دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > أصول الفقه > متون القواعد الفقهية > منظومة الأهدل

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو الحجة 1429هـ/30-11-2008م, 05:42 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي خطبة الناظم

الفَرَائدُ البَهِيَّةُ
في نَظْمِ القواعِدِ الفِقْهِيَّةِ
بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

يَقولُ رَاجِي عَفْوِ رَبِّه الْعَلِي = وهو أبو بكرٍ سليلُ الأَهْدَلِ
الحمْدُ للهِ الذي فَقَّهَنَا = ولسلُوكِ شَرْعِه نَبَّهَنَا
عَلَّمَنا سُبحانَه بالقَلَمِ = فَضْلاً ومَنًّا منه ما لم نَعْلَمِ
وَخَصَّنَا بأَفْضَلِ الأَدْيَانِ = والسُّنَّةِ الغَرَّاءِ والقرآنِ
فَكَمْ له مِن نِعمةٍ عَلَيْنَا = ومِنَّةٍ أَوْصَلَها إِلَيْنَا
فالشكْرُ دائمًا له على مَا = أَوْلَاهُ لا نُحْصِي له إِنعامَا
شُكْرًا يكونُ سَبَبَ الْمَزِيدِ = لعَبْدِه مِن فَضلِه الْمَديدِ
ثم صلاتُه مع التَّسليمِ = على النَّبِي الرؤوفِ والرحيمِ
محمَّدٍ وآلِهِ الأَطْهَارِ = وصَحْبِه الأفاضلِ الأبرارِ
وتَابِعِيهِمُ بالاستقامَةِ = على سَبيلِهم إلى القِيامةِ
وبَعدُ فالعلْمُ عَظيمُ الْجَدْوَى = لا سِيَّمَا الفقْهُ أساسُ التَّقْوَى
فَهْوَ أَهَمُّ سائرِ العلُومِ = إذ هو للخُصوصِ والعمومِ
وهو فَنٌّ واسعٌ مُنْتَشِرُ = فُرُوعُه بالعَدِّ لا تَنْحَصِرُ
وإنما تُضْبَطُ بالقواعِدِ = فحِفْظُها مِن أَعظمِ الفوائدِ
وهذه أُرْجُوزةٌ مُحَبَّرَهْ = وَجيزةٌ مُتْقَنَةٌ مُحَرَّرَهْ
نَظَمْتُ فيها ما لَهُ مِن قاعِدَهْ = كُلِّيَّةٍ مُقَرِّبًا للفائدهْ
سَمَّيْتُها الفرائدَ البَهِيَّهْ = لِجَمْعِها الفوائدَ الفقهيَّهْ
لَخَّصْتُها بعونِ رَبِّي القادِرِ = مِن لُجَّةِ الأشباهِ والنظائرِ
مُصَنَّفِ الحَبْرِ السيوطِيِّ الأَجَلْ = جَزاهُ خيرًا رَبُّنا عزَّ وَجَلْ
إشارةً مِن شيخِنا الشِّهَابِ = عالِي الْجَنابِ مُرْشِدِ الطُّلَّابِ
أَعْنِي الصَّفِيَّ أحمدَ بنَ الناشرِي = حاوي الْمَعالي والجمالِ الباهرِ
جَزاهُ رَبِّي أَفضلَ الْجَزَاءِ = عَنِّي وزَادَهُ مِن العطاءِ
فإنه أَمَرَنِي فيما غَبَرْ = بنَظْمِ هذه القَواعدِ الغُرَرْ
وقد رأى كُرَّاسةً كَتَبْتُهَا = مِن مِنْحَةِ الوَهَّابِ واستَصْحَبْتُها
ولم أَكُنْ فَرَغْتُ مِن نِظَامِهَا = فحَثَّنِي جِدًّا على إِتْمَامِها
وقال لي قَواعدَ الفْقِهِ انْظِمِ = يَنْفَعْ بها الطلاَّبَ مُولِي النِّعَمِ
فلم يُساعِدْنِي القَضاءُ والْقَدَرْ = بالسعْيِ في مَأمورِه على الأَثَرْ
لكثرةِ الأشغالِ والعَوَائِقِ = بالنفْسِ والعيالِ والعلائقِ
ثم أَفَقْتُ فامْتَثَلْتُ أَمْرَهُ = وخُضْتُ للدُّرِّ النَّثِيرِ بَحْرَهُ
وإن أَكُنْ لستُ لذاك أَهْلَا = فمَطْلَبِي منه الدُّعاءُ فَضْلَا
وأَسالُ اللهَ تعالى فيها = إعانةً بِحَقِّه يُوفِيهَا
وأن يكونَ نَظْمُها مِن العَمَلْ = لوَجْهِهِ وخالصًا مِن العِلَلْ
وأن يَدومَ نَفْعُها لي وَلِمَنْ = حَصَّلَها عني في كلِّ زَمَنْ
فإنه يُجيبُ مَن دَعاهُ = ولا يَخِيبُ أحدٌ رَجَاهُ
وقد جَعَلْتُهَا على أَبْوَابِ = ورَبِّيَ الْمُلْهِمُ للصَّوَابِ


  #2  
قديم 4 ربيع الثاني 1432هـ/9-03-2011م, 12:12 AM
الصورة الرمزية أم هيثم
أم هيثم أم هيثم غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 675
افتراضي كتاب الأقمار المضيئة للعلامة ابراهيم بن محمد الأهدل

قال الناظم رحمه الله:
بسم الله , أي ابتدىء , وأولى منه : أؤلف أو أفتتح. وقدم الفعل في { اقرأ باسم ربك الذي خلق } لأن القراءة هنا اسم ، واشتقاق الاسم من السمو، وهو العلو, فكأنه علا على مسماه وظهر عليه. وقيل : من الوسم، وهو العلامة , وطولت منه الباء لتدل على حذف ألف اسم الله. والله تعالى علم على الذات الواجب الوجود لذاته المستحق لكل كمال. وأصله الإله وهو اسم لكل معبود , ثم استعمل في المعبود بحق. والصحيح أنه عربي , وورروده في غير العربية من توافق اللغات, وأنه مشتق كما مر, وأنه الاسم الأعظم كما نقله البندنيجي عن أكثر العلماء, وعدم إجابته الداعي به غالباً إنما هو لعدم استجماع شروط الإجابة . ولم يسم به غير الله تعالى إجماعاً.
فائدة : التسمية : جعل اللفظ دالاً على ذلك المعنى . واختلف هل الاسم عين المسمى أو غيره ؟ وهي مسألة طويلة لا يحتملها هذا الكتاب, والمختار أنه غيره عند الإطلاق, وقد حررها الشيخ سعد الدين التفتازاني في حاشيته على الكشاف عند الكلام على قوله عز وجل { وعلم آدم الأسماء كلها }.
تنبيه: قال الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله : الباء في البسملة للاستعانة أو للمصاحبة متعلقة بمحذوف اسم او فعل نقدما كل منهما أو مؤخر , كقولك: ابتدأت أو ابتدائي. وبتقديره فعلاً محل الجار والمجرور نصب وتقديره اسماً محلهما رفع على المشهور من أنه الخبر , أو نصب على القول بأنه معمول للخبر المحذوف. ولا يرد عليهما لزوم حذف المصدر وإبقاء معموله مباشرة أو بواسطة , لأن الظرف والجار والمجرور يُتوسع فيهما ما لا يتوسع في غيرهما. وتقديره : قال الرازي: مؤخر وفعلاً أولاً كما في { إياك نعبد وإياك نستعين} ولأنه تعالى مقدم ذاتاً لأنه قدم واجب الوجود لذاته , فقدم ذكراً. انتهى كلامه.
الرحمن هو صفة بمعنى كثير الرحمة ، ثم غلب على المبالغ جداً فيها. فمن ثم لم يُسم به غير الله. وتسمية أهل اليمامة مسيلمة الكذاب به من التعنت في الكفر. وعلى كونه اسم علم لا يمنع اعتبار وصفيته، وهو عربي.
الرحيم: أي ذي الرحمة الكثيرة. والرحمن أبلغ منه لأن زيادة البناء في صفات الغير الجبلية المتحدة نوعاً واشتقاقاً تدل على زيادة المعنى، فلا نقص بحذر وحاذر وذكر بعدما دل على جلائل الرحمة للإشارة إلى أن مدلوله مقصود، كيلا يغفل عن طلبه. وكلاهما صفة مشتقة من رحم لتزيله منزلة اللازم ، إذ الرحمة العطف ، وهو مستحيل في حقه تعالى فأريد غايتها من التفضيل والإنعام ، إذ أسماء الله تعالى الموجودة من نحو ذلك إنما تؤخذ باعتبار الغاية دون البداء.
فائدة: قال الشيخ زكريا رحمه الله تعالى: إنما قدم الرحمن على الرحيم لأنه خاص إذ لا يقال لغير الله بخلاف الرحيم، والخاص مقدم على العام ، كما أن اسم الله تعالى لما كان اسم ذات قُدم . وهما اسما صفة ، فقدم عليهما إذ الذات مقدمة على الصفة .
فإن قلت: تقديم الرحمن على الرحيم مخالف العادة من تقديم غير الأبلغ ليرتقى منه إلى الأبلغ، كقولهم : عالم نحرير جواد فياض، قلت: قيل الرحمن أبلغ ، وقل معناهما واحد ، فلا أبلغية. لكن قابله خص كلا منهما بشيء، فقيل: رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، وقيل عكسه ، وقيل : الرحمن مدح والرحيم لطف ، قيل إنما خولفت العادة لأنه أراد أن يردف الرحمن الذي يتناول جلائل النعم أصولها بالرحيم ليكون كالتتمة والرديف ، لتناوله ما دق منها ولطف ، واختاره الزمخشري.

يقول راجي عفو ربه العلي = وهو أبو بكر سليل الأهدل
بدأ الناظم رحمه الله بصيغة المضارع لإفادته التلبس بذلك الآن ، وفيما سيأتي من الزمان ، إبقاء لشهادة الفقه الشريف . وبيان الحال الكائن عليه في طلب المزيد من الله تعالى . والتعبير بذلك هو الأليق في هذا المقام ، كما أن الأليق بعلماء العربية أن يبدؤوا بصيغة الماضي لعدم إظهار التلبس بنسق علم العربية في الحال ، ولدوام شهود ذلك منهم في المآل. هكذا قدره الشارح.
ولا يخفى عليك أن علم العربية بعضه ملحق بعلم الشرع ، كما هو مقرر في محله ، فلابد في هذا الكلام من بحث قوله : راجي ؛ أي طالب وسائل. والرجاء عرفاً تعلق القلب بمرغوب في حصوله في المستقبل ، مع الأخذ في أسباب الحصول والتهيؤ لها. وقوله: عفو العفو هو محو الجريمة وصفحها وزوال أثرها من عفا الدار إذا اندرس أثره. وقوله: ربه . الرب في الأصل مصدر بمعنى التربية ، وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً ، ولا يطلق على غير الله تعالى إلا مقيداً ، كقوله تعالى:{ ارجع إلى ربك } ورب الدار.
وأما في اللغة فله إطلاقات : أحدها الرب بمعنى السيد ، ومنه قوله تعالى { اذكرني عند ربك} أي سيدك. والثاني الصاحب كقوله تعالى حكاية عن يوسف صلى الله على نبينا وعليه وسلم { قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي } أي صاحبي. الثالث بمعنى المولى كقوله صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة " وأن تلد الأمة ربتها " وفي بعض الروايات " ربها " أي مولاها أو مولاتها. الرابع بمعنى المصلح للشيء والمربي له.
قوله : العلي هو من أسمائه تعالى ؛ أي المتعالي عن الأشباه والنظائر في صفاته وأفعاله ؛ قال تعالى : { ليس كمثله شيء } وقوله : وهو أبو بكر كنية المؤلف وهي اسمه. وقوله : سليل . السليل والنجل والفرع والولد بمعنى الابن. وقوله: الأهدل هو لقب السيد الأكمل ولي الله تعالى علي بن عمر الأهدل المقبور ببلد المرواعة .، رحمه الله تعالى ، كان من أولياء الله الكبار ، وشهرته تغني عن ذكر فضائله هنا.
وأما المؤلف فهو السيد العلامة الفهامة الشاعر الناثر ذو التصانيف الجليلة والفوائد الجزيلة ، بحر العلم ومعدنه وآثاره ، ومصنفاته تشهد بكماله. وقد ترجم له كثير من العلماء منهم السيد العلامة أحمد بن عبدالله مقبول، المشهور بالسعدي ، ترجم له في كتابه المسمى ( سرد النقول ) وبالجملة ؛ فهو بلغ النهاية في كل علم أفخم ، وكان الإمام الأعظم المشار إليه مع الأخص والأعم . كانت ولادته سنة أربع وثمانين وتسعمائة ، ووفاته سنة خمس وثلاثين وألف ، رحمه الله رحمة الأبرار ، ونفعني بعلومه في هذه الدار وفي تلك الدار آمين.
ثم قال رحمه الله : قوله : الحمد الله إلى آخره:
الحمد لله الذي فقهنا = ولسلوك شرعه نبهنا
قوله : الحمد لله إلى آخر المنظومة هو مقول القول. واختار رحمه الله الجملة الاسمية لإفادتها الاستمرار والدوام. وجملة الحمد وما عطف عليه من الصلاة والسلام خبرية لفظاً إنشائية معنى ، إذ المراد بها إيجاد الحمد وما بعد الإعلام بمضمونها من انه مالك أو مستحق لجميع الحمد من الخلق ، وأتى به كالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز لاشتمال فاتحة الكتاب على البسملة والحمدلة ، وأخذ بمحموع ما روي في هذا الباب ، وعملاً بخبر " كل أمر ذ بال أي حال يهتم به لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع " أي مقطوع البركة. رواه الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع. وفي رواية لأبي دواد وابن ماجه والنسائي في عمل اليوم والليلة: " كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" وفي رواية لأحمد في مسنده : " كل أمر لا يفتح فيه بذكر الله فهو أبتر " أي أقطع. هكذا أورده في المسند على الترديد.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الناظم, خطبة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir