دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > كشف الشبهات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو القعدة 1429هـ/31-10-2008م, 01:09 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي لا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما يدحضها ويبطلها

وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِكِتَابِهِ الَّذي جَعَلَهُ:

{تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النَّحل: 89].
فَلا يَأتي صَاحِبُ بَاطِلٍ بِحُجَّةٍ إِلاَّ وَفي القُرْآنِ ما يَنْقُضُها وَيُبَيِّنُ بُطْلانَهَا، كَما قالَ تَعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان: 33].
قَالَ بَعْضُ المُفَسِّرينَ: هَذِهِ الآيَةُ عَامَّةٌ في كُلِّ حُجَّةٍ يَأتي بِها أَهْلُ البَاطِلِ إِلى يَوْمِ القِيَامةِ.


  #2  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 07:14 PM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي شرح سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ

(1) (وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِكِتَابِهِ) الذِي هو السِّلاَحُ كُلُّ السِّلاَحِ الأَعْظَمِ {الَّذِي جَعَلَهُ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وبُشْرَى للمُسْلِمِينَ}.

(2) (فَلاَ يَأْتِي صَاحِبُ بَاطِلٍ بِحُجَّةٍ) كَائِنَةٍ مَا كَانَتْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ (إِلاَّ وَفي القُرْآنِ مَا يَنْقُضُهَا ويُبَيِّنُ بُطْلاَنَهَا) يَعْرِفُ ذَلِكَ مَن يَعْرِفُهُ، ويُوَفَّقُ لَهُ مَن يُوَفَّقُ، وَيَجْهَلُ ذَلِكَ مَن يَجْهَلُهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ} أي: بِحُجَّةٍ أو شُبْهَةٍِ، وهذه نَكِرَةٌ في سِيَاقِ النَّفْيِ، فَشَمِلَ جَمِيعَ مَا يُؤْتَى بِهِ {إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} فالقُرْآنُ كَفِيلٌ بِذَلِكَ (قَالَ بَعْضُ المُفَسِّرِينَ: هَذِهِ الآيَةُ عَامَّةٌ في كُلِّ حُجَّةٍ يَأْتِي بِهَا أَهْلُ البَاطِلِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) ولَكِنْ قَدْ يُؤْتَى الإِنْسَانُ مِن عَدَمِ الفَهْمِ لَهُ أَوْ عَدَمِ الاعْتِنَاءِ بِهِ.
وَقَدْ الْتَزَمَ بَعْضُ العُلَمَاءِ؛ وهو شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ أَنْ لاَ يَحْتَجَّ مُبْطِلٌ بِآيَةٍ أو حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَلَى بَاطِلِهِ إِلاَّ وفي ذلك الدَّلِيلِ مَا يَدُلُّ عَلَى نَقْضِهِ، وذَكَرَ لِذَلِكَ أَمْثِلَةً: مِنْهَا آيَةُ: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}و{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.


  #3  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 07:16 PM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

(1) مَنَّ اللهُ علينا بِكتابِهِ العزِيزِ الَّذي {لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فُصِّلَتْ: 42]، وجَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وتعالى تِبْيانًا، أيْ: مُبَيِّنًا لكلِّ شيءٍ يَحْتاجُهُ النَّاسُ في مَعاشِهم ومَعادِهم، ثمَّ إنَّ تِبْيانَ القرآنِ لِلأشياءِ يَنْقَسِمُ إلى قِسمَيْنِ:

الأوَّلُ:أن يُبَيِّنَ الشَّيءَ بِعينِهِ، مثلَ قولِهِ تَبارَكَ وتعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ} [ المَائِدةُ: 3 ]، وقولِهِ تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23) وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} [ النساءُ: 23، 24 ].
الثَّاني: أنْ يَكونَ التِّبْيانُ بالإِشارةِ إلى مَوْضِعِ الْبَيَانِ، مثلَ قولِهِ تعالى: {وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [ النساءُ: 113 ]، فَأَشارَ اللهُ تعالى إلى الحِكْمةِ الَّتي هيَ السُّنَّةُ، فإنَّها تُبَيِّنُ القرآنَ، وكذلكَ قولُهُ تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[ النحلُ: 43 ]، وأيضًا [ الأنبياءُ: 7 ].
فهذا يُبَيِّنُ أنَّنا نَرْجِعُ في كلِّ شيءٍ إلى أهلِهِ الَّذينَ هُمْ أهلُ الذِّكْرِ بهِ، ولِهذا يُذْكَرُ أنَّ بعضَ أهلِ العِلمِ أَتَاهُ رَجلٌ مِن النَّصَارَى يُرِيدُ الطعْنَ في القرآنِ الكريمِ، وكان في مَطْعَمٍ، فَقَال لهُ هذا النَّصْرانيُّ: أينَ بَيانُ كيفَ يُصْنَعُ هذا الطَّعامُ؟ فَدَعا الرَّجلُ صاحِبَ المَطْعَمِ، وقالَ لهُ: صِفْ لنا كيفَ تَصْنَعُ هذا الطَّعامَ؟ فوَصَفَهُ، فَقالَ: هَكذا جاءَ في القرآنِ، فتَعَجَّبَ النَّصْرانيُّ وقالَ: كيفَ ذلكَ؟ فَقالَ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَقولُ: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [الأنبياءُ: 12]، فبَيَّنَ لنا مِفْتاحَ العِلمِ بالأشياءِ بأنْ نَسْأَلَ أهلَ الذِّكْرِ بها، أيْ: أهلَ العِلمِ بهِ، وهذا مِنْ بَيانِ القرآنِ بلا شَكٍّ، فالإِحالةُ على مَنْ يَحْصُلُ بهم العِلمُ هيَ فَتْحٌ لِلعِلمِ.

(2) لا يَأْتِي مُبْطِلٌ بِحُجَّةٍ على باطِلِهِ إلاَّ وفي القرآنِ ما يُبَيِّنُ هذهِ الحُجَّةَ الباطلةَ، بلْ إنَّ كلَّ صاحِبِ باطِلٍ اسْتَدَلَّ لِباطِلِهِ بِدليلٍ صحيحٍ مِن الكتابِ والسُّنَّةِ فهذا الدَّليلُ يَكونُ دَليلاً عليهِ، كما ذَكَرَ شيخُ الإِسلامِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في مُقَدِّمةِ كِتابِهِ: (دَرْءُ تَعارُضِ النَّقلِ والعقلِ) أنَّهُ ما مِنْ صاحِبِ بِدْعةٍ وباطلٍ يَحْتَجُّ لِباطِلِهِ بشيءٍ مِن الكتابِ أوْ مِن السُّنَّةِ الصَّحيحةِ إلاَّ كان ذلكَ الدَّليلُ دَليلاً عليهِ، وليسَ دَليلاً لهُ.

(3) قالَ المؤلِّفُ رَحِمَهُ اللهُ مُسْتَدِلاًّ على أنَّ الرَّجلَ المُوَحِّدَ ستَكونُ لهُ حُجَّةٌ أَبْلَغُ وأَبْيَنُ مِنْ حُجَّةِ غيرِ المُوَحِّدِ مهْما بَلَغَ مِن الفَصاحةِ والبَيانِ، كما قالَ تعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} أيْ: لا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ يُجَادِلونَكَ بهِ ويَلْبِسُونَ الحقَّ بالباطلِ إلاَّ جِئْناكَ بالحقِّ وأَحْسَنَ تفسيرًا؛ ولِهذا تَجِدُ في القرآنِ كثيرًا ما يُجِيبُ اللهُ تعالى عنْ أسئلةِ هؤلاءِ المُشرِكِينَ وغيرِهم لِيُبَيِّنَ عزَّ وجلَّ للنَّاسِ الحقَّ، وسيَكونُ الحقُّ بَيِّنًا لكلِّ أحدٍ.
ولكنْ ها هُنَا أمْرٌ يَجِبُ التَّفطُّنُ لهُ، وهوَ: أنَّهُ لا يَنْبَغِي للإِنسانِ أن يَدْخُلَ في مُجادَلةِ أحدٍ إلاَّ بعدَ أنْ يَعْرِفَ حُجَّتَهُ، ويَكونَ مُسْتَعِدًّا لِدَحْرِها والجوابِ عنها؛ لأنَّهُ إذا دَخَلَ في غيرِ معرفةٍ صارت العاقبةُ عليهِ، إلاَّ أنْ يَشاءَ اللهُ، كما أنَّ الإِنسانَ لا يَدْخُلُ في مَيْدانِ المعركةِ معَ العَدُوِّ إلاَّ بسلاحٍ وشجاعةٍ.
ثمَّ ذكَرَ المُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللهُ أنَّهُ سيَذْكُرُ في كِتابِهِ هذا كلَّ حُجَّةٍ أتَى بِها المشرِكونَ لِيَحْتَجُّوا بها على شيخِ الإِسلامِ -رَحِمَهُ الله- ويَكْشِفُ هذهِ الشُّبُهاتِ؛ لأنَّها في الحقيقةِ لَيْسَتْ حُجَجًا، ولكنَّها تشبيهٌ وتَلْبِيسٌ (1).


حاشية الشيخ صالح العصيمي:
(1) ومن هنا سمي المأخذ الملتبس شبهة؛ لأنه تشبه بالحق، وإنما يقع الالتباس لشوب الباطل بشيء من الحق يزينه.
قال شيخ الإسلام -كما في (مجموع الفتاوى) (8/37) -: (لا يشتبه على الناس الباطل المحض، بل لا بد أن يشاب بشيء من الحق)


  #4  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 07:17 PM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي شرح فضيلة الشيخ صالح الفوزان

(1) فَكِتَابُ اللهِ مَا تَرَكَ شَيْئًا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِن أُمُورِ دِينِنَا إلاَّ وبَيَّنَه لَنَا، لَكِنْ يَحْتَاجُ منَّا إلى تَفَقُّهٍ وتَعَلُّمٍ ولو كَانَ عِنْدَك سِلاَحٌ، ولَكِنْ لاَ تَعْرِفُ تَشْغِيلَه فإنَّه لاَ يَدْفَعُ عَنْكَ العَدُوَّ، وكَذَلِكَ القُرْآنُ لاَ يَنْفَعُ إِذَا كَانَ مَهْجُورًا.

(2) هَذِه قَاعِدَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ لأَِنَّ اللهَ -جَلَّ وعَلاَ- يَقُولُ عَن القُرْآنِ: {تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ} ويَقُولُ: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} فَلاَ تُوجَدُ شُبْهَةٌ في الدُّنيا، أو باطِلٌ في الدُّنيا يُدْلِي به كَافِرٌ أو مُلْحِدٌ إلاَّ وفي القُرْآنِ مَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، لَكِنْ لاَ يَتَبيَّنُ هَذَا إلاَّ بِمَعْرِفَةِ القُرْآنِ والتَّفَقُّهِ فيه ودِرَاسَتِهِ حَقَّ الدِّرَاسَةِ، حَتَّى يُعْرَفَ مَا فيه مِن الكُنُوزِ، وَمَا فيه مِن السِّلاَحِ، ومَا فِيهِ مِن الذَّخِيرَةِ الَّتِي نُقَاوِمُ بِهَا أَعْدَاءَنَا، فَنُقْبِلُ عَلَى كِتَابِ اللهِ حِفْظًا وتَفَهُّمًا وتِلاَوَةً وتَدَبُّرًا وَعَمَلاً، حَتَّى نَكُونَ مُسَلَّحِينَ بِهَذَا السِّلاَحِ، أمَّا مُجَرَّدُ وُجُودِ القُرْآنِ عِنْدَنَا مِن غَيْرِ أَنْ نَعْتَنِيَ بِهِ ونَدْرُسَهُ فَلاَ يَكْفِي، وأَهْلُ الكِتَابِ ضَلُّوا وكَفَرُوا وعِنْدَهُم التَّورَاةُ والإِنْجِيلُ لَمَّا تَرَكُوا تَعَلُّمَهُمَا والعَمَلَ بِهِمَا.

(3) فَلَيْسَ هَذَا خَاصًّا بالرَّسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وَأَهْلِ زَمَانِهِ مَعَ القُرْآنِ، بَلْ هَذَا عَامٌّ لِكُلِّ أُمَّتِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، لَكِنْ يَحْتَاجُ إِلَى عِنَايَةٍ بالقُرْآنِ، ودِرَاسَةٍ للقُرْآنِ، وتَفَهُّمٍ للقُرْآنِ كَمَا يَنْبَغِي؛ لأَنَّ فِيهِ بَيانَ الحَقِّ والرَدَّ عَلَى أَهْلِ البَاطِلِ.


  #5  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 07:18 PM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي شرح الشيخ صالح آل الشيخ




فقال: (وقد منَّ الله علينا بكتابه الذي جعله الله: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}) هذه الكلمة تأصيل؛ لأن الردود على المشركين وكشف الشبه الأصل فيها كتاب الله جلّ وعلا، كل حجة عندنا فإنما هي في القرآن في هذا الأمر العظيم، أمر التوحيد، ومضادة الشرك وأهله، هي في القرآن، لم؟ لأن القرآن كما قال جلّ وعلا: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} فقوله: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} فما فيه بيانُ كل الأشياء، وأعظم الأشياء حاجة إلى تبيانها مسألة التوحيد والشرك، وبيان التوحيد وبيان الشرك، وهذا هو أعظم ما يحتاج إليه العباد، فكان هذا داخلاً دخولاً أولياً في قوله: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ}.
فإذاً: الرجوع في التبيان والبيان والحجة إلى القرآن،وهذا كما سيأتي في أن كل الحجج إنما هي من القرآن، والسنةُ مبينة للقرآن.
قال: (فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها) وهذا قاعدة عامة في كل شيء، في مسائل العقيدة، والتوحيد، وكل مسألة يحتاج فيها إلى حكم الشرع، فإنها في القرآن، كما قال جل وعلا: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} على أحد وجهي التفسير.
قال: (إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها؛ كما قال تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}) المثل: ليس المراد به ما يسير مسير؛ كما يقال: في الأمثال كذا وكذا، وإنما المثل هو: القول الذي يسير في الناس.
القول إذا كان له حجة، وله مسير في الناس من جهة القناعة به لشبهة فيه قيل له: مثل، ولهذا قال -جل وعلا- هنا: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ} يعني: بحجة باطلة في تحسين الشرك، أو في إيراد الشبه، وأنهم ليسوا بكفار ولا مشركين {إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ} يعني: في رده وبيان بطلانه وبيان الحق في ذلك {وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} وأوضح تبياناً، وأحسن تأويلاً وشرحاً لذلك المثل وللحق الذي فيه؛ لأن القرآن غالب.
(قال بعض المفسرين: هذه الآية عامة في كل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة).


  #6  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 07:19 PM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي العناصر

العناصر :


شرح قول المؤلف: (وقد من الله تعالى علينا بكتابه الذي جعله تبياناً لكل شيء...)
- كمال بيان القرآن
- أقسام البيان في القرآنشرح قوله: (فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها)
تفسير قول الله تعالى: (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً)
- هذه الآية عامة في كل شبهة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة


  #7  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 07:19 PM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي الأسئلة

الأسئلة


س1: فسر باختصار قوله تعالى: {ونزلنا عيك الكتاب تبياناً لكل شيء} وبيّن وجه استدلال المؤلف رحمه الله تعالى به.
س2: فسر باختصار قوله تعالى: {ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} وبيّن وجه استدلال المؤلف به.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, يأتي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir