دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #24  
قديم 7 شوال 1436هـ/23-07-2015م, 05:10 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله آل عثمان
أم عبد الله آل عثمان أم عبد الله آل عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 424
افتراضي فهرسة موضوع:ذكر من جمع القرآن من الصحابة

العناصر:
* معنى حفاظ القرآن
معنى خذوا القرآن من أربعةٍ
كيفية حفظ الصحابة للقرآن
أسماء الصحابة الذين جمعوا القرآن سواء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده:
- من المهاجرين
- من الأنصار
- من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

* الآثار التي وردت في حصر من جمعه كاملًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
- توجيه هذه الآثار والاعتراضات عليها
* ذكر من جمعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم
* ما ورد من الآثار فيمن حفظ بعضه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
* شبهات الملاحدة في كون القرآن محفوظ و الرد عليها:

_________________
* معنى حفاظ القرآن
-أي الذين اشتهروا بحفظ القرآن والتصدي لتعليمه وهذا اللفظ كان في عرف السلف أيضًا لمن تفقه في القرآن
، ذكره ابن حجر
-وقد أخرج أحمد في الزهد من طريق أبي الزاهرية (أن رجلًا أتى أبا الدرداء فقال: إن ابني جمع القرآن، فقال: اللهم غفرًا، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع
)
- معنى خذوا القرآن من أربعةٍ
:
أي تعلموه منهم
، ذكره ابن حجر
* كيفية حفظ الصحابة للقرآن:

- حفظ الصدور تلقيًا من الرسول الكريم-صلى الله عليه وسلم- أو ممن أخذ عنه، أو عرضًا
- حفظه كتابة
من جمع القرآن سواء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده:
ذكرهم الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في أول كتابه "القراءات" ، نقله عنه أبو شامة في المرشد الوجيز، والزركشي)

من المهاجرين

أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، وسعد، وابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص، وأبو هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن السائب: قارئ مكة.
من الأنصار:
أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، ومجمع بن جارية، وأنس بن مالك.
- وكذلك من الأنصار:
أبو زيد، وسعد بن المنذر بن أوس بن زهيرٍ وهو خزرجي أيضًا
- وسعد بن عبيد، وهو من الأوس، قال أبو أحمد العسكري : (لم يجمعه من الأوس غيره)
ذكرهم ابن حجر.


من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم:
عائشة، وحفصة، وأم سلمة
.

* الأحاديث والآثار الواردة في تعيين من جمع القرآن كله من الصحابة رضي الله عنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

أثر أنس بن مالك رضي الله عنه
- عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: (من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟، قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد). أخرجه البخاري، وأبو داود في سننه، ذكره أبو شامة والزركشي، وذكره بنحوه النحاس.
وفي رواية: (مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه)، وفي رواية: (أحد عمومتي)
. أخرجه البخاري،و أبو داود في سننه، ذكره أبو شامة والزركشي.
قال الحافظ البيهقي في "كتاب المدخل": الرواية الأولى أصح
.
- عن قتادة، قال: (سمعت أنسًا يقول: قرأه معاذٌ وأبيّ وسعدٌ، وأبو زيدٍ، قال: قلت: من أبو زيدٍ قال أحد عمومتي على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم)، أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه.

الاختلاف في الحصر بين أبي الدرداء وأبي:
من العلماء من سلك مسلك الترجيح فرجح إحدى الروايتين:
- قال الإسماعيلي: (هذان الحديثان مختلفان ولا يجوزان في الصحيح مع تباينهما بل الصحيح أحدهما).
- وجزم البيهقي بأن ذكر أبي الدرداء وهمٌ والصواب أبي بن كعبٍ.
- وقال الداودي: (لا أرى ذكر أبي الدرداء محفوظًا).
- قال ابن حجر : وقد وقع عن عبد الله بن المثنى وفيه مقالٌ وإن كان عند البخاري مقبولًا لكن لا تعادل روايته رواية قتادة، ويرجح رواية قتادة حديث عمر في ذكر أبي بن كعبٍ وهو خاتمة أحاديث الباب ولعل البخاري أشار بإخراجه إلى ذلك لتصريح عمر بترجيحه في القراءة على غيره.
ومنهم من سلك مسلك الجمع وعدم الترجيح: يعني أن كلًا منهما قد جمعه
- قال ابن حجر في الفتح:
( وقد أشار البخاري إلى عدم الترجيح باستواء الطرفين فطريق قتادة على شرطه وقد وافقه عليها ثمامة في إحدى الروايتين عنه وطريق ثابتٍ أيضًا على شرطه وقد وافقه عليها أيضًا ثمامة في الرواية الأخرى لكن مخرج الرواية عن ثابتٍ وثمامة بموافقته
.
- ويحتمل أن يكون أنسٌ حدث بهذا الحديث في وقتين فذكره مرةً أبي بن كعبٍ ومرةً بدله أبا الدرداء.

* ومن طريق الشعبي قال : (جمع القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستةٌ: منهم أبو الدرداء ومعاذٌ وأبو زيدٍ وزيد بن ثابتٍ)، وهؤلاء الأربعة هم الذين ذكروا في رواية عبد الله بن المثنى وإسناده صحيحٌ مع إرساله ، وقد تبين بهذه الرواية المرسلة قوة رواية عبد الله بن المثنى وأن لروايته أصلًا والله أعلم.
* روى ابن أبي داود من طريق محمد بن كعبٍ القرظي قال: (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسةٌ من الأنصار: معاذ بن جبلٍ وعبادة بن الصامت وأبي بن كعبٍ وأبو الدرداء وأبو أيوب الأنصاري) وإسناده حسنٌ مع إرساله وهو شاهدٌ جيدٌ لحديث عبد الله بن المثنى في ذكر أبي الدرداء وإن خالفه في العدد والمعدود.

تحقيق اسم أبي زيد:
وردت في اسمه أقوال:
( ذكرها ابن حجر في الفتح)
1: سعد بن عبيدٍ ،قاله محمد بن حبيب في المحبر
الاعتراضات على هذا الاسم:

قال ابن حجر:
1-وقوله: (أحد عمومتي) يرد قول من سمى أبا زيدٍ المذكور سعد بن عبيد بن النعمان أحد بني عمرو بن عوفٍ لأن أنسًا خزرجي وسعد بن عبيدٍ أوسي.

2-وقع في رواية الشعبي المغايرة بين سعد بن عبيدٍ وبين أبي زيدٍ فإنه ذكرهما جميعًا فدل على أنه غير المراد في حديث أنسٍ.
2: قيس بن أبي صعصعة
وهو خزرجي وتقدم أنه يكنى أبا زيدٍ، ذكره ابن أبي داود .
3: قيس بن السكن، قاله أنس بن خالدٍ الأنصاري
روى أبو داود بإسنادٍ على شرط البخاري إلى ثمامة عن أنسٍ: (أن أبا زيدٍ الذي جمع القرآن اسمه قيس بن السكن قال وكان رجلًا منا من بني عدي بن النجار أحد عمومتي ومات ولم يدع عقبا ونحن ورثناه)



أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
عن عبد الله، قال: جاء معاذٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال ) يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله أقرئه، فأقرأته ما كان معي، ثمّ اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذٌ، وكان معلّمًا من المعلّمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، أخرجه ابن أبي شيبة
أثر عبد الله بن عمرو بن العاص:
عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)) ، أخرجه البخاري ، وأبو داود في سننه ، ذكره أبو شامة

أثر عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله
- عن الشّعبيّ، قال: ( قرؤوا القرآن في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم أبيٌّ ومعاذٌ وزيدٌ، وأبو زيدٍ، وأبو الدّرداء وسعيد بن عبيدٍ، ولم يقرأه أحدٌ من الخلفاء من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلاّ عثمان، وقرأه مجمّع ابن جارية إلاّ سورةً، أو سورتين)، أخرجه ابن أبي شيبة ذكره أبو شامة والزركشي.
وقال الشّعبيّ
: "( وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ)
فإن قيل فقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأخذ القرآن عنه قيل ليس في هذا دليلٌ على حفظه إيّاه كلّه، ولكن فيه دليلٌ على أمانته.أثر محمّد بن سيرين رحمه الله
عن محمّدٍ، قال: كان أصحابنا لا يختلفون، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يقرأ القرآن من أصحابه إلاّ أربعةٌ كلّهم من الأنصار: معاذ بن جبلٍ وأبيّ بن كعبٍ وزيدٌ، وأبو زيدٍ ، أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، وبنحوه أخرج البيهقي وزاد : (واختلفوا في رجلين من ثلاثة؛ أبو الدرداء، وعثمان، وقيل عثمان وتميم الداري)
أثر عكرمة أو محمّد بن سيرين رحمهما الله
عن محمّدٍ، قال: (لمّا استخلف أبو بكرٍ قعد عليٌّ في بيته فقيل لأبي بكرٍ فأرسل إليه: أكرهت خلافتي، قال: لا، لم أكره خلافتك، ولكن كان القرآن يزاد فيه، فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت عليّ أن لا أرتدي إلاّ لصلاةٍ حتّى أجمعه للنّاس، فقال أبو بكرٍ: نعم ما رأيت)، أخرجه ابن أبي شيبة
أثر محمد بن كعب القرظي:

وقد روى بن أبي داود من طريق محمد بن كعبٍ القرظي قال: (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسةٌ من الأنصار معاذ بن جبلٍ وعبادة بن الصامت وأبي بن كعبٍ وأبو الدرداء وأبو أيوب الأنصاري)، وإسناده حسنٌ مع إرساله وهو شاهدٌ جيدٌ لحديث عبد الله بن المثنى في ذكر أبي الدرداء وإن خالفه في العدد والمعدود

من قال أن العدد في الروايات السابقة ليس للحصر:
1
- المازري:
فقال: وكيف يعرف النقلة أنه لم يكمله سوى أربعة، وكيف تتصور الإحاطة بهذا، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقون في البلاد؟ وهذا لا يتصور، حتى يلقى الناقل كل رجل منهم فيخبره عن نفسه أنه لم يكمل القرآن. وهذا بعيد تصوره في العادة
. نقله عنه ابن حجر في الفتح. وبنحوه قال الماوردي
.
2- القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار"

وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وهي:
1: كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة، وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه
2: ما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء.
3: وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ((اقرأه في شهر..).
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر.
وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره
.

3-القرطبي:
قال: ( وإنما خص أنسٌ الأربعة بالذكر لشدة تعلقه بهم دون غيرهم، أو لكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم
نقله عنه ابن حجر في الفتح

4- الذهبي :
قال في كتاب (معرفة القراء): (هذا العدد– وذكر أنه سبعة- هم الذين عرضوه على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتصلت بنا أسانيدهم، وأما من جمعه منهم ولم يتصل بنا فكثير،كمعاذ بن جبل وأبي زيد وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمر وعقبة بن عامر)، نقله عنه الزركشي.

الاعتراضات على أن الآثار ليست للحصر :
(ذكرها القاضي أبو بكر وغيره ، نقلها عنهم أبو شامة في المرشد الوجيز، وابن حجر في الفتح)

1- أن الأحاديث الواردة في الحصر مضطربة في العدد، وإن خرجت في الصحيحين مع أنه ليس منه شيء مرفوع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره الزركشي.
1- أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
2- أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
3- أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تَلَقيًّا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
4- أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
5- أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
6- أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
ولعل هذه الآية الأخيرة وما أشبهها ما حضرها إلا أولئك الأربعة ممن جمع جميع القرآن قبلها وإن كان قد حضرها من لم يجمع غيرها الجمع البين

7- أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.
8- أنه لا مفهوم له فلا يلزم أن لا يكون غيرهم جمعه. وقال الكرماني: لعل السامع كان يعتقد أن هؤلاء الأربعة لم يجمعوا وكان أبو الدرداء ممن جمع فقال أنسٌ ذلك ردا عليه،وأتى بصيغة الحصر ادعاءً ومبالغةً ولا يلزم منه النفي عن غيرهم بطريق الحقيقة والله أعلم.وذكره ابن حجر أيضًا بنحوه ورد عليه فقال
: (ويجوز أن لا يكون لقول أنسٍ أربعةٌ مفهومٌ ، لكن رواية سعيدٍ التي عند الطبري صريحةٌ في الحصر وسعيدٌ ثبتٌ في قتادة).
9- المراد بالجمع الكتابة فلا ينفي أن يكون غيرهم جمعه حفظًا عن ظهر قلبٍ وأما هؤلاء فجمعوه كتابةً وحفظوه عن ظهر قلبٍ.
10- المراد بجمعه السمع والطاعة له والعمل بموجبه
.
وزاد ابن حجر -في "الفتح"- على ما سبق:

11- أن المراد إثبات ذلك للخزرج دون الأوس فقط فلا ينفي ذلك عن غير القبيلتين من المهاجرين ومن جاء بعدهم، واستدل له بالحديث الذي رواه الطبري:
(افتخر الحيان الأوس والخزرج، فقال الأوس: "منا أربعةٌ : من اهتز له العرش: سعد بن معاذٍ، ومن عدلت شهادته شهادة رجلين: خزيمة بن ثابتٍ، ومن غسلته الملائكة: حنظلة بن أبي عامر،ٍ ومن حمته الدبر عاصم بن ثابتٍ"، فقال الخزرج: "منا أربعةٌ جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم فذكر قولهم
)، ولما أورده أنسٌ ولم يتعقبه كان كأنه قائلٌ به ولا سيما وهو من الخزرج.
12- يحتمل أن مراد أنسٍ لم يجمعه غيرهم، أي: من الخزرج بقرينة المفاخرة المذكورة ولم يرد نفي ذلك عن المهاجرين
.

13- يحتمل أن يقال إنما اقتصر عليهم أنسٌ لتعلق غرضه بهم ولا يخفى بعده.

_______________________________________

خذوا القرآن من أربعةٍ
قال الكرماني يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعده أي أن هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك
.
وتعقب بأنهم لم ينفردوا بل الذين مهروا في تجويد القرآن بعد العصر النبوي أضعاف المذكورين، وقد قتل سالمٌ مولى أبي حذيفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة اليمامة ومات معاذ في خلافة عمر، ومات أبي وبن مسعودٍ في خلافة عثمان، وقد تأخر زيد بن ثابتٍ وانتهت إليه الرياسة في القراءة وعاش بعدهم زمانًا طويلًا
فالظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحدٌ في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن ، بل كان الذين يحفظون مثل الذين حفظوه وأزيد، منهم جماعةٌ من الصحابة وقد تقدم في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقال لهم القراء وكانوا سبعين رجلًا.


من جمعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم:
قرأ على أبيّ جماعة من الصحابة، منهم أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب، ذكره الزركشي في البرهان نقلا عن الذهبي .
______________________

الصحابة الذين حفظوه أيضا ولم يرد ذكرهم في الاثار بالتصريح:
1- أبو بكر:

والذي يظهر من كثيرٍ من الأحاديث أن أبا بكرٍ كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تقدم في المبعث أنه بنى مسجدًا بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن وهو محمولٌ على ما كان نزل منه إذ ذاك وهذا مما لا يرتاب فيه مع شدة حرص أبي بكرٍ على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وفراغ باله له وهما بمكة وكثرة ملازمة كل منهما للآخر حتى قالت عائشة كما تقدم في الهجرة أنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيهم بكرةً وعشيةً وقد صحح مسلمٌ حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وتقدمت الإشارة إليه
وتقدم أنه صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكرٍ أن يؤم في مكانه لما مرض فيدل على أنه كان أقرأهم
2- علي:
- وتقدم عن علي أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي صلى الله عليه وسلم

3- عبد الله بن عمرو
أخرج النسائي بإسنادٍ صحيحٍ عن عبد الله بن عمرو قال جمعت القرآن فقرأت به كل ليلةٍ فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأه في شهرٍ الحديث وأصله في الصحيح
4- أبو موسى الأشعري
ذكره أبو عمرٍو الداني
5- وعد بن أبي داود في كتاب الشريعة من المهاجرين أيضًا
تميم بن أوسٍ الداري وعقبة بن عامرٍ ومن الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذًا الذي يكنى أبا حليمة ومجمع بن حارثة وفضالة بن عبيدٍ ومسلمة بن مخلدٍ وغيرهم وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم

6- وعد بعض المتأخرين من القراء عمرو بن العاص وسعد بن عبادٍ وأم ورقة
ما ورد من الآثار فيمن حفظ بعضه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
أثر ابن عبّاس رضي الله عنهما
- عن ابن عبّاسٍ، قال: (جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني المفصّل)، أخرجه ابن أبي شيبة.

شبهات الملاحدة في جمع القرآن:
وقد تمسك بقول أنسٍ هذا جماعةٌ من الملاحدة ولا متمسك لهم فيه فإنا لا نسلم حمله على ظاهره سلمناه ولكن من أين لهم أن الواقع في نفس الأمر كذلك سلمناه لكن لا يلزم من كون كل واحدٍ من الجم الغفير لم يحفظه كله أن لا يكون حفظ مجموعه الجم الغفير وليس من شرط التواتر أن يحفظ كل فردٍ جميعه بل إذا حفظ الكل الكل ولو على التوزيع كفى.
واستدل القرطبي على ذلك ببعض ما تقدم من أنه قتل يوم اليمامة سبعون من القراء وقتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ببئر معونة مثل هذا العدد

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir