسده معاً , ويدل على ذلك أدلة:
فمنها أن الله جل وعلا قال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} قوله: {أسرى بعبده}، العبد اسم للجسد والروح معاً , وليس اسماً للروح وإنما الروح تخص بالإضافة، فيقال: روح العبد، روح عبدي فلان , كما جاء في بعض الأحاديث , وكذلك الجسد يخص فيقال: جسد فلان, أو جسد عبدي فلان , يعني إذا كان من الله جل وعلا، أما إطلاق لفظ العبد أو الإنسان فإنه يكون لمجموع الروح والجسد , فإذن في قوله: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} دليل على أن الإسراء كان بالروح والجسد معاً، وإذا كان الإسراء كذلك فالمعراج كان بهما جميعاً.

الدليل الثاني: أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أنه كان مضطجعاً في بيته , أو في بيت أم هانئ , ففرج السقف , فنزل جبريل , وفي رواية أنه عليه الصلاة والسلام كان مضطجعاً في الحطيم (غير مسموع) فأخذه جبريل فشق صدره ما بين ثغرة نحره إلى أسفل بطنه , واستخرج قلبه... إلى آخره، وهذه إنما تكون للجسد , ولا معنى للإسراء بالجسد بدون روح، فصار ثم تلازم ما بين الإسراء بالجسد والروح معاً إلى أدلة أخرى في هذا المقام معروفة.
المسألة الرابعة: أن الإسراء والمعراج اختلفت فيها الأحاديث , فمن الأحاديث ما أفرد فيه الإسراء دون المعراج , ومنها ما أفرد فيه المعراج دون الإسراء , وهي في الصحيح وفي غيره , وما جرى في الإسراء وما جرى في المعراج يؤخذ من مجموع الأحاديث , يعني أن تجمع الروايات الصحيحة التي جاءت في الإسراء , وجاءت في المعراج , وينظر ما حدث في الإسراء والمعراج، يعني أن بعض الروايات مثلاً فيما رواه البخاري في صحيحه قال: فأتاني جبريل , قال: فأخذني فأركبني على البراق فعرجت في السماء أو فعرج بي إلى السماء فاستفتح وهذا فيه نقص؛ لأن العروج في السماء إنما كان بعد الذهاب إلى بيت المقدس , وفي بعض الروايات فيها نقص.

المقصود أن الإسراء والمعراج تنوعت الروايات فيه , ونبه أهل العلم على أن أحد الروايات في الإسراء والمعراج مما روي عن أنس رضي الله عنه , أن فيها خلطاً وهي رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر في البخاري وفي غيره ومسلم –رحمه الله- حينما ذكر الرواية في صحيحه , أشار إلى رواية شريك بن عبد الله عن أنس , وقال: فزاد ونقص , يعني شريكاً , فزاد ونقص وقدم وأخر , ولم يسق روايته , وفي روايته أغلاط عند أهل العلم , خالف فيها مجموع أهل العلم الذين رووا ذلك عن الصحابة.

إذن فمسألة الروايات بها يعلم ما حصل , وبالنسبة للمعراج، رواية الإسراء والمعراج معاً – يعني مجموع الروايات- أن فيه وصف الدابة وفيه تسميتها بالبراق، وتسمية هذه الدابة بالبراق لأمرين:

الأول: أنها في سرعتها كالبرق، قد جاء في وصفها أنه يعني البراق أو أن الدابة تضع حافرها حيث ينتهي بصرها , معلوم أن الإسراء كان بالليل , ومعنى ذلك أنها تبصر ليلاً وأن سرعتها عظيمة فلذلك كان من أوجه تسميتها بالبراق أن سرعتها كالبرق.

الثاني في تسميتها بالبراق: أن لها بريقاً , ولذلك جاء في وصفها أنها بيضاء , دابة بيضاء بين البغل والحمار؛ وذلك لأن لها بريقاً والبريق يؤخذ من البياض.

النبي عليه الصلاة والسلام في الإسراء به مرّ على أشياء كثيرة , حتى وصل إلى بيت المقدس , قال طائفة من أهل العلم: ارتبط الإسراء بالمعراج , مع أنه لا رابط بينهما من جهة العروج للسماء , يمكن أن يكون العروج من السماء من مكة وارتبط الإسراء بالمعراج , وكان الإسراء من مكة إلى بيت المقدس , ثم العروج من بيت المقدس لأمور , الأول.. يعني لحكم فيما استظهروه.

الحكمة الأولى أن يطلع النبي عليه الصلاة والسلام في مسيره على الأرض , على أشياء تكون أقوى لحجته إذا سأله المشركون , ولو عرج به إلى السماء مباشرة , فإذا سألوه فلن يكون عنده ما يقوي حجته عليهم في هذا الأمر , لهذا لما رجع سألوه فأخبرهم عن خبر قافلة , فلما رجع أهل القافلة سألوهم فقالوا: نعم حصل كذا وكذا.

الثاني من الحكم: أن فيها إظهاراً للترابط ما بين مكة وما بين بيت المقدس , وأن بيت المقدس كان قبلة , وأن مكة كانت قبلة , فلم يتوجه أتباع الأنبياء إلا إلى هذين؛ إلى بيت المقدس وإلى مكة المكرمة يعني إلى الكعبة.

التعليل الثالث: أن يظهر فضل محمد عليه الصلاة والسلام , حيث يلتقي بالأنبياء في بيت المقدس ثم يصلي بهم، وقد جاءت روايات مختلفة صحيحة في دخول النبي عليه الصلاة والسلام إلى المسجد الأقصى , ففيها أنه دخل فقال له جبريل: صل ركعتين. فصلى ركعتين , فصلى جبريل ركعتين , ثم وجد الأنبياء ووجد صفوفاً خلفه , فصف معهم ثم قدمه جبريل عليه السلام فصلى بهم، ففي هذا إظهار لفضله عليه الصلاة والسلام , ولمكانته ومزيته في الإمامة على سائر الأنبياء عليه الصلاة والسلام.

أيضاً مما يذكر في الإسراء أنه عليه الصلاة والسلام مرّ بموسى في قبره , قال كما رواه مسلم في الصحيح قال: ((مررت ليلة أسري بي بموسى وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر)) وهذا الحديث رواه مسلم في الصحيح , وطائفة من أهل العلم قالوا: إن في هذا الحديث شذوذاً أو نكارة , ولم يقبلوه , والأكثرون على قبوله يعني أن هذا الحديث صحيح , وابن القيم –رحمه الله- وجماعة ممن يميلون إلى أن فيه مقالاً.

أيضاً مما حدث في الإسراء أن أهل العلم اختلفوا في الدابة , هل ربطت أم تركت؟ فأنكر طائفة أن تكون ربطت في الصخرة , وقبلها أو قبل هذه الرواية أكثر أهل العلم فقالوا: إن جبريل وخز الصخرة فانثقبت فربط الدابة فيها.

أما المعراج فلما عرج به عليه الصلاة والسلام أتوا إلى السماء الأولى , فاستفتح جبريل فقيل له: أمعك أحد؟ قال: نعم. قيل: من؟ قال: محمد بن عبد الله. فقيل له: أوقد بعث؟ أو أوقد أرسل , أو أوقد أوحي إليه؟ فقال: نعم. ففتح , قال: فلما.. قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((فلما ولجنا السماء الأولى وجدت فيها آدم)) يعني السماء الأولى إلى آخره تتكرر، فقيل لي: هذا أبوك آدم فسلم عليه. قال: فسلمت عليه , ثم رد عليّ السلام , فقال: مرحباً بالابن الصالح والعبد الصالح.
ثم عرج به إلى السماء الثانية فاستفتح , يعني حصل مثل (اللي) حصل: من معك؟ أوقد أرسل؟ إلى آخره , فوجد في السماء الثانية عيسى عليه السلام ويحيى , وهما ابنا خاله ثم إلى السماء الثالثة وجد فيها يوسف , ثم السماء الرابعة وجد فيها إدريس , ثم السماء الخامسة وجد فيها هارون , ثم السماء السادسة وجد فيها موسى عليه السلام , عليهم جميعاً السلام, ثم السماء السابعة وجد فيها إبراهيم , وكل يقول له: مرحباً بالأخ الصالح والعبد الصالح , إلا آدم وإبراهيم فيقولان: مرحباً بالابن الصالح والعبد الصالح، ولما مرّ على موسى عليه السلام , وسلم عليه ورد عليه موسى , قال عليه الصلاة والسلام: فلما ذهبت إذا به يبكي موسى عليه السلام , فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي أن بعث غلام من بعدي يكون من يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخل الجنة من أمتي.

ثم لقي إبراهيم الخليل عليه السلام , في السماء السابعة , قال: ثم رفعت لي سدرة المنتهى , فإذا نبتها مثل قلال هجر , وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال: ثم رفع لي نهران باطنان... سقط... ونهران ظاهران , فسألت فقيل لي: النهران الباطنان من الجنة , والنهران الظاهران النيل والفرات , ثم أوتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل , فشربت الإناء من العسل* فقيل لي: هذه الفطرة , هديت للفطرة , أو هذه الفطرة فيك وفي أمتك… أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

ردا على سؤال غير مسموع: شرب من اللبن , فشرب من إناء اللبن فقيل له: هديت إلى آخر الحديث.
المقصود أن هذا حديث المعراج وما فيه، هذه إحدى الروايات , والروايات في ذلك كثيرة في اختلاف أماكن الأنبياء واختلاف المقالة , واختلاف ما حصل , وكذلك في ما حصل في السماء السابعة.

إذا تبين ذلك فثم كلام هنا على لقيا النبي عليه الصلاة والسلام للأنبياء والمرسلين , والعلماء لهم في ذلك قولان، هل لقي أجسادهم مع أرواحهم؟ أم أنه عليه الصلاة والسلام لقي أرواحهم دون أجسادهم؟ فطائفة من أهل العلم قالوا: لقي أرواحاً وأجساداً , استدلوا على ذلك بدليلين:
الأول: أن هذا هو الظاهر من الجمع , والثاني.. يعني من أنهم جمعوا له وأنه كلم آدم وكلم فلان وكلم فلان إلى آخره.

والدليل الثاني: أنه جاء في أحد الروايات قوله: ((وبعثت لي الأنبياء)) وبعثة الأنبياء له تدل على أن ذلك خاص في ذلك الموقف الخاص.

القول الثاني: أن ذلك إنما هو للأرواح دون الأجساد , حاشا عيسى عليه السلام؛ فإنه رفع إلى السماء بروحه وجسده , وفي إدريس قولان , إدريس عليه السلام في السماء الرابعة فيه قولان , هل كان رفعه للسماء الرابعة بروحه فقط؟ أم كان بروحه وجسده؟ وفي ذلك خلاف عند المفسرين وعند أهل العلم , مأخوذ أو تجده عند قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} في قصة لا تثبت , يعني في قصة لسبب الرفع لا تثبت.

والأظهر من القولين عندي: أن ذلك كان بالأرواح دون الأجساد , خلا عيسى عليه السلام؛ وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام حين التقى بالأنبياء , وصلوا معه عليه السلام , إما أن يقال: صلوا معه بأجسادهم , وقد جمعت أجسادهم له من القبور , ثم رجعت إلى القبور وبقيت أرواحهم في السماء , وإما أن يقال: هي بالأرواح فقط؛ لأنه لقيهم في السماء , ومعلوم أن الرفع إنما خص به عيسى عليه السلام إلى السماء رفعاً حيا , وكونهم يرفعون بأجسادهم وأرواحهم إلى السماء دائماً ولا وجود لهم في القبور هذا لا دليل عليه , بل يخالف أدلة أن.. الكثيرة أن الأنبياء في قبورهم إلى قيام الساعة، فمعنى كونهم دفنوا , ماتوا ودفنوا , أن أجسادهم في الأرض , وهذا هو الأصل , ومن قال بخلافه قال: هذا خاص به عليه الصلاة والسلام أنه بعثت له الأنبياء فصلى بهم , ولقيهم في السماء , وهذه الخصوصية لا بد لها من دليل واضح , وكما ذكرت لك الدليل التأملي يعارضه , وعلى كل هما قولان لأهل العلم من المتقدمين والمتأخرين.
المسألة الخامسة: النبي عليه الصلاة والسلام حين رفع إلى ما فوق السماء السابعة ورأى البيت المعمور، ورأى سدرة المنتهى، رأى أشياء من آيات الله الكبرى كما قال جل وعلا: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}.

النبي عليه الصلاة والسلام رأى هذه الأشياء بقلبه , ورآها بعينه , كما قال جل وعلا: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} فصار للفؤاد رؤية وقال: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} فصار للبصر رؤية , لهذا نقول: رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لآيات ربه الكبرى فيما فوق السماء السابعة , وفي السماء السابعة , وما رأى صار بشيئين: بالبصر وبالقلب جميعاً , ولا يقال: بالبصر وحده , ولا يقال: بالفؤاد وحده , بل رأى بهما جميعاً , وهذا يعني أنه قد يكون ثم أشياء رآها ببصره وقلبه جميعاً , وثم أشياء رآها بفؤاده دون بصره.

لهذا قال من قال من أهل العلم: إن النبي عليه الصلاة والسلام رأى ربه جل وعلا بفؤاده , وهذا يجرنا إلى المسألة المشهورة: هل رأى النبي؛ نبينا عليه الصلاة والسلام ربه أم لا؟ في قولين للصحابة:

منهم من قال: رأى ربه , ومنهم من قال: لم يره , كما هما قولان لعائشة وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين , والصحيح من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه , وإنما سمع كلامه {فأوحى إلى عبده ما أوحى} كما ثبت في الصحيح من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: هل رأيت ربك؟ قال: ((نور أنى أراه)) يعني ثم نور وهو الحجاب , حجاب الرب جل وعلا النور , قال: نور , ثم أنى أراه , وفي رواية أخرى قال: ((رأيت نوراً) يعني نور الحجاب.

إذن فالصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام حصلت له أنواع رؤية؛ منها رؤية أشياء بالبصر , ورؤية أشياء بالقلب بالفؤاد , ورؤية أشياء بهما جميعاً , وأما الله جل جلاله فلم يره , وإنما سمع كلامه عليه الصلاة والسلام.
المسألة السادسة: أنه من المشهور المعروف في قصة الإسراء والمعراج تراجع أو المراجعة , التي حصلت بين النبي عليه الصلاة والسلام وموسى في فرض الصلاة؛ فإن الله جل وعلا فرض الصلاة المفروضة على هذه الأمة خمسين صلاة , ثم رجع جبريل مع النبي عليه الصلاة والسلام , ثم لما لقي النبي عليه الصلاة والسلام موسى قال.. سأله فقال: فرض علي خمسين صلاة , فقال: إنها لكثيرة , وقد عالجت من أمر أمتي ما علمت أن أمتك لن تطيق ذلك؛ فارجع فاسأل ربك التخفيف. قال عليه الصلاة والسلام: فاستأذنت جبريل فأذن لي , فسألت ربي التخفيف. هنا وقع اختلاف في الروايات , هل صار التخفيف خمساً خمساً؟ أم كان التخفيف عشراً عشراً حتى وصلت إلى خمس في آخرها؟

والصواب والأصح أن التخفيف وقع عشراً عشراً , يعني [كانت خمسين ثم خفف عنه عشراً فصارت أربعين , ثم خفف عنه عشراً فصارت ثلاثين]* ثم خفف عنه عشراً فصارت عشرين , ثم خفف عنه عشراً فصارت عشراً , ثم خفف عنه خمسا , ثم لما رجع إلى موسى قال: إنها كثيرة , إن أمتك لن تطيق ذلك؛ فقد عالجت من أمر أمتي ما عالجت. أو كما قال , فقال نبينا عليه الصلاة والسلام: لقد استحييت من ربي... سقط... قال فسمعت من يقول: لقد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي.

هذه بعض المسائل المشهورة في مسألة الإسراء والمعراج , ولا ندري هل غطيت أم لا؟
نرجع إلى ألفاظ المؤلف قال: "والمعراج حق , وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة" في اليقظة يعني ليس في المنام، "وعرج بشخصه" يعني بجسده , يعني مع روحه , فنفهم من قوله: "عرج بشخصه" أنه عروج بالروح والجسد معاً.

وقوله: "في اليقظة" أنها ليست في المنام , وقوله: "وقد أسري وعرج" نفهم منه أنهما متلازمان , كما قررت لك سالفا.
قال: "إلى السماء" والمقصود بالسماء جنس السماء , وهي السماوات , "ثم إلى حيث شاء الله من العُلى" يعني مما فوق السماء السابعة , "وأكرمه الله بما شاء" يعني من تكليمه , ومن أنه رأى عليه الصلاة والسلام أشياء لم يرها غيره عليه الصلاة والسلام وما حباه الله جل وعلا به.
قال: "وأوحى إليه ما أوحى في شأن الصلاة وفي غيره {ما كذب الفؤاد ما رأى}" {ما كذب الفؤاد ما رأى} هذه قد تفهم على أنه رأى ربه بفؤاده , يعني من حيث صياغة المؤلف وقد يفهم أنه أراد الاستشهاد بالآية {ما كذب الفؤاد ما رأى} يعني ما رآه في أثناء الوحي , يعني من الأنوار والآيات العظام.

قال: "فصلى الله عليه وسلم في الآخرة والأولى"، صلى الله عليه، الصلاة هنا على النبي عليه الصلاة والسلام من الله جل جلاله معناها الثناء عليه، عليه الصلاة والسلام , فالصلاة لها استعمالات , فإذا كانت الصلاة من الله جل وعلا على عبده على الأنبياء والمرسلين , على المؤمنين {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ} تكون الصلاة من الله جل وعلا بمعنى الثناء , يعني يثني على نبيه في الملأ الأعلى، اللهم صل على محمد , يعني اللهم أثني على محمد في الملأ الأعلى، بما هو أهله عليه الصلاة والسلام. والصلاة من الملائكة على المؤمنين هو الدعاء لهم والاستغفار، الملائكة تصلي {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ} يعني الملائكة تدعوا لابن آدم: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه , تستغفر له، كما قال جل وعلا: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ}. الصلاة من العبد للعبد (غير مسموع) اللهم صل على فلان , يعني: اللهم أثني على فلان، صليت عليك أو لك يعني دعوت لك.
لهذا قال جل وعلا: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلََاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ}.

إذا تبين ذلك فالصلاة من الله جل وعلا مختصة بالأنبياء والمرسلين , يعني لا يقال على وجه الانفراد , اللهم صل على فلان , إلا أن يكون نبياً ورسولاً , يعني أن يكون نبيا أو رسولا أحسن من الواو نبيا أو رسولا , فالصلاة على الأنبياء والمرسلين، أما غيرهم فلا يصلى عليه عل وجه الانفراد , وقد يصلى عليه على وجه التبع , اللهم صل على محمد وآل محمد, اللهم صل على محمد وآله وصحبه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، هذا يجوز من جهة التبع , أما من جهة الاستقلال فلا يقال صلى الله على آل محمد فقط، صلى الله على الصحابة فقط , وقد يجوز على المفرد إذا لم يكن شعاراً، مرة , مرتين، تارة , تارتين، ونحو ذلك , ولا يكون شعاراً كما قال عليه الصلاة والسلام لما جاءه ابن أبي أوفى بالصدقة قال: ((اللهم صل على آل أبي أوفى)) هذا دعاء لهم , هذا يكون على وجه الانفراد ولا يكون شعاراً.

فإذن ما يكون شعاراً أننا نصلي على علي رضي الله عنه كلما ذكر علي رضي الله عنه قلنا: عليه السلام أو بعض الآل نقول: عليهم الصلاة والسلام أو نحو ذلك فهذا مخالف للهدي، هدي الصحابة، رضوان الله عليهم.
تجوز الصلاة على الفرد بشرطين ذكرتهما لك:
الأول: ألا تكون دائماً؛ تكون أحياناً.
والثاني: ألا تكون شعاراً على شخص , أو على مجموعة يعني الأئمة صلى الله على الأئمة , هذه كلها من شعارات أهل البدع.

هذا ما يتعلق بهذه الجمل , ونؤجل الكلام على الحوض في المرة القادمة إن شاء الله تعالى.
[كلام ليس له فائدة علمية] أسأل الله جل وعلا أن يبلغنا وإياكم رمضان , وأن يجعلنا فيه من عباده الصالحين المقبولين , وأن يعيننا فيه على التلاوة والعبادة , وأن يجعلنا مخلصين صادقين في أقوالنا وأعمالنا , وألا يكلنا لأنفسنا طرفة عين, اللهم كن لنا ولا تكن علينا , اللهم قونا على ما تحب وترضى , إنك جواد كريم , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد [كلام ليس له فائدة علمية]


السؤال: ما صحة الرواية التي فيها أن شق صدره كان وهو مسترضع في بني سعد؟

الجواب: إن هذا صحيح , النبي عليه الصلاة والسلام شق صدره عدة مرات , لكل مرة ما يناسبها , ثلاث مرات لكل مرة بما يناسبها، ومن العجيب ما رواه الإمام أحمد من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم كان يُرى المخيط في صدره من أثر الشق مخيط في صدره من أثر شق صدره عليه الصلاة والسلام.

السؤال: هل كان المعراج بالبراق؟

الجواب: لا؛ البراق دابة رُكب عليها ما بين مكة إلى بيت المقدس فقط أما المعراج فبالمعراج.
يعني كون السؤال بها الشكل معناه أن الدرس ما فهم. [كلام ليس له فائدة علمية]
السؤال: كيف نوفق بين رواية أن إبراهيم كان في السماء السابعة , وموسى في السادسة، وفي فرض الصلاة كان أول من قابل موسى؟
الجواب: لا , هو نزل , فلما بلغ موسى راجعه موسى، يعني سأله موسى لا يعني أنه كان في السابعة.


السؤال: هل الكلام من الله جل وعلا يصل مباشرة أم هو وحي؟

الجواب: الكلام من الله جل وعلا , كلام الله جل وعلا ثلاثة أنواع كما قال سبحانه في آخر سورة الشورى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُإِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ}، قال {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُإِلاَّ وَحْياً} هذا واحد {أو من وراء حجاب} الوحي الأول هذا يدخل فيه النفث في الروع , ويدخل فيه الإلهام , ويدخل فيه المنام , ويدخل فيه أشياء كثيرة , {أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} وهو ما كلم به موسى عليه السلام , وما كلم به النبي محمد عليه الصلاة والسلام فكان من وراء {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} سبحانه. نعم.

ردا على سؤال غير مسموع: والله ما شفت فيها مؤلف , ربما الإخوة أكثر نظر في الكتب المعاصرة مني , ما شفت فيها مؤلف جيد يعني إنما هي مجموعة متفرقة من بين كتب التفسير وكتب الحديث وكتب العقائد , حتى الذين كتبوا في العقائد تارة يوردون الإسراء والمعراج في أمور الغيبيات يعني يجعلونه مع الحوض والكوثر والصراط والميزان مثل الشفاعة , مثل ما فعل الطحاوي , وتارة يذكرونها بعد النبوات على أنها من دلائل النبوة.


السؤال: ما معنى النهران في الجنة النيل والفرات؟ وهل هو...؟

الجواب: هذا نؤمن به , والله جل وعلا أعلم بحقيقته، نؤمن بما جاء في الحديث , والله جل وعلا أعلم بحقيقته ((نهران باطنان ونهران ظاهران)) (كلام غير مسموع)


سؤال: أسألك بحق تلاوتي للقرآن أن تجيب دعوتي.
جواب: هذا تركه أحسن؛ لأنه فيه اعتداء، حق التلاوة له جهتان، جهة الإثابة عليها , هذا فعل الله جل وعلا , وحق تلاوة القرآن يعني مكانة التلاوة وعظمة التلاوة إلى آخره , وهذه قد تكون سؤالاً بأمر أجنبي , فلذلك الدعاء بهذا يترك؛ لأنه لا يخلو من اعتداء لعدم وروده.


السؤال: هل التكليم مختص بالأنبياء فقط أو يدخل فيه غيرهم؟

الجواب: يقصد أي تكليم؟ ما أدري , أما تكليم الله جل وعلا فهو لم يكلم الله جل وعلا مباشرة إلا موسى عليه السلام , ومحمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام من الرسل تضيف عليهما آدم عليه السلام من الأنبياء.

[السؤال: هل يدل وصف النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الأنبياء أثناء رحلة الإسراء والمعراج على أنهم كانوا بالأرواح والأجساد؟]*
الجواب: لا، هي الروح شكل الجسد , الروح شكلها شكل الجسد , الروح.. بمعنى لو فُصِلَت روحك عنك صارت الصورة واحدة، يكون الجسد للجثمان والروح مخلوق , الله جل وعلا أعلم بحقيقتها , لكن من حيث الصورة واحدة يدل عليه أن النبي r قال: ((من رآني في المنام فقد رآني؛ فإن الشيطان لا يتمثل بي)). ومعلوم أن الرائي للنبي عليه الصلاة والسلام في المنام إنما يرى روحه؛ لأن جسده عليه الصلاة والسلام مدفون , وإذا كان رأى روحه فإنه يرى روحه على صورة جسده عليه الصلاة والسلام , الذي كان يعيش في الدنيا بروحه وجسده , لهذا الروح صورتها صورة الجسد , الروح والجسد نفس الصورة، الروح تدخل في الإنسان , يعني في النفخ فيه حينما يكون جنيناً , وتتشكل مع الجسد الهيئة , هيئة الروح هي هيئة الجسد. والله أعلم بحقائق الأشياء. نعم.

ردا على سؤال غير مسموع: القبر يأتي له بحث , بحثه الشيخ عبد الحق الظاهري في جزء ترجعوا إليه إن شاء الله , ومن جهة حديثية فيه مقال (غير مسموع) صححه مسلم , وأورده في صحيحه , الحكم يحتاج إلى مزيد بحث ونظر , نعم {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} هذا جبريل عليه السلام (مداخلة غير مسموعة) هذا قول يعني؛ لأنها مشكلة , يعني مشكلة هل الروح جعل لها جسد حتى يمكن رؤيته , أو أنه عليه الصلاة والسلام مكن من رؤية الأرواح حيث هي ثم الخلاف (اللي) أنا أشرت لك , ومن قال: الجسد والروح جميعا يرد عليه إشكالات , يرد عليه إشكالات أكثر من ورود الإشكالات على الروح فقط.

السؤال: هل يجوز أن نقول: إن القرآن مؤلف؟
الجواب: لا يجوز ذلك , وهذا من امتهان القرآن، القرآن كلام الله جل وعلا، التأليف معناه الجمع , يؤلف ما بين جملة وجملة , ويناسق بينها , ألف هو يعني جمعه ونَسَّق بينه بين جمله ومباحثه و.. إلى آخره، القرآن كلام الله جل وعلا , القرآن أنزل على سبعة أحرف , هذا من العجيب في كلام الله جل وعلا أن القرآن أنزل على سبعة أحرف , يعني أن القرآن سمعه جبريل على هذا النحو سبعة أحرف , فنزل هذا مما يدل على عظم كلام الرب جل جلاله.
سؤال: هل صحيح أن أول كتاب ألف هو الموطأ؟
جواب: يعني أول كتاب جمع الحديث مبوبا هو الموطأ , نعم.

ردا على سؤال غير مسموع: سلم له درجات مرقاة للصعود إما من ذهب أو من فضة هذا (اللي) جاء في وصفها
ـ....................
ـ نعم , ما يصلح , مادة القرآن ما يصلح (غير مسموع) مادة التلاوة لا بأس مادة تلاوة القرآن (غير مسموع)
أول مسجد وضع في الأرض المسجد الحرام، ثم بعده بأربعين عاماً وضع المسجد الأقصى , يعني وضع هذا المسجد الموجود، والمسجد الحرام بنته الملائكة , يعني الكعبة بنتها الملائكة والمسجد الحرام حدد حرمته إبراهيم عليه السلام هو الذي حرمه و.. يعني ما حول الكعبة. والمسجد الأقصى أيضاً بنته الملائكة بعد بناء الكعبة بأربعين سنة. نعم.

ردا على سؤال غير مسموع: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} لفظة أقصى هذه أفعل , فتدل على أن ثم مسجداً ليس قاصيا , ولكنه ليس بأقصى , ولذلك فهم من الآية أن فيها بشارة بالهجرة , وفيها إرهاص وفهم أن الآية فيها إرهاص بالهجرة , وأنه ثم مسجداً سيعظم سيكون قاصياً عن المسجد الحرام , ولكنه ليس أقصى , ولهذا قال تعالى: {إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} فكونه كان أقصى يعني أقصى المساجد معناه فيه جمع من المساجد وهذا.. والمساجد هذه هي الثلاثة، المسجد الحرام ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام والمسجد الأقصى.
ـ..................
ـ (إي) بيت المقدس أعم , المسجد خاص مثلما تقول مكة والكعبة أو المسجد الحرام.
بالمناسبة في تشوفون في الصور القبة الموجودة هذه (اللي) زرقاء (اللي) حولها الجدران الزرقاء والقبة لونها ذهبية أو شيء يعني المهم القبة المعروفة هذه القبة...


الـوجـه الـثـانـي


وضعت على الصخرة , ولذلك (اللي) تحتها يسمى مسجد الصخرة , ما هو المسجد الأقصى، وهذا اللي حول الصخرة لا يصلى فيه يعني اختياراً؛ لأن هذا عظمت به الصخرة , والصخرة لا يجوز تعظيمها لا ببناء قبة عليها ولا بتحويطها إلى آخره , وإنما هي من جملة ما وصل إليه المسجد , فالتعظيم صار للصخرة بالبناء عليها , وبوضع القبة الحالية عليها , هذا بعد زمن الصحابة –رضوان الله عليهم-، أما المسجد الأقصى فهو مسجد قديم تشوفونه بعيد، يعني بعيد لو (شفتوا) الصورة يعني هذا هو الذي فيه حصل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم , والإسراء كان إليه، نعم توسعة المسجد الأقصى توسع شمل والصخرة هذه وزيادة عليها , فللجميع الآن اسم المسجد الأقصى , للجميع؛ للمسجد القديم العتيق , ولما ألحق به من التوسعة , لكن ليس المسجد الأقصى (اللي) فيه المحراب وفيه يعني الإمام (اللي) هو ما يسمى بمسجد الصخرة، وهذا من الأغلاط الشائعة.
إيش تقول (غير مسموع)
ردا على سؤال غير مسموع: هذا جاء السؤال إننا نؤمن بها على حقيقتها , ما هو النيل يعني النيل والفرات , ما هو يعني أنهم من السماء متصلة إلى هذا الموضع , أنت لو ذهبت إلى الجبال رأيت منابع النيل تجدها ومنابع الفرات تجدها , ولكن النيل والفرات وجدهما النبي عليه الصلاة والسلام في السماء , وهذا حق ونؤمن به , كيف ذلك؟ وما اتصال النهرين الذين في السماء بالنهرين اللذين في الأرض؟ الله أعلم بحقيقة ذلك. نعم.

ردا على سؤال غير مسموع: هو كما قال جل وعلا: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}.

لما جاء إبراهيم عليه السلام إلى الوادي، الوادي ليس فيه أحد فقال: {رَّبَّنَا إِنَّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} فهو قصد ها المكان , هذا الوادي عند البيت , فالبيت موجود لكنه ما وجد منه إلا قواعده لكن متى أقيم؟ لما بلغ إسماعيل وشارك إسماعيل أباه إبراهيم – عليهما الصلاة والسلام- في بنائه {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} يعني بعد بلوغ إسماعيل وإلا البيت موجود من قبل.

السؤال:(غير مسموع) يعقوب (غير مسموع)؟

الجواب: يعقوب , لا ما هو بصحيح , المسجد الأقصى بنته الملائكة مثل المسجد الحرام , أول مسجد وضع في الأرض , سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض قال: ((الكعبة)) , قيل: ثم أي؟ قال: ((المسجد الأقصى)) قال: كم كان بينهما؟ قال: ((أربعين سنة)).

ردا على سؤال غير مسموع: التدلي (اللي) في الآية ليس لله جل وعلا , والتدلي (اللي) جاء في الحديث , هذا أهل العلم منهم من أثبته صفة , وذلك منه لأجل تصحيح الرواية، ومنهم من أنكر ذلك وهو الصحيح؛ لأن هذه من أفراد شريك بن عبد الله بن أبي نمر , فلا يؤخذ منه , وعامة أهل العلم (اللي) رووا الحديث خالفوه في ذلك , أصحاب أنس خالفوه في ذلك.


ردا على سؤال غير مسموع: أنا ذكرت هذا , لكن قبل قلت: إن الصلاة مفروضة ركعتين ركعتين من أول البعثة , ركعتين أول النهار , وركعتين آخر النهار {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الْلَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ} فالصلاة كانت ركعتين وركعتين , مثلما قالت عائشة رضي الله عنها: فرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين ركعتين. فأقرت صلاة السفر , وزيد في صلاة الحضر , فلما صلى بهم عليه الصلاة والسلام صلى بهم ركعتين كانت صلاة الأنبياء ركعتين , وأما الصفة هذه فرضت الصلوات الخمس في المعراج , يعني ليلة العروج , ثم من غدٍ جاء جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام فعلمه الصلاة , علمه مواقيتها وعلمه صفاتها.

سؤال من أحد الحاضرين: (غير مسموع) هل هذه المقولة (غير مسموع) أم...
جواب: هذا في القرآن: {فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} {قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} فالذبيح إسماعيل عليه السلام , يعني الذي أراد إبراهيم أن يذبحه هو ولده إسماعيل وليس إسحاق. ((أنا ابن الذبيحين)) يعني أبي وإسماعيل عليه السلام.

ـ...........................
ـ نعم.
ـ...........................
ـ على إيه
ـ..........................
ـ لا , مثلما قلت لك يعني (غير مسموع) يعني ما (غير مسموع)

ـ ردا على سؤال غير مسموع: لا لا لا الصخرة لا يجوز يعني بناء القبة عليها حرام والتعلق بها حرام , الصخرة ليس لها مكان (مداخلة غير مسموعة) وهي مثل غيرها من الأمكنة. شهرتها أنها ربط البراق وهي قريبة من المسجد الأقصى , فربط بها البراق ومشى النبي عليه الصلاة والسلام ودخل المسجد، هذا لأجل أنها (ربط البراق) ويقولون وهذا ما رأيته في رواية ثابتة يحتاج إلى تأمل , أنه عرج به منها يعني صعد عليها , ومنها طلع لكن هذا أنا ما أعرفه في رواية ثابتة , (اللي) يشوفون الصخرة ما أدري أحد يعرف , ويقولون: فيها وفيها (إيش) بها مغارة من هنا خرج يعني لهم فيها تعلقات أهل العلم, أئمة السنة نبهوا أن هذه التعلقات بالصخرة وبناء القبة عليها إلى آخره , كل هذا حرام , ومن التعلقات البدعية ومن وسائل الشرك.

وفقكم الله جميعا , وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ردا على سؤال غير مسموع: أي قبلة.
ـ...........................
ـ أو قبلها (غير مسموع)


السؤال: ترتيب الأنبياء في السماء ترتيب أفضلية (غير مسموع)؟

الجواب: لا يعني عيسى عليه السلام (غير مسموع) قصدك يوسف (غير مسموع)
ـ يسكت عنه.
ـ (غير مسموع) الترتيب ثبت في الحديث ولكن هل قصدك أنه يستفاد من الترتيب ترتيب أفضلية , يكون الأول أقل فضلاً من الذي بعده , فإبراهيم أفضل من الجميع ثم يليه موسى , لا.
ـ (غير مسموع) الترتيب يسكت عنه.
ـ كيف؟
ـ الترتيب يعني يسكت عنه (غير مسموع)
ـ لا هذا جاء في الحديث.
ـ ترتيبهم على هذا النحو.
ـ ترتيبهم جاء في الحديث يعني قصدك هل يستفاد من الترتيب الترتيب في الأفضلية , يعني إن الأول أفضل من الثاني , يعني الأول أقل فضلا من (اللي) بعده , إبراهيم أفضل من الجميع ثم يليه موسى.

ردا على سؤال غير مسموع: ما في إشكال (غير مسموع) هذا حمل على طائفة من المرتدين , كان في طائفة من الأعراب وبني (غير مسموع) أسلموا وحجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتدوا بعد ذلك فهو عرفهم أنهم أصحابه؛ لأنهم آمنوا به وحجوا معه وقال: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك , وفي رواية قال: إنهم لم يزالوا مرتدين على (غير مسموع) تركتهم فقوله: ((أصحابي)) هذا بناء على ما عهد (هه) قال (غير مسموع) قال فقلت ما قال عيسى عليه السلام: {إن تعذبهم فإنهم عبادك} {وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد} هذا واحد.

والثاني: المنافقون الذين لم يطلع عليه الصلاة والسلام على حقيقة أمرهم؛ لأن الله جل وعلا قال: {ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم} فهو عليه الصلاة والسلام ما قطع بالله حق الحق وأوحاه.
... وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اللهم تسليما مزيدا , أما بعد..,

فأسأل الله جل وعلا أن يجمع لي ولكم بين العلم والعمل , والتوفيق للعمل الصالح وقبول العمل , وأسأله سبحانه أن يمن علينا بما من به على العلماء العاملين من التوفيق للصالحات , وتيسير سبل العلم على طلابه , وأن يسددنا في أقوالنا وأعمالنا؛ إنه كريم جواد قريب من الداعي إذا دعاه. وبين يدي الدرس فيما يأتي بقية الإخوة نجيب على بعض الأسئلة التي وردت كالعادة.

سؤال: هل يجوز لجماعة ذهبوا للنزهة يوما كاملا أن يجمعوا الصلاة , مع العلم أنهم ماكثون في مكان واحد؟
جواب: إن جمع الصلاة في مثل هذه الحال لا بأس به لمن جاز له القصر , وقصر الصلاة للمسافر إذا ضرب في الأرض , والأصل فيه قول الله جل وعلا: {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة} والنبي عليه الصلاة والسلام جرت سنته على أنه كان يقصر في أسفاره.

وحد السفر اختلفوا فيه العلماء متى يكون مسافرا؟ فقال الأكثرون: إن المسافر هو من خرج من البلد ناويا أن يقطع مسافة ثمانين كيلو متر بالعرف المعاصر فأكثر , فإذا خرج من البلد ينوي قطع هذه المسافة , يعني المكان الذي سيذهب إليه أكثر من هذه المسافة ثمانين فأكثر فله أن يترخص برخص السفر , ومنها القصر. وإذا كان كذلك فإن من جاز له القصر جاز له الجمع والعكس.
وكونهم ذهبوا للتنزهه لا أثر له في جواز القصر من عدمه , وإنما تكلم العلماء فيمن أنشأ سفرا لمعصية , هل له أن يترخص بالرخص الشرعية أم لا؟ والمسألة معروفة , والصواب فيها أن من أنشأ سفرا لمعصية لا غير , كقطع طريق , أو سرقة , أو من زنا لا غير ونحو ذلك فلا نعينه على معصيته بالتخفيف عليه , لذلك الرخص الشرعية تكون للمؤمن , أما الذي ينوي بسفره المعصية يعني لم ينشئه إلا لهذا الغرض لا لشيء آخر فلا يترخص برخص السفر , هذا الصحيح.

سؤال: هل يسن دعاء الاستفتاح عند بداية كل تسليمة في صلاة الوتر؟
جواب: والجواب أيضا المسألة فيها أقوال لأهل العلم , أو فيها قولان لأهل العلم , والأظهر أنه يستفتح استفتاحا واحدا في أول صلاته , كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام.

سؤال: يقول: أكملنا سنتان والعمر قصير , فنرجوا منكم النظر في ذلك.
جواب: إن شرح , الشرح الذي نشرحه للطحاوية الآن شرح متوسط ليس بالطويل ولا بالقصير؛ لأني أراعي في الشرح حال الذين حضروا قبل ذلك شروح كتب العقيدة المختلفة , من الواسطية وغيرها؛ لكي يستفيد من سبق له الشروح. والمباحث القادمة ربما كانت أقصر من المباحث الماضية.
السؤال: لقد صدر لكم كتاب بعنوان (هذه مفاهيمنا) وقد رأيت أن بعض أهل العلم يذكر أن أمور العقيدة لا تطلق عليها مفاهيم؛ لأنها ترجع إلى ما يعتقده المرء مما دل عليه الكتاب والسنة , لا إلى فهوم الناس , فما تعليقكم على ذلك إلخ؟
الجواب: إن كلام بعض أهل العلم فيما ذكر إنما هو في الابتداء , يعني من سمى بحوث العقيدة ابتداءً فهوماً، مفهوم القدر في الإسلام، مفهوم الشفاعة في الإسلام , يعني من قرر العقيدة ابتداءً باسم مفهوم , وهذا ظاهر؛ لأن العقيدة مبنية على النصوص وليست ابتداءً يطلق عليها مفهوم أو نحو ذلك.

وقد يقال: إن المسألة إذا اختلف فيها أهل القبلة فإنه يقال , يعني في غير المسائل قطعية الدلالة يقال: فهم أهل السنة والجماعة كذا , وفهم السلف الصالح كذا، وهذا ظاهر في تعبير عدد من أهل العلم , حيث عبَّروا عن فهمهم لأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة بقولهم: فهم , والذي يفهمه أهل السنة والجماعة من هذه النصوص كذا.

الحالة الثانية: وهي في الظاهر لم يردها من ظن السائل أنه أراد بها كتابي (هذه مفاهيمنا) الحالة الثانية أن تكون في مقابلة الرد , والرد معلوم أنه يقابل فيه الأصل ويكون كمالاً إذا كان فيه دفع للمبتدع , وهذا فيه مناسبة بلاغية أيضاً؛ لأن الذي رُدّ عليه في قوله بكتاب هذه مفاهيمنا سمى كتابه (مفاهيم يجب أن تصحح) فالرد يكون باستعمال لفظ استعمله هو؛ لتأكيد قوة الأمر وتثبيته بقوله: (هذه مفاهيمنا).

وهذا له أصل في اللغة العربية، وفي القرآن والسنة؛ فإن الله جل وعلا لا يجوز عليه ابتداءً أن يوصف بصفات , لكن إذا كانت في مقابلة نقص البشر أو مكرهم , أو استهزائهم فإنه يوصف مثل: المكر {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} فلا يطلق ابتداءً المكر لكن إذا كان في مقابلة مكر فيقال يمكر الله بمن مكر أو الاستهزاء , يستهزئون {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} أو المخادعة ونحو ذلك , ففي تسمية الكتاب (هذه مفاهيمنا) في مقام الرد فيه صواب؛ وذلك من جهتين:
الجهة الأولى: أن الرد فيه القوة وفيه الاستعلاء بما استعلى به صاحب النص.
والدليل والثاني: أن فيه وجهاً بلاغياً؛ لأن مقابلة النقص بتثبيت اللفظ والزيادة على ذلك بصحة المعنى فإنه جائز , بل مستعمل في اللغة وفي القرآن والسنة , ومن استعماله في اللغة قول عمرو بن كلثوم في معلقته:

ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين

مع إجماع العقلاء على أن الجهل من صفات السفهاء , لكن لما كان في مقابله جهل الجاهل صار كمالاً؛ لأنه يدل على قوة، فلما سمى ذاك كتابه "مفاهيم يجب أن تصحح" كان من الكمال والرفعة أن يقال: (هذه مفاهيمنا) يعني أن وجوب تصحيحها الذي ادعاه باطل ومردود، مع ظني أن من كتب في انتقاد هذه اللفظة يريد الوجه الأول وهو الابتداء لا الوجه الثاني.

سؤال: منّ الله علينا بحب القراءة , حتى أني أقرأ في اليوم ست إلى سبع ساعات , لكن ولا حول ولا قوة إلا بالله لا أجد حماسا في قراءة القرآن ومراجعته , مع أني حفظته.
جواب: القرآن هو أهم المهمات , فإذا كان طالب العلم منّ الله عليه بحفظ كتابه فلا يفرط فيما حفظ بأي علم آخذ , بل يتمسك بما حفظ ويترك العلوم كلها , إذا كان طلبه للعلم سيؤثر على حفظه للقرآن بما يعلم من نفسه , أنه لا يستطيع , فإنه يترك تلك العلوم إلى حفظ كتاب الله جل جلاله؛ لأن القرآن أعظم ما يحفظ , نور الصدور , وبه يهتدي المرء , وإذا كان لديه رغبة فيمكن أن يجمع بين هذا وهذا فيما يسر الله له.

سؤال: يشكل على الناظر حال عائشة رضي الله عنها حيث إنها لا تقضي الصوم إلا في شعبان , فيأتي السؤال أنها لا تصوم النوافل المرغب فيها إلى آخره؟
جواب: إن صيام النوافل ليس فرضا وإنما هو سنة , وعائشة بينت لما تركت صوم النفل وانشغلت بعدم القضاء إلا في شعبان , قالت: لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني أنها منتقلة عن سنة الصيام إلى ما هو أفضل من ذلك؛ وهو مراعاة حال النبي عليه الصلاة والسلام في خدمته , وما يريده , وفي قضائه حاجته من أهله , لهذا هي تركت نفل الصيام , لكنها منتقلة إلى ما هو أفضل؛ وهو خدمة النبي عليه الصلاة والسلام , ومراعاة حاله عليه الصلاة والسلام.
نكتفي بهذا القدر , ونبدأ في الكتاب نعم.


* لعل الشيخ يقصد: فشربت الإناء من اللبن وليس من العسل .

* ما بين المعقوفتين غير مسموع في الشريط .

* هذا السؤال غير واضح بالشريط .


  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1430هـ/1-03-2009م, 10:09 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ: يوسف بن محمد الغفيص (مفرغ)


أكرم الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالإسراء إلى بيت المقدس، ثم بالمعراج إلى السماوات العلى، ليرى من آيات ربه الكبرى، فآمن أهل السنة بما جاءهم عنه في كتاب ربهم وسنة نبيهم، دون زيادة على ذلك أو نقصان.

ثبوت المعراج بشخص النبي صلى الله عليه وسلم يقظة
قال المصنف رحمه الله: [والمعراج حق، وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العلا، وأكرمه بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى (ما كذب الفؤاد ما رأى) فصلى الله عليه وسلم في الآخرة والأولى] . المعراج حق، وقد أجمع عليه السلف وعامة المسلمين، وإنما الذي حصل فيه الخلاف بين أهل القبلة هو: هل كان المعراج يقظةً أم مناماً؟ أما سائر أهل السنة والجماعة فإنهم مجمعون على أنه كان في اليقظة وليس رؤيا منامية، وقيل: إن المعراج كان رؤيا منامية ولم يكن يقظة، وهذا وإن قاله بعض الفقهاء المتأخرين، فإنما دخل عليهم من المتكلمين، وقد نسبه بعض المتأخرين إلى بعض المتقدمين، بل إلى بعض الصحابة، ولا يصح عن أحدٍ من الصحابة أنه جعل الإسراء والمعراج رؤيا منامية. ......

الفرق بين القول بأن المعراج رؤيا منامية وأنه عروج بالروح
نقل عن بعض المتقدمين أنهم قالوا: إنما عرج بروحه، إلا أن هناك فروقاً بين قول من يقول: إنها رؤيا منامية، وبين من يقول: إنه عرج بروحه، فإن المعراج بالروح يكون على التمام لها. والذي عليه عامة الصحابة والسلف، أن الإسراء والمعراج كان على الحقيقة بروحه وجسده، وهو الذي دلَّ عليه ظاهر القرآن وصريح السنة، فإن النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين وغيرهما ذكر استفتاح جبريل للسماوات وأن معه محمداً صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يقال له: (من؟ فيقول: جبريل، فيقال: ومن معك؟ فيقول: محمد صلى الله عليه وسلم،... إلخ) . واستبعاد أن يعرج بشخصه وجسده جهل لا يكون إلا فرعاً عن عدم الفقه لمعنى كونه عرج به، فإن الذي قدَّر ذلك وشاءه وأحكمه هو الله سبحانه وتعالى، والله على كل شيء قدير، وإذا كان قد جاء في كتاب الله قول عفريت من الجن: {أَنَا آتِيكَ بِهِ} [النمل:39] أي: عرش بلقيس {قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ} [النمل:39-40] مع أن هذا لم يتدخل فيه جبريل، فكيف إذا كان الله سبحانه وتعالى قد قدَّر أن جبريل عليه الصلاة والسلام هو الذي يقوم بهذا الأمر الذي أمره الله سبحانه وتعالى به؟! فلا شك أنه لا يوجد في مقتضى العقل ما يعارض ذلك، والذي يزعم مخالفة شيء من القرآن للعقل فإن زعمه مبني على القياس الحسي الذي يرتبط بقدرات بني آدم وخصائصهم الممكنة الناقصة المحتاجة.

وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة
وقوله: (ثم إلى حيث شاء الله)؛ قد وصل عليه الصلاة والسلام إلى السماء السابعة، فإنه ذكر أنه لقي آدم في السماء الأولى، ثم عيسى ويحيى بن زكريا في السماء الثانية، ثم يوسف في السماء الثالثة، ثم إدريس في السماء الرابعة، ثم هارون في السماء الخامسة، ثم موسى في السماء السادسة، وتراجع مع موسى في فرض الصلاة، ثم ذكر أنه رأى إبراهيم عليه الصلاة والسلام في السماء السابعة، ثم ظهر لمستوىً مختص الله سبحانه وتعالى أعلم به، لكنه لم ير ربه ببصره. وقوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11] صلى الله عليه وسلم مختلف في تفسيرها؛ هل المقصود رؤية الله بالفؤاد أم هي رؤية جبريل؟ والخلاف فيها شأنه يسير، وإن كان الظاهر أنه جبريل.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإسراء, والمعراج

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir