«سورة الأنبياء»
وفي الأنبيا قل أصل يسر وآية
يضركم الكوفي زاد بلا ضر
بل أكثرهم لا يعلمون ويشفعو
ن دع عد إبراهيم لا أول الشطر
اللغة: الشطر النصف.
الإعراب: وفي الأنبياء خبر مقدم بتقدير مضاف أي عد وأصل يسر مبتدأ مؤخر والجملة معمولة لقل. وآية مفعول مقدم لزاد. ويضركم بدل منها والكوفي مبتدأ وجملة زاد خبره. وبلا ضر متعلق بزاد. بل أكثرهم لا يعلمون مفعول مقدم لدع. ويشفعون عطف عليه وعد إبرهيم أمرية ومفعولها. لا حرف عطف وأول معطوف على إبرهيم ومضاف إلى الشطر.
المعنى: أخبر أن هذه السورة في عدد غير الكوفي مائة وإحدى عشرة آية كما دل على ذلك القاف والألف والياء. وأن الكوفي زاد آية على هذا العدد وهي {ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم} فكانت السورة في عدده مائة وثنتى عشرة آية. وفي قوله «وفي الأنبياء الخ» إشارة إلى سهولة عدد هذه السورة لقلة خلافهم فيما فإن خلافهم في آية واحدة كما علمت ولا يخفى ما في قوله أصل يسر من المناسبة للأنبياء فإن في إرسالهم أصل السهولة والرحمة بالعباد. كما لا يخفى الاحتراس بقوله بلا ضر بعد قوله يضركم الكوفي وفيه إيماء إلى أنه يعد الكوفي نظائره من الفواصل ولكن لا ضرر في ذلك ولا ينقض القواعد السابقة لأنه نادر كما سبق التنبيه على ذلك في قوله «وما بين أشكال التناسب فاصل» البيت وجه عد يضركم ورود النص والتوقيف وتمام الكلام
[معالم اليسر: 131]
في الجملة ووجه تركه عدم المشاكلة. ثم بين شبه الفواصل المتروك فأمر بترك كلمتين هما {بل أكثرهم لا يعلمون} الذي بعده {الحق فهم معرضون} و{ولا يشفعون} الذي بعده {إلا لمن ارتضى}. فليستا معدودتين بالاتفاق. وقوله عد إبرهيم الخ معناه أن لفظ إبرهيم حيث وقع في هذه السورة معدود بالاتفاق وذلك نحو {يقال له إبرهيم} {وسلاما على إبرهيم} إلا لفظا واحدًا وهو الواقع في أول النصف الثاني من السورة وهو {ولقد آتينا إبرهيم رشده} فليس معدودًا لأحد.
[معالم اليسر: 132]