الشرح الصوتي للشيخ عبد الباسط هاشم حفظه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه، وبعد فهذا هو الشريط الثاني نتابع فيه تسجيل شرح المقدمه المسماة بالجزرية في فن التجويد. تأليف الإمام العالم العامل محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الدمشقي رضي الله تبارك وتعالى عنه , شرح وتحقيق الفقير إلى ربه/ عبد الباسط حامد محمد وشهرته عبد الباسط هاشم فنقول وبالله التوفيق.
قال الناظم:
والأخذ بالتجويد حتم لازم = من لم يجوَّد القرآن آثم
حتم: أي واجب , ولازم تأكيد لهذا الحتم أو حتم تأكيد للازم , (من لم يجوَّد القرآن آثم) وقد سبق أن قلنا أن هذه الحتمية على من فسدت قراءته؛ لذا فقد نسبه إلى الإثم، فقال: (من لم يجوَّد القرآن آثم).
وقوله: (لأنه به الإله أنزلا) أي أن الله تعالى أنزل القرآن مجوداً مرتلاً ولذا قال لنبيه:{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} ولم يقل فاتبع قراءته. وقال:{ ولا تعجل بالقرآن} ولم يقل: ولا تعجل بالقراءة وقال: {وإنك لتلُقى القرآن}. فالقرآن إذن نزل من عند الله تبارك وتعالى مجوداً محكماً مرتلاً، وهكذا منه إلينا وصل، فمن قرأ القرآن قراءة مخلة بالمعنى أو الإعراب فهو آثم وصلاته باطلة، قال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلاً} أي: ائت به على تؤدة مبينَّة حروفه تامة وقوفه، وأكد المصدر تعظيماً لشأنه وترغيباً في ثوابه. وأي قارئ ترك ذلك دخل في حيزِّ الخبر: ((رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه)).
قال الناظم:
*وهو أيضاً حلية التلاوة *
أي التجويد ,
*وزينة الأداء والقراءة *
والفرق بين الثلاثة أن التلاوة قراءة القرآن متتابعاً كالأوراد والأسباع والدراسة والأداء , والأداء هو الأخذ على الشيوخ , والقراءة تطلق عليهما فهي أعم منهما , ومراتب التجويد ثلاثة: ترتيل , وتدوير , وحدر.
فالترتيل: هو التأني بالتلاوة، كما نسمعه في الإذاعات والحفلات.
والتدوير: هو ما نسميه اصطلاحاً بيننا بالمرتل.
والحدر: أسرع منه بقليل.
وهناك مرتبة رابعة، وهي الهذرمة , والقراءة بها محرمة، إلا في النفس للمذاكرة خوف النسيان.
قال الناظم:
وهو _أي التجويد -إعطاء الحروف حقها , بتوفية صفاتها وإخراجها من مخرجها.
وقوله:
*وردكل واحد لأصله *
أي: لمخرجه.
وقوله:
*واللفظ في نظيره كمثله *
أي: إن تلفظت بمثل الحرف السابق فاللاحق مثله , فإن كان الأول مرققاً رققت الثاني أو مفخماً فخمت الثاني لتكون القراءة على نسق واحد.
وقوله:
*مكملاً من غير ما تكلف *
أي: لا تنطع في القراءة ولا تقعر , ولذا قال:
*باللطف في النطق بلا تعسف *
فليحترز في الترتيل على التمطيط وفي الحدر عن الإدماج , إذ القراءة كما قال أشياخنا كالبياض، إن قل صار سمرة وإن زاد صار برصا. قال صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر))، ويعني بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم التغالي في القراءة والتنطع وزيادة المدود وإخضاع القرآن للموسيقى، فإذا كانت الموسيقى هي الخاضعة للقرآن فلا بأس لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن).
وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على باب أبي موسى الأشعري ليلة، فلما صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح قال له: ((يا أبا موسى لقد وقفت على بابك أستمع إلى قراءتك وحسن صوتك لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود)) فقال أبو موسى: بأبي أنت وأمي يارسول الله لو علمت بوقوفك لحبرته لك تحبيراً. أي لحسنت صوتي أحسن وأحسن.
فدل على أن الصوت الجميل، والموسيقى السمحة الطيبة التي لا تجحف بالقرآن مستحبة، ثم يقول رسول الله: ((فإنه سيجيء أقوام من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم , مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم)). أعاذنا الله من ذلك بمنه إن شاء الله.
والفيصل في ذلك أن القارئ إذا كان على علم بالموسيقى، وتعمد القراءة بمقام ما من مقامات الموسيقى فإن كان متعمداً لذلك مع المحافظة على القرآن كره له ذلك تنزيهاً، وإن تجاوز في التلاوة ومطط وزاد في المدود حرم ذلك ودخل في دائرة من يلعنه القرآن والعياذ بالله, والمراد بالذين لا يجاوز حناجرهم من لا يعملون به ولا يتدبرونه قال تعالى:{ كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}.
قال الناظم:
*وليس بينه وبين تركه *
أي: التجويد , فرق
* إلا رياضة امرئ بفكه *
يعني بين صحة القراءة وعدمها رياضة الفم , وكل ما مضى حتى الآن إنما هو بيان لمخارج الحروف وصفاتها وفضل التجويد وثوابه , وسبق أن نبهت في أول كلامي في هذا الشرح أني أعوِّل على صحة التلاوة وأحكامها، ويلزم من ذلك ذكر ما لم يذكره الإمام ابن الجزري فأقول وبالله التوفيق:
الباب الأول
في الاستعاذة وأحكامها
وأتكلم أولاً: في حكمها.
ثانياً: في صيغها.
ثالثاً: في شروط الجهر بها.
رابعاً: في وجوهها مع البسملة والمبدوء به وتسمى بأوجه الاستفتاح.
خامساً: في كيفية النطق بها.
فأقول وبالله التوفيق:
أما حكمها فالمتفق عليه أنها مندوبة، وقال فقهاء الظاهرية وعلماؤهم أنها واجبة لقول الله تبارك وتعالى في سورة النحل: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} جعلوا الأمر للوجوب قلنا: لو كانت واجبة لكتبت في المصحف ولو مرة , ولم يكن ذلك فدل على أن الأمر للجواز والاستحباب , وقال الإمام النخعي: "بحسب الإنسان أن يتعوذ في عمره مرة".
قلت: يجوز ذلك بالنسبة لهم، أما بالنسبة لنا فلابد من التعوذ في كل لحظة، وقد أوصاني أشياخي أن أتعوذ في أول القراءة وبعد انتهاء القراءة؛ أما في أول القراءة فلئلا يلبِّس الشيطان علي القراءة، وأما بعد القراءة فلئلا أغتر بحسن العمل، وذلك من الشرك الخفي.
وإذا كان الشيطان يوسوس للأنبياء والرسل فلم لا نتحرز منه دائماً وأبداً؟! قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولانبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} إذن فالشيطان لايترك ولياً ولانبياً ولا رسولاً ولا صدِّيقاً، فيستحب دوام التعوذ في كل حال.
وأما صيغها فأفضلها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن زدت تنزيهاً لربك مما صح في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنه هو السميع العليم , أو قلت: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم , أو قلت: أعوذ بالله العظيم ووجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم - جاز ذلك كله إن شاء الله، مادام المصدر في هذا التنزيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة.
قال الإمام ابن الجزري: في طيبته:
وقل أعوذ إن أردت تقرا = كالنحل جهراً لجميع القرا
وإن تغير أو تزد لفظا فلا = تعد الذي قد صح مما نقلا
وقال الإمام الشاطبي:
إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ جهاراً من الشيطان بالله مسجلا
على ما أتى في النحل يسرا وإن تزد = لربك تنزيهاً فلست مجهلا
وقد ذكروا لفظ الرسول فلم يزد = ولو صح هذا النقل لم يبق مجملاً
يريد لوصحت الصيغة التي نزهت بها ربك تبارك وتعالى من سنة رسول الله لم تبق مجملا ولا مفصَّلا في الثناء والمديح والتسبيح والتقديس إلا ذكرته ودعوى أن ذلك شاذ لا يقوم عليها دليل؛ لأن الشاذة هي قراءة لآية من القرآن بقراءة غير متواترة ولا صحيحة , والتعوذ ليس من القرآن بحال. والله أعلم.
والسنة في التعوذ الجهر بشروط أربع:
أولاً: بدء قراءة أو درس.
ثانياً: أن تكون القراءة كلها أو الدرس كله جهري، لا يجهر ببعضه ولا يُسَرُّ ببعضه.
ثالثاً: حضور من يسمع الدرس أو القراءة.
رابعاً: جوازه أي الجهر في النافلة لا في الفريضة.
أما ما سوى ذلك فسراً.
وأوجه التعوذ والبسملة والمبدوء به أربع:
1_ قطع الجميع، كأن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين , كل بنفس.
ثانيا: قطع الأول ووصل الثاني بالثالث هكذا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين.
فالأول بنفس، والثاني والثالث بنفس.
ثالثاً: وصل الأول بالثاني وقطع الثالث، كأن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم - في نفس - الحمد لله رب العالمين , في نفس آخر.
رابعاً: وصل الجميع في نفس هكذا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين , ويسمى بوصل الجميع.
وفي حكمها وأوجه الاستفتاح وشروط الجهر، قال الإمام خلف الحسيني في إتحافه:
إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ = وبالجهر عند الكل في الكل مسجلا
بشرط استماع وابتداء دراسة = ولا مخفياً أو في الصلاة ففصِّلا
ووقف عليه ثم وصل بأربع = لهم واستعذ ندباً أو اوجب ووهِّلا
وقوله: "إذا ما أردت الدهر" أي إذا أردت القراءة طول دهرك.
وقوله: "أو في الصلاة ففصلا" أي: اجهر بالتعوذ في النافلة دون الفريضة.
وقوله: "أو اوجب ووهِّلا " يريد أن الحكم بوجوبها ضعيف , والوهل هو الضعف.
وقد سألت شيخي يوماً أما قال أحد من العلماء قولاً في كيفية النطق بالتعوذ فقال: سمعت الإمام المتولي يقول:
ورقق الهمزة من أعوذ = وعين العين فذا مجذوذ
وشنشن الشين من الشيطان = وفخم الطاء أخا العرفان
هذا وتستحب الاستعاذة عند أي عمل، فعند لبس الثوب، ودخول الحمام ودخول المسجد، وقرب الأهل. كل ذلك يستحب فيه التعوذ، والله تعالى أعلم.
المبحث الثاني في أحكام البسملة: ونتكلم:
أولاً: على أحكامها.
ثانياً: على وجوهها ما بين السورتين.
ثالثاً: كلمة في التنكيس وأحواله.
رابعاً: في حكم ما بين آخر الأنفال والتوبة.
فنقول وبالله التوفيق: للبسملة أربعة أحكام:
الوجوب والجواز والحرمة والكراهة.
أما الوجوب فهي واجبة عند من روايته البسملة في أول كل سورة قولاً واحداً. قال الإمام الشاطبي:
*ولابد منها في ابتدائك سورة *
وقال ابن الجزري في الطيبة:
* وفي ابتدا السورة كل بسملا *
وأما الجواز فتجوز في أثناء السور من آيات وأرباع وأعشار. قال الإمام الشاطبي:
*وفي الأجزاء خير من تلا *
وقال ابن الجزرى:"ووسطا خيِّر".
وأما حرمتها فتحرم في أول براءة؛ لنزول السورة بالسيف قال الإمام الشاطبي:
ومهما تصلها أوبدأت براءة = لتنزيلها بالسيف لست مبسملا
وقال ابن الجزري " وفي ابتدا السورة كل بسملا سوى براءة".
وتحرم أيضاً إن وصلتها بآخر سورة ووقفت عليها، كأن قلت: { واتقوا الله لعلكم تفلحون }بسم الله الرحمن الرحيم. فهذا حرام لأنك نقلت البسملة إلى آخر السورة مع أنها من أول التي تليها.
قال ابن الجزري:
ومهما تصلها مع أواخر السور = فلا تقف وغيره لا يحتَجَرْ
وقال الإمام الشاطبي:
ومهما تصلها مع أواخر سورة = فلا تقفنَّ الدهر فيها فتثقلا
أي: إياك طول دهرك أن تصل البسملة بآخر سورة وتقف، فتكون سمجاً ثقيلاً.
وأما الكراهة فوصل البسملة بما ينافي معناها، كأن تقول: بسم الله الرحمن الرحيم{ الذين كفروا} , أو تقول: { فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} بسم الله الرحمن الرحيم {الذين كفروا}، أو تقول: بسم الله الرحمن الرحيم {ويل} , أو بسم الله الرحمن الرحيم{نمتعهم قليلاً}...وما إلى ذلك , فلا توصل البسملة بما ينافيها.
وأما وجوه ما بين السورتين فثلاثة:
أولاً: قطع الجميع , كأن تقول:{فانصرنا على القوم الكافرين}بسم الله الرحمن الرحيم {الم}كل بنفس.
ثانياً: قطع الأول ووصل الثاني بالثالث، كأن تقول:{ فانصرنا على القوم الكافرين}وتتنفس بسم الله الرحمن الرحيم {الم}.
ثالثاً: وصل الجميع بشرط أن يكون المنتهي والمبتدأ به لائق بالبسملة حالاً ومقاماً كأن تقول: {فانصرنا على القوم الكافرين} بسم الله الرحمن الرحيم {آلم}.
والسنة المتبعة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كان يختار قطع الجميع في التعوذ والبسملة معاً.
أما وصل الأول بالثاني والوقف عليه فهو ممنوع كما تقدم. وليس في التحتي تنكيس فلا يضر وصل آخر البقرة مثلاً بأول مريم.
والتنكيس أربع أنواع:
الأول: مكروه كراهة تنزيهية , وهو وصل السورة بالتي فوقها , والكراهة التنزيهية هي ما يسميه الفقهاء بخلاف الأولى، وإن نقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالنساء ثم بالبقرة ثم بآل عمران فهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم أو ليدل على أن ذلك لا وزر فيه.
والنوع الثاني من التنكيس هو المكروه كراهة تحريمية، وهو تلاوة آيات متفرقات آية من هنا وآية من هنا وآية من هنا كأن يقول: {إن الله اصطفىآدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} {وسارعوا إلىمغفرة من ربكم} {واذكر في الكتاب مريم}...وهكذا زاعماً أنه يتلو قرآناً، فهذا مكروه كراهة تحريمية، إلا إن كان في مجلس علْم لزم منه سرد آيات لبيان موضوع درسه فمثل هذا يتجاوز عنه إن شاء الله.
النوع الثالث: من أنواع التنكيس وهو الحرام، وهو تلاوة الآيات منكوسة كأن يتلو آية ثم التي قبلها ثم التي قبلها مثال ذلك أن يقول: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين} {الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} { أولئك هم الوارثون} والعياذ بالله من ذلك , فهذا حرام مطلقاً.
والنوع الرابع: هو الكفر بعينه , وهو أن يجعل أول الآية آخرها وآخرها أولها فذاك كفر والعياذ بالله إن تعمده.
هذا ما قاله العلماء فى التنكيس.
وبين الأنفال والتوبة ثلاثة أوجه:
أولاً: الوقف.
ثانياً: الوصل.
ثالثاً: السكت.
فالوقف أن يقول:{إن الله بكل شيء عليم} {براءة من الله ورسوله} متنفساً بينهما.
والوصل أن يقول: {إن الله بكل شيء عليم } {براءة من الله ورسوله}.
والسكت أن يسكت على اسمه عليم بأي وجه من وجوه العارض الآتية بلا تنفس، مقدار حركتين مستأنفاً براءة هكذا:{إن الله بكل شيء عليم} { براءة من الله ورسوله}.
قال الإمام الحسيني في إتحافه:
وللكل قف صل في عليم براءة أو اسكت = وبين الناس والحمد بسملا
ومعنى قوله:
* وبين الناس والحمد بسملا *
أن الذي يقرأ بقراءة أو رواية ليس فيها التسوية بين السورتين، يجب عليه أن يبسمل ما بين آخر الناس وأول الفاتحة؛ لأنها ختمة جديدة ويجب على القارئ أن يكون حصيفا ذا إحساس راق , وقد قلنا أن البسملة تستحب في أثناء السور فيجوز للقارئ أن يتعوذ دون أن يبسمل، مادام لا ينوي قراءة سورة من أولها، فيقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وسيق الذين...
الوجــة الثـانــي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وسيق الذين اتقوا ربهم} وهكذا في أي سورة مادام لا ينوي قراءتها من أولها، وعليه فوصل التعوذ بما بعده في نفَس واحد جائز، إلا إن أخلَّ بالمعنى، كأن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {قل هو القادر}، أو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إليه يرد علم الساعة} ومثل ذلك كثير، وهو حرام. فليحترز القارئ من ذلك كله.
هذا ما أحاط به عقل الفقير في الكلام على البسملة والله تعالى أعلم.
ولم يذكر إمامنا هذا الكلام في المقدمة، فأردت ذكره كما أريد أن يكون شرحي هذا إن شاء الله يستغنى به عن كل ماسواه، ولا يستغنى عنه طالب لذا أرتب الأحكام كما تعلمتها من أشياخي، بغض النظر عن التقديم والتأخير في المقدمة، وعلى هذا سأذكر ما ذكره شيخنا في المقدمة ومالم يذكره أيضاً.
_____________________________
* نص الآية الصحيح (فإذا ) وليس وإذا , الآية سورة النحل رقم 98