دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 01:36 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: ما سبب عدم جمع القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
س2: لخّص القول في مصحف أبيّ بن كعب، وبيّن أنواع ما يُنسب إليه.
س3: ما معنى تأليف القرآن؟
س4: ما سبب كثرة الأسئلة المثارة في باب جمع القرآن؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الثانية:
س1: ما تقول في دعوى أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كتب مصحفاً مرتّبا على النزول؟
س2: ما الجواب عن خبر (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة)؟
س3: ما تقول فيما روي عن ابن مسعود أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟
س4: كيف تجيب باختصار عما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: «إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها»؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الثالثة:
س1: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟
س2: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟
س3: لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.
س4: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الرابعة:
س1: هل البسملة من القرآن؟
س2: لخّص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف، وهل هو توقيفي؟
س3: ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة؟
س4: ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا] قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الخامسة:
س1: هل تعدّ البسملة من آيات السور؟
س2: ما تقول في دعوى أنّ عمر بن الخطاب جمع القرآن في خلافته؟
س3: ما تقول فيما يُذكر من ترتيب السور في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود ؟
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم [ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه] فلصقت إحدى الواوين بالأخرى فقرأ لنا: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد) ؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟
س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 01:55 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما تقول في دعوى أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كتب مصحفاً مرتّبا على النزول؟

روي في جمع علي للقرآن عدة آثار، حملها العلماء على حفظه في صدره وليس كتابة، لشهادة علي أن أول من جمع القرآن بين لوحين هو أبو بكر، مع تضعيف البعض لها لانقطاع الإسناد.
منها ما رواه ابن أبي شيبة عن محمّد بن سيرين، قال: لمّا استُخلف أبو بكرٍ قعد عليٌّ في بيته؛ فقيل لأبي بكرٍ؛ فأرسل إليه: (أكرهت خلافتي؟) قال: لا، لم أكره خلافتك، ولكن كان القرآنُ يزاد فيه، فلمّا قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلتُ عليّ أن لا أرتدي إلاّ لصلاةٍ حتّى أجمعه للنّاس، فقال أبو بكرٍ: (نعم ما رأيتَ). وهو مرسل جيد، وله طرق أخرى.

أما ما رواه ابن عبد البرّ عن محمد بن سيرين، قال: (لما بويع أبو بكر أبطأ علي عن بيعته فجلس في بيته؛ فبعث إليه أبو بكر ما بطأك عني أكرهت إمرتي؟!). فقال علي: (ما كرهت إمارتك، ولكني آليت أن لا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى أجمع المصحف)
قال ابن سيرين: (وبلغني أنه كتبه على تنزيله، ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير).
ففي هذه الرواية زيادة في قول ابن سيرين، وفي إسنادها أحد الضعفاء، فهي زيادة منكرة لا تصح، وكذلك لفظة المصحف مبدلة من لفظ القرآن، كما قال أبو بكر ابن أبي داوود: (لم يذكر المصحفَ أحدٌ إلا أشعث وهو ليّن الحديث، وإنما رووا "حتى أجمع القرآن" يعني: أتمَّ حفظه؛ فإنه يقال للذي يحفظ القرآن قد جمع القرآن).
وبذلك تبطل دعوى أن أحد من الصحابة رتب المصحف على ترتيب النزول.

س2: ما الجواب عن خبر (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة)؟
ذكر ذلك الخبر في روايتين إحداهما عن عمر بن الخطاب والثانية عن زيد بن ثابت.
الراوية الأولى: روى أحمد في مسنده وابن أبي داوود في المصاحف عن محمد بن سلمة الباهلي: أخبرنا محمد بن إسحق عن يحيى بن عباد عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال: أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر براءة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى عمر بن الخطاب، فقال: (من معك على هذا؟) قال: لا أدري والله إلا أني أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعيتها وحفظتها. فقال عمر: (أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم). ثم قال: (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فضعوها فيها، فوضعتها في آخر براءة).
وفي الإسناد محمد بن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن، وعباد بن عبد الله بن الزبير لم يدرك زمن الجمع، فهذه الرواية ضعيفة الإسناد منكرة المتن لا تصح، لمخالفتها اتفاق الصحابة وإجماع العلماء على أن ترتيب الآيات في السور توقيفي، ومخالفتها أيضا ما صح عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه إياهما بعد قوله تعالى: {ثمّ انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} ، فلم يكن الصحابة يجهلون موضعهما كما في روايات جمع القرآن، لذلك هذه الزيادة منكرة جدا.

الراوية الثانية: روى عمر بن شبّة في تاريخ المدينة وابن جرير في تفسيره من طريق عمارة بن غزية، عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (عرضت المصحف فلم أجد فيه هذه الآية {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}) قال: (فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم أجدها مع أحد، ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنها، فلم أجدها مع أحد منهم، حتى وجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري فكتبتها، ثم عرضته مرة أخرى فلم أجد فيه هاتين الآيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة).
قال: (فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم أجدهما مع أحد منهم، ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنهما فلم أجدهما مع أحد منهم حتى وجدتهما مع رجل آخر يدعى خزيمة أيضا من الأنصار فأثبتهما في آخر براءة). قال زيد: (ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة واحدة، ثم عرضته عرضة أخرى فلم أجد فيه شيئا؛ فأرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها يسألها أن تعطيه الصحيفة، وجعل لها عهد الله ليردها إليها، فأعطته إياها، فعرضت الصحف عليها فلم تخالفها في شيء فرددتها إليها، وطابت نفسه فأمر الناس أن يكتبوا المصاحف).
فهذا الخبر تفرّد به عمارة بن غزيّة عن الزهري، وأخطأ في إسناده ومتنه، ولم يضبط ألفاظه، وخالف الثقات فيه في مواضع منه، كما نبه على ذلك الدارقطني في العلل من أن ما رواه الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت من هذا الحديث ألفاظا يسيرة، مع جعل الراوي ابن السباق مكان خارجة بن زيد بن ثابت وجعل الحديث كله عنه، فتبين أن هذه الزيادة المنسوبة إلى زيد منكرة فهي مردودة معلولة.

س3: ما تقول فيما روي عن ابن مسعود أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟
اختلف أهل العلم فيما روي عن ابن مسعود من أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، فبعضهم صحح ما ورد في ذلك، والبعض ضعفه ورده، والصحيح أن ذلك كان في أول الأمر ثم رجع عنه، كما في بعض الروايات، منها:
- روى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال: كان عبد الله يحكّ المعوذتين من مصاحفه، ويقول: (إنهما ليستا من كتاب الله).
- وروى البزار والطبراني عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود أنه كان يحكّ المعوذتين من المصحف ويقول: «إنما أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما» وكان عبد الله لا يقرأ بهما).
فكان رضي الله عنه يرى أنهما عوذتان كان النبي يعوذ بهما الحسن والحسين، ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته، وهذه الروايات كانت قبل الجمع العثماني الذي وقع عليه الإجماع، فوقوع الخطأ من أحد كبار القراء جائز، فهو غير معصوم من الخطأ، وهو معذور مأجور لحرصه على عدم تخليط القرآن بشيء غيره،
وقد وردت أحاديث صحيحة في أنهما سورتين من القرآن وأن النبي قرأ بهما في الصلاة وخارجها، منها:
- رواه الإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟" قال: قلت: بلى يا رسول الله !قال: فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ بربّ الناس} ).
- وفي سنن أبي داوود وشرح مشكل الآثار للطحاوي وسنن البيهقي عن عقبة بن عامر، قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بأعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس، ويقول: «يا عقبة ! تعوذ بهما؛ فما تعوذ متعوذ بمثلهما» قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة).
- وروى الإمام أحمد والطحاوي في شرح مشكل الآثار عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن رجل من قومه أن رسول الله عليه السلام مر به، فقال: (اقرأ في صلاتك بالمعوذتين). ويزيد بن عبد الله من بني الحريش بطن من بني عامر بن صعصعة.

ورجوع ابن مسعود عن ظنه ذلك ثابت بالأسانيد التي رويت عنه بما يوافق قراءة العامة وفيها المعوذتين، وبما رواه ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي أنه قال: قال: قلت للأسود: من القرآن هما؟ قال: «نعم»، يعني: المعوذتين، والأسود بن يزيد من خاصّة أصحاب ابن مسعود.

س4: كيف تجيب باختصار عما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: «إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها»؟
من خلال دراسة هذا الخبر إسنادا ثم متنا، نجيب كما يلي:
دراسة الإسناد:
له ثلاث روايات كلها معلولة، فهي ضعيفة جدا لا تصح عن عثمان بن عفان، وهي:
1. أخرج عمر بن شبّة وابن أبي داوود وأبو عمرو الداني عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن عبد الله بن فطيمة، عن يحيى بن يعمر، قال: قال عثمان رضي الله عنه: «إن في القرآن لحناً ستقيمه العرب بألسنتها»
وإسناده معلّ بثلاث علل: عنعنة قتادة وقد عرف بالتدليس، ورواية يحيى بن يعمر عن عثمان مرسلة، وجهالة حال عبد الله بن فطيمة.
2. قال عمر بن شبّة: حدثنا علي بن أبي هاشم، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي، قال: (لما فرغ من المصحف أتي به عثمان رضي الله عنه فقال: «قد أحسنتم وأجملتم، أرى شيئا من لحن سنقيمه بألسنتنا».
ورواه ابن أبي داوود من طريق المؤمل بن هشام ويحيى بن آدم عن إسماعيل ابن علية به إلا أنه قال: «قد أحسنتم وأجملتم، أرى فيه شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها».
والإسناد معلّ بثلاث علل أيضاً: أن عبد الأعلى لم يدرك عثمان بن عفان، وأن الحارث بن عبد الرحمن متكلّم فيه، واضطراب الرواة في ألفاظه بين (سنقيمه بألستنا) و(ستقيمه العرب بألسنتها).
3. روى ابن أبي داوود عن أبي حاتم السجستاني قال: حدثنا عبيد بن عقيل، عن هارون، عن الزبير بن الخريت، عن عكرمة الطائي قال: لما أتي عثمان رضي الله عنه بالمصحف رأى فيه شيئا من لحن فقال : « لو كان المملي من هذيل، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا ».
والإسناد ضعيف جداً لأن عكرمة الطائي مجهول الحال، ولم يدرك عثمان.
دراسة المتن:
للعلماء في دراسة متنه اتجاهين: فمنهم من رده وأنكره، ومنهم من وجه معناه.
الرأي الأول: من أنكره إنكارا شديدا، منهم ابن الأنباري، وأبو عمرو الداني، ومكيّ بن أبي طالب القيسي، وابن تيمية، وابن عاشور.
لتخليط إسناده، واضطراب ألفاظه، وإجماع الصحابة على صحة ما بين اللوحين وهم أهل اللغة، وأن ظاهر ألفاظه يقتضي الطعن في جمع الصحابة، فحكم على هذا الخبر بأنه منكر المتن.
الرأي الثاني: من وجه معناه، على ثلاثة أقوال:
1. أنّ المراد باللحن ظاهر رسم الكلمات التي تنطق على غير ما تكتب به ظاهراً، وأن هذا اللحن مأمون بإقامة القراء له بألسنتهم حتى تشتهر القراءة الصحيحة ويُعرف معنى الرسم، وهو قول الإمام المقرئ أبو الحسين ابن المنادي.

2. لو فرض ذلك، فإنه قد يكون رآه في نسخة واحدة، فمن الممتنع شرعا وعادة أن تتفق المصاحف على خطأ، ويسكت الصحابة وعثمان على ذلك، وهم من كتبوا المصحف وحفظوه، ولا يمكن اجتماعهم على ضلالة، وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية.

3. وقوع التحريف في روايته، وأن عدم الإشكال فيه: أن عثمان لما عرض عليه عند الفراغ من كتابته رأى فيه شيئا غير لسان قريش، فوعد بأنه سيقيمه، ثم وفى بذلك، وأن إقامة قراء الصحابة للمرسوم بألسنتهم كاف في معرفة النطق الصحيح للرسم، فالأصل في القراءة التلقي من أفواه القراء، وهو رأي السيوطي.

النتيجة:
أن هذا الخبر وإن تعددت طرقه في ظاهر الأمر إلا أنه ضعيف جداً من جهة الإسناد لا يصحّ عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، منكر المتن، وقد وجهه بعض أهل العلم توجيهات لا نكارة فيها.

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
• حفظ الله عز وجل لكتابه وتهيئة الأسباب لذلك، ومن ذلك جهد الصحابة في جمعه وضبطه ورسمه، والتعريف بكتاب الوحي.
• حرص النبي على عدم خلط أي شيء بالقرآن، وتجريده وعدم كتابة أي شيء آخر معه، وأثر هذه التربية على الصحابة، منهم عبدالله بن مسعود فيما روي عنه من آثار جليلة في أهمية تدبر القرآن والانتفاع به.
• الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان من حيث الهدف والطريقة التي تم بها كل منهما، ومعرفة من قاموا بذلك من الصحابة.
• همة وحرص كل من عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان، ومبادرتهم لفكرة جمع القرآن وإقناع الصحابة بذلك.
• الدور العظيم لزيد بن ثابت في كلا الجمعين، وأنه خير مثال على أهمية العلم في بناء الفرد الصالح النافع لأمته.
• تاريخ كتابة المصاحف في عهد الصحابة، ونشأة الرسم العثماني.
• أصل نشأة القراءات، والفرق بينها وبين الأحرف السبعة، وآراء العلماء في ذلك.
• أقوال العلماء في مسألة ترتيب الآيات والسور في المصحف.
• معرفة الردود على الشبهات المثارة في ثبوت بعض ألفاظ القرآن.
• معرفة المرويات والآثار الواردة في جمع القرآن، وتمييز الصحيح منها من الضعيف.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 04:26 PM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

أبدأ مستعينة بالله تعالى الإجابة على أسئلة المجموعة الأولى:

س1: ما سبب عدم جمع القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
لم يُجمع القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعا وقولا واحدا لأهل العلم، وذلك لسببين ذكرهما العلماء،.
أولا: لأن وجوده صلى الله عليه وسلم كان ضمانا لحفظ القرآن ولو لم يُكتب، فربه سبحانه وتعالى وعده بعدم نسيانه، قال تعالى مخاطبا نبيه :(سنقرئك فلا تنسى).
وثانيا لأن القرآن كان يتنزل حسب الوقائع، فكان يزاد فيه ويُنقص منه وتُنسخ بعض الآيات وتُثبّت أخرى، فكان جمعه آنذاك يقتضي مشقة كبرى وتعددا واختلافا في المصاحف.

س2: لخّص القول في مصحف أبيّ بن كعب، وبيّن أنواع ما يُنسب إليه.
روى أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن وابن أبي داوود في كتاب المصاحف بإسناد صحيح عن محمد بن أبيّ بن كعب أن ناساً من أهل العراق قدموا إليه؛ فقالوا: إنما تحمَّلنا إليك من العراق، فأخرج لنا مصحف أُبَيّ قال محمد: "قد قبضه عثمان"
قالوا: سبحان الله أخرجْه لنا ! قال: "قد قبضه عثمان"
ففي هذا الأثر دليل على أن مصحف أبيّ رضي الله عنه قد حُرق.
أما ما يُنسب إلى مصحفه مما يخالف المصاحف العثمانية فعلى ثلاثة أنواع :
-منها ما رُوي عمن رآه قبل جمع المصاحف العثمانية، وأغلب ما رُوي فيه لا يصح.
-ومنها ما رُوي من قراءة أبيّ بن كعب قبل الجمع، فمنه كذلك ما صحّ وما لم يصحّ، فما صحّ منه مما خالف المصاحف العثمانية تُركت القراءة به لإجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم على مصحف عثمان رضي الله عنه.
-ومنها ما ادّعي على أنه مصحف أبيّ بالعراق، و العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال:
القول الأول : أنه مصحف أنس بن مالك رضي الله عنه أملاه عليه أبيّ بن كعب.
القول الثاني: أنه من المصاحف التي لم تُتلف بعد الجمع العثماني، قال ابن عطية:"وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة، كمصحف ابن مسعود، وما كتب عن الصحابة بالشام، ومصحف أبيّ، وغير ذلك، وكان في ذلك اختلاف حسب الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها"
وهذه المصاحف تُركت القراءة بها بعد جمع عثمان الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، إضافة إلى أنه لا تُعرف طريقة نسخها ولم يُتحقق من ذلك.
القول الثالث: أنه مصحف أبي بن كعب نفسه، وهذا مردود لصحة ما ورد أنه أُتلف بعد الجمع العثماني، وأبيّ من الصحابة الذين أجمع ا على جمع عثمان.
وهذه جملة من أمثلة ما يُنسب إلى مصحف أبيّ رضي الله عنه:
-ما رواه ابن أبي داوود عن حماد قال: "قرأت في مصحف أبي: (للذين يُقسمون)".
وقال ابن أبي داود: مصحفنا فيه {يؤلون من نسائهم}
وبهذا الإسناد قال حماد: "وجدت في مصحف أبيّ: (فلا جناح عليه ألا يطوف بهما)".

-ما روى أبو عبيد القاسم بن سلام عن عزرة، قال: "قرأت في مصحف أبي بن كعب هاتين السورتين: (اللهم نستعينك) و (اللهم إياك نعبد)".

-ما روي ابن جرير أن جرير بن حازم: "قرأتها في مصحف أُبيّ بن كعب [يُوَفِّيهمُ اللهُ الحَقُّ دِينَهُمْ]".

-ما روى ابن حبان : قال حماد: "وقرأت في مصحف أبيّ: [ومنهم من بدَّل تبديلا]".

-ما روى أبو عبيد القاسم بن سلام : قال ميمون بن مهران: "قرأت في مصحف أبيّ بن كعب [اللهم نستعينك ونستغفرك] إلى قوله: [بالكافرين ملحق]".

وهذه الآثار منها ما تكلم العلماء في إسنادها، و هي كلها تُحمل على ما نُسب إلى مصحف أبيّ رضي الله عنه، لأن الصحيح أنه أُتلف بعد جمع عثمان رضي الله عنهم جميعا.

س3: ما معنى تأليف القرآن؟
التأليف في اللغة :الوصل والمتابعة، وقد ورد لفظ تأليف القرآن في الأحاديث والآثار بمعنى ترتيب الآيات في السورة الواحدة تارة، وترتيب السور في المصحف تارة أخرى.
فمن أدلة القول الأول : ما روى الامام أحمد زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلّف القرآن من الرقاع إذ قال: ( طوبى للشام )، قيل: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: ( إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها ).
والشاهد في الأثر أن الآيات كانت تنزل مفرقة، و تأليفها يراد به جمعها إلى بعضها ووصلها.

وأدلة القول الثاني: ما روى البخاري أن يوسف بن ماهك، قال: إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي، فقال: أي الكفن خير؟
قالت: (ويحك، وما يضرك؟)
قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك؟
قالت: (لم؟)
قال: لَعَلِّي أؤلّف القرآن َعليه، فإنه يقرأ غير مُؤلَّف.
قالت: (وما يضرك أيه قرأت قبل؟)
ثمّ ذكر الحديث إلى أن قال: فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السور).

والتأليف بالمعنى الأول كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن تأليفاً تاماً بالكتابة كما كان بالحفظ في الصدر، وهو الأرجح.

س4: ما سبب كثرة الأسئلة المثارة في باب جمع القرآن؟
الأسئلة في هذا الباب مدارها على سببين اثنين :
-بعض الإشكالات التي تعرض لطالب العلم في فهمه لمسائل جمع القرآن، فيطرحونها لمزيد يقين و علم مع الإيمان الجازم بالقرآن الكريم.
-شبهات يطرحها المستشرقون وغيهم للطعن في القرآن الكريم وطريقة جمعه و صحّته، ليشككوا المسلمين في مصادرهم الرئيسية .

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
من أهمّ ما استفدته من دورة جمع القرآن، حفظ الله تعالى لكتابه ، حيث تتجلى عظمة الخالق سبحانه و عنايته وقيوميته، ووعده الحق في قوله سبحانه :(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
-توفيقه سبحانه لزمرة من عباده، حيث هيأهم واستعملهم في حفظ القرآن وجمعه وكتابته ، و ظهر غضبهم للاختلاف فيه وخوفهم على ضياعه، وما ذلك إلا بفضل الله عليهم ، ثم لحرصهم على دينهم و كتابهم.
-مما استفدته أيضا، أننا بعد أكثر من 15 قرنا ندرس كيف انبرى الصحابة الكرام لجمع القرآن الكريم، بأسمائهم، وطرقهم، و كيفية الجمع والنسخ، وكأننا نعيش بينهم ونعاين أخبارهم في ذلك، و هذه من نعم الله علينا التي تستحق الشكر.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 12:44 AM
وفاء بنت علي شبير وفاء بنت علي شبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: هل البسملة من القرآن؟

أجمع علماء السلف الصالح على أن البسملة من القرآن؛ فإن كتابة الصحابة لها في القرآن تقتضي كونها منه وقد نقل إجماعهم على ذلك البيهقيُّ -رحمه الله – بقوله: (لم يختلف أهل العلم في نزول {بسم الله الرحمن الرحيم} قرآنا، وإنما اختلفوا في عدد النزول) ولا ينظر لمن شذ عن ذلك من الأقوال فهي إما لم تثبت عن أصحابها أو أنها منكرة.
وإنما وقع الخلاف بينهم في كونها تعد آية داخلة في السورأو أنها آية منفصلة نزلت للفصل ورجح ابن تيمية قول من قال أنها منفصلة فقال: هو أوسط الأقوال وأعدلها وهو قول أكثر فقهاء الحديث ومحققي أصحاب أبي حنيفة وهو المنصوص عن أحمد في غير موضع بلا خلاف.
واستدل بأنها نزلت للفصل، وليست آية من السور بسورة {تبارك الذي بيده الملك} ثلاثون آية بدون البسملة؛ فالعادين لآيات القرآن لم يعدّ أحد منهم البسملة من السورة، كما استدل بقول ابن عباس رضي الله عنه: " كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل بسم الله الرحمن الرحيم".
بل قد روي عن المبارك في التحذير من ترك البسملة قوله: (من ترك {بسم الله الرحمن الرحيم} في فواتح السور، فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من القرآن).
.......................................................................................................................................
س2: لخّص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف، وهل هو توقيفي؟
ينقسم الجواب على هذا السؤال على شقين:
الشق الأول: ما يتعلق بترتيب الآيات: لا خلاف بين أهل العلم أن ترتيب الآيات في السورة الواحدة توقيفي -كما قال ابن حجر- وأنه متلق عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن قراء الصحابة كانوا يقرؤونها على الترتيب الذي تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك انعقد إجماع الصحابة.
وقد جاءت الأدلة صريحة صحيحة في أن ترتيب الآيات في السور توقيفي منها :
1.حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: «يا عمر! ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء ».
فحدد صلى الله عليه وسلم موضع آية الصيف وأنها في آخر سورة النساء فتبين من ذلك أن الآيات كانت مرتبة في السور على ترتيب النبي صلى الله عليه وسلم.
2. وحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: «سبحان ربي العظيم»، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: «سمع الله لمن حمده»، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد، فقال: «سبحان ربي الأعلى»، فكان سجوده قريبا من قيامه).
فتبين من قوله: "يركع عند المائة" أن ترتيب الآيات في السور محدد ومعدود.
3. وحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (نسخت الصحف في المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين» وهو قوله: {من المؤمنين، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} فألحقناها في سورتها في المصحف). رواه البخاري في صحيحه من طرق عن ابن شهاب الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه.
فقوله: "ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها" دليل على أن الصحابة كانوا يحفظون ترتيب الآيات في السورة الواحدة من النبي صلى الله عليه وسلم.
4.قول عبد الله بن أبي مليكة: قال ابن الزبير: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} إلى قوله {غير إخراج} قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: «تدعها يا ابن أخي، لا أغيّر شيئاً منه من مكانه»، ومعلوم أن ابن الزبير كان من كَتَبَةِ المصاحف العثمانية، فهذا أثر صحيح صريح في ذلك.
الشق الثاني: ترتيب السور في المصحف: اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: ترتيب السور في المصحف توقيفي ومستندهم قول: ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: (إنما أُلِّفَ القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى صلى الله عليه وسلم)؛ ففَهِمَ منه بعضُ أهل العلم التوقيف، فذهب أبو عمرو الداني وابن بطال وأبو بكر ابن الأنباري وأبو جعفر النحاس وجماعة من أهل العلم إلى أن ترتيب السور توقيفي.
قال أبو عمرو الداني: (القول عندنا في تأليف السور وتسميتها وترتيب آيها في الكتابة أن ذلك توقيف من رسول الله وإعلام منه به لتوفر مجيء الأخبار بذلك واقتضاء العادة بكونه كذلك، وتواطؤ الجماعة، واتفاق الأمة عليه، وبالله التوفيق)، وقال أبو جعفر النحاس: (المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فهؤلاء العلماء ذهبوا إلى أنّ ترتيب السور توقيفي من الرسول صلى الله عليه وسلم.
القول الثاني: ترتيب السور اجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم، وهذا قول القاضي عياض وحكاه عن جمهور أهل العلم والمحققين منهم.
قال القاضي عياض: (ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف لم يكن ذلك من تحديد النبى عليه السلام، وإنما وكله إلى أمته بعده، وهو قول جمهور العلماء، وهو قول مالك واختيار القاضى أبى بكر الباقلانى وأصح القولين عنده).
وهذا القول هو الراجح وهو قول الجمهور والمحققين من أهل العلم؛ إذ لو كان ترتيب السور في المصحف توقيفي لما ساغ اختلاف مصا حف الصحابة في ترتيب السور قبل جمع عثمان، وهم من هم في تعظيم القرآن والعناية به وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم فيه.
ومما هو جدير بالذكر: أن اجتهادهم رضوان الله عليهم كان قائما على أصول وأسس وأدلة اختصوا بعلمها وليس محض رأي واستحسان، ومما يدل على صحة اجتهادهم:
1-إجماعهم على هذا الترتيب؛ وقد تقرَّر أنّ الأمّة لا تجمع على ضلالة، وأنّا مأمورون باتّباع سُنَّة الخلفاء الراشدين، وقد أقرّ هذا الترتيب عثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، وأقرّه قُرَّاء الصحابة وعلماؤهم؛ فعلمنا أن هذا الترتيب هو الحقّ الذي رضي الله أن يُرتّب به كتابه.
2- تلقي الأمّة له بالقبول في زمانهم وبعده على مَرِّ القرون.
3- توخيهم في ترتيب السور ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه نص، كتقديمهم فاتحة الكتاب، ثم السبع الطوال، ثم المئين، ثم المثاني، ثم المفصّل، وهو ترتيب مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث، ثمّ في كلّ مجموعة من تلك المجموعات أدلّة تفصيلية يفهم منها ما يوافق هذا الترتيب في الجملة، ومنها:
1. الأحاديث المروية في تسمية سورة الفاتحة بفاتحة الكتاب ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: ((هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: "أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته")).
2. وحديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران».
3. وقال عبد الرحمن بن يزيد النخعي: سمعت ابن مسعودٍ يقول في بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: «إنهن من العتاق الأول، وهنَّ من تلادي» فذكرهنّ على نسق الترتيب الذي هي عليه في المصحف.
4. وحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات).
أما مالم يثبت فيه نص فقد اجتهدوا فيه على أصول وأسس كما سبق وإن خفيت علينا فإنا مأمورون باقتفاء اثرهم والأخذ بإجماعهم.
......................................................................................................................................
س3: ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة؟
اختلاف الصحابة في ترتيب السور ينقسم قسمين:
القسم الأول: ما كتب قبل جمع عثمان فالاختلاف فيه وارد؛ ذلك أن الاجتهاد في ترتيب السور كان راجع لكل قارئ إذ لم يكن واجب عليهم ترتيب السور سواء كان في التلاوة أو غيره، فكان لابن مسعود مصحف، ولأبيّ بن كعب مصحف، ولأبي موسى الأشعري مصحف، ولأبي الدرداء مصحف، ولغيرهم من الصحابة وكبار التابعين مصاحف وكان بين تلك المصاحف من الاختلاف في الأحرف وترتيب السور، بل وسور نسخت كسورتي الخلع والحفد.
يدل على ذلك قول عبد الله بن مسعود: «لقد تعلمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين، في كل ركعة»، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم: حم الدخان وعم يتساءلون)، ففي قوله: (على تأليف ابن مسعود) يدلّ على أنّ لها تأليفاً مختلفاً عما يعهده المخاطبون.
وكتابة السور والآيات المنسوخة في بعض المصاحف قبل جمع عثمان فهو راجع إلى أحد أمرين:
أولهما: عدم العلم بالنسخ.
والثاني: أن تلك المصاحف خاصة بأصحابها، ليس لتلاوتها كما تتلى سور القرآن غير المنسوخة، ولا لإقرائها، وإنما بقيت للعلم بها.
الثالث: أنّ ما خالف المصاحف العثمانية في الترتيب من مصاحف الصحابة فإنما سببه أنه كان قبل العرضة الأخيرة كما قال ابن بطال وهو قول مرجوح، كما سبق بيانه.
القسم الثاني: ما كتب بعد جمع عثمان رضي الله عنه فهذا الجمع انعقد عليه إجماعهم فلم تسغ مخالفته فأتلفت عامّة المصاحف بأمر عثمان بن عفان رحمه الله وبقي مما لم يتلف: المصحف الذي جمعه أبو بكر؛ فإنّ عثمان ردّه إلى حفصة وبقي إلى زمن معاوية ثم أتلفه مروان بن الحكم، وما بقي مخالفا فإنما هو من بقايا ما لم يتلف ثم لم يبق منها شيء بعد ذلك.
.......................................................................................................................................
س4: ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا] قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)؟

تعددت مواقف العلماء في هذه الرواية بين منكر، كابن الأنباري، والزمخشري، وأبو حيان وجماعة من المفسّرين، وبين مثبت دون توجيه ، كالحافظ ابن حجر رحمه الله، وبين مخطئ وملتمس العذر لابن عباس إذ العصمة لم تثبت لأحد من أفراد الصحابة وإنما هي لجماعتهم، كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وبين موجه للأثر إلى ما لا نكارة فيه مع التسليم بأنّ الرسم المعتمد في المصحف أصحّ وأولى، كأبي بكر ابن أشته فيما نقله عنه السيوطي في الإتقان.
والخلاصة في ذلك: أن يقال: الجواب عن هذه المسألة يحتمل أمران:
الأول: أن ابن عباس كان يقرأ [أفلم يتبيّن] ، وهذا وارد لا إشكال فيه؛ لأنّ اختلاف قراءات الصحابة قبل الجمع العثماني وبعده صحيح مأثور.
الآخر: أنّ ابن عباس قال: ( كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)، فهذا الإسناد وإن كان رجاله ثقات إلا أنّه مظنّة للعلّة القادحة؛ دلّ على ذلك ترك أبي عبيد ذكرَ هذه العبارة في كتابه مع روايته لأصل هذا الخبر إلا لأنها زيدت عليه، أو لعلّة أوجبت عليه الإضراب عنها.
ولو ثبت أنّ ابن عباس قالها فالأقرب أن يقال: إنّ ابن عباس كان على علمٍ بالقراءتين، وكان يرجّح اختيار قراءة [أفلم يتبيّن]، ويظنّ أنها هي المعتمدة في المصاحف؛ فتكون تخطئته متجّهة إلى مصحف واحد فلا يجوز أن يحمّل قوله ما لا يحتمل من القول بتخطئة جميع كتاب المصاحف، إذْ لو تبيّن ذلك أحد لم يتجاسر على إنكاره فكيف بمن في مثل علم ابن عباس وعقله.
......................................................................................................................................
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
لا يخفى أهمية هذه الدورة لاسيما لطالب علم التفسير وقد أفدت من هذه الدورة فوائد كثيرة من أهمها:
1- أن الله تكفل بحفظ القرآن ويسر جمعه وحفظه من الاختلاف والزيادة والنقصان.
2- الرد على مطاعن المستشرقين وغيرهم ممن أرادوا التشكيك في جمع القرآن وحفظه ورد كيدهم في نحورهم، والجواب على ما أشكل من الروايات في جمع القرآن.
3- معرفة المراحل التي مرّ بها جمع القرآن، وأسباب كل جمع وأهدافه وخصائصه والرد على الشبهات الواردة على كل مرحلة.
4- الاطلاع على أهم المباحث في جمع القرآن ومقاصد التأليف فيه ومعرفة أهم كتاب الوحي وسيرهم.
5- شدة عناية الصحابة رضوان الله عليهم بالقرآن وحرصهم على جمعه خوفا من ضياعه ووقوع الاختلاف فيه، كما تبين في جمع كل من أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، وتتابع السلف الصالح بعدهم إلى عصرنا الحاضر على العناية بكتاب الله وما يتعلق به من علوم.
6- انعقاد إجماع الصحابة على المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان على العرضة الأخيرة والأخذ به وحرق كل ما سواه في نهاية الأمر.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 11:11 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن

أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم.
تنبيه:
دروس هذا القسم قد تبدو صعبة بعض الشيء لكن مع تنظيم مسائلها ومعرفة ما عليكم حفظه يسهل استذكارها بإذن الله.
وأهم ما في هذا القسم هو الرد على الشبهات، ولعلكم لاحظتم الآن أهمية الدروس السابقة في الوصول إلى هذه المرحلة، وأهمية العناية بحفظ الأدلة الصحيحة للرد على الشبهات.
وعمومًا فأي شبهة نحتاج أن نحدد أصل الشبهة ومنها نصل للرد عليها بإذن الله.
فننظر هل هذه الشبهة نتيجة مسألة عقلية فيحتج عليهم بالنقل أولا ثم العقل إذ لا يمكن أن يخالف النقل الصحيح العقل.
أم هي نتيجة الاحتجاج بدليل لا يصح فيبن لهم:
- وجه بطلان هذا الدليل سندًا ومتنًا
- ثم نبين لهم القول الصحيح والثابت.

* السؤال الخامس المقصود به الفوائد المنهجية في دراسة جمع القرآن وطريقة تحرير المسائل والرد على الشبهات وما إلى ذلك.

المجموعة الأولى:
للا حسناء الشنتوفي: أ+
أحسنتِ وتميزتِ، بارك الله فيك ونفع بكِ.
س2: بالنسبة لما كان من قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه قبل الجمع العثماني، فنؤكد على أن ما ثبت من قراءته لا يُشترط أن يكون مكتوبًا في مصحفه.
س5: راجعي الملحوظة العامة أعلاه.

المجموعة الثانية:
هيثم محمد: أ+
أحسنت، وتميزت، بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الرابعة:
وفاء بنت علي شبير: أ+
أحسنتِ، وتميزتِ، وأثني على تصرفك في الإجابات بأسلوبك، زادكِ الله علمًا وهدى ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

بارك الله فيكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 ذو القعدة 1439هـ/4-08-2018م, 02:17 AM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: هل تعدّ البسملة من آيات السور؟

ذكر ابن عباس وغيره من الصحابة ضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم وكذلك المؤمنون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا يدل على أنها نزلت للفصل بين السور فهي آية، ولكنها ليست من السورة، والدليل على ذلك أن الصحابة ضي الله عنه كانوا يكتبونها أول كل سورة سوى براءة في سطر منفصل، وكان الصحابة لا يكتبون في المصحف ما ليس بقرآن، فهي آية مفردة أنزلت في أول كل سورة وليست منها، فلا تعد من آيات السور، فالعادين لآيات القرآن لم يعد أحد منهم البسملة من السورة، وهذا القول هو أوسط الأقوال وأعدلها.
وهناك من خالف وزعم أنها ليس قرآناً، وهذا القول شاذ لا يؤثر على الإجماع بأنها قرآن أنزل.

س2: ما تقول في دعوى أنّ عمر بن الخطاب جمع القرآن في خلافته؟
هذه الدعوى وردت في أخبار منكرة لا تصح:
أولها: ما رواه ابن أبي داوود من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن أن عمر ضي الله عنه سأل عن آية من كتاب الله فقيل له كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال: (إنا لله وأمر بالقرآن فجمع وكان أول من جمعه في مصحف).
وفي إسناد هذا الخبر مبارك بن فضالة وهو ضعيف وشديد التدليس، وفيه الحسن وهو لم يدرك عمر، فالسند ضعيف منقطع.
وأما متنه فقد ورد فيه (وكان أول من جمعه في مصحف)، وهذا لا يصح لمخالفته الآثار الصحيحة التي تخبر بأولية أبوبكر في جمع المصحف بإشارة من عمر ضي الله عنه.

ثانيها: ما رواه ابن أبي داوود أيضاً من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمر بن طلحة الليثي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب قال: أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال: _فذكر ما قاله_ ثم ذكر أنه قتل شهيداً وهو يجمع المصحف، فأكمل عثمان ضي الله عنه ما بدأه عمر.
وهذا الخبر في إسناده محمد بن عمرو بن علقمه وهو متكلم فيه خفيف الضبط، ويحيى بن عبدالرحمن لم يدرك عمر، فإسناده ضعيف منقطع.
وأما متنه فهو مخالف لروايات الثقات.

ثالثها: ما رواه عمر بن شبه من طريق يزيد بن عياض الليثي عن الوليد بن سعيد عن عروة بن الزبير قال: قال: قدم المصريون فلقوا عثمان رضي الله عنه فقال: (ما الذي تنقمون؟)
قالوا: تمزيق المصاحف.
قال: (إنَّ الناس لما اختلفوا في القراءة خشي عمر رضي الله عنه الفتنة؛ فقال: من أَعْرَبُ الناسِ؟
فقالوا: سعيد بن العاص.
قال: فمن أخطُّهم؟
قالوا: زيد بن ثابت.
فأمر بمصحف فكُتِبَ بإعراب سعيد وخط زيد، فجمع الناس ثم قرأه عليهم بالموسم؛ فلما كان حديثاً كتبَ إليَّ حذيفةُ: إنَّ الرجل يلقي الرجل فيقول: قرآني أفضل من قرآنك حتى يكاد أحدهما يكفّر صاحبَه، فلما رأيت ذلك أَمرتُ الناس بقراءة المصحف الذي كتبه عمر رضي الله عنه، وهو هذا المصحف، وأمرتهم بترك ما سواه، وما صنع الله بكم خيرٌ مما أردتم لأنفسكم)
وهذا الخبر في إسناده يزيد بن عياض وهو متروك الحديث، والوليد بن سعيد مجهول الحال.
وأما متنه ففيه مخالف لرواية الثقات التي تخبر بأن عثمان بن عفان هو من قام بجمع الناس على مصحف إمام جمع في عهده وليس في عهد عمر.

س3: ما تقول فيما يُذكر من ترتيب السور في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود ؟
أما ما يذكر من ترتيب سور مصحف أبي فهو على ما اطلع عليه من المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب رضي الله عنه، وأما ما ينسب إلى مصحف ابن مسعود فمنه من المصاحف المنسوبة إليه الغير متحقق في صحة نسبتها، ومنه ما روي عنه في ترتيبه للمفصل في مصحفه من روايات صحيحة، منها:
1. ما رواه الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة أنه قال: قال عبد الله: (لقد تعلمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين، في كل ركعة)، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم: حم الدخان وعم يتساءلون). رواه البخاري ومسلم.
وهذه الرواية المختصرة سيتوضح الإشكال الذي فيها بالرواية الأخرى.

2. قال مهدي بن ميمون: حدثنا واصل الأحدب، عن أبي وائل، قال: غدونا على عبد الله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة!
فقال: «هذّا كهذّ الشِّعْر إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم، ثماني عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم» رواه البخاري ومسلم.
فهاتين الروايتين رواهما أبي وائل، فالثانية مفصلة للأولى، ففي الثانية أخرج آل حم من المفصّل، فقول بعض أهل العلم في الرواية الأولى: (ظاهرُهُ أن الدخان من المفصل) مدفوع بهذه الرواية المبيّنة.

3. وفي رواية شبيه بسابقتها، وهي من طريق أبي خالد عن الأعمش عن أبي وائل، ولكن فيها زيادة قول الأعمش: (وهي عشرون سورة على تأليف عبد الله أوَّلهن: الرحمن وآخرتهن الدخان: الرحمن والنجم، والذاريات والطور، هذه النظائر، واقتربت والحاقة، والواقعة ون، والنازعات وسأل سائل، والمدثر والمزمل، وويل للمطففين وعبس، ولا أقسم وهل أتى، والمرسلات وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت والدخان) رواه ابن خزيمة في صحيحه، وفي هذه الرواية سرد لأسماء السور والله أعلم بصحة نسبتها لابن مسعود فقد تكون منقولة من المصاحف المنسوبة إليه الغير متحقق من صحة نسبتها، والله أعلم.

س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم [ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه] فلصقت إحدى الواوين بالأخرى فقرأ لنا: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد) ؟
روى هذا الأثر فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما، وفرات بن السائب متروك الحديث، قال فيه البخاري: منكر الحديث، فهذا بالنسبة لإسناد الأثر.
أما متنه ففيه علة في قوله: (ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد)، فهي من الكذب البين على ابن عباس، وذلك لأن القضاء على نوعين:
1. قضاء كوني قدري، يجب أن يقع، وقد يحبه الله وقد لا يحبه، كما في قوله تعالى: (وقضينا إليه ذلك الامر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين)
2. قضاء شرعي، يحبه الله، ولكنه قد يقع وقد لا يقع، بحسب العباد هل أطاعوه أم عصوه، كما في قوله تعالى: (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه)
وبسبب عدم تفريق البعض بينهم وقعوا في الضلالات في باب القضاء والقدر كالمرجئة والقدرية، ويستحيل أن يخفى التفريق بينهم عن ابن عباس رضي الله عنهما، فهذا يؤكد كذب نسبة القول السابق، وهم كذلك كذبوا على ميمون بن مهران الذي ناظر المرجئة.
وفي رواية أخرى لابن جرير لم يذكر فيها (ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد) ولكنها كذلك معلولة؛ لوجود أبي إسحاق الكوفي فيها، وهو متروك الحديث.

وقراءة (ووصى) لم تروى فقط عن ابن عباس، بل رويت عن ابن عباس وأبي وابن مسعود، ولكنها لم تثبت في أثر صحيح الإسناد بل جميعها أسانيد معلولة، وكذلك لا يصح القدح في قراءة ابن عباس (وقضى ربك)، فقد صحت القراءة عن ابن عباس بما يوافق قراءة العامة، وهي قراءة متواترة فلا يصح القدح فيها، وهذه القراءة (ووصى ربك) لا ننكر تواجدها قبل الجمع العثماني، فعلى فرض ثبوت هذه القراءة فهي مما أجمع الصحابة على تركها بسبب عدم احتمال الرسم لها أو أنها مما نسخ.

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
هذه الدورة أفادتني في أمور كثيرة أهمها:
1. بينت لي الترتيب الصحيح للخوض في المسائل والشبهات بالتدرج، ففي البداية نبني الأساس الصحيح القويم الذي يقوم عليه الرد على جميع المشكلات والمسائل المتعلقة، وهذا بشكل عام.
2. وكذلك بينت لي كيفية الرد في مسائل خاصة، بالترتيب الصحيح، فإذا كانت الشبة قائمة على حديث أو أثر فأولاً ننظر لإسناده، ثم لمتنه، وقد يدلنا متنه على علة في الإسناد لم نلحظها.
3. أهمية الصبر وعدم التسرع في الرد، وأهمية التروي وعدم الإنكار المتسرع الذي قد يوقعنا في مشكلة لا مخرج منها، فقد ننكر حديث او أثر لغرابته وعدم سماعنا له وهو صحيح، ويكون له مخرج وتوجيه لا نعرفه قد علمه العلماء من قبلنا.
4. أهمية حفظ الأدلة الصحيحة الثابتة في كل باب ومسألة ليسهل الرد على الشبهات المخالفة لها.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 11:49 AM
ابتسام الرعوجي ابتسام الرعوجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 341
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة اسئلة مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن ..
إجابة اسئلة المجموعة الخامسة :
إجابة السؤال الاول :
هناك قولين في هذه المسألة
القول الاول : وهو القول الراجح ..
أن البسمله هي آيه من القرآن الكريم وذلك لأن الصحابة ما جمعوا بين اللوحيين الا ما هو من القرآن ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وان البسمله ليست آيه من آيات السورة ودليل ذلك ذكره رسول الله صلَّ الله عليه وسلم في حديث سورة الملك وأنها ثلاثون آيه وبهذا العدد يتضح أن البسمله ليست من ضمن آيات السورة ، اما بالنسبة لسورة الفاتحة فا البسمله كونها ضمن آيات السورة أن لا ذلك فيه خلاف ..
القول الثاني:
أن البسمله آيه من القرآن وهذا القول ضعيف لعدة علل ..

إجابة السؤال الثاني :
لا يصح إدعاء القول بأن عمر بن الخطاب جمع القرآن في مصحف في خلافته .
وقد روي في هذه المسألة أحاديث وأخبار لا تصح ومنها :
1- ما روي عن ابن عبدالرحمن بن حاطب قال : أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : ( من كان تلقَّى من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم شيئاً من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبو ذلك في الصحف والالواح والعسب وكان لا يقبل من احد شيئاً حتى يشهد شهيداي فقتل وهو يجمع ذلك إليه فقام عثمان بن عفان فقال من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به وكان لا يقبل من ذلك شيئاً حتى يشهد عليه شهيدان فجاء خزيمه بن ثابت فقال إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوها قالوا وما هما ؟ قال : تلقيت من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم " لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم ……" الى اخر السورة ، فقال عثمان بن عفان وانا اشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما قال اختم بها آخر ما نزل من القرآن فختمت بها براءه ..
وهذا الخبر ضعيف الإسناد المتن فيه عله ومخالف لسياق روايات الثقات .
2- ما روي عن عروة بن الزبير قال : قدم المصريون فلقوا عثمان رضي الله عنه فقال : " ما الذي تنقمون ؟ قالوا : تمزيق المصاحف قال : ( إن الناس لما اختلفوا في القراءة خشى عمر رضي الله عنه الفتنة فقال : من أعرب الناس ؟ فقالوا : زيد بن ثابت فأمر بمصحف فكُتِب بإعراب سعيد وخط زيد فجمع الناس ثم قرأه عليهم بالموسم ، فلما كان حديثاً إليَّ حذيفة أن الرجل يلقى الرجل فيقول قرآني افضل من قرآنك حتى يكاد أحدهما يكفر صاحبة فلما رأيت ذلك أمرت الناس بقراءة المصحف الذي كتبه عمر رضي الله عنه وهو هذا المصحف وامرتهم بترك ما سواه وما صنع الله بكم خير مما أردتم لأنفسكم "..
وهذا الخبر أيضاً لا يصح وذلك لأن أحد رواته متروك الحديث واخر مجهول الحال والبخاري ومسلم أنكروا الحديث والنسائي اتهم أحد الرواة بالوضع .
أيضاً قال عمر بن شبّه " أن نافع بن طريق " كتب مصحف لعمر بن الخطاب وان كان المقصود بهذا القول كتب مصحفاً اماماً فهذا لا يصح وان كان المقصود بالمصحف انه مصحف كُتب خصيصاً لعمر بن الخطاب فهذا أمر محتمل فلقد رويت عن عمر قراءات متروكه .

إجابة السؤال الثالث :
أن ترتيب السور في مصحف أبيَّ بن كعب مما رواه أبو جعفر الكوفي وهو من شيوخ داوود السجستاني وما ذكره أبو جعفر من ترتيب السور هو فقط معتمد على ما اطلع عليه من المصاحف المنسوبه الى أبيَّ بن كعب ، لذلك لا نعتمدَّ بهذه الرواية لأنها لم تثبت صحتها ولا بأس من ذكرها فقط للأستئناس .
اما ترتيب السور في مصحف عبدالله بن مسعود ففيه اختلاف في بعض السور عن ترتيب السور في المصاحف العثمانية وفي ذلك ذلك ما رواه البخاري عن شقيق بن سلمه قال عبدالله بن مسعود :" لقد تعلمت النظائر التي كان النبي صل الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين في كل ركعة "
فَسُئل علقمه فقال عشرون سورة من اول المفصل على تأليف ابن مسعود أخرهن الحواميم : حم الدخان وعم يتساءلون " ..
فا الواضح من الرواية أن ابن مسعود له تأليف مغاير لما يعلمونه وحتى أن ترتيب السور في المصحف عبدالله بن مسعود هو من مصاحف منسوبه لم يثبت صحتها أيضاً كما في ترتيب السور في مصحف أبيَّ بن كعب ..
وبالتالي نقول أن ترتيب السور لابد أن يكون مطابق لترتيب السور في المصاحف العثمانية وذلك لأنه لا يوجد ما ينص على ترتيب معين ويتبعونه إنما اتفق الصحابة على ترتيب السور كما هي في المصحف الإمام وكان ذلك اجتهاد من الصحابة واجتهادهم هذا عن علم .

إجابة السؤال الرابع :
روي عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال " انزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صل الله عليه وسلم [ ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه ] هذا الإسناد ضعيف لا يصح عن عباس لان الفرات بن السائب متروك الحديث حيث قال عنه يحي بن معين أنه ليس بشيء وقال عنه البخاري منكر الحديث وقال ابن حبان أنه كان ممن يروي الموضوعات عن الإثبات ولا يجوز الاحتجاج به ولا الروايه ولا كتابة حديثه الا على سبيل الاختبار .
اما قوله ( ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد ) فهذا من الكذب البينَّ على ابن عباس وذلك أن القضاء نوعين :
1- قضاء كوني قدري :
وهذا واجب الوقوع لنفاذ مشيئة الله كما قال تعالى ( وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين )..
2- قضاء شرعي ديني :
كما في قوله تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضَّل ضلال مبيناً ) .. فهذا من الأوامر الشرعية التي يجب على العبد امتثالها طاعة لله تعالى لكن قد يقع من بعض العباد عصيان لما قضاه الله شرعاً .
ومن لم يفرَّق بينهما وقع في ضلالات في باب القضاء والقدر وما كان التفريق بينهما ليخفى على ابن عباس رضي الله عنهما فنسبة ما سبق إليه مما يُقطع بأنه كذب عليه وهو مكذوب على ميمون بن مهران فهو ممن ناظر المرجئه و حجهم .
وقد صحت القراءة عن ابن عباس رضي الله عنهما بما يوافق قراءة العامة ولا ننكر أن يكون الحرف ( ووصَّى ربك ) قد قرئ به قبل الجمع العثماني .
والخلاصة أن القدح في قراءة ( وقضى ربك ) لا يصح عن عباس اما قراءة ( ووصَّى ) فمرويه من طرق معلومه عن أبيَّ وابن عباس وابن مسعود ..

إجابة السؤال الخامس :
الفوائد المستفاده من دراسة دورة جمع القرآن :
1- من أبرز فوائد هذه الدورة كثرة التأمل في شدة حرص الصحابة على التأكد من ذكر كل آيه حُفظت في الصدور وأنهم يلجئون الى أكثر من صحابي زيادة في التأكد من كل آيه من آيات القرآن ومن ثم وجود شهيدين على كل آيه وصحتها .
2- هذه الدورة فيها عدد كبير من الآثار والاخبار والأحاديث الخاصه بكل مسأله وهذا له أثر على طالب دراسة هذه الدورة حيث أنها تزيد من ملكه الحفظ عنده وتجعله صاحب علم بالاستناد والمتون صحتها ونكارتها وعللها وعلل روايتها وهذا لا شك فيه أنه خير ومزيداً في العلم .
3- سبحانه وتعالى رغم الروايات الضعيفة والآثار والاخبار إلا أن الله قد تكفل بحفظ كتابه قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ..
4- استفدت من كثرة قراءتي للروايات في هذه الدورة أن أكون حريصه جداً على حفظ الأحاديث الصحيحة أو الآثار او الاخبار والتأكد من راويها وتخريجها وسلامه المتن وان لا علة تحول دون نشر الحديث أو الخبر او الأثر لمن حولي في مجتمعي من عامة الناس .
5- تعلمت نوعاً ما الرد بخطوات سليمه صحيحه على الشبهه ومن أبرز الخطوات التروي والتريث قبل الرد او القدح ومما يساعد في ذلك هو حفظ الأحاديث والاخبار والآثار الصحيحة والتي تكون ردود مُسكِته .

هذه الفوائد انا متأكدة انني بعد الدراسه لهذا المقرر وبإستيعاب سيكون فيه تغيير كثيير لأنها هذه التي
ذكرت ذكرتها بعد القراءه فقط من اجل حل الأسئله

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 12:00 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن

عائشة إبراهيم الزبيري: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: ذكرتِ ما يدل على أن البسملة آية من القرآن، لكن السؤال عن عدها ضمن آيات السور، وعلى هذا أدلة منها ثبوت أن سورة الملك ثلاثين آية بالحديث، وهي كذلك دون عد البسملة منها.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.


ابتسام الرعوجي: ب
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
في إجابتكِ بعض الأخطاء الإملائية أرجو التنبه بها لأنها تغير المعنى تمامًا، منها:
س1: القول الثاني: لعلكِ قصدتِ به " ليست آية من القرآن"
س4: قلتِ : اما قراءة ( ووصَّى ) فمرويه من طرق معلومه عن أبيَّ وابن عباس وابن مسعود ..
تصحيح : معلولة.

س1: مع التأكيد على أن السؤال ليس في بيان كون المسألة آية من القرآن أو لا، ولكن في عدها آية من آيات السور.
س2: لا تكتفي بقول " الإسناد ضعيف " ولكن بيني وجه ضعفه، كذا لا نكتفي بقول في المتن علة وإنما نبين العلة، مع بيان الصحيح.
مثلا إن كانت العلة أن في المتن جمع عمر بن الخطاب للمصحف بعد مقتل القراء، فالصحيح أن الجمع كان في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبأمره، لكن بإشارة من عمر رضي الله عنه.
س3:
بالنسبة لمصحف ابن مسعود، راجعي إجابة الأخت عائشة.
وأؤكد على أن السؤال ليس في حكم القراءة بترتيب يخالف ترتيب المصحف الإمام، ولكن السؤال عن ترتيب السور في مصاحف الصحابة وما ثبت لنا منه؛ فلم يثبت لنا بالنسبة لمصحف أبي شيء، وبالنسبة لمصحف عبد الله بن مسعود ففيه روايات صحيحة.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

وفقني الله وإياكما لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ذو الحجة 1439هـ/16-08-2018م, 10:32 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

لمجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟

كان القرآن الكريم محفوظاً مجموعاً في صدور الصحابة رضي الله عنهم حفظاً يُطمئنّ به ويوثق بصحته وعدم ضياع شيء منه.
وكان ذلك الجمع في صدورهم على ضربين:
الضرب الأول: الجمع الفردي، والمراد به أن يحفظه كلّه أفرادٌ من الصحابة رضي الله عنهم، وقد كان منهم من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأبيّ بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت وعثمان بن عفان ومعاذ بن جبل , ومنهم من جمعه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقليل كعليّ بن أبي طالب وابن عباس.
والضرب الثاني: الجمع العام، والمراد به أن كلّ آية من القرآن محفوظة في صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن الحامل للصحابة رضي الله عنهم على جمع القرآن في عهد أبي بكر خشية أن يضيع حفظهم وهم أحياء، وإنما الخوف أن يموت حفظة القرآن الذين أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فينسى من بعدهم شيئا من القرآن، وهذا التخوّف قد زال بجمع القرآن في مصحف واحد في عهد أبي بكر رضي الله عنهم.
وتظاهرَ حفظ الكتاب وحفظ الصدر في الأمّة إلى يومنا هذا.
ولم يكونوا يخشون أن يزاد فيه ما ليس منه ولو حرفاً واحداً؛ لأن عمدتهم الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مشافهة، وكانوا شديدي التوثّق في ضبطه وكتابته، وقد تحقق إجماعهم على صحة كتابة المصحف، ولو كان فيه أدنى خطأ لاشتهر الخلاف فيه وراجعوه حتى يكتبوه على وجهه الصحيح؛ إذ كان القرآن هو كتابهم الذي ليس لهم كتاب غيره، وعنايتهم به أتمّ، وحرصهم على ضبط كتابته وإحسان قراءته وإقرائه أشدّ.


س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟

• حمله على ظاهره، وهو أنهما لم توجدا مكتوبتين إلا عنده.
• أن الصحابة اشترطوا في اعتبار الكتابة أن تكون من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، وأنّهم لم يجدوهما على هذا الشرط إلا عند أبي خزيمة.

س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
نستفيد من سعة رحمة الله بعباده والرخصة في نزول القرآن على عدة لغات وتتبع نزول القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم, ونستفيد منها في استخراج الأحكام, كذلك سرعة انقياد الصحابة وتحريقهم للصحف التي أقرأهم رسول الله حفاظا للمصلحة العامة.
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
رجاله ثقات، لكنّه غريب في جميع طبقات الإسناد.
وهذه القراءة صحيحة عن أبيّ بن كعب، وهي من الأحرف التي تركت القراءة بها؛ فهي إما منسوخة وإما متروكة بالجمع العثماني. ولا خلاف في أنّ القول بتخطئة كتّاب المصاحف العثمانية قول منكر، وأنّ الإجماع على كتابة هذه الآية بهذه القراءة في جميع المصاحف واشتهارها بين المسلمين وقراءة القراء بها ينفي احتمال خطأ الكُتَّاب.
وهذا الأثر إن ثبت عن ابن عباس فهو محمول على إنّ ابن عباس كان على علمٍ بالقراءتين، وكان يرجّح اختيار قراءة [ مثل نور المؤمن كمشكاة ]، ويظنّ أنها هي المعتمدة في المصاحف؛ فإنّ ابن عبّاس كان قد جمع القرآن في صدره قبل الجمع العثماني بزمن، فلمّا بلغه أنها كتبت في مصحف { مثل نوره } أنكر على الكاتب في ذلك المصحف، وغاب عنه أنها كتبت كذلك في جميع المصاحف.
فتكون تخطئته متجّهة إلى مصحف واحد فلا يجوز أن يحمّل قوله ما لا يحتمل من القول بتخطئة جميع كتاب المصاحف، إذْ لو تبيّن ذلك أحد لم يتجاسر على إنكاره فكيف بمن في مثل علم ابن عباس وعقله. .

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"

-دورة مميزة وثرية جدا, استفدت منها مراجعة ماكنا تعلمنا في جمع القرآن من كتاب الشيخ مناع القطان – رحمه الله_ واستفدت معنى الأحرف ولكن يوجد بقية اشكال ربما إذغ راجعت المادة أكثر من مرة يزول هذا الاشكال.
- مدى حرص الصحابة على كتاب الله وذلك تصديقا لقول الله ((إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)).
- الاعجاز في حفظ كتاب الله و كيفية الرد على الشبهات.
- حرص المغرضين على إطفاء نور الله.
- حرص الصحابة على امتثال الأمر لصالح المسلمين وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
- الطاعة لولي الأمر وتقديم طاعته على المصالح الشخصية.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 ذو الحجة 1439هـ/23-08-2018م, 09:27 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة عبدالله مشاهدة المشاركة
لمجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟

كان القرآن الكريم محفوظاً مجموعاً في صدور الصحابة رضي الله عنهم حفظاً يُطمئنّ به ويوثق بصحته وعدم ضياع شيء منه.
وكان ذلك الجمع في صدورهم على ضربين:
الضرب الأول: الجمع الفردي، والمراد به أن يحفظه كلّه أفرادٌ من الصحابة رضي الله عنهم، وقد كان منهم من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأبيّ بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت وعثمان بن عفان ومعاذ بن جبل , ومنهم من جمعه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقليل كعليّ بن أبي طالب وابن عباس.
والضرب الثاني: الجمع العام، والمراد به أن كلّ آية من القرآن محفوظة في صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن الحامل للصحابة رضي الله عنهم على جمع القرآن في عهد أبي بكر خشية أن يضيع حفظهم وهم أحياء، وإنما الخوف أن يموت حفظة القرآن الذين أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فينسى من بعدهم شيئا من القرآن، وهذا التخوّف قد زال بجمع القرآن في مصحف واحد في عهد أبي بكر رضي الله عنهم.
وتظاهرَ حفظ الكتاب وحفظ الصدر في الأمّة إلى يومنا هذا.
ولم يكونوا يخشون أن يزاد فيه ما ليس منه ولو حرفاً واحداً؛ لأن عمدتهم الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مشافهة، وكانوا شديدي التوثّق في ضبطه وكتابته، وقد تحقق إجماعهم على صحة كتابة المصحف، ولو كان فيه أدنى خطأ لاشتهر الخلاف فيه وراجعوه حتى يكتبوه على وجهه الصحيح؛ إذ كان القرآن هو كتابهم الذي ليس لهم كتاب غيره، وعنايتهم به أتمّ، وحرصهم على ضبط كتابته وإحسان قراءته وإقرائه أشدّ.


س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟

• حمله على ظاهره، وهو أنهما لم توجدا مكتوبتين إلا عنده.
• أن الصحابة اشترطوا في اعتبار الكتابة أن تكون من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، وأنّهم لم يجدوهما على هذا الشرط إلا عند أبي خزيمة.

س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
نستفيد من سعة رحمة الله بعباده والرخصة في نزول القرآن على عدة لغات وتتبع نزول القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم, ونستفيد منها في استخراج الأحكام, كذلك سرعة انقياد الصحابة وتحريقهم للصحف التي أقرأهم رسول الله حفاظا للمصلحة العامة.
[ وفي التفسير كذلك، ومعرفة الصحيح مما ينسب إليه والمكذوب عليهم ]
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
رجاله ثقات، لكنّه غريب في جميع طبقات الإسناد.
وهذه القراءة صحيحة عن أبيّ بن كعب، وهي من الأحرف التي تركت القراءة بها؛ فهي إما منسوخة وإما متروكة بالجمع العثماني. ولا خلاف في أنّ القول بتخطئة كتّاب المصاحف العثمانية قول منكر، وأنّ الإجماع على كتابة هذه الآية بهذه القراءة في جميع المصاحف واشتهارها بين المسلمين وقراءة القراء بها ينفي احتمال خطأ الكُتَّاب.
وهذا الأثر إن ثبت عن ابن عباس فهو محمول على إنّ ابن عباس كان على علمٍ بالقراءتين، وكان يرجّح اختيار قراءة [ مثل نور المؤمن كمشكاة ]، ويظنّ أنها هي المعتمدة في المصاحف؛ فإنّ ابن عبّاس كان قد جمع القرآن في صدره قبل الجمع العثماني بزمن، فلمّا بلغه أنها كتبت في مصحف { مثل نوره } أنكر على الكاتب في ذلك المصحف، وغاب عنه أنها كتبت كذلك في جميع المصاحف.
فتكون تخطئته متجّهة إلى مصحف واحد فلا يجوز أن يحمّل قوله ما لا يحتمل من القول بتخطئة جميع كتاب المصاحف، إذْ لو تبيّن ذلك أحد لم يتجاسر على إنكاره فكيف بمن في مثل علم ابن عباس وعقله. .

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"

-دورة مميزة وثرية جدا, استفدت منها مراجعة ماكنا تعلمنا في جمع القرآن من كتاب الشيخ مناع القطان – رحمه الله_ واستفدت معنى الأحرف ولكن يوجد بقية اشكال ربما إذغ راجعت المادة أكثر من مرة يزول هذا الاشكال.
- مدى حرص الصحابة على كتاب الله وذلك تصديقا لقول الله ((إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)).
- الاعجاز في حفظ كتاب الله و كيفية الرد على الشبهات.
- حرص المغرضين على إطفاء نور الله.
- حرص الصحابة على امتثال الأمر لصالح المسلمين وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
- الطاعة لولي الأمر وتقديم طاعته على المصالح الشخصية.


التقويم : أ
وأؤكد على نفس الملحوظة السابقة، وهي الحرص على تلخيص الإجابة بأسلوبك ليسهل حفظها ومراجعتها.
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 ذو الحجة 1439هـ/28-08-2018م, 05:50 PM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟

الجواب: أن الخبر مردود من عدة أوجه. ومن ذلك:
• إسناده ضعيف لا يحتجّ به. فهو منكر لا يصحّ، وقد رواه عمر بن شبّة مختصراً، ورواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف بسياق أتمّ ، وقد تفرّد به عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي عن ابن عمّه محمّد بن عمرو بن علقمة وكلاهما متكلّم فيهما.
ما رواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمر بن طلحة الليثي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قام عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: «من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به» وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم تركتم آيتين من كتاب الله لم تكتبوهما ! قال: وما هما؟ قال: تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة، قال عثمان: «وأنا أشهد إنهما من عند الله، فأين ترى أن نجعلهما؟» قال: اختم بهما. قال: فختم بهما).
• ومن حيث المتن فيه نكارة ومخالفات توجب ردّه، مما يدل على أنّ رواته لم يضبطوه مع ما عرف عنهم من خفة الضبط وتعدد مخالفاتهم لروايات الثقات فاستحقّت روايتهم الردّ.
• ما جاء في صحيح البخاري من حديث ابن أبي مليكة عن ابن الزبير أنه قال: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} إلى قوله: {غير إخراج} قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: (تدعها يا ابن أخي، لا أغير شيئا منه من مكانه). وقد كان ابن الزبير من كَتَبة المصاحفِ، وهو أخبر بشأن المصحف وترتيب الآيات من رواة الخبر المنكَر.

س2: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟

قيل فيها:
- أن إثبات التسمية وحذفها إنما هو على ما ثبت بالتلقّي عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية.
وقال القشيري: (الصّحيح أن البسملة لم تكتب فيها لأن جبريل عليه السّلام ما نزل بها فيها). وهذا القول لا يمكن الجزم به في جميع الأحرف.
قال ابن الجزري: (لا خلاف في حذف البسملة بين الأنفال وبراءة، عن كل من بسمل بين السورتين، وكذلك في الابتداء ببراءة على الصحيح عند أهل الأداء، وممن حكى بالإجماع على ذلك أبو الحسن بن غلبون، وابن القاسم بن الفحام، ومكي، وغيرهم، وهو الذي لا يوجد نصّ بخلافه)ا.هـ.

- أن اختيار عثمان ومن معه ترك التسمية في أوّل براءةَ من جنسِ اجتهادِهم في الاختيار بين الأحرف السبعة.
قال ابن الباذش في كتابه "الإقناع في القراءات السبع": (أجمعوا على تركها بين الأنفال وبراءة اتباعاً لمصحف عثمان رضي الله عنه المجمع عليه، إلا أنه رُوي عن يحيى وغيره عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكتب بينهما التسمية، ويُروى ذلك عن زرّ عن عبد الله، وأنه أثبته في مصحفه، ولا يؤخذ بهذا).


س3: لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.

بعث عمر بن الخطّاب ابن مسعود رضي الله عنهما إلى الكوفة معلّماً ووزيراً، فكان يعلّمهم القرآن، ويفتيهم، ويأخذون من علمه وأدبه وسمته، وربّما أملى عليهم المصاحف فكتبوا.
فكان في الكوفة مصاحف كُتبت على ما كان يعلّمهم ابن مسعود من القراءة، وكان منهم من يعرض عليه المصحف فيقيم له فيه ما يكون من الخطأ في الكتابة.
بل كان في مسجده موضع مخصص لعرض المصاحف، كما دلّ عليه ما رواه محمّد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة من طريق شعبة، عن عاصم ابن بهدلة، عن زر بن حبيش، قال: كان عبد الله رضي الله عنه يعجبه أن يقعد حيث تُعرض المصاحف
فلمّا كان الجمع العثماني حصل من ابن مسعود من المعارضة في أوّل الأمر ثم أقام مصحفَه على المصحف الإمام الذي بعث به عثمان إلى الكوفة، وأمر أن يقيموا مصاحفهم عليه، وأن تترك القراءة بما خالفه، وأن تسلّم المصاحف المخالفة للرسم العثماني.

لكن من الجائز أن يكون بعض تلك المصاحف لم يُتلف فيما أُتلف، وهي مصاحف كتبها أصحابها لم يكن فيها من التوثّق والاحتياط والمراجعة وأَمْنِ الخطأ ما في المصاحف العثمانية.
وهي مصاحف ملغاة إجماعاً، لا يُعتدّ بها في القراءة لإجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترك القراءة بما خالف المصحف الإمام.
وقد بقيت مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود رضي الله عنه لا يوقف لها على إسناد متّصل إلى ابن مسعود، وهي معدودة من الوجادات الضعيفة، ولا يُؤمن أن تكون إنما نسبت إليه على ما يُظنّ أنها على قراءته وتأليفه، لا على أنه أملاها.

أنواع ما يُنسب إلى مصحف ابن مسعود:

النوع الأول: ما صحّ إسناده إلى مَن قرأ على ابن مسعود قبل الجمع العثماني مما يخالف رسم المصاحف العثمانية.
فهذا النوع يُستدلّ به في التفسير واللغة ولا يُقرأ بما فيه، ويستدلّ بما لم يُنسخ منه في الأحكام، ويُعتقد صحته وأنّه مما تركت القراءة به من الأحرف المخالفة للرسم العثماني.
ومن أمثلة ذلك ما في الصحيحين من حديث علقمة بن قيس النخعي قال: قدمت الشأم فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟
قالوا: أبو الدرداء.
فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا، فيسَّرَك لي.
قال: ممن أنت؟
قلت: من أهل الكوفة.
قال: أوليس عندكم ابن أمّ عبدٍ صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟!! وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان - يعني على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم -؟!! أوليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلمه أحد غيره؟!!
ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: {والليل إذا يغشى}؟
فقرأتُ عليه: [والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى]
قال: «والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى في»

والنوع الثاني: ما روي عمّن لم يقرأ على ابن مسعود زمن الجمع العثماني، وإنما اطّلع على مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود؛ فهذا النوع لا يُعتمد عليه في الرواية، ولا يُحتجّ به في الأحكام، وقد يُستفاد منه في التفسير واللغة، ولذلك يعتني بذكره بعض المفسّرين، ومن أمثلة ذلك:
1. قول عبد الله بن وهب: أخبرني جرير بن حازم قال: (قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود: {فاذكروا اسم الله عليها} صوافن).
2. قال هشيم بن بشير: أنا داود بن أبي هند، قال: (هي في مصحف عبد الله: [وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بأمهاتهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم]). رواه سعيد بن منصور وابن جرير.
لكن ينبغي أن يُتنبّه إلى أنّ تلك المصاحف غير متحقق صحّة نسبتها إلى ابن مسعود رضي الله عنه، ومن دلائل ذلك ما أضيف إليها من أسماء السور وما وقع بينها من الاختلاف.

س4: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟

فهذا الأثر ضعيف وذلك بأن:
- إسناده في ظاهره صحيح، فقد رواه عن هشام بن عروة رجلان هما: أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وعلي بن مسهر؛ فبرئت عهدة أبي معاوية من التفرّد به كما أعلّه به بعضهم، وإن كان أبو معاوية قد انتقد بسبب اضطراب بعض حديثه، لكنّه قد توبع في هذا الأثر، وتابَعَه ثقة ثبت وهو علي بن مسهر ، والذين رووا هذا الحديث عن هشام فإذا هما عراقيّان، وحديث العراقيين عن هشام بن عروة متكلّم فيه.
- ومتنه منكر جداً، يبعد أن يصدر عن مثل عائشة رضي الله عنها، وهي تقرأ هذه الآيات كما يقرؤها المسلمون، وتعلم أنَّ الأصل في القراءة الرواية مشافهة، وتعلم أيضاً أنّ كتابة المصاحف كانت عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم، وأن الذين انتدبوا لكتابته ومراجعته جماعة يستحيل تواطؤهم على الخطأ واللحن.
فهذه الأصول البيّنة توجب النظر والتدقيق في الإسناد للتعرف على علّته الخفيّة، وتَبَيُّن منشأ الخطأ.
والمقصود أنّ هذا الحديث مما أخطأ فيه هشام بن عروة؛ فرواه عن أبيه من غير ذكر الواسطة.
وهذه العلّة مع نكارة المتن كافية في ردّه.
ومثل هذه الأخطاء قد تقع من بعض الثقات بسبب دخول بعض المرويات بعضها في بعض؛ فيدخل ما أجاب به بعضهم برأيه بما أسنده غيرهم.

وعلى فرض صحة المنسوب إلى عائشة رضي الله عنها فالجواب عنه:
- أن تخطئتها للكتّاب اجتهاد منها إذْ تركوا القراءة التي كانت تقرأ بها وتعرفها واختاروا غيرها، وقولهم مقدّم على قولها في ذلك، لكثرتهم واجتماعهم وشدّة عنايتهم بالقراءة والإقراء،
- وقد ينكر المرء ما يخالف قراءته فإذا تبيّن له أنّه صحيح أقرّ به، كما تقدّم بيانه من إنكار ابن مسعود لكتابة المعوذتين في المصحف ثمّ إقراره بكتابتهما.
- وقول المثبت مقدَّم على قول النافي لما معه من زيادة علم.
ونحن لا ننكر أن تكون تلك الأحرف قد قرئت على قراءات أخرى قرأت بها عائشة وقرأ بها ابن مسعود وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم، لكنّ المصير إلى القراءة التي على مقتضى الرسم العثماني واجب لتقرر الإجماع على ترك الإقراء بما خالف المصحف الإمام، والأقوال المهجورة لا تقدح في صحّة الإجماع. .

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"

- معرفة الجهود العظيمة المبذولة في كتابة القرآن وجمعه، وطرق وصوله إلينا
- التأمل في عناية الله الفائقة في حفظ هذا الكتاب العظيم فسخر لخدمته الأمور العظام
- التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في حرصه على كتاب الله واهتمامه به، وحفظه ومراجعته وكتابته، فجعل للقرآن كُتاب ثقات .
- معرفة قدر الصحابة في تبليغ الوحي، و خوفهم على ضياع القرآن واهتمامهم بشأنه ، وتكاتفهم في جمعه وحفظه وتبليغه.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 04:46 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة إدريس شتوي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:

س1: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟

الجواب: أن الخبر مردود من عدة أوجه. ومن ذلك:
• إسناده ضعيف لا يحتجّ به. فهو منكر لا يصحّ، وقد رواه عمر بن شبّة مختصراً، ورواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف بسياق أتمّ ، وقد تفرّد به عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي عن ابن عمّه محمّد بن عمرو بن علقمة وكلاهما متكلّم فيهما.
ما رواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمر بن طلحة الليثي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قام عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: «من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به» وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم تركتم آيتين من كتاب الله لم تكتبوهما ! قال: وما هما؟ قال: تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة، قال عثمان: «وأنا أشهد إنهما من عند الله، فأين ترى أن نجعلهما؟» قال: اختم بهما. قال: فختم بهما).
• ومن حيث المتن فيه نكارة ومخالفات توجب ردّه، مما يدل على أنّ رواته لم يضبطوه مع ما عرف عنهم من خفة الضبط وتعدد مخالفاتهم لروايات الثقات فاستحقّت روايتهم الردّ.
• ما جاء في صحيح البخاري من حديث ابن أبي مليكة عن ابن الزبير أنه قال: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} إلى قوله: {غير إخراج} قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: (تدعها يا ابن أخي، لا أغير شيئا منه من مكانه). وقد كان ابن الزبير من كَتَبة المصاحفِ، وهو أخبر بشأن المصحف وترتيب الآيات من رواة الخبر المنكَر.

س2: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟

قيل فيها:
- أن إثبات التسمية وحذفها إنما هو على ما ثبت بالتلقّي عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية.
وقال القشيري: (الصّحيح أن البسملة لم تكتب فيها لأن جبريل عليه السّلام ما نزل بها فيها). وهذا القول لا يمكن الجزم به في جميع الأحرف.
قال ابن الجزري: (لا خلاف في حذف البسملة بين الأنفال وبراءة، عن كل من بسمل بين السورتين، وكذلك في الابتداء ببراءة على الصحيح عند أهل الأداء، وممن حكى بالإجماع على ذلك أبو الحسن بن غلبون، وابن القاسم بن الفحام، ومكي، وغيرهم، وهو الذي لا يوجد نصّ بخلافه)ا.هـ.

- أن اختيار عثمان ومن معه ترك التسمية في أوّل براءةَ من جنسِ اجتهادِهم في الاختيار بين الأحرف السبعة.
قال ابن الباذش في كتابه "الإقناع في القراءات السبع": (أجمعوا على تركها بين الأنفال وبراءة اتباعاً لمصحف عثمان رضي الله عنه المجمع عليه، إلا أنه رُوي عن يحيى وغيره عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكتب بينهما التسمية، ويُروى ذلك عن زرّ عن عبد الله، وأنه أثبته في مصحفه، ولا يؤخذ بهذا).


س3: لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.

بعث عمر بن الخطّاب ابن مسعود رضي الله عنهما إلى الكوفة معلّماً ووزيراً، فكان يعلّمهم القرآن، ويفتيهم، ويأخذون من علمه وأدبه وسمته، وربّما أملى عليهم المصاحف فكتبوا.
فكان في الكوفة مصاحف كُتبت على ما كان يعلّمهم ابن مسعود من القراءة، وكان منهم من يعرض عليه المصحف فيقيم له فيه ما يكون من الخطأ في الكتابة.
بل كان في مسجده موضع مخصص لعرض المصاحف، كما دلّ عليه ما رواه محمّد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة من طريق شعبة، عن عاصم ابن بهدلة، عن زر بن حبيش، قال: كان عبد الله رضي الله عنه يعجبه أن يقعد حيث تُعرض المصاحف
فلمّا كان الجمع العثماني حصل من ابن مسعود من المعارضة في أوّل الأمر ثم أقام مصحفَه على المصحف الإمام الذي بعث به عثمان إلى الكوفة، وأمر أن يقيموا مصاحفهم عليه، وأن تترك القراءة بما خالفه، وأن تسلّم المصاحف المخالفة للرسم العثماني.

لكن من الجائز أن يكون بعض تلك المصاحف لم يُتلف فيما أُتلف، وهي مصاحف كتبها أصحابها لم يكن فيها من التوثّق والاحتياط والمراجعة وأَمْنِ الخطأ ما في المصاحف العثمانية.
وهي مصاحف ملغاة إجماعاً، لا يُعتدّ بها في القراءة لإجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترك القراءة بما خالف المصحف الإمام.
وقد بقيت مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود رضي الله عنه لا يوقف لها على إسناد متّصل إلى ابن مسعود، وهي معدودة من الوجادات الضعيفة، ولا يُؤمن أن تكون إنما نسبت إليه على ما يُظنّ أنها على قراءته وتأليفه، لا على أنه أملاها.

أنواع ما يُنسب إلى مصحف ابن مسعود:

النوع الأول: ما صحّ إسناده إلى مَن قرأ على ابن مسعود قبل الجمع العثماني مما يخالف رسم المصاحف العثمانية.
فهذا النوع يُستدلّ به في التفسير واللغة ولا يُقرأ بما فيه، ويستدلّ بما لم يُنسخ منه في الأحكام، ويُعتقد صحته وأنّه مما تركت القراءة به من الأحرف المخالفة للرسم العثماني.
ومن أمثلة ذلك ما في الصحيحين من حديث علقمة بن قيس النخعي قال: قدمت الشأم فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟
قالوا: أبو الدرداء.
فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا، فيسَّرَك لي.
قال: ممن أنت؟
قلت: من أهل الكوفة.
قال: أوليس عندكم ابن أمّ عبدٍ صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟!! وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان - يعني على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم -؟!! أوليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلمه أحد غيره؟!!
ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: {والليل إذا يغشى}؟
فقرأتُ عليه: [والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى]
قال: «والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى في»

والنوع الثاني: ما روي عمّن لم يقرأ على ابن مسعود زمن الجمع العثماني، وإنما اطّلع على مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود؛ فهذا النوع لا يُعتمد عليه في الرواية، ولا يُحتجّ به في الأحكام، وقد يُستفاد منه في التفسير واللغة، ولذلك يعتني بذكره بعض المفسّرين، ومن أمثلة ذلك:
1. قول عبد الله بن وهب: أخبرني جرير بن حازم قال: (قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود: {فاذكروا اسم الله عليها} صوافن).
2. قال هشيم بن بشير: أنا داود بن أبي هند، قال: (هي في مصحف عبد الله: [وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بأمهاتهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم]). رواه سعيد بن منصور وابن جرير.
لكن ينبغي أن يُتنبّه إلى أنّ تلك المصاحف غير متحقق صحّة نسبتها إلى ابن مسعود رضي الله عنه، ومن دلائل ذلك ما أضيف إليها من أسماء السور وما وقع بينها من الاختلاف.

س4: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟

فهذا الأثر ضعيف وذلك بأن:
- إسناده في ظاهره صحيح، فقد رواه عن هشام بن عروة رجلان هما: أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وعلي بن مسهر؛ فبرئت عهدة أبي معاوية من التفرّد به كما أعلّه به بعضهم، وإن كان أبو معاوية قد انتقد بسبب اضطراب بعض حديثه، لكنّه قد توبع في هذا الأثر، وتابَعَه ثقة ثبت وهو علي بن مسهر ، والذين رووا هذا الحديث عن هشام فإذا هما عراقيّان، وحديث العراقيين عن هشام بن عروة متكلّم فيه.
- ومتنه منكر جداً، يبعد أن يصدر عن مثل عائشة رضي الله عنها، وهي تقرأ هذه الآيات كما يقرؤها المسلمون، وتعلم أنَّ الأصل في القراءة الرواية مشافهة، وتعلم أيضاً أنّ كتابة المصاحف كانت عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم، وأن الذين انتدبوا لكتابته ومراجعته جماعة يستحيل تواطؤهم على الخطأ واللحن.
فهذه الأصول البيّنة توجب النظر والتدقيق في الإسناد للتعرف على علّته الخفيّة، وتَبَيُّن منشأ الخطأ.
والمقصود أنّ هذا الحديث مما أخطأ فيه هشام بن عروة؛ فرواه عن أبيه من غير ذكر الواسطة.
وهذه العلّة مع نكارة المتن كافية في ردّه.
ومثل هذه الأخطاء قد تقع من بعض الثقات بسبب دخول بعض المرويات بعضها في بعض؛ فيدخل ما أجاب به بعضهم برأيه بما أسنده غيرهم.

وعلى فرض صحة المنسوب إلى عائشة رضي الله عنها فالجواب عنه:
- أن تخطئتها للكتّاب اجتهاد منها إذْ تركوا القراءة التي كانت تقرأ بها وتعرفها واختاروا غيرها، وقولهم مقدّم على قولها في ذلك، لكثرتهم واجتماعهم وشدّة عنايتهم بالقراءة والإقراء،
- وقد ينكر المرء ما يخالف قراءته فإذا تبيّن له أنّه صحيح أقرّ به، كما تقدّم بيانه من إنكار ابن مسعود لكتابة المعوذتين في المصحف ثمّ إقراره بكتابتهما.
- وقول المثبت مقدَّم على قول النافي لما معه من زيادة علم.
ونحن لا ننكر أن تكون تلك الأحرف قد قرئت على قراءات أخرى قرأت بها عائشة وقرأ بها ابن مسعود وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم، لكنّ المصير إلى القراءة التي على مقتضى الرسم العثماني واجب لتقرر الإجماع على ترك الإقراء بما خالف المصحف الإمام، والأقوال المهجورة لا تقدح في صحّة الإجماع. .

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"

- معرفة الجهود العظيمة المبذولة في كتابة القرآن وجمعه، وطرق وصوله إلينا
- التأمل في عناية الله الفائقة في حفظ هذا الكتاب العظيم فسخر لخدمته الأمور العظام
- التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في حرصه على كتاب الله واهتمامه به، وحفظه ومراجعته وكتابته، فجعل للقرآن كُتاب ثقات .
- معرفة قدر الصحابة في تبليغ الوحي، و خوفهم على ضياع القرآن واهتمامهم بشأنه ، وتكاتفهم في جمعه وحفظه وتبليغه.
[ بارك الله فيكِ
المطلوب هنا الفوائد المنهجية من طريقة البحث وتحرير المسائل والرد على الشبهات ... ]

التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir