تفسير الباطل على أربعة وجوه
الوجه الأول: الباطل يعني الكذب
وذلك قوله في سورة المؤمن: {وخسر هنالك المبطلون} يعني خسر المكذّبون بالعذاب. وقال في حم الجاثية: {ويوم تقوم الساعة يومئذٍ يخسر المبطلون} يعني يخسر المكذّبون بالبعث. وقال في سورة العنكبوت: {إذًا لاّرتاب المبطلون} يقول: المكذّبون وهم اليهود. وقال في حم السّجدة: {لاّ يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} يعني لا يأتي القرآن التكذيب من الكتب التي كانت قبله، ولا يجيء من بعده كتاب فيكذّبه.
الوجه الثاني: الإبطال يعني الإحباط
وذلك قوله في سورة البقرة: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم} يعني لا تحبطوا، {بالمن والأذى}. وقال في سورة محمّد: {ولا تبطلوا أعمالكم} يعني بالمنّ.
الوجه الثالث: الباطل يعني الشرك
الباطل يعني الشّرك الذي ليس له أصل ثابت، وذلك قوله في سورة بني إسرائيل: {وقل جاء الحق} التّوحيد، {وزهق
الباطل} يعني ذهب الشرك، عبادة الشيطان. قال: {إنّ الباطل كان زهوقًا}. قال: الشّرك، لأنّ الشّرك ليس له في الأرض أصل ولا في السّماء فرع فلذلك قال: {كان زهوقًا}. وقال في سورة العنكبوت: {والذين آمنوا بالباطل} يعني بعبادة الشيطان الشرك، {وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون}. وقال في سورة النحل: {أفبالباطل يؤمنون} يعني بعبادة الشيطان، الشرك، يصدقون.
الوجه الرابع: الباطل يعني الظلم
وذلك قوله في سورة البقرة: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} يعني بالظلم. ومثلها في سورة النّساء وذلك قوله: {يا أيّها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}، بالظلم، {إلا أن تكون تجارةً}.