دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > كشف الشبهات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 شوال 1429هـ/29-10-2008م, 01:15 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي مقدمة

مقدمة الشيخ: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم للكتاب الذي جمعه من تقريرات شيخه محمد بن إبراهيم آل الشيخ على كشف الشبهات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على عبده ورسوله
محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فهذا شرح لكتاب (كشف الشبهات) للشيخ محمد بن عبد الوهاب - قدس الله روحه - جمعته من تقريرات شيخنا الشيخ/ محمد بن إبراهيم رحمه الله، كتبتها حال إلقائه الدروس في مسجده، وفي بيته، من عام ستة وستين وثلاثمائة وألف إلى عام اثنين وسبعين وثلاثمائة وألف هجرية.

وقد تكررت كتاباتي لهذا الشرح ست مرات، أكتب لفظه من فيه في حينه حرصاً على تقييد الفوائد، ومحافظة على أمانة النقل، وإن كان الثقات من العلماء يقتنعون بالنقل عن مشايخهم سماعاً ويحدثون به، كما يقول ابن القيم أحياناً: (وسمعت شيخنا أو شيخ الإسلام ابن تيمية يقول) وكما يذكره الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري - رحمه الله - عن مشايخه بلفظ: (تقرير) وغيرهما.
وهذه التقريرات التي سمعتها منه وسجلتها في دفاتري كمَّلتُ بعضها ببعض ورتبتها، فتحصَّل منها شرح واف بالمقصود، موجز سهل العبارة، ولله الحمد والمنة.
ووضعت عناوين في الهامش للشُّبه وأجوبتها، لتسهِّل فهم الكتاب، وجعلت المتن في أعلى كل صفحة، وفصلت بين المتن والشرح، وأعدت فقرات المتن مع الشرح؛ ليكون أوضح من وضعه بصفة تعليق، وذكرت بعض من روى الأحاديث، خرجت الآيات، ونبهت على ما يشكل أو يحتاج إلى توضيح.
وقدمت للكتاب بمقدمة وصفت فيها طريقة الشيخ محمد بن إبراهيم في افتتاح الدروس، وبينت حرصه على تعليم التوحيد، وحث الطلاب على تعلمه، وذكرت الفرق بين دين قريش ودين محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ذكرت موضوع الكتاب، ثم نص الشُّبه وملخص الجواب عنها.
طريقة الشيخ في افتتاح الدروس:
(الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، قال رحمه الله تعالى).
كان شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - يستفتح الدروس في هذا الكتاب وغيره بهذه العبارة التي فيها الثناء على الله سبحانه، والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم يترحم على المؤلفين.
وكذلك الطلاب يستفتحون قراءتهم عليه في المختصرات - المتون - والمطولات، كتب الحديث والتفسير والعقائد والفقه والنحو وغيرها بهذه العبارة.

يجمعون بين الصلاة والسلام على آله وأصحابه تبعاً للصلاة والسلام عليه؛ لا يقتصرون على الصلاة والسلام على (آله) دون (أصحابه).
وإذا تلوا نص الأحاديث اقتصروا على الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، كما هما موجودان في كتب الحديث، ومؤلفات العلماء المعروفين باتباع طريقة أهل السنة والجماعة.

وقد نبَّهنا شيخنا - رحمه الله - في تقريراته - وكما يذكر ذلك غيره - على سر الجمع بين الصلاة والسلام على آله وأصحابه؛ بأن ذلك تأكيداً لعقيدة أهل السنة والجماعة في معرفة حقوقهم وفضائلهم ومحبتهم، وبراءةً من البدعتين الذميمتين بدعة (النواصب) وبدعة (الروافض) حيث كان الاقتصار على الصلاة والسلام على (آله) دون أصحابه شعاراً للروافض ودعاية لعقيدتهم، هذا بقطع النظر عما يعنون (بآله)!
ولم نسمع منه - رحمه الله - في الدروس، ولا في الخطب، ولا غيرها، بعد ذكر (آله) عبارة (الطيبين الطاهرين)؛ لأن هذه العبارة خبر عن طهارتهم، والآية والحديث الواردان في ذلك فيهما الأمر لهم، وفرق بين الأمر والخبر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (منهاج السنة): والله لم يخبر أنه طهر جميع أهل البيت وأذهب عنهم الرجس، فإن هذا من الكذب على الله، كيف ونحن نعلم أن من بني هاشم من ليس بمطهر، ولأنه قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: 33] ففيه أنه يحب ذلك ويرضاه لكم ويأمركم به، فمن فعله حصل له هذا المراد المحبوب، ومن لم يفعله لم يحصل له ذلك.
وقال في موضع آخر: قوله صلى الله عليه وسلم:((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً)) دليل على أنه لم يخبر بوقوع ذلك، فإنه لو كان وقع، لكان يثني على الله بوقوعه، ويشكره على ذلك، لا يقتصر على مجرد الدعاء، ولأنه قال في الدعاء لنفسه والأمة تبع له:((اللهم طهرني من الذنوب والخطايا)).
حرصه على تعليم التوحيد، وحث الطلاب على تعلمه:
قال شيخنا رحمه الله: لا يُزهدُ في التوحيد، فإن بالزهد فيه يوقع في ضده، وما هلك من هلك ممن يدعي الإسلام إلا بعدم إعطائه حقه ومعرفته حق المعرفة، وظنوا أنه يكفي الاسم والشهادتان [لفظاً]، ولم ينظروا ما ينافيه، وما ينافي كماله، هل هو موجود أو مفقود؟!

قال: ومما يذكر عن المؤلف -رحمه الله - أنه قال يوماً: يُذكر البارحة أنه وجد رجل على أمه يجامعها، فاستعظم المحضر ذلك وضجوا منه رأوا أنه منكر كبير - وهو كبير -.
ثم قال لهم مرة أخرى: واحد أصيب بمرض شديد، فقيل له: اذبح (دييك) لفلان (ولي) فلم يستعظموه.
ثم بيَّن لهم أن الأول فاحشة يبقى معها التوحيد، والآخر ينافي التوحيد كله، وهذا لم يستعظموه مثل ذاك، وهذا هو الواقع من أكثر الناس، فإن النفوس تستبشع أشياء أعظم من استبشاعها ما هو من ضد التوحيد.
ولما ذكر المؤلف قصة بني اسرائيل الذين قالوا: {اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138] وقصة الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط، قال: (ولكن هذه القصة تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك وهو لا يدري، وتفيد أن قول الجاهل: (التوحيد فهمناه) أن هذا من أكبر الجهل ومكائد الشيطان).
قال شيخنا: إذ كان السائل في القصة الأولى مع نبي وهو موسى وهم أوسع علماً منه، والسائل في القصة الثانية مع نبي، وهم أعلم وأقدم فضيلة استحسنوا ذلك ظنا منهم أن الله يحبه وأنه من العبادات التي يتقرب بها إلى الله.
وهذه الكلمة (التوحيد فهمناه)قد صدرت من بعض الطلبة، لما كثر التدريس في التوحيد، متنه أو كتب نحوه، سئموا وأرادوا القراءة في كتب أخرى، وقيل: إنها صدرت من المراسلين.
دين قريش ودين محمد صلى الله عليه وسلم
عقيدة المشركين ودينهم:
قريش أناس يتعبدون، ويحجون، ويعتمرون، ويتصدقون، ويصلون الرحم، ويكرمون الضيف، ويذكرون الله كثيراً، ويعترفون أن الله وحده هو المتفرد بالخلق والتدبير، ويخلصون لله العبادة في الشدائد، ولكنهم يتخذون وسائط بينهم وبين الله يدعونهم، ويذبحون لهم، وينذرون لهم، ويستغيثون بهم، ليشفعوا لهم، ويسألوا الله لهم، زعماً منهم أنهم أقرب منهم إلى الله وسيلة.

فبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم عليه السلام ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله، وأن فعلهم هذا أفسدَ جميعَ ما هم عليه من العبادات، وصاروا بذلك كفاراً مرتدين حلال الدم والمال، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليكون الدعاء كله لله، والذبح كله لله، والنذر كله لله، والاستغاثة كلها بالله، وجميع أنواع العبادة كلها لله.
وانتقد المؤلف والشارح - رحمهما الله -من يدعي الإسلام، بل يدعي العلم، بل يدعي الإمامة في الدين وهو لا يعرف من كلمة (لا إله إلا الله) إلا مجرد التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني، وأن الحاذق منهم الذي يرى أن المراد شيء آخر غير اللفظ، يخطئ المعنى المراد ولا يعرفه، يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله، ولا يدبر الأمر إلا الله، فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بأصل الإسلام، هذا أجهل من أبي جهل وأضرابه.

قلت: وسمعت أحد هؤلاء يشرح حديثاً يروى في فضل ليلة النصف من شعبان ونصه: ((إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)).
ففسر المشرك: بأنه الشخص إذا أتى إلى صاحب القبر وسجد له، وسأله جلب نفع، أو كشف ضر، فهذا هو الشرك.
وقال الشارح أيضاً: كثير ممن ينتسب إلى الإسلام من هذه الأمة ليسوا على الدين، إنما معهم اسمه فقط، ولا يعرفون شرك الأولين، وشرك أهل هذا الزمان، ولو عرفوه لوجدوه هو هو؛ بل شرك مشركي هذه الأزمنة أعظم بكثير.
وقال المؤلف والشارح في آخر الكتاب: كثير من الناس إذا بُيِّن له أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، قالوا: هذا حق، وهذا الذي ندين الله به؛ ولكن لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم، وغير ذلك من الأعذار، ما جهلوا ذلك ولا جحدوه؛ لكن آثروا العاجل والحطام على الآجل، والعياذ بالله.
هذا من أسباب بقاء كثير على الشرك.
ومن أسباب بقاء عامتهم على الشرك: أن كثيراً ممن يدعي العلم والإمامة في الدين منهم، يشارك عبَّاد القبور في عباداتهم واحتفالاتهم، ويأكل من نذورهم، وإذا شدد الإنكار عليه، وانقطعت حجته، قال: (هذه مظاهر الكفر) وهذه الكلمة تخفي تحتها أن عقائدهم في التوحيد صحيحة سليمة.
ويعتذر بعضهم عن عامتهم: بأنهم جهال، أو خرافيون، أو صوفية، أو ما قصدوا بعبادة أصحاب القبور إلا الله، فلا يخرجون من دائرة الإسلام بهذه الأفعال، وأشباه هذه العبارات التي فيها التهوين من شأن الشرك أو تسويغه.
لم يصرح لهم بالتوحيد الذي بعث الله به الرسل، ولا بأن ما يفعلونه مثل ما كان يفعل عند اللات والعزى وهبل، بل أعظم، حتى إن بعضهم يحلف بالله كاذباً ولا يحلف بمعبوده إن كان كاذباً، بل إن بعض من ينتسب إلى الإسلام بدلاً من أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله ينشدون:
أشهد أن لا إله إلا حيدرة الأنزع البطين
وإذا أضيف إلى ذلك الشهادة لهم بالإسلام بموجب البطاقة (الهوية) أو بأن آباءهم كانوا مسلمين، أو أن بلدانهم كانت إسلامية، وأدخلوا في تعداد المسلمين، فمتى يقلع هؤلاء عن دعاء الأموات، والطواف بقبورهم، والعكوف عندها، وبناء المساجد عليها، والذبح والنذر لها، وسؤال أصحابها العون والمدد، وغير ذلك من الشركيات والبدعيات، التي الإسلام والمسلمون حقاً براء منها ومن أهلها؟
ومتى يدخلون في الإسلام المبني على خمسة أركان، ويسلم البعض الآخر من الإلحاد في الدين، واتباع طريقة العلمانيين (اللادينيين)؟ ومتى تصحح عقائد الناشئين، ويعرفون الفرق بين دين المرسلين ودين المشركين؟

ومن يتحمل إثم الأريسيين؟!
موضوع كتاب (كشف الشبهات) للشيخ محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه:
أما موضوعه: فقد عبر عنه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بقوله:

(هذا الكتاب جواب لشبه اعترض بها بعض المنتسبين للعلم في زمانه عليه؛ فإن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لما تصدى لبيان التوحيد، والدعوة إليه، وتفصيل أنواعه، والموالاة والمعاداة فيه، ومصادمة من ضاده، وكشف شُبه من شَبَّه عليه - وإن كانت أوهى من خيط العنكبوت، وبيَّن ما عليه الكثير من الشرك الأكبر - اعترض عليه بعض الجهلة المتمعلمين، أزَّهم إبليس فجمعوا شبهاً شبَّهوا بها على الناس، وزعموا أن الشيخ رحمه الله يكفر المسلمين وحاشاه ذلك؛ بل لا يكفر إلا من عمل مكفراً، وقامت عليه الحجة، فأجابهم المصنف بهذا الكتاب، وكشف شبههم بما تطمئن به الألباب، من نصوص السنة والكتاب، وما يميز به المنصف ما عليه الشيخ وأتباعه وما عليه أولئك.
وقدم مقدمة في بيان حقيقة دين المرسلين وما دعوا إليه، وحقيقة دين المشركين وما كانوا عليه، وبين أن مشركي زمانه هم أتباع دين المشركين) ا.هـ.

ملخص الشبهات وأجوبتها:
هذه (الشبه) أجاب المصنف عنها بجواب مجمل، ومثل لذلك بآية:

{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]، وأن الشفاعة حق، والأنبياء لهم جاه عند الله.
ثم أجاب عن كل شبهة بجواب يخصها أو جوابين أو أكثر.
الشبهة الأولى:أن من أقر بتوحيد الربوبية - أنه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الأمر إلا الله -، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلاً عن عبد القادر أو غيره - وإنما قصد من الصالحين الجاه والشفاعة، فليس بمشرك.
والجواب: أن الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بما ذكرت، وإنما أرادوا مثل ما أردت.
الشبهة الثانية:قوله: إن الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام، ونحن لا نعبد الأصنام.
الجواب: أن الكفار: منهم: من يعبد الأصنام.
ومنهم: من يعبد الأولياء.
ومنهم: من يدعوعيسى ابن مريم وأمه.
ومنهم: من يعبد الملائكة.
ولا فرق بين المعبودات، فالكل شرك، والكل مشركون، كفَّر الله من يعبد الأصنام، وكفَّر من يعبد الصالحين والملائكة.
الشبهة الثالثة:أن طلب الشفاعة منهم ليس بشرك.
والجواب:أن هذا هو قول الكفار سواء بسواء {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] ليس لهم قصد إلا شيء واحد وهو طلب الشفاعة من رب الجميع، وأنه كفَّرهم بذلك.
الشبهة الرابعة:نفيهم عبادة الصالحين مع أنهم يدعونهم، أو يذبحون لهم، ويقرون بأن هذا عبادة،وأن المشركين الأولين هكذا كانت عبادتهم، وإن أنكروا أن هذا عبادة أو جهلوا فهذه الآيات والأحاديث تبين ذلك.
الشبهة الخامسة:أن من ينكر طلب الشفاعة من الرسول والصالحين فهو منكر لشفاعة الرسول، ومتنقص للأولياء.
والجواب:أن الأمر بالعكس؛ فإن الشفاعة ملك لله، ولا تكون إلا من بعد إذنه، ولا يأذن الله إلا لأهل التوحيد، وأن طلبها من غير الله شرك، وهو سبب حرمانها.
الشبهة السادسة:أن النبي صلى الله عليه وسلم أُعطي الشفاعة، وأنها تطلب منه.
والجواب:أن إعطاءه الشفاعة إعطاءً مقيداً لا مطلقاً، وشفاعته للعصاة لا للمشركين، وأيضاً الشفاعة أعطيها غير الرسول، فلا يدل على أنه يعطيها من سألها، ولا أنها تطلب منه.
الشبهة السابعة: أن الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك، فليس مشركاً.
الجواب بالتحدي: يسأل عن الشرك ما هو؟ وعن عبادة الله ما هي؟ فإنه لا يدري ما هو التوحيد، ولا ماهو الشرك الذي وقع فيه.
الشبهة الثامنة: قوله:الشرك عبادة الأصنام، ونحن لا نعبد الأصنام.
فيقال له:هل هم يعتقدون أنها تخلق وترزق؟
وإن قال:هو من قصد خشبة أو حجراً أو بنية على قبر أو غيره، يدعونه ويذبحون له، يقولون: إنه يقربنا إلى الله زلفى، ويدفع الله عنا ببركته.
فهذا تفسير صحيح لعبادة الأصنام وهو فعلكم بعينه، مع أن الشرك ليس مخصوصاً بعبادة الأصنام.
الشبهة التاسعة:قولهم: إنكم تكفِّرون المسلمين - تجعلوننا مثل المشركين الأولين، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ونصدِّق بالبعث، ونصلي ونصوم ونحج ونعتمر - وهم بالعكس - كيف تجعلون من كان معه هذه الخصال وهذه الفروق كمن ليس فيه منها شيء.
وقد أجاب عنها بتسعة أجوبة بيَّن فيها أن هذه الفروق غير مؤثرة بالكتاب والسنة والإجماع، بل هذه الخصال والفروق مما يتغلظ بها كفرهم.
من وُجد منه مكفربأن صدَّق الرسول في شيء وكذَّبه في شيء، أو رفع المخلوق في رتبة الخالق، أو غلا في أحد من الصالحين فادعى فيه الألوهية، أو خالف الشريعة في أشياء مثل استحلال نكاح الأختين، أو وجد منه نوع من أنواع الردة، أو استهزأ بالله أو آياته، فهو مرتد، ليس من شرط الردة أن يجمع أطراف الردة، أو يجمع الشركيات، أو أن رب العالمين ومعبوده واحد في جميع ما يستحق.
فإن الردة ردتان:
-ردة مطلقة، وهي الرجوع عما جاء به الرسول جملة.
والثانية:أن يكفر ببعض ما جاء به الرسول.
الشبهة العاشرة:أن من قال: لا إله إلا الله لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل،
واستدلوا بأحاديث.
والجواب:أنها لا تدل على ما زعم المشبه، من أن مجرد قول لا إله إلا الله يمنع من التكفير، بل يقولها ناس كثير وهم كفار؛ إما لعدم العلم بمعناها، أو عدم العمل بمقتضاها، أو وجود ما ينافيها، ومثَّل ذلك بأن اليهود يقولونها، وأصحاب مسيلمة الذين قاتلهم الصحابة، وكذلك الذين حرقهم علي رضي الله عنه، فقولها باللسان لا يكفي في عصمة الدم والمال.
الشبهة الحادية عشرة:قولهم: إن الاستغاثة بغير الله ليست شركاً لجواز الاستغاثة بالأنبياء يوم القيامة، وقد بين المؤلف جهلهم حيث لم يفرقوا بين الاستغاثتين.
الشبهة الثانية عشرة:استدلالهم على أن الاستغاثة بالأموات والغائبين ليست شركاً بعرضها على إبراهيم من جبريل.
والجواب:أن هذه الاستغاثة جنس وتلك جنس آخر، فمن سوى بينهما فقد سوى بين المتباينين.
الخاتمة:في بيان أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً.
هذا والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.

محمد بن عبد الرحمن بن قاسم
24/ 4/ 1417هـ


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقدمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir