دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > الوجوه والنظائر للدامغاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 شوال 1438هـ/4-07-2017م, 05:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب الألف

باب الألف

قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب الألف
اسم – أمر – أحد – أحاط – أحصى – استحيا – إتيان – أسفل – اتخذ – أهل – أولى – أجل – آيات – أرسل – أم – أب – أذى – اتباع – إناث – أمي – إتمام – إدراك – إقامة – أعناق – إثم – أكنة – إنسان – إسراف – (أسفار) – أمانة – امرأة – أفواه – أخلد – إثخان – أواب – أذان – آل – اعبدوا – الإفك – أووا – أول – آخرة – أجر – إخاء – أفلح – استكبر – اتقوا – أحزاب – أنشأ – استطاعة – أرض – أرساها – إلى – أن – إن – أنى - أذني – أو – أم – أزواج – إمام – أمة – أمر بالمعروف – اطمأن – استغفار – أحس – إسلام – أصبحوا – الإشعار – أشعار – إمساك – الأخذ – أقام – اعتدى – إيمان – الأكل – أسف – ألقى – استوى

تفسير «اسم» على ستة أقسام
المسمى – الصفة – التوحيد – المسميات – الأصنام – المثل
فوجه منها الاسم يعني: المسمى، فذلك قوله تعالى في سورة الرحمن: {تبارك اسم ربك} يعني: تبارك ربك.
والوجه الثاني, الاسم يعني التوحيد, قوله تعالى في سورة المزمل: {واذكر اسم ربك} يعني واذكر توحيد ربك, نظيره: {سبح اسم ربك} يعني: توحيد ربك.
**والوجه الثالث, الاسم يعني: الصفة, قوله تعالى في سورة الأعراف: {ولله الأسماء الحسنى} يعني: الصفات العلا، نظيره في سورة (بني إسرائيل): {أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، أي الصفات العلا من العلم, والقدرة, والسمع، والبصر, والإرادة, والكلام.
والوجه الرابع, الأسماء يعني: المسميات، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة {وعلم آدم الأسماء} يعني المسميات كلها, نظيره في سورة مريم {إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا} يعني تسمية.
والوجه الخامس, الأسماء يعني: الأصنام, قوله تعالى في سورة يوسف {ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها} أي أصناما, وكقوله تعالى في سورة (والنجم): {إن هي إلا أسماء سميتموها} يعني: أصناما.
والوجه السادس, الاسم يعني: المثل والعدل، قوله تعالى في سورة مريم {هل تعلم له سميا} يعني: عدلا ومثلا، وكقوله تعالى: {لم نجعل له من قبل سميا} مريم, يعني ولدا يسمى يحيى.
تفسير «الأمر» على ستة عشر وجها:
الدين – القول – العذاب – عيسى – القتل ببدر – فتح مكة – قتل بني قريظة – القيامة – القضاء – الوحي – الأمر بعينه – الذنب – النصر – الشأن والفعل – الغرق – الأمر – الكثرة – المنكر
فوجه منها، الأمر يعني: الدين، قوله تعالى في سورة براءة: {حتى جاء الحق وظهر أمر الله} يعني: دين الله (الإسلام)، وكقوله تعالى في سورة المؤمنون: {فتقطعوا أمرهم بينهم} يعني: فرقوا دينهم، نظيرها في سورة الأنبياء: {وتقطعوا أمرهم بينهم} يعني: دينهم الإسلام (الذي) أمروا به ودخلوا في غيره.
والوجه الثاني, الأمر يعني: القول، فذلك قوله تعالى في سورة الكهف: {إذ يتنازعون بينهم أمرهم} يعني: قولهم فيما بينهم, وكقوله تعالى في سورة طه {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى} يعني: قولهم).
والوجه الثالث, الأمر يعني: العذاب، قوله تعالى في سورة إبراهيم: (وقال الشيطان لما قضي الأمر) يعني (لما) وجب العذاب لأهل النار كقوله تعالى في سورة هود {وغيض الماء وقضي الأمر} يعني وجب العذاب.
والوجه الرابع, الأمر به: عيسى ابن مريم – عليهما السلام – قوله تعالى في سورة مريم: {سبحانه إذا قضى أمرا} يعني: خلق عيسى {فإنما يقول له كن فيكون}، نظيرها في سورة البقرة: {بديع السماوات والأرض وإذا قضي أمرا} يعني عيسى في علمه أنه يكون من غير أب {فإنما يقول له كن فيكون}.
والوجه الخامس, الأمر يعني: القتل ببدر, قوله تعالى في سورة حم المؤمن: {فإذا جاء أمر الله قضى بالحق} يعني: القتل ببدر – كان هذا بمكة، فجاء الله تعالى بأمره بالمدينة في قتل أهل مكة – وكقوله تعالى في سورة الأنفال {ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا} يعني: قتل كفار مكة ببدر.
والوجه السادس, أمر يعني: قتل بني قريظة, وجلاء أهل النضير، (قوله تعالى في سورة البقرة {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} يعني: قتل بني قريظة، وجلاء أهل النضير).
والوجه السابع, الأمر يعني: فتح مكة، قوله تعالى في سورة براءة: {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره} يعني: فتح مكة.
والوجه الثامن, الأمر يعني: القيامة، قوله تعالى في سورة النحل: {أتى أمر الله} يعني: القيامة، (و) كقوله تعالى في سورة الحديد: {وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله} يعني: القيامة.
والوجه التاسع, الأمر يعني: القضاء، كقوله تعالى في سورة الرعد: {يدبر الأمر} يقضي القضاء وحده, وكقوله تعالى في سورة يونس: {يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعده إذنه}، وفي سورة الأعراف: {ألا له الخلق والأمر}: ألا له الخلق والقضاء.
والوجه العاشر, الأمر يعني: الوحي, قوله تعالى في سورة (تنزيل السجدة): {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض} يعني: ينزل الوحي من السماء إلى الأرض, وكقوله تعالى في سورة الطلاق {يتنزل الأمر بينهن} يعني: الوحي.
والوجه الحادي عشر, الأمر بعينه، قوله تعالى {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}، وكقوله تعالى {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}: ونحوه.
والوجه الثاني عشر, الأمر يعني: الذنب, قوله تعالى في سورة الطلاق: {فذاقت وبال أمرها} يعني: جزاء ذنبها, وكقوله تعالى {ليذوق وبال أمره} يعني: جزاء ذنبه.
والوجه الثالث عشر, الأمر يعني: النصر، قوله تعالى في سورة آل عمران: {يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله} يعني: النصر, وكقوله تعالى {لله الأمر من قبل ومن بعد} يعني: النصر.
والوجه الرابع عشر, الأمر: الفعل والشأن، كقوله تعالى {ألا إلى الله تصير الأمور} يعني: الشئون, وكقوله سبحانه: {وما أمر فرعون برشيد} يعني: شأن فرعون.
والوجه الخامس عشر, الأمر يعني: الغرق, كقوله تعالى في سورة هود {لا عاصم اليوم من أمر الله} يعني: من الغرق.
والوجه السادس عشر, أمرنا أي كثرنا, قوله تعالى في سورة (بني إسرائيل): {أمرنا مترفيها} – ممدودا – أي: كثرنا، و (أمرنا) – مشددا -: سلطنا جبابرتها.
(و) الإمر: المنكر, قوله تعالى {لقد جئت شيئا إمرا} (منكرا).
تفسير «أحد» على ثمانية أوجه:
الله – النبي – بلال – تمليخا – زيد بن حارثة – أحد من الخلق دقيانوس – ساقي الملك
فوجه منها, أحد يعني: الله تعالى، كقوله تعالى في سورة البلد: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحد} يعني: الله تعالى، وكقوله تعالى {أيحسب أن لم يره أحد} يعني: الله تعالى.
والوجه الثاني, أحد يعني: النبي صلى الله عليه وسلم فذلك قوله تعالى في سورة الحشر: {ولا نطيع فيكم أحد أبدا} قال المنافقون: لا نطيع فيكم محمدا, وكقوله تعالى في سورة آل عمران {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد} يعني: النبي صلى الله عليه وسلم.
والوجه الثالث, أحد يعني: بلال بن حمامة مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم, قوله تعالى في سورة الليل {وما لأحد عنده من نعمة} يعني: لبلال، عنده: عند أبي بكر حين أعتقه أبو بكر رضي الله عنهما {من نعمة تجزى}.
والوجه الرابع, أحد: تمليخا, قوله تعالى {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة} يعني: تمليخا.
والوجه الخامس, أحد يعني: زيد بن حارثة, قوله تعالى {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} يعني: زيد بن حارثة.
والوجه السادس, أحد من الخلق كله: الملائكة والإنس والجن، قوله تعالى {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} وكقوله تعالى {ولا أشرك بربي أحدا}:
والوجه السابع، (أحد) أراد به دقيانوس، قوله تعالى في سورة الكهف: {ولا يشعرن بكم أحدا} يعني: دقيانوس.
والوجه الثامن، (أحد أراد به) ساقي الملك, قوله تعالى {قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا}.
تفسير «أحاط» على أربعة أوجه:
العلم – الجمع – الهلاك – الاشتمال من جوانب الشيء
فوجه منها, أحاط يعني: علم، قوله تعالى في سورة الجن {وأحاط بما لديهم} أي: علم بما لديهم، وكقوله تعالى {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} يعني: لا يعلمون بشيء من معلوماته إلا بما شاء.
والوجه الثاني, الإحاطة يعني: الجمع، قوله تعالى في سورة البقرة {والله محيط بالكافرين} أي: يجمعهم يوم القيامة, فتلحقهم العقوبة, قاله مجاهد.
والوجه الثالث, الإحاطة: الهلاك, قوله تعالى في سورة البقرة: {وأحاطت به خطيآتهم} يقول: أهلكه شركه، مثلها في سورة الكهف: {وأحيط بثمره}: هلكت ثمرته.
والوجه الرابع, الإحاطة يعني: الاشتمال على الشيء, والاحتواء من جوانبه كلها, قوله تعالى في سورة الكهف: {أحاط بهم سرادقها} أي: سرادق النار تحيط بهم (و) كقوله تعالى في سورة العنكبوت {وإن جهنم لمحيطة بالكافرين}.

تفسير «أحصى» على أربعة أوجه:

الحفظ – الكتابة – العلم – الشكر
فوجه منها, أحصى: حفظ, قوله تعالى في سورة الكهف {لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} (أي حفظها). (و) كقوله تعالى في سورة المجادلة {أحصاه الله ونسوه} أي: حفظه ونسوه، (و) كقوله تعالى {علم أن لن تحصوه}: أي: تحفظوا مواقيت الصلاة.
والوجه الثاني, أحصى: أي كتب، قوله سبحانه وتعالى في سورة {عم يتساءلون}: {وكل شيء أحصيناه كتابا} أي: كتبناه كتابا.
والوجه الثالث, أحصى، أي: علم، قوله تعالى في سورة الجن {وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا} أي: علم كل شيء عددا.
والوجه الرابع, أحصى: شكر، قوله تعالى في سورة النحل {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} أي: لا تشكروها, مثل في سورة إبراهيم. ويقال: لا تعرف كميتها.
تفسير «استحيا» على ثلاثة أوجه:
الاستخدام – الترك – الحياء
فوجه منها، يستحيون، أي: يستخدمون، كقوله تعالى في سورة البقرة {ويستحيون نساءكم} أي: يستخدمون, مثلها في سورة الأعراف, وكذلك في سورة إبراهيم.
والوجه الثاني, يستحي: يترك, قوله تعالى {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا}: أي لا يترك أن يضرب مثلا.
والوجه الثالث, يستحى من الحياء, قوله تعالى في سورة الأحزاب: {إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم} أراد به الحياء.

تفسير (الإتيان) على ستة عشر وجها
الدنو – الإصابة – القلع – العذاب – السوق – الجماع – العمل – الإقرار والطاعة – الخلق – المجيء – الظهور – الدخول – المضي – الإرسال – المفاجأة – النزول
فوجه منها, الإتيان: الدنو، قوله تعالى {أتى أمر الله}، أي قرب أمر الله ودنا, وهي: الساعة، وكقوله تعالى {حتى يأتيك اليقين}، أي يدنو, ونحوه.
والوجه الثاني, الإتيان: الإصابة, قوله تعالى في سورة الأنعام {إن أتاكم عذاب الله} يعني: أصابكم، مثلها فيها, ونحوه كثير.
والوجه الثالث, الإتيان: القلع، قوله عز وجل في سورة النحل: {فأتى الله بنيانهم من القواعد} يعني: قلع بنيان ديارهم.
والوجه الرابع, الإتيان: العذاب، قوله عز وجل في سورة الحشر: {فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا}،أي: عذبهم الله تعالى، وكقوله تعالى {أو يأتي ربك}: أي هلاك ربك, ونحوه.
والوجه الخامس, الإتيان: السوق، قوله تعالى في سورة النحل {يأتيها رزقها}: أي يسوق إليها رزقها {رغدا من كل مكان}.
والوجه السادس, الإتيان: الجماع، قوله عز وجل: {أتأتون الذكران من العالمين}، وكقوله تعالى في سورة العنكبوت {أئنكم لتأتون الرجال}, مثلها: {فأتوا حرثكم أنى شئتم}، ونحوه.
والوجه السابع, الإتيان: العمل، قوله تعالى في سورة العنكبوت {وتأتون في ناديكم المنكر} أي وتعلمون في دياركم المنكر.
والوجه الثامن، الإتيان: الإقرار والطاعة, قوله تعالى {إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا} أي: مقر له بالعبودية.
والوجه التاسع, الإتيان: الخلق، قوله تعالى في سورة (الملائكة) {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد} يعني: إن يشأ يهلككم ويميتكم، ويخلق خلقا جديدا, مثلها في سورة إبراهيم.
والوجه العاشر, الإتيان: المجيء بعينه، قوله تعالى في سورة مريم {فأتت به قومها تحمله} يعني: فجاءت إلى قومها بولدها, ونحوه كثير.
والوجه الحادي عشر, الإتيان: الظهور, قوله تعالى {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} يعني: يظهر ويخرج.
والوجه الثاني عشر, الإتيان: الدخول، قوله عز وجل في سورة البقرة {وأتوا البيوت من أبوابها} أي: ادخلوها من أبوابها.
والوجه الثالث عشر, الإتيان: المضي, قوله عز وجل في سورة الفرقان: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت} يعني: ولقد مضوا على القرية، وكقوله عز وجل في سورة الأعراف: {فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم}، ومثلها في سورة النمل {حتى إذا أتوا على واد النمل} أي مضوا.
والوجه الرابع عشر, الإتيان: الإرسال، قوله تعالى {بل أتيناهم بالحق}: يعني: أرسلنا جبريل بالقرآن، وكقوله تعالى {بل أتيناهم بذكرهم} يعني: أرسلنا جبريل بشرفهم.
والوجه الخامس عشر, الإتيان: المفاجأة، قوله عز وجل في سورة يونس {أتاها أمرنا ليلا أو نهارا} يعني: فاجأها, كقوله تعالى {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا} أي: يفجأهم بأسنا.
والوجه السادس عشر, الإتيان: النزول، قوله عز وجل {ويأتيه الموت من كل مكان} أي: وينزل (الموت)، ونحوه كثير.

تفسير (أسفل) على ثلاثة أوجه:
أسفل الوادي – أخسر في العقوبة – أرذل
فوجه منها، أسفل يعني: أسفل الوادي، قوله تعالى {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم}: أسفل الوادي, أبو الأعور السلمي.
والوجه الثاني, أسفل: أخسر في العقوبة، قوله تعالى {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} أي: الأخسرين في العقوبة.
والوجه الثالث, أسفل: أرذل العمر, قوله عز وجل في سورة (والتين): {ثم رددنه أسفل سافلين} يعني: إلى أرذل العمر, فلا يكتب له بعد ذلك سيئة.

تفسير (اتخذ) على ثلاثة عشر وجها
اختار – أكرم – صاغ – سلك – سمى – نسج – جعل – عبد – بني – رضي – عصر – أرخى – اعتقد

فوجه منها, اتخذ يعني: اختار، فذلك قوله تعالى في سورة النساء: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} يعني: اختار الله إبراهيم مصافيا, مثلها في سورة المؤمنون {ما اتخذ الله من ولد}، ونحوه.
والوجه الثاني, اتخذ: أكرم, قوله عز وجل في سورة آل عمران: {ويتخذ منكم شهداء} يعني: ويكرم منكم شهداء, يعني به: الشهادة.
والوجه الثالث, اتخذ يعني: صاغ، قوله عز وجل في سورة الأعراف: {واتخذ قوم موسى} يعني: صاغ قوم موسى {من بعده من حليهم عجلا}.
والوجه الرابع, اتخذ: سلك, فذلك قوله عز وجل: {واتخذ سبيله} يعني: سلك طريقه {في البحر عجبا}، وكقوله تعالى فيها {فاتخذ سبيله في البحر سربا}.
والوجه الخامس, اتخذ يعني: سمى, قوله عز وجل في سورة (براءة) {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا} يعني: سموهم أربابا {من دون الله} تعالى.
والوجه السادس، اتخذ يعني: نسجت، فذلك قوله عز وجل في سورة العنكبوت {اتخذت بيتا}: نسجت بيتا.
والوجه السابع, اتخذوا: (عبدوا)، كقوله تعالى {والذين اتخذوا من مونه أولياء}، كقوله عز وجل في سورة البقرة {ثم اتخذتم العجل من بعده} أي: عبدتم. مثلها في سورة الأعراف: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم} يعني: عبدوا، وكقوله تعالى {الذين اتخذوا من دون الله أولياء}.
والوجه الثامن، اتخذ، أي جعل، قوله – عز وجل – في سورة النحل {تتخذون أيمانكم دخلا بينكم} أي: تجعلون، وكقوله عز وجل {اتخذوا أيمانهم جنة} أي: جعلوها, {واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا} أي: جعلوها.
والوجه التاسع, اتخذ يعني: بني، فذلك قوله عز وجل في سورة (براءة) {والذين اتخذوا} يعني: بنوا {مسجدا ضرارا} وكقوله عز وجل في سورة الكهف: {لنتخذن عليهم مسجدا}، وقوله عز وجل: {وتتخذون مصانع}.
والوجه العاشر, اتخذ يعني: رضي، فذلك قوله عز وجل في سورة المزمل {لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا} أي: فارض به ربا ورازقا.
والوجه الحادي عشر, يتخذ: يعصر، كقوله عز وجل في سورة النحل {تتخذون منه سكرا} أي: تعصرون منه.
والوجه الثاني عشر, اتخذت يعني: أرخت، قوله تعالى في سورة مريم {فاتخذت من دونهم حجابا} يعني: فأرخت سترا.
والوجه الثالث عشر, اتخذ يعني: اعتقد، قوله عز وجل {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} يعني: اعتقد عند الرحمن عهدا بـ (لا إله إلا الله).

تفسير (الأهل) على ثمانية أوجه:
الساكن – القارئ – الأصحاب – الزوجة – العشيرة – المختار له – القوم – المستحق
فوجه منها، الأهل يعني: ساكني القرى، قوله تعالى {أفأمن أهل القرى} يعني: ساكني القرى، وكقوله عز وجل في سورة التوبة {ومن أهل المدينة مردوا} ونحوه.
والوجه الثاني, الأهل يعني: قراء التوراة والإنجيل، قوله تعالى: {يا أهل الكتاب} (آل عمران: 64, 65, 70, 71, 98, 99,): يا قراء التوراة والإنجيل، ونحوه كثير.
والوجه الثالث, الأهل يعني: الأصحاب, قوله تعالى {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}: إلى أصحابها.
والوجه الرابع, الأهل يعني: الزوجة والأولاد، قوله تعالى في سورة القصص: {وسار بأهله} أي بزوجته وولدها, مثله في سورة النمل: {فأنجيناه وأهله} يعني وابنتيه, ونحوه.
والوجه الخامس, الأهل يعني: القوم والعشيرة، قوله عز وجل في سورة النساء: {فابعثوا حكما من أهله} يعني: من قومه وعشيرته {وحكما من أهلها} يعني: وحكما من قومها وعشيرتها.
والوجه السادس, الأهل: المختار له، قوله تعالى في سورة الفتح {وكانوا أحق بها وأهلها} يعني: المختارين.
والوجه السابع. الأهل: هم القوم الذين بعث نبي، قوله عز وجل في سورة مريم {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة} يعني: قومه.
والوجه الثامن، الأهل: المستحق, قوله عز وجل: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} أي أنا أستحق أن يتقى مني, وأهل أن يسأل منى المغفرة.

تفسير (أولى) على وجهين:
الوعيد – أحق
فوجه منها, أولى: الوعيد, قوله سبحانه في سورة محمد صلى الله عليه وسلم: {فأولى لهم}.
وعيد من عذاب الله, مثلها في سورة القيامة {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى}، أي وعيد لك يا أبا جهل على وعيد.
والوجه الثاني, أولى يعني: أحق، قوله عز وجل في سورة الأحزاب: {النبي أولى بالمؤمنين} يعني: أحق بحفظ أولاد المؤمنين {من أنفسهم} بعد موته, وكقوله عز وجل {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}، وكقوله عز وجل في سورة مريم: {أولى بها صليا}،أي أحق بها: بدخول النار.

تفسير (الأجل) على خمسة أوجه:
الموت – الوقت – الهلاك – العدة – العذاب
فوجه منها, الأجل بمعنى: الموت، قال الله تعالى في سورة (المنافقون): {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها} يعني: موتها، نظيره في سورة الأنعام: {ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده}.
والوجه الثاني, الأجل: الوقت، قوله عز وجل في سورة القصص: {أيما الأجلين قضيت} يعني: الوقتين. ويقال: الشرطين.
والوجه الثالث, الأجل: الهلاك, قوله عز وجل في سورة الأعراف {وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم} يعني: هلاكهم.
والوجه الرابع, الأجل: العدة، قوله عز وجل في سورة الطلاق {فإذا بلغن أجلهن} يعني: عدتهن, وكقوله تعالى في سورة البقرة {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن} يعني عدتهن.
والوجه الخامس, الأجل: العذاب، قوله تعالى في سورة نوح {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر} يعني: إن عذاب الله إذا جاء لا يؤخر {لو كنتم تعلمون}.

تفسير (الآيات) على ستة أوجه:
العلامات – أي القرآن – المعجزات – العبرة – الكتاب – الأمر والنهي
فوجه منها, الآيات: العلامات، وذلك قوله عز وجل في سورة الروم {ومن آياته}، مثلها في سورة النحل {إن في ذلك لآيات}، نظيره في سورة الرعد, ونحوه في سورة الشعراء، قوله تعالى {أتبنون بكل ريع آية تعبثون} يعني: علامة، وقوله عز وجل {يوم يأتي بعض آيات ربك} يعني: طلوع الشمس من مغربها.
والوجه الثاني, آيات يعني: أي القرآن، قوله عز وجل في سورة آل عمران {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات}، وقوله تعالى في سورة النحل {وإذا بدلنا آية مكان آية}.
والوجه الثالث, الآيات يعني: المعجزات، قوله تعالى في سورة القصص {فلما جاءهم موسى بآياتنا} وكقوله تعالى في سورة القمر {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر}، ونظائره.
والوجه الرابع، آية يعني: عبرة للناس, قوله تعالى في سورة المؤمنون {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} يعني: عبرة وكقوله تعالى في سورة مريم (ولنجعله آية للناس) يعني عبرة للناس.
والوجه الخامس, الآية يعني: الكتاب، قوله تعالى في سورة الجاثية: {يسمع آيات الله تتلى عليه} وكقوله تعالى في سورة المؤمنون {قد كانت آياتي تتلى عليكم} يعني: كتابي يتلى عليكم.
والوجه السادس, الآية يعني: الأمر والنهي، قوله عز وجل في سورة البقرة: {كذلك يبين الله آياته} يعني: أمره ونهيه, (ونحوه كثير).

تفسير (أرسل) على سبعة أوجه:
سلط – بعث – فتح – أخرج – وجه – أطلق – أنزل
فوجه منها، أرسلنا: سلطنا، فذلك قوله تعالى في سورة مريم {أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين} يعني: سلطنا، ومثله في سورة (التطفيف) {وما أرسلوا عليهم حافظين}، وكقوله تعالى {إنا أرسلنا عليهم}، أي: سلطنا.
والوجه الثاني, أرسل: أي: بعث، فذلك قوله تعالى {وأرسلناك للناس رسولا} أي: بعثناك للناس رسولا مبعوثا, وكقوله تعالى {ولقد أرسلنا}: ونحوه.
والوجه الثالث, أرسل: فتح، قوله تعالى في سورة الملائكة {وما يمسك فلا مرسل له من بعده} أي لا فاتح له من بعده.
والوجه الرابع, أرسل، أي: أخرج وأظهر, قوله عز وجل {إنا مرسلو الناقة فتنة لهم} أي: مخرجو الناقة, وكقوله تعالى في سورة (بني إسرائيل) {وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} أي: ما نخرج بالآيات إلا تخويفا.
والوجه الخامس, أرسل، أي وجه, قوله عز وجل: {فأرسل فرعون} يعني: وجه فرعون {في المدائن حاشرين}: مشخصين, وكقوله تعالى في سورة يوسف {فأرسلوا واردهم}.
والوجه السادس، أرسل،أي: أطلق من العذاب، كقوله تعالى في سورة الشعراء: {أن أرسل معنا بني إسرائيل} أي: أطلقهم من العذاب, مثلها في سورة طه: {فأرسل معنا بني إسرائيل}، وكقوله تعالى في سورة الأعراف {ولنرسلن معك بني إسرائيل} أي لنطلقن.
والوجه السابع, الإرسال: الإنزال من المطر وغيره قوله تعالى في سورة نوح: {يرسل السماء عليكم مدرارا} أي: ينزل المطر, وكقوله تعالى في سورة الفيل: {وأرسل عليهم طيرا أبابيل} ونحوه كثير.

تفسير (الأم) على خمسة أوجه:
الأصل – المرجع – الوالدة بعينها – المرضعة – أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
فوجه منها، الأم، أي: الأصل, قوله تعالى في سورة آل عمران {هن أم الكتاب} أصل الكتاب، مثلها في سورة (حم عسق) {لتنذر أم القرى} يعني: مكة أصل القرى.
والوجه الثاني, الأم: المرجع والمصير, قوله تعالى في سورة القارعة {فأمه هاوية} يعني مرجعه ومصيره.
والوجه الثالث, الأم: الوالدة قوله تعالى {فرجعناك إلى أمك} يعني إلى والدتك, وكقوله تعالى {فرددناه إلى أمه}.
والوجه الرابع, الأم يعني: المرضعة قوله تعالى في سورة النساء {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم} يعني: وحرمت عليكم مرضعتكم في الحولين.
والوجه الخامس, أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى {وأزواجه أمهاتهم}.

تفسير (الأب) على أربعة أوجه:
الجد – العم الوالدة – والكلأ, بتشديد الباء
فوجه منها، الأب بمعنى: الجد، قوله تعالى في سورة الحج {ملة أبيكم إبراهيم}
وكقوله تعالى {واتبعت ملة آبائي إبراهيم...}.
والوجه الثاني, الأب بمعنى: العم، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة {قالوا تعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} وإسماعيل كان عم يعقوب.
والوجه الثالث, الأب: الوالد بعينه، قوله تعالى في سورة مريم {يا أبت لم تعبد} قوله تعالى في سورة الأنعام {وإن قال إبراهيم لأبيه آزر}، وقوله تعالى في سورة عبس {يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه}، وكقوله تعالى في سورة القصص {وأبونا شيخ كبير} مثلها في سورة يوسف.
والوجه الرابع, الأب – بتشديد الباء -: مرعى الأنعام، قوله تعالى في سورة عبس: {وفاكهة وأبا} يعني: مرعى الدواب والأنعام. ويقال: هو الكلأ. ويقال: هو التبن:

تفسير (الأذى) على عشرة أوجه:
الحرام – القمل – الشدة – الشتم – البهتان – العصيان – التخلف – شغل القلب – المن – العذاب
فوجه منها, الأذى، يعني: الحرام، قوله عز وجل في سورة البقرة {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى} يعني: حراما.
والوجه الثاني, الأذى، يعني: القمل، قوله تعالى في سورة البقرة {أو به أذى من رأسه} يعني: القمل.
والوجه الثالث, الأذى: الشدة، قوله تعالى في سورة النساء {إن كان بكم أذى من مطر} أي شدة من مطر.
والوجه الرابع, الأذى, يعني: الشتم، قوله تعالى في سورة النساء {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} يعني: سبوهما وعزروهما، وقد نسخ السب بجلد مائة, وكقوله تعالى في سورة آل عمران {لن يضروكم إلا أذى} يعني: الشتم والصغر، وكقوله تعالى في سورة آل عمران {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا}.
والوجه الخامس, الأذى: البهتان، قوله تعالى في سورة الأحزاب {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا} {آذوا موسى}: قالوا: إنه ادر. وكقوله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله} إلى قوله {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات...} الآية.
والوجه السادس, أذى: عصى، قوله تعالى في سورة الأحزاب {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا} وهم اليهود يعصون الله تعالى.
والوجه السابع, الأذى: التخلف، قوله تعالى {والذين يؤذون رسول الله} يعني: يتخلفون عن (غزوة تبوك).
والوجه الثامن، الأذى: شغل القلب، قوله تعالى في سورة الأحزاب {إن ذالكم كان يؤذي النبي} يشغل قلبه، {فيستحيي منكم} أن يأمركم بالخروج, وكقوله تعالى {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله} يعني: بالدخول عليه والحديث (مع أزواجه) أذى به.
والوجه التاسع, الأذى، يعني: المن، وذلك قوله عز وجل في سورة البقرة {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى} يعني: المن.
والوجه العاشر, الأذى: العذاب, قوله تعالى في سورة العنكبوت: {فإذا أوذي في الله} أي: عذب في الله، نظيره في سورة الأعراف {قالوا أوذينا} أي: عذبنا.

تفسير (الاتباع) على سبعة أوجه:
الصحبة – الاقتداء – الاختيار – العمل – الصلاة – الاستقامة – الطاعة
فوجه منها, الاتباع يعني: الصحبة, قوله تعالى في سورة الكهف {هل أتبعك} أي: هل أصحبك؟ مثلها في هذه السورة {قال فإن اتبعتني} أي: صحبتني, وكقوله تعالى {واتبعك الأرذلون} أي: صحبك.
والوجه الثاني, الاتباع: الاقتداء, قوله تعالى في سورة يس: {اتبعوا من لا يسألكم أجرا} أي: اقتدوا به.
والوجه الثالث, الاتباع: الاستقامة, قوله تعالى في سورة النحل {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا} أي: استقم على ملة إبراهيم, وكقوله تعالى {واتبع ملة إبراهيم حنيفا}.
والوجه الرابع, الاتباع: الاختيار, قوله تعالى في سورة النساء {ويتبع غير سبيل المؤمنين} أي: يختار (غير دين المؤمنين، وقوله تعالى في سورة آل عمران: {فيتبعون ما تشابه منه} أي: يختارون.
والوجه الخامس, اتبعوا،أي: اعملوا، قوله تعالى في سورة البقرة {واتبعوا ما تتلوا الشياطين}، أي وعملوا – يعني: اليهود – بما تتلو الشياطين {على ملك سليمان}، وكقوله تعالى {وإذا قيل لهم اتبعوا} أي: اعملوا.
والوجه السادس, الاتباع: الصلاة إلى القبلة، قوله تعالى في سورة البقرة {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك} أي: ما صلوا إلى قبلتك {وما أنت بتابع قبلتهم} أي: بمصل إلى قبلتهم {وما بعضهم بتابع قبلة بعض} أي بمصل إلى قبلة بعض {ولئن اتبعت أهواءهم} أي: صليت إلى قبلتهم، وكقولهم تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} أي: تصلي إلى قبلتهم.
والوجه السابع، الاتباع: الطاعة، قوله تعالى {لاتبعتم الشيطان إلا قليلا}
يعني: لأطعتم الشيطان، وكقوله تعالى {فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} يعني أطاعوه ونحوه.
تفسير (الإناث) على ثلاثة أوجه:
البنات – الإناث من الأنعام – الأصنام
فوجه منها, الإناث: البنات، قوله تعالى في سورة (والنجم) {ألكم الذكر وله الأنثى} قوله تعالى {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا} وقوله تعالى في سورة (حم عسق) {أو يزوجهم ذكرانا وإناثا}، أي بنين وبنات.
والوجه الثاني, الإناث: من الأنعام: معروف قوله تعالى {آلذكرين حرم أم الأنثيين}.
والوجه الثالث, الإناث الأصنام والأوثان, قوله تعالى في سورة الزخرف {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم} كقوله تعالى في سورة النساء {إن يدعون من دونه إلا إناثا} أي: أصناما.
تفسير (الأمي) على ثلاثة أوجه:
العرب – اليهود – الذي لا يكتب
فوجه منها، الأميون يعني: العرب، قوله تعالى في سورة الجمعة {هو الذي بعث في الأميين رسولا} يعني: في العرب.
والوجه الثاني, الأميون: اليهود، قوله تعالى في سورة البقرة {ومنهم أميون} يعني: من اليهود.
والوجه الثالث, الأمي: الذي لا يكتب شيئا ولا يقرأ، قوله تعالى في سورة الأعراف {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي} يعني: الذي لا يكتب.

تفسير (الإتمام) على ثلاثة أوجه:
الوفاء – الإسباغ – التمام بعينه الذي هو الكمال
فوجه منها, الإتمام: الوفاء، قوله تعالى في سورة البقرة {فأتمهن} أي فوفى بهن، كقوله تعالى {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} أي: أوفوا لهم.
والوجه الثاني, الإتمام: الإسباغ، قوله تعالى {وأتممت عليكم نعمتي} يعني: أسبغت, وكقوله تعالى {كذلك يتم نعمته عليكم} يعني: يسبغ نعمته.
والوجه الثالث, أتم، يعني: أكمل، قوله تعالى {كما أتمها على أبويك من قبل} أي: أكملها، وكقوله تعالى {فإن أتممت عشرا فمن عندك} أي أكملت، وقوله سبحانه {ربنا أتمم لنا نورنا}، ونحوه كثير.
تفسير (الإدراك) على أربعة أوجه:
ألجمه – لحق – اجتمع – رأى
فوجه منها، أدركه: ألجمه, فذلك قوله تعالى في سورة يونس {حتى إذا أدركه الغرق} بمعنى: ألجمه.
والوجه الثاني, أدرك, أي لحق، فذلك قوله تعالى في سورة الشعراء {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} أي: ملحوقون.
والوجه الثالث, ادارك أي: اجتمع، فذلك قوله تعال في سورة النمل {بل ادارك علمهم في الآخرة} أي: اجتمع, وكقوله تعالى في سورة الأعراف {حتى إذا اداركوا فيها جميعا} يعني: اجتمعوا، كقوله تعالى {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار} أي: تجتمع مع القمر.
والوجه الرابع, الإدراك: الرؤية، قوله تعالى في سورة الأنعام {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} يعني: لا تراه الأبصار، هو) يرى الأبصار.

تفسير (الإقامة) على ستة أوجه:
أتم – استقبل – أخلص – عمل به – نصب – توطن
فوجه منها، أقام: أتم، قوله تعالى {أقيموا الصلاة} أي: أتموا الصلاة، ونحوه كثير.
والوجه الثاني, أقيموا: استقبلوا، قوله تعالى في سورة الأعراف {وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد} أي: واستقبلوا وجوهكم.
والوجه الثالث, أقم، يعني: أخلص، قوله تعال في سورة يونس {وأن أقم وجهك} أي: أخلص دينك, ونحوه كثير.
والوجه الرابع, أقاموا، أي عملوا به، قوله تعالى في سورة المائدة {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل} أي عملوا بما فيهما. وقال: بينوا ما فيهما.
والوجه الخامس, أقام، أي: نصب وسوى، قوله تعالى {يريد أن ينقض فأقامه} أي نصبه وسواه.
والوجه السادس، الإقامة: الاستيطان، قوله تعالى {يوم ظعنكم ويوم إقامتكم}.

تفسير (الأعناق) على أربعة أوجه:
الجماعة – الرقاب – التمثيل – الأيمان
فوجه منها، الأعناق: الجماعة, قوله تعالى في سورة الشعراء {فظلت أعناقهم لها خاضعين} أي: جماعتهم وصناديدهم.
والوجه الثاني, الأعناق: جمع عنق, الذي هو الرقبة, قوله تعالى في سورة (حم المؤمن) {إذ الأغلال في أعناقهم} أي: في رقابهم نظير قوله تعالى: {فاضربوا فوق الأعناق}.
والوجه الثالث, في عنقه، أي: يلزمه كما تلزم القلادة العنق على التمثيل، قوله تعالى {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} يعني: يلزمه ولا يفارقه.
والوجه الرابع, الأعناق: الأيمان، قوله تعالى في سورة سبأ {وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا} أي في أيمان الذين كفروا, وقوله تعال {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا} [يس: 8] يعني: في أيمانهم أغلالا {فهي إلى الأذقان}.
تفسير (الإثم} على خمسة أوجه:
الشرك – المعصية – الذنب – الزنى – الخطأ – على قول مقاتل – خاصة في العقوبة
فوجه منها, الإثم, يعني: الشرك, فذلك قوله تعالى في سورة المائدة {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت} يعني: قولهم الشرك.
والوجه الثاني, الإثم يعني: المعصية، فذلك قوله تعالى في سورة المائدة {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم} يعني: غير متعمد لمعصية, وقال تعالى في سورة الأعراف {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي} يعني: المعاصي، ويقال: الخمر, وكقوله تعالى {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} يعني المعصية
والوجه الثالث, الإثم: الذنب، قوله تعالى في سورة البقرة {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه} يقول: فلا ذنب عليه، أي: ذنبه مغفور.
والوجه الرابع، الإثم: يعني الزنا في السر والعلانية، قوله تعالى {وذروا ظاهر الإثم وباطنه} أي: الزنا في السر والعلانية.
والوجه الخامس, الإثم، يعني: الخطأ، قوله تعالى {فمن خاف من موص جنفا أو إثما} يعي خطأ العقوبة.

تفسير (أكنة) على ثلاثة أوجه:
أغطية – سرب وكهف – إضمار
فوجه منها, أكنة، يعني: أغطية، قوله تعالى في سورة (بني إسرائيل) {وجعلنا على قلوبهم أكنة} يعني: يعني أغطية {أن يفقهوه}، مثلها في سورة الكهف.
والوجه الثاني، الأكنة: الكهوف والأسراب، قوله تعالى {وجعل لكم من الجبال أكنانا} يعني: الكهوف.
والوجه الثالث, تكن، أي: تضمر, قوله تعالى {وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون} يعني ما تضمر أبو جهل.

تفسير (الإنسان) على عشرين وجها
ادم – ولد ادم – وليد بن المغيرة – قرط بن عبد الله – أبو جهل – النضر بن الحارث – برصيصا – بديل بن ورقاء – أخنس بن شريق – أسيد بن خلف – كلدة بن أسيد – عقبة بن أبي معيط – أبو طالب – عتبة بن أبي لهب – عدي بن ربيعة – سعد ابن أبي وقاص – عبد الرحمن بن أبي بكر – عتبة بن ربيعة – أبي بن خلف – أمية ابن خلف
فوجه منها, الإنسان يعني: ادم، قوله تعالى {هل أتى على الإنسان} يعني: ادم عليه السلام – وكقوله تعالى في سورة المؤمنون {ولقد خلقنا الإنسان} مثلها في سورة الرحمن {خلق الإنسان من صلصال كالفخار}
والوجه الثاني, الإنسان: ولد ادم، قوله تعالى في سورة (ق) {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه}، وكقوله تعالى في سورة هل أتى {إنا خلقنا الإنسان من نطفة} يعني: أولاد ادم, ونحوه كثير.
والوجه الثالث, الإنسان: هشام بن المغيرة، أو الوليد بن المغيرة، قوله تعالى في سورة والتين {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} يعني: الوليد بن المغيرة, وكقوله تعالى في سورة الزمر: {وإذا مس الإنسان ضر} وكقوله تعالى في سورة يونس: {وإذا مس الإنسان الضر} يعني: الوليد، ويقال: هشام بن المغيرة.
والوجه الرابع, الإنسان يعني: قرط بن عبد الله بن عمرو, أبو حباب, فذلك قوله تعالى في سورة (العاديات) {إن الإنسان لربه لكنود} يعني: قرط بن عبد الله.
والوجه الخامس, الإنسان يعني: أبا جهل بن هشام, قوله تعالى في سورة العلق: {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} يعني: أبا جهل.
والوجه السادس, الإنسان: النضر بن الحارث, قوله تعالى في سورة {بني إسرائيل} {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير}.
والوجه السابع، الإنسان, يعني: برصيصا العابد، قوله تعالى في سورة الحشر {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر} يعني: برصيصا.
والوجه الثامن، الإنسان بديل بن ورقاء.
والوجه التاسع, الإنسان يعني: أخنس شريق قوله تعالى {إن الإنسان خلق هلوعا}.
والوجه العاشر, الإنسان: أسيد بن خلف، قوله تعالى {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم}.
والوجه الحادي عشر، الإنسان: كلدة بن أسيد, أبا الأشدين.
والوجه الثاني عشر, الإنسان: عقبة بن أبي معيط، قوله تعالى {وكان الشيطان للإنسان خذولا}.
والوجه الثالث عشر, الإنسان: أبو طالب، قوله تعالى في سورة الطارق {فلينظر الإنسان مم خلق} يعني: أبا طالب.
والوجه الرابع عشر, الإنسان: عتبة بن أبي لهب، قوله تعالى في سورة عبس {قتل الإنسان ما أكفره} يعني: عتبة بن أبي لهب, {فلينظر الإنسان إلى طعامه} يعني: عتبة.
والوجه الخامس عشر, الإنسان: عدي بن ربيعة، قوله تعالى في سورة القيامة: {أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه} يعني: عدي بن ربيعة.
والوجه السادس عشر, الإنسان: سعد بن أبي وقاص, قوله تعالى في سورة لقمان:
{ووصينا الإنسان بوالديه} يعني: سعدا.
والوجه السابع عشر, الإنسان يعني: عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما – قوله تعالى في سورة الأحقاف {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها} يعني عبد الرحمن بن أبي بكر.
والوجه الثامن عشر, الإنسان: عتبة بن ربيعة، قوله تعالى في سورة (بني إسرائيل) (وحم السجدة) {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى} يعني: عتبة ابن ربيعة, وكقوله تعالى في سورة هود {ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة}.
والوجه التاسع عشر, الإنسان يعني: أبي بن خلف الجمحي، كقوله تعالى في سورة مريم {أولا يذكر الإنسان} يعني: أبي بن خلف، كقوله تعالى في سورة يس {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة} يعني: أبي بن خلف.
والوجه العشرون، الإنسان يعني: أمية بن خلف، كقوله تعالى في سورة الفجر:) فأما الإنسان إذا ما ابتلاه) يعني: أمية بن خلف، وكقوله تعالى {يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى} يعني: أمية بن خلف.

تفسير (الإسراف) على ستة أوجه:
الحرام – الخلاف – النفقة في المعصية – تحريم الحلال – الشرك – الإفراط
فوجه منها، الإسراف بمعنى: الحرام، قوله تعالى في سورة النساء {ولا تأكلوها إسرافا} أي: لا تأكلوا أموال اليتامى حراما.
والوجه الثاني, الإسراف يعني: خلاف ما يجب، قوله تعالى في سورة (بني إسرائيل) {فلا يسرف في القتل} أي: لا يقتل غير القاتل.
والوجه الثالث, الإسراف: هو النفقة في المعصية, قوله تعالى في سورة الفرقان: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} أي: لم ينفقوا في المعصية.
والوجه الرابع, الإسراف يعني: تحريم الحلال، قوله تعالى في سورة الأعراف: {ولا تسرفوا} يعني: ولا تحرموا الطيبات {إنه لا يحب المسرفين} تحريم الحلال, مثلها في سورة الأنعام.
والوجه الخامس, الإسراف: الإشراك بالله تعالى، قوله عز وجل في سورة (حم المؤمن) {وأن المسرفين هم أصحاب النار} يعني: المشركين.
والوجه السادس، الإسراف: الإفراط في المعاصي والإكثار منها، قوله تعالى في سورة الزمر {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} أي: أكثروا وأفرطوا على أنفسهم {لا تقنطوا من رحمة الله}.

تفسير (الأسفار) على خمسة أوجه:
المنازل – الكتب – الإشراق – الانكشاف – السفر بعينه
فوجه منها، الأسفار: المنازل والقرى، قوله تعالى في سورة سبأ {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا} يعني: قرانا ومنازلنا.
والوجه الثاني, الأسفار: الكتب، قوله تعالى في سورة الجمعة {كمثل الحمار يحمل أسفارا} يعني: كتبا وكقوله تعالى في سورة عبس {بأيدي سفرة} يعني كتبه.
والوجه الثالث, الإسفار يعني: الإشراق. ويقال: الفلاح، قوله تعالى في سورة عبس {وجوه يومئذ مسفرة} أي مشرقة.
والوجه الرابع, أسفر بمعنى: انكشف، قوله تعالى في سورة المدثر {والصبح إذا أسفر} أي أضاء وانكشف.
والوجه الخامس السفر بعينه، قوله تعالى في سورة البقرة {فمن كان منك مريضا أو على سفر}.

تفسير (الأمانة) على ثلاثة أوجه:
الفرائض – الودائع – العفة
فوجه منها، الأمانة يعني: الفرائض, قوله تعالى في سورة الأنفال {وتخونوا أماناتكم} مثلها في سورة الأحزاب {إنا عرضنا الأمانة} يعني: الفرائض، ونحوه.
والوجه الثاني, الأمانة يعني: الودائع: المفتاح، وكقوله تعالى في سورة المؤمنون {والذين هم لأماناتهم} وكقوله تعالى في سورة (السائل) {والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون} يعني بالأمانات: الودائع.
والوجه الثالث, الأمانة: العفة، قوله تعالى {إن خير من استأجرت القوي الأمين} يعني: العفيف.
تفسير (امرأة) على اثني عشر وجها:
زليخا – بلقيس – آسية – سارة – أم مريم – امرأة لوط – امرأة نوح – أو جميل – بنت محمد ابن مسلمه – ابنتا شعيب – المجهول – أم شريك
فوجه منها, امرأة يعني: زليخا، قوله تعالى في سورة يوسف {قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق} يعني زليخا.
والوجه الثاني, امرأة يعني: بلقيس، قوله تعالى حكاية عن الهدد {إني وجدت امرأة تملكهم} يعني: بلقيس.
والوجه الثالث, امرأة يعني: آسيه ابنة مزاحم، امرأة فرعون, قوله تعالى في سورة القصص {وقالت امرأة فرعون قرت عين لي ولك} يعني: آسيه بنت مزاحم.
والوجه الرابع, امرأة يعني: سارة, قوله تعالى في سورة هود {وامرأته قائمة فضحكت} يعني: سارة.
والوجه الخامس, امرأة عمران، أم مريم، وهي حنة، قوله تعالى في سورة آل عمران {إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا} يعني: حنة أم مريم
والوجه السادس, امرأة لوط: والهة, قوله تعالى {إلا امرأتك} وكقوله تعالى في سورة العنكبوت, ونحوه كثير.
والوجه السابع, امرأة نوح: واغلة, قوله تعالى في سورة التحريم {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح}.
والوجه الثامن, امرأة يعني: أم جميل, قوله تعالى في سورة (تبت) {وامرأته حمالة الحطب} يعني: امرأة أبي لهب.
والوجه التاسع, امرأة يعني: بنت محمد بن سلمة، قوله تعالى في سورة النساء: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا}.
والوجه العاشر, المرأتان: ابنتا شعيب ويقال: ابنتا ابن أخيه يثرون, قوله تعالى في سورة القصص {ووجد من دونهم امرأتين تذودان} يعني: ابنتي ابن أخي شعيب.
ويقال: هو شعيب نفسه.
والوجه الحادي عشر, امرأة يعني: أم شريك بنت جابر العامرية، قوله تعالى في سورة الأحزاب {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي}.
والوجه الثاني عشر: المرأة المجهولة، قوله تعالى في سورة البقرة {فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان}.

تفسير (الأفواه) على وجهين:
الألسنة – الأفواه بعينها
فوجه منهما, الأفواه بمعنى: الألسنة، قوله تعالى {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} يعني: بألسنتهم.
والوجه الثاني, الأفواه بعينها، قوله تعالى في سورة إبراهيم {فردوا أيديهم في أفواههم} قالوا للرسل: اسكتوا.

تفسير (أخلد) على وجهين:
مال من الميل – أخلد من الخلود
فوجه منهما، أخلد بمعنى: مال, قوله تعالى في سورة الأعراف {ولكنه أخلد إلى الأرض}. أي: مال إلى نعيم الأرض.
والوجه الثاني, أخلد بمعنى: يخلد، قوله تعالى في سورة الهمزة {يحسب أن ماله أخلده} يعني: يخلده.

تفسير (الإثخان) على وجهين:
الغلبة بالقتل – الأسر
فوجه منهما، الإثخان بمعنى: الغلبة، قوله تعالى {حتى يثخن في الأرض} يعني: يغلب بالقتل.
والوجه الثاني, الإثخان: الأسر، قوله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم {حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق} أي أسرتموهم.

تفسير (الأواب) على وجهين:
التسبيح – الطاعة
فوجه منهما, الأواب: المسبح, قوله تعالى في سورة سبأ {يا جبال أوبي معه}
أي: سبحي مع داود.
والوجه الثاني, الأواب: المطيع، قوله تعالى في سورة ص {نعم العبد إنه أواب} يعني: مطيعا.

تفسير (الأذان) على وجهين:
السماع – نداء
فوجه منهما, الأذان بمعنى: السماع قوله تعالى {إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت} يعني: سمعت، نظيره في سورة فصلت {قالوا آذناك ما منا من شهيد} يعني: سمعت.
والوجه الثاني, أذن بمعنى: نادى، قوله تعالى في سورة الأعراف {فأذن مؤذن بينهم} يعني: نادى مناد بينهم، أي: بين الجنة والنار, وقال تعالى في سورة يوسف {ثم أذن مؤذن أيتها العير} أي: نادى مناد, وقال تعالى في قصة إبراهيم في سورة الحج {وأذن في الناس بالحج} يعني: ناد للناس بالحج.

تفسير (آل) على ثلاثة أوجه:
قوم – أهل بيت – ذرية
فوجه منها, ال يعني به: القوم، قوله تعالى في سورة (الساعة) {ولقد جاء آل فرعون النذر} يعني: قوم فرعون.
والوجه الثاني, ال يعني: أهل البيت، قوله تعالى في سورة (اقتربت) {إلا آل لوط} يعني أهل بيته, {نجيناهم بسحر}، وكقوله تعالى في سورة (والذاريات).
والوجه الثالث، آل بمعنى: الذرية والورثة وإن سفلوا، قوله تعالى في سورة آل عمران {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} يعني: موسى وهارون، وقوله تعالى {ذرية بعضها من بعض}.

تفسير (إلا) على أربعة أوجه:
الاستثناء – الاستئناف، وهو يشبه الاستثناء – خبر – غير
فوجه منها، إلا يعني: الاستثناء، قوله تعالى في سورة الزخرف {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} يعني منهم، فإنهم ليسوا بأعداء بعضهم لبعض, وكذلك قوله تعالى {إلا من تاب وآمن} ونحوه كثير.
والوجه الثاني, إلا: وهو الذي يشبه الاستثناء، وليس باستثناء ولكن استئناف, قوله تعالى {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا} انقطع الكلام، ثم استأنف، فقال {إلا ما شاء الله} فإنه يصيبني {ما شاء} مثلها في سورة يونس، ونظيرها في سورة الأنعام {ولا أخاف ما تشركون به} ثم انقطع الكلام, ثم استأنف فقال {إلا أن يشاء ربي شيئا} وقال في قصة شعيب في سورة الأعراف {وما يكون لنا أن نعود فيها} يعني: في ملة الشرك, ثم استأنف فقال {إلا أن يشاء الله ربنا} يعني: فيدخلنا فيها, وقوله تعالى في سورة الدخان {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى}، مثلها في سورة (والليل) {وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه} ونحوه في سورة الغاشية وسورة (والتين) وسورة الجن وسورة سبأ.
والوجه الثالث, إلا بمعنى: الخبر بخبر عن شيء قوله تعالى في سورة الحجر: {وإن من شيء إلا عندنا} فأخبر بقوله {إلا عندنا خزائنه} وأخبر عنه أيضا فقال {إلا بقدر معلوم} وقوله تعالى {إن نحن} ثم أخبر فقال {إلا بشر مثلكم} وقال {إن أنتم} ثم أخبر فقال {إلا في ضلال مبين}.
والوجه الرابع، إلا بمعنى: غير قوله تعالى في سورة الأنبياء {لم كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} يعني: غير الله. وقوله تعالى {إلا الله}، يعني: غير الله، وكل لا إله إلا الله فهو كذلك.

تفسير (اعبدوا) والعباد على ثلاثة أوجه:
التوحيد – الطاعة – المماليك
فوجه منها، اعبدوا يعني: وحدوا قوله تعالى في سورة هود {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} يعني: وحدوا الله, وكقوله تعالى في سورة النساء {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} يعني: وحده.
والوجه الثاني, اعبدوا بمعنى: أطيعوا، قوله تعالى في سورة سبأ {أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون} أي يطيعون وكقوله تعالى في سورة يس {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان} أي: لا تطيعوا الشيطان.
والوجه الثالث, العباد: المماليك، قوله تعالى في سورة الزمر {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} وكقوله تعالى {وجعلوا له من عباده} أي: من مماليكه, وكقوله تعالى {والصالحين من عبادكم وإمائكم} يعني: مماليككم وعبيدكم.

تفسير (الإفك) على سبعة أوجه:
الكذب – عبادة الأصنام – ادعاء الولد لله تعالى – قذف المحصنات – الصرف – التقليب
السحر
فوجه منها الإفك بمعنى: الكذب قوله تعالى في سورة الأحقاف {وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم} أي: كذب قد تقادم، نظيره فيها {وذلك إفكهم} ونحوه كثير.
والوجه الثاني, الإفك: عبادة الأصنام، قوله تعالى في سورة (والصافات) {إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أئفكا آلهة دون الله تريدون} يعني: عبادة الأصنام الآلهة دون الله ونحوه.
والوجه الثالث, (الإفك) ادعاء الولد سبحانه (قال الله سبحانه) {ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون}.
والوجه الرابع, الإفك: قذف المحصنات، قوله تعالى في سورة النور {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم} يعني: بهتان عائشة رضي الله عنها.
والوجه الخامس، الإفك: الصرف قوله تعالى في سورة والذاريات {يؤفك عنه من أفك} وكقوله تعالى في سورة الأحقاف {لتأفكنا عن آلهتنا} أي: لتصرفنا.
والوجه السادس, الإفك: التقليب، قوله تعالى في سورة والنجم {والمؤتفكة أهوى} وكقوله تعالى {والمؤتفكات}.
والوجه السابع, الإفك: السحر, قوله تعالى في سورة الشعراء {فإذا هي تلقف ما يأفكون} والإفك: السحر.

تفسير (آووا) على وجهين:
الضم – الانتهاء
فوجه منهما، آووا: ضموا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنفسهم، وذلك قوله تعالى في سورة الأنفال {والذين آووا ونصروا} يعني: ضموا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنفسهم، وكقوله تعالى {فآواكم} أي: ضمكم إلى المدينة، وكقوله تعالى {آوى إليه أخاه} و {آوى إليه أبويه} أيضا.
والوجه الثاني, أوى يعني: انتهى، وذلك قوله تعالى في سورة الكهف {إذ أوينا إلى الصخرة} يعني: انتهينا إلى الصخرة, وكقوله تعالى {فأووا إلى الكهف} يعني: انتهوا إلى الكهف.

تفسير (أول) على أربة أوجه:
أول من كفر – أول من امن – أول من عرف بأن الله تعالى لا يرى في الدنيا – أول المؤمنين من بني إسرائيل بموسى وهارون

فوجه منها, أول يعني: أول من كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك قوله تعالى في سورة البقرة ليهود المدينة {ولا تكونوا أول كافر به} يعني: أول من كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم.
والوجه الثاني, أول يعني: أول من امن بالله تعالى من أهل مكة، قوله تعالى في سورة الزخرف {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} يعني: أول المؤمنين الموحدين من أهل مكة، وكقوله تعالى في سورة الأنعام {قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم} من أهل مكة، نظيرها في آخر سورة الأنعام {وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} وكقوله تعالى في سورة الزمر {وأمرت لأن أكون أول المسلمين} من أهل مكة.
والوجه الثالث, أول يعني: أول من عرف بأن الله تعالى لا يرى في الدنيا, فذلك قوله تعالى في سورة الأعراف عن موسى {قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين} يعني: وأنا أول المصدقين بأن الله تعالى لا يرى في الدنيا.
والوجه الرابع أول يعني: أول المؤمنين من بني إسرائيل بموسى وهارون فذلك قوله تعالى في قصة السحرة في سورة الشعراء بعد أن امنوا حين وعدهم فرعون بالقتل {إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين} يعني: أول المصدقين من بني إسرائيل بما جاء به موسى

تفسير (الآخرة) على خمسة أوجه:
القيامة – الجنة – النار – الأخيرة – القبر
فوجه منها، الآخرة بمعنى القيامة فذلك قوله تعالى في سورة المؤمنون {وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون} يعني: البعث بعد الموت وقال تعالى في سورة (الليل) {وإن لنا للآخرة والأولى} يعني: الدنيا والآخرة ونحوه كثير.
والوجه الثاني, الآخرة: يعني الجنة خاصة، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} يعني ماله في الجنة من نصيب. وقال أيضا في سورة الزخرف {والآخرة عند ربك للمتقين} وفي سورة القصص {تلك الدار الآخرة} يعني الجنة.
والوجه الثالث, الآخرة يعني: النار، قوله تعالى في سورة الزمر {ساجدا وقائما يحذر الآخرة} يعني به: النار {ويرجوا رحمة ربه}.
والوجه الرابع، الآخرة يعني: الأخير قوله تعالى في سورة ص {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} يعني: الملة الأخيرة وهي ملة كانت من قبل ملته، ولكن المعنى: أنها كانت آخر الملل قبل النبي صلى الله عليه وسلم وقال تعالى في سورة (بني إسرائيل) {فإذا جاء وعد الآخرة} يعني: وعد الأخير من العذابين اللذين وعدهم.
والوجه الخامس, الآخرة يعني: القبر، قوله تعالى في سورة إبراهيم {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} يعني: في القبر حين سؤال منكر ونكير.

تفسير (الأجر) على أربعة أوجه:
المهر – الثواب – الجعل – نفقة الرضاع
فوجه منها، الأجر بمعنى: المهر، قوله تعالى في سورة الأحزاب {يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن} يعني: مهورهن وكقوله تعالى {وآتوهن أجورهن بالمعروف} ونحوه كثير.
والوجه الثاني, الأجر: الثواب على الطاعة، قوله تعالى في سورة النحل: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم} يعني: ثوابهم مثلها {ويجزيهم أجرهم}
يعني ثوابهم، ونحوه كثير.
والوجه الثالث, الأجر, فذلك قوله تعالى في سورة سبأ {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم} أي: جعل {إن أجري إلا على الله} أي: جعلي وثوابي, وكقوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا} أي: جعلا، وكقوله تعالى في سورة القصص {ليجزيك أجر ما سقيت لنا} أي: جعل ما سقيت لنا.
والوجه الرابع, الأجر: النفقة، فذلك قوله تعالى في سورة الطلاق {فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن} يعني: نفقة الرضاع.

تفسير (الإخاء) على سبعة أوجه:
(الأخ ابن الأب والأم أو من أحدهما) الأخ من القبيلة الأخ من الدين والولاية في الشرك الأخ في دين الإسلام - الأخ في الحب والمودة - الصاحب – الشبه
فوجه منها، الأخ يعني: من أبيه وأمه، فذلك قوله تعالى في سورة المائدة: {فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله} يعني به أخاه من أبيه وأمه، وقال تعالى فيها {فأواري سوءة أخي} وقال تعالى في سورة النساء {فإن كان له إخوة} وكقوله تعالى فيها {وله أخ أو أخت} يعني: من الأب والأم. ونحوه
والوجه الثاني، الأخ من القبيلة وليس من أبيه وأمه ولا على دينه فذلك قوله تعالى في سورة هود {وإلى عاد أخاهم هودا} وليس بأخيهم في الدين، ولا من أبيهم ولا من أمهم ولكن أخوهم في القبيلة، ومثلها في سورة الأعراف.
والوجه الثالث, الأخ في الدين والولاية في الشرك, قوله تعالى في سورة الأعراف: {وإخوانهم يمدونهم في الغي} يعني إخوان الشياطين من الكفار، وكقوله تعالى {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} في الدين والولاية في الشرك.
والوجه الرابع, الأخ في دين الإسلام والولاية، فذلك قوله تعالى في سورة الحجرات {إنما المؤمنون إخوة} يعني: في الدين والولاية.
والوجه الخامس، الأخ في الحب والمودة، فذلك قوله تعالى {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}.
والوجه السادس، الأخ: الصاحب، فذلك قوله تعالى في سورة ص {إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة} يعني: صاحبي له تسع وتسعون نعجة، وقال تعالى في سورة الحجرات {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه} أي: يأكل لحم صاحبه.
والوجه السابع, الأخ: الشبه، قوله تعالى في سورة الأعراف {كلما دخلت أمة لعنت أختها} يعني: شبهها.

تفسير (أفلح) على وجهين:
سعد – فاز
فوجه منها, أفلح: سعد، قوله تعالى في سورة المؤمنون {قد أفلح المؤمنون} يعني: سعد المؤمنون, وقال تعالى في سورة {سبح اسم ربك الأعلى} {قد أفلح من تزكى} أي قد سعد, ومثلها في سورة (والشمس) {قد أفلح من زكاها} أي: قد سعد، ونحوه.
والوجه الثاني, أفلح بمعنى: فاز، فذلك قوله تعالى في سورة القصص {إنه لا يفلح الظالمون} أي: لا يفوزون.

تفسير (استكبر) على وجهين:
التكبر – الكبراء والقادة
فوجه منهما، استكبر بمعنى: الكبر، قوله تعالى في سورة البقرة {إلا إبليس أبى واستكبر} يعني: تكبر عن السجود لآدم عليه السلام، نظيرها في سورة (ص): {استكبرت أم كنت من العالين} يعني: تكبرت، وكقوله تعالى في سورة (حم السجدة) {فإن يتكبروا} يعني: تكبروا عن السجود لله تعالى، وكقوله تعالى {وهم لا يستكبرون} يعني: لا يتكبرون.
والوجه الثاني, استكبروا يعني: الكبراء والقادة، قوله تعالى في سورة إبراهيم {فقال الضعفاء للذين استكبروا} يعني: للكبراء والقادة, وكقوله تعالى في سورة (حم المؤمن) {قال الذين استكبروا} مثلها في سورة الأعراف: {قال الذين استكبروا} يعني: الكبراء والقادة.

تفسير (اتقوا) على خمسة أوجه:
الخشية – العبادة – ترك العصيان – التوحيد – الإخلاص
فوجه منها، اتقوا يعني: اخشوا، قوله تعالى في سورة النساء {(يا أيها الناس اتقوا ربكم} يعني: اخشوا ربكم، نظيرها في سورة الحج: {يا أيها الناس اتقوا ربكم} وكقوله تعالى في سورة الشعراء {إذ قال أخوهم نوح ألا تتقون} أي: ألا تخشون, مثلها فيها.
والوجه الثاني, اتقوا بمعنى: اعبدوا، قوله تعالى في سورة النحل {أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون} يعني: فاعبدون، وكقوله تعالى فيها {أفغير الله تتقون} يعني تعبدون ؟ وفي سورة الشعراء {قوم فرعون ألا يتقون}: ألا يعبدون.
والوجه الثالث, اتقوا يعني: فلا تعصوا، قوله تعالى في سورة البقرة {وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله} يعني: فلا تعصوه فيما أمركم به.
والوجه الرابع، اتقوا يعني: وحدوا، قوله تعالى في سورة النساء {واتقوا الله} يعني: وحدوا الله.
والوجه الخامس، في معنى الإخلاص، كقوله تعالى في سورة الحجرات {أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى} يعني: الإخلاص، وقوله تعالى في سورة الحج: {فإنها من تقوى القلوب} يعني: من إخلاص القلوب.

تفسير (الأحزاب) على أربعة أوجه:
كفار بني أمية – النصارى – قوم عاد وثمود – كفار يوم الخندق
فوجه منها، الأحزاب يعني به: كفار بني أمية وبني المغيرة وال أبي طلحة بن عبد العزى، كلهم من قريش, قوله تعالى في سورة الرعد {ومن الأحزاب من ينكر بعضه} يعني: بني أمية، وبني المغيرة، وال أبي طلحة، نظيرها: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده} يعني: من بني أمية، وبني المغيرة، وال أبي طلحة بن عبد العزى, وفيهم قوله تعالى {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} يعني: هؤلاء الأحياء الثلاثة.
والوجه الثاني, الأحزاب يعني: النصارى، النسطورية, واليعقوبية، والملكانية, قوله تعالى {فاختلف الأحزاب من بينهم} يعني: في الدين، تحزبوا في عيسى – عليه السلام فقالت النسطورية: عيسى ابن الله وقالت اليعقوبية {إن الله هو المسيح ابن مريم}، وقالت الملكانية {إن الله ثالث ثلاثة} قالوا: الله إله، وعيسى إله، ومريم إله, نظيرها في سورة الزخرف.
والوجه الثالث, الأحزاب يعني: كفار قوم (نوح) وعاد, وثمود، قوله تعالى في سورة (ص) {كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون} إلى قوله تعالى {أولئك الأحزاب} وقال تعالى {إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح...} يعني: مثل عذاب الأمم الخالية وأخبر عن الأحزاب فقال {مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود..}.
والوجه الرابع, الأحزاب يعني: أبا سفيان في قبائل من العرب واليهود، وأنهم تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، فقاتلوه في ثلاثة أماكن, قوله تعالى في سورة الأحزاب {إذ جاءوكم من فوقكم} يعني: فوق الوادي من قبل المشرق، يعني: مالك ابن عوف، وعيينة بن حصن الفزاري، ومعهما ألف من غطفان، ومع طلحة بن خويلد من بني أسد, وحيي بن أخطب اليهودي، في يهود بني قريظة {ومن أسفل منكم}: من بطن الوادي من قبل المغرب. وجاء أبو سفيان بن حرب في أهل مكة معه يريد: أبي بن خلف على قريش من أسفل الوادي، وجاء أبو الأعور السلمي من قبل الخندق، وتحزنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الذين نزل الله تعالى فيهم {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا}: يعني: هؤلاء.

تفسير (أنشأ) على ثلاثة أوجه:
الخلق – النبات – القيام
فوجه منها، أنشأ يعني: خلق، قوله تعالى في سورة الأنعام {وأنشأنا} (خلقنا) {ومن بعدهم قرنا آخرين} يعني: خلقا آخرين، وقال تعالى في سورة الواقعة {إنا أنشأناهن إنشاء} يعني: خلقنا بعد خلق الأول, وقال تعالى {قل هو الذي أنشأكم}: يعني: خلقكم، مثلها في سورة المؤمنون {ثم أنشأناه خلقا آخر}، وقال تعالى في سورة الأنعام {كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين} يعني: كما خلقكم، وقال تعالى {وننشئكم في ما لا تعلمون} يقول: ونخلقكم.
والوجه الثاني, أنشأ يعني: أنبت، قوله تعالى في سورة الزخرف {أومن ينشأ في الحلية} يعني: ينبت في الزينة.
والوجه الثالث, أنشأ: أقام، قوله تعالى في سورة المزمل {إن ناشئة الليل} يعني قيام الليل.

تفسير (الأزواج) على ثلاثة أوجه:
الحلائل – الأصناف – القرناء
فوجه منها، الأزواج يعني: الحلائل، قوله تعالى في سورة البقرة {ولهم فيها أزواج مطهرة} يعني: الحلائل، وكذلك في سورة آل عمران، وقال تعالى في سورة النساء {ولكم نصف ما ترك أزواجكم} يعني: امرأة الرجل.
والوجه الثاني, الأزواج يعني: الأصناف، قوله تعالى في سورة الشعراء {أولم يروا إلى الأرض لكم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} يعني: من كل صنف من النبت الحسن, وقال تعالى في سورة يس {سبحان الذي خلق الأزواج كلها} يعني الأصناف كلها {ومما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون} وقال تعالى في سورة هود {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} يعني: صنفين, وقال تعالى في سورة الرعد {جعل فيها زوجين اثنين} يعني: صنفين، ونحوه.
والوجه الثالث, الأزواج يعني: القرناء، قوله تعالى في سورة (والصافات): {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} أي: قرناءهم من الشياطين، وفي سورة التكوير: {وإذا النفوس زوجت} يعني: قرنت نفوس الكفار بالشياطين, ونفوس المؤمنين بالحور العين.

تفسير (الاستطاعة) على وجهين:
السعة في المال – الطاقة في القلب
فوجه منهما، الاستطاعة, يعني: السعة في المال، قوله تعالى في سورة براءة: {وسيحلفون بالله لو استطعنا} يعني: لو جدنا السعة في المال، وكقوله تعالى في سورة آل عمران {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} يعني: من وجد سعة في المال على أن يحج قدر ما يبلغه، وقال تعالى في سورة النساء {ومن لم يستطع منكم طولا} يعني: لم يجد سعة من المال، وكقوله تعالى {لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا}: لا يجدون سعة فيخرون من مكة إلى المدينة. والوجه الثاني، الاستطاعة: الطاقة في القلب، قوله تعالى {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء} يقول: لن تستطيعوا أن تسووا بين النساء في الحب, وقال تعالى في سورة هود {ما كانوا يستطيعون السمع} ما كانوا يستطيعون سمع الإيمان, ولا يقدرون عليه, وكقوله تعالى {فما استطاعوا من قيام} يعني: ما أطاقوا أن يقوموا للعذاب, وقال تعالى في سورة التغابن {فاتقوا الله ما استطعتم} يعني: ما أطقتم، وقال تعالى في سورة الفرقان {فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا} يقول: لا يستطيعون ذلك, ولا يقدرون عليه.

تفسير (الأرض) على أربعة عشر وجها
الجنة – الشام – المدينة – مكة – مصر – أرض الإسلام – الأرض كلها – القبر – أرض التيه – أرض القيامة – القلب – ساحة المسجد – القدم – أرض الإسلام وفيه الكفر.
فوجه منها, الأرض يعني: الجنة، قوله سبحانه في سورة الأنبياء {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها} يعني: الجنة، وقوله تعالى {وأورثنا الأرض} يعني: وأورثنا الجنة، بدليل (الحمد).
والوجه الثاني، الأرض يعني: أرض بيت المقدس بالشام، قوله تعالى {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها}، وكقوله تعالى في سورة الروم {في أدنى الأرض} يعني: أردن وفلسطين, وكقوله تعالى {ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} يعني: أرض بيت المقدس.
والوجه الثالث, الأرض يعني: أرض المدينة خاصة, كقوله تعالى في سورة العنكبوت {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة} يعني: أرض المدينة، نظيرها: {قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}، وقال تعالى في سورة (بني إسرائيل) {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها} يعني: أرض المدينة, وقال تعالى في سورة النساء {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة}.
والوجه الرابع، الأرض يعني: أرض مكة خاصة, قوله تعالى في سورة الرعد: {أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} يعني: أرض مكة، مثلها في سورة الأنبياء، وكقوله تعالى في سورة النساء {قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض} يعني: أرض مكة.
والوجه الخامس, الأرض، يعني أرض مصر خاصة, وذلك قوله تعالى في سورة يوسف {قال اجعلني على خزائن الأرض} يعني: أرض مصر, وكقوله تعالى: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض} وكقوله تعالى {ونمكن لهم في الأرض} مثلها {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده} يعني: أرض مصر, وكقوله تعالى {قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} يعني: أرض مصر, مثلها {أو يظهر في الأرض الفساد}.
والوجه السادس, الأرض يعني: أرض الإسلام خاصة، قوله تعالى في سورة الكهف: {إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض} وكقوله تعالى في سورة المائدة {أو ينفوا من الأرض} يعني: أرض الإسلام.
والوجه السابع، الأرض يعني: جميع الأرضين, قوله تعالى في سورة هود {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} يعني: جميع الأرض, كقوله تعالى في سورة لقمان: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} يعني: جميع الأرضين.
والوجه الثامن، الأرض يريد به: القبر, قوله تعالى في سورة النساء {يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض} يعني: القبر.
والوجه التاسع, الأرض يعني: أرض التيه، فذلك قوله تعالى في سورة المائدة: {أربعين سنة يتيهون في الأرض}.
والوجه العاشر, الأرض: أرض القيامة، قوله تعالى {يوم تبدل الأرض غير الأرض}، وكقوله تعالى {وأشرقت الأرض بنور ربها} يعني: أرض القيامة.
والوجه الحادي عشر, الأرض يعني: القلب, قوله تعالى في سورة الرعد {وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} يعني: في القلب.
والوجه الثاني عشر, الأرض: ساحة المسجد الجامع, على قول مجاهد، قوله تعالى في سورة الجمعة {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض}.
والوجه الثالث عشر, الأرض: القدم، قوله تعالى {وما تدري نفس بأي أرض تموت} يعني: بأي قدم تموت.
والوجه الرابع عشر, الأرض: الذي يريد به الإسلام وفيه الكفر, كقوله تعالى في سورة نوح {رب لا تذر على الأرض} أي: الأرض المراد به الإسلام, ونظيره قوله تعالى {يا أرض ابلعي ماءك} أي: الذي شمله دعوة نوح عليه السلام لأنه بعث إلى قومه ولم يبعث إلى سائر أهل الأرض.

تفسير (أرساها) على وجهين:
أثبت – حين
فوجه منهما، أرساها بمعنى: أثبتها, قوله تعالى في سورة النازعات {والجبال أرساها} يعني: أثبت بها الأرض, لئلا تزول, وكقوله تعالى {وقدور راسيات} يعني: ثابتات, مثلها في سورة (ق) {وألقينا فيها رواسي} يعني: أثبت بالجبال الأرض.
والوجه الثاني, {أيان مرساها} يعني: متى حينها؟ يعني متى حينها نظيرها في سورة النازعات {يسألونك عن الساعة أيان مرساها}، وقال تعالى في سورة هود: {بسم الله مجراها ومرساها} يعني: حين تحبس.

تفسير (إلى) على وجهين:
مع – إلى بعينه
فوجه منهما, إلى بمعنى: مع قوله تعالى في سورة النساء {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم} يعني: مع أموالكم، وقال تعالى {فأرسل إلى هارون} يعني: مع هارون, وقال تعالى في سورة آل عمران {من أنصاري إلى الله} يعني: مع الله. مثلها في سورة الصف.
والوجه الثاني, إلى: صلة في الكلام, كقوله تعالى في سورة الأنعام {ليجمعنكم إلى يوم القيامة} يعني: ليوم القيامة, وقوله تعالى {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه}، وقوله تعالى {وإلى عاد أخاهم} وأمثال ذلك.

تفسير (إن) على ستة أوجه:
إذ – ما – لقد – لئلا – بأن – إن بعينه
فوجه منها, إن يعني: إذ قوله تعالى في سورة البقرة {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين} يعني: إذ كنتم, وكقوله تعالى في سورة آل عمران {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} يعني: إذ كنتم مؤمنين, وكقوله تعالى {فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين} يعني: إذ كنتم.
والوجه الثاني, إن بمعنى: ما قوله تعالى في سورة الأنبياء {لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين} يعني: ما كنا فاعلين, وكقوله تعالى في سورة الزخرف {قل كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} أي: ما كان للرحمن ولد, وكقوله تعالى في سورة (تبارك) {إن الكافرون إلا في غرور} يعني: ما الكافرون إلا في غرور, وكقوله تعالى في سورة يس {إن كانت إلا صيحة واحدة} يعني: ما كانت إلا صيحة واحدة. وكذلك كل (إن) مخففة مستقبلة (إلا).
والوجه الثالث, إن يعني: لقد, قوله تعالى في سورة (بني إسرائيل) {إن كان وعد ربنا لمفعولا} يعني: لقد كان وعد ربنا, وكقوله تعالى في سورة الشعراء: {إن كنا لفي ضلال مبين} يعني: لقد كنا، وكقوله تعالى في سورة الصافات {تالله إن كدت لتردين} يعني: والله لقد كدت لتردين, أي: لتغويني, وكقوله تعالى في سورة يونس {فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين} يعني: لقد كنا، وكقوله تعالى {وإن كادوا} يعني: ولقد كادوا.
والوجه الرابع, أن يعني: لئلا قوله تعالى في سورة النساء {يبين الله لكم أن تضلوا} يعني: لئلا تضلوا, وكقوله تعالى في سورة (الملائكة) {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا} يعني: لئلا تزولا, وكقوله تعالى في سورة الحج: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} يعني: لئلا تقع على الأرض.
والوجه الخامس, أن بمعنى: بأن، قوله تعالى في سورة الزخرف {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين} يعني: بأن كنتم, وكقوله تعالى في سورة الروم {ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا} يعني: بأن كذبوا {بآيات الله}
والوجه السادس, إن بعينه, قوله تعالى {إن الله له ملك السماوات والأرض} ونحوه هذا ما كان مشددا, وكان أول الكلام.

تفسير (أنى) على ثلاثة أوجه:
كيف – من أين – الساعة
فوجه منها, أنى يعني: كيف, قوله تعالى في سورة البقرة {أنى يحيي هذه الله بعد موتها} يقول: كيف يحيى الله أهل القربة بعد موتهم؟
والوجه الثاني, أنى معناه: من أين, قوله تعالى في سورة آل عمران {أنى لك هذا} بمعنى: من أين لك هذا؟ وقوله تعالى {أنى يكون لي غلام} و {أنى يكون لي ولد} و {أنى يؤفكون} يعني: من أين.
والوجه الثالث, أنى بمعنى: الساعة, قوله تعالى في سورة آل عمران {آناء الليل وهم يسجدون} يعني: ساعات الليل, وكقوله تعالى في سورة طه, ومثلها في سورة الزمر: {أمن هو قانت آناء الليل} يعني: ساعات الليل.

تفسير (أدنى) على أربعة أوجه:
أجدر – أقرب – أقل – دون
فوجه منها, أدنى بمعنى: أجدر, قوله تعالى في سورة البقرة {وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا} أي: أجدر ألا تشكوا, كمثل قوله تعالى في سورة النساء {ذلك أدنى ألا تعولوا} يعني: أجدر ألا تميلوا, وكقوله تعالى في سورة الأحزاب {ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن} يعني: أجدر.
والوجه الثاني, أدنى يعني: أقرب كقوله تعالى في سورة (الم تنزيل السجدة): {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} الأقرب وهو الجوع في الدنيا, والعذاب الأكبر يعني: النار في الآخرة, وكقوله تعالى في سورة (والنجم) {فكان قاب قوسين أو أدنى} يعني: بل أقرب.
والوجه الثالث, أدنى بمعنى: أقل، قوله تعالى في سورة المجادلة {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم} يعني: أقل من ذلك، وكقوله تعالى في سورة المزمل {أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل} يعني: أقل من ثلثي الليل.
والوجه الرابع أدنى يعني: دون، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة لبني إسرائيل لما سألوه نبات الأرض من البقل وغيره، مكان المن والسلوى {أتستبدلون الذي ه أدنى بالذي هو خير} يعني: المن والسلوى.

تفسير (أو) على ثلاثة أوجه:
بل – وألف صلة – الخيار
فوجه منها، أو بمعنى: بل قوله تعالى في سورة والصافات {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} يعني: بل يزيدون، وكقوله تعالى في سورة النحل {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب} يعني: بل هو أقرب، وكقوله تعالى في سورة النجم {قاب قوسين أو أدنى} يعني: بل أدنى.
والوجه الثاني, أو بمعنى ألف صلة، قوله تعالى في سورة طه {لعله يذكر أو يخشى} بمعنى يتذكر ويخشى, ونظيرها في سورة عبس قوله تعالى {لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى} ويذكر. مثلها في سورة طه {لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا} يعني: ويحدث, وكقوله تعالى في سورة المرسلات {عذرا أو نذرا} والألف صلة.
والوجه الثالث, أو بمعنى: الخيار، قوله تعالى في سورة المائدة {إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة} فهذا تخيير, وكقوله تعالى {أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض} فهذا خيار.

تفسير (أم) على ثلاثة أوجه:
صلة – بل – أو
فوجه منها، صلة في الكلام، قوله تعالى في سورة الطور {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} الميم هاهنا: صلة، وكقوله تعالى في سورة الزخرف {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين} مثلها {أم له البنات ولكم البنون} (الميم) هاهنا – صلة.
والوجه الثاني, أم بمعنى: بل كقوله تعالى في سورة الرعد {أم بظاهر من القول} يعني: بل بظاهر.
والوجه الثالث, أم بمعنى: أو قوله تعالى في سورة الملك {أم أمنتم من في السماء} وكقوله تعالى في سورة بني إسرائيل {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى}

تفسير (إمام) على خمسة أوجه:
القائد – الكتاب – اللوح المحفوظ – التوراة – الطريق الواضح
فوجه منها, إمام يعني: القائد في الخير, فذلك قوله تعالى في سورة البقرة لإبراهيم {إني جاعلك للناس إماما} يعني: قائدا في الخير يقتدى بمثلك وبسنتك، وكقوله تعالى في سورة الفرقان {واجعلنا للمتقين إماما} يعني: قادة في الخير يقتدى بنا.
والوجه الثاني إمام يعني: كتاب بني ادم، قوله تعالى في سورة (بني إسرائيل) {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} يعني: بكتابهم الذي عملوا في الدنيا.
والوجه الثالث, إمام يعني: اللوح المحفوظ, قوله تعالى في سورة يس {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} يعني: في كتاب, وهو اللوح المحفوظ.
والوجه الرابع، إمام يعني: التوراة, قوله تعالى في سورة هود {ومن قبله كتاب موسى إمام ورحمة} يعني: التوراة إمام يهتدي به ورحمة لمن امن به. نظيرها في سورة الأحقاف {ومن كتاب موسى إماما} يعني: التوراة.
والوجه الخامس, إمام يعني: الطريق الواضح, فذلك قوله تعالى في سورة الحجر لقرية لوط وشعيب {وإنهما لبإمام مبين} يعني: بطريق واضح.

تفسير (أمة) على تسعة أوجه:
عصبة – ملة – قوم – إمام – الأمم الخالية – أمة محمد صلى الله عليه وسلم – الكفار – الخلق
فوجه منها, أمة، يعني: عصبة، كقوله تعالى في سورة البقرة {ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} يعني: عصبة, وكقوله تعالى في سورة البقرة {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت} يعني: عصبة، وكقوله تعالى في سورة آل عمران {أمة قائمة يتلون آيات الله} يعني: عصبة, مثلها في سورة الأعراف {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق} يعني: عصبة.
والوجه الثاني, أمة يعني: ملة, قوله تعالى في سورة البقرة {كان الناس أمة واحدة} يعني: ملة، وقوله تعالى {إن هذه أمتكم أمة واحدة} مثلها في سورة المؤمنون {وإن هذه أمتكم أمة واحدة} يعني: ملتكم ملة واحدة، وكقوله تعالى في سورة الأنعام {كذلك زينا لكل أمة عملهم} يعني: لكل أهل ملة, وكقوله تعالى في سورة الزخرف {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} يعني: ملة واحده.
والوجه الثالث, أمة يعني: سنين معدودة، قوله تعالى في سورة هود {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} يعني: سنين معدودة، نظيرها في سورة يوسف {وادكر بعدة أمة} يعني: سنين.
والوجه الرابع, أمة يعني قوما، قوله تعالى في سورة النحل {أن تكون أمة هي أربى من أمة} يعني: أن يكون قوم أكثر من قوم، وفي سورة الحج {لكل أمة جعلنا منسكا} يعني: ولكل قوم.
والوجه الخامس, أمة يعني: إماما يقتدي به، وقوله تعالى في سورة النحل {إن إبراهيم كان أمة قنتا لله حنيفا} يعني إماما يقتدى به.
والوجه السادس, أمة يعني: الأمم الخالية من الكفار وغيرهم، قوله تعالى في سورة يونس {ولكل أمة رسول} يعني: الأمم الخالية، {وكذلك لهذه الأمة}، وكقوله تعالى في سورة الملائكة: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} يعني: الأمم الخالية.
والوجه السابع, أمة يعني: أمة محمد صلى الله عليه وسلم (والمسلمين) خاصة، قوله تعالى في سورة آل عمران {كنتم خير أمة أخرجت للناس} يعني: المسلمين، وكقوله تعالى في سورة البقرة {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} يعني: أمة عدلا بين الناس, يعني المسلمين خاصة، ونظيرها في سورة الحج بمعنى الأمم الخالية.
والوجه الثامن، أمة يعني: الكفار خاصة, كقوله تعالى في سورة الرعد {كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم} يعني: الكفار.
والوجه التاسع, أمة يعني: خلقا، كقوله تعالى في سورة الأنعام {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم} يعني: خلقا مثلكم.
تفسير (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) على وجهين:
التوحيد والشرك (بالله) – التكذيب والتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم
فوجه منهما, الأمر بالمعروف يعني: التوحيد, والنهي عن المنكر يعني: الشرك بالله تعالى، قوله تعالى في سورة (براءة) {الآمرون بالمعروف} يعني: التوحيد بالله عز وجل {والناهون عن المنكر} يعني: الشرك بالله عز وجل، وكقوله تعالى في سورة لقمان {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف} يعني: التوحيد. {وانه عن المنكر} يعني: الشرك بالله عز وجل.
والوجه الثاني, الأمر بالمعروف: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، والنهي عن المنكر يعني: التكذيب, قوله تعالى في سورة آل عمران لمؤمني أهل التوراة {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات} إيمانا بمحمد صلى الله عليه وسلم، مثلها في سورة براءة {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف} أتباع النبي صلى الله علي وسلم {وينهون عن المنكر} عن (التكذيب به).
تفسير (اطمأن) على ثلاثة أوجه:
السكون – الرضا – الإقامة
فوجه منها, يطمئن: يسكن، قوله تعالى في سورة البقرة {ولكن ليطمئن قلبي} يعني: ليسكن قلبي إذا نظرت إليه، وكقوله تعالى في سورة المائدة {وتطمئن قلوبنا} يعني: تسكن قلوبنا إذا رأينا المائدة, وكقوله تعالى في سورة الرعد: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله} أي: تسكن قلوبهم، مثلها فيها، وكقوله تعالى في سورة آل عمران {وما جعله الله إلا بشرى لكم} يعني: مدد الملائكة يوم أحد, {ولتطمئن قلوبكم به} يعني: تسكن قلوبكم، نظيرها في سورة الأنفال يوم بدر: {ولتطمئن به قلوبكم} تسكن قلوبكم.
والوجه الثاني, اطمأن يعني: رضي، قوله تعالى في سورة الحج {فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة} يعني: رصي به, وكقوله تعالى في سورة النحل {وقلبه مطمئن بالإيمان} أي: راض به, مثلها في سورة الفجر: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} يعني: الرضية بثواب الله تعالى.
والوجه الثالث, اطمأن بمعنى: أقام قوله تعالى في سورة النساء {فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة} يقول تعالى: فإذا أقمتم فأقيموا الصلاة، يعني: فأتموها, وكقوله تعالى في سورة بني إسرائيل {قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين} يعني مقيمين.

تفسير (الاستغفار) على ثلاثة أوجه:
من الشرك – الصلاة – الاستغفار بعينه
فوجه منا, الاستغفار من الشرك، قوله تعالى في سورة هود {واستغفروا ربكم} يعني: من الشرك، مثلها في سورة نوح.
والوجه الثاني, الاستغفار بمعنى: الصلاة، قوله تعالى في سورة آل عمران: {والمستغفرون بالأسحار} يعني: المصلين, مثلها في سورة الذاريات {وبالأسحار هم يستغفرون} يعني: يصلون، وكقوله تعالى في سورة الأنفال {وما كان الله معذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} يعني: وهم يصلون.
والوجه الثالث, الاستغفار بعينه، قوله تعالى في سورة يوسف لامرأة العزيز: {واستغفري لذنبك} يعني: استغفري زوجك ألا يعاقبك بالذنب {إنك كنت من الخاطئين}.

تفسير (أحس) على أربعة أوجه:
الرؤية – القتل – البحث – الصوت
فوجه منها, أحس بمعنى الرؤية، قوله تعالى في سورة آل عمران {فلما أحس عيسى منهم الكفر} يعني: رأى منهم الكفر, وكقوله تعالى في سورة الأنبياء {فلما أحسوا بأسنا} يعني: رأوا عذابنا، وكقوله تعالى في سورة مريم {هل يحس منهم من أحد} يقول تعالى: هل ترى منهم من أحد؟
والوجه الثاني, أحس يعني القتل، قوله تعالى في سورة آل عمران {إذ تحسونهم بإذنه} يعني: تقتلونهم.
والوجه الثالث, الحس بمعنى: البحث، قوله تعالى في سورة يوسف {فتحسسوا من يوسف} يعني: ابحثوا عنه.
والوجه الرابع, الحس بمعنى الصوت، قوله تعالى في سورة الأنبياء {لا يسمعون حسيسها} يعني: لا يسمعون صوتها.

تفسير (الإسلام) على وجهين:
الإخلاص – الإقرار
فوجه منهما, الإسلام يعني: الإخلاص, قوله تعالى في سورة البقرة {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت} يقول: أخلص، قال: أخلصت {لرب العالمين} وقال تعالى في سورة آل عمران {فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله} يعني: أخلصت ديني لله، وكقوله تعالى {والأميين أأسلمتم} يعني: أأخلصتم بالتوحيد ؟ {فإن أسلموا} يعني: أخلصوا، وقال تعالى في سورة لقمان {ومن يسلم وجهه إلى الله} يعني: يخلص دينه لله, نظيرها في سورة البقرة.
والوجه الثاني, الإسلام يعني: الإقرار، قوله تعالى {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} يعني: أقر بالعبودية, وكقوله تعالى في سورة الحجرات {ولكن قولوا أسلمنا} يعني: الإقرار باللسان، وقال تعالى في سورة براءة {وكفروا بعد إسلامهم} يعني: بعد إقرارهم ولم يخلصوا قط.

تفسير (أصبحوا) على وجهين:
الصباح – فصار
فوجه منهما، فأصبحوا من الغد وبعد ما ذهب عنهم الليل, وقوله تعالى في سورة ن {إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين} يعني: بالغداة, نظيرها فيها {فأصبحت كالصريم} يعني: فأصبحت من الغد, وكقوله تعالى {فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها} ونحوه كثير.
والوجه الثاني, فأصبح يعني: فصار، قوله تعالى في سورة المائدة {فأصبح من الخاسرين} وكقوله تعالى {أو يصبح ماؤها غورا} وقوله تعالى: {فأصبحتم بنعمته إخوانا} يعني: صرتم بنعمته، وأمثاله كثير.

تفسير (الإشعار) على خمسة أوجه:
الشعر – الكوكب – المناسك – العلم – جميع الشعر – بعينه
فوجه منها، الأشعار جمع شعر، قوله تعالى {والشعراء يتبعهم الغاوون}، وهم يطئون، وقوله تعالى {وما هو بقول شاعر}.
والوجه الثاني, الشعرى: الكوكب المعروف، قوله تعالى {وأنه هو رب الشعرى}.
والوجه الثالث, الشعائر: المناسك، قوله تعالى {إن الصفا والمروة من شعائر الله} أي: مناسك الله.
والوجه الرابع, أشعر يشعر, بمعنى: العلم، أي: أعلم يعلم، قوله تعالى {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} أي: يعلمكم، وكقوله تعالى {وما يشعرون أيان يبعثون} أي: يعلمون.
والوجه الخامس, الأشعار: جمع شعر, قوله تعالى في سورة النحل {ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا}.

تفسير (الإمساك) على سبعة أوجه:
المراجعة – الحبس – البخل – الحفظ – المنع – التمسك – العمل به
فوجه منها، الإمساك يعني: المراجعة، قوله تعالى في سورة البقرة {فإمساك بمعروف}
يعني: رجعة بمعروف {أو تسريح بإحسان} وكقوله تعالى {فأمسكوهن بمعروف}، مثلها في سورة الطلاق.
والوجه الثاني, الإمساك: الحبس، قوله تعالى {فأمسكوهن في البيوت} يعني: احبسوهن.
والوجه الثالث, الإمساك يعني: البخل، قوله تعالى في سورة بني إسرائيل {إذا لأمسكتم خشية الإنفاق} يعني: لبخلتم مخافة الفقر.
والوجه الرابع, الإمساك يعني: الحفظ, وكقوله تعالى {إن أمسكهما} يعني: ما حفظهما {من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا}، مثلها في سورة الحج: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} وقوله تعالى في سورة الملك {ما يمسكهن إلا الرحمن} وكقوله تعالى في سورة النحل.
والوجه الخامس، الإمساك المنع، قوله تعالى في سورة فاطر {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} أي: فلا مانع لها {وما يمسك فلا مرسل له من بعده} أي: وما يمنع, وكقوله تعالى في سورة الزمر {هل هن ممسكات رحمته} أي: مانعات رحمته، ونحوه كثير.
والوجه السادس, الإمساك يعني: التمسك بالشيء، قوله تعالى في سورة البقرة: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} أي: أخذ بالثقة, ومثله في سورة لقمان.
والوجه السابع, الإمساك بمعنى: العمل به، قوله تعالى في سورة الزخرف: {فاستمسك بالذي أوحي إليك} أي: اعمل بالذي أوحي إليك.

تفسير (الأخذ) على خمسة أوجه:
القبول – الحبس – العذاب – القتل – الأسر
فوجه منها, الأخذ يعني القبول, قوله تعالى في سورة آل عمران {قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري} يعني: قبلتم، وقال تعالى في سورة المائدة {إن أوتيتم هذا فخذوه} يعني: فاقبلوه، وقال تعالى في سورة براءة {ويأخذ الصدقات} أي: يقبل، وقال تعالى في سورة البقرة {ولا يؤخذ منها عدل} أي: لا يقبل، وقال تعالى في سورة الأعراف {خذ العفو} يعني: اقبل الفضل من أموالهم.
والوجه الثاني, الأخذ بمعنى: الحبس، قوله تعالى في سورة يوسف {فخذ أحدنا مكانه} يقول: احبس أحدنا مكان أخيه {قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده} أي: نحبس, وقال تعالى فيها {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} يعني: ليحبس أخاه في دين الملك.
والوجه الثالث, الأخذ بمعنى: العذاب, قوله تعالى في سورة حم المؤمن: {فأخذهم الله} يعني: عذبهم, وقال تعالى في سورة هود {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى} يعني: إذا عذب القرى {وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}، وقال في سورة العنكبوت {فكلا أخذنا بذنبه} يعني: عذبنا بذنبه.
والوجه الرابع, الأخذ: القتل، قوله تعالى في سورة المؤمن {وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه} أي: ليقتلوه.
والوجه الخامس, الأخذ يعني: الأسر, قوله تعالى في سورة براءة {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم} يعني: وائسروهم، نظيرها في سورة النساء: {فإن تولوا فخذوهم} يعني: فائسروهم.

تفسير (أقام) على وجهين:
الإقرار من غير تصديق – الإتمام
فوجه منها, إقرار من غير تصديق, قوله تعالى في سورة براءة {فإن تابوا وأقاموا الصلاة} يعني: أقروا بها, ونظيرها فيها (التوبة) وفي حم السجدة.
والوجه الثاني, الإقامة بمعنى الإتمام، قوله تعالى {أقم الصلاة} أي: أتمها {الذين يقيمون الصلاة} يعني: يتمونها وفي مواقيتها، مثلها في سورة البقرة وسورة المجادلة، وغيرهما.

تفسير (الاعتداء) على وجهين:
التعدي عما أمر الله عز وجل - الاعتداء بعينه وهو الظلم
فوجه منهما, الاعتداء يعني: أن يتعدى ما أمر الله عز وجل, قوله تعالى في سورة البقرة {ومن يتعد حدود الله} يتعدى حدود الله تعالى إلى غيرها {فأولئك هم الظالمون}، نظيرها في سورة الطلاق {ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه}، وكقوله تعالى في سورة البقرة {تلك حدود الله فلا تعتدوها}.
والوجه الثاني, الاعتداء بعينه، قوله تعالى في سورة البقرة {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} يعني: فمن اعتدى على القاتل بعد ما أخذ الدية فقتله, فله عذاب أليم, وكقوله تعالى في سورة المائدة {يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم} إلى قوله تعالى {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.

تفسير (الإيمان) على أربعة أوجه:
الإقرار من غير تصديق – وإقرار بتصديق – توحيد – إيمان في شرك
فوجه منها, الإيمان يعني به الإقرار باللسان في العلانية، قوله تعالى في سورة المنافقون {ذلك بأنهم آمنوا} يعني: أقروا {ثم كفروا} يعني: أقروا باللسان في العلانية، وكفروا في السر, نظيرها فيها {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم....} الآية، وكقوله تعالى في سورة الحديد {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} يعني: أقروا, مثلها في سورة الممتحنة {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم} نظيرها في سورة المجادلة.
والوجه الثاني, الإيمان: التصديق في السر والعلانية, قوله تعالى {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}، وقوله تعالى في سورة الفتح {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات}.
والوجه الثالث, الإيمان يعني: التوحيد، قوله تعالى في سورة المائدة {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله} وكقوله تعالى في سورة المؤمن {إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون} يعني: إلى التوحيد, وكقوله تعالى {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} يعني: التوحيد.
والوجه الرابع, الإيمان في شرك, كقوله تعالى في سورة يوسف {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} يعني: مشركين لتبديل إيمانهم, وكذلك قوله تعالى {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله}، وكقوله تعالى في سورة الزخرف {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} وهم مشركون بالله تعالى، وأهل الكتاب يؤمنون ببعض الكتاب, والرسل، ويكفرون ببعض، قال الله تعالى {أولئك هم الكافرون حقا} {فلم يك ينفعهم إيمانهم} ببعض الرسل والكتب، إذ لم يؤمنوا بهم كلهم.

تفسير (الأكل) على تسعة أوجه:
الأكل بضم الألف – الثمر – الأكل بعينة – الإحراق – الابتلاع – الاستئصال – الافتراس – أخذ الأموال ظلما – الانتفاع – الرزق
فوجه منها، الأكل – بالضم – يعني: الثمرة، قوله تعالى في سورة الكهف {كلتا الجنتين آتت أكلها} أي ثمرها، وقوله تعالى {أكلها دائم وظلها} يعني: ثمرها.
والوجه الثاني, الأكل بعينه, قوله تعالى {فكلا من حيث شئتما} نظيرها {فأكلا منها} ونظائرها كثيرة.
والوجه الثالث, الأكل: الحرق، قوله تعالى في سورة آل عمران {حتى يأتينا بقربان تأكله النار} أي: تحرقه.
والوجه الرابع, الأكل: الابتلاع، قوله تعالى في سورة يوسف {إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف} أي: يبتلعهن.
والوجه الخامس, الأكل يعني: الاستئصال، قوله تعالى {ثم يأتي من بعد ذلك سبع شدادا يأكلن ما قدمتم لهن} أي: يستأصلن.
والوجه السادس, الأكل يعني: الافتراس, قوله تعالى في سورة يوسف {وأخاف أن يأكله} يعني: يفترسه.
والوجه السابع, الأكل يعني: أخذ الأموال ظلما بغير حق، قوله تعالى في سورة النساء {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} يريد: يأخذون أموال اليتامى ظلما سواء أكلوها، أو لم يأكلوها, وكقوله تعالى {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم}، أي: لا تأخذوا.
والوجه الثامن, الأكل يعني: الانتفاع بالأكل والشرب واللباس, كقوله تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا} يعني: انتفعوا بالأكل وتمتعوا بالحلال لقنعوا بالحلال.
والوجه التاسع, الأكل يعني: الرزق, قوله تعالى في سورة المائدة {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} يعني: يرزقون من فوقهم المطر, ومن تحت أرجلهم النبات.

تفسير (الأسف) على وجهين:
الحزن – الغضب
فوجه منها, الأسف يعني: الحزن, قوله تعالى {وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف} معناه: يا حزناه، وكقوله تعالى في قصة موسى {غضبان أسفا} يعني: محزونا مغتاظا.
والوجه الثاني, الأسف بمعنى: الغضب، كقوله تعالى {فلما آسفونا} يعني: أغضبونا.
تفسير (ألقى) على عشرة أوجه:
وسوس – خلق – وضع – أنزل – أقرع – كسا – أدخل – رمى – كلم – أجلس
فوجه منها, ألقى: وسوس، قوله تعالى في سورة الحج {ألقى الشيطان في أمنيته} يعني: وسوس في قراءته.
والوجه الثاني, ألقى، أي: خلق، قوله تعالى في سورة النحل {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} أي: خلق, مثلها في سورة ق {وألقينا فيها رواسي} ونظائرها كثيرة.
والوجه الثالث, ألقى، أي وضع، قوله تعالى في سورة يوسف {فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا} أي: ضعوه، وقوله تعالى {فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا} أي: وضعه، ونحوه كثير.
والوجه الرابع, ألقى، أي: أنزل، قوله تعالى في سورة حم المؤمن {يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده} يعني: ينزل الوحي, وكقوله تعالى {فالملقيات ذكرا} يعني: المنزلات بالوحي, وكقوله تعالى {إنا سنلقي عليك} أي: سننزل عليك.
والوجه الخامس, ألقى: أقرع, قوله تعالى في سورة آل عمران {إذ يلقون أقلامهم} يقرعونها: يجرونها في الماء الجاري {أيهم يكفل مريم}.
والوجه السادس, ألقى يعي: كسا، وكقوله تعالى في سورة طه {وألقيت عليك محبة مني} أي: كسوتك جمالا، وخلفتك على أختك.
والوجه السابع, ألقى، أي: أدخل, قوله تعالى في سورة حم السجدة {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا} يعني: أفمن يدخل في النار, وكقوله تعالى {فألقوه في الجحيم} أي: أدخلوه في النار.
والوجه الثامن, ألقى: رمى, قوله تعالى في سورة الشعراء: {فألقى موسى عصاه} أي: رماها من يده, مثلها في سورة الأعراف, ونظائرها كثيرة.
والوجه التاسع, ألقى, أي: كلم، قوله تعالى في سورة النساء {وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه}.
والوجه العاشر, ألقى، يعني: أجلس، قوله تعالى في سورة ص {وألقينا على كرسيه جسدا} يعني: أجلسنا على كرسي سليمان.

تفسير (استوى) على ستة أوجه:
قصد – استقر – ركب – قوى وعلا – أشبه – قهر واقتدر
فوجه منها, استوى، بمعنى: قصد، كقوله تعالى في سورة الفرقان {ثم استوى على العرش} أي: عمد، وكقوله تعالى {ثم استوى إلى السماء} أي: عمد، ونحوه.
والوجه الثاني: استوى، بمعنى: استقر, قوله تعالى في سورة هود {واستوى على الجودي} يعني: استقرت السفينة على جبل الجودي.
والوجه الثالث, استوى، أي: ركب, قوله تعالى في سورة الزخرف {ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} يعني: إذا ركبتم الأنعام، ومثله في سورة المؤمنون: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك} يعني: ركبت السفينة.
والوجه الرابع, استوى يعني: قوى واشتد, قوله تعالى في سورة القصص {ولما بلغ أشده واستوى} أي: استوى خلقه أربعين سنة.
والوجه الخامس, يستوي هذا وذاك, أي: يشبه, قوله تعالى في سورة فاطر {وما يستوي البحران}، {وما يستوي الأعمى والبصير} أي: وما يشبه, ونحوه كثير.
والوجه السادس, (الاستواء)، بمعنى: القهر والقدرة, وقوله تعالى في سورة طه: {الرحمن على العرش استوى} أي: قدر وقهر). [الوجوه والنظائر: 37-115]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الألف, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir