دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ذو القعدة 1435هـ/18-09-2014م, 01:36 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي صفحة الطالبه :بدريه صالح لدراسة اصول التفسير والعلوم

درس :كتابة القرآن

المراحل التي التي مرت بكتابة القرآن وجمعه والحكمة منها :


المرحلة الأولى:

في عهد النبي صل الله عليه وسلم , لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها،لأن في هذه المرحله كان الأعتماد على الحفظ اكثر من الكتابه, لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة .

الحكمة من عدم الحرص على كتابته وجمعه :

لأن النبي الكريم كان من بين اظهرهم , ولكثرة عدد القراء لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسر له من عسب النخل، ورقاع الجلود، ولخاف الحجارة، وكسر الأكتاف

المرحلة الثانيه :

في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة ,بسبب كثرة القتلى من القراء في وقعة اليمامة ,ومنهم سالم مولى أبي حذيفة، أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم.

الحكمة من التجميع والكتابة:
خوفا عليه من الضياع ,أمر ابو بكر رضي الله عنه بجمعه .ووافقه المسلمون بذلك حتى عدوه من حسناته .

المرحلة الثالثة :
في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفت الفتنة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع بعد أن استشار اصحابه فوافقوه .

الحكمة من التجميع والكتابة :

خيف عليهم من الفتنه بسبب اختلاف الناس ,فأمر عثمان رضي الله عنه ان تجمع هذه الصحف في مصحف واحد لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله ويتفرقوا .

الفرق بين الجمع في عهد ابي بكر رضي الله عنه وعهد عثمان رضي الله عنه :

ان الغرض من الجمع في عهد ابي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن في مصحف واحد دون حملهم على الإجتماع بمصحف واحد .لأنه لم يظهر اثر للأختلاف في قراءاتهم .
اما في عهد عثمان رضي الله عنه الغرض منه تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد ,لإختلاف قراءاتهم .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ذو القعدة 1435هـ/21-09-2014م, 12:58 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

درس القرآن محكم ومتشابه :



الأحكام والتشابه تتنوع في القرآن الكريم الى ثلاثة انواع هي :_

1/النوع الأول: الإحكام العام الذي وصف به القرآن كله، مثل قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} [يونس: 1]

ومعنى هذا الإحكام الإتقان والجودة في ألفاظه ومعانيه فهو في غاية الفصاحة والبلاغة، أخباره كلها صدق نافعة، ليس فيها كذب، ولا لغو ، وأحكامه كلها عدل، وحكمه ليس فيها جور ولا تعارض ولا حكم سفيه.

2/النوع الثاني: التشابه العام الذي وصف به القرآن كله، مثل قوله تعالى: {اللّه نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه} [الزمر: 23

ومعناه أن القرآن كله يشبه بعضه بعضا في الكمال والجودة والغايات الحميدة .

3/النوع الثالث: الإحكام الخاص ببعضه، والتشابه الخاص ببعضه، مثل قوله تعالى: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلّا اللّه والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا وما يذّكّر إلّا أولو الألباب} [آل عمران: 7].

ومعنى هذا الإحكام أن يكون معنى الآية واضحا جليا، لا خفاء فيه، مثل قوله تعالى: {وأحلّ اللّه البيع}

أنواع التشابه في القرآن :_

التشابه الواقع في القرآن نوعان:
أحدهما: حقيقي وهو ما لا يمكن أن يعلمه البشر كحقائق صفات الله عز وجل، فإننا وإن كنا نعلم معانيها، لكننا لا ندرك حقائقها، وكيفيتها لقوله تعالى{لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير} [الأنعام: 10, وهذا النوع لا يسأل عن استكشافه لتعذر الوصول إليه.

النوع الثاني: نسبي وهو ما يكون مشتبها على بعض الناس دون بعض، فيكون معلوما للراسخين في العلم دون غيرهم، وهذا النوع يسأل عن استكشافه وبيانه؛ لإمكان الوصول إليه،قال الله تعالى: {{ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيءٍ} [النحل: الآية 89]

موقف الراسخين في العلم والزائغين من المتشابه :

موقف الراسخين في العلم من المتشابه وموقف الزائغين منه بينه الله تعالى فقال في الزائغين:{فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} [آل عمران: الآية 7] وقال في الراسخين في العلم: {والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا} [آل عمران: الآية 7] فالزائغون يتخذون من هذه الآيات المشتبهات وسيلة للطعن في كتاب الله، وفتنة الناس عنه، وتأويله لغير ما أراد الله تعالى به، وأما الراسخون في العلم يؤمنون بأن ما جاء في كتاب الله تعالى فهو حق وليس فيه اختلاف ولا تناقض لأنه من عند الله سبحانه .



الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه :

لو كان القرآن كله محكما لفاتت الحكمة من الاختبار به تصديقا وعملا لظهور معناه،ولو كان كله متشابها لفات كونه بيانا، وهدى للناس،ولكن الله تعالى بحكمته جعل منه آيات محكمات، يرجع إليهن عند التشابه، وآخر متشابهات امتحانا للعباد، ليتبين صادق الإيمان ممن في قلبه زيغ وانحراف .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 صفر 1436هـ/5-12-2014م, 12:36 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

تلخيص منظومة الزمزمي
المكي والمدني :_
واختُلف في المرادبالمكي والمدنيفمنهم منيقول:
_
المكي ما نزل بمكة.
_
والمدني ما نزلبالمدينة.
وعلى هذا القول يثبُتُ من القرآن ما ليس بمكي ولا مدني،مما نزل خارج مكة والمدينة.
القول الثاني:
_
أن المكي ما نزل قبلالهجرة، ما نَزَل قبل الهجرة ولو نزل خارج مكة.
_
والمدني ما نزل بعدالهجرة ولو نزل بمكة.
وهذا هو المـُرجح عندأهل العلم؛ لأنّه هو الذي يُنظر إليه لأنّ العبرة بالزمان، العبرة بالزمان زمانالنزول، وما قبل الهجرة يُسمّى مكي، وما بعدها يسمّىمدني.
وسور القرآن تفصيلاً:
-
فالمدني:تسعٌ وعشرون سورة، تِسعٌ وعشرونسورة.
-
والمكي:خمس وثمانونسورة.
و(أولتاالقرآن) وهما البقرة وآلعمران، كما في النقاية، لا الفاتحة والبقرة، كما هو ظاهر النظم (معأخيرتيه) وهما المعوذتان،وقيل: الرحمنوالإنسان والإخلاص والفاتحة من المدني، والأصح كما في شرح النقاية: أنها مكية،وقيل: إن الفاتحة نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة، عملا بالدليلين، وقيل إنهانزلت نصفين: نصفاً بمكة ونصفاً بالمدينة.

النوعالخامس والسادس: الليليوالنهاري
يعني ما نزل بالليل وما نزل بالنهار.والأصل النهار؛ لأنالليل سكن، والنزول إنما يكون في حال اليقظة على الخلاف الذي سيأتي في سورة الكوثر. وإذا كان التنزيل في اليقظة؛ فاليقظة إنما تكون بالنهار، والليل سكن .
النبي-عليه الصلاةوالسلام-كان يكره الحديث بعد صلاة العشاء، كما أنه-عليه الصلاة والسلام-يكره النومقبلها. تبعاً لذلك يكون أكثر القرآن نزولاً إنما هو بالنهار كما أشار إليه الناظمفي آخر الفصل.
قالالناظم: (وسورة الفتح أتت) أي نزلت (في الليل) للحديث السابق،(وآية القبلة أي فول) وجهك شطر المسجد الحرام. فمنهم من رجح: أن أوّل صلاةٍ صلاها النبي-عليه الصلاة والسلام-هي صلاة الصبح؛ وعلىهذا يكون نزول الآية: بالليل.
-
ومنهم من يقول: أن أولصلاةٍ صلاها هي صلاة العصر. وأما صلاة الصبح فهي الصلاة في قباء؛لما في الصحيحين "بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آتفقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبلالقبلة .
وقوله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساءالمؤمنين..} الآية نزلت بالليل.
وذلك لما رواهالبخاري عن عائشة رضي الله عنها: خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأةجسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر، فقال: يا سودة، أما والله ما تخفين علينا،فانظري كيف تخرجين، قالت: فانكفأت راجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنهليتعشى، وفي يده عرق، فقالت: يا رسول الله، خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا،فأوحى الله إليه ثم رفع عنه، وإن العرق في يده ما وضعه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 صفر 1436هـ/17-12-2014م, 07:42 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
درس :كتابة القرآن

المراحل التي التي مرت بكتابة القرآن وجمعه والحكمة منها :


المرحلة الأولى:

في عهد النبي صل الله عليه وسلم , لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها،لأن في هذه المرحله كان الأعتماد على الحفظ اكثر من الكتابه, لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة .
[ القرآن الكريم كُتب كاملا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه كان مفرقًا مع الصحابة ، وكان هناك حرص على كتابة القرآن ولذا كان هناك كتاب الوحي من الصحابة ! ]

الحكمة من عدم الحرص على كتابته وجمعه :
[ تكون المسألة : الحكمة من عدم جمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ]
لأن النبي الكريم كان من بين اظهرهم , ولكثرة عدد القراء لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسر له من عسب النخل، ورقاع الجلود، ولخاف الحجارة، وكسر الأكتاف

المرحلة الثانيه :
في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة ,بسبب كثرة القتلى من القراء في وقعة اليمامة ,ومنهم سالم مولى أبي حذيفة، أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم.

الحكمة من التجميع والكتابة:
خوفا عليه من الضياع ,أمر ابو بكر رضي الله عنه بجمعه .ووافقه المسلمون بذلك حتى عدوه من حسناته .

المرحلة الثالثة :
في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفت الفتنة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع بعد أن استشار اصحابه فوافقوه .

الحكمة من التجميع والكتابة :

خيف عليهم من الفتنه بسبب اختلاف الناس ,فأمر عثمان رضي الله عنه ان تجمع هذه الصحف في مصحف واحد لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله ويتفرقوا .

الفرق بين الجمع في عهد ابي بكر رضي الله عنه وعهد عثمان رضي الله عنه :

ان الغرض من الجمع في عهد ابي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن في مصحف واحد دون حملهم على الإجتماع بمصحف واحد .لأنه لم يظهر اثر للأختلاف في قراءاتهم .
اما في عهد عثمان رضي الله عنه الغرض منه تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد ,لإختلاف قراءاتهم .

مثل هذا الدرس كان يُفضل تلخيصه بالطريقة الآتية :

المرحلة ( )
- زمنها :
- سببها : مثلا استشهاد القراء في موقعة اليمامة فخاف عمر بن الخطاب أن يضيع القرآن بموت حفظته فأشار على أبي بكر الصديق بجمعه.
- من قام بالجمع : مثلا جمعه زيد بن ثابت بأمر من أبي بكر الصديق.
- طريقة الجمع :


وهكذا ..
بحيث يسهل عليكِ مراجعة المعلومات واستذكارها.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 25 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها):18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 12 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 90 %
درجة الملخص =9 / 10

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 صفر 1436هـ/18-12-2014م, 09:18 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

تلخيص درس "المكي والمدني " :
وهما النوعان الأول والثاني من العقد الأول :وهو مايرجع الى النزول مكاناً وزماناً

وأختلف في المرادبالمكي والمدني فمنهم من يقول:
_ المكي ما نزل بمكة.
_ والمدني ما نزل بالمدينة

وعلى هذا القول يثبُتُ من القرآن ما ليس بمكي ولا مدني،مما نزل خارج مكة والمدينة.

القول الثاني:
_أن المكي ما نزل قبل الهجرة ، ولو نزل خارج مكة.
_والمدني ما نزل بعدالهجرة ، ولو نزل بمكة.
وهذا هو المـُرجح عندأهل العلم؛ لأنّه هو الذي يُنظر إليه لأنّ العبرة بالزمان زمان النزول ، وما قبل الهجرة يُسمّى مكي، وما بعدها يسمّى مدني .

وسور القرآن تفصيلاً :
-فالمدني:تسعٌ وعشرون سورة .وهي البقرة ،آل عمران ،النساء ،المائدة،الأنفال ،التوبة، والرعد ،الحج ،والنور، الأحزاب،ومحمد،الفتح ،الحجرات ،الحديد،المجادلة، الحشر،الممتحنة،الصف،الجمعة، المنافقون،التغابن،الطلاق،التحريم ،القيامة،الزلزلة،القدر،النصر، الفلق ،الناس

-والمكي:خمس وثمانون سورة .وهي كل ماسوى المدني

و(أولتاالقرآن) وهما البقرة وآل عمران
و(آخريتيه ) وهما المعوذتين

الأقوال في السور المكية والمدنية :

قيل الرحمن والإنسان والإخلاص والفاتحة مكية

[color="rgb(139, 0, 0)"]الأقوال في سورة الفاتحة مدنية ام مكية [/color]

قيل أن الفاتحة نزلت مرتين بمكة ومرة بالمدينة
وقيل أنها نزلت نصفين :
نصفاً بمكة ونصفاً بالمدينة

مالحكمة من معرفة زمان ومكان نزول القرآن :

الفائدة لمعرفة الناسخ والمنسوخ ولمعرفة المتقدم والمتأخر من السور

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 صفر 1436هـ/18-12-2014م, 03:42 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

النَّوْعُ الخَامِسُ والسَّادِسُ: النَّهَارِيُّ واللَّيْلِيُّ

الليليُّ والنَّهاريُّ :يقول الناظم-رحمه الله تعالى-:يعني ما نزل بالليل وما نزل بالنهار.

أصل نزول القرآن في الليل أو النهار :الأصل النهار؛ لأن الليل سكن، والنزول إنما يكون في حال اليقظة على الخلاف الذي سيأتي في سورة الكوثر. وإذا كان التنزيل في اليقظة؛ فاليقظة إنما تكون بالنهار، والليل سكن .

الأقوال بسورة الفتح متى نزلت :
_قال الناظم :وسُورَةُ الفَتْحِ أَتَتْ في اللَّيْلِ):ومقتضى كلامه أن تكون سورة الفتح كلها نزلت بالليل .
_ومنهم من يقول: أن الفتح هو فتح مكة؛ وهو المراد بالآية. والتعبير عنه بالماضي لتَحَقُقِ وقوعه، والسورة نزلت قبل فتح مكة.
_ومنهم من يقول: أن الحديبية مقدمة للفتح، ومقدمة الفتح فتحه.

والراجح ,مطلع هذه السورة نزل بالليل:( لقد أنزل عليّ الليلة قرآناً ) ثم تلا إلى قوله-سبحانه وتعالى- {صراطاً مستقيماً }.
الخلاف بين العلماء تبعاً لما جاء في الأحاديث في أول صلاة صلاها النبي-صلى الله عليه وسلم-إلى القبله :
- فمنهم من رجح: أن أوّل صلاةٍ صلاها النبي-عليه الصلاة والسلام-هي صلاة الصبح؛ وعلى هذا يكون نزول الآية: بالليل.

- ومنهم من يقول: أن أول صلاةٍ صلاها هي صلاة العصر. وأما صلاة الصبح فهي الصلاة في قباء,صلاة أهل قباء الذين مرّ بهم الصحابي الذي صلى مع النبي-عليه الصلاة والسلام-قبل ذلك ، وأخبرهم بأن القبلة حولت إلى الكعبة، فاستداروا كما هم. يكون بلوغهم الخبر في أثناء صلاة العصر .

والراجح انها نزلت نهاراً ,إسناداً لقول الناظم لا يعقل أنها تنزل بالليل ولا يصلي النبي-عليه الصلاة والسلام-إلا صلاة العصر، لا يمكن أن يحصل هذا { فول وجهك } ثم يصلي إلى بيت المقدس.
آية الحجاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزواجك }وقت نزولها :

قال الناظم-رحمه الله-:نساء النبي _عليه الصلاة والسلام_ لا يخرجن لقضاء الحاجة إلا في بالليل، كما ثبت ذلك في الصحيح من حديث عائشة : فخرجت سودة بنت زَمعة أم المؤمنين لقضاء حاجتها، وهي لا تخرج إلا بالليل، كغيرها من نساء النساء النبي_عليه الصلاة والسلام_وكان عمر _رضي الله تعالى عنه_ يريد منع نساء النبي_عليه الصلاة والسلام_ من الخروج ولا في الليل، لئلا يتعرض لهنّ أحد ثم قال لها لما رآها : "قد عرفناك يا سوداء" .
وسودة امرأة معروفة لتميزها في جسمها امرأة طوال، وثبطة ثقيلة،فعرفها عمر و يعرفها غير عمر، وهي متحجبة الحجب الكامل وتُعرف بجسمها، "قد عرفناك ياسودة"، تأذت من هذا الكلام فذكرت ذلك للنبيّ_ عليه الصلاة والسلام_فنزلت الآية.

آية الثلاثة الذين خلفوا ,قوله تعالى{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}:
قال الناظم :وهم: كعب ابن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع، و
هذه الآية،[نزلت بالليل ] يقينًا لما في الصحيح من حديث كعب قال :فأنزل الله توبتنا على رسوله_ صلى الله عليه وسلم_ حينما بقي الثلث الآخر من الليل .

_(بَعْضٌ لِلَيْلِيٍّ عَلى): قال الناظم :فهذه الآيات المذكورات بعضٌ لليلي على أن الكثير من الآيات نزل بالنّهار(على أن الكثير بالنّهار نزلَ).


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م, 12:57 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
درس القرآن محكم ومتشابه :



الأحكام والتشابه تتنوع في القرآن الكريم الى ثلاثة انواع هي :_ [ أنواع القرآن من حيث الإحكام والتشابه ]

1/النوع الأول: الإحكام العام الذي وصف به القرآن كله، مثل قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} [يونس: 1]

ومعنى هذا الإحكام الإتقان والجودة في ألفاظه ومعانيه فهو في غاية الفصاحة والبلاغة، أخباره كلها صدق نافعة، ليس فيها كذب، ولا لغو ، وأحكامه كلها عدل، وحكمه ليس فيها جور ولا تعارض ولا حكم سفيه.

2/النوع الثاني: التشابه العام الذي وصف به القرآن كله، مثل قوله تعالى: {اللّه نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه} [الزمر: 23

ومعناه أن القرآن كله يشبه بعضه بعضا في الكمال والجودة والغايات الحميدة .

3/النوع الثالث: الإحكام الخاص ببعضه، والتشابه الخاص ببعضه، مثل قوله تعالى: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلّا اللّه والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا وما يذّكّر إلّا أولو الألباب} [آل عمران: 7].

ومعنى هذا الإحكام أن يكون معنى الآية واضحا جليا، لا خفاء فيه، مثل قوله تعالى: {وأحلّ اللّه البيع}
[ ومعنى المتشابه الخاص ؟] مع ذكر أمثله له.

أنواع التشابه في القرآن :_

التشابه الواقع في القرآن نوعان:
أحدهما: حقيقي وهو ما لا يمكن أن يعلمه البشر كحقائق صفات الله عز وجل، فإننا وإن كنا نعلم معانيها، لكننا لا ندرك حقائقها، وكيفيتها لقوله تعالى{لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير} [الأنعام: 10, وهذا النوع لا يسأل عن استكشافه لتعذر الوصول إليه.

النوع الثاني: نسبي وهو ما يكون مشتبها على بعض الناس دون بعض، فيكون معلوما للراسخين في العلم دون غيرهم، وهذا النوع يسأل عن استكشافه وبيانه؛ لإمكان الوصول إليه،قال الله تعالى: {{ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيءٍ} [النحل: الآية 89]

موقف الراسخين في العلم والزائغين من المتشابه :

موقف الراسخين في العلم من المتشابه وموقف الزائغين منه بينه الله تعالى فقال في الزائغين:{فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} [آل عمران: الآية 7] وقال في الراسخين في العلم: {والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا} [آل عمران: الآية 7] فالزائغون يتخذون من هذه الآيات المشتبهات وسيلة للطعن في كتاب الله، وفتنة الناس عنه، وتأويله لغير ما أراد الله تعالى به، وأما الراسخون في العلم يؤمنون بأن ما جاء في كتاب الله تعالى فهو حق وليس فيه اختلاف ولا تناقض لأنه من عند الله سبحانه .



الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه :

لو كان القرآن كله محكما لفاتت الحكمة من الاختبار به تصديقا وعملا لظهور معناه،ولو كان كله متشابها لفات كونه بيانا، وهدى للناس،ولكن الله تعالى بحكمته جعل منه آيات محكمات، يرجع إليهن عند التشابه، وآخر متشابهات امتحانا للعباد، ليتبين صادق الإيمان ممن في قلبه زيغ وانحراف .

يُفضل تلخيص ما ورد تحت كل عنصر في نقاط ، مثلا :

اقتباس:
موقف الراسخين في العلم والزائغين من المتشابه :

موقف الراسخين في العلم من المتشابه وموقف الزائغين منه بينه الله تعالى فقال في الزائغين:{فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} [آل عمران: الآية 7] وقال في الراسخين في العلم: {والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا} [آل عمران: الآية 7] فالزائغون يتخذون من هذه الآيات المشتبهات وسيلة للطعن في كتاب الله، وفتنة الناس عنه، وتأويله لغير ما أراد الله تعالى به، وأما الراسخون في العلم يؤمنون بأن ما جاء في كتاب الله تعالى فهو حق وليس فيه اختلاف ولا تناقض لأنه من عند الله سبحانه .

موقف الزائغين :
بينه الله تعالى في قوله : {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} [آل عمران: الآية 7]، فهم يتخذون من المشتبهات وسيلة لفتنة الناس والطعن في كتاب الله.
موقف الراسخين : بينه الله تعالى في قوله : {والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا} [آل عمران: الآية 7] ، فهم يردون المتشابه إلى المحكم ويؤمنون بأنه جميعًا من عند الله لا اختلاف فيه ولا تناقض.

قد نكون أعدنا ترتيب كلام المصنف مع قليل من التعديل ، لأن المتن مختصر فعلا ، لكن الهدف من التلخيص تنظيم المتن إلى عناصر وتلخيص ما ورد تحتها بعبارة تيسر علينا المذاكرة وتقرب المادة للفهم والحفظ.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 28 / 30 [ معنى التشابه الخاص وذكر أمثله له ]
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20 [ ترتيب ما ورد تحت كل عنصر ]
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 " أرجو عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق لأنه يتداخل مع التصحيح "
___________________
= 95 %
درجة الملخص = 9.5 / 10
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م, 01:09 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
تلخيص درس "المكي والمدني " :
وهما النوعان الأول والثاني من العقد الأول :وهو مايرجع الى النزول مكاناً وزماناً

وأختلف في المرادبالمكي والمدني فمنهم من يقول:

[ القول الأول : ]
_ المكي ما نزل بمكة.
_ والمدني ما نزل بالمدينة

وعلى هذا القول يثبُتُ من القرآن ما ليس بمكي ولا مدني،مما نزل خارج مكة والمدينة.

القول الثاني:
_أن المكي ما نزل قبل الهجرة ، ولو نزل خارج مكة.
_والمدني ما نزل بعدالهجرة ، ولو نزل بمكة.
وهذا هو المـُرجح عندأهل العلم؛ لأنّه هو الذي يُنظر إليه لأنّ العبرة بالزمان زمان النزول ، وما قبل الهجرة يُسمّى مكي، وما بعدها يسمّى مدني .

وسور القرآن تفصيلاً : [ أنواع سور القرآن من حيث المكي والمدني ]
-فالمدني:تسعٌ وعشرون سورة .وهي البقرة ،آل عمران ،النساء ،المائدة،الأنفال ،التوبة، والرعد ،الحج ،والنور، الأحزاب،ومحمد،الفتح ،الحجرات ،الحديد،المجادلة، الحشر،الممتحنة،الصف،الجمعة، المنافقون،التغابن،الطلاق،التحريم ،القيامة،الزلزلة،القدر،النصر، الفلق ،الناس

-والمكي:خمس وثمانون سورة .وهي كل ماسوى المدني

و(أولتاالقرآن) وهما البقرة وآل عمران
و(آخريتيه ) وهما المعوذتين [ هذا من حيث ترتيب المصحف ولا يُشترط بيان معاني أبيات المنظومة ]

الأقوال في السور المكية والمدنية : [ الخلاف الوارد في بعض السور من حيث المكي والمدني ]

قيل الرحمن والإنسان والإخلاص والفاتحة مكية

[color="rgb(139, 0, 0)"]الأقوال في سورة الفاتحة مدنية ام مكية [/color]

قيل أن الفاتحة نزلت مرتين بمكة ومرة بالمدينة
وقيل أنها نزلت نصفين :
نصفاً بمكة ونصفاً بالمدينة
[ وبقية الأقوال ؟؟ ]

مالحكمة من معرفة زمان ومكان نزول القرآن : [ يُفضل أن يكون عنوان المسألة على هيئة جملة خبرية وليس سؤالا ؛ فنقول : الحكمة من معرفة زمان ومكان نزول القرآن ]

الفائدة لمعرفة الناسخ والمنسوخ ولمعرفة المتقدم والمتأخر من السور [ الناسخ والمنسوخ متعلق بزمان النزول فقط وليس مكانه ! ]

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها):18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 14 / 15
___________________
= 95 %

درجة الملخص = 9.5 / 10

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م, 01:18 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
النَّوْعُ الخَامِسُ والسَّادِسُ: النَّهَارِيُّ واللَّيْلِيُّ

[ تعريف الليلي والنهاري ]
الليليُّ والنَّهاريُّ :يقول الناظم-رحمه الله تعالى-:يعني ما نزل بالليل وما نزل بالنهار. [ الناظم هو الزمزمي ، والناظم لم يقل ذلك وإنما لعلكِ تقصدين السيوطي في النقاية أو شارح المنظومة ]


أصل نزول القرآن في الليل أو النهار :الأصل النهار؛ لأن الليل سكن، والنزول إنما يكون في حال اليقظة على الخلاف الذي سيأتي في سورة الكوثر. وإذا كان التنزيل في اليقظة؛ فاليقظة إنما تكون بالنهار، والليل سكن .

الأقوال بسورة الفتح متى نزلت : [ الخلاف في وقت نزول سورة الفتح ]
على قولين :
القول الأول : ....
القول الثاني : .....
والراجح كذا ..

_قال الناظم :وسُورَةُ الفَتْحِ أَتَتْ في اللَّيْلِ):ومقتضى كلامه أن تكون سورة الفتح كلها نزلت بالليل .
_ومنهم من يقول: أن الفتح هو فتح مكة؛ وهو المراد بالآية. والتعبير عنه بالماضي لتَحَقُقِ وقوعه، والسورة نزلت قبل فتح مكة.
_ومنهم من يقول: أن الحديبية مقدمة للفتح، ومقدمة الفتح فتحه.

والراجح ,مطلع هذه السورة نزل بالليل:( لقد أنزل عليّ الليلة قرآناً ) ثم تلا إلى قوله-سبحانه وتعالى- {صراطاً مستقيماً }.
الخلاف بين العلماء تبعاً لما جاء في الأحاديث في أول صلاة صلاها النبي-صلى الله عليه وسلم-إلى القبله : [ الخلاف في وقت نزول آية تحويل القبلة ] وتُصاغ الأقوال تحتها بنفس الطريقة السابقة.
- فمنهم من رجح: أن أوّل صلاةٍ صلاها النبي-عليه الصلاة والسلام-هي صلاة الصبح؛ وعلى هذا يكون نزول الآية: بالليل.

- ومنهم من يقول: أن أول صلاةٍ صلاها هي صلاة العصر. وأما صلاة الصبح فهي الصلاة في قباء,صلاة أهل قباء الذين مرّ بهم الصحابي الذي صلى مع النبي-عليه الصلاة والسلام-قبل ذلك ، وأخبرهم بأن القبلة حولت إلى الكعبة، فاستداروا كما هم. يكون بلوغهم الخبر في أثناء صلاة العصر .

والراجح انها نزلت نهاراً ,إسناداً لقول الناظم لا يعقل أنها تنزل بالليل ولا يصلي النبي-عليه الصلاة والسلام-إلا صلاة العصر، لا يمكن أن يحصل هذا { فول وجهك } ثم يصلي إلى بيت المقدس.
آية الحجاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزواجك }وقت نزولها :

قال الناظم-رحمه الله-:نساء النبي _عليه الصلاة والسلام_ لا يخرجن لقضاء الحاجة إلا في بالليل، كما ثبت ذلك في الصحيح من حديث عائشة : فخرجت سودة بنت زَمعة أم المؤمنين لقضاء حاجتها، وهي لا تخرج إلا بالليل، كغيرها من نساء النساء النبي_عليه الصلاة والسلام_وكان عمر _رضي الله تعالى عنه_ يريد منع نساء النبي_عليه الصلاة والسلام_ من الخروج ولا في الليل، لئلا يتعرض لهنّ أحد ثم قال لها لما رآها : "قد عرفناك يا سوداء" .
وسودة امرأة معروفة لتميزها في جسمها امرأة طوال، وثبطة ثقيلة،فعرفها عمر و يعرفها غير عمر، وهي متحجبة الحجب الكامل وتُعرف بجسمها، "قد عرفناك ياسودة"، تأذت من هذا الكلام فذكرت ذلك للنبيّ_ عليه الصلاة والسلام_فنزلت الآية.

آية الثلاثة الذين خلفوا ,قوله تعالى{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}:
قال الناظم :وهم: كعب ابن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع، و
هذه الآية،[نزلت بالليل ] يقينًا لما في الصحيح من حديث كعب قال :فأنزل الله توبتنا على رسوله_ صلى الله عليه وسلم_ حينما بقي الثلث الآخر من الليل .

_(بَعْضٌ لِلَيْلِيٍّ عَلى): قال الناظم :فهذه الآيات المذكورات بعضٌ لليلي على أن الكثير من الآيات نزل بالنّهار(على أن الكثير بالنّهار نزلَ).


بارك الله فيكِ أختي ونفع بكِ
أحسنتِ استخراج المسائل وبقي التدرب على طريقة صياغتها وتحرير الأقوال تحتها وهي مهارة تأتي بكثرة التلخيص فعليكِ به.
- كان من الممكن البدء بمسألة : " أمثلة على الليلي والنهاري وذكر الأمثلة الأربعة والدليل على كل منها ثم التفصيل بذكر الأمثلة التي فيها خلاف مثل سورة الفتح وآية تحويل القبلة ]


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 19 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) :15 / 15
___________________
= 95 %
درجة الملخص =9.5 / 10
زادكِ اللهُ عـــــــلمًا وهدىً ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 شعبان 1436هـ/19-05-2015م, 04:39 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

رفع القرآن في آخر الزمان

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 1 شعبان 1436هـ/19-05-2015م, 04:47 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

رفع القرآن في آخر الزمان
الخطوة الأولى :إستخراج العناصر وترتيبها .
1/رفع القرآن في آخر الزمان وكيفيته
2/رفعه رغم ثباته في القلوب والمصاحف
3/حال المؤمن وقت رفع القرآن
4/بلاء الإسلام ونزعه من القلوب فلا يعرف وقت صلاة ولاصيام
5/مراد السلف بقولهم في القرآن "منه بدأ وإليه يعود "
6/التعريف الجامع للقرآن
7/اعظم مايكون التقرب الى الله بكلامه سبحانه

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2 شعبان 1436هـ/20-05-2015م, 01:26 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

رفع القرآن في آخر الزمان

العناصر:

1: معنى رفع القرآن في آخر الزمان :
2: الأدلة على رفع القرآن في آخر الزمان :

3: الإيمان برفع القرآن آخر الزمان من الإيمان بالله وكتبه :
4: رفع القرآن آخر الزمان من أشراط الساعة :
5: أسباب رفع القرآن آخر الزمان :
6: آثار رفع القرآن في آخر الزمان:

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 9 شعبان 1436هـ/27-05-2015م, 03:25 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

أجوبة دورةتاريخ علم التفسير للشيخ عبد العزيز الداخل
السؤل الأول: أكمل ما يلي:
(
أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوعالأول: تفسير القرآن بالقرآن
النوع الثاني:تفسير القرآن بالحديث القدسي
النوع الثالث: نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فيفسر به
(
ب) الأحاديث النبوية التي يوردهاالمفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول :.أحاديث تفسيريه
مثاله:حديث ابي هريرة وحديث ابي موسى الأشعري في تفسير قوله تعالى(يوم يكشف عن ساق ) هذه الآية في تفسيرها قولان مشهوران :
الأول :المراد بساق الله سبحانه ,من حديث ابي هريرة قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :اذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ,فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ويبقى الناس على حالهم فيأتيهم فيقول فما بال الناس ذهبوا وانتم هاهنا فيقولون ننتظر الهنا فيقول هل تعرفونه فيقولون اذا تعلرف الينا عرفناه فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا,ويبقى كل منافق فلايستطيع ان يسجد ثم يقودهم الى الجنة .
الثاني :معناه يكشف عن كرب وشدةوهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير.
النوع الثاني: أحاديث يستشهد با على معنى من المعاني متصلة بالآية .
. ومثاله: تفسير ابن عباس للًمم بحديث ابي هريرة
(ج) ممنكتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 –
مجاهد رحمه الله
2-
سعيد بن جبير
3- أربدة التميمي
(
د) ممّن عرفبرواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1-
كعب الأحبار , ونوف البكالي
2-
محمد بن كعب القرظي
3-
سعيد بن الجبير
(
هـ) من أهمتفاسير القرن الثامن الهجري:
1:
البحر المحيط بالتفسير ل ابو حيان محمد الاندلسي
2:
درر الأصداف في حل عقد الكشاف ل يحي بن قاسم العلوي
3:
تفسير القرآن العظيم ل إسماعيل بن كثير القرشي
السؤال الثاني: أجب عمّايلي:
1:
ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
- لصحّة أقوال العلماء في تفسير القرآن بالقرآن واعتبارهاشروط منها: صحّة المستدلّ عليه، وصحّة وجه الدلالة.
-
يجب أن لا يخالف التفسيرأصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح.
-
كلّ تفسير اقتضى معنىباطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسّر أووهمه .
-
قد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد.
-
التفسير الاجتهاديوالخاطئ من أقوال العلماء في تفسير القرآن بالقرآن لا يصحّ اعتبارهما من التفسيرالإلهي، ولو ادّعي فيه أنه تفسير للقرآن بالقرآن.
2:
كيف كان النبي صلى اللهعليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
كان عليه الصلاة والسلام هو المبين الاول لفهم القرآن ,وقد بين لهم مايحتاجون لبيانه ,وهو التفسير المجمل ,فيما يتعلق بالأحكام العامه,اما تفسير القرآن وبيان معانيه لفظة لفظه لم يكن منهجه صلى الله عليه وسلم .
3:
ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
مراده أنها ليس لها اسناد,لأن الغالب عليها المراسيل ,يقصد به المرسل الذي لاإسناد له ولاحجة تبين صحته,وأنها تضمنت كثير من الأخبار الباطله التي تروى بأسانيد واهية.
4:
ما هي أسباب الرواية عنالضعفاء في كتب التفسير؟
لأنها لاتخالف وجها من وجوه العربية,وأن خالفتها فإنها تحمل على الوجه الأخر ,الذي لايخالف نصاً ولاحكماً ولا اصلاً.وتفسير الضعفاء موافق لوجوه اللغة في الغالب .

السؤال الثالث:
1:
بيّن منزلة تفسير الصحابةرضي الله عنهم.
الصحابة اعلم الناس بالقرآن بعد النبي الكريم,فقد عاصروا النبوة ,وشاهدوا التنزيل ,وعرفوا احوال الرسول عليه الصلاة والسلام ,ودعوته وجهاده.
_كانوا ينقلون هديه وعلمه,لأنه تنوعت معارفهم حتى شملت شؤونه الخاصة والعامة.
_منهم من طالت معه صحبته ومرافقته في سفره وجهاده وغزواته .
_صحة لسانهم العربي وفصاحتهم,وسلامتهم من الأهواء والشبهات .
_رضا الله عنهم ,وتزكيته لهم,وطهارة قلوبهم,وفهمهم الصحيح وأعمالهم الصالحة.
_علمهم بالقراءات السبع وما نسخت تلاوته .
2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كان رضي الله عنهم يحفظون مجموعة من الآيات لايتجاوزوها حتى يتعلموا منها العلم والعمل .
_وكانوا بطريقة السؤال والجواب ,بأن يطرح السؤال في التفسير ويسمع جوابهم ويصحح الخطأ.
_ومن ذلك كان عمر رضي الله عنه يدخل ابن عباس مجلسه وهو صغير السن مع كبار الصحابة,فكان بعضهم يقول عندنا اولاد في مثل سنه ,فسألهم عن قول الله عز وجل (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3). سورة النصر,فقال بعضهم :أمرنا ان نستغفر ونحمد الله ,وبعضهم سكت ,فقال عمر لابن عباس :اهكذا تقول ؟قال لا ,هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له .
_وتصحيح الخطأ
_قد يلحظ العالم الفهم الخطأ بالآية ,فينصح ويبين المعنى الصحيح .
_عن ابي بكر رضي الله عنه انه خطب وقال :ياأيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها بغير ماوضعها الله {ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الناس إذا رؤوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك ان يعمهم الله بعقابه ) .
_وكان الصحابه لهم مجالس في التفسير ,يتدارسونه ويعلمونه ,كاابن عباس وابن عمر وغيرهم .
3:
اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
الحارث بن قيس
والأسود بن الأحوص
ومسروق بن الأجدع
وعمرو بن شرحبيل رحمهم الله
السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوينالتفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
_كان التفسير يتلقى بمجالس العلم ولم يكن مدون في كتب وصحائف .
_بدأ تدوينه شيئا فشيئا بصحائف صغيره مختصره يدون بها التفسير تدوينا يسيرا,يعزى فيه بالرواية لصاحبه .
_ثم دون صحف بالتفسير ,مثل كتب مجاهد والضحاك عن ابن عباس .
_عطاء بن ابي مسلم كان اول من كتب بالتفسير .
_كتب مقاتل بن سليمان ,كان اول تفسير تام ,وهو اول ماجمع من المرويات في التفسير.
_دون التفسير ابن جرير التفسير عن عطاء ,وكتب محمد بن اسحاق صحيفة في التفسير .
_سفيان الثوري له تفسير ناقص الى سورة الطور.
_ثم الإمام مالك افرد في الموطأ كتابا مختصرا فيه شيء من التفسير .
_بعد ذلك اتى السدي الصغير له تفسير ضعيف ليس بثقه قال عنه ابن معين .
_يحي بن اليمان له تفسير مختصر مروي ع سعيد بن جبير.
_سفيان الهلالي له كتاب يرويه ابو عبيد الله المخزومي ,وكان تفسيرا متداولا .
الى نهاية القرن الثاني لم يظهر تفسير كامل للقرآن ,وإنما صحائف مروية .
_في بداية القرن الثالث احيى محمد الشافعي علم الإحتجاج للقرآن والسنة,وألف كتاب الرسالة,وافرد بعده عبد الرازق الصنعاني كتاب في التفسير معتمد على الروايات .
_بعد ذلك ابوعبيد القاسم بن سلام له كتاب فضائل القرآن .
وفي اواخر القرن الثالث الهجري لم تظهر كتب للتفسير محرره علميا وإنما صحف متفرقة
_مثل سعيد الخراساني له تفسير بالروايات
_والإمام احمد بن حنبل له تفسير قديم,ونقل عن الزجاج انه نقل منه .
_محمد البخاري يعتمد غالبا تفسيره على مجاهد,له في الصحيح كتاب تفسير القرآن
_الإمام مسلم في كتابه (فضل القرآن وأحكام القرآن .
_ابن قتيبه له كتاب غريب القرآن ,وتأويل مشكل القرآن .
_محمد بن عيسى الترمذي له في سننه كتاب تفسير القرآن .
__ابو اسحاق المالكي كتاب احكام القرآن وهو مختصر .
قبل عصر ابن جرير ظهرت تفاسير اللغوين وهو نوع من انواع التفسير
_ممن اشتهر بالتفسير اللغوي ابو عمرو بن العلائ التميمي ,وهو احد القراء السبعة ,وقد فسر القرآن لإصحابه .
_الخليل الفراهيدي ,ألف كتاب العين ,وكان يفسر بما يعرف من لغة العرب ,وهو كتاب معجم عرض فيه كثير من مفردات القرآن ,ولربما استدل بأبيات الشعر .
_سيبويه الف كتاب في النحو ,فيه مسائل تتعلق بمعاني القرآن في الإعراب والصرف
_علي بن حمزه الكسائي احد القراء السبعة ,وهو نحوي معروف .
_وبعده يحي بن سلام له تفسير يعتني باللغة ,وهو تفسير كامل .
_بعده كتاب مهم كتاب معاني القرآن ليحي بن الفراء وهو من مراجع ابن جرير .
_أبو عبيد القاسم له كتاب غريب المصنف ,وفضائل القرآن ,وكتاب السنن لتفسير القرآن .
_أبو عبدالرحمن النسائي له كتاب في فضائل القرآن ,وهو صاحب السنن فيه كتاب تفسير القرآن .
_في بدايةالقرن الرابع ظهر تفسير ابن جرير الطبري ,وهو من أهم الكتب المؤلفة بهذا العصر,وكان على معرفة بالحديث والفقه والعربية والقراءات والأصول ,فرأى الحاجة لجمع ماتفرق من التفسير ,وجعله في كتاب جامع للتفسير .
_في عصره ظهر ابراهيم الزجاج ,وألف كتاب معاني القرآن .
_بعده جاء أبو بكر عبدالله السجستاني صاحب كتاب المصاحف وهو مفقود .



السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز بهالتفاسير التالية:
(1)
تفسير ابن جرير الطبري.
_ذكر الأقوال ووجها ورجح بعضها على بعض,وزاد في ذلك بالأعراب ,واستنبط الأحكام التي تؤخذ من الآيات القرآنية,وهو من اجل التفاسير وأعظمها قدراً,وهو من اصح التفاسير وأنفعها .
(2)
تفسير ابن عطيّةالأندلسي.
امتاز بأنه بارع في إعمال أصول التفسير,,ونقد الأقوال والترجيح بينها,وظهور براعته فيها .
(3)
معاني القرآن للزجاج.
امتاز بأنه توسع في كتابه,له تفسير أكبر من الفراء,ولم يمل تفسيره,وهو من أئمة اللغة,وهو من كبار اللغويين ,وهو جامع لكثير من تفاسيرهم .
(4)
تفسير الثعلبي.
امتاز بكثرة مصادره,وكان يفسر القرآن بما جاء من السلف مع إختصاره للإسانيد,ويعرض المسائل النحوية,ويعرض شرح الكلمات اللغوية ويبين أصولها ,ويستشهد بالشعر العربي ,ويتوسع بالمسائل الفهية,وكان يلقب بالأستاذ المفسر
(5)
أضواء البيانللشنقيطي
من مميزاته من اجل الكتب في هذا النوع(تفسير القرآن بالقرآن)ومن أعظمها .ويصنف على انه من تفسير القرآن بالأثر,يستوفي الأقوال ويرجح بالدليل والبرهان ,وهو شامل جميع الأصول .

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1)
الكشاف للزمخشري.
وهو معتزلي جلد,وفي تفسيره إعتزاليات ظاهره وخفية,وهو سليق اللسان على اهل السنة,وله أبيات في ذمهم ,وله إعتزاليات خفيه تستخرج بالمناقيش من دقتها .
(2)
التفسير الكبير للرازي.
اعتمد على كثير من كتب المعتزله ,ووافقهم ببعض اقوالهم,ويكثر من إيراد الشبه والإعتراضات ,ويجيب عليها,وتوسع فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط ,وينتقد عليه .
(3)
النكت والعيونللماوردي.
يذكر القولدون إسناد,وأخطأمن وجهين كان لهما الأثر من لما بعده من المفسرين .
والوجه الآخر :يزيد من أوجه التفسير من عنده من باب الإحتمال ,ويكون كثير منها تكلف ,وايضاً يؤخذ عليه تأثره بالمعتزلة,يتناول بعض الأصول توافق المعتزلة .
(4)
تفسير الثعلبي.
انتقد بالإكثار من الإسرائليات دون تعقيب وذكرها بمنتهى الغرابة ,ويجمع بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة ,ووقع بالأحاديث الموضوعة عل السنة الشيعة .
(5)
تنوير المقباس.
اعتمد على الروايات الضعيفة ,ونقله بطريق واحد وهو طريق موضوع ومكذوب,وفيه بدع,واقوال مخترعه .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 16 شعبان 1436هـ/3-06-2015م, 07:23 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

جمع أبي بكر القرآن في مصحف واحد

العناصر:
1/الجمع في العهد النبوي
.الحكمة من عدم جمعه في العهد النبوي
.دلالة كتابة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن

2/جمع أبو بكر رضي الله عنه
. أستحر القتل بالقراء والآثار الواردة فيها
. تكليف زيد بن ثابت بجمع القرآن ومنزلته
. دلالة معنى قول أبو بكر رضي الله عنه (فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه(. .
. أول من جمع القرآن بين اللوحين


3/جمع عثمان بن عفان
*الحكمة من جمع عثمان رضي الله عنه على وجه واحد
*الفرق بين جمع أبو بكر وعثمان
*أباطيل الروافض في تأويل حرق عثمان للمصاحف

4/فضل خزيمه بن الثابت رضي الله عنه
5/آخر مانزل من القرآن
6/حفظ طوائف كثيرة من الصحابة لأبعاض القرآن
7/دلالة أن ترتيب القرآن موقوف
8/القول في جمع القرآن ثلاث مرات

التلخيص

1/الجمع في العهد النبوي
*الحكمة من عدم جمعه في العهد النبوي
قال الزركشي : في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعض فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض لأدى إلى الاختلاف، واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين).
قال السيوطي: عن عبيد عن زيد بن ثابت قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء.
قال الخطابي: إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر.


*دلالة كتابة رسول الله الكريم للقرآن
قال الزركشي : وقال الإمام أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي في كتاب فهم السنن: كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب .
قال السيوطي : وأما ما أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن . . . الحديث، ))فلا ينافي ذلك؛ لأن الكلام في كتابة مخصوصة على صفة مخصوصة، وقد كان القرآن كتب كله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور.

2/جمع أبو بكر رضي الله عنه

*أستحر القتل بالقراء والآثار الواردة فيها
عن عبيد بن السباق ، أن زيد بن ثابت ، حدثه قال : بعث إلي أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال : إن عمر بن الخطاب قد أتاني فقال : إن القتل قد استحر بقراء القرآن يوم اليمامة ، وإني لأخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ، قال أبو بكر لعمر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : هو والله خير ، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ، ورأيت فيه الذي رأى ، قال زيد : قال أبو بكر : إنك شاب عاقل لا نتهمك ، قد كنت تكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فتتبع القرآن ، قال : فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من ذلك ، قال : قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو بكر : هو والله خير ، فلم يزل يراجعني في ذلك أبو بكر وعمر حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدرهما : صدر أبي بكر وعمر. ذكره الشيباني والهروي والترمذي والنسائي .

*تكليف زيد بن ثابت بجمع القرآن ومنزلته
عن زيد بن ثابت، قال: أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة، فقال أبو بكر: يا زيد بن ثابت، إنك غلام شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. ذكره الشيباني والهروي والبخاري.
عن يونس، عن ابن شهاب، أن ابن السباق، قال: إن زيد بن ثابت، قال: أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه قال: إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتبع القرآن، " فتتبعت حتى وجدت آخر سورة التوبة آيتين مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدهما مع أحد غيره، {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} [التوبة: 128] إلى آخره)
قال الخازن: ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابة المصحف وألزمه بها لأنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين فكان جمع القرآن سببا لبقائه في الأمة رحمة من الله تعالى لعباده وتحقيقا لوعده في حفظه .

*دلالة معنى قول أبو بكر رضي الله عنه (فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
قال السخاوي: ومعنى هذا الحديث – والله أعلم – من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله، الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن.
ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله – أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن ، ولم يرد: على شيء مما لم يقرأ أصلا ولم يعلم بوجه آخر).

*أول من جمع القرآن بين اللوحين
عن السدي، عن عبد خير، عن علي، قال: رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع القرآن).
حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن عبد خيرٍ، قال: قال عليٌّ: يرحم اللّه أبا بكرٍ هو أوّل من جمع بين اللّوحين).[ذكره الهروي والعبسي
قال ابن كثير: وجمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن العظيم من أماكنه المتفرقة حتى تمكن القارئ من حفظه كله , وكان هذا من سر قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فجمع الصديق الخير, وكف الشرور رضي الله عنه وأرضاه .
عن السدي الكبير, عن عبد خير,عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال"": أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر, إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين".
قال الشافعي : فلم يكن جمع الصديق مخالفا لله ولرسوله؛ لأنه لم يجمع ما لم يكن مجموعا، ولم يكتب ما لم يكن مكتوبا، وقد أمرهم الشارع بكتابته، فقال: "لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن" فألف المكتوب وصانه وأحرزه، وجمعه بين لوحيه، ولم يغير منه شيئا، ولا قدم منه مؤخرا، ولا أخر منه مقدما، ولا وضع حرفا ولا آية في غير موضعها. .

3/جمع عثمان رضي الله عنه

*الحكمة من جمع عثمان رضي الله عنه القرآن على وجه واحد
قال الزركشي: قال: والمشهور عند الناس أن جامع القرآن عثمان رضي الله عنه، وليس كذلك إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات والقرآن.
وروى عن علي أنه قال): "رحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين"( ولم يحتج الصحابة في أيام أبي بكر وعمر إلى جمعه على وجه ما جمعه عثمان؛ لأنه لم يحدث في أيامهما من الخلاف فيه ما حدث في زمن عثمان، ولقد وفق لأمر عظيم ورفع الاختلاف وجمع الكلمة وأراح الأمة.

*الفرق بين جمع أبو بكر وعثمان رضي الله عنهم
قال الشافعي : لأن غرض أبي بكر كان جمع القرآن بجميع حروفه ووجوهه التي نزل بها وهي على لغة قريش وغيرها، وكان غرض عثمان تجريد لغة قريش من تلك الغرائب، وقد جاء ذلك تصريحا به من قول عثمان لهؤلاء الكتاب، فجمع أبي بكر غير جمع عثمان.

*أباطيل الروافض في تأويل حرق عثمان رضي الله عنه للمصاحف
قال الزركشي : وأما تعلق الروافض بأن عثمان أحرق المصاحف؛ فإنه جهل منهم وعمى فإن هذا من فضائله وعلمه، فإنه أصلح ولم الشعث، وكان ذلك واجبا عليه ولو تركه لعصى لما فيه من التضييع وحاشاه من ذلك وقولهم إنه سبق إلى ذلك ممنوع لما بيناه أنه كتب في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرقاع والأكتاف وأنه في زمن الصديق جمعه في حرف واحد.
وقال: وأما قولهم إنه أحرق المصاحف فإنه غير ثابت، ولو ثبت لوجب حمله على أنه أحرق مصاحف قد أودعت ما لا يحل قراءته، وفي الجملة إنه إمام عدل غير معاند ولا طاعن في التنزيل ولم يحرق إلا ما يجب إحراقه؛ ولهذا لم ينكر عليه أحد ذلك بل رضوه وعدوه من مناقبه، حتى قال علي: "لو وليت ما ولى عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل".
قال الشافعي : إن قال رافضي: كيف جاز للصديق أن يجمع القرآن ولم يجمعه الشارع؟ أجاب ابن الطيب: إنه يجوز أن يفعل الفاعل ما لم يفعله الشارع إذا [كان] فيه مصلحة في وقته واحتياط للدين، وليس في أدلة الكتاب والسنة ما يدل على فساد جمعه بين اللوحين وتحصينه، وجمع همهم على تأصيله .

4/فضل خزيمه بن الثابت رضي الله عنه
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد، عن أبيه زيد بن ثابت، قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها:{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}, قال: فالتمستها فوجدتها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها.ذكره الهروي والشيباني والبخاري.

5/آخر مانزل من القرآن
عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن.
قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} .

6/حفظ طوائف كثيره من الصحابه لأبعاض من القرآن
قال النووي : فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه .
7/دلالة أن ترتيب القرآن موقوف
قال الخازن : فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.
وقد صح في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان وأنه عرضه في العام الذي توفي فيه مرتين، ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام، وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ، وبقي فيها ما بقي.
قال شمس الدين محمد الكرماني : فإن قلت فما وجه ما اشتهر من أن عثمان هو جامع القرآن قلت الصحف كانت مشتملة على جميع أحرفه ووجوهه التي نزل بها فجرد عثمان اللغة القرشية منها وكانت صحفا فجعلها واحدا جمع الناس عليه وأما الجامع الحقيقي سورا وآيات فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوحي).

8/القول في جمع القرآن ثلاث مرات
قال السيوطي : وقال الحاكم في المستدرك :
إحداها: بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخرج بسند على شرط الشيخين عن زيد بن ثابت قال: "كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع ..." الحديث.
الثانية: بحضرة أبي بكر، روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت قال: "أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن.
ثالثاً: هو ترتيب السور في زمن عثمان روى البخاري عن أنس أن: حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 26 شعبان 1436هـ/13-06-2015م, 06:34 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
أجوبة دورةتاريخ علم التفسير للشيخ عبد العزيز الداخل

إجمالي الدرجات = 92 / 100
(16 / 16)
السؤل الأول: أكمل ما يلي
:
(
أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوعالأول: تفسير القرآن بالقرآن
النوع الثاني:تفسير القرآن بالحديث القدسي
النوع الثالث: نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فيفسر به
(
ب) الأحاديث النبوية التي يوردهاالمفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول :.أحاديث تفسيريه
مثاله:حديث ابي هريرة وحديث ابي موسى الأشعري في تفسير قوله تعالى(يوم يكشف عن ساق ) هذه الآية في تفسيرها قولان مشهوران :
الأول :المراد بساق الله سبحانه ,من حديث ابي هريرة قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :اذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ,فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ويبقى الناس على حالهم فيأتيهم فيقول فما بال الناس ذهبوا وانتم هاهنا فيقولون ننتظر الهنا فيقول هل تعرفونه فيقولون اذا تعلرف الينا عرفناه فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا,ويبقى كل منافق فلايستطيع ان يسجد ثم يقودهم الى الجنة .
الثاني :معناه يكشف عن كرب وشدةوهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير.
النوع الثاني: أحاديث يستشهد با على معنى من المعاني متصلة بالآية .
. ومثاله: تفسير ابن عباس للًمم بحديث ابي هريرة [وأين المثال؟]
(ج) ممنكتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 –
مجاهد رحمه الله
2-
سعيد بن جبير
3- أربدة التميمي
(
د) ممّن عرفبرواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1-
كعب الأحبار , ونوف البكالي
2-
محمد بن كعب القرظي
3-
سعيد بن الجبير
(
هـ) من أهمتفاسير القرن الثامن الهجري:
1:
البحر المحيط بالتفسير ل ابو حيان محمد الاندلسي
2:
درر الأصداف في حل عقد الكشاف ل يحي بن قاسم العلوي
3:
تفسير القرآن العظيم ل إسماعيل بن كثير القرشي

(10 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّايلي:
1:
ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
- لصحّة أقوال العلماء في تفسير القرآن بالقرآن واعتبارهاشروط منها: صحّة المستدلّ عليه، وصحّة وجه الدلالة.
-
يجب أن لا يخالف التفسيرأصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح.
-
كلّ تفسير اقتضى معنىباطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسّر أووهمه .
-
قد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد.
-
التفسير الاجتهاديوالخاطئ من أقوال العلماء في تفسير القرآن بالقرآن لا يصحّ اعتبارهما من التفسيرالإلهي، ولو ادّعي فيه أنه تفسير للقرآن بالقرآن.
2:
كيف كان النبي صلى اللهعليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
كان عليه الصلاة والسلام هو المبين الاول لفهم القرآن ,وقد بين لهم مايحتاجون لبيانه ,وهو التفسير المجمل ,فيما يتعلق بالأحكام العامه,اما تفسير القرآن وبيان معانيه لفظة لفظه لم يكن منهجه صلى الله عليه وسلم .إجابة غير كاملة .
بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن على أنواع:
الأول: منه ما كان بيانه تلاوته، فتبليغه نوع من البيان؛ لأنه بلسان عربي، فقامت الحجة على العرب بتلاوته عليهم، وهذا أكثر القرآن، كالمحكم من أمور العقيدة والأصول البيّنة في القرآن، فهذا يكفي في بيانه تلاوته.
الثاني: ما يُعلم بدعوته صلى الله عليه وسلم وسيرته ، ولهذا كان الصحابة أعلم الناس بالتفسير؛ لأنهم عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وشاهدوا التنزيل.
الثالث: ما كان بيانه بالعمل به، وجاء تفصيله في السنة، كإقامة الصلاة وغيرها.
الرابع: ما يكون بيانه عن طريق الوحي، فلا يدرك بدلالة اللغة، بل لا يدرك إلا عن طريق الوحي؛ كالإخبار عن المغيبات كذكر تفاصيل ما يكون في القبر، وأخبار يوم القيامة.



3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
مراده أنها ليس لها اسناد,لأن الغالب عليها المراسيل ,يقصد به المرسل الذي لاإسناد له ولاحجة تبين صحته,وأنها تضمنت كثير من الأخبار الباطله التي تروى بأسانيد واهية.
4:
ما هي أسباب الرواية عنالضعفاء في كتب التفسير؟
لأنها لاتخالف وجها من وجوه العربية,وأن خالفتها فإنها تحمل على الوجه الأخر ,الذي لايخالف نصاً ولاحكماً ولا اصلاً.وتفسير الضعفاء موافق لوجوه اللغة في الغالب .
لأمرين:
1: أن ذلك من باب استيعاب ما قيل في تفسير الآية، وقد يكون فيه ما يُشكل، فيذكرونه للإلمام بما قيل في تفسير الآية.
2: ولأن في بعض ما قالوه وجه حسن في تفسير الآية، ولا يتوقف ذلك على صحة الرواية.

(9 / 9) السؤال الثالث:
1:
بيّن منزلة تفسير الصحابةرضي الله عنهم.
الصحابة اعلم الناس بالقرآن بعد النبي الكريم,فقد عاصروا النبوة ,وشاهدوا التنزيل ,وعرفوا احوال الرسول عليه الصلاة والسلام ,ودعوته وجهاده.
_كانوا ينقلون هديه وعلمه,لأنه تنوعت معارفهم حتى شملت شؤونه الخاصة والعامة.
_منهم من طالت معه صحبته ومرافقته في سفره وجهاده وغزواته .
_صحة لسانهم العربي وفصاحتهم,وسلامتهم من الأهواء والشبهات .
_رضا الله عنهم ,وتزكيته لهم,وطهارة قلوبهم,وفهمهم الصحيح وأعمالهم الصالحة.
_علمهم بالقراءات السبع وما نسخت تلاوته .
2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كان رضي الله عنهم يحفظون مجموعة من الآيات لايتجاوزوها حتى يتعلموا منها العلم والعمل .
_وكانوا بطريقة السؤال والجواب ,بأن يطرح السؤال في التفسير ويسمع جوابهم ويصحح الخطأ.
_ومن ذلك كان عمر رضي الله عنه يدخل ابن عباس مجلسه وهو صغير السن مع كبار الصحابة,فكان بعضهم يقول عندنا اولاد في مثل سنه ,فسألهم عن قول الله عز وجل (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3). سورة النصر,فقال بعضهم :أمرنا ان نستغفر ونحمد الله ,وبعضهم سكت ,فقال عمر لابن عباس :اهكذا تقول ؟قال لا ,هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له .
_وتصحيح الخطأ
_قد يلحظ العالم الفهم الخطأ بالآية ,فينصح ويبين المعنى الصحيح .
_عن ابي بكر رضي الله عنه انه خطب وقال :ياأيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها بغير ماوضعها الله {ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الناس إذا رؤوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك ان يعمهم الله بعقابه ) .
_وكان الصحابه لهم مجالس في التفسير ,يتدارسونه ويعلمونه ,كاابن عباس وابن عمر وغيرهم .
3:
اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
الحارث بن قيس
والأسود بن الأحوص
ومسروق بن الأجدع
وعمرو بن شرحبيل رحمهم الله

(9 / 9) السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوينالتفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
_كان التفسير يتلقى بمجالس العلم ولم يكن مدون في كتب وصحائف .
_بدأ تدوينه شيئا فشيئا بصحائف صغيره مختصره يدون بها التفسير تدوينا يسيرا,يعزى فيه بالرواية لصاحبه .
_ثم دون صحف بالتفسير ,مثل كتب مجاهد والضحاك عن ابن عباس .
_عطاء بن ابي مسلم كان اول من كتب بالتفسير .
_كتب مقاتل بن سليمان ,كان اول تفسير تام ,وهو اول ماجمع من المرويات في التفسير.
_دون التفسير ابن جرير التفسير عن عطاء ,وكتب محمد بن اسحاق صحيفة في التفسير .
_سفيان الثوري له تفسير ناقص الى سورة الطور.
_ثم الإمام مالك افرد في الموطأ كتابا مختصرا فيه شيء من التفسير .
_بعد ذلك اتى السدي الصغير له تفسير ضعيف ليس بثقه قال عنه ابن معين .
_يحي بن اليمان له تفسير مختصر مروي ع سعيد بن جبير.
_سفيان الهلالي له كتاب يرويه ابو عبيد الله المخزومي ,وكان تفسيرا متداولا .
الى نهاية القرن الثاني لم يظهر تفسير كامل للقرآن ,وإنما صحائف مروية .
_في بداية القرن الثالث احيى محمد الشافعي علم الإحتجاج للقرآن والسنة,وألف كتاب الرسالة,وافرد بعده عبد الرازق الصنعاني كتاب في التفسير معتمد على الروايات .
_بعد ذلك ابوعبيد القاسم بن سلام له كتاب فضائل القرآن .
وفي اواخر القرن الثالث الهجري لم تظهر كتب للتفسير محرره علميا وإنما صحف متفرقة
_مثل سعيد الخراساني له تفسير بالروايات
_والإمام احمد بن حنبل له تفسير قديم,ونقل عن الزجاج انه نقل منه .
_محمد البخاري يعتمد غالبا تفسيره على مجاهد,له في الصحيح كتاب تفسير القرآن
_الإمام مسلم في كتابه (فضل القرآن وأحكام القرآن .
_ابن قتيبه له كتاب غريب القرآن ,وتأويل مشكل القرآن .
_محمد بن عيسى الترمذي له في سننه كتاب تفسير القرآن .
__ابو اسحاق المالكي كتاب احكام القرآن وهو مختصر .
قبل عصر ابن جرير ظهرت تفاسير اللغوين وهو نوع من انواع التفسير
_ممن اشتهر بالتفسير اللغوي ابو عمرو بن العلائ التميمي ,وهو احد القراء السبعة ,وقد فسر القرآن لإصحابه .
_الخليل الفراهيدي ,ألف كتاب العين ,وكان يفسر بما يعرف من لغة العرب ,وهو كتاب معجم عرض فيه كثير من مفردات القرآن ,ولربما استدل بأبيات الشعر .
_سيبويه الف كتاب في النحو ,فيه مسائل تتعلق بمعاني القرآن في الإعراب والصرف
_علي بن حمزه الكسائي احد القراء السبعة ,وهو نحوي معروف .
_وبعده يحي بن سلام له تفسير يعتني باللغة ,وهو تفسير كامل .
_بعده كتاب مهم كتاب معاني القرآن ليحي بن الفراء وهو من مراجع ابن جرير .
_أبو عبيد القاسم له كتاب غريب المصنف ,وفضائل القرآن ,وكتاب السنن لتفسير القرآن .
_أبو عبدالرحمن النسائي له كتاب في فضائل القرآن ,وهو صاحب السنن فيه كتاب تفسير القرآن .
_في بدايةالقرن الرابع ظهر تفسير ابن جرير الطبري ,وهو من أهم الكتب المؤلفة بهذا العصر,وكان على معرفة بالحديث والفقه والعربية والقراءات والأصول ,فرأى الحاجة لجمع ماتفرق من التفسير ,وجعله في كتاب جامع للتفسير .
_في عصره ظهر ابراهيم الزجاج ,وألف كتاب معاني القرآن .
_بعده جاء أبو بكر عبدالله السجستاني صاحب كتاب المصاحف وهو مفقود .

(25 / 25) السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز بهالتفاسير التالية:
(1)
تفسير ابن جرير الطبري.
_ذكر الأقوال ووجها ورجح بعضها على بعض,وزاد في ذلك بالأعراب ,واستنبط الأحكام التي تؤخذ من الآيات القرآنية,وهو من اجل التفاسير وأعظمها قدراً,وهو من اصح التفاسير وأنفعها .
(2)
تفسير ابن عطيّةالأندلسي.
امتاز بأنه بارع في إعمال أصول التفسير,,ونقد الأقوال والترجيح بينها,وظهور براعته فيها .
(3)
معاني القرآن للزجاج.
امتاز بأنه توسع في كتابه,له تفسير أكبر من الفراء,ولم يمل تفسيره,وهو من أئمة اللغة,وهو من كبار اللغويين ,وهو جامع لكثير من تفاسيرهم .
(4)
تفسير الثعلبي.
امتاز بكثرة مصادره,وكان يفسر القرآن بما جاء من السلف مع إختصاره للإسانيد,ويعرض المسائل النحوية,ويعرض شرح الكلمات اللغوية ويبين أصولها ,ويستشهد بالشعر العربي ,ويتوسع بالمسائل الفهية,وكان يلقب بالأستاذ المفسر
(5)
أضواء البيانللشنقيطي
من مميزاته من اجل الكتب في هذا النوع(تفسير القرآن بالقرآن)ومن أعظمها .ويصنف على انه من تفسير القرآن بالأثر,يستوفي الأقوال ويرجح بالدليل والبرهان ,وهو شامل جميع الأصول .

(23 / 25) السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1)
الكشاف للزمخشري.
وهو معتزلي جلد,وفي تفسيره إعتزاليات ظاهره وخفية,وهو سليق اللسان على اهل السنة,وله أبيات في ذمهم ,وله إعتزاليات خفيه تستخرج بالمناقيش من دقتها .
(2)
التفسير الكبير للرازي.
اعتمد على كثير من كتب المعتزله ,ووافقهم ببعض اقوالهم,ويكثر من إيراد الشبه والإعتراضات ,ويجيب عليها,وتوسع فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط ,وينتقد عليه .
(3)
النكت والعيونللماوردي.
يذكر القولدون إسناد,وأخطأمن وجهين كان لهما الأثر من لما بعده من المفسرين .
والوجه الآخر : [وأين الوجه الأول؟] يزيد من أوجه التفسير من عنده من باب الإحتمال ,ويكون كثير منها تكلف ,وايضاً يؤخذ عليه تأثره بالمعتزلة,يتناول بعض الأصول توافق المعتزلة .
(4)
تفسير الثعلبي.
انتقد بالإكثار من الإسرائليات دون تعقيب وذكرها بمنتهى الغرابة ,ويجمع بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة ,ووقع بالأحاديث الموضوعة عل السنة الشيعة .
(5)
تنوير المقباس.
اعتمد على الروايات الضعيفة ,ونقله بطريق واحد وهو طريق موضوع ومكذوب,وفيه بدع,واقوال مخترعه .
إجمالي الدرجات = 92 / 100
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11 رمضان 1436هـ/27-06-2015م, 03:48 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

المقصد العام :فضل القرآن وتعلمه وتعليمه ,والحض على قراءته وإتباعه وتعظيمه ,وما يستحب لحامل القرآن من تزيين الصوت ,وما يعين على تدبره ,ومافيه من الفضائل ,وطرق العناية به
المقاصد الفرعيه :
1:باب فضل القرآن وتعلمه وتعليمه الناس :

*فضل تعلم القرآن :
_ حدثنا عبد الله بن صالح، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عنعقبة بن عامر الجهني، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق، فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين في غير إثم، ولا قطيعة رحم» ؟ قلنا: كلنا يا رسول الله يحب ذلك. قال: «فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد، فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين، ومن ثلاث، ومن أعدادهن من الإبل»

*أجر من شق عليه :
_حدثنا أبو عبيد وحدثنا يزيد بن هارون، عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الذي يقرأ القرآن وهو به ماهر مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يشتد عليه فله أجران».

*مأدبة الله سبحانه :
_حدثنا أبو عبيد ثنا حجاج، عن محمد بن طلحة، عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، قال: «إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب الله القرآن»

*ميراث الرسول الكريم :
-حدثنا أبو عبيد قال حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن الأعمش، قال: مر أعرابي بعبد الله بن مسعود، وهو يقرئ قوما القرآن، أو قال: وعنده قوم يتعلمون القرآن، فقال: ما يصنع هؤلاء ؟ فقال ابن مسعود: «يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم»

*مكانة حب الله ورسوله :
_- حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: «لا يسأل عبد عن نفسه، إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله»

*الموعظة بتعلمه :
_- حدثنا أبو عبيد قال حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا عمرو بن قيس السكوني، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: «عليكم
بالقرآن فتعلموه، وعلموه أبناءكم، فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظا لمن عقل»

*بالقرآن أحسن القصص والعبر :
- حدثنا أبو عبيد حدثنا حجاج، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة، فقالوا: يا رسول الله، حدثنا. فأنزل الله تبارك وتعالى: الله نزل أحسن الحديث قال: ثم نعته فقال: كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله إلى آخر الآية. قال: ثم ملوا ملة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، حدثنا شيئا فوق الحديث ودون القرآن، يعنون القصص، فأنزل الله تبارك وتعالى: الر تلك آيات الكتاب المبين إلى قوله تعالى: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين قال: فإن أرادوا الحديث دلهم

*في القرآن شفاء ورحمة :
_- حدثنا أبو عبيد قال حدثنا محمد بن كثير، عن عبد الله بن واقد، عن قتادة، قال: «ما جالس أحد القرآن إلا فارقه بزيادة أو نقصان». قال: ثم قرأ: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
- حدثنا أبو عبيد قال ثنا النضر بن إسماعيل، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود، قال: «عليكم بالشفاءين: القرآن والعسل»

*الإسلام دين الله والقرآن رحمته :
_- حدثنا أبو عبيد حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، في قوله تعالى: قل بفضل الله قال: «الإسلام»، وبرحمته قال: «القرآن»
_حدثنا أبو عبيد قال حدثنا الحسين بن الحسن بن عطية، عن أبيه، عن جده عطية العوفي، عن ابن عباس، في قوله:
قل بفضل الله قال: «القرآن»، وبرحمته قال: «أن جعلكم من أهله»

*حفظ الله لكتابه :
_حدثنا أبو عبيد حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، في قوله تعالى: إنه لقرآن كريم. في كتاب مكنون. لا يمسه إلا المطهرون قال: «الملائكة» ).

2/ باب فضل قراءة القرآن والاستماع إليه :

*فضل قراءة القرآن وسماعه:
_عن عبد الله بن مسعود، قال: «تعلموا القرآن واتلوه، فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات. أما إني لا أقول الم ، ولكن ألف ولام وميم».
_عن عبد الله بن مسعود، مثل ذلك إلا أنه قال: «ألف ولام وميم ثلاثون سنة».
_- حدثنا أبو عبيد قال ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: «من سمع آية من كتاب الله عز وجل تتلى كانت له نورا يوم القيامة»

*فضل سورة البقرة :
_- حدثنا أبو عبيد حدثنا عباد بن عباد، عن جرير بن حازم، عن عمه جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ؟ قال: «فلعله قرأ بسورة البقرة». قال: فسئل ثابت، فقال: قرأت سورة البقرة)
_عن أسيد بن حضير، قال: بينا هو يقرأ من القرآن بسورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت، فانصرف إلى ابنه يحيى، وكان قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره ، رفع رأسه إلى السماء، فإذا هو بمثل الظلة ، فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدري ما ذاك» ؟ قال: لا يا رسول الله، قال: «تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم».

3/باب فضل الحض على القرآن والإيصاء به وإيثاره على ما سواه

*الحض على تدارسه دون سواه :
_قال مالك: إن صاحبكم لعاقل أو هالك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا في حجة الوداع فقال: «عليكم بالقرآن فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني، فمن عقل شيئا فليحدث به، ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ بيتا أو قال مقعدا من جهنم».
_عن سهل بن سعد الأنصاري، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نقترئ، يقرئ بعضنا بعضا، فقال: «الحمد لله، كتاب الله عز وجل واحد فيه الأحمر والأسود، اقرءوا، اقرءوا، اقرءوا، قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، لا يجاوز تراقيهم ، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه».

*سرعة تفلته والحث على تدارسه :
_عن عقبة بن عامر، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، ونحن في المسجد، نتدارس القرآن، فقال: «تعلموا كتاب الله عز وجل واقتنوه». قال: وحسبت أنه قال: «واغنوا به، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض من العقل».

*الحث على تلاوته وعدم هجره :
_عن المهاصر بن حبيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار، وتغنوه، وتقنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون».

*وصايا الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
_عن أبي قلابة، أن رجلا من أهل الكوفة لقي أبا الدرداء فقال: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام، ويأمرونك أن توصيهم. فقال: «أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة»
_جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: علمني كلمات جوامع نوافع. فقال: «نعم، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتزول مع القرآن أينما زال، ومن جاءك بصدق من صغير أو كبير، وإن كان بعيدا بغيضا، فاقبله منه، ومن جاءك بكذب وإن كان حبيبا قريبا فاردده عليه»
_جاء رجل إلى عبد الله فقال: أوصني. فقال: «إذا سمعت الله تبارك وتعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا فارعها سمعك ؛ فإنه خير يؤمر به أو شر ينهى عنه»

*الحث على تجريده وعدم خلطه :
_عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: «جردوا القرآن ليربو فيه
_حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: سمعت أبا حصين، يقول كذا وكذا، وذكر كلاما، ثم قال: «جردوا القرآن، وأقلوا الرواية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم». أو قال: «عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»

4/باب فضل اتباع القرآن وما في العمل به من الثواب وما في تضييعه من العقاب

*فضل إتباع القرآن :
_عن أبي موسى الأشعري، رحمه الله أنه قال: «إن هذا القرآن كائن لكم ذكرا، أو كائن لكم أجرا، أو كائن عليكم وزرا ، فاتبعوا القرآن، ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه حتى يقذفه في نار جهنم».

*شفاعة القرآن لصاحبه :
_عن أنس بن مالك، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من شفع له القرآن يوم القيامة نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله في النار على وجهه» حدثنا أبو عبيد قال حدثنا حجاج، عن شريك، عن عاصم ابن بهدلة، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود، مثل ذلك، ولم يرفعه .
_عن أبي هريرة، أنه قال: «نعم الشفيع القرآن». قال: قال شعبة: وأحسبه قال: «يقول يوم القيامة: يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيكسى حلة الكرامة، فيقول: يا رب ارض عنه، فإنه ليس بعد رضاك شيء. قال: فيرضى عنه

*فضل جامع القرآن :
_عن معفس بن عمران بن حطان، قال: سمعت أم الدرداء، تقول: سألت عائشة رضوان الله عليها وكرامته عمن دخل الجنة ممن جمع القرآن: ما فضله على من لم يجمعه ؟ فقالت: «إن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن، فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن فليس فوقه أحد»
_عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك في آخر آية تقرأها»

*فضل الماهر في القرآن ومن شق عليه :
_عن عائشة، رضوان الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن، وهو به ماهر، مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن، وهو يشتد عليه، فله أجران»

*اهل الله وخاصته :
_عن عبد الله، أو عبد الرحمن بن بديل العقيلي، عن أبيه بديل بن ميسرة، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تعالى أهلين من الناس» قيل: من هم يا رسول الله ؟ قال: «أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته» ).

*إعظام حامل القرآن وتكريمه :
_عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله سبحانه وتعالى جواد يحب الجود ، ويحب معالي الأخلاق، ويبغض أو قال: ويكره سفسافها، فإن من تعظيم جلال الله تعالى إكرام ثلاثة: الإمام المقسط، وذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه»
_عن أبي موسى الأشعري، قال: «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وذي السلطان المقسط»

*إجلال وتكريم حامل القرآن ميتاً :
_عن هشام بن عامر الأنصاري، قال: شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرح يوم أحد، وقالوا: كيف تأمر بقتلانا ؟ فقال: «احفروا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا في القبر الاثنين والثلاثة، وقدموا أكثرهم قرآنا». قال: فقدم أبي بين يدي ثلاثة .

*أولى الناس بالإمامة :
_عن مسعر بن حبيب الجرمي، قال: سمعت عمرو بن سلمة الجرمي، يقول: لما قدم وفد قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله من يصلي لنا أو بنا ؟ فقال: «أكثرهم جمعا أو أخذا للقرآن»
_عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله عز وجل»
_عن عائشة، رضوان الله عنها قالت: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى، وأقدمهم هجرة، فإن كانوا في ذلك سواء فليؤمهم أحسنهم وجها».

*منزلة ورفعة حامل القرآن :
_عن عامر بن واثلة، أن نافع بن عبد الحارث الخزاعي، تلقى عمر بن الخطاب كرم الله وجهه بعسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فسلم على عمر، فقال له: «من استخلفت على أهل الوادي ؟» فقال نافع: استخلفت عليهم يا أمير المؤمنين ابن أبزى. فقال عمر: «وما ابن أبزى ؟» فقال نافع: هو من موالينا. فقال عمر: «استخلفت عليهم مولى ؟» فقال: يا أمير المؤمنين: إنه قارئ لكتاب الله تعالى، عالم بالفرائض. فقال عمر: «أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله سبحانه وتعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين».

6/باب فضل علم القرآن والسعي في طلبه

*السعي في طلب القرآن :
_عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله، قال: «إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين»
_عن مسروق بن الأجدع، قال: «ما نسأل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه»
_عن قتادة، عن الحسن، قال: «ما أنزل الله عز وجل آية إلا وهو يحب أن يعلم فيم أنزلت، وما أراد بها». ثم قال حجاج: أو نحو هذا. وأحسبه قال: عن أبي جعفر، عن عمرو بن مرة قال: «إني لأمر بالمثل من كتاب الله عز وجل ولا أعرفه، فأغتم

*علم القرآن والعمل به :
_عن علي بن زيد، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله تعالى آية إلا لها ظهر وبطن، وكل حرف حد ، وكل حد مطلع». قال: قلت: يا أبا سعيد، ما المطلع ؟ قال: يطلع قوم يعملون به
_عن عمرو بن مرة، قال: سمعت مرة الهمداني يحدث عن عبد الله،أنه قال: «ما من حرف أو آية إلا وقد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها»
_ قال عبد الله بن مسعود: «إن للقرآن منارا كمنار الطريق، فما عرفتم منه فتمسكوا به، وما يشبه عليكم أو قال شبه عليكم فكلوه إلى عالمه»
_عن بكر بن ماعز، عن الربيع بن خثيم، قال: «وجدت هذا القرآن في خمس: حلال، وحرام، وخبر ما قبلكم، وخبر ما هو كائن بعدكم، وضرب الأمثال»

*حق القرآن على المسلم :
_عن راشد بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزل القرآن على خمسة أحرف: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وضرب الأمثال، فأحلوا
حلاله، وحرموا حرامه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله»

*الحرص على تعلمه ورد مشكله ومتشابهه الى أهله :
_عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله تعالى: وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به قال: «الراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به». وفي غير قول مجاهد قال: انتهى علمهم إلى أن قالوا آمنا به كل من عند ربنا .
_عن حسان بن عطية، قال: قال أبو الدرداء: «لو أعيتني آية من كتاب الله عز وجل، فلم أجد أحدا يفتحها علي إلا رجلا ببرك الغماد لرحلت إليه». قال: وهو أقصى هجر باليمن.
_عن ابن سيرين، قال: نبئت أن ابن مسعود، قال: «لو أعلم أن أحدا تبلغنيه الإبل أحدث عهدا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته، أو لتكلفت أن آتيه»

*فضل ابن عباس رضي الله عنه وفقهه :
_عن عبد الله بن بريدة، قال: شتم رجل ابن عباس رحمة الله عليه فقال: «أما إنك تشتمني وفي ثلاث خلال: إني لأسمع بالحكم من حكام المسلمين يعدل فأفرح، وعلي ألا أقاضي إليه أبدا، وإني لأسمع بالغيث يصيب من بلدان المسلمين فأفرح به ومالي به من سائمة ، وإني لآتي على الآية من كتاب الله فأود أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم»
_عن إبراهيم التيمي، قال: خلا عمر ذات يوم فجعل يحدث نفسه كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد ؟ فأرسل إلى ابن عباس فقال: «كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد ؛ وقبلتها واحدة ؟» فقال ابن عباس: «يا أمير المؤمنين، إنا أنزل علينا القرآن فقرأناه، وعلمنا فيم نزل، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن ولا يدرون فيم نزل، فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا». قال: فزبره عمر وانتهره ، فانصرف ابن عباس. ونظر عمر فيما قال، فعرفه، فأرسل إليه، فقال: «أعد علي ما قلت». فأعاده عليه، فعرف عمر قوله وأعجبه).

6/باب فضل قراءة القرآن نظرا وقراءة الذي لا يقيم القرآن :

*فضل قراءة القرآن نظراً :
_عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرؤه ظاهرا كفضل الفريضة على النافلة»
_عن ابن عباس، عن عمر كرم الله وجهه، أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه

*تعاهد النظر وتدارس كتاب الله :
_عن ابن عمر، أنه قال: «إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحف فليقرأ»
_عن عبد الله بن مسعود، أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرءوا، وفسر لهم .
_عن خيثمة، قال: دخلت على عبد الله بن عمر وهو يقرأ في المصحف فقال: «هذا جزئي الذي أقرؤه الليلة»

*قراءة من لايقيم القرآن :
_عن محمد بن شعيب، عن الأوزاعي، أن رجلا، صحبهم في سفر، قال: فحدثنا حديثا ما أعلمه إلا رفعه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد إذا قرأ فحرف أو أخطأ كتبه الملك كما أنزل»
_عن الشيباني، عن بكير بن الأخنس، قال: كان يقال: «إذا قرأ الأعجمي والذي لا يقيم القرآن، كتبه الملك كما أنزل» ).

7/باب فضل ختم القرآن :

_فضل شهادة ختم القرآن :
_عن الحكم بن عتيبة، قال: كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة وناس يعرضون المصاحف فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا فيه أرسلوا إلي وإلى سلمة، فقالوا: إنا كنا نعرض المصاحف فلما أردنا أن نختم أحببنا أن تشهدوا، لأنه كان يقال: «إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عند خاتمته، أو حضرت الرحمة عند خاتمته».
_عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد خاتمة القرآن كان كمن شهد الغنائم حين تقسم، ومن شهد فاتحة القرآن كان كمن شهد فتحا في سبيل الله». قال وقال المري، عن قتادة: كان بالمدينة .
_عن عبد الله بن مسعود: «من ختم القرآن فله دعوة مستجابة». قال: فكان عبد الله إذا ختم القرآن جمع أهله ثم دعا وأمنوا على دعائه .

8/باب حامل القرآن وما يجب عليه أن يأخذ به من أدب القرآن

*مايجب على حامل القرآن ان يأخذ به :
_عن ابن مسعود، قال: «إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب الله عز وجل القرآن»
_عن أبي الدرداء، قال: سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه»

*صفات قراء كتاب الله :
_ عن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو عن محمد بن كعب القرظي، قال: «كنا نعرف قارئ القرآن، أو كان يعرف قارئ القرآن بصفرة اللون». قال أبو عبيد: ولا أرى هذا إلا للخلال التي تكون في قراء القرآن مما يرون صفتهم فيه .
_ عن المسيب بن رافع قال: قال عبد الله بن مسعود: «ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون. قال: وأحسبه قال: وبحزنه إذا الناس يفرحون»

*فضل جامع القرآن ومايجب عليه :
_ عن عبد الله بن عمرو، قال: «من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما، وقد استدرجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه، ولا ينبغي لصاحب القرآن أن يحد فيمن يحد، ولا يجهل فيمن يجهل ، وفي جوفه كلام الله عز وجل»
_ عن عبد الله بن عمرو، قال: «من قرأ القرآن فقد اضطربت النبوة بين جنبيه، فلا ينبغي أن يلعب مع من يلعب، ولا يرفث مع من يرفث، ولا يتبطل مع من يتبطل، ولا يجهل مع من يجهل».
_ الحكم بن محمد قال: وكان من أهل العلم أسنده إلى سالم مولى أبي حذيفة، أنه كان معه لواء المهاجرين يوم اليمامة، قال: فقيل له: إنا نخاف عليك. كأنهم يعنون الفرار، فقال: «بئس حامل القرآن أنا إذا» ).

*توجيه الله سبحانه لنبيه الكريم ومنها توجيه لأمته :
_ قال أبو عبيد: وحكي لي عن سفيان بن عيينة أنه قال: «من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن فقد خالف القرآن، ألم تسمع قوله سبحانه وتعالى: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم وقوله أيضا: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى. قال: يعني القرآن، وقوله أيضا: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ، قال: وقوله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون قال: هو القرآن. قال: ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أنفق عبد من نفقة أفضل من نفقة في قول».
_ عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل لحي يقال لهم بنو الملوح، أو بنو المصطلق، قد عبست في أبوالها من السمن، قال: فتقنع بثوبه ثم قرأ هذه الآية: «ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا»

9/باب ما يستحب لحامل القرآن من إكرام القرآن وتعظيمه وتنزيهه:

*مايستحب لحامل القرآن من إجلال القرآن وتعظيمه

*تطييب الفم والإعتناء به :
_ عن سعيد بن أبي عروبة، قال: سمعت قتادة، يقول: «ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن»
_ عن مسافر، قال: سمعت يزيد بن أبي مالك، يقول: «إن أفواهكم طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم». قال: فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن .
_ عن مجاهد، أنه كان يكره لمن يريد قيام الليل أن يأكل الثوم والبصل والكراث .

*مايكره عند قراءة القرآن وكتابته :
__ عن عثمان بن الأسود، عن حميد، عن مجاهد، قال: «إذا تثاءبت وأنت تقرأ القرآن فأمسك عن القراءة، حتى يذهب تثاؤبك»
_ عن عكرمة، قال: «إذا تثاءب أحدكم وهو يقرأ القرآن فليسكت، ولا يقل هاها وهو يقرأ»

*وعند كتابته :
_عن عبيد الله بن سليمان العبدي، عن أبي حكيمة العبدي، قال: كنت أكتب المصاحف، فبينما أنا أكتب مصحفا، إذ مر بي علي بن أبي طالب، فقام ينظر إلى كتابي فقال: «أجلل قلمك». قال: فقصمت من قلمي قصمة ثم جعلت أكتب. فقال: «هكذا نوره كما نوره الله عز وجل».
_عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علي، أنه كان يكره أن يكتب القرآن في الشيء الصغير .
_عن عمر بن عبد العزيز، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكتبوا القرآن إلا في شيء طاهر" .
_ قال: وسمعت عمر بن عبد العزيز، يقول: «لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ»

*وعند السفر:
_عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو» ..

*لايمس الا بطهارة :
_ عن عبد الله بن أبي بكر، قال: «كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجدي أن: لا يمس القرآن إلا طاهر»
_ عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان لا يأخذ المصحف إلا وهو طاهر .

*تكريمه وعظم منزلته :
_ عن مالك بن أنس، أنه كان يكره أن يمس المصحف وإن كان بعلاقته أو قال: في غلافه أو كان على وسادة إلا وهو طاهر. قال: «وليس ذلك إلا إكراما للقرآن». قال أبو عبيد: وجلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته. فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك.
_ عن حسان بن عطية، قال: صحب رجل أم الدرداء فقالت له: «هل تحسن من القرآن شيئا ؟» قال: ما أحسن إلا سورة، ولقد قرأتها حتى أدبرتها. قال: فقالت: «وإن القرآن ليدبر ؟» فكفت دابتها، وقالت: «خذ أي طريق شئت»

*تكره المناظره به في عرض الدنيا :
_ عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: «كانوا يكرهون أن يتلو الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا». قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة، فتأتيه من غير طلب، فيقول كالمازح: جئت على قدر يا موسى وهذا من الاستخفاف بالقرآن، ومنه قول ابن شهاب: «لا تناظر بكتاب الله، ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم». قال أبو عبيد: يقول: لا تجعل لهما نظيرا من القول ولا الفعل .

*ويكره تصغيره :
_ عن عاصم، قال: قال رجل لأبي العالية: سورة صغيرة أو قال: قصيرة. فقال: «أنت أصغر منها وألم، القرآن كله عظيم»
_ عن عاصم، قال: قال خالد الحذاء لابن سيرين: سورة خفيفة. قال ابن سيرين: «من أين تكون خفيفة والله تعالى يقول: إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ، ولكن قل: يسيرة، فإن الله تعالى يقول: ولقد يسرنا القرآن للذكر» ).

*فضل قيام الليل بالقرآن :
_ عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في الليل والنهار»

*النهي عن توسد القرآن :
_ عن المهاصر بن حبيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن واتلوه آناء الليل والنهار»
_ عن مخرمة بن شريح الحضرمي، قال: ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ذاك رجل لا يتوسد القرآن». قال أبو عبيد: وقد ذكرنا تفسير التوسد عن الحسن، أنه سئل عمن جمع القرآن ثم ينام عنه، فقال: يتوسد القرآن، لعن الله ذاك

*اصناف قراء كتاب الله :
_ عن الحسن قال: «قراء القرآن ثلاثة أصناف: فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده، واستطالوا به على أهل بلادهم، واستدروا به الولاة كثر هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم فوكدوا به في محاريبهم ,وحنوا به في برانسهم، واستشعروا الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث ، وينصر بهم على الأعداء، والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر»

*من ألهم بتهجده لذة مناجاته :
_ عن عبد الله بن المبارك، قال: قال معضد: «لولا ظمأ الهواجر، وطول ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله عز وجل، ما باليت أن أكون يعسوبا»
_ قال أبو عبيد: وسمعت شجاع بن الوليد، يحدث بإسناد له أن رجلا أدخلت عليه امرأته فقام يصلي حتى أصبح وما التفت إليها، قال: فعوتب في ذلك فقال: «إني قمت وأنا أريد أن أصلي الركعتين اللتين من السنة عند دخول أهل الرجل عليه، فما زلت في عجائب القرآن حتى نسيتها».

*إتباع القرآن والعمل به :
_ عن ابن عباس في قول الله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته قال: «يتبعونه حق اتباعه». قال: وقال عكرمة: «ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا، أي يتبعه ؛ والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها أي تبعها»
_ عن ابن جريج في قوله تعالى: يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم قال: «القرآن» فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به قال: «بالقرآن»
_ عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحسن، قال: «إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه .
_ عن عامر بن مطر، قال: رأى حذيفة من الناس كثرة فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟» قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت»

*العبرة بالعمل به والسمع والطاعة وليس جمعه :
_ عن جبلة بن سحيم، عن عامر بن مطر، قال: رأى حذيفة من الناس كثرة فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟» قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت»
_عن ابن أبي لبيبة، قال: حدثني نافع أبو سهيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن ما نهاك. فإن لم ينهك فلست تقرؤه». أو قال: «فلا تقرأه»
_ عن أبي هاشم، عن الحسن بن علي، قال: «اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه»

*البكاء عند تلاوته :
_ عن عبد الملك بن عمير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني قارئ عليكم سورة، فمن بكى فله الجنة». فقرأها، فلم يبك أحد، ثم أعاد الثانية ثم الثالثة فقال: «ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا»
_ عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، قال:«انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» يعني من البكاء
_ عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: لما قدم أهل اليمن في زمن أبي بكر رحمة الله عليه فسمعوا القرآن فجعلوا يبكون، فقال أبو بكر الصديق: «هكذا كنا ثم قست القلوب»

*حال السلف مع القرآن :
_ عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، قال:انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» يعني من البكاء .
_ عن عبيد بن عمير، قال: «صلى بنا عمر بن الخطاب كرم الله وجهه صلاة الفجر فافتتح سورة يوسف فقرأها حتى إذا بلغ وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم بكى حتى انقطع فركع».
_ عن علقمة بن وقاص، عن عمر، مثله. إلا أنه قال: «العتمة». ويروى: أنه لما انتهى إلى قوله سبحانه وتعالى: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف.
_ عن سليمان بن سحيم، قال: أخبرني من رأى ابن عمر يصلي وهو يترجح ويتمايل ويتأوه، حتى لو رآه غيرنا ممن يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله تعالى: وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا أو شبه ذلك
_ عن أبي وائل، أنه قال: خرجنا مع عبد الله بن مسعود رحمة الله عليه ومعنا الربيع بن خثيم، فمررنا على حداد، فقام عبد الله ينظر إلى حديدة في النار، فنظر الربيع إليها فتمايل ليسقط. ثم إن عبد الله مضى كما هو حتى أتينا على شاطئ الفرات على أتون، فلما رآه عبد الله، والنار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية إذا رأتهم من مكان بعيد إلى قوله تعالى: هنالك ثبورا قال: فصعق الربيع، فاحتملناه، فجئنا به إلى أهله، قال: ورابطه عبد الله إلى الظهر فلم يفق، فرابطه إلى المغرب فأفاق، ورجع عبد الله إلى أهله .
_ عن يحيى بن أبي كثير، قال: استمع كعب على رجل قراءته أو دعاءه أو بكاءه أو نحو هذا فمضى وهو يقول: «واها للنواحين على أنفسهم قبل يوم القيامة»

*إذا مر بآية السجدة سجد وبكى :
_عن عبد الله بن المبارك، عن مسعر، عن عبد الأعلى التيمي، قال: «من أوتي من العلم ما لا يبكيه فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه ؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال سبحانه وتعالى إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا»
_ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه قرأ سورة مريم حتى انتهى إلى السجدة خروا سجدا وبكيا فسجد بها، فلما رفع رأسه قال: «هذه السجدة قد سجدناها فأين البكاء ؟» ).

*استحباب الطلب والتعوذ عند ذكر الجنة والنار :
_ عن حذيفة، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه الله سبحانه وتعالى سبح .
_ سمع عاصم بن حميد، يقول: سمعت عوف بن مالك، يقول: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فبدأ، فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلي، فقمت معه، فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ .
_ عن ابن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ؛ فإذا مر بآية فيها ذكر النار قال: «أعوذ بالله من النار»

*استحباب ترديد الآيه وتكرارها :
_ حدثنا أبو ذر، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي، فقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح، بها يقوم، وبها يركع، وبها يسجد. فقال القوم لأبي ذر: أي آية هي؟ فقال: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم .
_ عن تميم الداري، أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون فلم يزل يرددها حتى أصبح حدثنا أبو عبيد حدثنا يزيد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال له رجل من أهل مكة، هذا مقام أخيك تميم الداري. ثم ذكر مثل ذلك أو نحوه
_ عن ابن عون، قال: حدثني رجل، من أهل الكوفة أن عبد الله بن مسعود صلى ليلة قال: فذكروا ذلك، فقال بعضهم: هذا مقام صاحبكم منذ الليلة يردد آية حتى أصبح. قال ابن عون: بلغني أن الآية رب زدني علما .
_ عن أبي المنهال سيار بن سلامة، أن عمر بن الخطاب، كرم الله وجهه، سقط عليه رجل من المهاجرين، وعمر يتهجد من الليل يقرأ بفاتحة الكتاب لا يزيد عليها ويكبر ويسبح ثم يركع ويسجد، فلما أصبح ذكر ذلك لعمر، فقال له عمر: «لأمك الويل أليست تلك صلاة الملائكة؟» ,
_ عن امرأة، من أهل بيت عامر بن عبد قيس أن عامرا، قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين قالت: فكظم حتى أصبح، أو قالت: فلم يزل يرددها حتى أصبح .
_ عن هشام بن عروة، عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة، عن أبيه، عن جده، قال: افتتحت أسماء بنت أبي بكر سورة الطور، فلما انتهت إلى قوله تعالى فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ذهبت إلى السوق في حاجة، ثم رجعت وهي تكررها ووقانا عذاب السموم قال: وهي في الصلاة .
_ حدثنا القاسم بن أبي أيوب، قال: سمعت سعيد بن جبير، يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون .
_ عن العلاء، قال: حدثني رجل، قال: كنت بمكة فلما صليت العشاء إذا رجل أمامي قد أحرم في نافلة فاستفتح إذا السماء انفطرت قال: فلم يزل فيها حتى نادى منادي السحر؟ فسألت عنه فقيل لي: هو سعيد بن جبير).

*جواب الآيات القرآنية والشهادة عليها :
_ عن عبد الله بن السائب، قال: أخر عمر بن الخطاب كرم الله وجهه العشاء الآخرة فصليت، ودخل فكان في ظهري، فقرأت: والذاريات ذروا حتى أتيت على قوله: وفي السماء رزقكم وما توعدون فرفع صوته حتى ملأ المسجد: «أشهد»
_ عن صالح أبي الخليل، أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه سمع رجلا، يقرأ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال: «يا ليتها تمت» .
_عن عبد الله بن مسعود، سمع رجلا قرأ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال: «إي وعزتك، فجعلته سميعا بصيرا، وحيا وميتا»
_ عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، عن آخر، عن آخر، أنه كان يقرأ فوق بيت له فرفع صوته أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فقال: «سبحانك اللهم وبلى». فسئل عن ذلك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله»
_ عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قرأ في الصلاة أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فقال: «سبحانك وبلى»
_ عن عبد الرحمن بن القاسم، قال: قال أبو هريرة: «من قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فليقل: بلى. وإذا قرأ والمرسلات فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل: آمنت بالله وما أنزل. ومن قرأ والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: أليس الله بأحكم الحاكمين فليقل: بلى»
_ عن معمر بن راشد، أن حجرا المدري قام ليله يصلي، فاستفتح الواقعة، فلما انتهى إلى قوله تعالى أفرأيتم ما تمنون، أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون فقال: بل أنت يا رب. ثم قرأ أفرأيتم ما تحرثون، أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون فقال: بل أنت يا رب. ثم قرأ أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون فقال: بل أنت يا رب. ثم قرأ أفرأيتم النار التي تورون، أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون فقال: بل أنت يا رب»
_ عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، قال: سمعت عليا، قرأ في الصلاة سبح اسم ربك الأعلى فقال: «سبحان ربي الأعلى»
_ عن أبي السليل، عن صلة بن أشيم، قال: «إذا أتيت على هذه الآية
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فقف عندها وسل الله الجليل»

11/آداب قراءة القرآن :

*ترتيله وتدبره والترسل فيه :
_ عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله تعالى: ورتل القرآن ترتيلا قال: «ترسل فيه ترسيلا»
_ عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: «فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن» قال: وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن .
_ عن أيوب، عن أبي حمزة، قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث فقال: «لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول»
_ عن يحيى بن سعيد، عن رجل، حدثه عن أبيه، أنه سأل زيد بن ثابت عن قراءة القرآن في سبع، فقال: «حسن، ولأن أقرأه في عشرين أو في النصف أحب إلي من أن أقرأه في سبع، وسلني عن ذلك، أردده، وأقف عليه»
_ عن سفيان، عن عبيد المكتب، قال: قلت لمجاهد: رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة؛ قيامهما واحد، وركوعهما واحد، وسجودهما واحد، وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟ فقال: «الذي قرأ البقرة». ثم قرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا» ).

*تحسين الصوت عند التلاوة :
_ عن شعبة، قال: حدثني معاوية بن قرة، قال: سمعت عبد الله بن مغفل، يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح. ثم قرأ معاوية قراءة لينة ورجع، ثم قال: لولا أني أخشى أن يجتمع الناس علينا لقرأت ذلك اللحن .
_ عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «زينوا أصواتكم بالقرآن»
_ عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به»

*جمال التلاوة في الصوت والنغم _
_ عن فضالة بن عبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لله أشد أذانا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته».
_ عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فسمع قراءة رجل، فقال: «من هذا؟» قيل: عبد الله بن قيس، فقال: «لقد أوتي هذا من مزامير آل داود»
_ قال أبو عبيد : حدثنا سليمان التيمي، أو نبئت عنه قال: حدثنا أبو عثمان النهدي، قال: «كان أبو موسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنج قط، ولا صوت بربط قط، ولا شيئا قط أحسن من صوته»
_ عن طاوس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال: «الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى».
_ قال أبو عبيد: وعلى هذا المعنى تحمل هذه الأحاديث التي ذكرناها في حسن الصوت، إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، يبين ذلك حديث أبي موسى: أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استمعن قراءته، فأخبر بذلك، فقال: لو علمت لشوقت تشويقا، أو حبرت تحبيرا.

*المبالغة في التلحين والتغني بالقرآن :
_ عن الأعمش، عن رجل، عن أنس بن مالك، أنه سمع رجلا، يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك، ونهى عنه .
_ قال أبو عبيد وحدثني يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: «نهاني أيوب أن أحدث، بهذا الحديث: «زينوا القرآن بأصواتكم». قال أبو عبيد: وإنما كره أيوب فيما نرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الألحان المبتدعة، ولهذا نهاه أن يحدث به
_ عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم»
_ قال أبو عبيد سمعت أبا الحارث المكفوف، يسأل يزيد بن هارون في التعبير، فقال: «بدعة وضلالة». قال: «ما تقول في قراءة الحزن؟» قال: «فاذهب فحزن نفسك في بيتك». قال: ما تقول في قراءة الألحان؟ قال: «بدعة». قال: يا أبا خالد، يشتهيه الناس. قال: «لك غيره» ).

*الجهر والإخفات في التلاوة :
_ قال أبو عبيد حدثنا إسحاق بن عيسى،عن البياضي، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن»
_ عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها، يغلط أصحابه .
_ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة يقرأ في المسجد، يجهر بقراءته في صلاة النهار، فقال: «يا ابن حذافة، سمع الله ولا تسمعنا»
_ عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن هاهنا قوما يجهرون بالقرآن في صلاة النهار. فقال: «ارموهم بالبعر»
_ عن عبد الرحمن بن حرملة، قال: جاء الأعلم المؤذن فرفع صوته بالقراءة، فحصبه سعيد بن المسيب وقال: «أتريد أن تكون فتانا؟»
_ عن لقمان بن عامر، قال: صلى رجل إلى جنب أبي مسلم الخولاني، فجهر بالقراءة، فلما فرغ أبو مسلم من صلاته قال: «يا ابن أخي، أفسدت علي وعلى نفسك»
_ قال أبو عبيد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن ابن سيرين، أنه قال في قراءة النهار: «أسمع نفسك» ).

12/باب يمد صوته بالقرآن ليلا في الخلوة به :
_ عن أبي هريرة، قال: كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طورا، ويخفض طورا .
_ عن عبد الله بن قيس، قال: سألت عائشة رحمة الله عليها: كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أيسر القراءة، أم يجهر؟ فقالت: «كل ذلك قد كان يفعله؛ ربما أسر، وربما جهر». قال: قلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة .
_ عن أبي العلاء، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: «كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على عريشي». قال أبو عبيد: تعني بالليل
_ عن إبراهيم، عن علقمة، قال: بت عند عبد الله ذات ليلة، فقالوا: كيف كانت قراءته؟ فقال: «كان يسمع أهل الدار» .
_ عن أبي بكر بن حزم، قال: باتت عندنا عمرة ذات ليلة لمريض كان فينا، فقمت من الليل أصلي، فلما أصبحت فسألت، قالت: «ما منعك أن ترفع صوتك؟ فما كان يوقظنا من الليل إلا قراءة معاذ القارئ، وأفلح مولى أبي أيوب» .

*قرن سورتين من القرآن معاَ :
_ عن ابن سيرين، عن ابن عمر، أنه كان يقرأ عشر سور في الركعة. قال عاصم: فذكرت ذلك لأبي العالية قال: قد كنت أفعله، حتى حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لكل سورة حظها من الركوع والسجود».
_ عن عبد الرحمن بن لبيبة، عن ابن عمر، أن رجلا، أتاه فقال: قرأت القرآن في ليلة أو قال: في ركعة فقال ابن عمر: «أفعلتموها؟ لو شاء الله لأنزله جملة واحدة، وإنما فصله لتعطى كل سورة حظها من الركوع والسجود».
_ جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: إني قرأت البارحة المفصل في ركعة. فقال عبد الله: «أنثرا كنثر الدقل، وهذا كهذ الشعر؟ لقد علمت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن السورتين في ركعة».

*أقل تقدير لختم القرآن :
_ عن قيس بن أبي صعصعة، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، في كم أقرأ القرآن؟ فقال: «في كل خمس عشرة». فقال: إني أجدني أقوى من ذلك، فقال: «ففي كل جمعة» .
_ عن محمد بن ذكوان، رجل من أهل الكوفة قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، يقول: كان عبد الله بن مسعود يقرأ القرآن في غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة .
_ عن شعبة، عن أيوب، قال: سمعت أبا قلابة، يحدث عن أبي المهلب، قال: كان أبي بن كعب يختم القرآن في ثمان .
_ عن إبراهيم قال: كان الأسود يختم القرآن في ست، وكان علقمة يختمه في خمس .
_ عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصاري، أنه قال: يا رسول الله، أأقرأ القرآن في ثلاث؟ فقال: «نعم إن استطعت». قال: فكان يقرؤه كذلك حتى توفي .
_ عن الطيب بن سلمان، قال: حدثتنا عمرة، أنها سمعت عائشة، تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث .

*أثر قراءته في اقل من ثلاث :
_ عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفقهه من قرأه في أقل من ثلاث»
_ عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: «من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز» .
_ عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية، عن معاذ بن جبل، أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث).

13/باب القارئ يختم القرآن كله في ليلة أو في ركعة
_ عن السائب بن يزيد، أن رجلا، سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبيد الله، فقال: إن شئت أخبرتك عن صلاة عثمان. فقال: نعم. قال: قلت: لأغلبن الليلة على الحجر، يعني المقام، فقمت. فلما قمت، إذا أنا برجل متقنع يزحمني، فنظرت، فإذا عثمان بن عفان، رحمة الله عليه وبركاته، فتأخرت عنه، فصلى، فإذا هو يسجد بسجود القرآن، حتى إذا قلت هذه هوادي الفجر، أوتر بركعة لم يصل غيرها. ثم انطلق .
_ عن ابن سيرين قال: قالت نائلة بنت الفرافصة الكلبية حيث دخلوا على عثمان،
رضي الله عنه، ليقتلوه، فقالت: «إن تقتلوه أو تدعوه، فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن .
_ عن حماد، عن سعيد بن جبير، أنه قال: «قرأت القرآن في ركعة في البيت»
_ عن إبراهيم، عن علقمة، أنه قرأ القرآن في ليلة. طاف بالبيت أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، فقرأ الطول، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، فقرأ بالمئين، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، ثم قرأ بالمثاني، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن .
_قال أبو عبيد: والذي عليه أمر الناس أن الجمع بين السور في الركعة حسن واسع غير مكروه، وهذا الذي فعله عثمان وتميم الداري وغيرهما هو من وراء كل جمع.

14/المحافظة على الورد من القرآن ليلاً أو نهاراً بصلاة او بدونها:

*تحزيبه :
_ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ : حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، قال: حدثني عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده، أنه كان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني مالك فأنزلهم في قبة له في المسجد أو قال بين المسجد وبين أهله قال: فكان يأتينا فيحدثنا بعد العشاء، وهو قائم حتى يراوح بين قدميه من طول القيام، وكان أكثر ما يحدثنا شكايته قريشا وما كان يلقى منهم. ثم قال: كنا مستضعفين بمكة، فلما قدمنا المدينة، انتصفنا من القوم، وكانت سجال الحرب بيننا علينا ولنا. قال: فاحتبس عنا ليلة، فقلنا: يا رسول الله، لبثت عنا الليلة أكثر مما كنت تلبث فقال: «نعم طرأ علي حزبي من القرآن، فكرهت أن أخرج من المسجد حتى أقضيه» حدثني أبو نعيم، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. وزاد في حديثه قال: فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن، فكيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه: ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل ما بين قاف فأسفل .
_ عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الرحمن ابن عبد القاري، أن عمر، قال: «من فاته حزبه من الليل فقرأه حتى تزول الشمس إلى صلاة الظهر، فكأنه لم يفته، أو كأنه أدركه» .
_ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عبد القاري، قال: استأذنت على عمر بالهاجرة، فحبسني طويلا، ثم أذن لي، وقال: «إني كنت في قضاء وردي» .
_ عن الأعمش، عن خيثمة، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو وهو يقرأ في المصحف، فقلت له، فقال: «هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة» .
_ عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثني أبو الخير، قال: سمعت عقبة بن عامر، يقول: «ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن»
_ عن الأسود، عن عائشة، قالت: «إني لأقرأ جزئي أو قالت سبعي وأنا جالسة على فراشي، أو على سريري» .
_ عن أبي بردة، أن معاذا، قال لأبي موسى: «كيف تقرأ القرآن؟» فقال: «أتفوقه تفوق اللقوح، فكيف تقرأ أنت؟» قال: «أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت كراي، فأقرأ ما كتب لي، فأحتسب نومي كما أحتسب قومي». أو قال: «أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي» .

*قراءة القرآن من مواضع مختلفة والخلط بين السور :
_ عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأبي بكر وهو يخافت، ومر بعمر وهو يجهر، ومر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة. فقال لأبي بكر: «مررت بك وأنت تخافت». فقال: إني أسمع من أناجي. قال: «ارفع شيئا». وقال لعمر: «مررت بك وأنت تجهر». قال: أطرد الشيطان، وأوقظ الوسنان. فقال: «اخفض شيئا». وقال لبلال: «مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة». فقال: اخلط الطيب بالطيب. فقال: «اقرأ السورة على وجهها». أو قال: «على نحوها» حدثنا حجاج، عن ليث بن سعد، عن عمر مولى عفرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مر بأبي بكر وعمر وبلال مثل ذلك. إلا أنه قال لبلال: «إذا قرأت السورة فأنفدها»
_ عن الوليد بن عبد الله بن جميع، قال: حدثني رجل، أثق به قال: أم الناس خالد بن الوليد بالحيرة فقرأ من سور شتى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: «شغلني الجهاد عن تعلم القرآن»
_ عن ابن عون، قال: سألت ابن سيرين عن الرجل، يقرأ من السورة آيتين، ثم يدعها ويأخذ في غيرها، ثم يدعها ويأخذ في غيرها، فقال: «ليتق أحدكم أن يأثم إثما كبيرا وهو لا يشعر»
_ عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال: «إذا ابتدأت في سورة فأردت أن تحول منها إلى غيرها فتحول، إلا قل هو الله أحد فإذا ابتدأت فيها فلا تحول منها حتى تختمها»
_ عن ابن عون، عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا قرأ لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد أن يقرأه قال: فدخل يوما فقال: أمسك علي سورة البقرة فأمسكها عليه. فلما أتى على مكان منها قال: «أتدري فيم أنزلت؟» قلت: لا. قال: «في كذا وكذا» ثم مضى في قراءته. قال أبو عبيد: إنما رخص ابن عمر في هذا لأن الذي تكلم به من تأويل القرآن وسببه، كالذي ذكرناه عن ابن مسعود أن أصحابه كانوا ينشرون المصحف فيقرءون، ويفسر لهم، ولو كان الكلام من أحاديث الناس وأخبارهم كان عندي مكروها أن تقطع القراءة به). .
*قراءة القرآن من غير وضوء :
_ عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: دخلت على علي رضي الله عنه أنا ورجلان: رجل من قومي، ورجل من بني أسد. أحسبه قال: فبعثهما وجها. وقال: إنكما علجان فعالجا عن دينكما. ثم دخل المخرج فقضى حاجته، ثم خرج فأخذ حفنة من ماء فتمسح بها، ثم جعل يقرأ القرآن. قال: فكأنه رآنا أنكرنا ذلك، فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، ثم يخرج فيقرأ القرآن، ويأكل معنا اللحم، لا يحجزه عن القرآن شيء، ليس الجنابة» .
_ عن ابن سيرين، أن عمر بن الخطاب، قرأ من القرآن بعدما خرج من الغائط، فقال له أبو مريم الحنفي: أتقرأ وقد أحدثت؟ فقال: «أمسيلمة أفتاك بهذا؟»
_ عن الأزرق بن قيس، عن أبان، قال: كان ناس من أهل البصرة لا يقرءون القرآن إلا وهم على طهارة؛ منهم عسعس بن سلامة، قال: فلقيت ابن عمر بعرفة فسألته: أيقرأ الرجل القرآن وقد هراق الماء؟ فقال: «ما هراق الماء؟ قل: بال». قلت: بال قال: «نعم»

*قراءة القرآن للجنب :
_ عن ابن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن على كل حال إلا الجنابة»
_ عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل الزهري أنه سأل ابن عباس: أيقرأ الرجل من القرآن شيئا وهو غير طاهر؟ قال: «الآية والآيتين» حدثنا أبو نعيم، عن بقية، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل، عن ابن عباس، نحو ذلك إلا أنه قال: «إلا الجنب»
_ عن عبد الله بن مالك الغافقي، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمر: «إذا توضأت وأنا جنب أكلت وشربت، ولا أصلي ولا أقرأ حتى أغتسل .
_ حدثنا محمد بن فضيل، ومروان بن معاوية، وأبو معاوية، كلهم عن عامر بن السمط، عن أبي الغريف، قال: سئل علي عن الجنب؛ أيقرأ القرآن؟ فقال: «لا ولا حرفا» .
_ عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، وجابر، عن الشعبي، أنهما كرها أن يكتب الجنب بسم الله الرحمن الرحيم).

*تعليم المشركين للقرآن والسفر به :
_ عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسافروا بالقرآن، فإني أخاف أن يناله العدو»
_ حدثنا عمر بن حفص من أهل واسط قال: وكان أبواه مجوسيين فدفعه أبوه إلى معلم يقال له صالح، من جلساء الحسن، فقال: علمه القرآن فذهب به صالح إلى الحسن، فسأله عن ذلك، فقال: «علمه فإنه عسى». قال عباد: فسألت أبا حنيفة عن ذلك، فقال: «لا بأس أن تعلمه القرآن صغيرا أو كبيرا»
_ عن حماد بن سلمة، عن حبيب المعلم، قال: سألت الحسن قلت: أعلم أولاد أهل
الذمة القرآن؟ فقال: «نعم، أو ليس يقرءون التوراة والإنجيل وهما من القرآن». أو قال: «وهما من كتاب الله عز وجل» .
_ عن شعبة، عن رجل، عن سعيد بن جبير، أنه كان معه غلام مجوسي يخدمه، فكان يأتيه بالمصحف في غلافه.
_ قال أبو عبيد: الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر» أولى بالاتباع من هذا كله، وكيف تكون الرخصة لأهل الشرك أن يمسوه مع نجاستهم، وقد كره المسلمون أن يمسه أحد من أهل الإسلام وهو جنب أو غير طاهر؟).

16/باب التغليظ بنسيان القرآن وتفلته :
_ عن ابن جريج، قال: حدثت عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة والبعرة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أكبر من آية أو سورة من كتاب الله عز وجل، أوتيها رجل فنسيها».
_ عن عيسى بن فائد، عمن سمع سعد بن عبادة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله أجذم»
_ عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: «إني لأمقت القارئ أن أراه سمينا نسيا للقرآن»
_ عن عبد العزيز بن أبي رواد، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم، يقول: «ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن الله عز وجل يقول: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب» .

*يجب تعاهد القرآن وعدم نسيانه :
_ عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بئس ما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، ليس هو نسي ولكن نسي، فاستذكروا القرآن، فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله» .
_ عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القرآن كمثل الإبل المعقلة، إذا عاهد صاحبها على عقلها أمسكها عليه، وإذا أغفلها ذهبت».
_ عن الحسن، قال: مات عمر بن الخطاب ولم يجمع القرآن، قال: «أموت وأنا في زيادة، أحب إلي من أن أموت وأنا في نقصان». قال الأنصاري: يعني نسيان القرآن).

*كراهية الإسترزاق بالقرآن :
_ عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به» أو تستكبروا به «.
_ عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل» .
_ عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقرءوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح يتعجلون أجره ولا يتأجلونه» .

*النهي عن أخذ الأجرة بتعليم القرآن :
_ عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه مهاجر دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رجلا فكنت أقرئه القرآن، فأهدى إلي قوسا، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «جمرة بين كتفيك تقلدتها»
_ عن أبي الدرداء، أن أبي بن كعب، أقرأ رجلا من أهل اليمن سورة، فرأى عنده قوسا. فقال: بعنيها. فقال: لا، بل هي لك. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: «إن كنت تريد أن تقلد قوسا من نار فخذها»

*تحرز السلف من أخذ الأجر بالقرآن :
_ عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، قال: أمر مصعب بن الزبير عبد الله بن مغفل أن يصلي، بالناس في شهر رمضان، فلما أفطر أرسل إليه بخمسمائة درهم وحلة، فردها وقال: «ما كنت لآخذ على القرآن أجرا» .
_ عن عبد الله بن مسعود، قال: «سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن فإذا سألوكم فلا تعطوهم»
_ عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن أبي نهيك. قال حسام: ولقيت عبد الله بن أبي نهيك فسألته عن هذا الحديث، فقال: دخلت على سعد فرأيته رث المتاع رث المال، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن»
_ عن سعيد بن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن». قال أبو عبيد: قوله: «من لم يتغن» التغني: هو الاستغناء والتعفف عن مسألة الناس واستئكالهم بالقرآن، وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما).

17/ما يكره للقارئ من المباهاة بالقرآن :
_عن حكيم بن جابر، قال: قال حذيفة: «إن أقرأ الناس للقرآن منافق يقرؤه لا يترك منه واوا ولا ألفا يلفته بلسانه كما تلفت البقرة الخلاء بلسانها، لا يجاوز ترقوته»
_عن عبد الرحمن بن شريح أبي شريح، أنه سمع أبا قبيل المعافري، يقول: حدثني أبو مسكينة، قال: قال لي فضالة بن عبيد الأنصاري: «خذ هذا المصحف، وأمسك علي، ولا تردن علي ألفا ولا واوا، فإنه سيكون قوم يقرءون القرآن لا يسقطون منه ألفا ولا واوا. قال: ثم رفع فضالة يديه فقال: «اللهم لا تجعلني منهم» .

*وتعليمه لغير أهله :
_عن ابن عون، عن رجاء بن حيوة، قال: قال الذي يعلم ولد يزيد بن معاوية لمعاوية: قد تعلم من ولد يزيد كذا وكذا القرآن. فقال معاوية: «إن أغر الضلالة الرجل يقرأ القرآن لا يفقه فيه، فيعلمه الصبي والمرأة والعبد، فيجادلون به أهل العلم».
_عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحسن، قال: «تعلم هذا القرآن عبيد وصبيان لم يأتوه من قبل وجهه، لا يدرون ما تأويله، قال الله تعالى كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وما تدبر آياته إلا اتباعه بعلمه، وإن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرؤه، ثم يقول أحدكم: تعال يا فلان، أقارئك متى كانت القراء تفعل هذا؟ ما هؤلاء بالقراء ولا الحكماء ولا الحلماء، لا أكثر الله في الناس أمثالهم» )..

18/من كره وعاب الصعق عند قراءة القرآن :
_قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، قال: سمعت أبا حازم، يقول: مر ابن عمر برجل من أهل العراق ساقطا، والناس حوله، فقال: «ما هذا؟» فقالوا: إذا قرئ عليه القرآن أو سمع الله يذكر خر من خشية الله. فقال ابن عمر: «والله إنا لنخشى الله وما نسقط»
_عن عكرمة، قال: سئلت أسماء هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف؟ فقالت: «لا، ولكنهم كانوا يبكون» .
_عن هشام بن حسان، قال: قيل لعائشة: إن قوما إذا سمعوا القرآن صعقوا. فقالت: «القرآن أكرم أن تنزف عنه عقول الرجال، ولكنه كما قال الله عز وجل تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله».
_عن قتادة، عن أنس بن مالك، أنه سئل عن القوم يقرأ عليهم القرآن فيصعقون. فقال: «ذلك فعل الخوارج»
_عن حمران بن عبد العزيز، وجرير بن حازم، أنهما سمعا محمد بن سيرين، وقد سئل عن الرجل يقرأ عنده القرآن فيصعق، فقال: «ميعاد ما بيننا وبينه أن نجلس على حائط ثم يقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره فإن وقع فهو كما يقول» ).

19/جماع فضائل سور القرآن وآياته :

*فضل بسم الله الرحمن الرحيم :
_عن الحارث العكلي، قال: قال لي الشعبي: كيف كان كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم؟ قال: قلت: باسمك اللهم. فقال: «ذاك الكتاب الأول كتب النبي صلى الله عليه وسلم» باسمك اللهم «فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت بسم الله مجراها ومرساها فكتب» بسم الله «فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فكتب» بسم الله الرحمن «فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم». قال أبو عبيد: أراه قال: «فكتب بذلك» .
_عن سعيد بن المسيب، أن كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم لما أتى قيصر فقرأه فقال: إن هذا الكتاب لم أره بعد سليمان بن داود بسم الله الرحمن الرحيم .
_عن أبي الخير، عن كعب، قال: «إن أول ما أنزل الله من التوراة بسم الله الرحمن الرحيم قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم» ثم ذكر الآيات .
_عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، أن سعيد بن جبير، أخبره أن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نزلت علموا أن قد انقضت السورة ونزلت أخرى .
_عن محمد بن كعب القرظي، قال: «فاتحة الكتاب سبع آيات بـ بسم الله الرحمن الرحيم». قال: قال المفضل: وكان ابن شهاب يقول: «من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك آية من كتاب الله» .

*اهتمام السلف بالبسمله وعدم ترك قراءتها :
_عن ابن جريج، قال: قلت لأبي: أأخبرك سعيد بن جبير أن ابن عباس، قال: «بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن؟» قال: نعم .
_عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان لا يدع بسم الله الرحمن الرحيم حتى يستفتح السورة بعدها .
__عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: «آية من كتاب الله أغفلها الناس: بسم الله الرحمن الرحيم» .
_عن عبد الجبار بن عمر، أنه سمع كتاب عمر بن عبد العزيز أن تستفتحوا، بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم وتستفتحوا بها في السورة الأخرى .
_قال أبو عبيد: أما هذه الأحاديث التي ذكرناها في ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم فليس هو على الجهر بها، إنما غلظوا ترك قراءتها في الصلاة أو غير الصلاة. إلا أنه يسرها في الصلاة وهذا عندنا هو السنة).

*كراهية السلف ومن تبعهم إسقاط سين بسم الله :
_عن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه، أنه كان يكره أن يكتب بسم حين يبدأ فيسقط السين .
_عن ابن عون، أنه كتب لابن سيرين بم، فقال: «مه، اكتب سينا، اتقوا أن يأثم أحدكم وهو لا يشعر» .
_عن عمران بن عون، أن عمر بن عبد العزيز ضرب كاتبا كتب الميم قبل السين. وقال أحد هؤلاء الثلاثة في حديثه: قال: فقيل له: فيم ضربك أمير المؤمنين؟ فقال: في سين.

*فضل فاتحة الكتاب :
_عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال: «والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». أو قال: «السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت».
_عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
_عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم» .
_عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس عن قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال: «هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم».
_عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل؛ يقوم العبد فيقول: الحمد لله رب العالمين فيقول الله عز وجل: حمدني عبدي، ويقول العبد: الرحمن الرحيم فيقول الله عز وجل: أثنى علي عبدي، ويقول العبد: مالك يوم الدين فيقول الله عز وجل: مجدني عبدي، ويقول العبد: إياك نعبد وإياك نستعين فيقول الله: هذه بيني وبين عبدي، أولها لي وآخرها لعبدي، وله ما سأل، ويقول العبد: اهدنا الصراط المستقيم إلى آخرها، فيقول الله عز وجل: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل» .
_عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله. فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فقال: «من أخذ برقية باطل لقد أخذت برقية حق. خذوا واضربوا لي معكم بسهم» .

*فضائل السبع الطوال :
_- عن سعيد بن جبير، في قوله: ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال: «هي السبع الطول: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس». قال: وقال مجاهد: «هي السبع الطول»
- عن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل»
- عن عائشة، رضوان الله عليها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أخذ السبع فهن له خير» .

*فضل سورة البقرة وخواتيمها :
_-عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، أنه سمع مغيثا القاص الشامي، يخبر عن كعب، أن محمدا، صلى الله عليه وسلم أعطي أربع آيات لم يعطهن موسى، وأن موسى أعطي آية لم يعطها محمد صلى الله عليهما. قال: والآيات التي أعطيها محمد صلى الله عليه وسلم (لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) حتى ختم البقرة. فتلك ثلاث آيات، وآية الكرسي حتى تنقضي .
_- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا، وزينوا أصواتكم بالقرآن، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» .
_عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع جده أبا سلام، يحدث عن أبي أمامة الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقرءوا البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة» .
_- عن جرير بن حازم، عن عمه جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس، لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال: «فلعله قرأ سورة البقرة». فسئل ثابت، فقال: قرأت سورة البقرة .

*فضل آية الكرسي :
_- عن عبد الله بن رباح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟» قال: الله ورسوله أعلم. قال: «أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟ فقال: الله ورسوله أعلم، أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟» فقال: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) قال: فضرب صدره وقال: «ليهنك العلم أبا المنذر، والذي نفسي بيده، إن لها للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش» .
_- عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه أنه قال: «ما أرى رجلا ولد في الإسلام أو أدرك عقله الإسلام يبيت أبدا حتى يقرأ هذه الآية الله لا إله إلا هو الحي القيوم الآية، ولو تعلمون ما هي، إنما أعطيها نبيكم صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش، ولم يعطها أحد قبل نبيكم صلى الله عليه وسلم، وما بت ليلة قط حتى أقرأها ثلاث مرات؛ أقرؤها في الركعتين بعد العشاء الآخرة، وفي وتري، وحين آخذ مضجعي من فراشي».

*فضل خواتيم سورة البقرة :
__- عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تبارك وتعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، فأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان»
_عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش»
_عن عبد الله بن مسعود، قال: «الآيات الأواخر من سورة البقرة إنهن لمن كنز تحت العرش»
_عن معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء» .
_عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلته كفتاه».

*باب فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء :
_عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، أنه سمع جده أبا سلام، يقول: سمعت أبا أمامة الباهلي، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لصاحبه، اقرءوا الزهراوين سورة البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غيايتان أو كأنهما غمامتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما». قال أبو عبيد: يعني ثوابهما.
_عن عبد الملك بن عمير، قال قال حماد بن سلمة أحسبه عن أبي منيب، عن عمه، أن رجلا، قرأ البقرة وآل عمران، فلما قضى صلاته قال له كعب: «أقرأت البقرة وآل عمران؟» قال: نعم. قال: «فوالذي نفسي بيده إن فيهما اسم الله الذي إذا دعي به استجاب». قال: فأخبرني به. قال: لا والله لا أخبرك ولو أخبرتك لأوشكت أن تدعو بدعوة أهلك فيها أنا وأنت».
_عن سعيد بن جبير، قال: قال لي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين»
_عن سليم بن حنظلة، عن عبد الله بن مسعود، قال: «من قرأ سورة آل عمران فهو غني» .
- حدثنا خالد بن عمرو، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: كتب إلينا عمر أن «تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور»

*فضل المائدة والأنعام :
_عن محمد بن كعب القرظي، قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته فانصدع كتفها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
_عن عطية بن قيس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المائدة من آخر القرآن تنزيلا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها» .
_عن جبير بن نفير، قال: حججت، فدخلت على عائشة، فقالت لي: «يا جبير، هل تقرأ المائدة؟» قلت: نعم. قالت: «أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه» .
_- حدثنا عبد الرحمن، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: «في المائدة ثماني عشرة فريضة، وليس فيها منسوخ» .
_عن زهير بن معاوية، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الله ابن خليفة، عن عمر بن الخطاب، قال: «الأنعام من نواجب القرآن» .
_عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: «نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة، ونزل معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح» .

*فضل سورة براءة :
_عن أبي عطية، قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب أن «تعلموا سورة التوبة، وعلموا نساءكم سورة النور» .
_عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة. قال: «تلك الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم... ومنهم حتى خشينا أن لا تدع أحدا». قال: قلت: فسورة الأنفال؟ قال: «نزلت في قتال بدر». قلت: فسورة الحشر؟ قال: «نزلت في بني النضير» .
_عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي راشد الحبراني، أنه وافى المقداد بن الأسود بحمص على تابوت من توابيت الصيارفة، قد فضل عنه عظما، قال فقلت: يا أبا الأسود، قد أعذر الله إليك،أو قال: قد عذرك الله. فقال: «أبت علينا سورة براءة انفروا خفافا وثقالا» .
_عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: خرج عبد الرحمن بن يزيد مرة، وهو يريد أن يجاعل في بعث خرج عليه، ثم أصبح فتجهز، فقلت: ألم تكن أردت أن تجاعل؟ فقال: «بلى، ولكن قرأت البارحة سورة براءة، فسمعتها تحث على الجهاد» .

*فضل سورة هود
_عن ابن شهاب، قال: قالوا يا رسول الله، إنا نرى في رأسك شيبا، فقال: «كيف لا أشيب وأنا أقرأ سورة هود، وإذا الشمس كورت؟»

*فضل سورة الكهف
_عن أبي سعيد الخدري، قال: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق».
_عن أم موسى، قالت: كان الحسن أو الحسين بن علي رضي الله عنهم يقرأ سورة الكهف كل ليلة، وكانت مكتوبة له في لوح يدار بلوحه على حيثما دار من نسائه في كل ليلة .
_عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ العشر الأواخر من الكهف عصم من فتنة الدجال» .
_عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، ثم أدرك الدجال لم يضره، ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة» .
_عن عبدة بن أبي لبابة، قال: سمعت زر بن حبيش، يقول: «من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقومها من الليل قامها». قال: قال عبدة: فجربناه، فوجدناه كذلك.

*فضل سورة الحج
_عن ابن عمر، عن عمر، رضي الله عنهم ، أنه سجد في الحج سجدتين، وقال: «إن هذه السورة فضلت على السور بسجدتين» .
_عن أبي العالية، عن ابن عباس، قال: «إن هذه السورة فضلت بسجدتين» .
_عن عامر بن جشيب، عن خالد بن معدان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضلت سورة الحج على غيرها بسجدتين» .
_عن عقبة بن عامر، قال: قلت: يا رسول الله، أفي الحج سجدتان؟ قال: «نعم فمن لم يسجدهما فلا يقرأها» .

*فضل سورة النور
_عن حصين، عن أبي عطية، قال: كتب إلينا عمر أن «علموا نساءكم سورة النور» .
_عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، أنها ذكرت نساء الأنصار، وأثنت عليهن خيرا، وقالت لهن معروفا، وقالت: «لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن فشققنها فجعلن منها خمرا» .
_عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: قال: قرأ ابن عباس سورة النور، وجعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت الديلم هذا لأسلمت .

*فضل السجده
_عن المسيب بن رافع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجيء الم تنزيل السجدة يوم القيامة لها جناحان تظل صاحبها، تقول: لا سبيل عليك، لا سبيل عليك»
-عن أبي خيثمة، قال: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابر بن عبد الله يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل السجدة و تبارك الذي بيده الملك .
_عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة الم تنزيل و هل أتى على الإنسان .

*فضل يس
_عن هشام، عن عطاء العطار، عن شهر بن حوشب، قال: «يرفع القرآن عن أهل الجنة، إلا طه ويس» .
_عن عبد الله بن المبارك، عن التيمي، عن أبي عثمان، وليس بالنهدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوها على موتاكم» يعني يس .

*فضل سور ال حم
_عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجراح بن الجراح، عن ابن عباس، قال: «إن لكل شيء لبابا، وإن لباب القرآن آل حم، أو قال: الحواميم» .
_عن المهلب بن أبي صفرة، قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بيتم الليلة فقولوا: حم لا ينصرون». قال أبو عبيد: هكذا يقول المحدثون بالنون، وإعرابها لا ينصروا .
_عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قال عبد الله: «آل حم ديباج القرآن» .
_عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: «إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن» .
_عن محمد بن قيس، قال: «رأى رجل في المنام سبع نسوة حسان في مكان واحد فقال: من أنتن بارك الله فيكن؟ فقلن: إننا لك إن شئت ذلك، نحن الحواميم، أو قال: آل حم» .
_عن مهدي بن ميمون، عن ابن سيرين، أنه كان يكره أن يقول الحواميم، ويقول: آل حم. قال أبو عبيد: آل حم كما تقول: هؤلاء آل فلان، كأنك أضفتهم إليه .

*فضل سورة الواقعة
_عن مسروق بن الأجدع، قال: «من أراد أن يعلم نبأ الأولين، ونبأ الآخرين، ونبأ أهل الجنة، ونبأ أهل النار، ونبأ الدنيا، ونبأ الآخرة فليقرأ سورة الواقعة» .
_عن أبي ظبية، عن عبد الله بن مسعود، قال: «إني قد أمرت بناتي أن يقرأن سورة كل ليلة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة» .
_عن سليمان التيمي، قال: قالت عائشة رضي الله عنها للنساء: «لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة» .

*فضل المسبحات
_عن خالد بن معدان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: «إن فيها آية كألف آية» .
_عن أبي تميم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني نسيت أفضل المسبحات» فقال أبي بن كعب فلعلها سبح اسم ربك الأعلى قال: «نعم» .

*فضل سورة تبارك
_عن عبد الله بن مسعود، قال: «إن الميت إذا مات أوقدت نيران حوله، فتأكل كل نار ما يليها إن لم يكن له عمل يحول بينه وبينها، وإن رجلا مات لم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة ثلاثين آية، فأتته من قبل رأسه فقالت: إنه كان يقرأ بي، فأتته من قبل رجليه فقالت: إنه كان يقوم بي، فأتته من قبل جوفه فقالت: إنه كان وعاني. قال: فأنجته». قال: فنظرت أنا ومسروق في المصحف فلم نجد سورة ثلاثين آية إلا تبارك الذي بيده الملك.
_عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك» .

*فضل سورة الزلزلة والعاديات
_عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أقرئني شيئا من القرآن. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرئك من ذوات الر؟» فقال: يا رسول الله، إني قد كبرت سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ من المسبحات» فقال الرجل مثل مقالته الأولى وقال: يا رسول الله، أقرئني سورة فاذة جامعة. قال: فقرأ إذا زلزلت حتى فرغ من آخرها، فأدبر الرجل وهو يقول: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدا. ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفلح الرويجل» مرتين أو ثلاثا .
_عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا زلزلت تعدل نصف القرآن»
__عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، والعاديات تعدل نصف القرآن»


*فضل قل يا أيها الكافرون
_عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «مجيء ما جاء بك». قال: قلت: جئت لتعلمني كلمات أقولهن عند منامي. فقال: «اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك»
_عن أبي مسعود الأنصاري، قال: «من قرأ قل يا أيها الكافرون في ليلة فقد أكثر وأطيب»
_عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قل يا أيها الكافرون تعدل بربع القرآن»
_عن بكر بن عبد الله، قال: «كانت قل يا أيها الكافرون تعدل بربع القرآن»

*فضل سورة الإخلاص
_عن عبيد الله بن عبد الرحمن، عن عبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت». فسألته ماذا يا رسول الله؟ قال: «الجنة». قال أبو هريرة: فأردت أن أذهب إلى الرجل، فأبشره، ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فآثرت الغداء معه ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب».
_عن أبي سعيد الخدري، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي جارا يقوم الليل فما يقرأ إلا قل هو الله أحد كأنه يقللها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن»
_عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ الله الواحد الصمد»
_عن أبي بن كعب، أو رجل من الأنصار، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» .
_عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، قال: جزأ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ثلاثة أجزاء، فقال: «قل هو الله أحد جزء منها»
_عن ابن مسعود، قال: «إذا ابتدأت بسورة فأردت أن تحول منها إلى غيرها فتحول، إلا قل هو الله أحد، فلا تحول منها حتى تختمها»

*فضل المعوذتين
_عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة، ومعه أصحابه، فوقعت علينا ضبابة من الليل حتى سترت بعض القوم عن بعض، فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل يا ابن خبيب» فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ فقال: قل أعوذ برب الفلق فقرأها، وقرأتها، ثم قال: «قل» فقلت: ما أقول؟ فقال: قل أعوذ برب الناس وقرأها، وقرأتها حتى فرغ منها، ثم قال: «ما استعاذ، أو استعان أحد بمثل هاتين السورتين قط» .
_عن ابن عابس الجهني، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابن عايش، ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟» قلت: بلى يا رسول الله. قال: «قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس» .
_عن عقبة بن عامر الجهني، قال: اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني من سورة هود، أو من سورة يوسف. فقال: «لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من قل أعوذ برب الفلق»
_عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزلت علي آيات لم تنزل علي مثلهن قط: المعوذتان»
_عن أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنها قالت: «من صلى الجمعة ثم قرأ بعدها قل هو الله أحد والمعوذتين حفظ، أو كفي من مجلسه ذلك إلى مثله»
_عن ابن شهاب، قال: «من قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين بعد صلاة الجمعة حين يسلم الإمام قبل أن يتكلم، سبعا سبعا، كان ضامنا». قال أبو عبيد: أراه قال: على الله هو وماله وولده من الجمعة إلى الجمعة).

20/باب فضل آيات القرآن
_عن ابن عباس، في قوله: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب قال: «هي الثلاث الآيات في سورة الأنعام: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا إلى ثلاث آيات، والتي في بني إسرائيل: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إلى آخر الآيات»
_عن أبي الخير، أن أبا الدرداء، كان يقرئ في مسجد حمص، وفيهم كعب الأحبار، فمروا بقول الله عز وجل قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم قال كعب: «ردها علي». فردها عليه، فقال كعب: «صدق الله ورسوله، والذي بعث بالحق محمدا صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله قبلها في التوراة إلا بسم الله الرحمن الرحيم قل تعالوا»
_عن منذر الثوري، قال: قال لي الربيع بن خثيم: «أيسرك أن تلقى صحيفة من محمد صلى الله عليه وسلم، عليها خاتمه؟ قلت: نعم، وأنا أرى أنه سيطرفني، قال: فما زادني على هؤلاء الآيات من آخر سورة الأنعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخر الآيات»
_عن منصور بن المعتمر، عن الشعبي، قال: التقى مسروق بن الأجدع واسمه مسروق، وشتير بن شكل، فقال شتير لمسروق: إما أن تحدث عن عبد الله وأصدقك، وإما أن أحدثك وتصدقني. فقال مسروق: حدث وأصدقك. فقال شتير: سمعت عبد الله يقول: «ما خلق الله من سماء ولا أرض، ولا جنة ولا نار، أعظم من آية في سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم»، ثم قرأها حتى أتمها، قال مسروق: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن أجمع لخير ولا لشر من آية في سورة النحل إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون» قال: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن آية أعظم فرجا من آية في سورة الغرف يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم» قال: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن آية أكثر تفويضا من آية في سورة النساء الصغرى} ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا» قال: صدقت .
_عن محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، قالا: التقى ابن عباس وعبد الله بن عمرو، فقال ابن عباس: «أي آية في كتاب الله أرجى؟» فقال عبد الله بن عمرو: «قول الله عز وجل: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا الآية». فقال ابن عباس: «لكن قول الله عز وجل وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال: قال ابن عباس: «فرضي منه بقوله بلى» . قال: فهذا لما يعترض في الصدر مما يوسوس به الشيطان».
_عبد الله بن مسعود قال: «في القرآن آيتان ما قرأهما عبد مسلم عند ذنب إلا غفر له». قال: فسمع بذلك رجلان من أهل البصرة، فأتياه، فقال: ائتيا أبي بن كعب فإني لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما شيئا إلا وقد سمعه أبي بن كعب، فأتيا أبي بن كعب فقال لهما: «اقرآ القرآن فإنكما ستجدانهما». فقرآ حتى بلغا آل عمران: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم..... إلى آخر الآية، وقوله: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما فقالا: قد وجدناهما. فقال أبي: «أين؟» فقالا: في آل عمران والنساء. فقال: «هما، هما»
_عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: قال عبد الله بن مسعود: «إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها؛ قوله عز وجل إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وقوله إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما، وقوله إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وقوله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما، وقوله ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما. قال: قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها»
_عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في مجلس، ومعه أعرابي جالس،فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فقال الأعرابي: يا رسول الله، أمثقال ذرة؟ قال: «نعم». فقال الأعرابي: واسوأتاه. مرارا، ثم قام وهو يقولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان»
_عن عبد الله بن هبيرة، عن حنش الصنعاني، أن رجلا مصابا مر به على عبد الله بن مسعود، فقرأ في أذنه أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون حتى ختم الآية، فبرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ماذا قرأت في أذنه؟» فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو أن رجلا قرأ بها على جبل لزال»
_قال عامر بن عبد قيس: «أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن ما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم، وقوله: وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله، و سيجعل الله بعد عسر يسرا، وقوله: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها» ).

22/باب تأليف القرآن وجمعه ومواضع حروفه وسوره

*في العهد النبوي
_عن ابن عباس عن عثمان بن عفان، رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه سورة، دعا بعض من يكتب، فقال: «ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا»
_عن السدي، عن عبد خير، قال: «أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر رضي الله عنه»

*أول من جمع القرآن
_عن السدي، عن عبد خير، قال: «أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر رضي الله عنه» .
_عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، عن علي، قال: «رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع القرآن».
_عن الزهري، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت، حدثه قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عنده عمر، فقال أبو بكر: «إن عمر أتاني فقال:» إن القتل قد استحر بقراء القرآن يوماليمامة، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها، فيذهب بقرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن». قال: فقلت له: «كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ «قال لي: هو والله خير». فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري له، ورأيت فيه الذي رأى عمر. قال: قال زيد: وقال أبو بكر: «إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن، فاجمعه». قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من ذلك». فقلت: «كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله؟» فقال أبو بكر: «هو والله خير». فلم يزل يراجعني في ذلك أبو بكر وعمر حتى شرح الله صدري للذي شرح صدورهما. فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف ومن صدور الرجال، فوجدت آخر سورة براءة من خزيمة بن ثابت: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم حتى ختم السورة.

*الجمع في عهد عثمان
_عن أنس بن مالك، أن حذيفة بن اليمان، كان يغازي أهل الشام مع أهل العراق في فتح أرمينية وأذربيجان، فأفزعه اختلافهم في القرآن، فقال لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن «أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها عليك». فأرسلت حفصة بالصحف إلى عثمان، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت وإلى عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فأمرهم أن ينسخوا الصحف في المصاحف، ثم قال للرهط القرشيين الثلاثة: «ما اختلفتم فيه أنتم وزيد فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم». قال: ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، بعث عثمان في كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوها، ثم أمر بما سوى ذلك من القرآن، كل صحيفة أو مصحف أن تخرق أو تحرق .
_عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال: «أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعب ذلك أحد» .
_عن علقمة بن مرثد، عن رجل، عن سويد بن غفلة، قال: قال علي رضي الله عنه: «لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان»
_عن عمر بن قيس، عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، قال: أتى علي رجل، وأنا أصلي، فقال: «ثكلتك أمك ألا أراك تصلي وقد أمر بكتاب الله أن يمزق؟». قال: فتجوزت في صلاتي، وكنت لا أحبس، فدخلت الدار فلم أحبس، ورقيت فلم أحبس، فإذا أنا بالأشعري وإذا حذيفة وابن مسعود يتقاولان، وحذيفة يقول لابن مسعود: «ادفع إليهم المصحف». فقال: «والله لا أدفعه». فقال: «ادفعه إليهم، فإنهم لا يألون أمة محمد إلا خيرا». فقال: «والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ والله لا أدفعه إليهم» .
_عن محمد بن أبي بن كعب، أن ناسا، من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنا قدمنا إليك من العراق، فأخرج إلينا مصحف أبي؟ فقال محمد: «قد قبضه عثمان». فقالوا: سبحان الله أخرجه إلينا. فقال: «قد قبضه عثمان رضي الله عنه» .
_عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: «ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: «ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا»، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطول « .
_عن هانئ البربري مولى عثمان قال: كنت عند عثمان، وهم يعرضون المصاحف، فأرسلني بكتف شاة إلى أبي بن كعب، فيها «لم يتسن»، وفيها «لا تبديل للخلق»، وفيها «فأمهل الكافرين». قال: فدعا بالدواة فمحا إحدى اللامين، وكتب لخلق الله، ومحا «فأمهل»، وكتب فمهل، وكتب لم يتسنه ألحق فيها الهاء « .
_عن عكرمة، قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان، فوجد فيها حروفا من اللحن، فقال: «لا تغيروها فإن العرب ستغيرها، أو قال: ستعربها بألسنتها، لو كان الكاتب من ثقيف، والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف» .
_عن محمد بن شعيب بن شابور، قال أبو عبيد: لا أدري إلى من أسنده، «أن الأنفال وبراءة جمعتا؛ لأن فيهما ذكر القتال». قال: يقول: «فهما جميعا سورة واحدة» .
_عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن لحن القرآن: عن قوله إن هذان لساحران، وعن قوله والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة وعن قوله إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون فقالت: «يا ابن أختي، هذا عمل الكتاب أخطئوا في الكتاب» .
_عن هارون، قال: «في قراءة أبي بن كعب مكان قوله إن الذين آمنوا: يا أيها الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون». قال أبو عبيد: ويروى عن حماد بن سلمة، عن الزبير أبي عبد السلام قال: قلت لأبان بن عثمان: ما شأنها كتبت والمقيمين؟ قال: إن الكاتب لما كتب قال: ما أكتب؟ فقيل له: اكتب والمقيمين الصلاة).

*موقف الصحابي ابن مسعود
_عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، قال: أتى علي رجل، وأنا أصلي، فقال: «ثكلتك أمك ألا أراك تصلي وقد أمر بكتاب الله أن يمزق؟». قال: فتجوزت في صلاتي، وكنت لا أحبس، فدخلت الدار فلم أحبس، ورقيت فلم أحبس، فإذا أنا بالأشعري وإذا حذيفة وابن مسعود يتقاولان، وحذيفة يقول لابن مسعود: «ادفع إليهم المصحف». فقال: «والله لا أدفعه». فقال: «ادفعه إليهم، فإنهم لا يألون أمة محمد إلا خيرا». فقال: «والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ والله لا أدفعه إليهم» .
_قال ابن شهاب: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن مسعود، كره أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال: «يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟» يعني زيدا. قال: وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول: ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة». فألقوا إليه المصاحف. قال: قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

23/باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن
_عن الأسود، عن عمر بن الخطاب، أنه كان يقرأ: (غير المغضوب عليهم وغير الضالين) .
_عن محمد بن عقبة اليشكري، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن الزبير، يقرأ: (صراط من أنعمت عليهم) .
_عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما) .
_عن عكرمة، أنه كان يقرأ: «وعلى الذين يطوقونه». وقال: «يكلفونه ولا يطيقونه».
_عن مجاهد، قال: كان ابن عباس يقرؤها: «يطوقونه». وقال: «الشيخ الكبير يطعم عنه نصف صاع» .
_عن علقمة، قال: هي قراءة عبد الله: (وأتموا الحج والعمرة إلى البيت). قال: «لا يجاوز بالعمرة البيت» .
_عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج» حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب، عن عكرمة، أنه كان يقرؤها كذلك: «في مواسم الحج» .
_عن ابن جريج، قال: «هي في مصحف ابن مسعود: «ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى الله».
_عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها: «للذين يقسمون من نسائهم تربص أربعة أشهر».
_عن مقسم، ابن عباس، عن أبي ابن كعب، أنه قرأها: «فإن فاءوا فيهن فإن الله غفور رحيم» .
_عن ابن أسلم، أن عمرو بن رافع، قال: أمرتني حفصة فكتبت لها مصحفا، فقالت: إذا بلغت آية الصلاة فأخبرني. فلما بلغت حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى قالت: «(وصلاة العصر)، أشهد أني سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم».
_عن أبي بن كعب، أنه كان يقرؤها كذلك: «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر» .
_عن أبي إسحاق، عن رزين بن عبيد، أنه سمع ابن عباس، يقرؤها كذلك: «والصلاة الوسطى صلاة العصر» .
_عن علي، رضي الله عنه قال: لما كان يوم الأحزاب شغلوا النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر، فصلاها بين صلاتي العشاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارا» .
_عن ابن لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، أنه كان يقرأ: «الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يوم القيامة» .
_عن ابن جريج، عن أبيه، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: «ولم تجدوا كتابا» .
_عن يزيد بن أبي مالك، قال: «هو إبراهام وإبراهيم، مثل يعقوب وإسرائيل». قال: وكان سعيد بن عبد العزيز يشتد في ترك ذلك. قال أبو مسهر: وكان عبد الله بن عامر اليحصبي وعطية بن قيس يشتدان في ذلك أيضا. قال أبو عبيد: يعني ألا يقرأ إبراهام في موضعه، يقول: سمي باسمين كما سمي يعقوب وإسرائيل.
قال أبو عبيد: وتتبعت اسمه في المصاحف فوجدته كتب في البقرة خاصة إبراهم بغير ياء .
_عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن عمر، أنه صلى العشاء الآخرة فاستفتح آل عمران فقرأ: «الم الله لا إله إلا هو الحي القيام». قال هارون: هي في مصحف عبد الله مكتوبة: «الحي القيم».
_عن عطاء، قال: سمعت ابن عباس، يقرأ فيه آيات بينات، ثم قال: لا، «فيه آية بينة مقام إبراهيم»، وهو هذا الذي في المسجد» .
_عن القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص، يقرأ: «وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت من أمه» .
_عن أبي هلال، عن ابن عباس، أنه قرأ: «فما استمتعتم به منهن إلى أجل فآتوهن أجورهن»
_عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، قال: في قراءة أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود: «ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك».
_عن عائشة، أنها كانت تقرأ: «إن يدعون من دونه إلا أوثانا».
_عن شعبة، عن الحكم، قال: في قراءة عبد الله: «بل يداه بسطان».
_عن معاوية بن هشام، عن نصير الطائي، قال: حدثني الصلت، عن حامية بن رئاب، قال: سألت سلمان عن هذه الآية ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا فقال: دع القسيسين في الصوامع والخرب، أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا».
_عن أبي الزاهرية، أن عثمان، كتب في آخر المائدة: «لله ملك السماوات والأرض والله سميع بصير»، وكتب: «وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا»
_عن مجاهد: في قراءة ابن مسعود: (يدعونه إلى الهدى بينا) .
_عن هارون، قال: وحدثنا في قراءة أبي بن كعب: (وحشرنا عليهم كل شيء قبيلا) التي في الأنعام .
_عن هارون، قال: في حرف ابن مسعود: (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذين أحسنوا) .
_عن لهيعة بن عقبة، قال: سمعت أبان بن عثمان، يقرأ يوم الجمعة على المنبر سورة الأنعام ويقول: (من الضأن اثنان) .
_عن مجاهد، قال: في قراءة ابن مسعود: (حتى يلج الجمل الأصفر في سم الخياط)
_عن ابن عباس، أنه كان يقرأ (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح، وإن تنتهوا فهو خير لكم، وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم من الله شيئا)
_عن هارون، قال: أخبرني حبيب بن الشهيد، وعمرو بن عامر الأنصاري، أن عمر بن الخطاب، قرأ: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان) فرفع الأنصار، ولم يلحق الواو في الذين، فقال له زيد بن ثابت: والذين اتبعوهم بإحسان فقال عمر: (الذين اتبعوهم بإحسان) فقال زيد: أمير المؤمنين أعلم. فقال عمر: «ائتوني بأبي بن كعب، فسأله عن ذلك فقال أبي: والذين اتبعوهم بإحسان فقال عمر:» فنعم إذا «. فتابع أبيا .
_عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن، يقرأ هذه الآية إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض..... إلى قوله: (كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها) قال: هكذا قرأها أبي بن كعب .
_عن هارون: في حرف أبي بن كعب: (ما أتيتم به سحر) وفي حرف ابن مسعود: (ما جئتم به سحر) .
_عن مجاهد، أنه قرأ «لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين» قال: قال هارون: وفي حرف أبي بن كعب «عبرة للسائلين» .
_عن ابن عباس، أنه كان يقرأ «أفلم يتبين الذين آمنوا» .
_عن هارون، قال: وفي قراءة أبي بن كعب (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه يقرؤه يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا) .
_عن سليمان التيمي، قال: سمعت أنس بن مالك، يقرأ: (إني نذرت للرحمن صوما وصمتا) .
_عن عكرمة، أن عمر بن الخطاب، كان يقرؤها (وإن كاد مكرهم) بالدال .
_عن هارون، قال: قراءة أبي بن كعب (فإذا أردنا أن نهلك قرية بعثنا أكابر مجرميها فمكروا فيها فحق عليها القول) قال: وفي قراءته (كل ذلك كان سيئاته عند ربك)
_عن هارون، قال: وفي مصحف أبي بن كعب (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله......... لله)، كلهن بغير ألف .
_عن عكرمة، عن ابن عباس، أن عمر، سأله عن قول الله لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى: «هل كانت جاهلية غير واحدة؟» فقال ابن عباس: «يا أمير المؤمنين، أوما سمعت أولى إلا لها آخرة؟» فقال: «هات من كتاب الله ما يصدق ذلك». فقال ابن عباس: «إن الله يقول: (جاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة) .
_عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها (حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا) وقال: (وتستأنسوا) وهم من الكتاب .
_عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: هي في قراءة أبي بن كعب (مثل نور من آمن به) أو قال (مثل من آمن به) .
_عن أبي سفيان، عن جابر: (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم) قال: كذلك قرأها .
_عن ابن جريج، قال: في قراءة ابن مسعود: (فعلتها إذا وأنا من الجاهلين) .
_عن مجاهد، قال: في قراءة ابن مسعود: (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أنظر في كتاب ربي وآتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) .
_عن هارون، قال: في حرف أبي بن كعب (أخرجنا لهم دابة من الأرض تنبئهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) .
_عن هارون، قال: في حرف ابن مسعود (وأن اتل القرآن) على الأمر، وفي حرف أبي بن كعب (واتل عليهم القرآن)
_عن عكرمة، قال: في القراءة الأولى: (فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب)
_عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أنه قرأها (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرات أعين) .
_عن هارون، قال: في حرف أبي بن كعب (يا حسرة العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) .
_عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ (والشمس تجري لا مستقر لها) .
_عن ابن سيرين، قال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة) وفي قراءتنا إن كانت إلا صيحة واحدة .
_عن هارون، قال: في حرف أبي بن كعب (فمنها ركوبتهم ومنها يأكلون) .
_عن هارون، قال: في قراءة أبي بن كعب (وجعلوا الملائكة عباد الرحمن إناثا) ليس فيه الذين هم ( .
_عن عون بن عبد الله بن عتبة، أن ابن مسعود، أقرأ رجلا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال الرجل: (طعام اليتيم) فرددها عليه، فلم يستقم به لسانه. فقال: «أتستطيع أن تقول (طعام الفاجر)؟» قال: نعم. قال: «فافعل»
_عن هارون، قال: في قراءة ابن مسعود (ويعزروه ويوقروه ويسبحوا الله بكرة وأصيلا). قال أبو عبيد: وبعض أهل اليمن يقرأ هذا الحرف (وتعززوه) كلتاهما زاي .
_عن عائشة، قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة قلت بيتا: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه = ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبو بكر: بل (جاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد) قال أبو عبيد: هكذا أحسبه قرأها؛ قدم الحق وأخر الموت.
_عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ (وتجعلون شكركم أنكم تكذبون)
_عن إبراهيم، عن خرشة بن الحر، أن عمر بن الخطاب، رأى معه لوحا مكتوبا فيه (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )فقال: من أقرأك أو من أمل عليك هذا؟ فقال: أبي بن كعب. فقال: إن أبيا كان أقرأنا للمنسوخ. اقرأها (فامضوا إلى ذكر الله) .
_عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأها (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن) .
_عن أبي الزعراء، عن عبد الله، أنه قرأ: (يا أيها الكفار ما سلككم في سقر). قال أبو عبيد: وهذا الحرف عن عمر: (يا أيها المرء ما سلكك في سقر) .
_عن علقمة، قال: لقيت أبا الدرداء فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال: أتقرأ علي قراءة عبد الله؟ قلت: نعم، قال: فاقرأ والليل إذا يغشى، فقرأت: (والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، والذكر والأنثى) قال: فضحك وقال: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها .
_عن خالد بن أبي عثمان الأموي، قال: سمعت سعيد بن جبير، يقرأ (كالصوف المنفوش) .
_عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، عن علي، أنه قرأ (والعصر، ونوائب الدهر، لقد خلقنا الإنسان لخسر، وإنه فيه إلى آخر الدهر) .
_عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقرأ (ويل أمكم قريش إيلافهم، رحلة الشتاء والصيف) .
_عن ابن عباس، أنه قرأ (إذا جاء فتح الله والنصر) .
_عن ميمون بن مهران، قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب (اللهم نستعينك ونستغفرك) إلى قوله (بالكافرين ملحق) )..

24/اب ما رفع من القرآن بعد نزوله ولم يثبت في المصاحف
_عن نافع، عن ابن عمر، قال: «لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه»
_عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: يا زر، كأين تعد؟ أو قال: كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية. فقال: «إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم». قلت: وما آية الرجم؟ قال: (إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله. والله عزيز حكيم)» .
_عن ابن عباس، قال: خطب عمر فقال: «ألا إن ناسا يقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتاب الله الجلد؟ وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا معه. والله لولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله لأثبتها كما أنزلت»
_عن ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن بجالة، أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، وهو أبوهم) فقال عمر: «لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب». فأتيا أبي بن كعب فقال: «يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟» فقال أبي: «كانت فيما أسقط». قال عمر: «فأين كنت عنها؟ فقال: شغلني عنها ما لم يشغلك»
_عن أبي موسى الأشعري، قال: نزلت سورة نحو براءة، ثم رفعت، وحفظ منها (إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب)
_عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ علي أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: (إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى) قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
_عن عدي بن عدي، قال: قال عمر: كنا نقرأ (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم) ثم قال لزيد بن ثابت: أكذاك يا زيد؟ قال: نعم .
_عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم نجد فيما أنزل علينا أن (جاهدوا كما جاهدتم أول مرة)؟ فإنا لا نجدها فقال: أسقطت فيما أسقط من القرآن.

*أقوال السلف بتمزيق سيدنا عثمان للمصاحف
_قال علي رضي الله عنه: لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان.
_وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
_قال أبو مجلز: ألا تعجب من حمقهم؛ كان مما عابوا على عثمان تمزيقه المصاحف، ثم قبلوا ما نسخ قال أبو عبيد: يقول: إنه كان مأمونا على ما أسقط، كما هو مأمون على ما نسخ.

*حكم على من أنكر منها شيئا
_قال ابو عبيد :يحكم عليه مثل مايحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل. فأما ما جاء من هذه الحروف التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس، فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه، وذلك كقراءة حفصة وعائشة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) وكقراءة ابن مسعود: (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم)، ومثل قراءة أبي بن كعب (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...)، وكقراءة سعد (فإن كان له أخ أو أخت من أمه) وكما قرأ ابن عباس: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج)، وكذلك قراءة جابر (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
فهذه الحروف وأشباه لها كثيرة قد صارت مفسرة للقرآن، وقد كان يرى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم صار في نفس القراءة؟ فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى، وأدنى ما يستنبط من علم هذه الحروف معرفة صحة التأويل. على أنها من العلم الذي لا تعرف العامة فضله. إنما يعرف ذلك العلماء. وكذلك يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ يقص الحق فلما وجدتها في قراءة عبد الله (يقضي بالحق) علمت أنت أنما هي يقضي الحق، فقرأتها أنت على ما في المصحف، واعتبرت صحتها بتلك القراءة. وكذلك قراءة من قرأ أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم لما وجدتها في قراءة أبي (تنبئهم) علمت أن وجه القراءة تكلمهم. في أشياء من هذه كثيرة لو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه).

25/حروف القرآن التي اختلفت فيها مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق

*وهي اثنا عشر حرفا
_حدثنا إسماعيل بن جعفر المديني، أن أهل الحجاز، وأهل العراق اختلفت مصاحفهم في هذه الحروف.
_قال: كتب أهل المدينة في سورة البقرة (وأوصى بها إبراهيم بنيه) بالألف، وكتب أهل العراق ووصى بغير ألف.
_وفي آل عمران، كتب أهل المدينة (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو، وأهل العراق: وسارعوا بالواو.
_وفي المائدة (يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم) بغير واو، وأهل العراق: ويقول بالواو. وفيها أيضا أهل المدينة (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه) بدالين، وأهل العراق من يرتد بدال واحدة.
_وفي سورة براءة، أهل المدينة (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا) بغير واو، وأهل العراق: والذين اتخذوا بالواو.
_وفي الكهف أهل المدينة (لأجدن خيرا منهما منقلبا) على اثنين، وأهل العراق: خيرا منها منقلبا على واحدة.
_وفي المؤمن، أهل المدينة (وأن يظهر في الأرض الفساد) بغير ألف، وأهل العراق أو أن بألف.
_وفي عسق، أهل المدينة: (بما كسبت أيديكم) بغير فاء. وأهل العراق فبما كسبت بالفاء.
_وفي الزخرف أهل المدينة: تشتهيه الأنفس بالهاء، وأهل العراق (تشتهي الأنفس) بغير هاء.
_وفي الحديد أهل المدينة (إن الله الغني الحميد) بغير هو، وأهل العراق: هو الغني الحميد.
_وفي الشمس وضحاها أهل المدينة: (فلا يخاف عقباها) بالفاء، وأهل العراق: ولا يخاف عقباها بالواو .

26/باب وهذه الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل الشام وأهل العراق وقد وافقت أهل الحجاز في بعض وفارقت بعضا
_حدثنا هشام بن عمار،عن أبي الدرداء، أن هذه الحروف في مصاحف الشام، وقد دخل حديث أحدهما في حديث الآخر، وهي ثمان وعشرون حرفا في مصاحف أهل الشام:
_في سورة البقرة: (قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه) بغير واو.
_وفي سورة آل عمران: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو.
_وفي النساء: (ما فعلوه إلا قليلا منهم) بالنصب.
_وفي المائدة: (يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا) بغير واو. وفيها أيضا: (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم) بدالين.
_وفي الأنعام: (ولدار الآخرة خير) بلام واحدة. وفيها أيضا: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) بنصب الأولاد وخفض الشركاء، ويتأولونه قتل شركائهم أولادهم.
_ما تتذكرون) بتاءين. وفيها أيضا: (الحمد لله الذي هدانا لهذا ما كنا لنهتدي) بغير واو. وفيها أيضا: في قصة صالح: (قال الملأ الذين استكبروا) بغير واو. وفيها أيضا: في قصة شعيب: (وقال الملأ) بالواو. وفيها أيضا: (وإذا أنجاكم من آل فرعون) بغير نون.
_وفي براءة: (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا) بغير واو.
_وفي يونس: (هو الذي ينشركم في البر والبحر) بالنون والشين. وفيها: (إن الذين حقت عليهم كلمات ربك) على الجماع.
_وفي الكهف: (خيرا منهما منقلبا) على اثنين.
_وفي سورة المؤمنين: (سيقولون لله لله لله) ثلاثتهن بغير ألف.
_وفي الشعراء: (فتوكل على العزيز الرحيم) بالفاء.
_وفي النمل: (إننا لمخرجون) على نونين بغير استفهام.
_وفي المؤمن: (كانوا هم أشد منكم قوة) بالكاف. وفيها أيضا: (وأن يظهر في الأرض الفساد) بغير ألف.
_وفي عسق: (ما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم) بغير فاء.
_وفي الرحمن: (والحب ذا العصف والريحان) بالنصب. وفيها أيضا: (تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام)
_وفي الحديد: (إن الله الغني الحميد) بغير هو وفي الشمس وضحاها (فلا يخاف عقباها) بالفاء.

*الخلاف بين مصاحف الكوفة والبصرة
_كتب الكوفيون في سورة الأنعام: (لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين) بغير تاء,وكتبها البصريون (لئن أنجيتنا بالتاء.(
_وكتب الكوفيون في سورة الأنبياء: (قال ربي يعلم القول) بالألف على الخبر.
وكتبها البصريون قل ربي يعلم القول) على الأمر، بغير ألف.
_كتب الكوفيون في سورة المؤمنين: (قل كم لبثتم في الأرض) على الأمر بغير ألف.
وكتبها البصريون قال كم لبثتم في الأرض بالألف على الخبر.
_باب لغات القرآن وأي العرب نزل القرآن بلغته

*الأحاديث والآثار الدالة على نزول القرآن على سبعة أحرف
_عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، قال: فأخذت بثوبه، فذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتني فقال: «اقرأ». فقرأ القراءة التي سمعت منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هكذا أنزلت»، ثم قال لي: «اقرأ». فقرأت، فقال: «هكذا أنزلت، إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فاقرءوا منه ما تيسر».
_قال ابن شهاب في الأحرف السبعة: هي في الأمر الواحد الذي لا اختلاف فيه.
_عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب، قال: ما حك في صدري شيء منذ أسلمت إلا أني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني كذا وكذا، قال: نعم». وقال الآخر: ألم تقرئني كذا وكذا؟ قال: «نعم». فقال: «إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني، وقعد ميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كل حرف شاف كاف» .
_عن أبي جهيم الأنصاري، أن رجلين اختلفا في آية من القرآن كلاهما يزعم أنه تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا فيه، فإن مراء فيه كفر» .
_عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط، فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف»

*الآثار في الأقوال بلغات العرب
_قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة. وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، هذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل على سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف منها بلغة قبيلة، والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما،
كذلك إلى السبعة. وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض .
_عن أنس بن مالك، أن عثمان، قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم.
_عن قتادة، عمن سمع ابن عباس، يقول: «نزل القرآن بلغة الكعبين؛ كعب قريش وكعب خزاعة». قيل له: وكيف ذاك؟ قال: «لأن الدار واحدة».
قال أبو عبيد: يعني أن خزاعة جيران قريش فأخذوا لغتهم .
_عن عكرمة، قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان، فوجد فيها حروفا من اللحن، قال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها أو قال: ستعربها بألسنتها .
_عن إبراهيم التيمي، قال: كان عبد الله بن مسعود يحب أن يكون الذين يكتبون المصاحف من مضر .

*الآثار بدلالة معاني بعض الآيات بلغات العرب
_عن منصور، عن الحسن، قال: كنا لا ندري ما الأرائك حتى لقينا رجلا من أهل اليمن فأخبرنا أن الأريكة عندهم الحجلة فيها السرير.
_عن الضحاك بن مزاحم، في قوله ولو ألقى معاذيره قال: ستوره، أهل اليمن يسمون الستر المعذار .
_عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: وأنتم سامدون قال: «الغناء». قال: «وهي يمانية، اسمدي لنا: تغني لنا».
_عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، أنه كان يسأل عن القرآن، فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني أنه كان يستشهد به على التفسير.
_عن سعيد بن جبير، أو مجاهد، عن ابن عباس، في قوله: والليل وما وسق قال: «ما جمع». وأنشد: فلا تسقن لو تجدن سائقا .
_ عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله تعالى: فإذا هم بالساهرة قال: «الأرض». قال: وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحم ساهرة.
_عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها.
_عن سفيان بن حسين، عن الحسن، في قوله تعالى: قد جعل ربك تحتك سريا قال: كان والله سريا؛ يعني عيسى. قال: فقال له خالد بن صفوان: يا أبا سعيد، إن العرب تسمى الجدول السري. فقال: صدقت.
قال أبو عبيد: فهذه الأحاديث التي فيها ذكر القبائل، والاحتجاج بكلام العرب، بين لك معنى السبعة الأحرف أنها إنما هي اللغات. وقد حمل بعض الناس معناها على الحديث الآخر: نزل القرآن في سبع؛ حلال وحرام، ومحكم، ومتشابه، وخبر ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وضرب الأمثال».

27/باب إعراب القرآن وما يستحب للقارئ من ذلك وما يؤمر به

_فضل إعراب القرآن وتعلمه
_قال عباد عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا القرآن».
_عن الليث بن سعد، قال: حدثني أبو الأزهر، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: لأن أعرب آية من القرآن أحب إلي من أن أحفظ آية .
_عن واصل مولى أبي عيينة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه .
_عن مورق العجلي، قال: قال عمر بن الخطاب: تعلموا اللحن والفرائض والسنن كما تعلمون القرآن.
_عن محمد بن زيد، قال: سمعت أبا جعفر: يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا الكلام كي تعربوا القرآن». قال: ثم قال أبو جعفر: لولا القرآن وإعرابه ما باليت أني لا أعرف منه شيئا .

*قراءة القرآن بالعربية وإلتماس فهمه والتفقه فيه
_عن أبي رجاء محمد بن سيف قال: قلت للحسن: ما تقول فيمن يتعلم العربية، أما يخاف أن يكون يزيد في الهجاء؟ فقال: ليس به بأس، قال عمر بن الخطاب: عليكم بالتفقه في الدين، والتفهم في العربية، وحسن العبارة.
_عن حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق، ويقيم بها قراءته؟ فقال: حسن يا ابن أخي، فتعلمها، فإن الرجل ليقرأ الآية فيعيا بوجهها، فيهلك فيها.
_عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن مكحول، أنه سئل عن قراءة القرآن بالعربية فقال: حسن ما لم تبغ فيها .
_عن خليد العصري، قال: لما ورد علينا سلمان أتيناه نستقرئه القرآن فقال: إن القرآن عربي فاستقرئوه رجلا عربيا. قال: فكان زيد بن صوحان يقرئنا، ويأخذ عليه سلمان، فإذا أخطأ غير عليه، وإذا أصاب قال: نعم أتم الآية).

28/باب المراء في القرآن والاختلاف في وجوهه وما في ذلك من التغليظ والكراهة

_كراهية الإختلاف والمراء في القرآن
_عن ابن مسعود، قال: سمعت رجلا يقرأ آية وسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافها، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الغضب، ثم قال: «كلاكما محسن إن من قبلكم اختلفوا فأهلكهم ذلك».
_عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، فتنحى ناس من أصحابه في بعض حجر أزواجه يقرءون القرآن، فتنازعوا في شيء منه، وأنا منتبذ عنهم، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فقال: «إن القرآن يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض. ما علمتم منه فاقبلوه، وما لم تعلموا منه فكلوه إلى عالمه» قال: قال عبد الله بن عمرو فما اغتبطت نفسي بشيء اغتباطي بانتباذي عنهم إذ لم تصبني عتبى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

*دلالة كفر المرائي في القرآن
__عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، أن عمرو بن العاص، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قد اختلفا في آية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر»
_عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مراء في القرآن كفر»
_عن جندب بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن ما اتفقتم عليه أو قال: ما اتفقت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه».
_عن عطاء، عن ابن عباس، قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم .
قال أبو عبيد: أرى عبد الله إنما أراد بهذا أنه إذا سمع السامع من يقرأ هذه الحروف من نعت الله عز وجل لم يجز له أن يقول: أخطأت، لأنها كلها من نعوت الله، ولكن يقول: هو كذا وكذا على ما قال أبو العالية، وليس وجهه أن يضع كل حرف من هذا في موضع الآخر، وهو عامد لذلك. فإذا سمع رجلا ختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، فهناك يجوز له أن يقول: أخطأت. لأنه خلاف الحكاية عن الله عز وجل. فهذا عندنا مذهب عبد الله في الخطأ).

28/باب عرض القراء للقرآن وما يستحب لهم من أخذه عن أهل القراءة، واتباع السلف فيها والتمسك بما تعلمه به منها

_الأصل في عرض القرآن على أهل القراءة
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أمرني أن أعرض القرآن عليك» فقال: أسماني لك ربك؟ قال: «نعم» فقال أبي: (بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون) هكذا القراءة بالتاء.
قال أبو عبيد: معنى هذا الحديث عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد بذلك العرض على أبي أن يتعلم أبي منه القراءة، ويستثبت فيها، وليكون عرض القرآن سنة، وليس هذا على أن يستذكر النبي صلى الله عليه وسلم منه شيئا بذلك العرض .

_إستحباب الأخذ عن أهل القراءة وإتباع السلف
عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات .
عن هارون، عن عاصم ابن بهدلة، أنه قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش، قال: وقرأ أبو عبد الرحمن على علي، وقرأ زر على عبد الله .
حدثنا إسماعيل بن جعفر، أنه قرأ القرآن على عيسى بن وردان الحذاء. قال: وقرأت القرآن أيضا على سليمان بن مسلم بن جماز، وقرأ سليمان على أبي جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.
قال أبو عبيد: حدثني عدة من أهل العلم دخل حديث بعضهم في بعض، عن أبي عمرو بن العلاء، أنه قرأ القرآن على مجاهد، وسعيد بن جبير. وعن سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج أنه قال: إنما أقرأ القرآن على قراءة مجاهد. وعن الأعمش أنه قرأ على يحيى بن وثاب.

_سنة قراءة القرآن وتتبع حروفه والعمل به
عن عبد الله، عن علي، رضي الله عنه قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم»
عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة بن الزبير، قال: إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرءوه كما أقرئتموه .
عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قال لي خارجة بن زيد، قال لي زيد بن ثابت: القراءة سنة.
قال أبو عبيد: فقول زيد هذا يبين لك ما قلنا؛ لأنه الذي ولي نسخ المصاحف التي أجمع عليها المهاجرون والأنصار، فرأى اتباعها سنة واجبة. ومنه قول ابن عباس أيضا.
عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كل السنة قد علمت، غير أني لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا، ولا أدري كيف يقرأ هذا الحرف وقد بلغت من الكبر عتيا أو قال: (عسيا)؟
قال أبو عبيد: فرأى ابن عباس أن السنة قد لزمت الناس في تتبع الحروف في القراءة، حتى ميز فيها ما بين السين والتاء من العتي والعسي، على أن المعنى فيهما واحد، فأشفق أن تكون إحدى القراءتين خارجة من السنة. فكيف يجوز لأحد أن يتسهل فيما وراء ذلك مما يخالف الخط، وإن كان ظاهر العربية على غير ذلك؟).

29/باب منازل القرآن بمكة والمدينة وذكر أوائله وأواخره

_أول مانزل من القرآن
عن عبد الله بن إبراهيم، أن جابر بن عبد الله، أخبره أن أول شيء نزل من القرآن يا أيها المدثر، قم فأنذر .
عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: اقرأ باسم ربك هو أول شيء نزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
عن عبد الواحد بن أبي عون، عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر، عن بعض علمائهم، أن أول ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى قوله علم الإنسان ما لم يعلم. قالوا: هذا صدرها الذي أنزل عليه يوم حراء، ثم أنزل الله آخرها بعد ذلك .
عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: إن أول ما نزل من القرآن اقرأ باسم ربك الذي خلق و نون والقلم .

*مانزل من القرآن بمكة والمدينة
عن علي بن أبي طلحة، قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا، والفتح، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والحواريون يريد الصف والتغابن، ويا أيها النبي إذا طلقتم، ويا أيها النبي لم تحرم، والفجر، والليل، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، ولم يكن، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله؛ وسائر ذلك بمكة .
عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا.
عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: إن بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه من تلادي ومن العتيق الأول. قال أبو عبيد: قوله من تلادي، يقول من أول ما أخذت من القرآن شبهه بتلاد المال القديم، ومعناه أن ذلك كان بمكة .
عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: ما كان من حد أو فريضة، فإنه أنزل بالمدينة، وما كان من ذكر الأمم والعذاب فإنه أنزل بمكة .
عن علقمة، قال: كل شيء من القرآن يا أيها الذين آمنوا فإنه أنزل بالمدينة، وما كان يا أيها الناس فإنه أنزل بمكة .
عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة .

*معارضة جبريل للرسول الكريم للقرآن الكريم
عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان .

*دلالة نزول الكتب السماوية في رمضان
عن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نزلت صحف إبراهيم عليه الصلاة والسلام أول ليلة من شهر رمضان، ونزلت التوراة على موسى عليه الصلاة والسلام في ست من شهر رمضان ونزل الزبور على داود عليه الصلاة والسلام في اثنتي عشرة من شهر رمضان، ونزل الإنجيل على عيسى عليه الصلاة والسلام في ثماني عشرة من شهر رمضان، وأنزل الله الفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم في أربع وعشرين من شهر رمضان» .

*آخر مانزل من القرآن
عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا .
عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: آخر آية أنزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة .
عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس .
عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .
عن عطاء بن أبي رباح، قال: آخر أية أنزلت من القرآن: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه).

30/باب ذكر قراء القرآن ومن كانت القراءة تؤخذ عنه من الصحابة والتابعين بعدهم

-قراءة القرآن ومن كانت تؤخذ منه
عن علقمة، عن عمر، قال: سمرنا ليلة عند أبي بكر في بعض ما يكون من حاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بيني وبين أبي بكر، فلما انتهينا إلى المسجد، إذا رجل يقرأ، فقام يستمع، فقلت: يا رسول الله، أعتمت، فغمزني بيده، فسكت. فقرأ، وركع، وسجد، وجلس يدعو ويستغفر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سل تعطه» ثم قال: «من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه كما قرأه ابن أم عبد».
عن علقمة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد» .
عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة».

*شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لإصحابه
عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤهم للقرآن أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت. وإن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح».
عن أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن الحسن، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «علي أقضى أمتي، وأبي أقرؤهم، وأبو عبيدة آمنهم». أو قال: «أمينهم» .

_من جمع القرآن بالعهد النبوي ومن كان يؤخذ منه
عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، وأبي بن كعب .
عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، قال: كان الذين يقرئون الناس القرآن ويعلمونهم من أصحاب عبد الله ستة؛ علقمة والأسود، ومسروق، وعبيدة، وعمرو بن شرحبيل، والحارث بن قيس .

31/باب تأول القرآن بالرأي، وما في ذلك من الكراهة والتغليظ

_كراهية الصحابه لتأول القرآن
عن إبراهيم التيمي، أن أبا بكر الصديق، سئل عن قوله: وفاكهة وأبا فقال: أي سماء تظلني، أو أي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟
عن أنس، أن عمر بن الخطاب، قرأ على المنبر وفاكهة وأبا فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر .
عن ابن أبي مليكة، قال: سأل رجل ابن عباس عن يوم كان مقداره ألف سنة؟ فقال ابن عباس: فما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؟ قال الرجل: إنما سألتك لتحدثني. فقال ابن عباس: «هما يومان ذكرهما الله في كتابه، الله أعلم بهما». فكره أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم .
عن عمرو بن مرة، قال: قال رجل لسعيد بن جبير: أما رأيت ابن عباس حين سئل عن هذه الآية والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم فلم يقل فيها شيئا، فقال سعيد: كان لا يعلمها .

_التغليظ عن التفسير بالرأي
عن ابن سيرين، قال: سألت عبيدة عن شيء من القرآن فقال: اتق الله، وعليك بالسداد، فقد ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن .
عن الشعبي، عن مسروق، قال: اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية على الله تعالى.
عن الليث، عن هشام بن عروة، قال: ما سمعت أبي يتأول آية من كتاب الله قط).

32/باب كتمان قراءة القرآن وما يكره من ذكر ذلك وستره ونشره

_كره المراءة في قراءة القرآن والآثار فيه
عن الحسن، أن رجلا قال: قرأت البارحة كذا وكذا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «حظه من صلاته كلامه».
عن سفيان بن سعيد، عن سرية الربيع بن خثيم، قالت: كان عمل الربيع سرا كله، حتى إن كان الرجل ليدخل عليه، وهو يقرأ في المصحف فيغطيه .
عن سفيان، عن عبد الله بن الربيع بن خثيم، عن بكر بن ماعز، قال: خرجت على فرس، وهو يقرأ، يعني الربيع بن خثيم، فلما سمع الصوت، وعرف الدابة أمسك
عن القراءة، فذهبت إلى مكان آخر، تحولت رجاء أن أسمع، فلم أسمع شيئا .
عن عاصم بن أبي بكر، أن عبد العزيز بن مروان، قال: وفدت إلى سليمان بن عبد الملك، ومعنا عمر بن عبد العزيز، فنزلت على ابنه عبد الملك بن عمر، وهو عزب، فكنت معه في بيت، فصلينا العشاء، وأوى كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح فأطفأه، وأنا أنظر إليه، ثم قام يصلي حتى ذهب بي النوم، فاستيقظت، وإذا هو في هذه الآية أفرأيت إن متعناهم سنين، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون فبكى، ثم رجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل ذلك، حتى قلت: سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: لا إله إلا الله، والحمد لله، كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عنه، فلما سمعني، سكت فلم أسمع له حسا) .

33/باب الاسترقاء بالقرآن، وما يكتب منه ويتعلق للاستشفاء به

_الرخصة بالإستشفاء بالقرآن والتماس بركته
عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث .
عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: «من أخذ برقية باطل، لقد أخذت برقية حق. خذوا، واضربوا لي معكم بسهم».
عن الأعمش، عن خيثمة، قال: قال عبد الله: عليكم بالشفاءين؛ القرآن والعسل.
عن عبد الله بن المبارك، عن عيسى بن عمر القارئ الكوفي، عن طلحة بن مصرف، قال: كان يقال: إذا قرئ القرآن عند المريض، وجد لذلك خفة. قال: فدخلت على خيثمة، وهو مريض، فقلت: إني أراك اليوم صالحا، فقال: إنه قرئ عندي القرآن .

34/باب ما جاء في مثل القرآن وحامله والعامل به والتارك له

_فضل تعلم القرآن والعمل به وأثر تاركه
عن عطاء مولى أبي أحمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم القرآن، ثم قام به فهو مثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه كل مكان، ومن تعلم القرآن ورقد، فهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك.»
عن الحارث، عن علي، رضي الله عنه قال: مثل الذي أوتي القرآن ولم يؤت الإيمان كمثل الريحانة، ريحها طيب، ولا طعم لها. ومثل الذي أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الذي أوتي القرآن والإيمان مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب. ومثل الذي لم يؤت الإيمان، ولم يؤت القرآن كمثل الحنظلة طعمها خبيث، وريحها خبيث .
عن عبد الله بن مسعود، قال: مثل الذي يقرأ القرآن، ولا يعمل به، كمثل الريحانة ريحها طيب، ولا طعم لها. ومثل الذي يعمل به ولا يقرؤه كمثل التمرة طعمها طيب، ولا ريح لها. ومثل الذي يعمل به ويقرؤه مثل الأترجة.
قال أبو عبيد: أحسبه قال: طعمها طيب، وريحها طيب ومثل الذي لا يعمل به ولا يقرؤه كمثل الحنظلة ريحها خبيث، وطعمها خبيث).
باب المصاحف وما جاء فيها مما يؤمر به وينهى عنه

_الأقوال في شراء المصاحف وبيعها
عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كره بيع المصاحف .
عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: أشتري المصاحف، ولا أبيعها .
عن ابن جريج، قال: أخبرنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول في بيع المصاحف: أبتاعها أحب إلي من أن أبيعها .
عن سعيد بن جبير، قال: اشترها، ولا تبعها .
عن ابن عون، عن ابن سيرين، أنه كره بيعها وشراءها .
عن أبي حصين، عن أبي الضحى، قال: سألت ثلاثة من أهل الكوفة عن شراء المصاحف؛ عبد الله بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وشريحا، فكلهم قال: لا تأخذ لكتاب الله ثمنا .

_ماورد في الأثر من استحسان شراء وبيع المصاحف
عن السري بن يحيى، عن مطر الوراق، أنه سئل عن بيع المصاحف، فقال: كان حبرا أو خيرا هذه الأمة، لا يريان ببيعها بأسا، الحسن والشعبي .
أخبرنا يونس، عن الحسن، أنه كان لا يرى بأسا ببيع المصاحف واشترائها .
عن الشعبي، أنه سئل عن ذلك، فقال: إنما يأخذ ثمن ورقه وأجر كتابته .
عن أبي شهاب، موسى بن نافع قال: قال سعيد بن جبير: هل لك في مصحف عندي، قد كفيتك عرضه، تشتريه؟

_ماورد بنقط المصاحف ومافيه من الرخصه والكراهه
عن إبراهيم، أنه كان يكره نقط المصحف، ويقول لنا: جردوا القرآن، لا تخلطوا به ما ليس منه .
عن الحسن، وابن سيرين، أنهما كانا يكرهان نقط المصاحف .
حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، قال: سألت الحسن عن نقط المصاحف، فقال: لا بأس به ما لم تبغوا .
عن حماد بن زيد، عن خالد الحذاء، قال: كنت أمسك على ابن سيرين في مصحف منقوط .

_فواتح السور والآي وتعشيرالمصاحف
عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، عن عبد الله، أنه كان يكره التعشير في المصحف .
عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، أنه كره التعشير والطيب في المصحف .
عن ابن سيرين، أنه كان يكره الفواتح والعواشر التي فيها قاف وكاف .
عن أبي بكر السراج، قال: قلت لأبي رزين: اكتب في مصحفي سورة كذا وكذا قال: لا، إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه فيظنوا أنه من القرآن .
عن يحيى بن أبي كثير، قال: ما كانوا يعرفون شيئا مما أحدث في هذه المصاحف، إلا هذه النقط الثلاث على رءوس الآيات .

_الأقوال بتزيين المصاحف وحليتها بالذهب والفضة
عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: مر على عبد الله بمصحف قد زين بالذهب فقال: إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق .
عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان إذا رأى المصحف قد فضض أو ذهب قال: أتغرون به السارق، وزينته في جوفه؟
عن المغيرة، عن إبراهيم، أنه كان يكره أن يكتب، المصحف بذهب قال: وكانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن .
عن ابن عون، عن ابن سيرين، أنه كان لا يرى بأسا بأن يزين المصحف ويحلى .

35/باب كتاب المصاحف وما يستحب من عظمها، ويكره من صغرها
عن أبي الأسود، أن عمر بن الخطاب، وجد مع رجل مصحفا قد كتبه بقلم دقيق، فقال: ما هذا؟ قال: القرآن كله فكره ذلك، وضربه، وقال: عظموا كتاب الله. قال: وكان عمر إذا رأى مصحفا عظيما سر به .
عن عبيد الله بن سليمان العبدي، عن أبي حكيمة العبدي، قال: كنت أكتب المصاحف، فبينا أنا أكتب مصحفا، إذ مر بي علي رضي الله عنه، فقام ينظر إلى كتابي، فقال: أجلل قلمك. قال: فقصمت من قلمي قصمة، ثم جعلت أكتب، فقال: نعم، هكذا نوره كما نوره الله عز وجل .
عن الأعمش، عن إبراهيم، أن عليا، رضي الله عنه كان يكره أن يكتب القرآن في الشيء الصغير .
عن محمد بن الزبير، عن عمر بن عبد العزيز، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكتبوا القرآن إلا في شيء طاهر». قال: وسمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ .
عن مخلد بن حسين، عن واصل مولى أبي عيينة، عن ابن سيرين، أنه كره أن تكتب المصاحف مشقا .

_حكم مس المصحف للمشرك ومن ليس بطاهر
عن عبد الله بن أبي بكر، قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجدي أن: «لا يمس القرآن إلا طاهر».
عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان لا يأخذ المصحف إلا وهو طاهر .
مالك، قال: لا يحمل المصحف أحد بعلاقته ولا على وسادة إلا وهو طاهر، إكراما للقرآن. قال أبو عبيد: وهذا عندنا هو المعمول به. وقد رخص فيه ناس علماء .
عن هشام، عن الحسن، أنه كان لا يرى بأسا أن يمس المصحف على غير وضوء، ويحمله إن شاء .
عن الشعبي، أنه كان لا يرى بأسا أن يأخذ المصحف بعلاقته، وهو على غير وضوء .
عن ابن جريج، عن عطاء، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: أضع المصحف على الثوب الذي أجامع عليه؟ قال: نعم .
عن شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، أنه أراد أن يتخذ مصحفا، فأعطاه نصرانيا، فكتبه له .
عن شعبة، عن رجل، لم يسمه إسماعيل قال: كان سعيد بن جبير معه غلام مجوسي يخدمه، فكان يأتيه بالمصحف في علاقته. حدثنا حفص النجار، من أهل واسط، عن شعبة، عن القاسم الأعرج، عن سعيد بن جبير، مثل ذلك).
وصلى الله وبارك على محمد

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 28 ربيع الأول 1437هـ/8-01-2016م, 01:54 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير
أجب عما يلي:
1: اذكر المقاصد الرئيسة التي اشتملت عليها مقدمة تفسير ابن كثير.
المقصد العام :دراسة مسائل وأصول التفسير وعلوم القرآن ،لتكون مقدمة يستفيد منها طالب العلم ومن يقرأ التفسير
مقاصد فرعية :
١/جملة من الفوائد والقواعد في أصول التفسير
٢/بيان فضائل القرآن
٣/مراحل جمع القرآن وكتابة المصاحف
٤/نزول القرآن على سبعة أحرف
٥/آداب تلاوة القرآن وأحكامه
6/فوائد متفرقة

2: اذكر حكم التفسير، وبيّن فضله.
حكمه واجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله وتفسير ذلك وطلبه من مظانه وتعلم ذلك وتعليمه ,سناده قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس مايشترون ) ..
فضله :
١/هو السبيل لتدبر كلام الله تعالى قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ...)
٢/فيه إتباع لأوامر الله وإجتناب نواهيه،وفيه أمر بتعلمه وتعليمه ،قال تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه )
٣/هو الطريق لتليين القلوب وخشوعها ،لما فيه من الآيات التي تزيد القلب خشوعاً وأطمئناناً ،قال تعالى {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} مريم 58 . ..
3: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
أصح طرق التفسير :
١/تفسير القرآن بالقرآن
٢/تفسير القرآن بالسنة
٣/تفسير القرآن بأقوال الصحابة
٤/تفسير القرآن بأقوال التابعين
٥/تفسيره بلغة القرآن أو السنة أو لغة العرب
مالا نجده في الوحيين نفسره ،،بأقوال التابعين
&إذا كانت أقوالهم متباينه وحاصلها يرجع إلى معنى واحد ويعرفها من ليس عنده علم
&أقوال مختلفه لأنهم يعبرونه بلازمه،وبنظيره ،وماينص عليه
٢-أقوال التابعين حجة إذا اجتمعوا على الشيء ،أما إذا أختلفوا فلا تكون حجة يرجع للغة وغيرها
4: تكلّم باختصار عن فضل القرآن.
فضله :
١/هيمنة القرآن على ماقبله من الكتب
فأصل الهيمنة الحفظ والإرتقاب ،قال تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه )..
قال ابن عباس :(القرآن أمين على كل كتاب قبله )،وفي رواية شهيداً عليه
٢/معجزة النبي الكريم فهو الحبل المتين ،فصل وليس بالهزل ، وهو الصراط المستقيم ، لاتنقضي عجائبه ،قال تعالى ( إنا سمعنا قرآناً عجباً ، يهدي إلى الرشد فآمنا به )
٣/لايستطيع أحد أن يأتي بمثله
قال تعالى ( قل لئن أجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)..
٤/نزل القرآن في مكان شريف وهو البلد الحرام ،وفي زمن شريف وهو شهر رمضان ،فاجتمع له شرف المكان والزمان
٥/فضل القرآن على سائر الكلامشرفه الله على ماسواه من الكلام الصادر من البر والفاجر ،كل الكتب المتقدمه نزلت جملة واحدة ،وهذا وهذا القرآن نزل منجماً بحسب الوقائع لشدة الإعتناء به وبمن أنزله عليه ..
5: تكلّم باختصار عن مراحل جمع القرآن.
1/الجمع النبوي
جمع القرآن الكريم في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الصدوروفي العسف واللخاف وفي جذوع النخل وغيرها .
ثبت في الصحيحين عن أنس قال:جمع القرآن على عهد النبي الكريم أربعة ،كلهم من الأنصار ؛أبي بن كعب ،ومعاذ بن جبل ،وزيد بن ثابت ،وأبو زيد .
٢/جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عنده ،فقال له : إني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن ،وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ،فقلت لعمر كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ؟قال عمر : هذا والله خير ،فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ،فأرسل لزيد بن ثابت ،أن يتتبع القرآن ويجمعه ،فجمعه زيد من العسب واللخاف وصدور الرجال .
٣/جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه
قال البخاري :عن أنس بن مالك ،أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان رضي الله عنه وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينيه مع أهل العراق ،فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة.،فقال حذيفة لعثمان ،ياأمير الموؤمنين ،أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ،فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ..."
وكلف زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث ،كما جاء في حديث البخاري
وطريقة جمعه رضي الله عنه ،قال للرهط القرشيين الثلاثة :إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ،فإنما نزل بلسانهم .ففعلوا
&الفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما
كليهما جمعاه لحفظه حتى لايذهب منه شيء .
وعثمان جمع الناس على قراءة واحدة لئلا يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى
6: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما معنى نزول القرآن على سبعة أحرف؟
قال الزهري : بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً لاتختلف في حلال ولا حرام
أختلف العلماء في المراء بالأحرف السبعة على أقوال عدة نذكر منها خمسة أقوال ..
الأول : قول أكثر أهل العلم هي المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو :أقبل وتعال وهل .
القول الثاني :ليس المراد أن يقرأ جميعه على سبعة أحرف ،ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر
القول الثالث :أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ،لقول عثمان :إن القرآن نزل بلغة قريش ،وقريش هم بنو النضر بن الحارث
القول الرابع :وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء:
1- منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"،
2- ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"،
3- وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها"
4- أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش"
5- أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود"
6- أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"،
7- أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"،
القول الخامس :قيل المراد بها هي معاني القرآن وهي :أمر ونهي ،وعد ووعيد ،وقصص ومجادلة وأمثال ..
7: بيّن فضل تلاوة القرآن، واذكر أهم الآداب الواجبة أثناء التلاوة.
فضل تلاوة القرآن :
١-يكثر خير بيت صاحبه لحديث أنس قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن البيت الذي يقرأ القرآن يكثر خيره والبيت الذي لايقرأفيه القرآن يقل خيره )
٢-قراء القرآن هم أهل الله وخاصته قوله صلى الله عليه وسلم (إن لله أهلين من الناس ،قيل من هم يارسول الله قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته )..
3-رفعة وعلو درجة قارئه حديث أبي سعيد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (يقال لصاحب القرآن إقرأ ،فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه )..
4-هو شافع مشفع ،حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن القرآن شافع مشفع من أتبعه قاده إلى الجنة ومن تركه أو أعرض عنه زج في قفاه إلى النار )
٥-أعطي حامله الشرف عن ابن عباس قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أشرف أمتى حملة القرآن )
٦-أنه أحب الأعمال إلى الله ،عن ابن عباس (سأل رجل الرسول صلى اله عليه وسلم ،أحب الأعمالإلى الله ؟فقال :(الحال المرتحل )،،أي صاحب القرآن
الآداب الواجبة عند التلاوة :
١-وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن بحديث جابر (أقرأوا القرآن وابتغوا وجه الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه واا يتأجلونه )
٢-استذكار القرآن وتعاهده بحديث ابي موسى (تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ).
٣-الترتيل في قراءته قال تعالى ( ورتل القرآن ترتيلاً ) ...
٤-حسن الصوت والإستماع الى الغير وقول حسبك ،لحديث عبدالله بن مسعود قال له رسول الله إقرأ علي القرآن )فقال أقرأه عليك وعليك أنزل ) قال :(إني أحب أن أسمعه من غيري )فقرأته عليه ،حتى (فكيف إذا جئنا بكل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً )قال :حسبك الآن ،فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ..

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 17 شوال 1437هـ/22-07-2016م, 12:38 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
جمع أبي بكر القرآن في مصحف واحد

العناصر:
1/الجمع في العهد النبوي
.الحكمة من عدم جمعه في العهد النبوي
.دلالة كتابة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن

2/جمع أبو بكر رضي الله عنه
. أستحر القتل بالقراء والآثار الواردة فيها
. تكليف زيد بن ثابت بجمع القرآن ومنزلته
. دلالة معنى قول أبو بكر رضي الله عنه (فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه(. .
. أول من جمع القرآن بين اللوحين


3/جمع عثمان بن عفان
*الحكمة من جمع عثمان رضي الله عنه على وجه واحد
*الفرق بين جمع أبو بكر وعثمان
*أباطيل الروافض في تأويل حرق عثمان للمصاحف

4/فضل خزيمه بن الثابت رضي الله عنه
5/آخر مانزل من القرآن
6/حفظ طوائف كثيرة من الصحابة لأبعاض القرآن
7/دلالة أن ترتيب القرآن موقوف [ توقيفي ]
8/القول في جمع القرآن ثلاث مرات

التلخيص

1/الجمع في العهد النبوي
*الحكمة من عدم جمعه في العهد النبوي
قال الزركشي : في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعض فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض لأدى إلى الاختلاف، واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين).
قال السيوطي: عن عبيد عن زيد بن ثابت قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء.
قال الخطابي: إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر.


*دلالة كتابة رسول الله الكريم للقرآن
قال الزركشي : وقال الإمام أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي في كتاب فهم السنن: كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب .
قال السيوطي : وأما ما أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن . . . الحديث، ))فلا ينافي ذلك؛ لأن الكلام في كتابة مخصوصة على صفة مخصوصة، وقد كان القرآن كتب كله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور.

2/جمع أبو بكر رضي الله عنه [ جمع أبي بكر ]

*أستحر القتل بالقراء والآثار الواردة فيها [ كان الأفضل أن تعنوني لهذه المسألة بقول : سبب جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق
عن عبيد بن السباق ، أن زيد بن ثابت ، حدثه قال : بعث إلي أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال : إن عمر بن الخطاب قد أتاني فقال : إن القتل قد استحر بقراء القرآن يوم اليمامة ، وإني لأخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ، قال أبو بكر لعمر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : هو والله خير ، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ، ورأيت فيه الذي رأى ، قال زيد : قال أبو بكر : إنك شاب عاقل لا نتهمك ، قد كنت تكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فتتبع القرآن ، قال : فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من ذلك ، قال : قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو بكر : هو والله خير ، فلم يزل يراجعني في ذلك أبو بكر وعمر حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدرهما : صدر أبي بكر وعمر. ذكره الشيباني والهروي والترمذي والنسائي . [ فرقٌ بين عبارة " ذكره " ، و" رواه " ، فإن كانوا قد ذكروه بإسناد لهم فهو من روايتهم ]

*تكليف زيد بن ثابت بجمع القرآن ومنزلته
عن زيد بن ثابت، قال: أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة، فقال أبو بكر: يا زيد بن ثابت، إنك غلام شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. ذكره الشيباني والهروي والبخاري.
عن يونس، عن ابن شهاب، أن ابن السباق، قال: إن زيد بن ثابت، قال: أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه قال: إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتبع القرآن، " فتتبعت حتى وجدت آخر سورة التوبة آيتين مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدهما مع أحد غيره، {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} [التوبة: 128] إلى آخره)
قال الخازن: ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابة المصحف وألزمه بها لأنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين فكان جمع القرآن سببا لبقائه في الأمة رحمة من الله تعالى لعباده وتحقيقا لوعده في حفظه .

*دلالة معنى قول أبو بكر رضي الله عنه (فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
قال السخاوي: ومعنى هذا الحديث – والله أعلم – من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله، الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن.
ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله – أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن ، ولم يرد: على شيء مما لم يقرأ أصلا ولم يعلم بوجه آخر).

*أول من جمع القرآن بين اللوحين [ معلومٌ مما سبق أن أبا بكر هو أول من جمع القرآن بين اللوحين ، لذا كان الأفضل أن نعنون لهذه الآثار بقولنا : " موافقة الصحابة لأبي بكر على جمع القرآن " أو " فضل أبي بكر الصديق بجمعه للقرآن ]
عن السدي، عن عبد خير، عن علي، قال: رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع القرآن).
حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن عبد خيرٍ، قال: قال عليٌّ: يرحم اللّه أبا بكرٍ هو أوّل من جمع بين اللّوحين).[ذكره الهروي والعبسي
قال ابن كثير: وجمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن العظيم من أماكنه المتفرقة حتى تمكن القارئ من حفظه كله , وكان هذا من سر قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فجمع الصديق الخير, وكف الشرور رضي الله عنه وأرضاه .
عن السدي الكبير, عن عبد خير,عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال"": أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر, إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين".
قال الشافعي : فلم يكن جمع الصديق مخالفا لله ولرسوله؛ لأنه لم يجمع ما لم يكن مجموعا، ولم يكتب ما لم يكن مكتوبا، وقد أمرهم الشارع بكتابته، فقال: "لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن" فألف المكتوب وصانه وأحرزه، وجمعه بين لوحيه، ولم يغير منه شيئا، ولا قدم منه مؤخرا، ولا أخر منه مقدما، ولا وضع حرفا ولا آية في غير موضعها. .

3/جمع عثمان رضي الله عنه

*الحكمة من جمع عثمان رضي الله عنه القرآن على وجه واحد
قال الزركشي: قال: والمشهور عند الناس أن جامع القرآن عثمان رضي الله عنه، وليس كذلك إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات والقرآن.
وروى عن علي أنه قال): "رحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين"( ولم يحتج الصحابة في أيام أبي بكر وعمر إلى جمعه على وجه ما جمعه عثمان؛ لأنه لم يحدث في أيامهما من الخلاف فيه ما حدث في زمن عثمان، ولقد وفق لأمر عظيم ورفع الاختلاف وجمع الكلمة وأراح الأمة.

*الفرق بين جمع أبو بكر وعثمان رضي الله عنهم
قال الشافعي : لأن غرض أبي بكر كان جمع القرآن بجميع حروفه ووجوهه التي نزل بها وهي على لغة قريش وغيرها، وكان غرض عثمان تجريد لغة قريش من تلك الغرائب، وقد جاء ذلك تصريحا به من قول عثمان لهؤلاء الكتاب، فجمع أبي بكر غير جمع عثمان.

*أباطيل الروافض في تأويل حرق عثمان رضي الله عنه للمصاحف
قال الزركشي : وأما تعلق الروافض بأن عثمان أحرق المصاحف؛ فإنه جهل منهم وعمى فإن هذا من فضائله وعلمه، فإنه أصلح ولم الشعث، وكان ذلك واجبا عليه ولو تركه لعصى لما فيه من التضييع وحاشاه من ذلك وقولهم إنه سبق إلى ذلك ممنوع لما بيناه أنه كتب في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرقاع والأكتاف وأنه في زمن الصديق جمعه في حرف واحد.
وقال: وأما قولهم إنه أحرق المصاحف فإنه غير ثابت، ولو ثبت لوجب حمله على أنه أحرق مصاحف قد أودعت ما لا يحل قراءته، وفي الجملة إنه إمام عدل غير معاند ولا طاعن في التنزيل ولم يحرق إلا ما يجب إحراقه؛ ولهذا لم ينكر عليه أحد ذلك بل رضوه وعدوه من مناقبه، حتى قال علي: "لو وليت ما ولى عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل".
قال الشافعي : إن قال رافضي: كيف جاز للصديق أن يجمع القرآن ولم يجمعه الشارع؟ أجاب ابن الطيب: إنه يجوز أن يفعل الفاعل ما لم يفعله الشارع إذا [كان] فيه مصلحة في وقته واحتياط للدين، وليس في أدلة الكتاب والسنة ما يدل على فساد جمعه بين اللوحين وتحصينه، وجمع همهم على تأصيله .

4/فضل خزيمه بن الثابت رضي الله عنه
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد، عن أبيه زيد بن ثابت، قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها:{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}, قال: فالتمستها فوجدتها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها.ذكره الهروي والشيباني والبخاري.

5/آخر مانزل من القرآن
عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن.
قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} .

6/حفظ طوائف كثيره من الصحابه لأبعاض من القرآن
قال النووي : فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه .
7/دلالة أن ترتيب القرآن موقوف [ توقيفي ]
قال الخازن : فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.
وقد صح في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان وأنه عرضه في العام الذي توفي فيه مرتين، ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام، وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ، وبقي فيها ما بقي.
قال شمس الدين محمد الكرماني : فإن قلت فما وجه ما اشتهر من أن عثمان هو جامع القرآن قلت الصحف كانت مشتملة على جميع أحرفه ووجوهه التي نزل بها فجرد عثمان اللغة القرشية منها وكانت صحفا فجعلها واحدا جمع الناس عليه وأما الجامع الحقيقي سورا وآيات فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوحي).

8/القول في جمع القرآن ثلاث مرات
قال السيوطي : وقال الحاكم في المستدرك :
إحداها: بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخرج بسند على شرط الشيخين عن زيد بن ثابت قال: "كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع ..." الحديث.
الثانية: بحضرة أبي بكر، روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت قال: "أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن.
ثالثاً: هو ترتيب السور في زمن عثمان روى البخاري عن أنس أن: حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى.
[ هذه مراحل جمع القرآن ولو صدرتِ تلخيصك بها لكان أفضل ]

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.
أحسنتِ التلخيص وإليكِ بعض الملحوظات اليسيرة :
- التركيز في الفهرسة على الموضوع المراد فهرسة مسائله ، وباقي المسائل الفرعية المذكورة في النقول ، يُنظر فيها إلى علاقتها بالموضوع الرئيس
مثلا :
لا حاجة لقول " الجمع النبوي " ، وإنما يُكتفى بما ذكرتِ تحت هذا العنوان : سبب عدم جمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما جمع عثمان فيكفي أن نقول : الاعتماد على مصحف أبي بكر الصديق في الجمع العثماني
- لم تبيني الحروف التي كُتب بها مصحف أبي بكر ، إذ كما تعلمين أن القرآن نزل على سبعة أحرف وكان معمولا بها في زمن أبي بكر ، وقد أشرتِ لذلك في مسألة ترتيب القرآن في مصحف أبي بكر لكن في كلا المسألتين تفصيلا وأقوالا لم توضحيها.
- مسألة قبول آية التوبة من صحابي واحد ، هذه شبهة أثارها البعض وقد رد عليها العلماء فحبذا لو خصصتِ لها مسألة.
- أرجو منكِ مراجعة الملحوظات باللون الأحمر أعلاه.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 27 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 17 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 87 %
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 2 ذو القعدة 1441هـ/22-06-2020م, 11:48 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
المقصد العام :فضل القرآن وتعلمه وتعليمه ,والحض على قراءته وإتباعه وتعظيمه ,وما يستحب لحامل القرآن من تزيين الصوت ,وما يعين على تدبره ,ومافيه من الفضائل ,وطرق العناية به
المقاصد الفرعيه :
1:باب فضل القرآن وتعلمه وتعليمه الناس :

*فضل تعلم القرآن :
_ حدثنا عبد الله بن صالح، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عنعقبة بن عامر الجهني، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق، فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين في غير إثم، ولا قطيعة رحم» ؟ قلنا: كلنا يا رسول الله يحب ذلك. قال: «فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد، فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين، ومن ثلاث، ومن أعدادهن من الإبل»

*أجر من شق عليه :
_حدثنا أبو عبيد وحدثنا يزيد بن هارون، عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الذي يقرأ القرآن وهو به ماهر مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يشتد عليه فله أجران».

*مأدبة الله سبحانه :
_حدثنا أبو عبيد ثنا حجاج، عن محمد بن طلحة، عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، قال: «إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب الله القرآن»

*ميراث الرسول الكريم :
-حدثنا أبو عبيد قال حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن الأعمش، قال: مر أعرابي بعبد الله بن مسعود، وهو يقرئ قوما القرآن، أو قال: وعنده قوم يتعلمون القرآن، فقال: ما يصنع هؤلاء ؟ فقال ابن مسعود: «يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم»

*مكانة حب الله ورسوله :
_- حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: «لا يسأل عبد عن نفسه، إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله»

*الموعظة بتعلمه :
_- حدثنا أبو عبيد قال حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا عمرو بن قيس السكوني، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: «عليكم
بالقرآن فتعلموه، وعلموه أبناءكم، فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظا لمن عقل»

*بالقرآن أحسن القصص والعبر :
- حدثنا أبو عبيد حدثنا حجاج، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة، فقالوا: يا رسول الله، حدثنا. فأنزل الله تبارك وتعالى: الله نزل أحسن الحديث قال: ثم نعته فقال: كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله إلى آخر الآية. قال: ثم ملوا ملة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، حدثنا شيئا فوق الحديث ودون القرآن، يعنون القصص، فأنزل الله تبارك وتعالى: الر تلك آيات الكتاب المبين إلى قوله تعالى: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين قال: فإن أرادوا الحديث دلهم

*في القرآن شفاء ورحمة :
_- حدثنا أبو عبيد قال حدثنا محمد بن كثير، عن عبد الله بن واقد، عن قتادة، قال: «ما جالس أحد القرآن إلا فارقه بزيادة أو نقصان». قال: ثم قرأ: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
- حدثنا أبو عبيد قال ثنا النضر بن إسماعيل، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود، قال: «عليكم بالشفاءين: القرآن والعسل»

*الإسلام دين الله والقرآن رحمته :
_- حدثنا أبو عبيد حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، في قوله تعالى: قل بفضل الله قال: «الإسلام»، وبرحمته قال: «القرآن»
_حدثنا أبو عبيد قال حدثنا الحسين بن الحسن بن عطية، عن أبيه، عن جده عطية العوفي، عن ابن عباس، في قوله:
قل بفضل الله قال: «القرآن»، وبرحمته قال: «أن جعلكم من أهله»

*حفظ الله لكتابه :
_حدثنا أبو عبيد حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، في قوله تعالى: إنه لقرآن كريم. في كتاب مكنون. لا يمسه إلا المطهرون قال: «الملائكة» ).

2/ باب فضل قراءة القرآن والاستماع إليه :

*فضل قراءة القرآن وسماعه:
_عن عبد الله بن مسعود، قال: «تعلموا القرآن واتلوه، فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات. أما إني لا أقول الم ، ولكن ألف ولام وميم».
_عن عبد الله بن مسعود، مثل ذلك إلا أنه قال: «ألف ولام وميم ثلاثون سنة».
_- حدثنا أبو عبيد قال ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: «من سمع آية من كتاب الله عز وجل تتلى كانت له نورا يوم القيامة»

*فضل سورة البقرة :
_- حدثنا أبو عبيد حدثنا عباد بن عباد، عن جرير بن حازم، عن عمه جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ؟ قال: «فلعله قرأ بسورة البقرة». قال: فسئل ثابت، فقال: قرأت سورة البقرة)
_عن أسيد بن حضير، قال: بينا هو يقرأ من القرآن بسورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت، فانصرف إلى ابنه يحيى، وكان قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره ، رفع رأسه إلى السماء، فإذا هو بمثل الظلة ، فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدري ما ذاك» ؟ قال: لا يا رسول الله، قال: «تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم».

3/باب فضل الحض على القرآن والإيصاء به وإيثاره على ما سواه

*الحض على تدارسه دون سواه :
_قال مالك: إن صاحبكم لعاقل أو هالك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا في حجة الوداع فقال: «عليكم بالقرآن فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني، فمن عقل شيئا فليحدث به، ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ بيتا أو قال مقعدا من جهنم».
_عن سهل بن سعد الأنصاري، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نقترئ، يقرئ بعضنا بعضا، فقال: «الحمد لله، كتاب الله عز وجل واحد فيه الأحمر والأسود، اقرءوا، اقرءوا، اقرءوا، قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، لا يجاوز تراقيهم ، يتعجلون أجره ولا يتأجلونه».

*سرعة تفلته والحث على تدارسه :
_عن عقبة بن عامر، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، ونحن في المسجد، نتدارس القرآن، فقال: «تعلموا كتاب الله عز وجل واقتنوه». قال: وحسبت أنه قال: «واغنوا به، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض من العقل».

*الحث على تلاوته وعدم هجره :
_عن المهاصر بن حبيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار، وتغنوه، وتقنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون».

*وصايا الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
_عن أبي قلابة، أن رجلا من أهل الكوفة لقي أبا الدرداء فقال: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام، ويأمرونك أن توصيهم. فقال: «أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة»
_جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: علمني كلمات جوامع نوافع. فقال: «نعم، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتزول مع القرآن أينما زال، ومن جاءك بصدق من صغير أو كبير، وإن كان بعيدا بغيضا، فاقبله منه، ومن جاءك بكذب وإن كان حبيبا قريبا فاردده عليه»
_جاء رجل إلى عبد الله فقال: أوصني. فقال: «إذا سمعت الله تبارك وتعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا فارعها سمعك ؛ فإنه خير يؤمر به أو شر ينهى عنه»

*الحث على تجريده وعدم خلطه :
_عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: «جردوا القرآن ليربو فيه
_حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: سمعت أبا حصين، يقول كذا وكذا، وذكر كلاما، ثم قال: «جردوا القرآن، وأقلوا الرواية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم». أو قال: «عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»

4/باب فضل اتباع القرآن وما في العمل به من الثواب وما في تضييعه من العقاب

*فضل إتباع القرآن :
_عن أبي موسى الأشعري، رحمه الله أنه قال: «إن هذا القرآن كائن لكم ذكرا، أو كائن لكم أجرا، أو كائن عليكم وزرا ، فاتبعوا القرآن، ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه حتى يقذفه في نار جهنم».

*شفاعة القرآن لصاحبه :
_عن أنس بن مالك، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من شفع له القرآن يوم القيامة نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله في النار على وجهه» حدثنا أبو عبيد قال حدثنا حجاج، عن شريك، عن عاصم ابن بهدلة، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود، مثل ذلك، ولم يرفعه .
_عن أبي هريرة، أنه قال: «نعم الشفيع القرآن». قال: قال شعبة: وأحسبه قال: «يقول يوم القيامة: يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيكسى حلة الكرامة، فيقول: يا رب ارض عنه، فإنه ليس بعد رضاك شيء. قال: فيرضى عنه

*فضل جامع القرآن :
_عن معفس بن عمران بن حطان، قال: سمعت أم الدرداء، تقول: سألت عائشة رضوان الله عليها وكرامته عمن دخل الجنة ممن جمع القرآن: ما فضله على من لم يجمعه ؟ فقالت: «إن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن، فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن فليس فوقه أحد»
_عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك في آخر آية تقرأها»

*فضل الماهر في القرآن ومن شق عليه :
_عن عائشة، رضوان الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن، وهو به ماهر، مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن، وهو يشتد عليه، فله أجران»

*اهل الله وخاصته :
_عن عبد الله، أو عبد الرحمن بن بديل العقيلي، عن أبيه بديل بن ميسرة، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تعالى أهلين من الناس» قيل: من هم يا رسول الله ؟ قال: «أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته» ).

*إعظام حامل القرآن وتكريمه :
_عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله سبحانه وتعالى جواد يحب الجود ، ويحب معالي الأخلاق، ويبغض أو قال: ويكره سفسافها، فإن من تعظيم جلال الله تعالى إكرام ثلاثة: الإمام المقسط، وذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه»
_عن أبي موسى الأشعري، قال: «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وذي السلطان المقسط»

*إجلال وتكريم حامل القرآن ميتاً :
_عن هشام بن عامر الأنصاري، قال: شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرح يوم أحد، وقالوا: كيف تأمر بقتلانا ؟ فقال: «احفروا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا في القبر الاثنين والثلاثة، وقدموا أكثرهم قرآنا». قال: فقدم أبي بين يدي ثلاثة .

*أولى الناس بالإمامة :
_عن مسعر بن حبيب الجرمي، قال: سمعت عمرو بن سلمة الجرمي، يقول: لما قدم وفد قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله من يصلي لنا أو بنا ؟ فقال: «أكثرهم جمعا أو أخذا للقرآن»
_عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله عز وجل»
_عن عائشة، رضوان الله عنها قالت: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى، وأقدمهم هجرة، فإن كانوا في ذلك سواء فليؤمهم أحسنهم وجها».

*منزلة ورفعة حامل القرآن :
_عن عامر بن واثلة، أن نافع بن عبد الحارث الخزاعي، تلقى عمر بن الخطاب كرم الله وجهه بعسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فسلم على عمر، فقال له: «من استخلفت على أهل الوادي ؟» فقال نافع: استخلفت عليهم يا أمير المؤمنين ابن أبزى. فقال عمر: «وما ابن أبزى ؟» فقال نافع: هو من موالينا. فقال عمر: «استخلفت عليهم مولى ؟» فقال: يا أمير المؤمنين: إنه قارئ لكتاب الله تعالى، عالم بالفرائض. فقال عمر: «أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله سبحانه وتعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين».

6/باب فضل علم القرآن والسعي في طلبه

*السعي في طلب القرآن :
_عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله، قال: «إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين»
_عن مسروق بن الأجدع، قال: «ما نسأل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه»
_عن قتادة، عن الحسن، قال: «ما أنزل الله عز وجل آية إلا وهو يحب أن يعلم فيم أنزلت، وما أراد بها». ثم قال حجاج: أو نحو هذا. وأحسبه قال: عن أبي جعفر، عن عمرو بن مرة قال: «إني لأمر بالمثل من كتاب الله عز وجل ولا أعرفه، فأغتم

*علم القرآن والعمل به :
_عن علي بن زيد، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله تعالى آية إلا لها ظهر وبطن، وكل حرف حد ، وكل حد مطلع». قال: قلت: يا أبا سعيد، ما المطلع ؟ قال: يطلع قوم يعملون به
_عن عمرو بن مرة، قال: سمعت مرة الهمداني يحدث عن عبد الله،أنه قال: «ما من حرف أو آية إلا وقد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها»
_ قال عبد الله بن مسعود: «إن للقرآن منارا كمنار الطريق، فما عرفتم منه فتمسكوا به، وما يشبه عليكم أو قال شبه عليكم فكلوه إلى عالمه»
_عن بكر بن ماعز، عن الربيع بن خثيم، قال: «وجدت هذا القرآن في خمس: حلال، وحرام، وخبر ما قبلكم، وخبر ما هو كائن بعدكم، وضرب الأمثال»

*حق القرآن على المسلم :
_عن راشد بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزل القرآن على خمسة أحرف: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وضرب الأمثال، فأحلوا
حلاله، وحرموا حرامه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله»

*الحرص على تعلمه ورد مشكله ومتشابهه الى أهله :
_عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله تعالى: وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به قال: «الراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به». وفي غير قول مجاهد قال: انتهى علمهم إلى أن قالوا آمنا به كل من عند ربنا .
_عن حسان بن عطية، قال: قال أبو الدرداء: «لو أعيتني آية من كتاب الله عز وجل، فلم أجد أحدا يفتحها علي إلا رجلا ببرك الغماد لرحلت إليه». قال: وهو أقصى هجر باليمن.
_عن ابن سيرين، قال: نبئت أن ابن مسعود، قال: «لو أعلم أن أحدا تبلغنيه الإبل أحدث عهدا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته، أو لتكلفت أن آتيه»

*فضل ابن عباس رضي الله عنه وفقهه :
_عن عبد الله بن بريدة، قال: شتم رجل ابن عباس رحمة الله عليه فقال: «أما إنك تشتمني وفي ثلاث خلال: إني لأسمع بالحكم من حكام المسلمين يعدل فأفرح، وعلي ألا أقاضي إليه أبدا، وإني لأسمع بالغيث يصيب من بلدان المسلمين فأفرح به ومالي به من سائمة ، وإني لآتي على الآية من كتاب الله فأود أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم»
_عن إبراهيم التيمي، قال: خلا عمر ذات يوم فجعل يحدث نفسه كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد ؟ فأرسل إلى ابن عباس فقال: «كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد ؛ وقبلتها واحدة ؟» فقال ابن عباس: «يا أمير المؤمنين، إنا أنزل علينا القرآن فقرأناه، وعلمنا فيم نزل، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن ولا يدرون فيم نزل، فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا». قال: فزبره عمر وانتهره ، فانصرف ابن عباس. ونظر عمر فيما قال، فعرفه، فأرسل إليه، فقال: «أعد علي ما قلت». فأعاده عليه، فعرف عمر قوله وأعجبه).

6/باب فضل قراءة القرآن نظرا وقراءة الذي لا يقيم القرآن :

*فضل قراءة القرآن نظراً :
_عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرؤه ظاهرا كفضل الفريضة على النافلة»
_عن ابن عباس، عن عمر كرم الله وجهه، أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه

*تعاهد النظر وتدارس كتاب الله :
_عن ابن عمر، أنه قال: «إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحف فليقرأ»
_عن عبد الله بن مسعود، أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرءوا، وفسر لهم .
_عن خيثمة، قال: دخلت على عبد الله بن عمر وهو يقرأ في المصحف فقال: «هذا جزئي الذي أقرؤه الليلة»

*قراءة من لايقيم القرآن :
_عن محمد بن شعيب، عن الأوزاعي، أن رجلا، صحبهم في سفر، قال: فحدثنا حديثا ما أعلمه إلا رفعه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد إذا قرأ فحرف أو أخطأ كتبه الملك كما أنزل»
_عن الشيباني، عن بكير بن الأخنس، قال: كان يقال: «إذا قرأ الأعجمي والذي لا يقيم القرآن، كتبه الملك كما أنزل» ).

7/باب فضل ختم القرآن :

_فضل شهادة ختم القرآن :
_عن الحكم بن عتيبة، قال: كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة وناس يعرضون المصاحف فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا فيه أرسلوا إلي وإلى سلمة، فقالوا: إنا كنا نعرض المصاحف فلما أردنا أن نختم أحببنا أن تشهدوا، لأنه كان يقال: «إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عند خاتمته، أو حضرت الرحمة عند خاتمته».
_عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد خاتمة القرآن كان كمن شهد الغنائم حين تقسم، ومن شهد فاتحة القرآن كان كمن شهد فتحا في سبيل الله». قال وقال المري، عن قتادة: كان بالمدينة .
_عن عبد الله بن مسعود: «من ختم القرآن فله دعوة مستجابة». قال: فكان عبد الله إذا ختم القرآن جمع أهله ثم دعا وأمنوا على دعائه .

8/باب حامل القرآن وما يجب عليه أن يأخذ به من أدب القرآن

*مايجب على حامل القرآن ان يأخذ به :
_عن ابن مسعود، قال: «إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب الله عز وجل القرآن»
_عن أبي الدرداء، قال: سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه»

*صفات قراء كتاب الله :
_ عن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو عن محمد بن كعب القرظي، قال: «كنا نعرف قارئ القرآن، أو كان يعرف قارئ القرآن بصفرة اللون». قال أبو عبيد: ولا أرى هذا إلا للخلال التي تكون في قراء القرآن مما يرون صفتهم فيه .
_ عن المسيب بن رافع قال: قال عبد الله بن مسعود: «ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون. قال: وأحسبه قال: وبحزنه إذا الناس يفرحون»

*فضل جامع القرآن ومايجب عليه :
_ عن عبد الله بن عمرو، قال: «من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما، وقد استدرجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه، ولا ينبغي لصاحب القرآن أن يحد فيمن يحد، ولا يجهل فيمن يجهل ، وفي جوفه كلام الله عز وجل»
_ عن عبد الله بن عمرو، قال: «من قرأ القرآن فقد اضطربت النبوة بين جنبيه، فلا ينبغي أن يلعب مع من يلعب، ولا يرفث مع من يرفث، ولا يتبطل مع من يتبطل، ولا يجهل مع من يجهل».
_ الحكم بن محمد قال: وكان من أهل العلم أسنده إلى سالم مولى أبي حذيفة، أنه كان معه لواء المهاجرين يوم اليمامة، قال: فقيل له: إنا نخاف عليك. كأنهم يعنون الفرار، فقال: «بئس حامل القرآن أنا إذا» ).

*توجيه الله سبحانه لنبيه الكريم ومنها توجيه لأمته :
_ قال أبو عبيد: وحكي لي عن سفيان بن عيينة أنه قال: «من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن فقد خالف القرآن، ألم تسمع قوله سبحانه وتعالى: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم وقوله أيضا: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى. قال: يعني القرآن، وقوله أيضا: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ، قال: وقوله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون قال: هو القرآن. قال: ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أنفق عبد من نفقة أفضل من نفقة في قول».
_ عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل لحي يقال لهم بنو الملوح، أو بنو المصطلق، قد عبست في أبوالها من السمن، قال: فتقنع بثوبه ثم قرأ هذه الآية: «ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا»

9/باب ما يستحب لحامل القرآن من إكرام القرآن وتعظيمه وتنزيهه:

*مايستحب لحامل القرآن من إجلال القرآن وتعظيمه

*تطييب الفم والإعتناء به :
_ عن سعيد بن أبي عروبة، قال: سمعت قتادة، يقول: «ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن»
_ عن مسافر، قال: سمعت يزيد بن أبي مالك، يقول: «إن أفواهكم طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم». قال: فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن .
_ عن مجاهد، أنه كان يكره لمن يريد قيام الليل أن يأكل الثوم والبصل والكراث .

*مايكره عند قراءة القرآن وكتابته :
__ عن عثمان بن الأسود، عن حميد، عن مجاهد، قال: «إذا تثاءبت وأنت تقرأ القرآن فأمسك عن القراءة، حتى يذهب تثاؤبك»
_ عن عكرمة، قال: «إذا تثاءب أحدكم وهو يقرأ القرآن فليسكت، ولا يقل هاها وهو يقرأ»

*وعند كتابته :
_عن عبيد الله بن سليمان العبدي، عن أبي حكيمة العبدي، قال: كنت أكتب المصاحف، فبينما أنا أكتب مصحفا، إذ مر بي علي بن أبي طالب، فقام ينظر إلى كتابي فقال: «أجلل قلمك». قال: فقصمت من قلمي قصمة ثم جعلت أكتب. فقال: «هكذا نوره كما نوره الله عز وجل».
_عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علي، أنه كان يكره أن يكتب القرآن في الشيء الصغير .
_عن عمر بن عبد العزيز، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكتبوا القرآن إلا في شيء طاهر" .
_ قال: وسمعت عمر بن عبد العزيز، يقول: «لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ»

*وعند السفر:
_عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو» ..

*لايمس الا بطهارة :
_ عن عبد الله بن أبي بكر، قال: «كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجدي أن: لا يمس القرآن إلا طاهر»
_ عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان لا يأخذ المصحف إلا وهو طاهر .

*تكريمه وعظم منزلته :
_ عن مالك بن أنس، أنه كان يكره أن يمس المصحف وإن كان بعلاقته أو قال: في غلافه أو كان على وسادة إلا وهو طاهر. قال: «وليس ذلك إلا إكراما للقرآن». قال أبو عبيد: وجلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته. فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك.
_ عن حسان بن عطية، قال: صحب رجل أم الدرداء فقالت له: «هل تحسن من القرآن شيئا ؟» قال: ما أحسن إلا سورة، ولقد قرأتها حتى أدبرتها. قال: فقالت: «وإن القرآن ليدبر ؟» فكفت دابتها، وقالت: «خذ أي طريق شئت»

*تكره المناظره به في عرض الدنيا :
_ عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: «كانوا يكرهون أن يتلو الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا». قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة، فتأتيه من غير طلب، فيقول كالمازح: جئت على قدر يا موسى وهذا من الاستخفاف بالقرآن، ومنه قول ابن شهاب: «لا تناظر بكتاب الله، ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم». قال أبو عبيد: يقول: لا تجعل لهما نظيرا من القول ولا الفعل .

*ويكره تصغيره :
_ عن عاصم، قال: قال رجل لأبي العالية: سورة صغيرة أو قال: قصيرة. فقال: «أنت أصغر منها وألم، القرآن كله عظيم»
_ عن عاصم، قال: قال خالد الحذاء لابن سيرين: سورة خفيفة. قال ابن سيرين: «من أين تكون خفيفة والله تعالى يقول: إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ، ولكن قل: يسيرة، فإن الله تعالى يقول: ولقد يسرنا القرآن للذكر» ).

*فضل قيام الليل بالقرآن :
_ عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في الليل والنهار»

*النهي عن توسد القرآن :
_ عن المهاصر بن حبيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن واتلوه آناء الليل والنهار»
_ عن مخرمة بن شريح الحضرمي، قال: ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ذاك رجل لا يتوسد القرآن». قال أبو عبيد: وقد ذكرنا تفسير التوسد عن الحسن، أنه سئل عمن جمع القرآن ثم ينام عنه، فقال: يتوسد القرآن، لعن الله ذاك

*اصناف قراء كتاب الله :
_ عن الحسن قال: «قراء القرآن ثلاثة أصناف: فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده، واستطالوا به على أهل بلادهم، واستدروا به الولاة كثر هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم فوكدوا به في محاريبهم ,وحنوا به في برانسهم، واستشعروا الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث ، وينصر بهم على الأعداء، والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر»

*من ألهم بتهجده لذة مناجاته :
_ عن عبد الله بن المبارك، قال: قال معضد: «لولا ظمأ الهواجر، وطول ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله عز وجل، ما باليت أن أكون يعسوبا»
_ قال أبو عبيد: وسمعت شجاع بن الوليد، يحدث بإسناد له أن رجلا أدخلت عليه امرأته فقام يصلي حتى أصبح وما التفت إليها، قال: فعوتب في ذلك فقال: «إني قمت وأنا أريد أن أصلي الركعتين اللتين من السنة عند دخول أهل الرجل عليه، فما زلت في عجائب القرآن حتى نسيتها».

*إتباع القرآن والعمل به :
_ عن ابن عباس في قول الله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته قال: «يتبعونه حق اتباعه». قال: وقال عكرمة: «ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا، أي يتبعه ؛ والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها أي تبعها»
_ عن ابن جريج في قوله تعالى: يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم قال: «القرآن» فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به قال: «بالقرآن»
_ عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحسن، قال: «إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه .
_ عن عامر بن مطر، قال: رأى حذيفة من الناس كثرة فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟» قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت»

*العبرة بالعمل به والسمع والطاعة وليس جمعه :
_ عن جبلة بن سحيم، عن عامر بن مطر، قال: رأى حذيفة من الناس كثرة فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟» قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت»
_عن ابن أبي لبيبة، قال: حدثني نافع أبو سهيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن ما نهاك. فإن لم ينهك فلست تقرؤه». أو قال: «فلا تقرأه»
_ عن أبي هاشم، عن الحسن بن علي، قال: «اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه»

*البكاء عند تلاوته :
_ عن عبد الملك بن عمير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني قارئ عليكم سورة، فمن بكى فله الجنة». فقرأها، فلم يبك أحد، ثم أعاد الثانية ثم الثالثة فقال: «ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا»
_ عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، قال:«انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» يعني من البكاء
_ عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: لما قدم أهل اليمن في زمن أبي بكر رحمة الله عليه فسمعوا القرآن فجعلوا يبكون، فقال أبو بكر الصديق: «هكذا كنا ثم قست القلوب»

*حال السلف مع القرآن :
_ عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، قال:انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» يعني من البكاء .
_ عن عبيد بن عمير، قال: «صلى بنا عمر بن الخطاب كرم الله وجهه صلاة الفجر فافتتح سورة يوسف فقرأها حتى إذا بلغ وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم بكى حتى انقطع فركع».
_ عن علقمة بن وقاص، عن عمر، مثله. إلا أنه قال: «العتمة». ويروى: أنه لما انتهى إلى قوله سبحانه وتعالى: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف.
_ عن سليمان بن سحيم، قال: أخبرني من رأى ابن عمر يصلي وهو يترجح ويتمايل ويتأوه، حتى لو رآه غيرنا ممن يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله تعالى: وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا أو شبه ذلك
_ عن أبي وائل، أنه قال: خرجنا مع عبد الله بن مسعود رحمة الله عليه ومعنا الربيع بن خثيم، فمررنا على حداد، فقام عبد الله ينظر إلى حديدة في النار، فنظر الربيع إليها فتمايل ليسقط. ثم إن عبد الله مضى كما هو حتى أتينا على شاطئ الفرات على أتون، فلما رآه عبد الله، والنار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية إذا رأتهم من مكان بعيد إلى قوله تعالى: هنالك ثبورا قال: فصعق الربيع، فاحتملناه، فجئنا به إلى أهله، قال: ورابطه عبد الله إلى الظهر فلم يفق، فرابطه إلى المغرب فأفاق، ورجع عبد الله إلى أهله .
_ عن يحيى بن أبي كثير، قال: استمع كعب على رجل قراءته أو دعاءه أو بكاءه أو نحو هذا فمضى وهو يقول: «واها للنواحين على أنفسهم قبل يوم القيامة»

*إذا مر بآية السجدة سجد وبكى :
_عن عبد الله بن المبارك، عن مسعر، عن عبد الأعلى التيمي، قال: «من أوتي من العلم ما لا يبكيه فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه ؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال سبحانه وتعالى إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا»
_ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه قرأ سورة مريم حتى انتهى إلى السجدة خروا سجدا وبكيا فسجد بها، فلما رفع رأسه قال: «هذه السجدة قد سجدناها فأين البكاء ؟» ).

*استحباب الطلب والتعوذ عند ذكر الجنة والنار :
_ عن حذيفة، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه الله سبحانه وتعالى سبح .
_ سمع عاصم بن حميد، يقول: سمعت عوف بن مالك، يقول: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فبدأ، فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلي، فقمت معه، فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ .
_ عن ابن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ؛ فإذا مر بآية فيها ذكر النار قال: «أعوذ بالله من النار»

*استحباب ترديد الآيه وتكرارها :
_ حدثنا أبو ذر، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي، فقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح، بها يقوم، وبها يركع، وبها يسجد. فقال القوم لأبي ذر: أي آية هي؟ فقال: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم .
_ عن تميم الداري، أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون فلم يزل يرددها حتى أصبح حدثنا أبو عبيد حدثنا يزيد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال له رجل من أهل مكة، هذا مقام أخيك تميم الداري. ثم ذكر مثل ذلك أو نحوه
_ عن ابن عون، قال: حدثني رجل، من أهل الكوفة أن عبد الله بن مسعود صلى ليلة قال: فذكروا ذلك، فقال بعضهم: هذا مقام صاحبكم منذ الليلة يردد آية حتى أصبح. قال ابن عون: بلغني أن الآية رب زدني علما .
_ عن أبي المنهال سيار بن سلامة، أن عمر بن الخطاب، كرم الله وجهه، سقط عليه رجل من المهاجرين، وعمر يتهجد من الليل يقرأ بفاتحة الكتاب لا يزيد عليها ويكبر ويسبح ثم يركع ويسجد، فلما أصبح ذكر ذلك لعمر، فقال له عمر: «لأمك الويل أليست تلك صلاة الملائكة؟» ,
_ عن امرأة، من أهل بيت عامر بن عبد قيس أن عامرا، قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين قالت: فكظم حتى أصبح، أو قالت: فلم يزل يرددها حتى أصبح .
_ عن هشام بن عروة، عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة، عن أبيه، عن جده، قال: افتتحت أسماء بنت أبي بكر سورة الطور، فلما انتهت إلى قوله تعالى فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ذهبت إلى السوق في حاجة، ثم رجعت وهي تكررها ووقانا عذاب السموم قال: وهي في الصلاة .
_ حدثنا القاسم بن أبي أيوب، قال: سمعت سعيد بن جبير، يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون .
_ عن العلاء، قال: حدثني رجل، قال: كنت بمكة فلما صليت العشاء إذا رجل أمامي قد أحرم في نافلة فاستفتح إذا السماء انفطرت قال: فلم يزل فيها حتى نادى منادي السحر؟ فسألت عنه فقيل لي: هو سعيد بن جبير).

*جواب الآيات القرآنية والشهادة عليها :
_ عن عبد الله بن السائب، قال: أخر عمر بن الخطاب كرم الله وجهه العشاء الآخرة فصليت، ودخل فكان في ظهري، فقرأت: والذاريات ذروا حتى أتيت على قوله: وفي السماء رزقكم وما توعدون فرفع صوته حتى ملأ المسجد: «أشهد»
_ عن صالح أبي الخليل، أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه سمع رجلا، يقرأ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال: «يا ليتها تمت» .
_عن عبد الله بن مسعود، سمع رجلا قرأ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال: «إي وعزتك، فجعلته سميعا بصيرا، وحيا وميتا»
_ عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، عن آخر، عن آخر، أنه كان يقرأ فوق بيت له فرفع صوته أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فقال: «سبحانك اللهم وبلى». فسئل عن ذلك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله»
_ عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قرأ في الصلاة أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فقال: «سبحانك وبلى»
_ عن عبد الرحمن بن القاسم، قال: قال أبو هريرة: «من قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فليقل: بلى. وإذا قرأ والمرسلات فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل: آمنت بالله وما أنزل. ومن قرأ والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: أليس الله بأحكم الحاكمين فليقل: بلى»
_ عن معمر بن راشد، أن حجرا المدري قام ليله يصلي، فاستفتح الواقعة، فلما انتهى إلى قوله تعالى أفرأيتم ما تمنون، أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون فقال: بل أنت يا رب. ثم قرأ أفرأيتم ما تحرثون، أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون فقال: بل أنت يا رب. ثم قرأ أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون فقال: بل أنت يا رب. ثم قرأ أفرأيتم النار التي تورون، أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون فقال: بل أنت يا رب»
_ عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، قال: سمعت عليا، قرأ في الصلاة سبح اسم ربك الأعلى فقال: «سبحان ربي الأعلى»
_ عن أبي السليل، عن صلة بن أشيم، قال: «إذا أتيت على هذه الآية
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فقف عندها وسل الله الجليل»

11/آداب قراءة القرآن :

*ترتيله وتدبره والترسل فيه :
_ عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله تعالى: ورتل القرآن ترتيلا قال: «ترسل فيه ترسيلا»
_ عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: «فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن» قال: وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن .
_ عن أيوب، عن أبي حمزة، قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث فقال: «لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول»
_ عن يحيى بن سعيد، عن رجل، حدثه عن أبيه، أنه سأل زيد بن ثابت عن قراءة القرآن في سبع، فقال: «حسن، ولأن أقرأه في عشرين أو في النصف أحب إلي من أن أقرأه في سبع، وسلني عن ذلك، أردده، وأقف عليه»
_ عن سفيان، عن عبيد المكتب، قال: قلت لمجاهد: رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة؛ قيامهما واحد، وركوعهما واحد، وسجودهما واحد، وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟ فقال: «الذي قرأ البقرة». ثم قرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا» ).

*تحسين الصوت عند التلاوة :
_ عن شعبة، قال: حدثني معاوية بن قرة، قال: سمعت عبد الله بن مغفل، يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح. ثم قرأ معاوية قراءة لينة ورجع، ثم قال: لولا أني أخشى أن يجتمع الناس علينا لقرأت ذلك اللحن .
_ عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «زينوا أصواتكم بالقرآن»
_ عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به»

*جمال التلاوة في الصوت والنغم _
_ عن فضالة بن عبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لله أشد أذانا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته».
_ عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فسمع قراءة رجل، فقال: «من هذا؟» قيل: عبد الله بن قيس، فقال: «لقد أوتي هذا من مزامير آل داود»
_ قال أبو عبيد : حدثنا سليمان التيمي، أو نبئت عنه قال: حدثنا أبو عثمان النهدي، قال: «كان أبو موسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنج قط، ولا صوت بربط قط، ولا شيئا قط أحسن من صوته»
_ عن طاوس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال: «الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى».
_ قال أبو عبيد: وعلى هذا المعنى تحمل هذه الأحاديث التي ذكرناها في حسن الصوت، إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، يبين ذلك حديث أبي موسى: أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استمعن قراءته، فأخبر بذلك، فقال: لو علمت لشوقت تشويقا، أو حبرت تحبيرا.

*المبالغة في التلحين والتغني بالقرآن :
_ عن الأعمش، عن رجل، عن أنس بن مالك، أنه سمع رجلا، يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك، ونهى عنه .
_ قال أبو عبيد وحدثني يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: «نهاني أيوب أن أحدث، بهذا الحديث: «زينوا القرآن بأصواتكم». قال أبو عبيد: وإنما كره أيوب فيما نرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الألحان المبتدعة، ولهذا نهاه أن يحدث به
_ عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم»
_ قال أبو عبيد سمعت أبا الحارث المكفوف، يسأل يزيد بن هارون في التعبير، فقال: «بدعة وضلالة». قال: «ما تقول في قراءة الحزن؟» قال: «فاذهب فحزن نفسك في بيتك». قال: ما تقول في قراءة الألحان؟ قال: «بدعة». قال: يا أبا خالد، يشتهيه الناس. قال: «لك غيره» ).

*الجهر والإخفات في التلاوة :
_ قال أبو عبيد حدثنا إسحاق بن عيسى،عن البياضي، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن»
_ عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها، يغلط أصحابه .
_ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة يقرأ في المسجد، يجهر بقراءته في صلاة النهار، فقال: «يا ابن حذافة، سمع الله ولا تسمعنا»
_ عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن هاهنا قوما يجهرون بالقرآن في صلاة النهار. فقال: «ارموهم بالبعر»
_ عن عبد الرحمن بن حرملة، قال: جاء الأعلم المؤذن فرفع صوته بالقراءة، فحصبه سعيد بن المسيب وقال: «أتريد أن تكون فتانا؟»
_ عن لقمان بن عامر، قال: صلى رجل إلى جنب أبي مسلم الخولاني، فجهر بالقراءة، فلما فرغ أبو مسلم من صلاته قال: «يا ابن أخي، أفسدت علي وعلى نفسك»
_ قال أبو عبيد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن ابن سيرين، أنه قال في قراءة النهار: «أسمع نفسك» ).

12/باب يمد صوته بالقرآن ليلا في الخلوة به :
_ عن أبي هريرة، قال: كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طورا، ويخفض طورا .
_ عن عبد الله بن قيس، قال: سألت عائشة رحمة الله عليها: كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أيسر القراءة، أم يجهر؟ فقالت: «كل ذلك قد كان يفعله؛ ربما أسر، وربما جهر». قال: قلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة .
_ عن أبي العلاء، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: «كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على عريشي». قال أبو عبيد: تعني بالليل
_ عن إبراهيم، عن علقمة، قال: بت عند عبد الله ذات ليلة، فقالوا: كيف كانت قراءته؟ فقال: «كان يسمع أهل الدار» .
_ عن أبي بكر بن حزم، قال: باتت عندنا عمرة ذات ليلة لمريض كان فينا، فقمت من الليل أصلي، فلما أصبحت فسألت، قالت: «ما منعك أن ترفع صوتك؟ فما كان يوقظنا من الليل إلا قراءة معاذ القارئ، وأفلح مولى أبي أيوب» .

*قرن سورتين من القرآن معاَ :
_ عن ابن سيرين، عن ابن عمر، أنه كان يقرأ عشر سور في الركعة. قال عاصم: فذكرت ذلك لأبي العالية قال: قد كنت أفعله، حتى حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لكل سورة حظها من الركوع والسجود».
_ عن عبد الرحمن بن لبيبة، عن ابن عمر، أن رجلا، أتاه فقال: قرأت القرآن في ليلة أو قال: في ركعة فقال ابن عمر: «أفعلتموها؟ لو شاء الله لأنزله جملة واحدة، وإنما فصله لتعطى كل سورة حظها من الركوع والسجود».
_ جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: إني قرأت البارحة المفصل في ركعة. فقال عبد الله: «أنثرا كنثر الدقل، وهذا كهذ الشعر؟ لقد علمت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن السورتين في ركعة».

*أقل تقدير لختم القرآن :
_ عن قيس بن أبي صعصعة، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، في كم أقرأ القرآن؟ فقال: «في كل خمس عشرة». فقال: إني أجدني أقوى من ذلك، فقال: «ففي كل جمعة» .
_ عن محمد بن ذكوان، رجل من أهل الكوفة قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، يقول: كان عبد الله بن مسعود يقرأ القرآن في غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة .
_ عن شعبة، عن أيوب، قال: سمعت أبا قلابة، يحدث عن أبي المهلب، قال: كان أبي بن كعب يختم القرآن في ثمان .
_ عن إبراهيم قال: كان الأسود يختم القرآن في ست، وكان علقمة يختمه في خمس .
_ عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصاري، أنه قال: يا رسول الله، أأقرأ القرآن في ثلاث؟ فقال: «نعم إن استطعت». قال: فكان يقرؤه كذلك حتى توفي .
_ عن الطيب بن سلمان، قال: حدثتنا عمرة، أنها سمعت عائشة، تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث .

*أثر قراءته في اقل من ثلاث :
_ عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفقهه من قرأه في أقل من ثلاث»
_ عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: «من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز» .
_ عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية، عن معاذ بن جبل، أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث).

13/باب القارئ يختم القرآن كله في ليلة أو في ركعة
_ عن السائب بن يزيد، أن رجلا، سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبيد الله، فقال: إن شئت أخبرتك عن صلاة عثمان. فقال: نعم. قال: قلت: لأغلبن الليلة على الحجر، يعني المقام، فقمت. فلما قمت، إذا أنا برجل متقنع يزحمني، فنظرت، فإذا عثمان بن عفان، رحمة الله عليه وبركاته، فتأخرت عنه، فصلى، فإذا هو يسجد بسجود القرآن، حتى إذا قلت هذه هوادي الفجر، أوتر بركعة لم يصل غيرها. ثم انطلق .
_ عن ابن سيرين قال: قالت نائلة بنت الفرافصة الكلبية حيث دخلوا على عثمان،
رضي الله عنه، ليقتلوه، فقالت: «إن تقتلوه أو تدعوه، فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن .
_ عن حماد، عن سعيد بن جبير، أنه قال: «قرأت القرآن في ركعة في البيت»
_ عن إبراهيم، عن علقمة، أنه قرأ القرآن في ليلة. طاف بالبيت أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، فقرأ الطول، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، فقرأ بالمئين، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، ثم قرأ بالمثاني، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن .
_قال أبو عبيد: والذي عليه أمر الناس أن الجمع بين السور في الركعة حسن واسع غير مكروه، وهذا الذي فعله عثمان وتميم الداري وغيرهما هو من وراء كل جمع.

14/المحافظة على الورد من القرآن ليلاً أو نهاراً بصلاة او بدونها:

*تحزيبه :
_ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ : حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، قال: حدثني عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده، أنه كان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني مالك فأنزلهم في قبة له في المسجد أو قال بين المسجد وبين أهله قال: فكان يأتينا فيحدثنا بعد العشاء، وهو قائم حتى يراوح بين قدميه من طول القيام، وكان أكثر ما يحدثنا شكايته قريشا وما كان يلقى منهم. ثم قال: كنا مستضعفين بمكة، فلما قدمنا المدينة، انتصفنا من القوم، وكانت سجال الحرب بيننا علينا ولنا. قال: فاحتبس عنا ليلة، فقلنا: يا رسول الله، لبثت عنا الليلة أكثر مما كنت تلبث فقال: «نعم طرأ علي حزبي من القرآن، فكرهت أن أخرج من المسجد حتى أقضيه» حدثني أبو نعيم، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. وزاد في حديثه قال: فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن، فكيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه: ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل ما بين قاف فأسفل .
_ عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الرحمن ابن عبد القاري، أن عمر، قال: «من فاته حزبه من الليل فقرأه حتى تزول الشمس إلى صلاة الظهر، فكأنه لم يفته، أو كأنه أدركه» .
_ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عبد القاري، قال: استأذنت على عمر بالهاجرة، فحبسني طويلا، ثم أذن لي، وقال: «إني كنت في قضاء وردي» .
_ عن الأعمش، عن خيثمة، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو وهو يقرأ في المصحف، فقلت له، فقال: «هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة» .
_ عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثني أبو الخير، قال: سمعت عقبة بن عامر، يقول: «ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن»
_ عن الأسود، عن عائشة، قالت: «إني لأقرأ جزئي أو قالت سبعي وأنا جالسة على فراشي، أو على سريري» .
_ عن أبي بردة، أن معاذا، قال لأبي موسى: «كيف تقرأ القرآن؟» فقال: «أتفوقه تفوق اللقوح، فكيف تقرأ أنت؟» قال: «أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت كراي، فأقرأ ما كتب لي، فأحتسب نومي كما أحتسب قومي». أو قال: «أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي» .

*قراءة القرآن من مواضع مختلفة والخلط بين السور :
_ عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأبي بكر وهو يخافت، ومر بعمر وهو يجهر، ومر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة. فقال لأبي بكر: «مررت بك وأنت تخافت». فقال: إني أسمع من أناجي. قال: «ارفع شيئا». وقال لعمر: «مررت بك وأنت تجهر». قال: أطرد الشيطان، وأوقظ الوسنان. فقال: «اخفض شيئا». وقال لبلال: «مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة». فقال: اخلط الطيب بالطيب. فقال: «اقرأ السورة على وجهها». أو قال: «على نحوها» حدثنا حجاج، عن ليث بن سعد، عن عمر مولى عفرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مر بأبي بكر وعمر وبلال مثل ذلك. إلا أنه قال لبلال: «إذا قرأت السورة فأنفدها»
_ عن الوليد بن عبد الله بن جميع، قال: حدثني رجل، أثق به قال: أم الناس خالد بن الوليد بالحيرة فقرأ من سور شتى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: «شغلني الجهاد عن تعلم القرآن»
_ عن ابن عون، قال: سألت ابن سيرين عن الرجل، يقرأ من السورة آيتين، ثم يدعها ويأخذ في غيرها، ثم يدعها ويأخذ في غيرها، فقال: «ليتق أحدكم أن يأثم إثما كبيرا وهو لا يشعر»
_ عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال: «إذا ابتدأت في سورة فأردت أن تحول منها إلى غيرها فتحول، إلا قل هو الله أحد فإذا ابتدأت فيها فلا تحول منها حتى تختمها»
_ عن ابن عون، عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا قرأ لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد أن يقرأه قال: فدخل يوما فقال: أمسك علي سورة البقرة فأمسكها عليه. فلما أتى على مكان منها قال: «أتدري فيم أنزلت؟» قلت: لا. قال: «في كذا وكذا» ثم مضى في قراءته. قال أبو عبيد: إنما رخص ابن عمر في هذا لأن الذي تكلم به من تأويل القرآن وسببه، كالذي ذكرناه عن ابن مسعود أن أصحابه كانوا ينشرون المصحف فيقرءون، ويفسر لهم، ولو كان الكلام من أحاديث الناس وأخبارهم كان عندي مكروها أن تقطع القراءة به). .
*قراءة القرآن من غير وضوء :
_ عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: دخلت على علي رضي الله عنه أنا ورجلان: رجل من قومي، ورجل من بني أسد. أحسبه قال: فبعثهما وجها. وقال: إنكما علجان فعالجا عن دينكما. ثم دخل المخرج فقضى حاجته، ثم خرج فأخذ حفنة من ماء فتمسح بها، ثم جعل يقرأ القرآن. قال: فكأنه رآنا أنكرنا ذلك، فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، ثم يخرج فيقرأ القرآن، ويأكل معنا اللحم، لا يحجزه عن القرآن شيء، ليس الجنابة» .
_ عن ابن سيرين، أن عمر بن الخطاب، قرأ من القرآن بعدما خرج من الغائط، فقال له أبو مريم الحنفي: أتقرأ وقد أحدثت؟ فقال: «أمسيلمة أفتاك بهذا؟»
_ عن الأزرق بن قيس، عن أبان، قال: كان ناس من أهل البصرة لا يقرءون القرآن إلا وهم على طهارة؛ منهم عسعس بن سلامة، قال: فلقيت ابن عمر بعرفة فسألته: أيقرأ الرجل القرآن وقد هراق الماء؟ فقال: «ما هراق الماء؟ قل: بال». قلت: بال قال: «نعم»

*قراءة القرآن للجنب :
_ عن ابن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن على كل حال إلا الجنابة»
_ عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل الزهري أنه سأل ابن عباس: أيقرأ الرجل من القرآن شيئا وهو غير طاهر؟ قال: «الآية والآيتين» حدثنا أبو نعيم، عن بقية، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل، عن ابن عباس، نحو ذلك إلا أنه قال: «إلا الجنب»
_ عن عبد الله بن مالك الغافقي، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمر: «إذا توضأت وأنا جنب أكلت وشربت، ولا أصلي ولا أقرأ حتى أغتسل .
_ حدثنا محمد بن فضيل، ومروان بن معاوية، وأبو معاوية، كلهم عن عامر بن السمط، عن أبي الغريف، قال: سئل علي عن الجنب؛ أيقرأ القرآن؟ فقال: «لا ولا حرفا» .
_ عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، وجابر، عن الشعبي، أنهما كرها أن يكتب الجنب بسم الله الرحمن الرحيم).

*تعليم المشركين للقرآن والسفر به :
_ عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسافروا بالقرآن، فإني أخاف أن يناله العدو»
_ حدثنا عمر بن حفص من أهل واسط قال: وكان أبواه مجوسيين فدفعه أبوه إلى معلم يقال له صالح، من جلساء الحسن، فقال: علمه القرآن فذهب به صالح إلى الحسن، فسأله عن ذلك، فقال: «علمه فإنه عسى». قال عباد: فسألت أبا حنيفة عن ذلك، فقال: «لا بأس أن تعلمه القرآن صغيرا أو كبيرا»
_ عن حماد بن سلمة، عن حبيب المعلم، قال: سألت الحسن قلت: أعلم أولاد أهل
الذمة القرآن؟ فقال: «نعم، أو ليس يقرءون التوراة والإنجيل وهما من القرآن». أو قال: «وهما من كتاب الله عز وجل» .
_ عن شعبة، عن رجل، عن سعيد بن جبير، أنه كان معه غلام مجوسي يخدمه، فكان يأتيه بالمصحف في غلافه.
_ قال أبو عبيد: الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر» أولى بالاتباع من هذا كله، وكيف تكون الرخصة لأهل الشرك أن يمسوه مع نجاستهم، وقد كره المسلمون أن يمسه أحد من أهل الإسلام وهو جنب أو غير طاهر؟).

16/باب التغليظ بنسيان القرآن وتفلته :
_ عن ابن جريج، قال: حدثت عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة والبعرة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أكبر من آية أو سورة من كتاب الله عز وجل، أوتيها رجل فنسيها».
_ عن عيسى بن فائد، عمن سمع سعد بن عبادة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله أجذم»
_ عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: «إني لأمقت القارئ أن أراه سمينا نسيا للقرآن»
_ عن عبد العزيز بن أبي رواد، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم، يقول: «ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن الله عز وجل يقول: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب» .

*يجب تعاهد القرآن وعدم نسيانه :
_ عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بئس ما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، ليس هو نسي ولكن نسي، فاستذكروا القرآن، فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله» .
_ عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القرآن كمثل الإبل المعقلة، إذا عاهد صاحبها على عقلها أمسكها عليه، وإذا أغفلها ذهبت».
_ عن الحسن، قال: مات عمر بن الخطاب ولم يجمع القرآن، قال: «أموت وأنا في زيادة، أحب إلي من أن أموت وأنا في نقصان». قال الأنصاري: يعني نسيان القرآن).

*كراهية الإسترزاق بالقرآن :
_ عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به» أو تستكبروا به «.
_ عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل» .
_ عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقرءوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح يتعجلون أجره ولا يتأجلونه» .

*النهي عن أخذ الأجرة بتعليم القرآن :
_ عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه مهاجر دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رجلا فكنت أقرئه القرآن، فأهدى إلي قوسا، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «جمرة بين كتفيك تقلدتها»
_ عن أبي الدرداء، أن أبي بن كعب، أقرأ رجلا من أهل اليمن سورة، فرأى عنده قوسا. فقال: بعنيها. فقال: لا، بل هي لك. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: «إن كنت تريد أن تقلد قوسا من نار فخذها»

*تحرز السلف من أخذ الأجر بالقرآن :
_ عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، قال: أمر مصعب بن الزبير عبد الله بن مغفل أن يصلي، بالناس في شهر رمضان، فلما أفطر أرسل إليه بخمسمائة درهم وحلة، فردها وقال: «ما كنت لآخذ على القرآن أجرا» .
_ عن عبد الله بن مسعود، قال: «سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن فإذا سألوكم فلا تعطوهم»
_ عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن أبي نهيك. قال حسام: ولقيت عبد الله بن أبي نهيك فسألته عن هذا الحديث، فقال: دخلت على سعد فرأيته رث المتاع رث المال، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن»
_ عن سعيد بن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن». قال أبو عبيد: قوله: «من لم يتغن» التغني: هو الاستغناء والتعفف عن مسألة الناس واستئكالهم بالقرآن، وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما).

17/ما يكره للقارئ من المباهاة بالقرآن :
_عن حكيم بن جابر، قال: قال حذيفة: «إن أقرأ الناس للقرآن منافق يقرؤه لا يترك منه واوا ولا ألفا يلفته بلسانه كما تلفت البقرة الخلاء بلسانها، لا يجاوز ترقوته»
_عن عبد الرحمن بن شريح أبي شريح، أنه سمع أبا قبيل المعافري، يقول: حدثني أبو مسكينة، قال: قال لي فضالة بن عبيد الأنصاري: «خذ هذا المصحف، وأمسك علي، ولا تردن علي ألفا ولا واوا، فإنه سيكون قوم يقرءون القرآن لا يسقطون منه ألفا ولا واوا. قال: ثم رفع فضالة يديه فقال: «اللهم لا تجعلني منهم» .

*وتعليمه لغير أهله :
_عن ابن عون، عن رجاء بن حيوة، قال: قال الذي يعلم ولد يزيد بن معاوية لمعاوية: قد تعلم من ولد يزيد كذا وكذا القرآن. فقال معاوية: «إن أغر الضلالة الرجل يقرأ القرآن لا يفقه فيه، فيعلمه الصبي والمرأة والعبد، فيجادلون به أهل العلم».
_عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحسن، قال: «تعلم هذا القرآن عبيد وصبيان لم يأتوه من قبل وجهه، لا يدرون ما تأويله، قال الله تعالى كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وما تدبر آياته إلا اتباعه بعلمه، وإن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرؤه، ثم يقول أحدكم: تعال يا فلان، أقارئك متى كانت القراء تفعل هذا؟ ما هؤلاء بالقراء ولا الحكماء ولا الحلماء، لا أكثر الله في الناس أمثالهم» )..

18/من كره وعاب الصعق عند قراءة القرآن :
_قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، قال: سمعت أبا حازم، يقول: مر ابن عمر برجل من أهل العراق ساقطا، والناس حوله، فقال: «ما هذا؟» فقالوا: إذا قرئ عليه القرآن أو سمع الله يذكر خر من خشية الله. فقال ابن عمر: «والله إنا لنخشى الله وما نسقط»
_عن عكرمة، قال: سئلت أسماء هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف؟ فقالت: «لا، ولكنهم كانوا يبكون» .
_عن هشام بن حسان، قال: قيل لعائشة: إن قوما إذا سمعوا القرآن صعقوا. فقالت: «القرآن أكرم أن تنزف عنه عقول الرجال، ولكنه كما قال الله عز وجل تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله».
_عن قتادة، عن أنس بن مالك، أنه سئل عن القوم يقرأ عليهم القرآن فيصعقون. فقال: «ذلك فعل الخوارج»
_عن حمران بن عبد العزيز، وجرير بن حازم، أنهما سمعا محمد بن سيرين، وقد سئل عن الرجل يقرأ عنده القرآن فيصعق، فقال: «ميعاد ما بيننا وبينه أن نجلس على حائط ثم يقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره فإن وقع فهو كما يقول» ).

19/جماع فضائل سور القرآن وآياته :

*فضل بسم الله الرحمن الرحيم :
_عن الحارث العكلي، قال: قال لي الشعبي: كيف كان كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم؟ قال: قلت: باسمك اللهم. فقال: «ذاك الكتاب الأول كتب النبي صلى الله عليه وسلم» باسمك اللهم «فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت بسم الله مجراها ومرساها فكتب» بسم الله «فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فكتب» بسم الله الرحمن «فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم». قال أبو عبيد: أراه قال: «فكتب بذلك» .
_عن سعيد بن المسيب، أن كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم لما أتى قيصر فقرأه فقال: إن هذا الكتاب لم أره بعد سليمان بن داود بسم الله الرحمن الرحيم .
_عن أبي الخير، عن كعب، قال: «إن أول ما أنزل الله من التوراة بسم الله الرحمن الرحيم قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم» ثم ذكر الآيات .
_عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، أن سعيد بن جبير، أخبره أن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نزلت علموا أن قد انقضت السورة ونزلت أخرى .
_عن محمد بن كعب القرظي، قال: «فاتحة الكتاب سبع آيات بـ بسم الله الرحمن الرحيم». قال: قال المفضل: وكان ابن شهاب يقول: «من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك آية من كتاب الله» .

*اهتمام السلف بالبسمله وعدم ترك قراءتها :
_عن ابن جريج، قال: قلت لأبي: أأخبرك سعيد بن جبير أن ابن عباس، قال: «بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن؟» قال: نعم .
_عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان لا يدع بسم الله الرحمن الرحيم حتى يستفتح السورة بعدها .
__عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: «آية من كتاب الله أغفلها الناس: بسم الله الرحمن الرحيم» .
_عن عبد الجبار بن عمر، أنه سمع كتاب عمر بن عبد العزيز أن تستفتحوا، بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم وتستفتحوا بها في السورة الأخرى .
_قال أبو عبيد: أما هذه الأحاديث التي ذكرناها في ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم فليس هو على الجهر بها، إنما غلظوا ترك قراءتها في الصلاة أو غير الصلاة. إلا أنه يسرها في الصلاة وهذا عندنا هو السنة).

*كراهية السلف ومن تبعهم إسقاط سين بسم الله :
_عن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه، أنه كان يكره أن يكتب بسم حين يبدأ فيسقط السين .
_عن ابن عون، أنه كتب لابن سيرين بم، فقال: «مه، اكتب سينا، اتقوا أن يأثم أحدكم وهو لا يشعر» .
_عن عمران بن عون، أن عمر بن عبد العزيز ضرب كاتبا كتب الميم قبل السين. وقال أحد هؤلاء الثلاثة في حديثه: قال: فقيل له: فيم ضربك أمير المؤمنين؟ فقال: في سين.

*فضل فاتحة الكتاب :
_عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال: «والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». أو قال: «السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت».
_عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
_عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم» .
_عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس عن قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال: «هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم».
_عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل؛ يقوم العبد فيقول: الحمد لله رب العالمين فيقول الله عز وجل: حمدني عبدي، ويقول العبد: الرحمن الرحيم فيقول الله عز وجل: أثنى علي عبدي، ويقول العبد: مالك يوم الدين فيقول الله عز وجل: مجدني عبدي، ويقول العبد: إياك نعبد وإياك نستعين فيقول الله: هذه بيني وبين عبدي، أولها لي وآخرها لعبدي، وله ما سأل، ويقول العبد: اهدنا الصراط المستقيم إلى آخرها، فيقول الله عز وجل: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل» .
_عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله. فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فقال: «من أخذ برقية باطل لقد أخذت برقية حق. خذوا واضربوا لي معكم بسهم» .

*فضائل السبع الطوال :
_- عن سعيد بن جبير، في قوله: ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال: «هي السبع الطول: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس». قال: وقال مجاهد: «هي السبع الطول»
- عن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل»
- عن عائشة، رضوان الله عليها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أخذ السبع فهن له خير» .

*فضل سورة البقرة وخواتيمها :
_-عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، أنه سمع مغيثا القاص الشامي، يخبر عن كعب، أن محمدا، صلى الله عليه وسلم أعطي أربع آيات لم يعطهن موسى، وأن موسى أعطي آية لم يعطها محمد صلى الله عليهما. قال: والآيات التي أعطيها محمد صلى الله عليه وسلم (لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) حتى ختم البقرة. فتلك ثلاث آيات، وآية الكرسي حتى تنقضي .
_- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا، وزينوا أصواتكم بالقرآن، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» .
_عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع جده أبا سلام، يحدث عن أبي أمامة الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقرءوا البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة» .
_- عن جرير بن حازم، عن عمه جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس، لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال: «فلعله قرأ سورة البقرة». فسئل ثابت، فقال: قرأت سورة البقرة .

*فضل آية الكرسي :
_- عن عبد الله بن رباح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟» قال: الله ورسوله أعلم. قال: «أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟ فقال: الله ورسوله أعلم، أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟» فقال: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) قال: فضرب صدره وقال: «ليهنك العلم أبا المنذر، والذي نفسي بيده، إن لها للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش» .
_- عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه أنه قال: «ما أرى رجلا ولد في الإسلام أو أدرك عقله الإسلام يبيت أبدا حتى يقرأ هذه الآية الله لا إله إلا هو الحي القيوم الآية، ولو تعلمون ما هي، إنما أعطيها نبيكم صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش، ولم يعطها أحد قبل نبيكم صلى الله عليه وسلم، وما بت ليلة قط حتى أقرأها ثلاث مرات؛ أقرؤها في الركعتين بعد العشاء الآخرة، وفي وتري، وحين آخذ مضجعي من فراشي».

*فضل خواتيم سورة البقرة :
__- عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تبارك وتعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، فأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان»
_عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش»
_عن عبد الله بن مسعود، قال: «الآيات الأواخر من سورة البقرة إنهن لمن كنز تحت العرش»
_عن معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء» .
_عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلته كفتاه».

*باب فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء :
_عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، أنه سمع جده أبا سلام، يقول: سمعت أبا أمامة الباهلي، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لصاحبه، اقرءوا الزهراوين سورة البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غيايتان أو كأنهما غمامتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما». قال أبو عبيد: يعني ثوابهما.
_عن عبد الملك بن عمير، قال قال حماد بن سلمة أحسبه عن أبي منيب، عن عمه، أن رجلا، قرأ البقرة وآل عمران، فلما قضى صلاته قال له كعب: «أقرأت البقرة وآل عمران؟» قال: نعم. قال: «فوالذي نفسي بيده إن فيهما اسم الله الذي إذا دعي به استجاب». قال: فأخبرني به. قال: لا والله لا أخبرك ولو أخبرتك لأوشكت أن تدعو بدعوة أهلك فيها أنا وأنت».
_عن سعيد بن جبير، قال: قال لي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين»
_عن سليم بن حنظلة، عن عبد الله بن مسعود، قال: «من قرأ سورة آل عمران فهو غني» .
- حدثنا خالد بن عمرو، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: كتب إلينا عمر أن «تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور»

*فضل المائدة والأنعام :
_عن محمد بن كعب القرظي، قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته فانصدع كتفها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
_عن عطية بن قيس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المائدة من آخر القرآن تنزيلا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها» .
_عن جبير بن نفير، قال: حججت، فدخلت على عائشة، فقالت لي: «يا جبير، هل تقرأ المائدة؟» قلت: نعم. قالت: «أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه» .
_- حدثنا عبد الرحمن، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: «في المائدة ثماني عشرة فريضة، وليس فيها منسوخ» .
_عن زهير بن معاوية، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الله ابن خليفة، عن عمر بن الخطاب، قال: «الأنعام من نواجب القرآن» .
_عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: «نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة، ونزل معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح» .

*فضل سورة براءة :
_عن أبي عطية، قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب أن «تعلموا سورة التوبة، وعلموا نساءكم سورة النور» .
_عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة. قال: «تلك الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم... ومنهم حتى خشينا أن لا تدع أحدا». قال: قلت: فسورة الأنفال؟ قال: «نزلت في قتال بدر». قلت: فسورة الحشر؟ قال: «نزلت في بني النضير» .
_عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي راشد الحبراني، أنه وافى المقداد بن الأسود بحمص على تابوت من توابيت الصيارفة، قد فضل عنه عظما، قال فقلت: يا أبا الأسود، قد أعذر الله إليك،أو قال: قد عذرك الله. فقال: «أبت علينا سورة براءة انفروا خفافا وثقالا» .
_عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: خرج عبد الرحمن بن يزيد مرة، وهو يريد أن يجاعل في بعث خرج عليه، ثم أصبح فتجهز، فقلت: ألم تكن أردت أن تجاعل؟ فقال: «بلى، ولكن قرأت البارحة سورة براءة، فسمعتها تحث على الجهاد» .

*فضل سورة هود
_عن ابن شهاب، قال: قالوا يا رسول الله، إنا نرى في رأسك شيبا، فقال: «كيف لا أشيب وأنا أقرأ سورة هود، وإذا الشمس كورت؟»

*فضل سورة الكهف
_عن أبي سعيد الخدري، قال: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق».
_عن أم موسى، قالت: كان الحسن أو الحسين بن علي رضي الله عنهم يقرأ سورة الكهف كل ليلة، وكانت مكتوبة له في لوح يدار بلوحه على حيثما دار من نسائه في كل ليلة .
_عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ العشر الأواخر من الكهف عصم من فتنة الدجال» .
_عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، ثم أدرك الدجال لم يضره، ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة» .
_عن عبدة بن أبي لبابة، قال: سمعت زر بن حبيش، يقول: «من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقومها من الليل قامها». قال: قال عبدة: فجربناه، فوجدناه كذلك.

*فضل سورة الحج
_عن ابن عمر، عن عمر، رضي الله عنهم ، أنه سجد في الحج سجدتين، وقال: «إن هذه السورة فضلت على السور بسجدتين» .
_عن أبي العالية، عن ابن عباس، قال: «إن هذه السورة فضلت بسجدتين» .
_عن عامر بن جشيب، عن خالد بن معدان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضلت سورة الحج على غيرها بسجدتين» .
_عن عقبة بن عامر، قال: قلت: يا رسول الله، أفي الحج سجدتان؟ قال: «نعم فمن لم يسجدهما فلا يقرأها» .

*فضل سورة النور
_عن حصين، عن أبي عطية، قال: كتب إلينا عمر أن «علموا نساءكم سورة النور» .
_عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، أنها ذكرت نساء الأنصار، وأثنت عليهن خيرا، وقالت لهن معروفا، وقالت: «لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن فشققنها فجعلن منها خمرا» .
_عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: قال: قرأ ابن عباس سورة النور، وجعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت الديلم هذا لأسلمت .

*فضل السجده
_عن المسيب بن رافع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجيء الم تنزيل السجدة يوم القيامة لها جناحان تظل صاحبها، تقول: لا سبيل عليك، لا سبيل عليك»
-عن أبي خيثمة، قال: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابر بن عبد الله يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل السجدة و تبارك الذي بيده الملك .
_عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة الم تنزيل و هل أتى على الإنسان .

*فضل يس
_عن هشام، عن عطاء العطار، عن شهر بن حوشب، قال: «يرفع القرآن عن أهل الجنة، إلا طه ويس» .
_عن عبد الله بن المبارك، عن التيمي، عن أبي عثمان، وليس بالنهدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوها على موتاكم» يعني يس .

*فضل سور ال حم
_عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجراح بن الجراح، عن ابن عباس، قال: «إن لكل شيء لبابا، وإن لباب القرآن آل حم، أو قال: الحواميم» .
_عن المهلب بن أبي صفرة، قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بيتم الليلة فقولوا: حم لا ينصرون». قال أبو عبيد: هكذا يقول المحدثون بالنون، وإعرابها لا ينصروا .
_عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قال عبد الله: «آل حم ديباج القرآن» .
_عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: «إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن» .
_عن محمد بن قيس، قال: «رأى رجل في المنام سبع نسوة حسان في مكان واحد فقال: من أنتن بارك الله فيكن؟ فقلن: إننا لك إن شئت ذلك، نحن الحواميم، أو قال: آل حم» .
_عن مهدي بن ميمون، عن ابن سيرين، أنه كان يكره أن يقول الحواميم، ويقول: آل حم. قال أبو عبيد: آل حم كما تقول: هؤلاء آل فلان، كأنك أضفتهم إليه .

*فضل سورة الواقعة
_عن مسروق بن الأجدع، قال: «من أراد أن يعلم نبأ الأولين، ونبأ الآخرين، ونبأ أهل الجنة، ونبأ أهل النار، ونبأ الدنيا، ونبأ الآخرة فليقرأ سورة الواقعة» .
_عن أبي ظبية، عن عبد الله بن مسعود، قال: «إني قد أمرت بناتي أن يقرأن سورة كل ليلة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة» .
_عن سليمان التيمي، قال: قالت عائشة رضي الله عنها للنساء: «لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة» .

*فضل المسبحات
_عن خالد بن معدان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: «إن فيها آية كألف آية» .
_عن أبي تميم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني نسيت أفضل المسبحات» فقال أبي بن كعب فلعلها سبح اسم ربك الأعلى قال: «نعم» .

*فضل سورة تبارك
_عن عبد الله بن مسعود، قال: «إن الميت إذا مات أوقدت نيران حوله، فتأكل كل نار ما يليها إن لم يكن له عمل يحول بينه وبينها، وإن رجلا مات لم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة ثلاثين آية، فأتته من قبل رأسه فقالت: إنه كان يقرأ بي، فأتته من قبل رجليه فقالت: إنه كان يقوم بي، فأتته من قبل جوفه فقالت: إنه كان وعاني. قال: فأنجته». قال: فنظرت أنا ومسروق في المصحف فلم نجد سورة ثلاثين آية إلا تبارك الذي بيده الملك.
_عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك» .

*فضل سورة الزلزلة والعاديات
_عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أقرئني شيئا من القرآن. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرئك من ذوات الر؟» فقال: يا رسول الله، إني قد كبرت سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ من المسبحات» فقال الرجل مثل مقالته الأولى وقال: يا رسول الله، أقرئني سورة فاذة جامعة. قال: فقرأ إذا زلزلت حتى فرغ من آخرها، فأدبر الرجل وهو يقول: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدا. ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفلح الرويجل» مرتين أو ثلاثا .
_عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا زلزلت تعدل نصف القرآن»
__عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، والعاديات تعدل نصف القرآن»


*فضل قل يا أيها الكافرون
_عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «مجيء ما جاء بك». قال: قلت: جئت لتعلمني كلمات أقولهن عند منامي. فقال: «اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك»
_عن أبي مسعود الأنصاري، قال: «من قرأ قل يا أيها الكافرون في ليلة فقد أكثر وأطيب»
_عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قل يا أيها الكافرون تعدل بربع القرآن»
_عن بكر بن عبد الله، قال: «كانت قل يا أيها الكافرون تعدل بربع القرآن»

*فضل سورة الإخلاص
_عن عبيد الله بن عبد الرحمن، عن عبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت». فسألته ماذا يا رسول الله؟ قال: «الجنة». قال أبو هريرة: فأردت أن أذهب إلى الرجل، فأبشره، ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فآثرت الغداء معه ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب».
_عن أبي سعيد الخدري، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي جارا يقوم الليل فما يقرأ إلا قل هو الله أحد كأنه يقللها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن»
_عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ الله الواحد الصمد»
_عن أبي بن كعب، أو رجل من الأنصار، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» .
_عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، قال: جزأ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ثلاثة أجزاء، فقال: «قل هو الله أحد جزء منها»
_عن ابن مسعود، قال: «إذا ابتدأت بسورة فأردت أن تحول منها إلى غيرها فتحول، إلا قل هو الله أحد، فلا تحول منها حتى تختمها»

*فضل المعوذتين
_عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة، ومعه أصحابه، فوقعت علينا ضبابة من الليل حتى سترت بعض القوم عن بعض، فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل يا ابن خبيب» فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ فقال: قل أعوذ برب الفلق فقرأها، وقرأتها، ثم قال: «قل» فقلت: ما أقول؟ فقال: قل أعوذ برب الناس وقرأها، وقرأتها حتى فرغ منها، ثم قال: «ما استعاذ، أو استعان أحد بمثل هاتين السورتين قط» .
_عن ابن عابس الجهني، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابن عايش، ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟» قلت: بلى يا رسول الله. قال: «قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس» .
_عن عقبة بن عامر الجهني، قال: اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني من سورة هود، أو من سورة يوسف. فقال: «لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من قل أعوذ برب الفلق»
_عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزلت علي آيات لم تنزل علي مثلهن قط: المعوذتان»
_عن أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنها قالت: «من صلى الجمعة ثم قرأ بعدها قل هو الله أحد والمعوذتين حفظ، أو كفي من مجلسه ذلك إلى مثله»
_عن ابن شهاب، قال: «من قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين بعد صلاة الجمعة حين يسلم الإمام قبل أن يتكلم، سبعا سبعا، كان ضامنا». قال أبو عبيد: أراه قال: على الله هو وماله وولده من الجمعة إلى الجمعة).

20/باب فضل آيات القرآن
_عن ابن عباس، في قوله: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب قال: «هي الثلاث الآيات في سورة الأنعام: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا إلى ثلاث آيات، والتي في بني إسرائيل: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إلى آخر الآيات»
_عن أبي الخير، أن أبا الدرداء، كان يقرئ في مسجد حمص، وفيهم كعب الأحبار، فمروا بقول الله عز وجل قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم قال كعب: «ردها علي». فردها عليه، فقال كعب: «صدق الله ورسوله، والذي بعث بالحق محمدا صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله قبلها في التوراة إلا بسم الله الرحمن الرحيم قل تعالوا»
_عن منذر الثوري، قال: قال لي الربيع بن خثيم: «أيسرك أن تلقى صحيفة من محمد صلى الله عليه وسلم، عليها خاتمه؟ قلت: نعم، وأنا أرى أنه سيطرفني، قال: فما زادني على هؤلاء الآيات من آخر سورة الأنعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخر الآيات»
_عن منصور بن المعتمر، عن الشعبي، قال: التقى مسروق بن الأجدع واسمه مسروق، وشتير بن شكل، فقال شتير لمسروق: إما أن تحدث عن عبد الله وأصدقك، وإما أن أحدثك وتصدقني. فقال مسروق: حدث وأصدقك. فقال شتير: سمعت عبد الله يقول: «ما خلق الله من سماء ولا أرض، ولا جنة ولا نار، أعظم من آية في سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم»، ثم قرأها حتى أتمها، قال مسروق: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن أجمع لخير ولا لشر من آية في سورة النحل إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون» قال: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن آية أعظم فرجا من آية في سورة الغرف يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم» قال: صدقت. قال: وسمعت عبد الله يقول: «ما في القرآن آية أكثر تفويضا من آية في سورة النساء الصغرى} ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا» قال: صدقت .
_عن محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، قالا: التقى ابن عباس وعبد الله بن عمرو، فقال ابن عباس: «أي آية في كتاب الله أرجى؟» فقال عبد الله بن عمرو: «قول الله عز وجل: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا الآية». فقال ابن عباس: «لكن قول الله عز وجل وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال: قال ابن عباس: «فرضي منه بقوله بلى» . قال: فهذا لما يعترض في الصدر مما يوسوس به الشيطان».
_عبد الله بن مسعود قال: «في القرآن آيتان ما قرأهما عبد مسلم عند ذنب إلا غفر له». قال: فسمع بذلك رجلان من أهل البصرة، فأتياه، فقال: ائتيا أبي بن كعب فإني لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما شيئا إلا وقد سمعه أبي بن كعب، فأتيا أبي بن كعب فقال لهما: «اقرآ القرآن فإنكما ستجدانهما». فقرآ حتى بلغا آل عمران: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم..... إلى آخر الآية، وقوله: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما فقالا: قد وجدناهما. فقال أبي: «أين؟» فقالا: في آل عمران والنساء. فقال: «هما، هما»
_عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: قال عبد الله بن مسعود: «إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها؛ قوله عز وجل إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وقوله إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما، وقوله إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وقوله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما، وقوله ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما. قال: قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها»
_عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في مجلس، ومعه أعرابي جالس،فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فقال الأعرابي: يا رسول الله، أمثقال ذرة؟ قال: «نعم». فقال الأعرابي: واسوأتاه. مرارا، ثم قام وهو يقولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان»
_عن عبد الله بن هبيرة، عن حنش الصنعاني، أن رجلا مصابا مر به على عبد الله بن مسعود، فقرأ في أذنه أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون حتى ختم الآية، فبرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ماذا قرأت في أذنه؟» فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو أن رجلا قرأ بها على جبل لزال»
_قال عامر بن عبد قيس: «أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن ما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم، وقوله: وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله، و سيجعل الله بعد عسر يسرا، وقوله: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها» ).

22/باب تأليف القرآن وجمعه ومواضع حروفه وسوره

*في العهد النبوي
_عن ابن عباس عن عثمان بن عفان، رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه سورة، دعا بعض من يكتب، فقال: «ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا»
_عن السدي، عن عبد خير، قال: «أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر رضي الله عنه»

*أول من جمع القرآن
_عن السدي، عن عبد خير، قال: «أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر رضي الله عنه» .
_عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، عن علي، قال: «رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع القرآن».
_عن الزهري، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت، حدثه قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عنده عمر، فقال أبو بكر: «إن عمر أتاني فقال:» إن القتل قد استحر بقراء القرآن يوماليمامة، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها، فيذهب بقرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن». قال: فقلت له: «كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ «قال لي: هو والله خير». فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري له، ورأيت فيه الذي رأى عمر. قال: قال زيد: وقال أبو بكر: «إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن، فاجمعه». قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من ذلك». فقلت: «كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله؟» فقال أبو بكر: «هو والله خير». فلم يزل يراجعني في ذلك أبو بكر وعمر حتى شرح الله صدري للذي شرح صدورهما. فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف ومن صدور الرجال، فوجدت آخر سورة براءة من خزيمة بن ثابت: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم حتى ختم السورة.

*الجمع في عهد عثمان
_عن أنس بن مالك، أن حذيفة بن اليمان، كان يغازي أهل الشام مع أهل العراق في فتح أرمينية وأذربيجان، فأفزعه اختلافهم في القرآن، فقال لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن «أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها عليك». فأرسلت حفصة بالصحف إلى عثمان، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت وإلى عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فأمرهم أن ينسخوا الصحف في المصاحف، ثم قال للرهط القرشيين الثلاثة: «ما اختلفتم فيه أنتم وزيد فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم». قال: ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، بعث عثمان في كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوها، ثم أمر بما سوى ذلك من القرآن، كل صحيفة أو مصحف أن تخرق أو تحرق .
_عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال: «أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعب ذلك أحد» .
_عن علقمة بن مرثد، عن رجل، عن سويد بن غفلة، قال: قال علي رضي الله عنه: «لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان»
_عن عمر بن قيس، عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، قال: أتى علي رجل، وأنا أصلي، فقال: «ثكلتك أمك ألا أراك تصلي وقد أمر بكتاب الله أن يمزق؟». قال: فتجوزت في صلاتي، وكنت لا أحبس، فدخلت الدار فلم أحبس، ورقيت فلم أحبس، فإذا أنا بالأشعري وإذا حذيفة وابن مسعود يتقاولان، وحذيفة يقول لابن مسعود: «ادفع إليهم المصحف». فقال: «والله لا أدفعه». فقال: «ادفعه إليهم، فإنهم لا يألون أمة محمد إلا خيرا». فقال: «والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ والله لا أدفعه إليهم» .
_عن محمد بن أبي بن كعب، أن ناسا، من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنا قدمنا إليك من العراق، فأخرج إلينا مصحف أبي؟ فقال محمد: «قد قبضه عثمان». فقالوا: سبحان الله أخرجه إلينا. فقال: «قد قبضه عثمان رضي الله عنه» .
_عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: «ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: «ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا»، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطول « .
_عن هانئ البربري مولى عثمان قال: كنت عند عثمان، وهم يعرضون المصاحف، فأرسلني بكتف شاة إلى أبي بن كعب، فيها «لم يتسن»، وفيها «لا تبديل للخلق»، وفيها «فأمهل الكافرين». قال: فدعا بالدواة فمحا إحدى اللامين، وكتب لخلق الله، ومحا «فأمهل»، وكتب فمهل، وكتب لم يتسنه ألحق فيها الهاء « .
_عن عكرمة، قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان، فوجد فيها حروفا من اللحن، فقال: «لا تغيروها فإن العرب ستغيرها، أو قال: ستعربها بألسنتها، لو كان الكاتب من ثقيف، والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف» .
_عن محمد بن شعيب بن شابور، قال أبو عبيد: لا أدري إلى من أسنده، «أن الأنفال وبراءة جمعتا؛ لأن فيهما ذكر القتال». قال: يقول: «فهما جميعا سورة واحدة» .
_عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن لحن القرآن: عن قوله إن هذان لساحران، وعن قوله والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة وعن قوله إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون فقالت: «يا ابن أختي، هذا عمل الكتاب أخطئوا في الكتاب» .
_عن هارون، قال: «في قراءة أبي بن كعب مكان قوله إن الذين آمنوا: يا أيها الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون». قال أبو عبيد: ويروى عن حماد بن سلمة، عن الزبير أبي عبد السلام قال: قلت لأبان بن عثمان: ما شأنها كتبت والمقيمين؟ قال: إن الكاتب لما كتب قال: ما أكتب؟ فقيل له: اكتب والمقيمين الصلاة).

*موقف الصحابي ابن مسعود
_عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، قال: أتى علي رجل، وأنا أصلي، فقال: «ثكلتك أمك ألا أراك تصلي وقد أمر بكتاب الله أن يمزق؟». قال: فتجوزت في صلاتي، وكنت لا أحبس، فدخلت الدار فلم أحبس، ورقيت فلم أحبس، فإذا أنا بالأشعري وإذا حذيفة وابن مسعود يتقاولان، وحذيفة يقول لابن مسعود: «ادفع إليهم المصحف». فقال: «والله لا أدفعه». فقال: «ادفعه إليهم، فإنهم لا يألون أمة محمد إلا خيرا». فقال: «والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ والله لا أدفعه إليهم» .
_قال ابن شهاب: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن مسعود، كره أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال: «يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟» يعني زيدا. قال: وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول: ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة». فألقوا إليه المصاحف. قال: قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

23/باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن
_عن الأسود، عن عمر بن الخطاب، أنه كان يقرأ: (غير المغضوب عليهم وغير الضالين) .
_عن محمد بن عقبة اليشكري، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن الزبير، يقرأ: (صراط من أنعمت عليهم) .
_عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما) .
_عن عكرمة، أنه كان يقرأ: «وعلى الذين يطوقونه». وقال: «يكلفونه ولا يطيقونه».
_عن مجاهد، قال: كان ابن عباس يقرؤها: «يطوقونه». وقال: «الشيخ الكبير يطعم عنه نصف صاع» .
_عن علقمة، قال: هي قراءة عبد الله: (وأتموا الحج والعمرة إلى البيت). قال: «لا يجاوز بالعمرة البيت» .
_عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج» حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب، عن عكرمة، أنه كان يقرؤها كذلك: «في مواسم الحج» .
_عن ابن جريج، قال: «هي في مصحف ابن مسعود: «ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى الله».
_عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها: «للذين يقسمون من نسائهم تربص أربعة أشهر».
_عن مقسم، ابن عباس، عن أبي ابن كعب، أنه قرأها: «فإن فاءوا فيهن فإن الله غفور رحيم» .
_عن ابن أسلم، أن عمرو بن رافع، قال: أمرتني حفصة فكتبت لها مصحفا، فقالت: إذا بلغت آية الصلاة فأخبرني. فلما بلغت حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى قالت: «(وصلاة العصر)، أشهد أني سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم».
_عن أبي بن كعب، أنه كان يقرؤها كذلك: «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر» .
_عن أبي إسحاق، عن رزين بن عبيد، أنه سمع ابن عباس، يقرؤها كذلك: «والصلاة الوسطى صلاة العصر» .
_عن علي، رضي الله عنه قال: لما كان يوم الأحزاب شغلوا النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر، فصلاها بين صلاتي العشاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارا» .
_عن ابن لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، أنه كان يقرأ: «الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يوم القيامة» .
_عن ابن جريج، عن أبيه، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: «ولم تجدوا كتابا» .
_عن يزيد بن أبي مالك، قال: «هو إبراهام وإبراهيم، مثل يعقوب وإسرائيل». قال: وكان سعيد بن عبد العزيز يشتد في ترك ذلك. قال أبو مسهر: وكان عبد الله بن عامر اليحصبي وعطية بن قيس يشتدان في ذلك أيضا. قال أبو عبيد: يعني ألا يقرأ إبراهام في موضعه، يقول: سمي باسمين كما سمي يعقوب وإسرائيل.
قال أبو عبيد: وتتبعت اسمه في المصاحف فوجدته كتب في البقرة خاصة إبراهم بغير ياء .
_عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن عمر، أنه صلى العشاء الآخرة فاستفتح آل عمران فقرأ: «الم الله لا إله إلا هو الحي القيام». قال هارون: هي في مصحف عبد الله مكتوبة: «الحي القيم».
_عن عطاء، قال: سمعت ابن عباس، يقرأ فيه آيات بينات، ثم قال: لا، «فيه آية بينة مقام إبراهيم»، وهو هذا الذي في المسجد» .
_عن القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص، يقرأ: «وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت من أمه» .
_عن أبي هلال، عن ابن عباس، أنه قرأ: «فما استمتعتم به منهن إلى أجل فآتوهن أجورهن»
_عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، قال: في قراءة أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود: «ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك».
_عن عائشة، أنها كانت تقرأ: «إن يدعون من دونه إلا أوثانا».
_عن شعبة، عن الحكم، قال: في قراءة عبد الله: «بل يداه بسطان».
_عن معاوية بن هشام، عن نصير الطائي، قال: حدثني الصلت، عن حامية بن رئاب، قال: سألت سلمان عن هذه الآية ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا فقال: دع القسيسين في الصوامع والخرب، أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا».
_عن أبي الزاهرية، أن عثمان، كتب في آخر المائدة: «لله ملك السماوات والأرض والله سميع بصير»، وكتب: «وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا»
_عن مجاهد: في قراءة ابن مسعود: (يدعونه إلى الهدى بينا) .
_عن هارون، قال: وحدثنا في قراءة أبي بن كعب: (وحشرنا عليهم كل شيء قبيلا) التي في الأنعام .
_عن هارون، قال: في حرف ابن مسعود: (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذين أحسنوا) .
_عن لهيعة بن عقبة، قال: سمعت أبان بن عثمان، يقرأ يوم الجمعة على المنبر سورة الأنعام ويقول: (من الضأن اثنان) .
_عن مجاهد، قال: في قراءة ابن مسعود: (حتى يلج الجمل الأصفر في سم الخياط)
_عن ابن عباس، أنه كان يقرأ (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح، وإن تنتهوا فهو خير لكم، وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم من الله شيئا)
_عن هارون، قال: أخبرني حبيب بن الشهيد، وعمرو بن عامر الأنصاري، أن عمر بن الخطاب، قرأ: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان) فرفع الأنصار، ولم يلحق الواو في الذين، فقال له زيد بن ثابت: والذين اتبعوهم بإحسان فقال عمر: (الذين اتبعوهم بإحسان) فقال زيد: أمير المؤمنين أعلم. فقال عمر: «ائتوني بأبي بن كعب، فسأله عن ذلك فقال أبي: والذين اتبعوهم بإحسان فقال عمر:» فنعم إذا «. فتابع أبيا .
_عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن، يقرأ هذه الآية إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض..... إلى قوله: (كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها) قال: هكذا قرأها أبي بن كعب .
_عن هارون: في حرف أبي بن كعب: (ما أتيتم به سحر) وفي حرف ابن مسعود: (ما جئتم به سحر) .
_عن مجاهد، أنه قرأ «لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين» قال: قال هارون: وفي حرف أبي بن كعب «عبرة للسائلين» .
_عن ابن عباس، أنه كان يقرأ «أفلم يتبين الذين آمنوا» .
_عن هارون، قال: وفي قراءة أبي بن كعب (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه يقرؤه يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا) .
_عن سليمان التيمي، قال: سمعت أنس بن مالك، يقرأ: (إني نذرت للرحمن صوما وصمتا) .
_عن عكرمة، أن عمر بن الخطاب، كان يقرؤها (وإن كاد مكرهم) بالدال .
_عن هارون، قال: قراءة أبي بن كعب (فإذا أردنا أن نهلك قرية بعثنا أكابر مجرميها فمكروا فيها فحق عليها القول) قال: وفي قراءته (كل ذلك كان سيئاته عند ربك)
_عن هارون، قال: وفي مصحف أبي بن كعب (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله......... لله)، كلهن بغير ألف .
_عن عكرمة، عن ابن عباس، أن عمر، سأله عن قول الله لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى: «هل كانت جاهلية غير واحدة؟» فقال ابن عباس: «يا أمير المؤمنين، أوما سمعت أولى إلا لها آخرة؟» فقال: «هات من كتاب الله ما يصدق ذلك». فقال ابن عباس: «إن الله يقول: (جاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة) .
_عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها (حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا) وقال: (وتستأنسوا) وهم من الكتاب .
_عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: هي في قراءة أبي بن كعب (مثل نور من آمن به) أو قال (مثل من آمن به) .
_عن أبي سفيان، عن جابر: (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم) قال: كذلك قرأها .
_عن ابن جريج، قال: في قراءة ابن مسعود: (فعلتها إذا وأنا من الجاهلين) .
_عن مجاهد، قال: في قراءة ابن مسعود: (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أنظر في كتاب ربي وآتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) .
_عن هارون، قال: في حرف أبي بن كعب (أخرجنا لهم دابة من الأرض تنبئهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) .
_عن هارون، قال: في حرف ابن مسعود (وأن اتل القرآن) على الأمر، وفي حرف أبي بن كعب (واتل عليهم القرآن)
_عن عكرمة، قال: في القراءة الأولى: (فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب)
_عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أنه قرأها (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرات أعين) .
_عن هارون، قال: في حرف أبي بن كعب (يا حسرة العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) .
_عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ (والشمس تجري لا مستقر لها) .
_عن ابن سيرين، قال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة) وفي قراءتنا إن كانت إلا صيحة واحدة .
_عن هارون، قال: في حرف أبي بن كعب (فمنها ركوبتهم ومنها يأكلون) .
_عن هارون، قال: في قراءة أبي بن كعب (وجعلوا الملائكة عباد الرحمن إناثا) ليس فيه الذين هم ( .
_عن عون بن عبد الله بن عتبة، أن ابن مسعود، أقرأ رجلا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال الرجل: (طعام اليتيم) فرددها عليه، فلم يستقم به لسانه. فقال: «أتستطيع أن تقول (طعام الفاجر)؟» قال: نعم. قال: «فافعل»
_عن هارون، قال: في قراءة ابن مسعود (ويعزروه ويوقروه ويسبحوا الله بكرة وأصيلا). قال أبو عبيد: وبعض أهل اليمن يقرأ هذا الحرف (وتعززوه) كلتاهما زاي .
_عن عائشة، قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة قلت بيتا: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه = ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبو بكر: بل (جاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد) قال أبو عبيد: هكذا أحسبه قرأها؛ قدم الحق وأخر الموت.
_عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ (وتجعلون شكركم أنكم تكذبون)
_عن إبراهيم، عن خرشة بن الحر، أن عمر بن الخطاب، رأى معه لوحا مكتوبا فيه (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )فقال: من أقرأك أو من أمل عليك هذا؟ فقال: أبي بن كعب. فقال: إن أبيا كان أقرأنا للمنسوخ. اقرأها (فامضوا إلى ذكر الله) .
_عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأها (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن) .
_عن أبي الزعراء، عن عبد الله، أنه قرأ: (يا أيها الكفار ما سلككم في سقر). قال أبو عبيد: وهذا الحرف عن عمر: (يا أيها المرء ما سلكك في سقر) .
_عن علقمة، قال: لقيت أبا الدرداء فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال: أتقرأ علي قراءة عبد الله؟ قلت: نعم، قال: فاقرأ والليل إذا يغشى، فقرأت: (والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، والذكر والأنثى) قال: فضحك وقال: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها .
_عن خالد بن أبي عثمان الأموي، قال: سمعت سعيد بن جبير، يقرأ (كالصوف المنفوش) .
_عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، عن علي، أنه قرأ (والعصر، ونوائب الدهر، لقد خلقنا الإنسان لخسر، وإنه فيه إلى آخر الدهر) .
_عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقرأ (ويل أمكم قريش إيلافهم، رحلة الشتاء والصيف) .
_عن ابن عباس، أنه قرأ (إذا جاء فتح الله والنصر) .
_عن ميمون بن مهران، قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب (اللهم نستعينك ونستغفرك) إلى قوله (بالكافرين ملحق) )..

24/اب ما رفع من القرآن بعد نزوله ولم يثبت في المصاحف
_عن نافع، عن ابن عمر، قال: «لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه»
_عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: يا زر، كأين تعد؟ أو قال: كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية. فقال: «إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم». قلت: وما آية الرجم؟ قال: (إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله. والله عزيز حكيم)» .
_عن ابن عباس، قال: خطب عمر فقال: «ألا إن ناسا يقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتاب الله الجلد؟ وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا معه. والله لولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله لأثبتها كما أنزلت»
_عن ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن بجالة، أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، وهو أبوهم) فقال عمر: «لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب». فأتيا أبي بن كعب فقال: «يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟» فقال أبي: «كانت فيما أسقط». قال عمر: «فأين كنت عنها؟ فقال: شغلني عنها ما لم يشغلك»
_عن أبي موسى الأشعري، قال: نزلت سورة نحو براءة، ثم رفعت، وحفظ منها (إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب)
_عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ علي أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: (إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى) قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
_عن عدي بن عدي، قال: قال عمر: كنا نقرأ (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم) ثم قال لزيد بن ثابت: أكذاك يا زيد؟ قال: نعم .
_عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم نجد فيما أنزل علينا أن (جاهدوا كما جاهدتم أول مرة)؟ فإنا لا نجدها فقال: أسقطت فيما أسقط من القرآن.

*أقوال السلف بتمزيق سيدنا عثمان للمصاحف
_قال علي رضي الله عنه: لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان.
_وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
_قال أبو مجلز: ألا تعجب من حمقهم؛ كان مما عابوا على عثمان تمزيقه المصاحف، ثم قبلوا ما نسخ قال أبو عبيد: يقول: إنه كان مأمونا على ما أسقط، كما هو مأمون على ما نسخ.

*حكم على من أنكر منها شيئا
_قال ابو عبيد :يحكم عليه مثل مايحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل. فأما ما جاء من هذه الحروف التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس، فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه، وذلك كقراءة حفصة وعائشة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) وكقراءة ابن مسعود: (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم)، ومثل قراءة أبي بن كعب (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...)، وكقراءة سعد (فإن كان له أخ أو أخت من أمه) وكما قرأ ابن عباس: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج)، وكذلك قراءة جابر (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
فهذه الحروف وأشباه لها كثيرة قد صارت مفسرة للقرآن، وقد كان يرى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم صار في نفس القراءة؟ فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى، وأدنى ما يستنبط من علم هذه الحروف معرفة صحة التأويل. على أنها من العلم الذي لا تعرف العامة فضله. إنما يعرف ذلك العلماء. وكذلك يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ يقص الحق فلما وجدتها في قراءة عبد الله (يقضي بالحق) علمت أنت أنما هي يقضي الحق، فقرأتها أنت على ما في المصحف، واعتبرت صحتها بتلك القراءة. وكذلك قراءة من قرأ أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم لما وجدتها في قراءة أبي (تنبئهم) علمت أن وجه القراءة تكلمهم. في أشياء من هذه كثيرة لو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه).

25/حروف القرآن التي اختلفت فيها مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق

*وهي اثنا عشر حرفا
_حدثنا إسماعيل بن جعفر المديني، أن أهل الحجاز، وأهل العراق اختلفت مصاحفهم في هذه الحروف.
_قال: كتب أهل المدينة في سورة البقرة (وأوصى بها إبراهيم بنيه) بالألف، وكتب أهل العراق ووصى بغير ألف.
_وفي آل عمران، كتب أهل المدينة (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو، وأهل العراق: وسارعوا بالواو.
_وفي المائدة (يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم) بغير واو، وأهل العراق: ويقول بالواو. وفيها أيضا أهل المدينة (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه) بدالين، وأهل العراق من يرتد بدال واحدة.
_وفي سورة براءة، أهل المدينة (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا) بغير واو، وأهل العراق: والذين اتخذوا بالواو.
_وفي الكهف أهل المدينة (لأجدن خيرا منهما منقلبا) على اثنين، وأهل العراق: خيرا منها منقلبا على واحدة.
_وفي المؤمن، أهل المدينة (وأن يظهر في الأرض الفساد) بغير ألف، وأهل العراق أو أن بألف.
_وفي عسق، أهل المدينة: (بما كسبت أيديكم) بغير فاء. وأهل العراق فبما كسبت بالفاء.
_وفي الزخرف أهل المدينة: تشتهيه الأنفس بالهاء، وأهل العراق (تشتهي الأنفس) بغير هاء.
_وفي الحديد أهل المدينة (إن الله الغني الحميد) بغير هو، وأهل العراق: هو الغني الحميد.
_وفي الشمس وضحاها أهل المدينة: (فلا يخاف عقباها) بالفاء، وأهل العراق: ولا يخاف عقباها بالواو .

26/باب وهذه الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل الشام وأهل العراق وقد وافقت أهل الحجاز في بعض وفارقت بعضا
_حدثنا هشام بن عمار،عن أبي الدرداء، أن هذه الحروف في مصاحف الشام، وقد دخل حديث أحدهما في حديث الآخر، وهي ثمان وعشرون حرفا في مصاحف أهل الشام:
_في سورة البقرة: (قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه) بغير واو.
_وفي سورة آل عمران: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) بغير واو.
_وفي النساء: (ما فعلوه إلا قليلا منهم) بالنصب.
_وفي المائدة: (يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا) بغير واو. وفيها أيضا: (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم) بدالين.
_وفي الأنعام: (ولدار الآخرة خير) بلام واحدة. وفيها أيضا: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) بنصب الأولاد وخفض الشركاء، ويتأولونه قتل شركائهم أولادهم.
_ما تتذكرون) بتاءين. وفيها أيضا: (الحمد لله الذي هدانا لهذا ما كنا لنهتدي) بغير واو. وفيها أيضا: في قصة صالح: (قال الملأ الذين استكبروا) بغير واو. وفيها أيضا: في قصة شعيب: (وقال الملأ) بالواو. وفيها أيضا: (وإذا أنجاكم من آل فرعون) بغير نون.
_وفي براءة: (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا) بغير واو.
_وفي يونس: (هو الذي ينشركم في البر والبحر) بالنون والشين. وفيها: (إن الذين حقت عليهم كلمات ربك) على الجماع.
_وفي الكهف: (خيرا منهما منقلبا) على اثنين.
_وفي سورة المؤمنين: (سيقولون لله لله لله) ثلاثتهن بغير ألف.
_وفي الشعراء: (فتوكل على العزيز الرحيم) بالفاء.
_وفي النمل: (إننا لمخرجون) على نونين بغير استفهام.
_وفي المؤمن: (كانوا هم أشد منكم قوة) بالكاف. وفيها أيضا: (وأن يظهر في الأرض الفساد) بغير ألف.
_وفي عسق: (ما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم) بغير فاء.
_وفي الرحمن: (والحب ذا العصف والريحان) بالنصب. وفيها أيضا: (تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام)
_وفي الحديد: (إن الله الغني الحميد) بغير هو وفي الشمس وضحاها (فلا يخاف عقباها) بالفاء.

*الخلاف بين مصاحف الكوفة والبصرة
_كتب الكوفيون في سورة الأنعام: (لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين) بغير تاء,وكتبها البصريون (لئن أنجيتنا بالتاء.(
_وكتب الكوفيون في سورة الأنبياء: (قال ربي يعلم القول) بالألف على الخبر.
وكتبها البصريون قل ربي يعلم القول) على الأمر، بغير ألف.
_كتب الكوفيون في سورة المؤمنين: (قل كم لبثتم في الأرض) على الأمر بغير ألف.
وكتبها البصريون قال كم لبثتم في الأرض بالألف على الخبر.
_باب لغات القرآن وأي العرب نزل القرآن بلغته

*الأحاديث والآثار الدالة على نزول القرآن على سبعة أحرف
_عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، قال: فأخذت بثوبه، فذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتني فقال: «اقرأ». فقرأ القراءة التي سمعت منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هكذا أنزلت»، ثم قال لي: «اقرأ». فقرأت، فقال: «هكذا أنزلت، إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فاقرءوا منه ما تيسر».
_قال ابن شهاب في الأحرف السبعة: هي في الأمر الواحد الذي لا اختلاف فيه.
_عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب، قال: ما حك في صدري شيء منذ أسلمت إلا أني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني كذا وكذا، قال: نعم». وقال الآخر: ألم تقرئني كذا وكذا؟ قال: «نعم». فقال: «إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني، وقعد ميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كل حرف شاف كاف» .
_عن أبي جهيم الأنصاري، أن رجلين اختلفا في آية من القرآن كلاهما يزعم أنه تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا فيه، فإن مراء فيه كفر» .
_عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط، فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف»

*الآثار في الأقوال بلغات العرب
_قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة. وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، هذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل على سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف منها بلغة قبيلة، والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما،
كذلك إلى السبعة. وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض .
_عن أنس بن مالك، أن عثمان، قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم.
_عن قتادة، عمن سمع ابن عباس، يقول: «نزل القرآن بلغة الكعبين؛ كعب قريش وكعب خزاعة». قيل له: وكيف ذاك؟ قال: «لأن الدار واحدة».
قال أبو عبيد: يعني أن خزاعة جيران قريش فأخذوا لغتهم .
_عن عكرمة، قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان، فوجد فيها حروفا من اللحن، قال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها أو قال: ستعربها بألسنتها .
_عن إبراهيم التيمي، قال: كان عبد الله بن مسعود يحب أن يكون الذين يكتبون المصاحف من مضر .

*الآثار بدلالة معاني بعض الآيات بلغات العرب
_عن منصور، عن الحسن، قال: كنا لا ندري ما الأرائك حتى لقينا رجلا من أهل اليمن فأخبرنا أن الأريكة عندهم الحجلة فيها السرير.
_عن الضحاك بن مزاحم، في قوله ولو ألقى معاذيره قال: ستوره، أهل اليمن يسمون الستر المعذار .
_عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: وأنتم سامدون قال: «الغناء». قال: «وهي يمانية، اسمدي لنا: تغني لنا».
_عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، أنه كان يسأل عن القرآن، فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني أنه كان يستشهد به على التفسير.
_عن سعيد بن جبير، أو مجاهد، عن ابن عباس، في قوله: والليل وما وسق قال: «ما جمع». وأنشد: فلا تسقن لو تجدن سائقا .
_ عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله تعالى: فإذا هم بالساهرة قال: «الأرض». قال: وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحم ساهرة.
_عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها.
_عن سفيان بن حسين، عن الحسن، في قوله تعالى: قد جعل ربك تحتك سريا قال: كان والله سريا؛ يعني عيسى. قال: فقال له خالد بن صفوان: يا أبا سعيد، إن العرب تسمى الجدول السري. فقال: صدقت.
قال أبو عبيد: فهذه الأحاديث التي فيها ذكر القبائل، والاحتجاج بكلام العرب، بين لك معنى السبعة الأحرف أنها إنما هي اللغات. وقد حمل بعض الناس معناها على الحديث الآخر: نزل القرآن في سبع؛ حلال وحرام، ومحكم، ومتشابه، وخبر ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وضرب الأمثال».

27/باب إعراب القرآن وما يستحب للقارئ من ذلك وما يؤمر به

_فضل إعراب القرآن وتعلمه
_قال عباد عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا القرآن».
_عن الليث بن سعد، قال: حدثني أبو الأزهر، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: لأن أعرب آية من القرآن أحب إلي من أن أحفظ آية .
_عن واصل مولى أبي عيينة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه .
_عن مورق العجلي، قال: قال عمر بن الخطاب: تعلموا اللحن والفرائض والسنن كما تعلمون القرآن.
_عن محمد بن زيد، قال: سمعت أبا جعفر: يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا الكلام كي تعربوا القرآن». قال: ثم قال أبو جعفر: لولا القرآن وإعرابه ما باليت أني لا أعرف منه شيئا .

*قراءة القرآن بالعربية وإلتماس فهمه والتفقه فيه
_عن أبي رجاء محمد بن سيف قال: قلت للحسن: ما تقول فيمن يتعلم العربية، أما يخاف أن يكون يزيد في الهجاء؟ فقال: ليس به بأس، قال عمر بن الخطاب: عليكم بالتفقه في الدين، والتفهم في العربية، وحسن العبارة.
_عن حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق، ويقيم بها قراءته؟ فقال: حسن يا ابن أخي، فتعلمها، فإن الرجل ليقرأ الآية فيعيا بوجهها، فيهلك فيها.
_عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن مكحول، أنه سئل عن قراءة القرآن بالعربية فقال: حسن ما لم تبغ فيها .
_عن خليد العصري، قال: لما ورد علينا سلمان أتيناه نستقرئه القرآن فقال: إن القرآن عربي فاستقرئوه رجلا عربيا. قال: فكان زيد بن صوحان يقرئنا، ويأخذ عليه سلمان، فإذا أخطأ غير عليه، وإذا أصاب قال: نعم أتم الآية).

28/باب المراء في القرآن والاختلاف في وجوهه وما في ذلك من التغليظ والكراهة

_كراهية الإختلاف والمراء في القرآن
_عن ابن مسعود، قال: سمعت رجلا يقرأ آية وسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافها، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الغضب، ثم قال: «كلاكما محسن إن من قبلكم اختلفوا فأهلكهم ذلك».
_عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، فتنحى ناس من أصحابه في بعض حجر أزواجه يقرءون القرآن، فتنازعوا في شيء منه، وأنا منتبذ عنهم، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فقال: «إن القرآن يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض. ما علمتم منه فاقبلوه، وما لم تعلموا منه فكلوه إلى عالمه» قال: قال عبد الله بن عمرو فما اغتبطت نفسي بشيء اغتباطي بانتباذي عنهم إذ لم تصبني عتبى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

*دلالة كفر المرائي في القرآن
__عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، أن عمرو بن العاص، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قد اختلفا في آية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر»
_عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مراء في القرآن كفر»
_عن جندب بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن ما اتفقتم عليه أو قال: ما اتفقت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه».
_عن عطاء، عن ابن عباس، قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم .
قال أبو عبيد: أرى عبد الله إنما أراد بهذا أنه إذا سمع السامع من يقرأ هذه الحروف من نعت الله عز وجل لم يجز له أن يقول: أخطأت، لأنها كلها من نعوت الله، ولكن يقول: هو كذا وكذا على ما قال أبو العالية، وليس وجهه أن يضع كل حرف من هذا في موضع الآخر، وهو عامد لذلك. فإذا سمع رجلا ختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، فهناك يجوز له أن يقول: أخطأت. لأنه خلاف الحكاية عن الله عز وجل. فهذا عندنا مذهب عبد الله في الخطأ).

28/باب عرض القراء للقرآن وما يستحب لهم من أخذه عن أهل القراءة، واتباع السلف فيها والتمسك بما تعلمه به منها

_الأصل في عرض القرآن على أهل القراءة
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أمرني أن أعرض القرآن عليك» فقال: أسماني لك ربك؟ قال: «نعم» فقال أبي: (بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون) هكذا القراءة بالتاء.
قال أبو عبيد: معنى هذا الحديث عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد بذلك العرض على أبي أن يتعلم أبي منه القراءة، ويستثبت فيها، وليكون عرض القرآن سنة، وليس هذا على أن يستذكر النبي صلى الله عليه وسلم منه شيئا بذلك العرض .

_إستحباب الأخذ عن أهل القراءة وإتباع السلف
عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات .
عن هارون، عن عاصم ابن بهدلة، أنه قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش، قال: وقرأ أبو عبد الرحمن على علي، وقرأ زر على عبد الله .
حدثنا إسماعيل بن جعفر، أنه قرأ القرآن على عيسى بن وردان الحذاء. قال: وقرأت القرآن أيضا على سليمان بن مسلم بن جماز، وقرأ سليمان على أبي جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.
قال أبو عبيد: حدثني عدة من أهل العلم دخل حديث بعضهم في بعض، عن أبي عمرو بن العلاء، أنه قرأ القرآن على مجاهد، وسعيد بن جبير. وعن سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج أنه قال: إنما أقرأ القرآن على قراءة مجاهد. وعن الأعمش أنه قرأ على يحيى بن وثاب.

_سنة قراءة القرآن وتتبع حروفه والعمل به
عن عبد الله، عن علي، رضي الله عنه قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم»
عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة بن الزبير، قال: إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرءوه كما أقرئتموه .
عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قال لي خارجة بن زيد، قال لي زيد بن ثابت: القراءة سنة.
قال أبو عبيد: فقول زيد هذا يبين لك ما قلنا؛ لأنه الذي ولي نسخ المصاحف التي أجمع عليها المهاجرون والأنصار، فرأى اتباعها سنة واجبة. ومنه قول ابن عباس أيضا.
عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كل السنة قد علمت، غير أني لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا، ولا أدري كيف يقرأ هذا الحرف وقد بلغت من الكبر عتيا أو قال: (عسيا)؟
قال أبو عبيد: فرأى ابن عباس أن السنة قد لزمت الناس في تتبع الحروف في القراءة، حتى ميز فيها ما بين السين والتاء من العتي والعسي، على أن المعنى فيهما واحد، فأشفق أن تكون إحدى القراءتين خارجة من السنة. فكيف يجوز لأحد أن يتسهل فيما وراء ذلك مما يخالف الخط، وإن كان ظاهر العربية على غير ذلك؟).

29/باب منازل القرآن بمكة والمدينة وذكر أوائله وأواخره

_أول مانزل من القرآن
عن عبد الله بن إبراهيم، أن جابر بن عبد الله، أخبره أن أول شيء نزل من القرآن يا أيها المدثر، قم فأنذر .
عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: اقرأ باسم ربك هو أول شيء نزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
عن عبد الواحد بن أبي عون، عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر، عن بعض علمائهم، أن أول ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى قوله علم الإنسان ما لم يعلم. قالوا: هذا صدرها الذي أنزل عليه يوم حراء، ثم أنزل الله آخرها بعد ذلك .
عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: إن أول ما نزل من القرآن اقرأ باسم ربك الذي خلق و نون والقلم .

*مانزل من القرآن بمكة والمدينة
عن علي بن أبي طلحة، قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا، والفتح، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والحواريون يريد الصف والتغابن، ويا أيها النبي إذا طلقتم، ويا أيها النبي لم تحرم، والفجر، والليل، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، ولم يكن، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله؛ وسائر ذلك بمكة .
عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا.
عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: إن بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه من تلادي ومن العتيق الأول. قال أبو عبيد: قوله من تلادي، يقول من أول ما أخذت من القرآن شبهه بتلاد المال القديم، ومعناه أن ذلك كان بمكة .
عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: ما كان من حد أو فريضة، فإنه أنزل بالمدينة، وما كان من ذكر الأمم والعذاب فإنه أنزل بمكة .
عن علقمة، قال: كل شيء من القرآن يا أيها الذين آمنوا فإنه أنزل بالمدينة، وما كان يا أيها الناس فإنه أنزل بمكة .
عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة .

*معارضة جبريل للرسول الكريم للقرآن الكريم
عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان .

*دلالة نزول الكتب السماوية في رمضان
عن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نزلت صحف إبراهيم عليه الصلاة والسلام أول ليلة من شهر رمضان، ونزلت التوراة على موسى عليه الصلاة والسلام في ست من شهر رمضان ونزل الزبور على داود عليه الصلاة والسلام في اثنتي عشرة من شهر رمضان، ونزل الإنجيل على عيسى عليه الصلاة والسلام في ثماني عشرة من شهر رمضان، وأنزل الله الفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم في أربع وعشرين من شهر رمضان» .

*آخر مانزل من القرآن
عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا .
عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: آخر آية أنزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة .
عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس .
عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .
عن عطاء بن أبي رباح، قال: آخر أية أنزلت من القرآن: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه).

30/باب ذكر قراء القرآن ومن كانت القراءة تؤخذ عنه من الصحابة والتابعين بعدهم

-قراءة القرآن ومن كانت تؤخذ منه
عن علقمة، عن عمر، قال: سمرنا ليلة عند أبي بكر في بعض ما يكون من حاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بيني وبين أبي بكر، فلما انتهينا إلى المسجد، إذا رجل يقرأ، فقام يستمع، فقلت: يا رسول الله، أعتمت، فغمزني بيده، فسكت. فقرأ، وركع، وسجد، وجلس يدعو ويستغفر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سل تعطه» ثم قال: «من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه كما قرأه ابن أم عبد».
عن علقمة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد» .
عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة».

*شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لإصحابه
عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤهم للقرآن أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت. وإن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح».
عن أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن الحسن، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «علي أقضى أمتي، وأبي أقرؤهم، وأبو عبيدة آمنهم». أو قال: «أمينهم» .

_من جمع القرآن بالعهد النبوي ومن كان يؤخذ منه
عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، وأبي بن كعب .
عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، قال: كان الذين يقرئون الناس القرآن ويعلمونهم من أصحاب عبد الله ستة؛ علقمة والأسود، ومسروق، وعبيدة، وعمرو بن شرحبيل، والحارث بن قيس .

31/باب تأول القرآن بالرأي، وما في ذلك من الكراهة والتغليظ

_كراهية الصحابه لتأول القرآن
عن إبراهيم التيمي، أن أبا بكر الصديق، سئل عن قوله: وفاكهة وأبا فقال: أي سماء تظلني، أو أي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟
عن أنس، أن عمر بن الخطاب، قرأ على المنبر وفاكهة وأبا فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر .
عن ابن أبي مليكة، قال: سأل رجل ابن عباس عن يوم كان مقداره ألف سنة؟ فقال ابن عباس: فما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؟ قال الرجل: إنما سألتك لتحدثني. فقال ابن عباس: «هما يومان ذكرهما الله في كتابه، الله أعلم بهما». فكره أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم .
عن عمرو بن مرة، قال: قال رجل لسعيد بن جبير: أما رأيت ابن عباس حين سئل عن هذه الآية والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم فلم يقل فيها شيئا، فقال سعيد: كان لا يعلمها .

_التغليظ عن التفسير بالرأي
عن ابن سيرين، قال: سألت عبيدة عن شيء من القرآن فقال: اتق الله، وعليك بالسداد، فقد ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن .
عن الشعبي، عن مسروق، قال: اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية على الله تعالى.
عن الليث، عن هشام بن عروة، قال: ما سمعت أبي يتأول آية من كتاب الله قط).

32/باب كتمان قراءة القرآن وما يكره من ذكر ذلك وستره ونشره

_كره المراءة في قراءة القرآن والآثار فيه
عن الحسن، أن رجلا قال: قرأت البارحة كذا وكذا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «حظه من صلاته كلامه».
عن سفيان بن سعيد، عن سرية الربيع بن خثيم، قالت: كان عمل الربيع سرا كله، حتى إن كان الرجل ليدخل عليه، وهو يقرأ في المصحف فيغطيه .
عن سفيان، عن عبد الله بن الربيع بن خثيم، عن بكر بن ماعز، قال: خرجت على فرس، وهو يقرأ، يعني الربيع بن خثيم، فلما سمع الصوت، وعرف الدابة أمسك
عن القراءة، فذهبت إلى مكان آخر، تحولت رجاء أن أسمع، فلم أسمع شيئا .
عن عاصم بن أبي بكر، أن عبد العزيز بن مروان، قال: وفدت إلى سليمان بن عبد الملك، ومعنا عمر بن عبد العزيز، فنزلت على ابنه عبد الملك بن عمر، وهو عزب، فكنت معه في بيت، فصلينا العشاء، وأوى كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح فأطفأه، وأنا أنظر إليه، ثم قام يصلي حتى ذهب بي النوم، فاستيقظت، وإذا هو في هذه الآية أفرأيت إن متعناهم سنين، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون فبكى، ثم رجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل ذلك، حتى قلت: سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: لا إله إلا الله، والحمد لله، كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عنه، فلما سمعني، سكت فلم أسمع له حسا) .

33/باب الاسترقاء بالقرآن، وما يكتب منه ويتعلق للاستشفاء به

_الرخصة بالإستشفاء بالقرآن والتماس بركته
عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث .
عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: «من أخذ برقية باطل، لقد أخذت برقية حق. خذوا، واضربوا لي معكم بسهم».
عن الأعمش، عن خيثمة، قال: قال عبد الله: عليكم بالشفاءين؛ القرآن والعسل.
عن عبد الله بن المبارك، عن عيسى بن عمر القارئ الكوفي، عن طلحة بن مصرف، قال: كان يقال: إذا قرئ القرآن عند المريض، وجد لذلك خفة. قال: فدخلت على خيثمة، وهو مريض، فقلت: إني أراك اليوم صالحا، فقال: إنه قرئ عندي القرآن .

34/باب ما جاء في مثل القرآن وحامله والعامل به والتارك له

_فضل تعلم القرآن والعمل به وأثر تاركه
عن عطاء مولى أبي أحمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم القرآن، ثم قام به فهو مثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه كل مكان، ومن تعلم القرآن ورقد، فهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك.»
عن الحارث، عن علي، رضي الله عنه قال: مثل الذي أوتي القرآن ولم يؤت الإيمان كمثل الريحانة، ريحها طيب، ولا طعم لها. ومثل الذي أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الذي أوتي القرآن والإيمان مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب. ومثل الذي لم يؤت الإيمان، ولم يؤت القرآن كمثل الحنظلة طعمها خبيث، وريحها خبيث .
عن عبد الله بن مسعود، قال: مثل الذي يقرأ القرآن، ولا يعمل به، كمثل الريحانة ريحها طيب، ولا طعم لها. ومثل الذي يعمل به ولا يقرؤه كمثل التمرة طعمها طيب، ولا ريح لها. ومثل الذي يعمل به ويقرؤه مثل الأترجة.
قال أبو عبيد: أحسبه قال: طعمها طيب، وريحها طيب ومثل الذي لا يعمل به ولا يقرؤه كمثل الحنظلة ريحها خبيث، وطعمها خبيث).
باب المصاحف وما جاء فيها مما يؤمر به وينهى عنه

_الأقوال في شراء المصاحف وبيعها
عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كره بيع المصاحف .
عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: أشتري المصاحف، ولا أبيعها .
عن ابن جريج، قال: أخبرنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول في بيع المصاحف: أبتاعها أحب إلي من أن أبيعها .
عن سعيد بن جبير، قال: اشترها، ولا تبعها .
عن ابن عون، عن ابن سيرين، أنه كره بيعها وشراءها .
عن أبي حصين، عن أبي الضحى، قال: سألت ثلاثة من أهل الكوفة عن شراء المصاحف؛ عبد الله بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وشريحا، فكلهم قال: لا تأخذ لكتاب الله ثمنا .

_ماورد في الأثر من استحسان شراء وبيع المصاحف
عن السري بن يحيى، عن مطر الوراق، أنه سئل عن بيع المصاحف، فقال: كان حبرا أو خيرا هذه الأمة، لا يريان ببيعها بأسا، الحسن والشعبي .
أخبرنا يونس، عن الحسن، أنه كان لا يرى بأسا ببيع المصاحف واشترائها .
عن الشعبي، أنه سئل عن ذلك، فقال: إنما يأخذ ثمن ورقه وأجر كتابته .
عن أبي شهاب، موسى بن نافع قال: قال سعيد بن جبير: هل لك في مصحف عندي، قد كفيتك عرضه، تشتريه؟

_ماورد بنقط المصاحف ومافيه من الرخصه والكراهه
عن إبراهيم، أنه كان يكره نقط المصحف، ويقول لنا: جردوا القرآن، لا تخلطوا به ما ليس منه .
عن الحسن، وابن سيرين، أنهما كانا يكرهان نقط المصاحف .
حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، قال: سألت الحسن عن نقط المصاحف، فقال: لا بأس به ما لم تبغوا .
عن حماد بن زيد، عن خالد الحذاء، قال: كنت أمسك على ابن سيرين في مصحف منقوط .

_فواتح السور والآي وتعشيرالمصاحف
عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، عن عبد الله، أنه كان يكره التعشير في المصحف .
عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، أنه كره التعشير والطيب في المصحف .
عن ابن سيرين، أنه كان يكره الفواتح والعواشر التي فيها قاف وكاف .
عن أبي بكر السراج، قال: قلت لأبي رزين: اكتب في مصحفي سورة كذا وكذا قال: لا، إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه فيظنوا أنه من القرآن .
عن يحيى بن أبي كثير، قال: ما كانوا يعرفون شيئا مما أحدث في هذه المصاحف، إلا هذه النقط الثلاث على رءوس الآيات .

_الأقوال بتزيين المصاحف وحليتها بالذهب والفضة
عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: مر على عبد الله بمصحف قد زين بالذهب فقال: إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق .
عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان إذا رأى المصحف قد فضض أو ذهب قال: أتغرون به السارق، وزينته في جوفه؟
عن المغيرة، عن إبراهيم، أنه كان يكره أن يكتب، المصحف بذهب قال: وكانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن .
عن ابن عون، عن ابن سيرين، أنه كان لا يرى بأسا بأن يزين المصحف ويحلى .

35/باب كتاب المصاحف وما يستحب من عظمها، ويكره من صغرها
عن أبي الأسود، أن عمر بن الخطاب، وجد مع رجل مصحفا قد كتبه بقلم دقيق، فقال: ما هذا؟ قال: القرآن كله فكره ذلك، وضربه، وقال: عظموا كتاب الله. قال: وكان عمر إذا رأى مصحفا عظيما سر به .
عن عبيد الله بن سليمان العبدي، عن أبي حكيمة العبدي، قال: كنت أكتب المصاحف، فبينا أنا أكتب مصحفا، إذ مر بي علي رضي الله عنه، فقام ينظر إلى كتابي، فقال: أجلل قلمك. قال: فقصمت من قلمي قصمة، ثم جعلت أكتب، فقال: نعم، هكذا نوره كما نوره الله عز وجل .
عن الأعمش، عن إبراهيم، أن عليا، رضي الله عنه كان يكره أن يكتب القرآن في الشيء الصغير .
عن محمد بن الزبير، عن عمر بن عبد العزيز، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكتبوا القرآن إلا في شيء طاهر». قال: وسمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ .
عن مخلد بن حسين، عن واصل مولى أبي عيينة، عن ابن سيرين، أنه كره أن تكتب المصاحف مشقا .

_حكم مس المصحف للمشرك ومن ليس بطاهر
عن عبد الله بن أبي بكر، قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجدي أن: «لا يمس القرآن إلا طاهر».
عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان لا يأخذ المصحف إلا وهو طاهر .
مالك، قال: لا يحمل المصحف أحد بعلاقته ولا على وسادة إلا وهو طاهر، إكراما للقرآن. قال أبو عبيد: وهذا عندنا هو المعمول به. وقد رخص فيه ناس علماء .
عن هشام، عن الحسن، أنه كان لا يرى بأسا أن يمس المصحف على غير وضوء، ويحمله إن شاء .
عن الشعبي، أنه كان لا يرى بأسا أن يأخذ المصحف بعلاقته، وهو على غير وضوء .
عن ابن جريج، عن عطاء، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: أضع المصحف على الثوب الذي أجامع عليه؟ قال: نعم .
عن شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، أنه أراد أن يتخذ مصحفا، فأعطاه نصرانيا، فكتبه له .
عن شعبة، عن رجل، لم يسمه إسماعيل قال: كان سعيد بن جبير معه غلام مجوسي يخدمه، فكان يأتيه بالمصحف في علاقته. حدثنا حفص النجار، من أهل واسط، عن شعبة، عن القاسم الأعرج، عن سعيد بن جبير، مثل ذلك).
وصلى الله وبارك على محمد
أحسنتِ وأجدتِ نفع الله بكِ، مع التنبيه أنه يُكتفى بذكر خلاصة القول تحت كل مقصد وأهم مسائله وليس جميعها.
الدرجة:أ+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبه, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir