دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى السابع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1440هـ/23-02-2019م, 12:02 AM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

فهرسة مسائل باب قول : ( ماشاء الله وشئت )
عناصر الدرس
مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
شرح حديث : ( أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم …)
ترجمة الراوي
تخريج الحديث
بيان النهي عن الحلف بالكعبة و حكم الطواف بها
شرح قوله : ( إنكم تشركون , تقولون : ما شاء الله و شئت )
قول القدرية والمعتزلة في القدر
قول أهل السنة والجماعة في القدر
بيان أن الحلف بالكعبة شرك
قبول الحق من صاحب الهوى إن كان صوابا
الحق ضالة المؤمن
شرح قوله : ( أجعلتني لله ندا )
شرح حديث : ( رأيت كأني أتيت على نفر … )
ترجمة الراوي
تخريج الحديث
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لرؤيا الطفيل
سبب عدم النهي عن قولهم ما شاء الله وشئت
حكم الرؤيا الصالحة
لا يجب رد البدعة ببدعة أخرى
الدليل على أن قولهم ليس من الشرك الأكبر
التدرج في النهي عن الشرك في الألفاظ لا الشرك الأكبر
التفصيل
مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
أنَّ قول القائل: (ما شاء الله وشئت) شرك في اللفظ، وتشريك في المشيئة وهذا من الشرك الأصغر.
شرح حديث : ( أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم …)
ترجمة الراوي
قتيلة بنت صيفي الأنصارية , صحابية مهاجرة .
تخريج الحديث
أخرج الحديث النسائي في سننه , عن عبد الله بن يسار الجعفي عن قتيلة .
بيان النهي عن الحلف بالكعبة و حكم الطواف بها
معَ أنَّها بيتُ اللهِ التي حَجُّهَا وقَصْدُهَا بالحجِّ والعُمْرَةِ فريضةٌ.
وهذا يُبيِّنُ أنَّ النهيَ عن الشركِ باللهِ عامٌّ لا يَصْلُحُ منهُ شيءٌ، لا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ، ولا لِنَبِيٍّ مُرْسَلٍ، ولا للكعبةِ التي هيَ بيتُ اللهِ في أَرْضِهِ، وأنتَ تَرَى ما وَقَعَ من الناسِ اليومَ من الحلفِ بالكعبةِ وسُؤَالِهَا ما لا يَقْدِرُ عليهِ إلاَّ اللهُ.
ومن المعلومِ أنَّ الكعبةَ لا تَضُرُّ ولا تَنْفَعُ،
وإِنَّمَا شَرَعَ اللهُ لعبادِهِ الطَّوَافَ بها والعبادةَ عِنْدَهَا، وَجَعَلَهَا للأُمَّةِ قِبْلَةً، فالطَّوَافُ بها مشروعٌ، والحَلِفُ بها وَدُعَاؤُهَا ممنوعٌ، فَمَيِّزْ أَيُّهَا المُكَلَّفُ بينَ ما يُشْرَعُ وما يُمْنَعُ وإنْ خَالَفَكَ مَنْ خَالَفَكَ مِنْ جَهَلَةِ الناسِ الذينَ هم كالأنعامِ، بلْ هم أَضَلُّ سَبِيلاً.
شرح قوله : ( إنكم تشركون , تقولون : ما شاء الله و شئت )
والعبدُ إنْ كانتْ لهُ مشيئةٌ فَمَشِيئَتُهُ تَابِعَةٌ لمشيئةِ اللهِ، ولا قُدْرَةَ لهُ على أنْ يَشَاءَ شَيْئًا إلاَّ إذا كانَ اللهُ قدْ شَاءَهُ، كما قالَ اللهُ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[التكوير:28،29] .
وقولِهِ: {إِنَّ هَـذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}[الإنسان:29،30].
قول القدرية والمعتزلة في القدر
وفي هذهِ الآياتِ والأحاديثِ: الرَّدُّ على القَدَرِيَّةِ والمعتزلةِ؛ نُفَاةِ القَدَرِ الذينَ يُثبِتُونَ للعبدِ مشيئةً تُخَالِفُ ما أَرَادَهُ اللهُ تَعَالَى من العبدِ وَشَاءَهُ، وسيأتِي ما يُبْطِلُ قَوْلَهُم في (بابِ ما جاءَ في مُنْكِرِي القَدَرِ) إنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى، وأنَّهُم مَجُوسُ هذهِ الأُمَّةِ.
قول أهل السنة والجماعة في القدر
وأمَّا أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ فَتَمَسَّكُوا بالكتابِ والسُّنَّةِ في هذا البابِ وغيرِهِ، واعْتَقَدُوا أنَّ مشيئةَ العبدِ تابعةٌ لمشيئةِ اللهِ تَعَالَى في كلِّ شيءٍ مِمَّا يُوَافِقُ ما شَرَعَهُ اللهُ وما يُخَالِفُهُ مِنْ أفعالِ العبادِ وأقوالِهِم، فالكلُّ بمشيئةِ اللهِ وإرادتِهِ، فَمَا وَافَقَ شَرْعَهُ رَضِيَهُ وَأَحَبَّهُ، وما خَالَفَهُ كَرِهَهُ من العبدِ، كَمَا قالَ تَعَالَى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}[الزمر:7].
بيان أن الحلف بالكعبة شرك
فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّ اليهوديَّ على قَوْلِهِ: (إِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ).
قبول الحق من صاحب الهوى إن كان صوابا
فهؤلاء اليهود هم أهل الشرك، يقولون: عزير ابن الله، ويشركون بالله جل وعلا؛ لكنهم مع كونهم مشركين نقموا على أهل الإسلام أنهم يشركون، وهذا لأجل الطعن فيهم؛ فالهوى، وطلب تنقّص أهل الإسلام، والنقد عليهم، والقول لهم أو مخاطبتهم بما يسوؤهم: هذا كان قصداً لهم؛ ولهذا فهموا من أين يدخلون.
فقالوا لهم: إنكم تشركون وهم أهل الشرك؛ لكن فيه أنَّ صاحب الهوى قد يفهم الصواب؛ فإذا فهم الصواب، فإن الواجب أن يُقبل منه؛ لأن المؤمن يجب عليه أن يقبل الحق ممن جاء به ولو كان يهوديّاً، أو نصرانيّاً؛ فهذا اليهودي، أو النصراني، أو النصارى - كما سيأتي - هؤلاء توجهوا إلى المؤمنين بالقدح فيهم بالشرك، ولم يمنع النبي -صلى الله عليه وسلم- من قبول الحق الذي قالوه، أنهم يهود؛ بل قبل ما جاء به ذلك اليهودي، فأوصاهم بأن يتركوا ذلك التنديد.
الحق ضالة المؤمن
وهذا فيه أنَّ الحق هو ضالة المؤمن، أين وجده أخذه؛ فلا يمنعه من قبول الحق، أن قاله:
مشرك.أو قاله كاف ر, أو قاله فاسق , أو قاله مبتدع , أو قاله ضالّ.
إذا كان الكلام في نفسه حقاًّ؛ لأنه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
((الحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها أخذها)).
شرح قوله : ( أجعلتني لله ندا )
فيهِ بَيَانُ أنَّ مَنْ سَوَّى العبدَ باللهِ ولوْ في الشركِ الأصغرِ فقدْ جَعَلَهُ نِدًّا للهِ شاءَ أمْ أَبَى، خلافًا لِمَا يَقُولُهُ الجاهلونَ بمَا يَخْتَصُّ باللهِ تَعَالَى منْ عبادَتِهِ، وما يَجِبُ النهيُ عنهُ من الشِّرْكِ بِنَوْعَيْهِ. ومَنْ يُرِد اللهُ بهِ خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدينِ.
شرح حديث : ( رأيت كأني أتيت على نفر … )
ترجمة الراوي
الطفيل بن عبد الله بن سخبرة , أخو عائشة لأمها , صحابي .
تخريج الحديث
الحديث أخرجه ابن ماجه .
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لرؤيا الطفيل
وهذهِ الرُّؤْيَا حَقٌّ، أَقَرَّهَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمِلَ بِمُقْتَضَاهَا، فَنَهَاهُم أنْ يَقُولُوا: ما شاءَ اللهُ وشاءَ مُحَمَّدٌ، وَأَمَرَهُم أنْ يَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ.
وهذا الحديثُ والذي قَبْلَهُ أَمَرَهُم فيهِ أنْ يَقُولُوا: (مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ) ولا رَيْبَ أنَّ هذا أَكْمَلُ في الإِخلاصِ، وأَبْعَدُ عن الشركِ منْ أنْ يَقُولُوا: (ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ) لأنَّ فيهِ التصريحَ بالتوحيدِ المُنَافِي لِلتَّنْدِيدِ منْ كلِّ وَجْهٍ. فالبصيرُ يَخْتَارُ لِنَفْسِهِ أَعْلَى مراتبِ الكمالِ في مقامِ التوحيدِ والإِخلاصِ.
سبب عدم النهي عن قولهم ما شاء الله وشئت
وقَوْلُهُ: ((كَانَ يَمْنَعُنِي كَذَا وَكَذَا أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا)) وَرَدَ في بعضِ الطُّرُقِ: ((أَنَّهُ كَانَ يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ مِنْهُمْ)) وبعدَ هذا الحديثِ الذي حَدَّثَهُ بهِ الطُّفَيْلُ عنْ رُؤْيَاهُ خَطَبَهُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَى عنْ ذلكَ نَهْيًا بَلِيغًا، فما زالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَلِّغُهُم حتَّى أَكْمَلَ اللهُ لهُ الدينَ، وَأَتَمَّ لهُ بهِ النعمةَ، وَبَلَّغَ البلاغَ المُبِينَ. صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
حكم الرؤيا الصالحة
وفيهِ معنى قولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)).
قُلْتُ: وإنْ كانتْ رُؤْيَا مَنَامٍ فهيَ وَحْيٌ يَثْبُتُ بها ما يَثْبُتُ بالوحْيِ أَمْرًا وَنَهْيًا، واللهُ أَعْلَمُ.
لا يجب رد البدعة ببدعة أخرى
والواجب أيضاً: أن لا تُرد البدعة ببدعة، وأنْ لا ترد البدعة إلا بحق؛ وإذا جَهِل المرء كيف يرد البدعة بحق، فيصبر حتى يتعلم، أو يسأل أهل العلم؛ وليس مِن الواجب عليك أن ترد مباشرة؛ بل إذا ووجهت بحق ولو كان من أضل الضُلاَّل، فاقبل.
فإبليس ـ الشيطان ـ قُبل منه بعض الحق الذي جاء به، وأرشد إليه أبا هريرة؛ وهؤلاء اليهود والنصارى في هذين الحديثين قُبل منهما، يعني: من تلك الطائفتين حقٌّ، أرشدونا إليه في أعظم المسائل وأجل المطالب، وهو توحيد الله جل جلاله.
الدليل على أن قولهم ليس من الشرك الأكبر
هذه المسائل ليست من الشرك الأكبر، بل من الأصغر؛ دلّ عليه قوله في آخره: ((قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها))
التدرج في النهي عن الشرك في الألفاظ لا الشرك الأكبر
والشرك في الألفاظ أتى بالتدريج، بخلاف ـ يعني ـ نفي الشرك في الألفاظ، وتحريم الشرك في الألفاظ: أتى بالتدريج في تاريخ بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وتبليغه أمته بالأوامر والنواهي؛ أما الشرك الأكبر: فقد نفاه من أول الرسالة.
أما شرك الألفاظ وبعض أنواع الشرك الأصغر: فأتى بالتدريج؛ فكان الحلف بالآباء جائزاً، ثم نهاهم عليه الصلاة والسلام عن ذلك؛ وكذلك قول: (ما شاء الله وشئت) ثم نهاهم عن ذلك.
ولهذا قال المصنف في مسائل كتاب التوحيد: فيه أنَّ الشرك فيه أكبر وأصغر؛ لقوله: ((كان يمنعني كذا وكذا)) وأما الشرك الأكبر فلا يجوز:أن يؤخَّر إنكاره.أو أن يمنع عنه مانع.
أما شرك الألفاظ فقد تكون المصلحة، والفقه، فقه الدعوة، وفقه ترتيب الأهم والمهم، وتقديم الأهم على المهم: أن يؤخر بعضه لتتم المصلحة العظمى.
أما الشرك الأكبر، فلا مصلحةَ تبقى مع وجوده.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1440هـ/26-02-2019م, 03:42 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل باب قول : ( ماشاء الله وشئت )
عناصر الدرس
مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
شرح حديث : ( أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم …)
ترجمة الراوي
تخريج الحديث
بيان النهي عن الحلف بالكعبة و حكم الطواف بها
شرح قوله : ( إنكم تشركون , تقولون : ما شاء الله و شئت )
قول القدرية والمعتزلة في القدر
قول أهل السنة والجماعة في القدر
بيان أن الحلف بالكعبة شرك
قبول الحق من صاحب الهوى إن كان صوابا
الحق ضالة المؤمن
شرح قوله : ( أجعلتني لله ندا )
شرح حديث : ( رأيت كأني أتيت على نفر … )
ترجمة الراوي
تخريج الحديث
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لرؤيا الطفيل
سبب عدم النهي عن قولهم ما شاء الله وشئت
حكم الرؤيا الصالحة
لا يجب رد البدعة ببدعة أخرى
الدليل على أن قولهم ليس من الشرك الأكبر
التدرج في النهي عن الشرك في الألفاظ لا الشرك الأكبر
التفصيل
مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد
أنَّ قول القائل: (ما شاء الله وشئت) شرك في اللفظ، وتشريك في المشيئة وهذا من الشرك الأصغر.
شرح حديث : ( أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم …)
ترجمة الراوي
قتيلة بنت صيفي الأنصارية , صحابية مهاجرة .
تخريج الحديث
أخرج الحديث النسائي في سننه , عن عبد الله بن يسار الجعفي عن قتيلة .
بيان النهي عن الحلف بالكعبة و حكم الطواف بها
معَ أنَّها بيتُ اللهِ التي حَجُّهَا وقَصْدُهَا بالحجِّ والعُمْرَةِ فريضةٌ.
وهذا يُبيِّنُ أنَّ النهيَ عن الشركِ باللهِ عامٌّ لا يَصْلُحُ منهُ شيءٌ، لا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ، ولا لِنَبِيٍّ مُرْسَلٍ، ولا للكعبةِ التي هيَ بيتُ اللهِ في أَرْضِهِ، وأنتَ تَرَى ما وَقَعَ من الناسِ اليومَ من الحلفِ بالكعبةِ وسُؤَالِهَا ما لا يَقْدِرُ عليهِ إلاَّ اللهُ.
ومن المعلومِ أنَّ الكعبةَ لا تَضُرُّ ولا تَنْفَعُ،
وإِنَّمَا شَرَعَ اللهُ لعبادِهِ الطَّوَافَ بها والعبادةَ عِنْدَهَا، وَجَعَلَهَا للأُمَّةِ قِبْلَةً، فالطَّوَافُ بها مشروعٌ، والحَلِفُ بها وَدُعَاؤُهَا ممنوعٌ، فَمَيِّزْ أَيُّهَا المُكَلَّفُ بينَ ما يُشْرَعُ وما يُمْنَعُ وإنْ خَالَفَكَ مَنْ خَالَفَكَ مِنْ جَهَلَةِ الناسِ الذينَ هم كالأنعامِ، بلْ هم أَضَلُّ سَبِيلاً.
شرح قوله : ( إنكم تشركون , تقولون : ما شاء الله و شئت )
والعبدُ إنْ كانتْ لهُ مشيئةٌ فَمَشِيئَتُهُ تَابِعَةٌ لمشيئةِ اللهِ، ولا قُدْرَةَ لهُ على أنْ يَشَاءَ شَيْئًا إلاَّ إذا كانَ اللهُ قدْ شَاءَهُ، كما قالَ اللهُ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[التكوير:28،29] .
وقولِهِ: {إِنَّ هَـذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}[الإنسان:29،30].
قول القدرية والمعتزلة في القدر
وفي هذهِ الآياتِ والأحاديثِ: الرَّدُّ على القَدَرِيَّةِ والمعتزلةِ؛ نُفَاةِ القَدَرِ الذينَ يُثبِتُونَ للعبدِ مشيئةً تُخَالِفُ ما أَرَادَهُ اللهُ تَعَالَى من العبدِ وَشَاءَهُ، وسيأتِي ما يُبْطِلُ قَوْلَهُم في (بابِ ما جاءَ في مُنْكِرِي القَدَرِ) إنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى، وأنَّهُم مَجُوسُ هذهِ الأُمَّةِ.
قول أهل السنة والجماعة في القدر
وأمَّا أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ فَتَمَسَّكُوا بالكتابِ والسُّنَّةِ في هذا البابِ وغيرِهِ، واعْتَقَدُوا أنَّ مشيئةَ العبدِ تابعةٌ لمشيئةِ اللهِ تَعَالَى في كلِّ شيءٍ مِمَّا يُوَافِقُ ما شَرَعَهُ اللهُ وما يُخَالِفُهُ مِنْ أفعالِ العبادِ وأقوالِهِم، فالكلُّ بمشيئةِ اللهِ وإرادتِهِ، فَمَا وَافَقَ شَرْعَهُ رَضِيَهُ وَأَحَبَّهُ، وما خَالَفَهُ كَرِهَهُ من العبدِ، كَمَا قالَ تَعَالَى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}[الزمر:7].
بيان أن الحلف بالكعبة شرك
فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّ اليهوديَّ على قَوْلِهِ: (إِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ).
قبول الحق من صاحب الهوى إن كان صوابا
فهؤلاء اليهود هم أهل الشرك، يقولون: عزير ابن الله، ويشركون بالله جل وعلا؛ لكنهم مع كونهم مشركين نقموا على أهل الإسلام أنهم يشركون، وهذا لأجل الطعن فيهم؛ فالهوى، وطلب تنقّص أهل الإسلام، والنقد عليهم، والقول لهم أو مخاطبتهم بما يسوؤهم: هذا كان قصداً لهم؛ ولهذا فهموا من أين يدخلون.
فقالوا لهم: إنكم تشركون وهم أهل الشرك؛ لكن فيه أنَّ صاحب الهوى قد يفهم الصواب؛ فإذا فهم الصواب، فإن الواجب أن يُقبل منه؛ لأن المؤمن يجب عليه أن يقبل الحق ممن جاء به ولو كان يهوديّاً، أو نصرانيّاً؛ فهذا اليهودي، أو النصراني، أو النصارى - كما سيأتي - هؤلاء توجهوا إلى المؤمنين بالقدح فيهم بالشرك، ولم يمنع النبي -صلى الله عليه وسلم- من قبول الحق الذي قالوه، أنهم يهود؛ بل قبل ما جاء به ذلك اليهودي، فأوصاهم بأن يتركوا ذلك التنديد.
الحق ضالة المؤمن
وهذا فيه أنَّ الحق هو ضالة المؤمن، أين وجده أخذه؛ فلا يمنعه من قبول الحق، أن قاله:
مشرك.أو قاله كاف ر, أو قاله فاسق , أو قاله مبتدع , أو قاله ضالّ.
إذا كان الكلام في نفسه حقاًّ؛ لأنه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
((الحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها أخذها)).
شرح قوله : ( أجعلتني لله ندا )
فيهِ بَيَانُ أنَّ مَنْ سَوَّى العبدَ باللهِ ولوْ في الشركِ الأصغرِ فقدْ جَعَلَهُ نِدًّا للهِ شاءَ أمْ أَبَى، خلافًا لِمَا يَقُولُهُ الجاهلونَ بمَا يَخْتَصُّ باللهِ تَعَالَى منْ عبادَتِهِ، وما يَجِبُ النهيُ عنهُ من الشِّرْكِ بِنَوْعَيْهِ. ومَنْ يُرِد اللهُ بهِ خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدينِ.
شرح حديث : ( رأيت كأني أتيت على نفر … )
ترجمة الراوي
الطفيل بن عبد الله بن سخبرة , أخو عائشة لأمها , صحابي .
تخريج الحديث
الحديث أخرجه ابن ماجه .
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لرؤيا الطفيل
وهذهِ الرُّؤْيَا حَقٌّ، أَقَرَّهَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمِلَ بِمُقْتَضَاهَا، فَنَهَاهُم أنْ يَقُولُوا: ما شاءَ اللهُ وشاءَ مُحَمَّدٌ، وَأَمَرَهُم أنْ يَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ.
وهذا الحديثُ والذي قَبْلَهُ أَمَرَهُم فيهِ أنْ يَقُولُوا: (مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ) ولا رَيْبَ أنَّ هذا أَكْمَلُ في الإِخلاصِ، وأَبْعَدُ عن الشركِ منْ أنْ يَقُولُوا: (ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ) لأنَّ فيهِ التصريحَ بالتوحيدِ المُنَافِي لِلتَّنْدِيدِ منْ كلِّ وَجْهٍ. فالبصيرُ يَخْتَارُ لِنَفْسِهِ أَعْلَى مراتبِ الكمالِ في مقامِ التوحيدِ والإِخلاصِ.
سبب عدم النهي عن قولهم ما شاء الله وشئت
وقَوْلُهُ: ((كَانَ يَمْنَعُنِي كَذَا وَكَذَا أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا)) وَرَدَ في بعضِ الطُّرُقِ: ((أَنَّهُ كَانَ يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ مِنْهُمْ)) وبعدَ هذا الحديثِ الذي حَدَّثَهُ بهِ الطُّفَيْلُ عنْ رُؤْيَاهُ خَطَبَهُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَى عنْ ذلكَ نَهْيًا بَلِيغًا، فما زالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَلِّغُهُم حتَّى أَكْمَلَ اللهُ لهُ الدينَ، وَأَتَمَّ لهُ بهِ النعمةَ، وَبَلَّغَ البلاغَ المُبِينَ. صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
حكم الرؤيا الصالحة
وفيهِ معنى قولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)).
قُلْتُ: وإنْ كانتْ رُؤْيَا مَنَامٍ فهيَ وَحْيٌ يَثْبُتُ بها ما يَثْبُتُ بالوحْيِ أَمْرًا وَنَهْيًا، واللهُ أَعْلَمُ.
لا يجب رد البدعة ببدعة أخرى
والواجب أيضاً: أن لا تُرد البدعة ببدعة، وأنْ لا ترد البدعة إلا بحق؛ وإذا جَهِل المرء كيف يرد البدعة بحق، فيصبر حتى يتعلم، أو يسأل أهل العلم؛ وليس مِن الواجب عليك أن ترد مباشرة؛ بل إذا ووجهت بحق ولو كان من أضل الضُلاَّل، فاقبل.
فإبليس ـ الشيطان ـ قُبل منه بعض الحق الذي جاء به، وأرشد إليه أبا هريرة؛ وهؤلاء اليهود والنصارى في هذين الحديثين قُبل منهما، يعني: من تلك الطائفتين حقٌّ، أرشدونا إليه في أعظم المسائل وأجل المطالب، وهو توحيد الله جل جلاله.
الدليل على أن قولهم ليس من الشرك الأكبر
هذه المسائل ليست من الشرك الأكبر، بل من الأصغر؛ دلّ عليه قوله في آخره: ((قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها))
التدرج في النهي عن الشرك في الألفاظ لا الشرك الأكبر
والشرك في الألفاظ أتى بالتدريج، بخلاف ـ يعني ـ نفي الشرك في الألفاظ، وتحريم الشرك في الألفاظ: أتى بالتدريج في تاريخ بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وتبليغه أمته بالأوامر والنواهي؛ أما الشرك الأكبر: فقد نفاه من أول الرسالة.
أما شرك الألفاظ وبعض أنواع الشرك الأصغر: فأتى بالتدريج؛ فكان الحلف بالآباء جائزاً، ثم نهاهم عليه الصلاة والسلام عن ذلك؛ وكذلك قول: (ما شاء الله وشئت) ثم نهاهم عن ذلك.
ولهذا قال المصنف في مسائل كتاب التوحيد: فيه أنَّ الشرك فيه أكبر وأصغر؛ لقوله: ((كان يمنعني كذا وكذا)) وأما الشرك الأكبر فلا يجوز:أن يؤخَّر إنكاره.أو أن يمنع عنه مانع.
أما شرك الألفاظ فقد تكون المصلحة، والفقه، فقه الدعوة، وفقه ترتيب الأهم والمهم، وتقديم الأهم على المهم: أن يؤخر بعضه لتتم المصلحة العظمى.
أما الشرك الأكبر، فلا مصلحةَ تبقى مع وجوده.
أحسنت نفع الله بك:
تجعل أدلة الباب هي العناصر الرئيسية وتدرج تحتها المسائل الخاصة بها بعد قراءة الشروحات.
والأصل تلخيص المسائل بأسلوبك لا بمجرد النقل المحض.
الدرجة: أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir