(ويُبَاحُ للذَّكَرِ مِن الفِضَّةِ الخَاتَمُ)؛ لأنَّه عليه السَّلامُ اتَّخَذَ خَاتَماً مِن وَرِقٍ مُتَّفَقٌ عليهِ. والأَفْضَلُ جَعْلُ فَصِّه مِمَّا يَلِي كَفَّهُ وله جَعْلُ فَصِّه مِنْهُ ومِن غَيْرِه. والأَوْلَى جَعْلُه في يَسَارِه، ويُكرَهُ بسَبَّابَةٍ ووُسْطَى، ويُكرَهُ أَن يَكْتُبَ علَيْهِ ذِكْرَ اللَّهِ قُرْآناً أو غَيْرَهُ، ولو اتَّخَذَ لنَفْسِه عِدَّةَ خَوَاتِيمَ لم تَسْقُطِ الزَّكَاةُ فيما خَرَجَ عَن العَادَةِ إلا أن يَتَّخِذَ ذلك وَلَدُه أو عَبْدُه. (و) يُبَاحُ له (قَبِيعَةُ السَّيْفِ) وهي ما يُجْعَلُ على طَرَفِ القَبْضَةِ، قالَ أَنَسٌ: كانَت قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فِضَّةً. رواه الأَثْرَمُ. (و) يُبَاحُ له (حِلْيَةُ المِنْطَقَةِ) وهي ما يُشَدُّ به الوَسْطُ، وتُسَمِّيهَا العَامَّةُ الحِيَاصَةَ، واتَّخَذَ الصَّحَابَةُ المَنَاطِقَ مُحَلاَّةً بالفِضَّةِ. (ونَحْوُه)؛ أي: نَحْوُ ما ذُكِرَ كحِلْيَةِ الجَوْشَنِ والخَوْذَةِ والخُفِّ والزَّانِ وحَمَائِلِ سَيْفٍ؛ لأنَّ ذلك يُسَاوِي المِنْطَقَةَ مَعْنًى فَوَجَبَ أن يُسَاوِيَهَا حُكْماً، قالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ: وتِرْكَاشُ النُّشَّابِ والكَلالِيبِ؛ لأنَّه يَسِيرٌ تَابِعٌ. ولا يُبَاحُ غَيْرُ ذَلِكَ كتَحْلِيَةِ المَرَاكِبِ، ولِبَاسِ الخَيْلِ كاللُّجُمِ، وتَحْلِيَةِ الدَّوَاةِ، والمَقْلَمَةِ والكمران= والمِشْطِ والمَكْحَلَةِ والمِيلِ والمِرْآةِ والقِنْدِيلِ. (و) يُبَاحُ للذَّكَرِ (مِنَ الذَّهَبِ قَبِيعَةُ السَّيْفِ)؛ لأنَّ عُمَرَ كانَ له سَيْفٌ فيه سَبَائِكُ مِن ذَهَبٍ، وعُثْمَانَ بنَ حُنَيْفٍ كانَ في سَيْفِه مِسْمَارٌ مِن ذَهَبٍ، ذَكَرَهُمَا أَحْمَدُ وقَيَّدَهُمَا باليَسِيرِ معَ أنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ قَبِيعَةَ سَيْفِ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ كانَ وَزْنُهَا ثَمَانِيَةَ مَثَاقِيلَ، فيُحْتَمَلُ أنَّهَا كَانَت ذَهَباً وفِضَّةً، وقَدْ روَاهُ التِّرْمِذِيُّ كذلك. (وما دَعَت إليه ضَرُورَةٌ كأَنْفٍ ونَحْوِه) كرِبَاطِ أَسْنَانٍ؛ لأنَّ عَرْفَجَةَ بنَ سَعْدٍ([1]) قُطِعَ أَنْفُه يَوْمَ الكِلابِ فَاتَّخَذَ أَنْفاً مِن فِضَّةٍ فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فاتَّخَذَ أَنْفاً مِن ذَهَبٍ. رواهُ أَبُو دَاوُدَ وغَيْرُه وصَحَّحَهُ الحَاكِمُ. ورَوَى الأَثْرَمُ عَن مُوسَى بنِ طَلْحَةَ، وأَبِي حَمْزَةَ الضَّبْعِيِّ، وأَبِي رَافِعٍ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وإِسْمَاعِيلَ بنِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، والمُغِيرَةِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ أنَّهُم شَدُّوا أَسْنَانَهُم بالذَّهَبِ.
([1]) الصَّوَابُ عَرْفَجَةُ بنُ أَسْعَدَ . انظُرْ تَقْرِيبَ التَّهْذِيبِ والإصابَةَ.