دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 ربيع الثاني 1440هـ/31-12-2018م, 09:13 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالحة الفلاسي مشاهدة المشاركة
الأسلوب المقاصدي
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
تفسير قوله تعالى :{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}إبراهيم (25)
جاءت هذه الآيات في سورة إبراهيم والذي كان من أبرز مقاصدها هو التذكير بنعمة الإيمان والتحذير من نقمة الكفر، وجاءت هذه الآيات لتبين أهم نعمة على الأرض يمتن بها الله على خلقه وهي نعمة التوحيد ، متمثلة في هذا المثل العجيب لعلهم يتذكرون.
يقول سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ألم تر أي: ألم تعلم كيف مثّل الله مثلا وشبّه له شبها ، فشبه سبحانه وتعالى كَلِمَةً طَيِّبَةً وهي لا إله إلا الله كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وهي النخلة المتمثلة بالمؤمن، ووجه الشبه بينهما أن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع، أَصْلُهَا ثَابِتٌ وهيقول "لا إله إلا الله"مخلصة في قلب المؤمن وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ فيرفع له بهذه الكلمة الأعمال الصالحة إلى السماء.
وجاء في معنى الكلمة الطيبة أنها هي : إيمان المؤمن ، ذكره ابن جرير عن ابن عباس، قوله: كَلِمَةً طَيِّبَةً ، شهادةُ أن لا إله إلا الله ، كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وهو المؤمن أَصْلُهَا ثَابِتٌ ، يقول: لا إله إلا الله، ثابتٌ في قلب المؤمن وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ، يقول: يُرْفَع بها عملُ المؤمن إلى السماء.
وجاء عن الربيع بن أنسقوله: كَلِمَةً طَيِّبَةً ، قال: هذا مَثَلُ الإيمان، فالإيمان الشَّجرة الطيبة، وأصله الثابت الذي لا يزول الإخلاصُ لله، وفرعُه في السماء، فَرْعُه خشْية الله. رواه ابن جرير.
وجمهور المفسرين على أن الكلمة الطيبة هنا هي شهادة أن لا إله إلا الله ، مثلّها الله بالشجرة الطيبة ، فإنها تثمر كل الأعمال الصالحة الظاهرة منها والباطنة.
أما الشجرة الطيبة التي جُعلت للكلمة الطيبة مثلا ، فاختلف فيها: فقيل: هي النخلة ، روي ذلك عن أنس بن مالك، وابن مسعود، ومجاهد وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك، وابن زيد وروي ذلك في أحاديث كثيرة ، و منها ما ذكره البخاري في صحيحه عن ابن عمر قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: "أَخْبِرُونِي عَنْ شَجَرَةٍ تُشْبِهُ -أَوْ: كَالرَّجُلِ -اَلْمُسْلِمِ، لَا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا [وَلَا وَلَا وَلَا] تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ". قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "هِيَ النَّخْلَةُ". فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَا، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ. قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ؟ قَالَ: لَمْ أَرَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا. قَالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا .
وقيل: هو المؤمن نفسه ،روي ابن جرير عن عطية العوفي في قوله: {ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} ، قال: ذلك مثل المؤمن لا يزال يخرُج منه كلام طيبٌ وعمل صالح يَصْعَد إليه.
وقيل: هو شجر من الجنة،عن ابن عباس، في قوله تعالى:{ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها}، قال: هي شجرة في الجنة. رواه ابن جرير.
ولا أختلاف بين هذه الأقوال ، فالمقصود بالمثل المؤمن ، والنخلة مشبه به وهو مشبه بها ، والنخلة تعد من أشرف شجر الجنة.


{تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
تُؤْتِي أُكُلَهَا أي : ثمرها كُلَّ حِينٍ والحين في اللغة : القطيع من الزمان غير محدود ، كقوله تعالى:{هل أتى على الإنسان حين من الدهر} أو محدد كقوله {ولتعلمن نبأه بعد حين}.
و قال الزجاج: أنَّ الحِينَ اسْمٌ كالوَقْتِ، يَصْلُحُ لِجَمِيعِ الأزْمانِ كُلِّها، طالَتْ أوْ قَصَرَتْ.
واختلف في مقدار الحين: قيل : سنة ، أتى رجل ابن عباس فقال: إني نذرت أن لا أكلم رجلا حينًا؟ فقال ابن عباس:{تؤتي أكلها كل حين} ، فالحين سَنَة . رواه ابن جرير
وقيل : ستة أشهر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "الحين"، ستة أشهر. رواه ابن جرير.
وقال ابن المسيب: الحين شهران ، لأن النخلة تدوم مثمرة شهران ، بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. رواه ابن جرير.

وقيل: الحين : غدوة وعشية، عن ابن عباس: {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} ، قال: يذكر الله كلّ ساعة من الليل والنهار. رواه ابن جرير
"ومِن قالَ: "الحِينُ سَنَةٌ" راعى أنَّ ثَمَرَ النَخْلَةِ وجَناها إنَّما يَأْتِي كُلَّ سَنَةٍ، ومَن قالَ: "سِتَّةُ أشْهُرٍ" راعى مِن وقْتِ جَدادِ النَخْلَةِ إلى حَمْلِها مِنَ الوَقْتِ المُقْبِلِ، وقِيلَ: إنَّ التَشْبِيهَ وقَعَ بِالنَخْلِ الَّذِي يُثْمِرُ مَرَّتَيْنِ في العامِ، ومَن قالَ: "شَهْرَيْنِ" قالَ: هي مُدَّةُ الجَنْيِ في النَخْلِ، وكُلُّهم أفْتى بِقَوْلِهِ في الإتْيانِ عَلى الحِينِ" ذكره ابن عطية.
فإن قيل: ما وجه الشبه بين "الكلمة الطيبة" وهي إيمان المؤمن وتوحيده ، وبين الشجرة
الطيبة وهي النخلة؟
فيقال: إن كلمة التوحيد إذا أخلص فيها العبد و رسخت في قلب المؤمن وعرف معناها وحقيقتها وقام بها بلسانه وقلبه ، أثمرت الأعمال الصالحة في كل وقت وحين ، فأصل الإيمان الثابت في القلب الذي لا يزول هو الإخلاص لله و فرعه الذي في السماء هو خشية الله (قاله الربيع بن أنس)، وثماره هي الأعمال الصالحة والكلم الطيب الذي لا يزال يصعد إلى الرب جل وعلا في كل وقت وحين. فبحسب رسوخ هذه الكلمة في قلب المؤمن أثمرت وصعدت له الأعمال الصالحة. وشُبهت في المثل بالنخلة لطيبها ، وثباتها على الأرض ، وعلو فروعها إلى السماء ، وطيب ثمرها.
وبيّن هذا المثل أثر التوحيد والأخلاص على صعود الأعمال وقبولها ، فكلما كان الإخلاص ثابتا في القلب كان العمل مرفوعا إلى السماء
مقبولا عند الله سبحانه وتعالى ، وقيل {وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}: يرفع ذكره في السماء.
ويتبين كذلك من هذا المثل أنه كما أن للشجرة جذور وساق وفروع وورق وثمار ، فكذلك شجرة التوحيد في قلب المؤمن جذورها العلم والمعرفة واليقين ، وساقها الإخلاص ، وفروعها الأعمال الصالحة التي تثمر تزكية للقلب وللخلق ، فإذا كان العلم صحيحا في قلب المؤمن مُخلصا لله وحده ، موافقا لسنة نبيه ، تيقين أن شجرة التوحيد الإيمان تكون ثابتا في قلبه.
وكما أن الشجرة لا تحيا وتنمو إلا بمادة حياتها وهو الماء ، فكذلك شجرة الإيمان لا تحيا إلا بالعلم النافع والعلم الصالح.
أيضا كما أن الشجرة معرضة للأخطار من الهوام والتي قد تؤذي جذورها وتسبب أمراضها ولابد لها من التوخي والحرص ، فكذلك شجرة الإيمان والتوحيد معرضة لما ينقص من إيمانها من الفتن والبدع والشرور ، فلا بد لها من التعاهد. ولعظم نعمة التوحيد ، وجب على العبد المؤمن أن تعظم عنايته بهذا الفضل العظيم وأن يسأل الله ملحّا في سؤاله أن يحفظها من السلب والنقصان وأن يديمها عليه وعلى المسلمين أجمعين. اللهم آمين.

المراجع:
جامع البيان — ابن جرير الطبري (٣١٠ هـ).
المحرر الوجيز — ابن عطية (٥٤٦ هـ).
تفسير ابن قيّم الجوزيّة — ابن القيم (٧٥١ هـ).
تفسير القرآن العظيم — ابن كثير (٧٧٤ هـ).
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
فاتكِ بيان بعض العناصر المهمة في الأسلوب المقاصدي وهي:

التنبيه على بعض مخالفات الناس في أهمية التوحيد، وأثر ذلك عليهم، وكيفية التخلص من أثر هذه المخالفات، وكيفية السلامة مما يحل عليهم من عقوبات بسببها، وبيان طريق السلامة والفوز برضا الله تعالى وثوابه.



الدرجة: ب
تم خصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir