دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > الوجوه والنظائر للدامغاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 شوال 1438هـ/4-07-2017م, 05:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب الحاء

باب الحاء
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب الحاء
الحرب – الحرث – الحميم – حتى – حشر – حساب – حسنة وسيئة – حسنى – حسنا – حكمة – حرص – حزب – حمد – حجارة – حجاب – حب – حديث – حديد – حصور – حجر – حبل – حطب – حول – حفظ – حمل – حين – حياة – حق – حذر – حبر – حضور – الحجة – حرام – حرمات – حل وأحل

تفسير (الحرب) على وجهين:
الكفر – القتال
فوجه منهما، الحرب يعني: الكفر، قوله تعالى في سورة البقرة {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله} يعني: الكفر, وقال تعالى في سورة المائدة {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} يعني بالمحاربة: الكفر.
والوجه الثاني, الحرب: القتال، قوله تعالى في سورة الأنفال {فإما تثقفنهم في الحرب} يعني: القتال، وقال تعالى في سورة المائدة {كلما أوقدوا نارا للحرب} يعني: القتال، {أطفأها الله}.

تفسير (الحرث) على ثلاثة أوجه:
الحرث بعينه – والثواب – فروج النساء
فوجه منها, الحرث هو: الحرث بعينه، قوله تعالى في سورة البقرة {ولا تسقي الحرث مسلمة} يعني: الزرع, وقال تعالى فيها أيضا {ويهلك الحرث} يعني: الزرع, نظيره {إذ يحكمان في الحرث}.
والوجه الثاني, الحرث يعني: الثواب, قوله تعالى في سورة حم عسق {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} يعني: من كان يريد ثواب الآخرة بعمله الصالح نزد له في ثوابه {ومن كان يريد حرث الدنيا} يعني: الثواب، يريد ثواب الدنيا بعمله الصالح {نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}.
والوجه الثالث, الحرث: فروج النساء، قوله تعالى في سورة البقرة {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} يقول: فروج النساء مزرعة لكم {فأتوا حرثكم} يعني: فروج نسائكم {أنى شئتم} أي: شئتم مستقبلة، أو مستدبرة, أو قائمة, أو باركة، في الفرج, حيث يكون منه الولد، كما قال: والحرث: والحرث حيث يحرث الولد.

تفسير (الحميم) على وجهين:
القريب – والماء الحار
فوجه منهما, الحميم: القريب, قوله تعالى في سورة سأل سائل {ولا يسأل حميم حميما} يعني: قريب قريبا في آية الكافر وقال تعالى في سورة الشعراء {ولا صديق حميم} أي: قريب, وقال تعالى في سورة حم السجدة {كأنه ولي حميم}
والوجه الثاني, الحميم يعني: الحار, قوله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم {وسقوا ماء حميما} يعني: حارا, وقال تعالى في سورة الرحمن {يطوفون بينها وبين حميم آن} يعني: حارا قد انتهى حره.

تفسير (الحرج) على ثلاثة أوجه:
الشك – الضيق – الإثم
فوجه منها, الحرج يعني: الشك، قوله تعالى في سورة النساء {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت} يعني: شكا مما قضيت، وكقوله تعالى في سورة الأعراف {فلا يكن في صدرك حرج منه} يعني: شكا منه.
والوجه الثاني, الحرج يعني: الضيق, قوله تعالى في سورة المائدة {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج} يعني: ضيقا, وقوله تعالى {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا} وقوله تعالى {وما جعل عليكم في الدين من حرج} يعني: من ضيق.
والوجه الثالث, الحرج: الإثم، قوله تعالى في سورة براءة {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج} يعني: إثما أي: ليس عليهم إثم في التخلف عن الغزو, ونظيرها في سورة الفتح، وقال تعالى في سورة النور {ليس على الأعمى حرج} يعني: إثما.

تفسير (حتى) على ثلاثة أوجه:
إلى – فلما – وقت يكون الشيء
فوجه منها, (حتى) معناه: إلى حين آجالهم، قوله تعالى في سورة الذاريات {وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} يعني: إلى آجالهم، وقال تعالى في سورة المؤمنون {فذرهم في غمرتهم حتى حين} يعني: إلى آجالهم، وكقوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر} إلى قوله تعالى {حتى مطلع الفجر} يعني: إلى مطلع الفجر.
والوجه الثاني, (حتى) بمعنى: فلما، قوله تعالى {حتى إذا استيئس الرسل} يعني: فلما استيأس الرسل من إيمان قومهم, وقال تعالى في سورة الأنبياء {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج} يعني: فلما فتحت يأجوج ومأجوج, وقال سبحانه في سورة المؤمنون {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب} وقال تعالى في سورة هود {حتى إذا جاء أمرنا} يقول: فلما جاء أمرنا.
والوجه الثالث, حتى: بمعنى: في أية، وهو وقت الشيء يكون, قوله تعالى في سورة براءة {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} يقول سبحانه: قاتلوهم أبدا حتى يقروا بالجزية, هذا وقت لهم. وقال تعالى في سورة الحجرات {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} وقال تعالى في سورة الأنفال {وقتلوهم حتى لا تكون فتنة} يقول: حتى يذهب الشرك, مثلها في سورة البقرة وقال تعالى أيضا في سورة البقرة {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}.

تفسير (الحشر) علة وجهين:
الجمع – والسوق
فوجه منهما, الحشر يعني: الجمع، قوله تعالى في سورة يونس {ويوم نحشرهم جميعا} يعني: المشركين {ثم نقول للذين أشركوا} نظيرها في سورة الفرقان: قوله تعالى {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله} وقال تعالى في سورة الكهف: {وحشرناهم وما يعبدون من دون الله} وقال تعالى في سورة الكهف {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} يعني: جمعناهم، مثلها: {وإذا الوحوش حشرت} يقول: جمعت، وقوله تعالى في سورة النمل {وحشر لسليمان جنوده} يعني: وجمع لسليمان جنوده.
والوجه الثاني, الحشر يعني: السوق، قوله تعالى في سورة الصافات {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} يعني: سوقوا الذين أشركوا, وقرناءهم، وهم الشياطين, إلى النار بعد الحساب, وقال تعالى في سورة بني إسرائيل {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم} يعني: نسوقهم على وجوههم يوم القيامة إلى النار, وقال تعالى في سورة طه: {ونحشر المجرمين} يعني: ونسوق المجرمين {يومئذ زرقا}.

تفسير (الحساب) على عشرة أوجه:
الكثير – الجزاء – العذاب – الحفيظ – الشهيد – العرض – التقتير – المنازل – العدد – الظن
فوجه منها, الحساب يعني: الكثير، قوله تعالى في سورة عم {جزاء من ربك عطاء حسابا} يعني: كثيرا، بواحد عشر.
والوجه الثاني, الحساب: الثواب والجزاء، قوله تعالى في سورة الشعراء {إن حسابهم} ما جزاؤهم وثوابهم {إلا على ربي لو تشعرون}.
والوجه الثالث, الحساب: العذاب, قوله تعالى في سورة النبأ {إنهم كانوا لا يرجون حسابا} أي: لا يخافون عذابا من السماء, وكقوله تعالى {ويرسل عليها حسابا من السماء} يعني: عذابا من السماء.
والوجه الرابع, حسيبا أي: حافظا وكافيا, قوله تعالى في سورة النساء {إن الله كان على كل شيء حسيبا} أي: حافظا. قال مجاهد: حفيظا.
والوجه الخامس, الحسيب: الشهيد, قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} أي: شهيدا بما عملت.
والوجه السادس, الحساب هو: العرض على الله تعالى فذلك, قوله تعالى في سورة إبراهيم {يوم يقوم الحساب} يعني: العرض للحساب على الله عز وجل، وكقوله تعالى {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} وهو: العرض للحساب.
والوجه السابع, الحساب: العدد, كقوله تعالى سبحانه في سورة بني إسرائيل {ولتعلموا عدد السنين والحساب} يعني: عدد الأيام والشهور, وكقوله تعالى في سورة يونس {وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب} عدد الأيام والشهور.
والوجه الثامن, الحساب: التقتير والمنة, قوله تعالى في سورة حم المؤمن {فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب} يعني: بلا فوت ولا تقتير, مثلها في سورة البقرة 212، وسورة آل عمران 27، ونحوه كثير.
والوجه التاسع, حسبان يعني: المنازل, قوله تعالى في سورة الرحمن {الشمس والقمر بحسبان} أي: بحسبان في منازل, قال مجاهد: يدوران في قطب كقطب الرحى.
والوجه العاشر, الحساب: الظن, قوله تعالى في سورة آل عمران {ولا يحسبن الذين كفروا} أي: لا يظن, وكقوله تعالى {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف}، مثلها في سورة المنافقون {يحسبون كل صيحة عليهم} أي: يظنون، وكقوله تعالى في سورة الكهف {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.
تفسير (الحسنة والسيئة) على خمسة أجه:
الغنيمة والهزيمة – التوحيد والشرك – الخصب والقحط – العافية والعذاب – العفو والأذى
فوجه منها, الحسنة: النصر والغنيمة، والسيئة يعني: القتل والهزيمة, قوله تعالى في سورة آل عمران {إن تمسسكم حسنة تسؤهم} يعني: النصر والغنيمة يوم بدر تسؤهم {وإن تصبكم سيئة} يعني: القتل والهزيمة يوم أحد {يفرحوا بها}، نظيرها في سورة النساء 78، وكقوله تعالى في سورة براءة {إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة}، وإن تصبك سيئة يعني: القتل والهزيمة يوم أحد.
والوجه الثاني, الحسنة: التوحيد, والسيئة: الشرك, قوله تعالى في سورة النمل: {من جاء بالحسنة} يعني: التوحيد {فله خير منها} يقول فله منها خير، {ومن جاء بالسيئة} يعني: بالشرك, نظيرها في سورة القصص (54، 84) والأنعام (160).
والوجه الثالث, الحسنة يعني: كثرة المطر والخصب, والسيئة: القحط من المطر, وقلة الخير, قوله تعالى في سورة الأعراف {فإذا جاءتهم الحسنة} يعني: كثرة المطر, نظيرها فيها {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة} يعني: مكان قحط المطر: الخصب, وكقوله تعالى {وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون} يعني: قلة المطر وكثرته, وقال الله تعالى في سورة الروم {وإن تصبهم سيئة} يعني: قحط المطر {بما قدمت أيديهم}.
والوجه الرابع, الحسنة: العافية, والسيئة: العذاب, قوله تعالى في سورة الرعد: {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت} مضت {من قبلهم} قبل أهل مكة {المثلات} العذاب, يعني: بالعذاب قبل العافية, وكقوله تعالى في سورة النمل {قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة}.
والوجه الخامس، الحسنة: العفو وقوله المعروف، والسيئة: قول القبيح والأذى، قوله تعالى في سورة القصص {ويدرءون بالحسنة السيئة} يعني: يدفعون بالقول المعروف والعفو قول السيئ والأذى, نظيرها في سورة المؤمنون {وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ادفع بالتي هي أحسن السيئة} نظيرها في سورة الرعد وسورة حم السجدة.

تفسير (الحسنى) على ثلاثة أوجه:
الجنة – الخير – البنون
فوجه منها, الحسنى: الجنة, قوله سبحانه في سورة يونس {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} يعني: الجنة, والزيادة: الرؤية والنظر, نظيرها في سورة النجم: {ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى} يعني: بالجنة, مثلها في سورة الأنبياء: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} يعني: الجنة, وكقوله تعالى في سورة الليل {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى} يعني: بالجنة, وكقوله تعالى في سورة الرحمن {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}.
والوجه الثاني, الحسنى: الخير, قوله تعالى في سورة براءة {إن أردنا إلا الحسنى} يعني: ما أردنا ببناء المسجد إلا خيرا وتوفيقا، نظيرها في سورة النساء {إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا} يعني: خيرا وتوفيقا.
والوجه الثالث, الحسنى يعني: البنين، قوله تعالى في سورة النحل {أن لهم الحسنى} يعني: البنين.

تفسير (حسنا) على ثلاثة أوجه:
المحتسب – الحق – الجنة
فوجه منها, حسنا يعني: محتسبا, قوله تعالى في سورة البقرة {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} يعني: محتسبا, نظيرها في سورة الحديد (11)، والتغابن (17).
والوجه الثاني, حسنا يعني: حقا، كقوله تعالى في سورة طه {ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا} يعني: حقا, وقوله تعالى في سورة البقرة {وقولوا للناس حسنا} يعني: حقا.
والوجه الثالث, حسنا يعني: الجنة, قوله تعالى في سورة القصص {أفمن وعدناه وعدا حسنا} يعني: الجنة {فهو لاقيه}.

تفسير (الحكمة) على خمسة أوجه:
العظة – الفهم – النبوة – تفسير القرآن – القرآن
فوجه منها, الحكمة يعني: العظة من المواعظ التي في القرآن، والأمر والنهي, قوله تعالى في سورة البقرة {وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به} يعني: المواعظ التي في القرآن, من الأمر والنهي, وكقوله تعالى في سورة آل عمران {ويعلمه الكتاب والحكمة} يعني: القرآن, والحكمة, يعني: المواعظ التي في القرآن، من الحلال والحرام.
والوجه الثاني, الحكمة يعني: الفهم والعلم،قوله تعالى {ولقد آتينا لقمان الحكمة} يعني: الفهم والعلم, وكقوله تعالى ليحيى في سورة مريم {وآتيناه الحكم صبيا} يعني: الفهم والعلم.
والوجه الثالث, الحكمة يعني: النبوة، وقوله تعالى في سورة ص {وآتيناه الحكمة} يعني: النبوة مع الكتاب، وقال لداود, في سورة البقرة {وآتاه الله الملك والحكمة} يعني: النبوة مع الزبور.
والوجه الرابع, الحكمة يعني: التفسير, قوله تعالى في سورة البقرة {يؤتي الحكمة من يشاء} يعني تفسير القرآن {ومن يؤت الحكمة} يعني: تفسير القرآن {فقد أوتي خيرا كثيرا}.
والوجه الخامس, الحكمة: القرآن, قوله تعالى في سورة النحل {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} يعني: بالقرآن، ونحوه.

تفسير (الحرص) على وجهين:
الجهد – والإرادة
فوجه منهما, الحرص يعني: الجهد, قوله تعالى في سورة يوسف {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} يعني: جهدت, وكقوله تعالى في سورة النحل: {إن تحرص على هداهم}.
والوجه الثاني, الحرص: الإرادة، قوله تعالى في سورة براءة {حريص عليكم بالمؤمنين} أي: مريد بإيمانكم.

تفسير (الحزب) على وجهين:
أهل الدين – الجند
فوجه منهما, الحزب: أهل الدين, قوله تعالى في سورة المؤمنون {كل حزب بما لديهم فرحون} يعني: كل أهل دين.
والوجه الثاني, الحزب يعني: الجند, قوله تعالى في سورة المجادلة {ألا إن حزب الله} يعني جند الله، وفيها {ألا إن حزب الشيطان}: جند الشيطان.

تفسير (الحمد) على خمسة أوجه:
الأمر – المنة – الصلوات الخمس – الثناء والمجد – الشكر
فوجه منها, الحمد يعني: الأمر, قوله تعالى في سورة البقرة {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} يعني: بأمرك, مثلها في سورة بني إسرائيل {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده} أي: بأمره.
والوجه الثاني, الحمد يعني: المنة, قوله تعالى في الزمر {وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده} أي: المنة لله الذي صدقنا وعده, وكقوله تعالى في سورة فاطر: {وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} أي: المنة لله وحده, ونحوه كثير.
والوجه الثالث, الحمد: الصلوات الخمس, قوله تعالى في سورة الروم {وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون} يعني: الصلوات الخمس.
والوجه الرابع, الحمد يعني: الثناء والذكر, قوله تعالى في سورة آل عمران {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} يعني: أن يثنى عليهم، وكقوله تعالى في سورة بني إسرائيل {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} يعني: الحمد والثناء.
والوجه الخامس, الحمد يعني: الشكر, قوله تعالى في سورة فاتحة الكتاب: {الحمد لله رب العالمين} أي: الشكر لله, مثلها في سورة الأنعام 1، وسورة سبأ 1، وفاطر 1، والكهف 1.

تفسير (الحجارة) على ثلاثة أوجه:
الكبريت – الحجر – الآخر
فوجه منها, الحجارة يعني: الكبريت، قوله تعالى في سورة البقرة {وقودها الناس والحجارة} حجارة الكبريت, قال ابن مسعود: حجارة من كبريت جعلها الله تعالى عنده كما شاء, نظيرها في سورة البقرة 74، وسورة التحريم 6.
والوجه الثاني, الحجارة: الحجر, كقوله تعالى في سورة البقرة {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار} وكقوله تعالى في سورة البقرة {اضرب بعصاك الحجر} ونحوه كثير.
والوجه الثالث, الحجارة: الآجر, قوله تعالى في سورة الفيل {ترميهم بحجارة من سجيل} يعني: من طين, مثلها في سورة هود 82, وفي سورة الذاريات {لنرسل عليهم حجارة من طين}.
تفسير (الحجاب) على أربعة أوجه:
الجبل – الساتر – الآفة المانعة – السور
فوجه منها, الحجاب يعني: الجبل، قوله تعالى في سورة ص {حتى توارت بالحجاب} يعني: بالجبل، ومثله {أو من ورائي حجاب} يعني: من وراء الجبل.
والوجه الثاني, الحجاب: الساتر, قوله تعالى في سورة الأحزاب {وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} يعني: من وراء الساتر, وكقوله تعالى في سورة مريم {فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا} يعني: أرخت سترا.
والوجه الثالث, الحجاب هو: الآفة المانعة, قوله تعالى في سورة المطففين {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} بآفة مانعة لهم عن الرؤية.
والوجه الرابع, الحجاب: السور، قوله تعالى في سورة الأعراف {وبينهما حجاب} يعني: سورا.

تفسير (الحب) على ثلاثة أوجه:
الإيثار – المودة – القلة
فوجه منها, الحب يعني: الإيثار, كقوله تعالى في سورة ص {إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} يعني: آثرت حب الخير, وكقوله تعالى في سورة الحشر {يحبون من هاجر إليهم} يعني: يؤثرون ويختارون من هاجر, وكقوله تعالى في سورة إبراهيم: {الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة} أي: يؤثرون ويختارون.
والوجه الثاني, الحب: المودة, قوله تعالى في سورة المائدة {يحبهم ويحبونه} وكقوله تعالى في سورة آل عمران {فاتبعوني يحببكم الله}، ونحوه كثير.
والوجه الثالث, الحب: القلة، قوله تعالى في سورة الإنسان {ويطعمون الطعام على حبه} يعني: على قلته, وكقوله تعالى في سورة البقرة {وآتى المال على حبه} أي: على قلته.

تفسير (الحديث) على خمسة أوجه:
الخبر – القول – القرآن – القصص – العبرة
فوجه منها, الحديث: الخبر, قوله تعالى في سورة البقرة {قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم} أي: أتخبرونهم بما فتح الله عليكم.
والوجه الثاني, الحديث: القول، قوله تعالى في سورة النساء {ومن أصدق من الله حديثا} يعني: قولا وكقوله تعالى {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا} يعني: كلاما.
والوجه الثالث, الحديث: القرآن، قوله تعالى في سورة الطور {فليأتوا بحديث مثله} يعني: بقرآن مثله, وكقوله تعالى في سورة الأعراف {فبأي حديث بعده يؤمنون} بأي كتاب بعد كتاب الله، مثلها في سورة الجاثية 6.
والوجه الرابع, الحديث: القصص، قوله تعالى في سورة الزمر {الله نزل أحسن الحديث كتابا} يعني: القصص.
والوجه الخامس, الحديث يعني: العبرة، قوله تعالى في سورة سبأ {فجعلناهم أحاديث} يعني: عبرة لمن بعدهم, يتحدث بهم من بعدهم, لأنه لا يبقى منهم أحد.

تفسير (الحديد) على أربعة أوجه:
الحاد – الحديد بعينه الذي هو الجوهر – الخلاف – أحكامه
فوجه منها, الحديد يعني: الحاد، قوله تعالى في سورة ق {فبصرك اليوم حديد} يعني: حادا.
والوجه الثاني, الحديد بعينه, قوله تعالى في سورة الحديد {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}.
والوجه الثالث, يحادون الله أي: يخالفون، قوله تعالى في سورة المجادلة: {إن الذين يحادون الله ورسوله} أي: يخالفونهما, مثلها فيها 22.
والوجه الرابع، حدود الله, يعني: أحكامه، قوله تعالى في سورة البقرة {تلك حدود الله} (187, 229, 230) يعني: أحكامه، مثلها في سورة النساء (13) وسورة التوبة (97) أيضا.

تفسير (الحصر) على ثلاثة أوجه:
الضيق – الحبس – الذي لا يأتي النساء
فوجه منها, الحصر يعني: الضيق، قوله تعالى في سورة النساء {أو جاءوكم حصرت صدورهم} أي: ضاقت قلوبهم وصدورهم.
والوجه الثاني, الحصر: الحبس، قوله تعالى في سورة البقرة {فإن أحصرتم} يقول: حبستم, وكقوله تعالى في سورة بني إسرائيل {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} يعني: محبسا.
والوجه الثالث, الحصور: الذي لا يأتي النساء، ولا يكون له شهوة النساء, قوله تعالى في سورة آل عمران {وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} يعني: لم يكن له شهوة النساء.

تفسير (الحجر) على أربعة أوجه:
العقل – الحرام – قرية صالح – البيوت
فوجه منها, الحجر: العقل، قوله تعالى في سورة الفجر {هل في ذلك قسم لذي حجر} أي: عقل.
والوجه الثاني, الحجر: الحرام، قوله تعالى في سورة الفرقان {ويقولون حجرا محجورا} يعني: حراما محرما.
والوجه الثالث, الحجر: قرية صالح, قوله تعالى في سورة الحجر: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} يعني: قرية صالح.
والوجه الرابع, الحجر يعني: البيوت، قوله تعالى في سورة النساء {وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم} يعني: في بيوتكم.

تفسير (الحبل) على أربعة أوجه:
العهد – القرآن – الإسلام – الرسن بعينه
فوجه منها, الحبل يعني: العهد، قوله تعالى في سورة آل عمران {ضربت عليهم الذلة والمسكنة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس} أي: عهد من الناس.
والوجه الثاني, الحبل يعني: القرآن، قوله تعالى في سورة آل عمران {واعتصموا بحبل من الله جميعا} قال ابن مسعود: حبل الله: القرآن.
والوجه الثالث, الحبل: الإسلام، قوله تعالى في سورة آل عمران {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} وحبل الله في هذا الموضع: هو الإسلام.
والوجه الرابع, الحبل: الرسن بعينه, قوله تعالى في سورة تبت يدا أبي لهب: {في جيدها حبل من مسد} يعني: رسنا من ليف.

تفسير (الحطب) على وجهين:
الشوك – الأشجار
فوجه منهما, الحطب يعني: الشوك، قوله تعالى في سورة تبت يدا أبي لهب: {وامرأته حمالة الحطب} يعني: الشوك.
والوجه الثاني, الحطب يعني: الأشجار، قوله تعالى في سورة الجن {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا} يعني: المشركين, أي: أشجار، وكقوله تعالى في سورة الأنبياء {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} على قول بعض المفسرين واللغة: أشجارا.

تفسير (الحول) على خمسة أوجه:
الحول: العام – الحيلولة – حواليه – التحويل – التغيير
فوجه منها, الحول بمعنى: العام، قوله تعالى في سورة البقرة {حولين كاملين} يعني: عامين كاملين, وكقوله تعالى {متاعا إلى الحول غير إخراج} يعني: إلى العام.
والوجه الثاني, الحول: الحيلولة، قوله تعالى في سورة سبأ {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} أي: فرق بينهم, وقوله تعالى في سورة هود {وحال بينهما الموج} مثلها في سورة الأنفال {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} يعني: بين المؤمن والكافر, والكفر والإيمان.
والوجه الثالث, الحول يعني: حواليه، قوله تعالى {وممن حولكم من الأعراب} وقال تعالى {الذي باركنا حوله} يريد: حواليه.
والوجه الرابع, حول بكسر الحاء ونصب الواو: التحويل، قوله تعالى في سورة الكهف {لا يبغون عنها حولا} أي: تحويلا، ويقال: حيلة.
والوجه الخامس، التحويل: التغيير، قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {ولا تجد لسنتنا تحويلا} أي: تبديلا وتغييرا.
تفسير (الحفظ) على ستة أوجه:
العلم – الصيانة – الحفظ بعينه – الشفقة – الضمان – الشهادة
فوجه منها, الحفظ: يعني: العلم، قوله تعالى في سورة المائدة {بما استحفظوا من كتاب الله} بما علموا ووعوا.
والوجه الثاني, الحفظ: الصيانة والعفة, قوله تعالى في سورة النساء {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}، وقوله: حافظات: صائنات لأنفسهن, وكقوله تعالى في سورة الأحزاب {والحافظين فروجهم والحافظات} يعني: يصونون فروجهم عن الحرام, مثلها في سورة المؤمنون {والذين هم لفروجهم حافظون} يصونون عن الحرام.
والوجه الثالث, الحفظ بعينه, قوله تعالى في سورة الرعد {يحفظونه من أمر الله}، وكقوله تعالى في سورة الحجر {وإنا له لحافظون} يعني به: الرعاية، مثلها: {وحفظا من كل شيطان مارد} يعني: الحفظ بعينه.
والوجه الرابع, الحفظ يعني: الشفقة, قوله تعالى في سورة يوسف {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون} يعني: مشفقين.
والوجه الخامس, الحفظ: الضمان، قوله تعالى في سورة يوسف {فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون} أي: ضامنون لرده إليك.
والوجه السادس, الحفظ: الشهادة, قوله تعالى في سورة انفطرت {وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين} رقباء وشهداء {يعلمون} أي: يكتبون, وكقوله تعالى في سورة حم عسق {الله حفيظ عليهم} يعني: شهيدا عليهم, مثلها في سورة هود {إن ربي على كل شيء حفيظ} يعني: شهيدا.
تفسير (الحمل) على ثمانية أوجه:
القبول – الإركاب – الإمساك – الأثقال على الدواب وتسخيرها – الإنفاق – الإلزام – الحمل بعينه – الحبل

فوجه منها, الحمل يعني: القبول، قوله تعالى في سورة الأحزاب {وحملها الإنسان} يعني: وقبلها الإنسان.
والوجه الثاني, الحمل يعني: الإركاب على السفن، قوله تعالى في سورة الحاقة: {إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية} أي: أركبناكم السفن, وحفظناكم فيها, وكقوله تعالى في سورة اقتربت {وحملناه على ذات ألواح} أي: حفظناه، وأركبناه ونحوه كثير وكقوله تعالى {وحملناهم في البر والبحر} أي: أركبناهم.
والوجه الثالث, الحمل: الإمساك, قوله تعالى في سورة الحاقة: {ويحمل عرش ربك} أي: يمسك عرش ربك {فوقهم يومئذ ثمانية}، وكقوله تعالى في سورة حم المؤمن {الذين يحملون العرش ومن حوله} أي: يمسكون العرش.
والوجه الرابع: الحمل: هو تسخير الدواب لهم، قوله تعالى في سورة النحل: {وتحمل أثقالكم إلى بلد} أي: تسيرون أثقالكم عليه.
والوجه الخامس: الحمل: المئونة والنفقة, قوله تعالى في سورة براءة {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} أي: لتمونهم بالنفقة عليهم.
الوجه السادس: الحمل: الإلزام، قوله تعالى في سورة العنكبوت {وليحملن أثقالهم} أي: ليلتزمن أثقالهم، يعني: أوزارهم، وكقوله تعالى {ولنحمل خطاياكم} يعني: نلزم خطاياكم.
والوجه السابع: الحمل بعينه, قوله تعالى في سورة تبت {وامرأته حمالة الحطب} أي: حمالة الشوك على ظهرها, وكقوله تعالى في سورة يوسف {إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا} هو: الحمل بعينه, ونحوه كثير.
والوجه الثامن: الحمل: الحبل، قوله تعالى في سورة الطلاق {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} يعني: الحبل, وكقوله تعالى في سورة الأعراف {فلما تغشاها حملت حملا خفيفا} أي: حبلا، وكقوله تعالى في سورة مريم: {فحملته} أي: حبلت به.

تفسير (الحين) على أربعة أوجه:
السنة – منتهى الآجال – الساعات – زمان مبهم
فوجه منها, الحين – يعني: السنة، قوله تعالى في سورة إبراهيم {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} يعني: كل سنة.
والوجه الثاني: الحين، يعني: منتهى آجالهم, قوله تعالى في سورة البقرة لآدم وحواء عليهما السلام {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} يعني: منتهيا إلى آجالهم, وقال تعالى في سورة النحل {أثاثا ومتاعا إلى حين} منتهيا إلى الموت.
والوجه الثالث: حين، يعني: ساعات الليل والنهار، قوله تعالى في سورة الروم {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} يعني: صلوا لله ساعة مغرب الشمس {وحين تصبحون} ساعة صلاة الصبح {وحين تظهرون} يعني: حين صلا الظهر.
والوجه الرابع: حين، يعني: زمانا لوقت، قوله تعالى في سورة ص {ولتعلمن نبأه بعد حين} يعني: بعد زمان، وهو القتل ببدر, وقال تعالى {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} يعني: زمانا من الدهر, فلم يوقت.

تفسير (الحياة) على ستة أوجه:
الخلق الأول – المؤمن المهتدي – البقاء – حياة الأرض – العبرة – النشور
فوجه منها: الحياة يعني: الخلق الأول, فذلك قوله تعالى في سورة البقرة: {وكنتم أمواتا فأحياكم} أي: لم تكونوا فخلقكم الخلق الأول، وقال تعالى في سورة آل عمران {وتخرج الحي من الميت} يعني: يخرج الحيوان من النطفة, وكقوله في سورة الحج {وهو الذي أحياكم} يعني: خلقكم، وقال عز وجل في سورة الجاثية {قل الله يحييكم} يعني: قل الله يخلقكم، يعني: بدء الخلق.
والوجه الثاني: الحي يعني: المؤمن المهتدي، فذلك قوله تعالى في سورة يس {لينذر من كان حيا} يعني: مؤمنا مهتديا في علم الله عز وجل, وقال في سورة الأنعام {أو من كان ميتا فأحييناه} يعني: هديناه, وقال تعالى في سورة الملائكة {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} يعني: المؤمنين والكافرين.
والوجه الثالث: الإحياء: الباقي، والحياة: البقاء قوله تعالى في سورة البقرة {ولكم في القصاص حياة} يعني: بقاء {يا أولي الألباب} وقال عز وجل في سورة المائدة {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} يعني: من أبقاها، وقال تعالى في سورة البقرة {ويستحيون نساءكم}، مثلها في سورة الأعراف 141، وسورة إبراهيم 6.
والوجه الرابع: الحياة يعني: حياة الأرض ونماءها بالنبات، قوله تعالى في سورة الملائكة {فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها} نظيرها في سورة يس.
والوجه الخامس: الحياة يعني: عبرة قبل يوم القيامة, من غير رزق ولا في الدنيا, كقوله تعالى في سورة آل عمران عن عيسى عليه السلام أنه قال {وأحي الموتى بإذن الله} وكان عيسى يحيي الموتى بأمر الله تعالى، ليكون عبرة لبني إسرائيل، فأحيى سام بن نوح, وكلم الناس، ووقع ميتا, فكان كما كان، نظيرها في سورة المائدة {وإذ تخرج الموتى}.
والوجه السادس: الحياة يعني: يوم القيامة, كقوله تعالى في سورة مريم {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا} يعني: بعد الموت، وقال تعالى في سورة الأحقاف: {بقادر على أن يحيي الموتى}، وقال في سورة القيامة {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}. ونحوه كثير.

تفسير (الحق) على اثني عشر وجها:
الله – القرآن – الإسلام – العدل – التوحيد – الصدق – وجب – الحق بعينه – المال – أولى – الحظ – الحاجة
فوجه منها: الحق يعني: الله نفسه، قوله تعالى في سورة المؤمنون {ولو اتبع الحق أهواءهم} يقول: ولو اتبع الله أهواء المشركين, وكقوله تعالى في سورة العصر: {وتواصوا بالحق} يعني: بالله وحده.
والوجه الثاني: الحق: القرآن، قوله تعالى في سورة الزخرف {حتى جاءهم الحق ورسول مبين} يعني: القرآن, وكقوله تعالى في سورة ق {بل كذبوا بالحق لما جاءهم} يعني: بالقرآن لما جاءهم، وكقوله تعالى في سورة القصص {فلما جاءهم الحق من عندنا} يعني: القرآن، ونحوه كثير.

والوجه الثالث: الحق يعني: الإسلام, قوله تعالى في سورة بني إسرائيل: {وقل جاء الحق} يعني: الإسلام {وزهق الباطل} يعني: الشرك, وقال عز وجل في سورة الأنفال {ليحق الحق} يعني: الإسلام, وقوله تعالى في سورة النمل {إنك على الحق المبين} يعني: على الإسلام.
والوجه الرابع: الحق: العدل, قوله تعالى في سورة النور {يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق} يقول: حسابهم الحق يعني: العدل {ويعلمون أن الله هو الحق المبين} يعني: العدل البين, وكقوله تعالى في سورة الأعراف {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} يعني: بالعدل, وكقوله تعالى في سورة ص {فاحكم بيننا بالحق} أي: بالعدل.
والوجه الخامس: الحق يعني: التوحيد, قوله تعالى في سورة الصافات {بل جاء بالحق} يعني: بالتوحيد {وصدق المرسلين}، وكقوله تعالى في سورة المؤمنون {أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق} يعني: بالتوحيد {وأكثرهم للحق كارهون} يعني: للتوحيد كارهون, وقال تعالى في سورة القصص {فعلموا أن الحق لله} يعني: التوحيد، ونظائره كثير.
والوجه السادس: الحق يعني: الصدق، قوله تعالى في سورة يونس: {ويستنبئونك أحق هو} يعني: أصدق هو؟ {قل إي وربي إنه لحق} أي: إنه لصدق, وكقوله تعالى في سورة الأنعام {قوله الحق} يعني: الصدق، مثلها في سورة يونس {ألا إن وعد الله حق} يعني: صدقا.
والوجه السابع: الحق يعني: وجب عليهم القول, قوله تعالى في سورة الأحقاف {أولئك الذين حق عليهم القول} أي: وجب عليهم القول، وكقوله تعالى في سورة حم المؤمن {وكذلك حقت كلمت ربك} يعني: وجبت كلمة العذاب من ربك {على الذين كفروا}، ونحوه كثير.
والوجه الثامن: الحق بعينه الذي ليس بباطل, قوله تعالى في سورة الحج {ذلك بأن الله هو الحق} وغيره من الآلهة باطل، وكقوله عز وجل في سورة الأنعام {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق} وغيره باطل, مثلها في سورة يونس {وردوا إلى الله مولاهم الحق} وغيره باطل, وقال في سورة الحجر {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق} يعني: لم نخلقهما باطلا بغير شيء.
والوجه التاسع: الحق يعني: المال، قوله تعالى في سورة البقرة {وليملل الذي عليه الحق} يعني: المال, ومثله كقوله تعالى {فإن كان الذي عليه الحق} يعني: المال.
والوجه العاشر: أحق يعني: أولى، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة {ونحن أحق بالملك منه} يعني: أولى بالأمر منه, وكقوله تعالى في سورة براءة {والله ورسوله أحق أن يرضوه}، وقال عز وجل {أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه} يعني: أولى، وكقوله تعالى في سورة يونس {أفمن يهدى إلى الحق أحق} يعني: أولى {أن يتبع}.
والوجه الحادي عشر: الحق: يعني: الحظ, قوله تعالى في سورة سأل سائل {والذين في أموالهم حق} يعني: حظا, ومثلها في سورة الذاريات: {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم}.
والوجه الثاني: الحق يعني: الحاجة، قوله تعالى في سورة هود إخبار عن قوم لوط {قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق} يعني: من حاجة.

تفسير (الحذر) على ثلاثة أوجه:
الخوف – الامتناع – الكتمان
فوجه منها: الحذر يعني: الخوف، قوله تعالى في سورة آل عمران {ويحذركم الله نفسه} يعني: يخوفكم بعقابه, وكقوله تعالى في سورة المائدة {واحذروا} أي: خافوا, مثلها في سورة الزمر {ساجدا وقائما يحذر الآخرة} أي: يخاف عذاب النار, {ويرجو رحمة ربه}.
والوجه الثاني: الحذر يعني: الامتناع، قوله تعالى في سورة المائدة {وإن لم تؤتوه فاحذروا} أي: امتنعوا أن تطيعوه, وكقوله تعالى {فاحذرهم} أي: لا تأمنهم.
والوجه الثالث: الحذر: الكتمان، قوله تعالى في سورة التوبة {قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون} أي: تكتمون.

تفسير (الحبر) على وجهين:
يحبر أي: يكرم بالتحف – الأحبار: العلماء
فوجه منهما: يحبرون أي: يكرمون بالتحف والهدايا, قوله تعالى في سورة الروم {فهم في روضة يحبرون} يعني: يكرمون بالتحف والهدايا, ويقال: بالسماع في الجنة.
والوجه الثاني: الحبر: العالم، قوله تعالى في سورة التوبة {اتخذوا أحبارهم} يعني: علماءهم، وكقولهم تعالى في سورة المائدة {والربانيون والأحبار} وهم: العلماء.

تفسير (الحضور) على سبعة أوجه:
مكتوبا – معذبا – مقيما – حالا – مجاورا – سماعا – الحضور بعينه
فوجه منها: حاضرا أي: مكتوبا في الرق، قوله تعالى في سورة الكهف {ووجدوا ما عملوا حاضرا} وكقوله تعالى في سورة آل عمران {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا} أي: مكتوبا.
والوجه الثاني: المحضرون: المعذبون، قوله تعالى في سورة الصافات {ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين} يعني: من المعذبين, وكقوله تعالى في سورة الروم {فأولئك في العذاب محضرون} يعني: معذبين.
والوجه الثالث: الحاضر: المستوطن المقيم, قوله تعالى في سورة البقرة {ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام} يعني: مقيمين.
والوجه الرابع: حاضرا يعني: حالا منك, قوله تعالى في سورة البقرة {إلا أن تكون تجارة حاضرة} يعني: حالة.
والوجه الخامس: الحضور: المجاورة، قوله تعالى في سورة الأعراف: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر} أي: مجاورة له, وهم أهل أيلة.
والوجه السادس: الحضور يعني: السماع، قوله تعالى {فلما حضروه قالوا أنصتوا} يعني: سمعوه.
والوجه السابع: الحضور بعينه, قوله تعالى في سورة الساعة {ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر} يعني: الحضور بعينه.

تفسير (الحجة) على وجهين:
الخصومة – والحجة بعينها وهي والوثيقة
فوجه منهما: الحجة يعني: الخصومة، قوله تعالى في سورة البقرة {قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم} أي: أتخاصموننا؟ مثلها في سورة آل عمران: {ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم} أي: خاصمتم فيما لكم به علم فلم تخاصمون {فيما ليس لكم به علم} ونحوه كثير.
والوجه الثاني: الحجة يعني: الحجة البالغة، يعني: الوثيقة، قوله تعالى في سورة الأنعام {قل فلله الحجة البالغة} الوثيقة {فلو شاء لهداكم أجمعين}.

تفسير (الحرام) على ثلاثة أوجه:
المنع – والتحريم بعينه – والحرام فيه
فوجه منها: الحرام أي: المنع، قوله تعالى في سورة القصص {وحرمنا عليه المراضع من قبل} يعني: منعناه عن المراضع من قبل, وليس من التحريم، وكقوله تعالى {وحرام على قرية أهلكناها} أي: منعوا من أن يرجعوا.
والوجه الثاني: الحرام: هو التحريم, قوله تعالى {حرمت عليكم الميتة...}، ومثلها قوله عز وجل {لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} ونحوه كثير.
والوجه الثالث: الحرام: الشرف, قوله تعالى {جعل الله الكعبة البيت الحرام} وحرمه الإحرام.

تفسير (الحرمات) على وجهين:
المناسك – جمع الحرم
فوجه منهما: الحرمات يعني: المناسك، قوله تعالى في سورة الحج {ذلك ومن يعظم حرمات الله} يعني: المناسك.
والوجه الثاني: الحرمات: جمع الحرم, قوله تعالى في سورة البقرة {والحرمات قصاص} يعني: الشهور, وحرمة البيعة، وحرمة الإحرام.
تفسير (حل وأحل) على ثمانية أوجه:
يجب – بسط – ينزل – خرجتم – اللبس – رخص – يستحل – حلال
فوجه منها: ويحل يعني: ويجب، قوله تعالى في سورة طه {فيحل عليكم غضبي} يقول: يجب عليكم سخطي {ومن يحلل} ومن يجب {عليه غضبي فقد هوى}، مثلها في سورة هود {ويحل عليه} يعني: ويجب عليه {عذاب مقيم}.
والوجه الثاني: احلل يقول: ابسط، قوله تعالى في سورة طه {واحلل عقدة من لساني} يقول: ابسط رتوة من لساني.
والوجه الثالث: تحل أي: تنزل، قوله تعالى في سورة الرعد {أو تحل قريبا من دراهم} أي: تنزل أنت وأصحابك قريبا من دراهم, وكقوله سبحانه في سورة فاطر {الذي أحلنا}: أنزلنا {دار المقامة من فضله}، نظيرها {وأحلوا قومهم} أي: أنزلوا, ونحوه كثير.
والوجه الرابع: حللتم يقول: خرجتم من الحرم إلى الحل, كقوله سبحانه في سورة المائدة {وإذا حللتم فاططادوا} يقول: إذا خرجتم من الحرم بعد أيام التشريق, فاصطادوا.
والوجه الخامس: حلوا أي: ألبسوا، قوله تعالى في سورة الإنسان {وحلوا أساور من فضة} يقول: ألبسوا أساور من فضة, مثلها في سورة الكهف {يحلون فيها}، ومثلها في سورة الحج, والملائكة, ونحوه كثير.
والوجه السادس: يحل يقول: يرخص, قوله تعالى في سورة المائدة {اليوم أحل لكم الطيبات} يقول: رخص لكم,ومثلها في سورة الأعراف {ويحل لهم الطيبات} يقول: يرخص لهم.
والوجه السابع: أحل يقول: استحل، قوله تعالى في سورة براءة {يحلونه} أي: يستحلونه {عاما ويحرمونه عاما}، نظيرها في سورة المائدة، قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله} أي: لا تستحلوا ترك المناسك.
والوجه الثامن: حل لكم يعني: حلالا لكم، قوله تعالى في سورة المائدة: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم...}، يعني: حلالا لكم ولهم). [الوجوه والنظائر: 166-195]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحال, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir