دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دروس التفسير لبرنامج إعداد المفسّر > دروس تفسير جزء قد سمع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1436هـ/24-08-2015م, 07:43 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تفسير سورة الصف [ من الآية (10) إلى الآية (13) ]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) }

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {يا أيّها الّذين آمنوا هل أدلّكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليمٍ (10) تؤمنون باللّه ورسوله وتجاهدون في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون (11) يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ ذلك الفوز العظيم (12) وأخرى تحبّونها نصرٌ من اللّه وفتحٌ قريبٌ وبشّر المؤمنين (13) }
تقدّم في حديث عبد اللّه بن سلامٍ أنّ الصّحابة، رضي اللّه عنهم، أرادوا أن يسألوا عن أحبّ الأعمال إلى اللّه عزّ وجلّ ليفعلوه، فأنزل اللّه هذه السورة، ومن جملتها هذا الآية:
{يا أيّها الّذين آمنوا هل أدلّكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليمٍ} ثمّ فسّر هذه التّجارة العظيمة الّتي لا تبور، والّتي هي محصّلةٌ للمقصود ومزيلةٌ للمحذور فقال: {تؤمنون باللّه ورسوله وتجاهدون في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون} ).[تفسير القرآن العظيم: 8/112]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.
(10) هذا وَصِيَّةٌ ودَلالةٌ وإرشادٌ مِن أَرحَمِ الراحِمِينَ لعِبادِه المُؤمنِينَ لأعظَمِ تِجارةٍ وأجَلِّ مَطلوبٍ وأَعْلَى مَرغوبٍ، يَحْصُلُ بها النَّجاةُ مِن العذابِ الأليمِ، والفوْزُ بالنعيمِ الْمُقيمِ.
وأتَى بأَداةِ العَرْضِ الدالَّةِ على أنَّ هذا أمْرٌ يَرْغَبُ فيهِ كلُّ مُتَصَبِّرٍ، ويَسْمُو إليهِ كلُّ لَبيبٍ). [تيسير الكريم الرحمن: 860]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} جَعَلَ العملَ المذكورَ بِمَنزِلَةِ التجارةِ؛ لأنهم يَربحونَ فيه كما يَربحونَ فيها، وذلك بدخولِهم الجنَّةَ ونَجاتِهم مِن النارِ، وهذه التجارةُ هي التي بَيَّنَها بالآيتينِ التالِيَتَيْنِ فإنَّ معناهما: أنَّ الإيمانَ والجهادَ ثَمَنُهما مِن اللهِ الجنَّةُ وذلك بَيْعٌ رابِحٌ). [زبدة التفسير: 552]

تفسير قوله تعالى: (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {تؤمنون باللّه ورسوله وتجاهدون في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون} أي: من تجارة الدّنيا، والكدّ لها والتّصدّي لها وحدها).[تفسير القرآن العظيم: 8/112]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (11) فكأنَّه قِيلَ: ما هذهِ التِّجارةُ التي هذا قَدْرُها؟ فقالَ: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}.
ومِن المعلومِ أنَّ الإيمانَ التامَّ هو التصديقُ الجازِمُ بما أمَرَ اللَّهُ بالتصديقِ به، المستلْزِمُ لأعمالِ الجوارحِ، التي مِن أَجَلِّها الجهادُ في سبيلِه.
فلهذا قالَ: {وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}؛ بأنْ تَبْذُلُوا نُفُوسَكم ومُهَجَكم لِمُصادَمَةِ أعداءِ الإسلامِ.
والقَصْدُ نَصْرُ دِينِ اللَّهِ وإعلاءُ كَلِمَتِه، وتُنْفِقُونَ ما تَيَسَّرَ مِن أموالِكم في ذلكَ المطلوبِ, فإنَّ ذلكَ وإنْ كانَ كَريهاً للنفوسِ شاقًّا عليها؛ فإِنَّه {خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}, فإنَّ فيه الخيرَ الدُّنيويَّ؛ مِن النَّصْرِ على الأعداءِ، والعِزِّ المنافِي للذُّلِّ، والرِّزْقِ الواسِعِ وَسَعَةِ الصدْرِ وانشراحِه، والخَيْرَ الأُخْرَوِيَّ بالفوْزِ بثَوابِ اللَّهِ والنَّجاةِ مِن عِقابِه). [تيسير الكريم الرحمن: 860]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} جَعَلَ العملَ المذكورَ بِمَنزِلَةِ التجارةِ؛ لأنهم يَربحونَ فيه كما يَربحونَ فيها، وذلك بدخولِهم الجنَّةَ ونَجاتِهم مِن النارِ، وهذه التجارةُ هي التي بَيَّنَها بالآيتينِ التالِيَتَيْنِ فإنَّ معناهما: أنَّ الإيمانَ والجهادَ ثَمَنُهما مِن اللهِ الجنَّةُ وذلك بَيْعٌ رابِحٌ). [زبدة التفسير: 552] (م)

تفسير قوله تعالى: (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {يغفر لكم ذنوبكم} أي: إن فعلتم ما أمرتكم به ودللتكم عليه، غفرت لكم الزّلّات، وأدخلتكم الجنّات، والمساكن الطّيّبات، والدّرجات العاليات؛ ولهذا قال: {ويدخلكم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيّبةً في جنّات عدنٍ ذلك الفوز العظيم} ).[تفسير القرآن العظيم: 8/112]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (12) ولهذا ذَكَرَ الجزاءَ في الآخِرَةِ فقالَ: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} وهو شاملٌ للصغائرِ والكبائرِ؛ فإنَّ الإيمانَ باللَّهِ والجِهادَ في سبيلِه مُكَفِّرٌ للذُّنوبِ، ولو كانَتْ كَبائِرَ.
{وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}؛ أيْ: مِن تحتِ مَساكِنِها وقُصُورِها وغُرَفِها وأشجارِها أنهارٌ مِن ماءٍ غيرِ آسِنٍ، وأنهارٌ مِن لَبَنٍ لم يَتغيَّرْ طَعمُه، وأنهارٌ مِن خَمْرٍ لَذَّةٍ للشاربِينَ، وأنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى، ولهم فيها مِن كلِّ الثَّمَراتِ.
{وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ}؛ أيْ: جَمَعَتْ كلَّ طَيِّبٍ؛ مِن عُلُوٍّ وارتفاعٍ, وحُسْنِ بِناءٍ وزَخرفةٍ، حتى إنَّ أهلَ الغُرَفِ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ يَتراءَاهُمْ أهْلُ الجنَّةِ كما يَتراءَى الكَوْكبُ الدُّرِّيُّ في الأُفُقِ الشرقيِّ أو الغربيِّ.
وحتى إنَّ بِناءَ الجنَّةِ بعضُه مِن لَبِنِ ذَهَبٍ وبعضُه مِن لَبِنِ فِضَّةٍ، وخِيامُها مِن اللُّؤْلُؤِ والْمَرْجانِ، وبعضُ المنازِلِ مِن الزُّمُرُّدِ والجواهِرِ المُلَوَّنَةِ بأحسَنِ الألوانِ، حَتَّى إِنَّها مِن صَفائِها يُرَى ظاهِرُها مِن باطِنِها، وباطنُها مِن ظاهِرِها.
وفيها مِن الطِّيبِ والْحُسْنِ ما لا يَأتِي عليهِ وصْفُ الواصفِينَ، ولا خَطَرَ على قَلْبِ أحَدٍ مِن العالَمِينَ، لا يُمْكِنُ أنْ يُدْرِكُوه حتى يَرَوْهُ ويَتَمَتَّعُوا بِحُسْنِهِ، وتَقَرَّ به أَعينُهم.
ففي تلكَ الحالةِ لولا أنَّ اللَّهَ خَلَقَ أهلَ الجنَّةِ وأَنْشَأَهم نَشْأَةً كاملةً لا تَقْبَلُ العَدَمَ؛ لأَوْشَكَ أنْ يَموتوا مِن الفَرَحِ، فسُبحانَ مَن لا يُحْصِي أحَدٌ مِن خَلْقِه ثَنَاءً عليه! بل هو كما أَثْنَى على نفْسِه، وفوقَ ما يُثْنِي عليه أحَدٌ مِن خَلْقِه.
وتَبَارَكَ الجليلُ الجميلُ، الذي أَنشَأَ دارَ النعيمِ، وجعَلَ فيها مِن الجَلالِ والجَمالِ ما يُبْهِرُ عُقولَ الخلْقِ، ويَأْخُذُ بأَفْئِدَتِهم، وتعالى مَن له الحِكْمَةُ التامَّةُ، الذي مِن جُمْلَتِها أنَّه لو أَرَى العبادَ الجنَّةَ ونَظَرُوا إلى ما فيها مِن النَّعيمِ، لَمَا تَخَلَّفَ عنها أحَدٌ، ولَمَا هَنَّاهُمُ العيشُ في هذه الدارِ الْمُنَغَّصَةِ، المَشوبِ نَعيمُها بأَلَمِها، وفَرَحُها بتَرَحِها.
وسُمِّيَتِ الجنَّةُ جَنَّةَ عَدْنٍ؛ لأنَّ أهلَها مُقيمونَ فيها، لا يَخْرُجُونَ مِنها أبداً، ولا يَبْغُونَ عنها حِوَلاً.
ذلكَ الثوابُ الْجَزيلُ، والأجْرُ الجميلُ هو الفوْزُ العظيمُ، الذي لا فَوْزَ مِثلُه، فهذا الثوابُ الأُخْرَوِيُّ). [تيسير الكريم الرحمن: 860-861]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (12- {يَغْفِرْ} اللهُ {لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}: ذكَرَ أوَّلاً البِضاعةَ التي يُتَاجِرونَ بها، ويَذْكُرُ هنا الثمَنَ الذي وَعَدَهم به, أيْ: إنْ تُؤمنوا يَغفرْ لكم.
{وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} أيْ: في جَنَّاتِ إقامةٍ دائمةٍ لا تَنقطِعُ بموتٍ ولا خُروجٍ منها.
{ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أيْ: ذلك المذكورُ مِن الْمَغفِرَةِ وإدخالِ الجنَّاتِ هو الفوزُ الذي لا فَوْزَ بعدَه والظَّفَرُ الذي لا ظَفَرَ يُمَاثِلُه). [زبدة التفسير: 552]


تفسير قوله تعالى: (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وأخرى تحبّونها} أي: وأزيدكم على ذلك زيادةً تحبّونها، وهي: {نصرٌ من اللّه وفتحٌ قريبٌ} أي: إذا قاتلتم في سبيله ونصرتم دينه، تكفّل اللّه بنصركم. قال اللّه تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إن تنصروا اللّه ينصركم ويثبّت أقدامكم} [محمّدٍ: 7] وقال تعالى: {ولينصرنّ اللّه من ينصره إنّ اللّه لقويٌّ عزيزٌ} [الحجّ: 40] وقوله {وفتحٌ قريبٌ} أي: عاجلٌ فهذه الزّيادة هي خير الدّنيا موصولٌ بنعيم الآخرة، لمن أطاع اللّه ورسوله، ونصر اللّه ودينه؛ ولهذا قال: {وبشّر المؤمنين} ).[تفسير القرآن العظيم: 8/112]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (13) وأمَّا الثوابُ الدُّنيوِيُّ لهذهِ التِّجارةِ، فذَكَرَه بقولِه: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا}؛ أيْ: ويَحْصُلُ لكم خَصْلةٌ أُخْرَى تُحِبُّونها، وهي: {نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ} لكمْ على الأعداءِ، يَحْصُلُ بهِ العِزُّ والفرَحُ.
{وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} تَتَّسِعُ به دَائرةُ الإسلامِ، ويَحْصُلُ به الرِّزْقُ الواسعُ، فهذا جَزاءُ المُؤمنِينَ المجاهدِينَ.
وأمَّا المؤمنونَ مِن غيرِ أهْلِ الْجِهادِ إذا قامَ غيرُهم بالجهادِ، فلم يُؤَيِّسْهُم اللَّهُ تعالى مِن فَضْلِه وإحسانِه، بل قالَ: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}؛ أيْ: بالثوابِ العاجلِ والآجِلِ؛ كلٌّ على حَسَبِ إيمانِه، وإنْ كانوا لا يَبلُغُونَ مَبْلَغَ المجاهدِينَ في سبيلِ اللَّهِ؛ كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ: ((مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)).
فعَجِبَ لها أبو سعيدٍ الْخُدْرِيُّ رَاوِي الحديثِ، فقالَ: أعِدْها عَلَيَّ يا رسولَ اللَّهِ! فأَعادَها عليهِ ثم قالَ: ((وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)). فقالَ: وما هي يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ((الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)). روَاه مسلِمٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 861]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (13- {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا} أيْ: ولكم خَصلةٌ أُخرى تُعْجِبُكم.
{نَصْرٌ مِّنَ اللهِ} أيْ: هي نَصْرٌ مِن اللهِ لكم.
{وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} يَفتحُه عليكم, يَعني النصْرَ على قُريشٍ وفتْحَ مَكَّةَ. وقالَ عَطاءٌ: يُريدُ فتْحَ فارِسَ والرومِ.
{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} المعنى: بَشِّرْ يا محمَّدُ المؤمنينَ بالنصْرِ والفتْحِ في الدنيا، وبالجنَّةِ في الآخِرَةِ). [زبدة التفسير: 552]



* للاستزادة ينظر: هنا

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسير, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir