دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ذو القعدة 1438هـ/17-08-2017م, 05:58 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة من الآية 258 إلى الآية 274

مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة من الآية 258 إلى الآية 274

تم تقسيم الآيات لأقسام قصيرة ليجتهد كل طالب في التفصيل في تلخيصها، والمسائل الخاصة بمقدمات بعض الآيات تكون من نصيب من أخذ أول الآية، مثل: أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وما إلى ذلك.


تقسيم الآيات كالتالي:
مضاوي الهطلاني: {ألم تر إلى الّذي حاجّ إبراهيم... قال أنا أحيي وأميت}
فاطمة الزهراء أحمد:
{قال إبراهيم فإنّ اللّه يأتي بالشّمس... واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
كوثر سامي التايه:
{أو كالّذي مرّ على قرية... قال لبثت يوما أو بعض يوم}
عابدة المحمدي:
{قال بل لبثت مائة عام ... قال أعلم أنّ اللّه على كلّ شيء قدير}
هناء هلال محمد: آية 260
منيرة بنت محمد: آية 261
شيماء طه: 262
مها شتا: 263
تماضر الخميس:
{يا أيّها الّذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم... ولا يؤمن باللّه واليوم الآخر}
ميسر ياسين:
{فمثله كمثل صفوان عليه... واللّه لا يهدي القوم الكافرين}
ريم الحمدان: آية 265
نبيلة الصفدي: آية 266
عائشة محمد أبو العينين: آية 267
أمل يوسف: آية 268
الشيماء وهبة: آية 269
هبة بنت نمر الديب: آية 270
كمال بناوي: آية 271
صفية الشقيفي: آية 272
لمياء: آية 273
بدرية صالح: آية 274
هيا أبوداهوم: آية 274

تعليمات:
- آخر موعد لنشر المشاركات صباح يوم الأحد.

وفقكم الله وسددكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ذو القعدة 1438هـ/17-08-2017م, 10:17 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

قال تعالى: ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ )



قرية: سميت قرية لاجتماع الناس فيها، يقال قريت الماء إذا جمعته- قاله الزجاج.


خاوية: خالية ، من قولهم : خوت الدار-قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.


عروشها: العربش سقف البيت، وكل ما يهيأ لطل أو يكن فهو عريش، ومنه عريش الدالية والثمار، ومنه قوله تعالى: ( ومما يعرشون) – النحل: 68.قاله ابن عطية



وفي الآية مسائل:


المسألة الأولى:


مقصد الآية:


عطفت الآية على ماقبلها لأن المقصد التعجب،- العطف على المعنى موجود عند كلام العرب وإن كان لا ينقاس-.



المسألة الثانية:


من هو المار في الآية؟
فيه أقوال:


-عزير، رواه ابن جرير عن ناجية بن كعب عن علي بن أبي طالب، وحكاه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن وقتادة- وغيرهم، وهذا القول هو المشهور.


-أرميا بن حليقا: رواه وهب بن منبه وعبد الله بن عبيد بن عمير.


-الخضر عليه السلام: رواه محمد بن اسحاق عمن لا يتهمه، وقال ابن عطية: إلا أن يكون اسما وافق اسما، لأن الخضر معاصر موسى وهذا بعده.


-حزقيل بن بورا: نقله ابن أبي حاتم عن ابن عم مطرف.


-رجل من بني اسرائيل، قال مجاهد بن جبر.


-غلام لوط عليه السلام.


وهذا خلاصة ما نقله ابن عطية ابن كثير، والقول الأول هو المشهور.



المسألة الثالثة:


كيف كان موته؟


ذكر غير واحد أنه مات ابن أربعين سنة، فبعثه الله وهو كذلك، وكان له ابن فبلغ من السن مائة وعشرين، وبلغ ابنه تسعين سنة، وكان الجد شاباَ، وابنه وابن ابنه شيخان كبيران، نقله ابن كثير.



المسألة الرابعة:


أين مكان هذه القرية؟


ذكر أهل العلم أقوال:


- هي المؤتفكة: حكاه النقاش.


-هي القرية التي أهلك الله فيها الذين خرجوا من ديارهم حذر الموت، نقله الطبري عن ابن زيد، ورد ابن عطية هذا القول، لأن الآية تشير إلى المكان وليس إلى العظام والأجساد التي هلكت في القرية في قوله تعالى: ( الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم). فقول ابن زيد مناقض لألفاظ الآية- فالقرية خاوية لا أنيس فيها-


-المشهور أنها بيت المقدس بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها، قاله وهب بن منبه وقتادة وغيرهما .


وهذا خلاصة ما نقله ابن عطية وابن كثير.



المسألة الخامسة:


ما حال القرية حين مر عليها ووقته؟


حين أحدثت بنو اسرائيل الأحداث وقف أرمياء أو عزير على القرية وهي كالتل العظيم وسط بيت المقدس لما خربها بختنصر البابلي، وأمر جنده بنقل التراب إليه حيث جعله كالجبل، ورأى أرمياء البيوت قد سقطت حيطانها في سقفها ( والعريش سقف البيت وكل ما يهيأ لظل أو يكن) – قاله ابن عطية.



المسألة السادسة:


كيف كانت القرية خاوية على عروشها؟


-قال السدي: ساقطة على سقفها، أي سقطت السقف ثم سقطت الحيطان عليها، ويكون ( على عروشها) متعلق بـ ( خاوية), نفله ابن عطية.


-قال الزجاج واين كثير: بقيت حيطانها بلا سقوف.


-قال آخرون: خاوية من الناس على العروش، أي على البيوت- قال الزجاج: العروش الخيام وهي بيوت الأعراب- وسقفها عليها لكنها خوت من الناس والبيوت قائمة على عروشها، وعليه ( على عروشها) متعلق بمحذوف ، أي ( قائمة على عروشها) . ورجح ابن عطية هذا القول للحديث: ( وكان المسجد يومئذ على عريش في أمر ليلة القدر)



المسألة السابعة:


ماالذي تعجب له في الآية؟


لما رأى من دثورها وخرابها، فقال: بأي سبب وبأي طريق يحي هذه الآية الله بعد موتها؟


قاله ابن عطية وابن كثير.



المسألة الثامنة


ماهو الإحياء المتساءل عنه؟


ظاهر لفظ السؤال إحياء القرية بعمارة وسكان، قاله ابن عطية.



المسألة التاسعة:


هل كان شاكاً في قدرة الله؟


وفيه أقوال:


-كان مؤمنا وأحب أن يزداد بصيرة في إيمانه، كما قال ابراهيم عليه السلام-قاله الزجاج وابن عطية.


-كان كافرا شاكا في قدرة الله، نقله الزجاج ورواه ابن عطية عن الطبري عن بعضهم: أنه كان شاكا في قدرة الله ، فلذلك ضرب الله المثل في نفسه، ورد ابن عطية هذا القول وقال: وليس يدخل شك في قدرة الله على إحياء قرية بجلب العمارة إليها، وإنما يتصور الشك من جاهل في الوجه الآخر- وهو إحياء الموتى لا إحياء القرية- والصواب ألا يُتأول في الآية شك.


المسألة العاشرة:


ما الحكمة في ضرب المثل في الإحياء له بنفسه؟


وفيه أقوال:


-نقل ابن عطية قول من زعم أنه كان كافرا فلذلك ضرب له المثل من نفسه، ورد هذا القول.


-وقيل: يحتمل أن سؤاله إنما كان عن إحياء الموتى من بني آدم ، أي : أنى يحي هذه الله موتاها؟ قاله ابن عطية.



المسألة الحادية عشر:


ما المقصود بـ ( بعثه)؟


بعثه: أحياه، لأنه لا يتصرف ولا يُبعث إلا وهو حي، وجعل له الحركة والانتقال، حكاه الزجاج وابن عطية.



المسألة الثانية عشر:


كيف كان الإحياء ومدته؟


وفيه قولان:


-أن الله بعث لها ملكا من الملوك يعمرها، قاله ابن عطية.


-أن الله بعث إلى تلك القرية من عمرها ورد إليها جماعة من بني اسرائيل حتى كملت على رأس المئة ثم بعثه، قاله ابن عطية، وقال ابن كثير : كملت بعد سبعين سنة. وروي أن الله رد عليه عينيه ليرى كيف تعمر وتُحيا مدة ثلاثين سنة تكملة المئة، نقله ابن عطية ورده وضعفه لأنه ترد عليه ألفاظ الآية.



المسألة الثالثة عشر:


من الذي سأله (كم لبثت)؟


قال ابن عطية وابن كثير: سأله الله بواسطة الملك.



المسألة الرابعة عشر:


لماذا زعم أنه مات يوما أو بعض يوم؟


قيل: أن الله أماته غدوة يوم ثم بعثه قبل الغروب فظن هذا اليوم واحدا، فقال : لبثت يوما، ثم رأى بقية من الشمس فخشي أن يكون كاذبا فقال: أو بعض يوم- قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.





رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ذو القعدة 1438هـ/18-08-2017م, 04:47 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قٓالٓ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ }
القراءات
• { أَلَمْ تَرْ}بجزم الراء، قراءها علي بن أبي طالب . ذكرها ابن عطية
• {أَنَا أُحْيِـي} قرأ جمهور القراء أن أحيي بطرح الألف التي بعد النون من أنا إذا وصلوا في كل القرآن غير نافع، ذكره ابن عطية.
المسائل التفسيرية :
•المخاطب في الآية
محمد صلى الله عليه وسلم
المقصود ب{ أَلَمْ تَرَ} تنبيه
وهذه كلمة يوقف بها المخاطب على أمر يعجب منه، ولفظها لفظ استفهام، تقول في الكلام: ألم تر إلى فلان صنع كذا وصنع كذا. خلاص كلام الزجاج وابن عطية

نوع الرؤية في ( الم تر)
رؤية قلبيه . ذكره ابن عطية وابن كثير

مناسبة الآية
هذا النبأ حجة على أهل الكتاب والمشركين لأنه ليس يعلمه الا من تعلمه من معلم أو قرأه من كتاب أو بوحي من الله تعالى ، والعرب تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذي نشأ وترعرع بينهم ،أمي و لم يعلم التوراة ولا الإنجيل وأخبار الأمم الماضية فلم يبق وجه تعلم منه هذه الأحاديث إلا الوحى .
معنى ( حاجّ)
حاجّ وزنه «فاعل» من الحجة أي جاذبه إياها . ذكره ابن عطية

المراد ب(الّذي حاجّ إبراهيم)
ورد فيه قولان:
القول الأول : هو نمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح ملك زمانه وصاحب النار والبعوضة»، هذا قول مجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق وزيد بن أسلم وغيرهم.
قيل : «هو أول ملك في الأرض»
قاله ابن جريج:
قال ابن عطية :وهذا مردود.
وقيل: «هو أول من تجبر وهو صاحب الصرح ببابل». قاله ابن جريج
وقيل: إنه ملك الدنيا بأجمعها ونفذت فيها طينته وهو أحد الكافرين. والآخر بخت نصر.
وقيل: «وملك الدّنيا مشارقها ومغاربها أربعةٌ: مؤمنان وكافران فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين. والكافران: نمرود بن كنعان وبختنصّر. ».قاله مجاهدٌ.
القول الثاني : إن الّذي حاجّ إبراهيم نمرود بن فالخ بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح. ذكر هذه الاقوال ابن عطية وابن كثير

مرجع الضمير في (ربّه)
فيه قولان:
- يحتمل أن يعود على إبراهيم عليه السلام،
-يحتمل أن يعود على الّذي حاجّ، ذكره ابن عطية

المقصود بقوله ( في ربه)
أي
:في وجود ربّه. ذكره ابن كثير

مناسبة المحاجّة
سبب ذلك أنّ النمرود أنكر أن يكون ثمّ إلهٌ غيره كما قال بعده فرعون لملئه: {ما علمت لكم من إلهٍ غيري}[القصص:38]
فكأنّه طلب من إبراهيم دليلًا على وجود الرّبّ الّذي يدعو إليه فقال إبراهيم: {ربّي الّذي يحيي ويميت}
ذكره ابن كثير

سبب كفره وطغيان النمرود
سبب كفرة طغيانه وكفرة تجبّره، وطول مدّته في الملك؛ فقد قيل: إنّه مكث أربعمائة سنةٍ في ملكه؛ ولهذا قال: {أن آتاه اللّه الملك} ذكره ابن كثير

معنى (أن)
مفعول من أجله : أي لأجل أن الله آتاه الملك. ذكره ابن عطية
مرجع الضمير في (آتاه)
فيه قولان:
-للنمرود، وهذا قول جمهور المفسرين، وعليه يصح المعنى
:-يحتمل أن يعود على إبراهيم أن آتاه ملك النبوءة، قاله المهدوي
حجة من قال هذا القول: أن الله لا يملّك الكفار ،فالله تعالى يقول:{تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء}
ورد الزجاج أن إيتاءالكافر الملك ضرب من الإمتحان يمتحن به خلقه وهو أعلم بوجه الحكمة في ذلك .
كما يدل على ان الكافر هو الملك قوله: أنّه قال: {أنا أحيي وأميت} فدعا رجلين قتل أحدهما وترك الآخر ،فولا أنه ملك وإبراهيم عليه السلام غير ملك لم تهيأ له ذلك بأن يقتل وإبراهيم هو الملك .
كما رد هذا القول ابن عطيه فقال:
وهذا تحامل من التأويل . خلاصة ما ذكره الزجاج وابن عطية

•مراد إبراهيم عليه السلام من قوله {ربّي الّذي يحيي ويميت}
ليدلل على وجود ربه فحدوث الأشياء بعد عدمها وعدمها بعد وجودها ،هذا يدل ضرورة على وجود الفاعل
المختار ، فهي لا تحدث بنفسها ، إذاً لا بد لها من موجد ومحدث يوجدها بعد عدمها ويعدمها بعد وجودها ، وهو الرب الذي يدعو إلى عبادته وحده لا شريك له. خلاصة ما ذكره ابن كثير

معنى الإحياء والإماته في قول النروذ-: {أنا أحيي وأميت}،
ذلك أنه أوتي إليه برّجلين قد استحقّا القتل فأمر بقتل أحدهما فقتل، وبالعفو عن الآخر فلم يقتل. فذلك معنى الإحياء والإماتة».قاله قتادة ومحمّد بن إسحاق والسّدّيّ وغير واحدٍ . ذكره الزجاج و ابن عطية وابن كثير
وهذا من باب المجاز لأن قول إبراهيم ربي يحيي ويميت تحتمل الحقيقة والمجاز وهو أراد الحقيقة فذهب النمرود إلى المعنى المجازي ليموه على قومه . قاله الأصوليون ذكره ابن عطية .
ورد ابن كثير على هذا القول:
بأنه والله أعلم ما أراد هذا لأنه ليس رد على قول إبراهيم ، فجوابه غير مانع لوجود الصانع ولكن هو أراد أن يدعي لنفسه هذه المكانه عنادا وكبرا ويوهم أنه هو الفاعل لذلك بأن يحيي ويميت
وقد اقتدى به فرعون في قوله: {ما علمت لكم من إلهٍ غيري} ولهذا قال له إبراهيم لمّا ادّعى هذه المكابرة: {فإنّ اللّه يأتي بالشّمس من المشرق فأت بها من المغرب} ذكره ابن كثير

قصة المحاجّة
في قصص هذه المحاجة روايتان :إحداهما: أن النمرود هذا قعد يأمر للناس بالميرة فكلما جاء قوم قال: من ربكم وإلهكم؟ فيقولون: أنت، فيقول: ميّروهم وجاء إبراهيم عليه السلام يمتار، فقال له من ربك وإلهك؟ قال قال إبراهيم: ربّي الّذي يحيي ويميت، فلما سمعها نمرود قال: أنا أحيي وأميت، فعارضه إبراهيم بأمر الشمس، فبهت الّذي كفر، وقال: لا تميروه، فرجع إبراهيم إلى أهله دون شيء، فمر على كثيب من رمل كالدقيق، فقال لو ملأت غرارتي من هذا فإذا دخلت به فرح الصبيان حتى أنظر لهما، فذهب بذلك فلما بلغ منزله فرح الصبيان وجعلا يلعبان فوق الغرارتين ونام هو من الإعياء، فقالت امرأته: لو صنعت له طعاما يجده حاضرا إذا انتبه، ففتحت إحدى الغرارتين فوجدت أحسن ما يكون من الحواري فخبرته، فلما قام وضعته بين يديه فقال: من أين هذا؟ فقالت من الدقيق الذي سقت، فعلم إبراهيم أن الله تعالى يسر لهم ذلك، ذكر زيد بن أسلم . ذكره ابن عطية
وقيل: ان النمرود لما قال: أنا أحيي وأميت أحضر رجلين فقتل أحدهما وأرسل الآخر وقال: قد أحييت هذا وأمتّ هذا، فلما رد عليه بأمر الشمس بهت، قاله الربيع وغيره. ذكره ابن عطية

-الرواية الأخرى : أنه لما خرج إبراهيم من النار أدخلوه على الملك ولم يكن قبل ذلك دخل عليه، فكلمه وقال له: من ربك؟ قال: ربي الذي يحيي ويميت، قال نمرود: أنا أحيي وأميت، أنا آخذ أربعة نفر فأدخلهم بيتا ولا يطعمون شيئا ولا يسقون، حتى إذا جاعوا أخرجتهم فأطعمت اثنين فحييا، وتركت اثنين فماتا، فعارضه إبراهيم بالشمس فبهت. ذكره السدي، ذكره ابن عطية


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ذو القعدة 1438هـ/18-08-2017م, 08:40 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجلس الثالث عشر
القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)}


المسائل التفسيرية :
قال تعالى :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى)
- العامل في (إذ) ز ، ط
- معنى قوله (كيف تحي الموتى ) ز
- سبب صدور هذه المقولة من إبراهيم ز ، ط ، ك

قوله تعالى (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
- الغرض من السؤال ، ط
- المراد بالإيمان في الآية ، ط
- معنى الطمأنينة لغة ، ط
- المراد من قوله (ليطمئن قلبي) ، ط ، ك

قوله تعالى (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ )
- القصص التي وردت في الآية ،ط ، ك
- أنواع الطيور الأربع ط ، ك
- معنى (فصرهن إليك) ز ، ط ، ك

قوله تعالى (ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا )
- معنى (اجعل على كل جبل منهن جزءا) ط ، ك
- الغرض من الأمر (ادعهن) ط
- سبب مجيء الطيور سعيا وليس مشيا أو طيرا ، ط

قوله تعالى (وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
- معنى (عزيز) ز ، ك
- معنى (حكيم) ز ، ك
- سبب ختم الآية بهذين الاسمين ط
- علاقة هذه الآية بما بعدها من آيات ، ز

خلاصة أقوال المفسرين

قال تعالى :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى)
- العامل في (إذ)
العامل في (إذ) فعل مضمر تقديره واذكر هذه القصة ، ذكره الزجاج وابن عطية .
- معنى قوله (كيف تحي الموتى )
أي بأي حال تحي الموتى ، قاله الزجاج .
- سبب صدور هذه المقولة من إبراهيم
اختلف المفسرون في ذلك على قولين :
الأول : أن إبراهيم كان شاكا في قدرة الله على إحياء الموتى ، وقد استدل الطبري بعدة أدلة منها :
أ- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نحن أحق بالشك من إبراهيم".
قال ابن عطية : فمعنى الحديث : أنه لو كان شك لكنا نحن أحق به ونحن لا نشك، فإبراهيم عليه السلام أحرى أن لا يشك، فالحديث مبني على نفي الشك عن إبراهيم.
والذي روي فيه عن النبي عليه السلام أنه قال: ذلك محض الإيمان إنما هو في الخواطر الجارية التي لا تثبت، وأما الشك فهو توقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر، وذلك هو المنفي عن الخليل عليه السلام. وإحياء الموتى إنما يثبت بالسمع، وقد كان إبراهيم عليه السلام أعلم به، يدلك على ذلك قوله: {ربّي الّذي يحيي ويميت}[البقرة: 258] فالشك يبعد على من ثبتت قدمه في الإيمان فقط، فكيف بمرتبة النبوءة والخلة، والأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعا، وإذا تأملت سؤاله عليه السلام وسائر ألفاظ الآية لم تعط شكا، وذلك أن الاستفهام بكيف إنما هو عن حال شيء موجود متقرر الوجود عند السائل والمسئول
ب- قال ابن عباس : "ما في القرآن آية أرجى عندي منها "
قال ابن عطية : فأما قول ابن عباس: «هي أرجى آية فمن حيث فيها الإدلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا، وليست مظنة ذلك، ويجوز أن يقول: هي أرجى آية لقوله: {أولم تؤمن؟} أي إن الإيمان كاف لا يحتاج بعده إلى تنقير وبحث»،
جـ- عن عطاء بن رباح أنه قال : "دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال: ربّ أرني كيف تحي الموتى؟
قال ابن عطية : أما قول عطاء بن أبي رباح: «دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فمعناه من حب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به، ولهذا قال النبي عليه السلام: «ليس الخبر كالمعاينة»
وقد رجح الطبري هذا القول الذي يجري مع ظاهر الحديث. وقال: «إن إبراهيم لما رأى الجيفة تأكل منها الحيتان ودواب البر ألقى الشيطان في نفسه فقال: متى يجمع الله هذه من بطون هؤلاء؟»

الثاني : أنه لم يكن شاكا في ذلك وإنما طلب المعاينة ، وقد اختلف هؤلاء في سبب قوله على أقوال ، منها :
أ- فقال قتادة: «إن إبراهيم رأى دابة قد توزعتها السباع فعجب وسأل هذا السؤال». وقال الضحاك: «نحوه، قال: وقد علم عليه السلام أن الله قادر على إحياء الموتى»، وقال ابن زيد: «رأى الدابة تتقسمها السباع والحيتان لأنها كانت على حاشية البحر»، وقال ابن إسحاق: «بل سببها أنه لما فارق النمرود وقال له: أنا أحيي وأميت، فكر في تلك الحقيقة والمجاز، فسأل هذا السؤال». وقال السدي وسعيد بن جبير: «بل سبب هذا السؤال أنه لما بشر بأن الله اتخذه خليلا أراد أن يدل بهذا السؤال ليجرب صحة الخلة، فإن الخليل يدل بما لا يدل به غيره»، وقال سعيد بن جبير: «{ولكن ليطمئنّ قلبي}يريد بالخلة».
الراجح : رجح الزجاج وابن عطية وابن كثير القول الثاني وأن إبراهيم عليه السلام لم يكن شاكا ، وهو رأي الجمهور .

قوله تعالى (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
- الغرض من السؤال (أولم تؤمن)
الغرض من الاستفهام التقرير ، والواو واو الحال ، قاله ابن عطية .
- المراد بالإيمان في الآية
المراد الإيمان المطلق ، ويدخل فيه فصل إحياء الموتى ، قاله ابن عطية
- معنى الطمأنينة لغة
هي اعتدال وسكون على ذلك الاعتدال فطمأنينة الأعضاء معروفة، كما قال عليه السلام: «ثم اركع حتى تطمئن راكعا»، الحديث، وطمأنينة القلب هي أن يسكن فكره في الشيء المعتقد، قاله ابن عطية .
- المراد من قوله (ليطمئن قلبي)
اختلف المفسرون في المراد بالطمأنينة هنا على أقوال :
أ- ليوقن ، قاله الطبري وحكى نحو ذلك عن سعيد بن جبير .
ب- ليزداد يقينا ، روي عن سعيد بن جبير ، وقتادة وإبراهيم.
جـ- لأزداد إيمانا مع إيماني ، قاله بعضهم .
قال ابن عطية : ولا زيادة في هذا المعنى تمكن إلا السكون عن الفكر، وإلا فاليقين لا يتبعض

قوله تعالى (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ )
- أنواع الطيور الأربع
اختلف المفسرون في هذه الأربعة :
فروي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: «هي الغرنوق، والطّاوس، والدّيك، والحمامة
وقال مجاهد وعكرمة: «كانت حمامة، وديكا، وطاووسًا، وغرابًا ، قاله ابن عطية ، وابن كثير .
وقال ابن كثير : لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك متّهم لنصّ عليه القرآن
- معنى (فصرهن إليك)
اختلف المفسرون في ذلك على أقوال ، منها :
أ- قطعهن ، قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد والسدي والحسن وغيرهم
ب- أضممهن إليك ، قاله عطاء بن رباح
جـ- أوثقهن ، قاله العوفي عن ابن عباس
د – أملهن ، قاله بعض أهل اللغة , وذكرها الزجاج .
قال ابن عطية : فقد تأول المفسرون اللفظة بمعنى التقطيع وبمعنى الإمالة. فقوله إليك على تأويل التقطيع متعلق بخذ. وعلى تأويل الإمالة والضم متعلق بصرهن، وفي الكلام متروك يدل عليه الظاهر تقديره فأملهن إليك فقطعهن .
خلاصة كلام الزجاج وابن عطية وابن كثير .

قوله تعالى (ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا )
- القصص التي وردت في تفسير الآية
وروي في قصص هذه الآية أن الخليل عليه السلام أخذ هذه الطير حسبما أمر وذكاها ثم قطعها قطعا صغارا وجمع ذلك مع الدم والريش، ثم جعل من ذلك المجموع المختلط جزءا على كل جبل، ووقف هو من حيث يرى تلك الأجزاء، وأمسك رؤوس الطير في يده، ثم قال تعالين بإذن الله، فتطايرت تلك الأجزاء
وطار الدم إلى الدم، والريش إلى الريش، حتى التأمت كما كانت أولا وبقيت بلا رؤوس، ثم كرر النداء فجاءته سعيا حتى وضعت أجسادها في رؤوسها، وطارت بإذن الله تعالى ، خلاصة ما ذكره ابن عطية وابن كثير .
- معنى (اجعل على كل جبل منهن جزءا)
اختلف المتأولون في المعنى على أقوال :
أ- اجعل جزءا على كل ربع من أرباع الدنيا كأن المعنى اجعلها في أركان الأرض الأربعة ، قاله ابن عباس ، وقال ابن عطية : في هذا القول بعد .
ب- المعنى واجعل على أربعة أجبل جزءا من ذلك المجموع المقطع فكما يبعث الله هذه الطير من هذه الجبال فكذلك يبعث الخلق يوم القيامة من أرباع الدنيا وجميع أقطارها ، قاله قتادة والربيع ، وذكره ابن عطية .
جـ- أمر أن يجعلها على الجبال التي كانت الطير والسباع حين تأكل الدابة تطير إليها وتسير نحوها وتتفرق فيها ، قاله ابن جريج والسدي ، وذكره ابن عطية .
د- أمر أن يجعل على كل جبل يليه جزءا ، قاله مجاهد ، وذكره ابن عطية .
قال الطبري: «معناه دون أن تحصر الجبال بعدد، بل هي التي كان يصل إبراهيم إليها وقت تكليف الله إياه تفريق ذلك فيها، لأن الكل لفظ يدل على الإحاطة .
قال ابن عطية : وبعيد أن يكلف جميع جبال الدنيا، فلن يحيط بذلك بصره، فيجيء ما ذهب إليه الطبري جيدا متمكنا. والله أعلم أي ذلك كان .
- الغرض من الأمر (أدعهن)
وأمره بدعائهن وهن أموات إنما هو لتقرب الآية منه وتكون بسبب من حاله
- سبب مجيء الطيور سعيا وليس مشيا أو طيرا
جعل الله تعالى سيرهن إليه سعياً، إذ هي مشية المجدّ الراغب فيما يمشي إليه، فكان من المبالغة أن رأى إبراهيم جدها في قصده وإجابة دعوته. ولو جاءته مشيا لزالت هذه القرينة، ولو جاءت طيرانا لكان ذلك على عرف أمرها، فهذا أغرب منه ، قاله ابن عطية .

قوله تعالى (وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
- معنى (عزيز)
أي: عزيزٌ لا يغلبه شيءٌ، ولا يمتنع منه شيءٌ، وما شاء كان بلا ممانعٍ لأنّه العظيم القاهر لكلّ شيءٍ ، قاله الزجاج وابن كثير .
- معنى (حكيم)
أي : حكيمٌ في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ، قاله الزجاج وابن كثير .
- سبب ختم الآية بهذين الاسمين
وقف عليه السلام على العلم بالعزة التي في ضمنها القدرة وعلى الحكمة التي بها إتقان كل شيء ، خلاصة ما قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير .
- علاقة هذه الآية بما بعدها من آيات
لمّا قص اللّه ما فيه البرهان والدلالة على أمر توحيده ، وما آتاه الرسل من البيّنات حثّ على الجهاد، وأعلن أن من عانده بعد هذه البراهين فقد ركب من الضلال أمرا عظيما وأن من جاهد من كفر بعد هذا البرهان فله - في جهاده ونفقته فيه - الثواب العظيم، وأن الله عزّ وجلّ وعد في الجنّة عشر أمثالها من الجهاد ، ووعد في الجهاد أن يضاعف الواحد بسبع مائة مرة لما في إقامة الحق من التوحيد، وما في الكفر من عظم الفساد ، ذكره الزجاج.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 ذو القعدة 1438هـ/19-08-2017م, 12:11 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي الآية 266

تفسير قوله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)}

"أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ"
 القراءات :
- قرأ الحسن «جنات» بالجمع ذكره ابن عطية

 من المقصود بهذا المثل ؟
- هو كل منافق أو كافر عمل وهو يحسب أنه يحسن صنعا، فلما ردّ إلى اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة لم يجد عمل يوصله إلى الجنة فحسرته في الآخرة كحسرة هذا الكبير المنقطع به في الدنيا.حاصل ماذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
- قيل أنه لكل من أنفق رياءً وهذا رجحه الطبري عن السدي ولكن ابن عطية ضعفه
- هو لرجلٍ غنيٍّ يعمل بطاعة اللّه. ثمّ بعث اللّه له الشيطان فعمل بالمعاصي حتّى أغرق أعماله» قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه. رواه البخاري ذكره ابن كثير وذكر بما معناه ابن عطية

 ماسبب ذكر النخيل والأعناب من بين كل الثمرات ؟
خص النخيل والأعناب بالذكر لشرفهما وفضلهما على سائر الشجر. ابن عطية

 ما دلالة الواو في قوله :{وأصابه وفي قوله: {وله
- الواو في قوله :{وأصابه وفي قوله: {وله } واو الحال ذكره ابن عطية

فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ
 معنى إعصار : الريح الشديدة العاصف التي فيها إحراق لكل ما مرت عليه، تهب من الأرض كالعمود إلى نحو السماء وهي التي تسميها الناس الزوبعة،يكون ذلك في شدة الحر ويكون في شدة البرد وكل ذلك من فيح جهنم ونفسها حاصل كلام الزجاج وابن عطية وابن كثير
 سبب تسمية الريح بالإعصار
- أما لأنها تعصر السحاب بهذا فسر عبيد الله بن الحسن العنبري القاضي،
- قيل لها إعصارٌ لأنها تلتف كالثوب إذا عصر »، قال المهدوي وضعفه ابن عطية

 نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ :
- أنه نار على حقيقته
- أو هو نفسها يوجد عنه كاثرها قال السدي: «الإعصار الريح، والنار السموم»، وقال ابن عباس: «ريح فيها سموم شديدة»، وقال ابن مسعود: «إن السموم التي خلق الله منها الجان جزء من سبعين جزءا من النار». والمقصود نار الآخرة كما قال ابن عطية في تفسيره
 فاحترقت} أي: أحرق ثمارها وأباد أشجارها،
 مرجع اسم الإشارة "كذلك " كمثل بيان هذه الأقاصيص التي مرت فيما سلف من الآيات الصّدقة والجهاد وقصة إبراهيم – عليه السلام - والذي مرّ على قرية، ذكره الزجاج

كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
 {يبين اللّه لكم الآيات}،أي: العلامات والدّلالات التي تحتاجون إليها في أمر توحيده، وإثبات رسالات رسله وثوابه وعقابه. ذكره الزجاج
 "لعلّكم تتفكّرون"أي: تعتبرون وتفهمون الأمثال والمعاني، وتنزلونها على المراد منها ،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: "اللّهمّ اجعل أوسع رزقك عليّ عند كبر سنّي وانقضاء عمري"
 كيف يكون هذا التفكر : كما قال ابن عباس"" تتفكّرون في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها " حاصل ماذكره ابن عطية وابن كثير

 الحكمة من ضرب هذا المثل : تبين مثل من أحسن العمل أوّلًا ثمّ بعد ذلك انعكس سيره، فبدّل الحسنات بالسّيّئات، فأبطل بعمله الثّاني ما أسلفه فيما تقدّم من الصالحٍ واحتاج إلى شيءٍ من الأوّل في أضيق الأحوال، فلم يحصل له منه شيءٌ، وخانه أحوج ما كان إليه .عن ابن عبّاسٍ قال: «ضرب اللّه له مثلًا حسنًا، وكلّ أمثاله حسنٌ، قال:{أيودّ أحدكم أن تكون له جنّةٌ من نخيلٍ وأعنابٍ تجري من تحتها الأنهار له فيها من كلّ الثّمرات}يقول: ضيّعه في شيبته{وأصابه الكبر}وولده وذرّيّته ضعافٌ عند آخر عمره، فجاءه إعصارٌ فيه نارٌ فأحرق بستانه، فلم يكن عنده قوّةً أن يغرس مثله، ولم يكن عند نسله خيرٌ يعودون به عليه، وكذلك الكافر يوم القيامة، إذ ردّ إلى اللّه عزّ وجلّ، ليس له خيرٌ فيستعتب، كما ليس لهذا قوّةٌ فيغرس مثل بستانه، ولا يجده قدّم لنفسه خيرًا يعود عليه، كما لم يغن عن هذا ولده، وحرم أجره عند أفقر ما كان إليه، كما حرم هذا جنّة اللّه عند أفقر ماكان إليها عند كبره وضعف ذرّيّته». ذكره ابن كثير

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 ذو القعدة 1438هـ/19-08-2017م, 05:22 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

تلخيص قوله تعالى :(( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))[
]
🔹مناسبة الآية لما قبلها
نزلت هذه الآية الجليلة في السورة العظيمة التي تسعى إلى إنشاء قواعد التصور الإيماني وتعميق جذوره في شتى نواحي الحياة،ومن هذا بناء قواعد النظام الاقتصادي الاجتماعي لينشئ مجتمع متكافل متعاون .
ومناسبة هذه الآية لما قبلها هو أنه تعالى لما ذكر قصة المار على القرية وقصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وكانا من أدل دليل على البعث ذكر ما ينتفع به يوم البعث وما يجد جزاءه هناك وهو الإنفاق في سبيله، كما أعقب قصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت بقوله تعالى:(( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا...))وكما عقب قتل داود جالوت وقوله تعالى:(( ولو شاء الله ما اقتتلوا...)) بقوله عز وجل:(( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم...))
أعقب هنا بذكر النفقة في سبيله لأن ثمرة النفقة تظهر حقيقة يوم البعث، كما قال تعالى (( يوم تجد كل نفس ماعملت من خيراً محضراً...))
🔹 سبب نزول الآية .
ذكر الواحدي في أسباب النزول وغيرُه : إنّ هذه الآية نزلت في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف؛ ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد الخروج إلى غزوة تبوك حث الناس على الإنفاق في سبيل الله . وكان الجيشُ يومئذ بحاجة إلى الجهاز وهو جيش العُسْرة فجاءه عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف ، وقال عثمان بن عفان : «عَلَيّ جهاز من لا جهاز له» فجَهّز الجيش بألف بعير بأقْتَابها وأحْلاسِهَا وقيل جاء بألف دينار ذهباً فصبّها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونزول هذه الآية في شأن صدقة هذين الصحابيين الجليلين لا يمنع من شمولهما لكل من نهج نهجهما، وبذل من ماله في سبيل الله، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
🔹مقصد الآية .
التحريض على الإنفاق في سبيل الله بذكر مثال حيٌّ
مشاهدٌ بين أيديهم .
🔹 التفسير الإجمالي للآية .
في هذه الآية الجليلة حثٌ على الإنفاق في سبيل الله ببيان مثالٌ له، ليستحضر العبد الصورة ويقوى شاهد الإيمان عنده مع شاهد العيان فتنقاد نفسه للبذل والعطاء راجياً ثواب عمله مؤملا وعده له بالمضاعفة على ماتقتضيه حكمته لاختلاف الأحوال والحاجة ولتفاوت الإخلاص والإيمان .
🔷المسائل الواردة في الآية .
🔹 مرجع السياق في الآية .
ذكر ابن جرير أن هذه الآية مردودةٌ إلى قوله: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرةً واللّه يقبض ويبسط وإليه ترجعون}، والآيات الّتي بعدها إلى قوله: {مثل الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه}

🔹الغرض من ضرب المثل .
في هذه الآية العظيمة يضرب الله المثل لغرض مهم وهو بيان شرف النفقة في سبيل الله،والغرض منه استحضار الصورة وتصوير للإضعاف كأنها حاضرة بين يدي الناظر فيشاهده ببصريته فيقوى
ايمانه ويعظم يقينه بما وعده الله به من الخلف والمضاعفة فتنقاد نفسه للبذل راضية سمحة به مستشعرة بركته وفضله ،وهذا هو مقصد الآية والتي ترمي إليه وهو التحريض والترغيب في البذل في سبيل الله، وخص الأموال بالذكر لأنها قوام الحياة ولا يقوى الجهاد إلا بها .
قال <ابن كثير>وهذا المثل أبلغ في النّفوس، من ذكر عدد السّبعمائة، فإنّ هذا فيه إشارةٌ إلى أنّ الأعمال الصالحٍة ينمّيها اللّه عزّ وجلّ، لأصحابها، كما ينمّي الزّرع لمن بذره في الأرض الطّيّبة،
🔹المراد من قوله (فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
الذي يراد به في هذه الآية وغيرها من الآيات هو "الجهاد في سبيل الله " وهو الذي عليه أئمة السلف ،وكثير من المتقدمين، وذهب بعض العلماء والمفسرين إلى أنه يشمل كلٌ طاعة يقوم بها العبد في وجوه الخير الشاملة للجهاد وغيره،،وهو الذي ذكره الألوسي، وابن عطية، وغيرهما،وقد وردت فتوى عن "مجمع الفقه الأسلامى" درسوا فيها هذه المسألة،فذهب بعضهم كالشيخ "ابن باز" والشيخ " ابن عثيمين" رحمهما الله تعالى ،وغيرهم إلى أنه يراد به الجهاد ،وذهب بعض الفقهاء المعاصرين ،كالشيخ "ابن جبرين" وغيره إلى أنه الجهاد وغيره وكلُ ما أعان على سبيل الله من جهاد الكلمة، وجهاد الكفار ، وعللوا هذا الإختلاف في الفتوى أن في سبيل الله أمرها واسع يشمل الجهاد بالكلمة وفي تعليم العلم ، وفي تعليم كتاب الله والدعوة إلى الله وغيرها ، وأن الجهاد اليوم اصبحت تقوم به الدول على شكل وزارات،ولا مجال للناس بدعمه وأما الجهاد بالكلمة مازال محتاج إلى من يدعمه ويسانده ؛ سمعته من الدورة المقامة في تفسير القرآن الكريم دورة الأترجة العلمية .
وقد ورد في السنة عدة أحاديث تبين فضل الإنفاق في سبيل الله ومضاعفة الأجر فيه ، كما ورد عن الإمام إحمد رحمه الله تعالى ،عن ابن مسعودٍ: «أنّ رجلًا تصدّق بناقةٍ مخطومةٍ في سبيل اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لتأتينّ يوم القيامة بسبعمائة ناقةٍ مخطومةٍ». ورواه مسلمٌ والنّسائيّ وغيرهما .
وحديث أخر رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى ،
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كلّ عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ، إلى ما شاء اللّه، يقول اللّه: إلّا الصّوم، فإنّه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي، وللصّائم فرحتان: فرحةٌ عند فطره، وفرحةٌ عند لقاء ربّه، ولخلوف فيه أطيب عند اللّه من ريح المسك. الصّوم جنّةٌ، الصّوم جنّةٌ». وكذا رواه مسلمٌ .
🔹فيما نزلت الآية .
قيل : نزلت في نفقة التطوع . وقيل : نزلت قبل آية الزكاة ثم نسخت بآية الزكاة ،قال "القرطبي" ولا حاجة إلى دعوى النسخ ؛ لأن الإنفاق في سبيل الله مندوب إليه في كل وقت .
🔹المراد بقوله تعالى ( كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ)
الحبة هي اسم جنس لكل ما يزدرعه ابن آدم ويقتاته، وأشهر ذلك البر فكثيرا ما يراد بالحب، والمراد كمثل باذر حبة،
وسنبلة- بوزن فنعلة- من أسبل الزرع إذا صار فيه السنبل، وقيل: معناه صار فيه حب مستور كما يستر الشيء بإسبال الستر عليه،والجمع سنابل .
والمراد بالآية تمثيل للمعقول بالمحسوس في غير كثير من الترَّكيب لتحصل السرعة بتخيُّل مضاعفة الثواب .
ومعنى الآية: مثل صدقة الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله، أى: في طاعته في وجه من وجوه البرّ، كمثل حبة ألقيت في أرض طيبة، أصابها الغيث، فخرجت الحبة على هيئة زرع قوى جميل فأنبتت في الوقت المناسب لإنباتها سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة.
وقال <الألوسي>وفي ذكر الحبة في التمثيل هنا إشارة أيضا إلى البعث وعظيم القدرة إذ من كان قادرا على أن يخرج من حبة واحدة في الأرض سبعمائة حبة فهو قادر على أن يخرج الموتى من قبورهم بجامع اشتركا فيه من التغذية والنمو.
وأشار <القرطبي> إلى إن في هذه الآية دليل على أن اتخاذ الزرع من أعلى الحرف التي يتخذها الناس والمكاسب التي يشتغل بها العمال ، ولذلك ضرب الله به المثل
🔹معنى قوله تعالى:(وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ)
اختلفت أقوال العلماء في معنى المضاعفة المذكورة، فمنهم من قال أنها مبينة ومؤكدة لما تقدم من ذكر السبعمائة، وليس ثمة تضعيف فوق سبعمائة، ومنهم من قال : بل هو إعلام بأن الله تعالى يضاعف لمن يشاء أكثر من سبعمائة ضعف، وقد صحح هذا القول <القرطبي>مستشهداً بحديث ابن عمر
الذي أورده ابن حبّان في صحيحه، أنه لما نزلت هذه الآية قال النبي عليه السلام «رب زد أمتي». فنزلت: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضاً حسناً فيضاعفه له}، فقال: «رب زد أمتي»، فنزلت: {إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب}
كما ورد عنهم أقوالاً فيما تكون المضاعفة بسبعمائة ضعف، فقيل أنها خاصة في الإنفاق بالجهاد،أما في غيره فلا يضاعف، وإنما تجزي الحسنة بعشر أمثاله، كماورد من حديث<عياض بن غطيفٍ > وورد عن ابن عباس إنه في الجهاد والحجّ، يضعف الدّرهم فيهما إلى سبعمائة ضعفٍ؛وقيل بل تشمل وجوه الخيرات الشاملة للجهاد وغيره، للحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة أن كلّ عمل ابن آدم يضاعف ....))
🔹قوله تعالى :(وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
ختام بديع مناسب لسياق الآية ،فالله عز وجل عطاؤه واسع، وجوده عميم، وفضله كبير، فلا يستبعد أحدٌ هذا الفضل ،لأن الله تعالى لا يتعاظمه شيئ ،ولا ينقصه عطاءٌ مهما عظم، وهو سبحانه عليمٌ بمن يستحقه، وسعة كرمه لا تناقض حكمته حيث يضع المضاعفة في موضعها لكمال علمه وحكمته .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 ذو القعدة 1438هـ/19-08-2017م, 08:14 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ .....(264)}

يخاطب الله تعالى عباده المؤمنين في هذه الآية بقوله (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم )
والمراد بإبطال الصدقة : قيل عدم قبولها صدقة ،قال جمهور العلماء في هذه الآية: «إن الصدقة التي يعلم الله في صاحبها أنه يمن أو يؤذي فإنها لا تتقبل صدقة»، وقيل بل جعل الله للملك عليها أمارة فلا يكتبها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «وهذا حسن، لأن ما نتلقى نحن عن المعقول من بني آدم فهو أن المن المؤذي ينص على نفسه أن نيته لم تكن لله عز وجل على ما ذكرناه قبل، فلم تترتب له صدقة، فهذا هو بطلان الصدقة بالمنّ والأذى».
فالصّدقة تبطل بما يتبعها من المنّ والأذى، فما يفي ثواب الصّدقة بخطيئة المنّ والأذى.

-المراد بالمن: أن تمنّ بما أعطيت وتعتدّ به كأنك إنما تقصد به الاعتداد والأذى أن توبخ المعطي.

#الأحاديث الواردة في النهي عن المن والأذى في الصدقة:
1-في صحيح مسلمٍ، عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكّيهم، ولهم عذابٌ أليمٌ: المنّان بما أعطى، والمسبل إزاره، والمنفّق سلعته بالحلف الكاذب».
2-وقال ابن مردويه: عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يدخل الجنّة عاقٌّ، ولا منّانٌ، ولا مدمن خمرٍ، ولا مكذب بقدر»، وروى أحمد وابن ماجه، من حديث يونس بن ميسرة نحوه.
وقد روى النّسائيّ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يدخل الجنّة مدمن خمرٍ، ولا عاقٌّ لوالديه، ولا منّانٌ».
3-و روى ابن مردويه، وابن حبّان، والحاكم في مستدركه، والنّسائيّ من حديث عبد اللّه بن يسارٍ الأعرج، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ثلاثةٌ لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، ومدمن الخمر، والمنّان بما أعطى».

-(كالذي ينفق ماله ....) مثل الله هذا الذي يمن ويؤذي بحسب مقدمة نيته بالذي ينفق رئاء لا لوجه الله.
-المراد بالرياء : هومصدر من فاعل من الرؤية. كأن الرياء تظاهر وتفاخر بين من لا خير فيه من الناس.
قال المهدوي: «والتقدير كإبطال الذي ينفق رئاء».
فأعلم الله عزّ وجلّ أن المن والأذى يبطلان الصدقة كما تبطل نفقة المنافق الذي إنما يعطي وهو لا يريد بذلك العطاء ما عند اللّه، إنما يعطي ليوهم أنه مؤمن.
أو يعطي يراءى بها النّاس، فأظهر لهم أنّه يريد وجه اللّه وإنّما قصده مدح النّاس له أو شهرته بالصّفات الجميلة، ليشكر بين النّاس، أو يقال: إنّه كريمٌ ونحو ذلك من المقاصد الدّنيويّة، مع قطع نظره عن معاملة اللّه تعالى وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه؛ ولهذا قال: {ولا يؤمن باللّه واليوم الآخر}



- وقوله تعالى: {ولا يؤمن باللّه واليوم الآخر} يحتمل أن يريد الكافر الظاهر الكفر، إذ قد ينفق ليقال جواد وليثنى عليه بأنواع الثناء ولغير ذلك. ويحتمل أن يريد المنافق الذي يظهر الإيمان.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو القعدة 1438هـ/19-08-2017م, 10:10 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

قوله تعالى (قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير) (259)
- علاقة الآية بما قبلها .
- معنى عام
- المقصود بطعامه .
- المقصود بشرابه .
- معنى يتسنه .
- سبب ضرب المثل بنفسه .
- السبب في كونه آية .
- المقصود بالعظام .
- معنى ننشزها .
- معنى فلما تبين له .
- مقصود قوله ( أعلم )

تفصيل المسائل

- علاقة الآية بما قبلها .
هذه الآية أتت لإثبات قدرة الله تعالى على البعث واستحقاقه بالألوهية دون سواه فبدأت الآيات بقصة الرجل من بني اسرائيل الذي مر على قرية خربة وقد تساقطت جدرانها على سقوفها فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها ليس شكا في قدرة الله على الإحياء فأماته الله مائة عام ثم بعثه فكان آية على قدرة الله على البعث وإحياء الله الموتى فلما سأل كم لبثت قبل إحياءك قال يوما أو بعض يوم فكانت الإجابة من الله عزوجل بأنه قد لبث مائة عام وأعطاه الدليل على مكثه هذه المدة أنه رأى أبنه قد هرم وشاخ وهو ما زال في سن الأربعين .

- معنى عام .
قال النقاش: العام مصدر كالعوم سمي به هذا القدر من الزمان لأنها عومة من الشمس في الفلك، والعوم كالسبح، وقال تعالى: وكل في فلك يسبحون ذكره ابن كثير وابن عطية .

- المقصود بطعامه .
قيل كان عنب وعصير وتين
وقيل كان معه سلة فيها تبن وهو طعامه، وقيل تبن وعنب و ركوة من خمر.
وقيل، قلة ماء هي شرابه.
فوجد كل شيء من هذا الطعام لم يتغير ولم يتعفن .ذكره ابن عطية وابن كثير .


- معنى يتسنه .
يحتمل أن يكون تسنن الشيء إذا فسد وتغير ومنه الحمأ المسنون ورد الزجاج هذا القول وقال إنما المسنون المصبوب على سنة الأرض.
ويحتمل أن يكون من السنة وهي الجدب والقحط,أو من السنة التي جمعها السنوات فالمعنى واحد أي لم تغير طعامك القحوط والجدوب أو السنون والأعوام .ذكره ابن عطية .
وقيل معناه لم يتغير من قوله تعالى: ماء غير آسن ذكره ابن عطية عن النقاش , ورد ابن عطية هذا القول قال لأنه لو كان من أسن الماء لجاء لم يتأسن .

- سبب ضرب المثل بنفسه .
سأل هو عن إعادة إحياء القرية المهجورة فأتاه الجواب أعظم مما سأل وذلك لأحد أمرين :
- إنما كان سؤاله عن إحياء بني آدم لا القرية .
- قيل إن هذا القول جاء لإنه شك في قدرة الله وهذا لايصح القول بالشك في قدرة الله .ذكره القرطبي

- السبب في كونه آية .
قيل أنه جاء شابا على حاله يوم مات، فوجد الحفدة والأبناء شيوخا.
وقيل جاء وهو ابن أربعين سنة كما كان يوم مات، ووجد بنيه قد تجاوزوا مائة سنة.
وقيل بل موضع كونه آية أنه جاء وقد هلك كل من يعرف، فكان آية لمن كان حيا من قومه.
وقال ابن عطية رحمه الله تعالى بل في إماتته هذه المدة، ثم إحيائه أعظم آية، وأمره كله آية للناس في سائر الأزمان .ذكره ابن عطية .



- المقصود بالعظام .
قيل : المقصود ينظر إلى عظام الحمار تتصل أجزاءه بعضها ببعض ثم كساها لحما ثم جلدا ثم نفخ فيه الروح .
وقيل : عظام نفسه وذلك أنه أول ما أحيا الله رأسه وعيناه فأخذ ينظر إلى عظامه وهي تتكامل عضوا عضوا .ذكره ابن كثير وابن عطية .

- القراءات في ننشزها .
القراءه الأولى : «ننشرها» بفتح النون الأولى وضم الشين وبالراء،روى أبان عن عاصم وقرأها ابن عباس والحسن وأبو حيوة.ويحتمل أن تكون لغة في الإحياء، يقال: نشرت الميت وأنشرته فيجيء نشر الميت ونشرته، كما يقال حسرت الدابة وحسرتها، وغاض الماء وغضته، ورجع زيد ورجعته, ويحتمل أن يراد بها ضد الطي، كأن الموت طي للعظام والأعضاء، وكأن الإحياء وجمع بعضها إلى بعض نشر.

القراءة الثانية : «ننشرها» بضم النون الأولى وبالراء فمعناه نحييها. يقال أنشر الله الموتى فنشروا، قال الله تعالى: (ثم إذا شاء أنشره) ومنه قول الأعشى: [السريع] يا عجبا للميت الناشر .

القراءة الثالثة : «ننشزها» بالزاي فمعناه: نرفعها، والنشز المرتفع من الأرض، ومنه قول الشاعر:
ترى الثعلب الحولي فيها كأنه ... إذا ما علا نشزا حصان مجلل , ورد ابن عطية هذا القول أن يكون النشوز معناه رفع العظام بعضها إلى بعض .

-وقيل : ننشزها أي ننبتها ومنه قول العرب ، من ذلك نشز ناب البعير، والنشز من الأرض ونشزت المرأة كأنها فارقت الحال التي ينبغي أن تكون عليها،وقوله تعالى:( وإذا قيل انشزوا فانشزوا) أي فارتفعوا شيئا شيئا .

القراءة الرابعة : «كيف ننشيها» بالياء, وهي قراءة أبي بن كعب .


- معنى فلما تبين له .
أي لما رأى من قدرة الله على الخلق وإعادته واتضح ذلك له وصار في حقه عين اليقين قال ذلك .


- مقصود قوله ( أعلم )
أي ازداد علمي بهذا بعد معاينتي له فأنا أعلم أهل زماني بهذا .
وفي القراءة الثانية بهمزة الوصل "قَالْ اعْلَمْ" عَلَى أَنَّهُ أَمْرٌ له بالعلم بقدرة الله تعالى على إعادة الخلق وبعثهم .
والحمد لله رب العالمين ,,,

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 12:50 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

-تفسير قول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)}


تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): ( {مثل الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبّة واللّه يضاعف لمن يشاء واللّه واسع عليم} أي: جواد لا ينقصه ما يتفضّل به من السعة، عليم حيث يضعه). [معاني القرآن: 1/346-347]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {مثل الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه كمثل حبّةٍ أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلةٍ مائة حبّةٍ واللّه يضاعف لمن يشاء واللّه واسعٌ عليمٌ (261) الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه ثمّ لا يتبعون ما أنفقوا منًّا ولا أذىً لهم أجرهم عند ربّهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (262)}
هذه الآية لفظها بيان مثل بشرف النفقة في سبيل الله وبحسنها، وضمنها التحريض على ذلك، وهذه الآية في نفقة التطوع، وسبل الله كثيرة، وهي جميع ما هو طاعة وعائد بمنخًفعة على المسلمين والملة، وأشهرها وأعظمها غناء الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا، والحبة اسم جنس لكل ما يزدرعه ابن آدم ويقتاته، وأشهر ذلك البر، وكثيرا ما يراد بالحب. ومنه قول المتلمس:
آليت حب العراق الدهر أطعمه ....... والحب يأكله في القرية السوس
وقد يوجد في سنبل القمح ما فيه مائة حبة، وأما في سائر الحبوب فأكثر، ولكن المثال وقع بهذا القدر، وقد ورد القرآن بأن الحسنة في جميع أعمال البر بعشر أمثالها، واقتضت هذه الآية أن نفقة الجهاد
حسنتها بسبعمائة ضعف، وبين ذلك الحديث الصحيح، واختلف العلماء في معنى قوله: {واللّه يضاعف لمن يشاء}، فقالت طائفة هي مبينة ومؤكدة لما تقدم من ذكر السبعمائة. وليس ثمة تضعيف فوق سبعمائة، وقالت طائفة من العلماء: بل هو إعلام بأن الله تعالى يضاعف لمن يشاء أكثر من سبعمائة ضعف. وروي عن ابن عباس أن التضعيف ينتهي لمن شاء الله إلى ألفي ألف. وليس هذا بثابت الإسناد عنه، وقال ابن عمر لما نزلت هذه الآية قال النبي عليه السلام «رب زد أمتي». فنزلت: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضاً حسناً فيضاعفه له}[الحديد: 11]، فقال: «رب زد أمتي»، فنزلت: {إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حسابٍ} [الزمر: 10] وسنبلةٍ فنعلة من أسبل الزرع أي أرسل ما فيه كما ينسبل الثوب، والجمع سنابل، وفي قوله تعالى: {مثل الّذين}، حذف مضاف، تقديره مثل إنفاق الذين، أو تقدره كمثل ذي حبة، وقال الطبري في هذه الآية: «إن قوله:{في كلّ سنبلةٍ مائة حبّةٍ}معناه: إن وجد ذلك وإلا فعلى أن نفرضه» ثم أدخل عن الضحاك أنه قال: «في كلّ سنبلةٍ مائة حبّةٍ معناه كل سنبلة أنبتت مائة حبة»، فجعل الطبري قول الضحاك نحو ما قال هو، وذلك غير لازم من لفظ الضحاك، قال أبو عمرو الداني قرأ بعضهم «مائة حبة» بالنصب على تقدير أنبتت مائة حبة). [المحرر الوجيز: 2/ 57-58]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {مثل الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه كمثل حبّةٍ أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلةٍ مائة حبّةٍ واللّه يضاعف لمن يشاء واللّه واسعٌ عليمٌ (261)}
هذا مثلٌ ضربه اللّه تعالى لتضعيف الثّواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته، وأنّ الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ، فقال: {مثل الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه} قال سعيد بن جبيرٍ: «في طاعة اللّه». وقال مكحولٌ: «يعني به: الإنفاق في الجهاد، من رباط الخيل وإعداد السّلاح وغير ذلك»، وقال شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: «الجهاد والحجّ، يضعف الدّرهم فيهما إلى سبعمائة ضعفٍ؛ ولهذا قال اللّه تعالى:{كمثل حبّةٍ أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلةٍ مائة حبّةٍ}»
وهذا المثل أبلغ في النّفوس، من ذكر عدد السّبعمائة، فإنّ هذا فيه إشارةٌ إلى أنّ الأعمال الصالحٍة ينمّيها اللّه عزّ وجلّ، لأصحابها، كما ينمّي الزّرع لمن بذره في الأرض الطّيّبة، وقد وردت السّنّة بتضعيف الحسنة إلى سبعمائة ضعفٍ، قال الإمام أحمد: حدّثنا زياد بن الرّبيع أبو خداش، حدّثنا واصلٌ مولى ابن عيينة، عن بشّار بن أبي سيفٍ الجرميّ، عن عياض بن غطيفٍ قال: «دخلنا على أبي عبيدة بن الجرّاح نعوده من شكوى أصابه -وامرأته تحيفة قاعدةٌ عند رأسه -قلنا: كيف بات أبو عبيدة؟ قالت: واللّه لقد بات بأجرٍ، قال أبو عبيدة: ما بتّ بأجرٍ، وكان مقبلًا بوجهه على الحائط، فأقبل على القوم بوجهه، وقال: ألا تسألوني عمّا قلت؟ قالوا: ما أعجبنا ما قلت فنسألك عنه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «من أنفق نفقةً فاضلةً في سبيل اللّه فبسبعمائةٍ، ومن أنفق على نفسه وأهله، أو عاد مريضًا أو ماز أذًى، فالحسنة بعشر أمثالها، والصّوم جنّةٌ ما لم يخرقها، ومن ابتلاه اللّه عزّ وجلّ، ببلاءٍ في جسده فهو له حطّةٌ». وقد روى النّسائيّ في الصّوم بعضه من حديث واصلٍ به، ومن وجهٍ آخر موقوفًا.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن سليمان، سمعت أبا عمرٍو الشّيبانيّ، عن ابن مسعودٍ: «أنّ رجلًا تصدّق بناقةٍ مخطومةٍ في سبيل اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لتأتينّ يوم القيامة بسبعمائة ناقةٍ مخطومةٍ». ورواه مسلمٌ والنّسائيّ، من حديث سليمان بن مهران، عن الأعمش، به. ولفظ مسلمٍ: «جاء رجلٌ بناقةٍ مخطومةٍ، فقال: يا رسول اللّه، هذه في سبيل اللّه. فقال: «لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقةٍ».
حديثٌ آخر: قال أحمد: حدّثنا عمرو بن مجمع أبو المنذر الكنديّ، أخبرنا إبراهيم الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إن اللّه عزّ وجلّ، جعل حسنة ابن آدم بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعفٍ، إلّا الصّوم، والصّوم لي وأنا أجزي به، وللصّائم فرحتان: فرحةٌ عند إفطاره وفرحةٌ يوم القيامة، ولخلوف فم الصّائم أطيب عند اللّه من ريح المسك».
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كلّ عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ، إلى ما شاء اللّه، يقول اللّه: إلّا الصّوم، فإنّه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي، وللصّائم فرحتان: فرحةٌ عند فطره، وفرحةٌ عند لقاء ربّه، ولخلوف فيه أطيب عند اللّه من ريح المسك. الصّوم جنّةٌ، الصّوم جنّةٌ». وكذا رواه مسلمٌ، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي سعيدٍ الأشجّ، كلاهما عن وكيعٍ، به.
حديثٌ آخر: قال أحمد: حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن الرّكين، عن يسير بن عميلة عن خريم بن فاتكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أنفق نفقةً في سبيل اللّه تضاعف بسبعمائة ضعفٍ».
حديثٌ آخر: قال أبو داود: حدّثنا أحمد بن عمرو بن السّرح، حدّثنا ابن وهبٍ، عن يحيى بن أيّوب وسعيد بن أبي أيّوب، عن زبّان بن فائدٍ، عن سهل بن معاذٍ، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الصّلاة والصّيام والذّكر يضاعف على النّفقة في سبيل اللّه سبعمائة ضعفٍ».
حديثٌ آخر: قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا هارون بن عبد اللّه بن مروان، حدّثنا ابن أبي فديكٍ، عن الخليل بن عبد اللّه، عن الحسن، عن عمران بن حصينٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أرسل بنفقةٍ في سبيل اللّه، وأقام في بيته فله بكلّ درهم سبعمائة درهمٍ يوم القيامة ومن غزا في سبيل اللّه، وأنفق في جهة ذلك فله بكلّ درهم سبعمائة ألف درهمٍ». ثمّ تلا هذه الآية: {واللّه يضاعف لمن يشاء} وهذا حديثٌ غريبٌ.
وقد تقدّم حديث أبي عثمان النّهديّ، عن أبي هريرة في تضعيف الحسنة إلى ألفي ألف حسنةٍ، عند قوله: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرةً} [البقرة:245].
حديثٌ آخر: قال ابن مردويه: حدّثنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العسكريّ البزّاز، أخبرنا الحسن بن عليّ بن شبيبٍ، أخبرنا محمود بن خالدٍ الدّمشقيّ، أخبرنا أبي، عن عيسى بن المسيب، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: «لمّا نزلت هذه الآية: {مثل الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه}قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «ربّ زد أمّتي» قال: فأنزل اللّه: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضًا حسنًا} قال: «ربّ زد أمّتي»قال: فأنزل اللّه: {إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حسابٍ}[الزّمر:10].
وقد رواه أبو حاتم ابن حبّان في صحيحه، عن حاجب بن أركين، عن أبي عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز المقرئ، عن أبي إسماعيل المؤدّب،
عن عيسى بن المسيب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وقوله هاهنا: {واللّه يضاعف لمن يشاء} أي: بحسب إخلاصه في عمله {واللّه واسعٌ عليمٌ} أي: فضله واسعٌ كثيرٌ أكثر من خلقه، عليمٌ بمن يستحقّ ومن لا يستحقّ). [تفسير ابن كثير: 1/ 691-693]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {الّذين ينفقون أموالهم} الآية، لما تقدم في الآية التي قبل هذه ذكر الإنفاق في سبيل الله على العموم بيّن في هذه الآية أن ذلك الحكم إنما هو لمن لم يتبع إنفاقه منا ولا أذى، وذلك أن المنفق في سبيل الله إنما يكون على أحد ثلاثة أوجه، إما أن يريد وجه الله تعالى ويرجو ثوابه، فهذا لا يرجو من المنفق عليه شيئا ولا ينظر من أحواله في حال سوى أن يراعي استحقاقه، وإما أن يريد من المنفق عليه جزاء بوجه من الوجوه، فهذا لم يرد وجه الله بل نظر إلى هذه الحال من المنفق عليه، وهذا هو الذي متى أخلف ظنه من بإنفاقه وآذى، وإما أن ينفق مضطرا دافع غرم إما لماتة للمنفق عليه أو قرينة أخرى من اعتناء معتن ونحوه، فهذا قد نظر في حال ليست لوجه الله، وهذا هو الذي متى توبع وحرج بوجه من وجوه الحرج آذى.
فالمن والأذى يكشفان ممن ظهرا منه أنه إنما كان على ما ذكرناه من المقاصد، وأنه لم يخلص لوجه الله، فلهذا كان المن والأذى مبطلين للصدقة، من حيث بين كل واحد منهما أنها لم تكن صدقة، وذكر النقاش:«أنه قيل إن هذه الآية نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقيل في علي بن أبي طالب رضي الله عنه»، وقال مكي: «في عثمان وابن عوف رضي الله عنهما»، والمن ذكر النعمة على معنى التعديد لها والتقريع بها، والأذى: السب والتشكي، وهو أعم من المنّ، لأنّ المن جزء من الأذى لكنه نص عليه لكثرة وقوعه، وذهب ابن زيد إلى أن هذه الآية هي في الذين لا يخرجون في الجهاد، بل ينفقون وهم قعود، وأن الأولى التي قبلها هي في الذين يخرجون بأنفسهم وأموالهم. قال: «ولذلك شرط على هؤلاء ولم يشترط على الأولين».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «وفي هذا القول نظر، لأن التحكم فيه باد»، وقال زيد بن أسلم: «لئن ظننت أن سلامك يثقل على من أنفقت عليه تريد وجه الله فلا تسلم عليه»، وقالت له امرأة: يا أبا أسامة دلني على رجل يخرج في سبيل الله حقا، فإنهم إنما يخرجون ليأكلوا الفواكه، فإن عندي أسهما وجعبة، فقال لها: لا بارك الله في أسهمك وجعبتك، فقد آذيتهم قبل أن تعطيهم. وضمن الله الأجر للمنفق في سبيل الله، والأجر الجنة، ونفى عنه الخوف بعد موته لما يستقبل والحزن على ما سلف من دنياه، لأنه يغتبط بآخرته »). [المحرر الوجيز: 2/ 58-60]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه ثمّ لا يتبعون ما أنفقوا منًّا ولا أذًى لهم أجرهم عند ربّهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (262) قولٌ معروفٌ ومغفرةٌ خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذًى واللّه غنيٌّ حليمٌ (263) يا أيّها الّذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كالّذي ينفق ماله رئاء النّاس ولا يؤمن باللّه واليوم الآخر فمثله كمثل صفوانٍ عليه ترابٌ فأصابه وابلٌ فتركه صلدًا لا يقدرون على شيءٍ ممّا كسبوا واللّه لا يهدي القوم الكافرين (264)}
يمدح تعالى الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه، ثمّ لا يتبعون ما أنفقوا من الخيرات والصّدقات منًّا على من أعطوه، فلا يمنّون على أحدٍ، ولا يمنّون به لا بقولٍ ولا فعلٍ.
وقوله: {ولا أذًى} أي: لا يفعلون مع من أحسنوا إليه مكروهًا يحبطون به ما سلف من الإحسان. ثمّ وعدهم تعالى الجزاء الجزيل على ذلك، فقال: {لهم أجرهم عند ربّهم} أي: ثوابهم على اللّه، لا على أحدٍ سواه {ولا خوفٌ عليهم} أي: فيما يستقبلونه من أهوال يوم القيامة {ولا هم يحزنون} أي: على ما خلّفوه من الأولاد وما فاتهم من الحياة الدّنيا وزهرتها لا يأسفون عليها؛ لأنّهم قد صاروا إلى ما هو خيرٌ لهم من ذلك). [تفسير ابن كثير: 1/ 693]


تفسير قوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قولٌ معروفٌ ومغفرةٌ خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذىً واللّه غنيٌّ حليمٌ (263) يا أيّها الّذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كالّذي ينفق ماله رئاء النّاس ولا يؤمن باللّه واليوم الآخر فمثله كمثل صفوانٍ عليه ترابٌ فأصابه وابلٌ فتركه صلداً لا يقدرون على شيءٍ ممّا كسبوا واللّه لا يهدي القوم الكافرين (264)}
هذا إخبار جزم من الله تعالى أن القول المعروف وهو الدعاء والتأنيس والترجية بما عند الله، خير من صدقة هي في ظاهرها صدقة، وفي باطنها لا شيء. لأن ذلك القول المعروف فيه أجر، وهذه لا أجر فيها. وقال المهدوي وغيره: «التقدير في إعرابه قولٌ معروفٌ أولى ومغفرةٌ خيرٌ».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «وفي هذا ذهاب برونق المعنى، وإنما يكون المقدر كالظاهر، والمغفرة الستر للخلة وسوء حالة المحتاج». ومن هذا قول الأعرابي، وقد سأل قوما بكلام فصيح، فقال له قائل: ممن الرجل؟ فقال اللهم غفرا، سوء الاكتساب يمنع من الانتساب، وقال النقاش: «يقال معناه ومغفرة للسائل إن أغلظ أو جفا إذا حرم»، ثم أخبر تعالى بغناه عن صدقة من هذه حاله وعاقبة أمره، وحمله عمن يمكن أن يواقع هذا من عبيده وإمهالهم). [المحرر الوجيز: 2/ 60-61]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {قولٌ معروفٌ} أي: من كلمةٍ طيّبةٍ ودعاءٍ لمسلمٍ {ومغفرة} أي: غفر عن ظلمٍ قوليٍّ أو فعليٍّ {خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذًى}
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن نفيلٍ قال: قرأت على معقل بن عبيد اللّه، عن عمرو بن دينارٍ قال: بلغنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ما من صدقةٍ أحبّ إلى اللّه من قولٍ معروفٍ، ألم تسمع قوله:{قولٌ معروفٌ ومغفرةٌ خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذًى}»،{واللّه غنيٌّ}أي: عن خلقه، {حليمٌ} أي: يحلم ويغفر ويصفح ويتجاوز عنهم). [تفسير ابن كثير: 1/ 693]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)}

🔸معنى المثل:
-مثل الله هذا الذي يمن ويؤذي بحسب مقدمة نيته بالذي ينفق رئاء لا لوجه الله، والرياء مصدر من فاعل من الرؤية. كأن الرياء تظاهر وتفاخر بين من لا خير فيه من الناس. قال المهدوي: «والتقدير كإبطال الذي ينفق رئاء»تشبيه نفقة المنان والمؤذي بالمطر يصيب الحجر الذي عليه تراب فلا يبق عليه من التراب شيء، وجه الشبه إبطال النفقة وعدم النفع حيث يظن الظانّ التراب على الصفوان أرضا منبتة طيبة كما يظن قوم أن صدقة هذا المرائي لها نفع ، فإذا أصاب الصفوان وابل من المطر انكشف ذلك التراب وبقي صلدا، فكذلك هذا المرائي إذا كان يوم القيامة وحصلت الأعمال انكشف سره وظهر أنه لا قدر لصدقته ولا معنى. فالمن والأذى والرياء يكشف عن النية. فيبطل الصدقة كما يكشف الوابل الصفا فيذهب ما ظن أرضا. .مضمون ما ذكره الزجاج وابن عطية والن كثير
تفسير قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى} :
🔸قاعدة عقدية:
أن السيئات لا تبطل الحسنات .والمن والأذى في صدقة لا يبطل صدقة غيرها، إذ لم يكشف ذلك على النية في السليمة ولا قدم فيها على ذلك يكون التفسير :
إن الصدقة التي يعلم الله في صاحبها أنه يمن أو يؤذي فإنها تبطل. قاله جمهور العلماء كما ذكر ابن عطية وقيل بل جعل الله للملك عليها أمارة فلا يكتبها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله انه قول حسن لأن نية المنان لم تكن لله عز وجل فبطلت بذلك صدقته .كما ذكر ابن عطية
🔸عود الضمير في قوله تعالى: {ولا يؤمن باللّه واليوم الآخر} فيه اقوال:
1-يعود على الكافر الظاهر الكفر.
2- المنافق الذي يظهر الإيمان.
🔸الفرق بين المن والأذى:
-المن: أن تمنّ بما أعطيت وتعتدّ به كأنك إنما تقصد به الاعتداد .
-الأذى: أن توبخ المعطي.ذكره الزجاج
🔸حكم المن والأذى:
يبطلان الصدقة كصدقة المنافق . ذكره الزجاج والن عطية
فهي باطلة
🔸قوله عزّ وجلّ: {فمثله كمثل صفوان}
-معنى صفوان:
الحجر الكبير الأملس. قيل هو جمع واحدته صفواته. وقيل واحدته صفواة، وقيل هو إفراد وجمعه صفى، وأنكره المبرد وقال: «إنما هو جمع صفا»، ومن هذا المعنى الصفواء والصفا. قال امرؤ القيس:
كميت يزل اللبد عن حال متنه ....... كما زلت الصفواء بالمتنزل .ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
🔸قوله عزّ وجلّ: {عليه تراب فأصابه وابلا}
-معنى وابل:
المطر العظيم القطر وهو الذي يسيل على وجه الأرض. ذكره الزجاج وابن عطية
🔸معنى (صلداً)
-الصلد من الحجارة الأملس الصلب الذي لا شيء فيه، ويستعار للرأس الذي لا شعر فيه، ومنه قول رؤبة: برّاق أصلاد الجبين الأجله، قال النقاش: «الصلد الأجرد بلغة هذيل»، مضمون ما ذكره ابن عطية وابن كثير
🔸عود الصمير في وقوله تعالى: {لا يقدرون}
الذين ينفقون رئاء، أي لا يقدرون على الانتفاع بثواب شيء من إنفاقهم ذلك وهو كسبهم، وجاءت العبارة ب يقدرون على معنى الذي. وقد انحمل الكلام قبل على لفظ الذي، وهذا هو مهيع كلام العرب ولو انحمل أولا على المعنى لقبح بعد أن يحصمل على اللفظ، ذكره الن عطية
🔸معنى قوله عزّ وجلّ: {واللّه لا يهدي القوم الكافرين}
فيه أقوال:
1-لا يجعلهم بكفرهم مهتدين.ذكره الزجاج وابن عطية
2-لا يجعل جزاءهم على الكفر أن يهديهم.ذكره الزجاج
3-عموم يراد به الخصوص في الموافي على الكفر،
ذكره ابن عطية
4-أنه لا يهديهم في صدقاتهم وأعمالهم وهم على الكفر، ذكره ابن عطية
🔸النهي عن المن في السنة النبوية:
1-ماروي في صحيح مسلمٍ، من حديث شعبة، عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكّيهم، ولهم عذابٌ أليمٌ: المنّان بما أعطى، والمسبل إزاره، والمنفّق سلعته بالحلف الكاذب».ذكره ابن كثير
2-روى ابن مردويه: عن أحمد بن عثمان بن يحيى، عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يدخل الجنّة عاقٌّ، ولا منّانٌ، ولا مدمن خمرٍ، ولا مكذب بقدر»، وروى أحمد وابن ماجه، من حديث يونس بن ميسرة نحوه.ذكره ابن كثير
3-روى ابن مردويه، وابن حبّان، والحاكم في مستدركه، والنّسائيّ من حديث عبد اللّه بن يسارٍ الأعرج، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ثلاثةٌ لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، ومدمن الخمر، والمنّان بما أعطى».ذكره ابن كثير
وقد روى النّسائيّ، عن مالك بن سعدٍ، عن عمّه روح بن عبادة، عن عتّاب بن بشيرٍ، عن خصيفٍ الجزريّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يدخل الجنّة مدمن خمرٍ، ولا عاقٌّ لوالديه، ولا منّانٌ».ذكره ابن كثير
🔸القراءات:
قرأ طلحة بن مصرف «رياء الناس» بغير همز. ورويت عن عاصم. ذكره ابن عطية
وقرأ الزهري وابن المسيب «صفوان» بفتح الفاء، وهي لغة.ذكره ابن عطية

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 12:53 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

اعتذر عما تم بعثه بالخطأ
الواجب المطلوب هو مايلي
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)}

🔸معنى المثل:
-مثل الله هذا الذي يمن ويؤذي بحسب مقدمة نيته بالذي ينفق رئاء لا لوجه الله، والرياء مصدر من فاعل من الرؤية. كأن الرياء تظاهر وتفاخر بين من لا خير فيه من الناس. قال المهدوي: «والتقدير كإبطال الذي ينفق رئاء»تشبيه نفقة المنان والمؤذي بالمطر يصيب الحجر الذي عليه تراب فلا يبق عليه من التراب شيء، وجه الشبه إبطال النفقة وعدم النفع حيث يظن الظانّ التراب على الصفوان أرضا منبتة طيبة كما يظن قوم أن صدقة هذا المرائي لها نفع ، فإذا أصاب الصفوان وابل من المطر انكشف ذلك التراب وبقي صلدا، فكذلك هذا المرائي إذا كان يوم القيامة وحصلت الأعمال انكشف سره وظهر أنه لا قدر لصدقته ولا معنى. فالمن والأذى والرياء يكشف عن النية. فيبطل الصدقة كما يكشف الوابل الصفا فيذهب ما ظن أرضا. .مضمون ما ذكره الزجاج وابن عطية والن كثير
تفسير قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى} :
🔸قاعدة عقدية:
أن السيئات لا تبطل الحسنات .والمن والأذى في صدقة لا يبطل صدقة غيرها، إذ لم يكشف ذلك على النية في السليمة ولا قدم فيها على ذلك يكون التفسير :
إن الصدقة التي يعلم الله في صاحبها أنه يمن أو يؤذي فإنها تبطل. قاله جمهور العلماء كما ذكر ابن عطية وقيل بل جعل الله للملك عليها أمارة فلا يكتبها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله انه قول حسن لأن نية المنان لم تكن لله عز وجل فبطلت بذلك صدقته .كما ذكر ابن عطية
🔸عود الضمير في قوله تعالى: {ولا يؤمن باللّه واليوم الآخر} فيه اقوال:
1-يعود على الكافر الظاهر الكفر.
2- المنافق الذي يظهر الإيمان.
🔸الفرق بين المن والأذى:
-المن: أن تمنّ بما أعطيت وتعتدّ به كأنك إنما تقصد به الاعتداد .
-الأذى: أن توبخ المعطي.ذكره الزجاج
🔸حكم المن والأذى:
يبطلان الصدقة كصدقة المنافق . ذكره الزجاج والن عطية
فهي باطلة
🔸قوله عزّ وجلّ: {فمثله كمثل صفوان}
-معنى صفوان:
الحجر الكبير الأملس. قيل هو جمع واحدته صفواته. وقيل واحدته صفواة، وقيل هو إفراد وجمعه صفى، وأنكره المبرد وقال: «إنما هو جمع صفا»، ومن هذا المعنى الصفواء والصفا. قال امرؤ القيس:
كميت يزل اللبد عن حال متنه ....... كما زلت الصفواء بالمتنزل .ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
🔸قوله عزّ وجلّ: {عليه تراب فأصابه وابلا}
-معنى وابل:
المطر العظيم القطر وهو الذي يسيل على وجه الأرض. ذكره الزجاج وابن عطية
🔸معنى (صلداً)
-الصلد من الحجارة الأملس الصلب الذي لا شيء فيه، ويستعار للرأس الذي لا شعر فيه، ومنه قول رؤبة: برّاق أصلاد الجبين الأجله، قال النقاش: «الصلد الأجرد بلغة هذيل»، مضمون ما ذكره ابن عطية وابن كثير
🔸عود الصمير في وقوله تعالى: {لا يقدرون}
الذين ينفقون رئاء، أي لا يقدرون على الانتفاع بثواب شيء من إنفاقهم ذلك وهو كسبهم، وجاءت العبارة ب يقدرون على معنى الذي. وقد انحمل الكلام قبل على لفظ الذي، وهذا هو مهيع كلام العرب ولو انحمل أولا على المعنى لقبح بعد أن يحصمل على اللفظ، ذكره الن عطية
🔸معنى قوله عزّ وجلّ: {واللّه لا يهدي القوم الكافرين}
فيه أقوال:
1-لا يجعلهم بكفرهم مهتدين.ذكره الزجاج وابن عطية
2-لا يجعل جزاءهم على الكفر أن يهديهم.ذكره الزجاج
3-عموم يراد به الخصوص في الموافي على الكفر،
ذكره ابن عطية
4-أنه لا يهديهم في صدقاتهم وأعمالهم وهم على الكفر، ذكره ابن عطية
🔸النهي عن المن في السنة النبوية:
1-ماروي في صحيح مسلمٍ، من حديث شعبة، عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكّيهم، ولهم عذابٌ أليمٌ: المنّان بما أعطى، والمسبل إزاره، والمنفّق سلعته بالحلف الكاذب».ذكره ابن كثير
2-روى ابن مردويه: عن أحمد بن عثمان بن يحيى، عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يدخل الجنّة عاقٌّ، ولا منّانٌ، ولا مدمن خمرٍ، ولا مكذب بقدر»، وروى أحمد وابن ماجه، من حديث يونس بن ميسرة نحوه.ذكره ابن كثير
3-روى ابن مردويه، وابن حبّان، والحاكم في مستدركه، والنّسائيّ من حديث عبد اللّه بن يسارٍ الأعرج، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ثلاثةٌ لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، ومدمن الخمر، والمنّان بما أعطى».ذكره ابن كثير
وقد روى النّسائيّ، عن مالك بن سعدٍ، عن عمّه روح بن عبادة، عن عتّاب بن بشيرٍ، عن خصيفٍ الجزريّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يدخل الجنّة مدمن خمرٍ، ولا عاقٌّ لوالديه، ولا منّانٌ».ذكره ابن كثير
🔸القراءات:
قرأ طلحة بن مصرف «رياء الناس» بغير همز. ورويت عن عاصم. ذكره ابن عطية
وقرأ الزهري وابن المسيب «صفوان» بفتح الفاء، وهي لغة.ذكره ابن عطية

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 03:24 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

تلخيص آية 262
"الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون."

سبب نزول الآية
قيل نزلت في عثمان بن عفان وقيل علي بن أبي طالب وقال مكي في عثمان
وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم.
مناسبة الآية لما قبلها
لما ذكر الله في الآية السابقة ذكر الانفاق في سبيل الله على العموم بين في هذه الآية أن ذلك الحكم انما هو لمن لم يتبع انفاقه منا ولا أذى.
ماراتب المنفقين ونحوه.

1 أن يريد وجه الله ويرجو ثوابه فهذا لا يرجو من المنفق عليه شيء.
2 أن يريد من المنفق عليه جزاء بوجه من الوجوه فهذا لم يرد بانفاقه وجه الله تعالى.
3 أن ينفق مضطرا دافعا غرما
المراد بالمن
ذكر النعمة على وجه التعديد لها والتقريع بها.
المراد بالأذى
السب والتشكي وهو أعم من المن لأن المن جزء من الأذى
سبب تخصيص المن والأذى في الآية
نص عليه في الآية لكثرة وقوعه.
الجزاء المترتب على المنفق في سبيل الله بلا من ولا أذى
ضمن الله الأجر للمنفق في سبيل الله وهو الجنة ونفى عنه الخوف بعد موته لما يستقبل
والحزن على ما سلف من دنياه لأنهم قد صاروا الى ما هو خير لهم من ذلك.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 03:27 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

السلام عليكم بارك الله فيكم الاحظ ان هناك أخطاء فيما يتعلق بوجوه الانفاق في سبيل الله بشكل عام والنقطة الثالثة على وجه الخصوص فهل ممكن توضيحها حيث أشكل علي فهمها جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 08:33 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

قول الله تعالى {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم}
المسائل التفسيرية:

قوله تعالى {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}
-مقصد الآية ط
-تقديم اسم الشيطان على الخبر الفعلي ش
-الأسباب التى تمنع من الصدقة ط
-معنى الوعد في كلام العرب ط-ك ز
-المخاطب بقوله {يعدكم}
-معنى الوعد في اللغة ش
-معنى قوله {يعدكم الفقر}ط-ز –ك-ش
-نوع هذا الوعد ش
-معنى الفقر ش
-معنى الفحشاء ط-ز ك
-كيف يأمر بالفحشاء ز-ش

قوله تعالى {والله يعدكم مغفرة منه وفضلا}
-معنى الواو {والله يعدكم}ش
-الحكمة في تقديم لفظ الجلالة على الخبر ش
-معنى الوعد في حق الله تعالى ش-ز
-معنى المغفرة ط
-فائدة قوله {منه}
-معنى فضلا ط-ز
-الحكمة من تنكير قوله {مغفرة منه وفضلا}

قوله تعالى {والله واسع عليم}
معنى {واسع} ز
-معنى عليم ز
-مناسبة ختم الآية بهذين الاسمين ط

فائدة استطرادية :
-هل الفقر أفضل أم الغنى ؟

-ما يستفاد من الآية الكريمة
------------------


تلخيص المسائل:

قوله تعالى {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}
-مقصد الآية ط
الحث على الإنفاق في سبيل الله والتحذير من البخل وأسبابه
-تقديم اسم الشيطان على الخبر الفعلي ش
لأن تقديمه مؤذن بذم الحكم الذي سيق له الكلام وشؤمه لتحذير المسلمين من هذا الحكم
ولأن في تقديم الشيطان وهو المسند إليه على الخبر تقوي الحكم وتحقيقه

-معنى الوعد في كلام العرب ط-ك ز-ش-
الوعد يطلق على التعهد بالخير أو الشر،قال بن عطية إذا أطلق فهو في الخير وإذا قيد بالموعود فبحسبه
والوعد إخبار بحصول شىء في المستقبل من جهة المخبر ويطلق عليه وعد مجازا فالوعد أخص من الخبر
-المخاطب بقوله {يعدكم}
المؤمنين المكلفين بالإنفاق وسائر الطاعات
-معنى الفقر ش
الفقر شدة الحاجة إلى لوازم الحياة لقلة أو فقد ما يعاوض به وهو مشتق من فقار الظهر فأصله مصدر فقره إذا كسر ظهره
-معنى قوله {يعدكم الفقر}ط-ز –ك-ش
والمعنى يخوفكم الفقر إن أنفقتم فيحملكم على أن تمسكوا ما بأيديكم فلا تنفقوه في مرضات الله
وقال الزجاج :يحملكم أن تؤدوا الردىء من المال في الصدقة خشية الفقر بإخراج الجيد

-كيف يكون هذا الوعد الشيطاني ش
هذا الوعد يكون بإلقاء الشيطان في النفوس توقع الفقر بسبب الإنفاق وهو وعد باطل لأنه يضاد وعد الله ووعد الله حق لاريب فيه
-معنى قوله {يأمركم} ش
المراد وسوسوته وتأثير قوته في النفوس وإلا فإنه لايأمر على الحقيقة لأن الأمر من أقسام الكلام
-معنى الفحشاء ط-ز ك-ش
هو اسم لفعل أو قول شديد السوء واستحقاق الذم عرفا أوشرعا ،وهو مشتق من الفحش وهو تجاوز الحد في القبيح
قال بن كثير هو المعاصي والمآثم والمحارم ومخالفة الخلاق
وفسرها الزجاج بالمقاطعة فقال:يأمركم ألا تنفقوا فتتقاطعوا
والصواب أن التعريف في الفحشاء تعريف الجنس فيدخل فيه كل مايسمى فحشا من الأقوال والأفعال ويدخل فيه البخل أيضا ،خلاصة ما ذكره ابن عاشور
-الحكمة من التعبير عن الفقر بالوعد وعن الفحشاء بالأمر
وذلك أن الفقر أمر متوقع حصوله مستقبلا فناسب أن يأتي معه الوعد وأما الفحشاء فالباعث عليها الوسوسة الشيطانية التى تقوم مقام الأمر
-الحكمة من تقديم الفقر على الفحشاء ش
هذا ارتقاء في التحذير من الخواطر الشيطانية التي تدعو إلى الأفعال الذميمة

قوله تعالى {والله يعدكم مغفرة منه وفضلا}
-معنى الواو {والله يعدكم}ش
واو العطف عطف جملة {والله يعدكم }على جملة {الشيطان يعدكم} لإظهار الفرق بين ماتدعو إليه وساوس الشيطان وما تدعوا إليه اوامر الرحمن
-الحكمة في تقديم لفظ الجلالة على الخبر ش
لأن تقديمه مؤذن بالثناء على الحكم الذي سيق له الكلام وشرفه لترغيب المسلمين فيه ولأن في تقديم لفظ الجلالة وهو المسند إليه على الخبر الفعلي تقوي للحكم وتحقيقه
-معنى الوعد في حق الله تعالى
خبر يتوقع حصوله في المستقبل يقينا إذا استوفى شروطه ووعد الله حق
-معنى المغفرة ط
هى الستر من الله على عباده في الدنيا والآخرة
-فائدة قوله {منه}
فيه التنبيه على شأن المغفرة التى لاتكون إلا من الله في مقابل الفحشاء التى يكون الحامل عليها وسوسة الشيطان
-معنى فضلا ط-ز
هو الرزق في الدنيا والتوسعة فيه والتنعيم في الآخرة
-الحكمة من تنكير قوله {مغفرة منه وفضلا}
تفيد العموم في الدنيا والآخرة

قوله تعالى {والله واسع عليم}

معنى {واسع} ز
أى واسع الفضل والعطاء يعطي من سعة والمعنى أنه وسع العالمين بعطائه
-معنى عليم ز
عليم يعلم الغيب والشهادة وعليم حيث يضع هذا العطاء
-مناسبة ختم الآية بهذين الاسمين
قال ابن كثير يعدكم المغفرة مقابل ما يعدكم الشيطان من الفحشاء
ويعدكم الفضل مقابل مايعدكم الشيطان من الفقر
وربنا وسع كل شىء رحمة وعلما يعلم ضعف عباده فإذا أذنبوا وسعتهم رحمته ويعلم فقر عباده فإذا أنفقوا وسعهم فضله وعطاؤه
فائدة استطرادية :
-هل الفقر أفضل أم الغنى ؟ط
ذكر النقاش: «أن بعض الناس تأنس بهذه الآية في أن الفقر أفضل من الغنى، لأن الشيطان إنما يبعد العبد من الخير وهو بتخويفه الفقر يبعد منه».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «وليس في الآية حجة قاطعة أما إن المعارضة بها قوية وروي أن في التوراة «عبدي أنفق من رزقي أبسط عليك فضلي، فإن يدي مبسوطة على كل يد مبسوطة» وفي القرآن مصداقه: وهو {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه، وهو خير الرّازقين} [سبأ: 39]» وواسعٌ لأنه وسع كل شيء رحمة وعلما).
-ما يستفاد من الآية الكريمة
-المسارعة إلى الإنفاق في سبيل الله يقينا بوعد الله وإرغاما للشيطان
-كثرة التعوذ بالله من شر وساوس الشيطان وخطراته الرديئة
-من أسباب مغفرة الذنوب الإنفاق فإذا وقع العبد في الذنب فلينفق طلبا للمغفرة
-النفقة سبب في بسط الرزق
-تحسس القلب عند أعمال البر والطمع في ماعند الله وحده لأنه واسع عليم

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 09:15 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

قال تعالى : {قال إبراهيم فإنّ اللّه يأتي بالشّمس... واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
المسائل التفسيرية :
- بيان قدرة الله عز وجل ج- ع- ك
قال إبراهيم عليه السلام للنمرود : {فإنّ اللّه يأتي بالشّمس من المشرق فأت بها من المغرب} فكان يجب يكون جوابه على حسب ما أجاب في المسألة الأولى أن يقول: فأنا أفعل ذلك فتبيّن عجزه وكان في هذا إسكات للكافر ودحض لحجته . حاصل ما ذكره الثلاثة .
- معنى ( بهت ) ج- ع- ك
تأويله انقطع وسكت متحيّرا، يقال: بهت الرجل يبهت بهتا إذا انقطع وتحير، ويقال بهذا المعنى " بهت الرجل يبهت "، ويقال بهت الرجل أبهته بهتانا إذا قابلته بكذب. ذكره الزجاج
- القراءات في ( بهت) ع
قرأ الجمهور: «فبهت» الذي بضم الباء وكسر الهاء، يقال بهت الرجل: إذا انقطع وقامت عليه الحجة. قال ابن سيده: «ويقال في هذا المعنى: «بهت» بفتح الباء وكسر الهاء، «وبهت» بفتح الباء وضم الهاء». قال الطبري: «وحكي عن بعض العرب في هذا المعنى، «بهت» بفتح الباء والهاء».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «هكذا ضبطت اللفظة في نسخة ابن ملول دون تقييد بفتح الباء والهاء»، قال ابن جني: «قرأ أبو حيوة: «فبهت» بفتح الباء وضم الهاء هي لغة في بهت بكسر الهاء، قال: وقرأ ابن السميفع: «فبهت» بفتح الباء والهاء على معنى فبهت إبراهيم الذي كفر، فالذي في موضع نصب، قال: وقد يجوز أن يكون «بهت» بفتحهما لغة في بهت. قال: وحكى أبو الحسن الأخفش قراءة «فبهت» بكسر الهاء كخرق ودهش، قال: والأكثر بالضم في الهاء»، قال ابن جني: «يعني أن الضم يكون للمبالغة»، قال الفقيه أبو محمد: «وقد تأول قوم في قراءة من قرأ فبهت بفتحهما أنه بمعنى سب وقذف، وأن نمرود هو الذي سب إبراهيم حين انقطع ولم تكن له حيلة» ذكره ابن عطية .
- سبب بهت النمرود (ع)
لأنه انقطع وقامت عليه الحجة، ولأنه في هذا المثال، جاءه إبراهيم عليه السلام بأمر لا مجاز فيه، فبهت الّذي كفر، ولم يمكنه أن يقول: أنا الآتي بها من المشرق، لأن ذوي الأسنان يكذبونه.
ذكره ابن عطية
- معنى لا يهدي في قوله تعالى ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) ك-ع
أي:لا يلهمهم حجّةً ولا برهانًا بل حجّتهم داحضةٌ عند ربّهم، ولا يرشدهم في حججهم على ظلمهم .
- السبب في عدم توفيقهم إلى الهداية (ع)
لأنه لا هدى في الظلم، فظاهره العموم، ومعناه الخصوص، لأن الله قد يهدي الظالمين بالتوبة والرجوع إلى الإيمان. ويحتمل أن يكون الخصوص فيمن يوافي ظالما) وفِي هذا إخبار لمحمد عليه السلام وأمته.ذكره ابن عطية .
- زمن هذه المناظرة بين إبراهيم والنمرود( ك)
ذكر السّدّيّ أنّ هذه المناظرة كانت بين إبراهيم و النمرود بعد خروج إبراهيم من النّار ولم يكن اجتمع بالملك إلّا في ذلك اليوم فجرت بينهما هذه المناظرة. ذكره ابن كثير

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30 ذو القعدة 1438هـ/22-08-2017م, 07:11 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}
المسائل التفسيرية:
قوله تعالى{الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية}
-مناسبة الآية لماقبلها ش
-سبب نزول الآية
-مقصد الآية ش-ك
-دلالة البدء ب صلة الموصول ش-ز
-نوع النفقة المذكورة في قوله {ينفقون} ك
-معنى سرا ش
-معنى علانية ش
-دلالة تقديم الليل على النهار والسر على العلانية ق
قوله تعالى {فلهم أجرهم عند ربهم}
-معنى الفاء {فلهم} ش-ق
-دلالة تقديم الجار والمجرور {لهم أجرهم}
-المراد بالأجر
-دلالة قوله {عند ربهم} ش
قوله تعالى {ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون}
-المراد بالخوف المنفي ش
-المراد بالحزن المنفي ش

تلخيص المسائل التفسيرية:
قوله تعالى{الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية}
-مناسبة الآية لماقبلها ش
بينت الآيات السابقة الإنفاق على الفقراء الذين أحصروا خاصة فأتبعه بذكر أحوال فضائل الإنفاق
-سبب نزول الآيةط-ك
قيل نزلت في علي ،قاله بن عباس ذكره ابن عطية وذكره ابن كثير في أحد الروايتين عن ابن عباس:
«نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب رضي الله عنه كانت له أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية»،
وقال ابن جريج: «نزلت في رجل فعل ذلك ولم يسم عليا ولا غيره»، وقال ابن عباس أيضا:
«نزلت هذه الآية في علف الخيل»
وقاله عبد الله بن بشر الغافقي وأبو ذر وأبو أمامة والأوزاعي وأبو الدرداء قالوا:
«هي في علف الخيل والمرتبطة في السبيل»،
وقال قتادة:
«هذه الآية في المنفقين في سبيل الله من غير تبذير ولا تقتير».
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه:
«والآية وإن كانت نزلت في علي رضي الله عنه، فمعناها يتناول كل من فعل فعله وكل مشاء بصدقته في الظلم إلى مظنة ذي الحاجة وأما علف الخيل والنفقة عليها فإن ألفاظ الآية تتناولها تناولا محكما، وكذلك المنفق في الجهاد المباشر له إنما يجيء إنفاقه على رتب الآية».
-مقصد الآية ش-ك
يحض الله تعالى عباده على الإنفاق بمدح المنفقين مدحا يدعو كل مؤمن يزكي نفسه بترك الشح وإخراج فضل المال
-دلالة البدء ب صلة الموصول ش-ز
صلة الموصول{الذين}مبتدأ والصلة مقصود منها التعميم والتعليل والإيماء إلى علة بناء الخبر على المبتدأ
وصلة الموصول هنا بمعنى الشرط والجزاء ،ذكره الزجاج
-نوع النفقة المذكورة في قوله {ينفقون} ك
لما أفادت صلة الموصول {الذين }قبلها العموم دل على أن النفقة يدخل فيها النفقة الواجبة والمستحبة
كما ثبت في الصّحيحين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لسعد بن أبي وقّاصٍ -حين عاده مريضًا عام الفتح، وفي روايةٍ عام حجّة الوداع-: «وإنّك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه اللّه إلّا ازددت بها درجةً ورفعةً، حتّى ما تجعل في في امرأتك».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ وبهز قالا حدّثنا شعبة، عن عديّ بن ثابتٍ قال: سمعت عبد اللّه بن يزيد الأنصاريّ، يحدّث عن أبي مسعودٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّه قال:
«إنّ المسلم إذا أنفق على أهله نفقةً يحتسبها كانت له صدقةً»
أخرجاه من حديث شعبة، .
قال حنشٌ الصّنعانيّ: عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية، قال:
«هم الّذين يعلفون الخيل في سبيل اللّه».
رواه ابن أبي حاتمٍ، ثمّ قال: «وكذا روي عن أبي أمامة، وسعيد بن المسيّب، ومكحولٍ»
-معنى سرا ش
الخفاء
-معنى علانية ش
هو الجهر والظهور

-دلالة تقديم الليل على النهار والسر على العلانية ق
فيه إيذان بمزية الإخفاء على الإظهار فأفضلهم الذين ينفقون ليلا سرا وأنزلهم المنفق نهارا علانية

قوله تعالى {فلهم أجرهم عند ربهم}
-معنى الفاء {فلهم} ش-ق
إدخال الفاء في خبر الموصول للتنبيه على تسبب استحقاق الأجرعلى النفقة لأن أصل الفاء في جواب الشرط الدلالة على التسبب
-دلالة تقديم الجار والمجرور {لهم أجرهم}
يفيد الحصر والإختصاص أي هذا الأجر مختص بهم مقصور على من اتصف بهذا الوصف
-المراد بالأجر ك
الثواب الأخروي يوم القيامة على ماقدموه من الطاعات والنفقات ،ذكره ابن كثير
ولعله قصر الأجر على يوم القيامة لقوله تعالى {عند ربهم} والله أعلم
-دلالة قوله {عند ربهم} ش
فيه تعظيم شأن الأجر

قوله تعالى {ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون}

-المراد بالخوف المنفي ش
أى لا خوف عليهم في ما يستقبلونه من الأمور المخوفة في الآخرة وما قدموا عليه من أعمالهم ،مستفاد من تفسير السعدي
-المراد بالحزن المنفي ش
أي لايحزنون على ما خلفوا وراءهم
في الدّنيا، ولا أن يمنعوا ما قدموا عليه من نعيم ما أعدّ اللّه لأهل طاعته
قال ابن كثير:ضمن لهم تعالى على ذلك تحصيل الأجور، وآمنهم ممّا يخافونه من المحذور ولا يحزنزن على ما مضى ممّا يتركونه

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 2 ذو الحجة 1438هـ/24-08-2017م, 02:29 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)}
المسائل التفسيرية:
معنى الآية
· معنى القول المعروف. ع- ك
· معنى المغفرة .ع – ك
· حكم الصدقة التي يتبعها أذى.ع – ك
· حقيقة الصدقة التى يتبعها أذى.ع
· العلة من كون عدم انتفاع بالصدقة التي يتبعها أذى .ع
· متى تكون المغفرة نافعة.ع
· معنى اسم الله الغني.ك
· معنى اسم الله الحليم. ك
· مناسبة ختم الآية باسمي الله الغني مع الحليم.ع
· مقصد الآية.
· ما يستفاد من الآية.
تلخيص أقوال المفسرين في المسائل التفسيرية:
معنى الآية:
قول كريم تدخل به السرور على قلب المؤمن خير،وعفو عمن أساءإليك ، أفضل من صدقة يتبعها إيذاء بالمن على المتصدق عليه ،والله غني عن عباده ،حليم عليهم لا يعاجلهم بالعقوبة.
• معنى القول المعروف ومثاله. ع - ك
وهو الدعاء والتأنيس والترجية بما عند الله؛
مثال ذلك:
الكلمةٍ طيّبةٍ ودعاءٍ لمسلمٍ
• معنى المغفرة .ع – ك
المغفرة هي الستر للخلة وسوء حالة المحتاج ،وتكون عن الظلم القولي أو الظلم الفعلي.
• حكم الصدقة التي يتبعها أذى.ع – ك
جزم من الله تعالى أن القول المعروفخيرٌ من الصدقةٍ التي يتبعها أذًى
• حقيقة الصدقة التى يتبعها أذى.ع
الصدقة التي يتبعها أذى حقيقتها، صدقة في ظاهرها ، وفي باطنها لا شيء لأي لا تنفع صاحبها.
• العلة من عدم الانتفاع بالصدقة التي يتبعها أذى .ع
لأن ذلك القول المعروف فيه أجر،والصدقة التى يتبعها أذى لا أجر فيها ،إذ تبطل الصدقة التي يتبعها من أو أذى.
• متى تكون المغفرة نافعة.ع
قال النقاش"تكون المغفرة نافعة للسائل إذا أغلظ أو جفا إذا حرم"
• معنى اسم الله الغني.ك
أي غنى عن خلقه وصدقاتهم فلايحتاج إليهم إنما يأمرهم بها ليثيبهم عليها.
• معنى اسم الله الحليم. ك
يحلم ويغفر ويصفح ويتجاوز عنهم ،فلا يعجل بالعقوبة على من يمن ويؤذي بصدقته
• مناسبة ختم الآية باسمي الله الغني مع الحليم.ع
لما وصف الله لنا في هذه الآية نوعين من الإنفاق ؛ أحَدَهُما:الإنفاق الَّذِي يَتْبَعُهُ المَنُّ والأذى. والثّانِيَ:الإنفاق الَّذِي لا يَتْبَعُهُ المَنُّ والأذى،
أخبر سبحانه بغناه عن صدقة من هذه حاله وبيان عاقبة أمره، وحلمه عمن يمكن أن يواقع هذا من عبيده وإمهالهم فلا عاجلهم بالعقوبة.
مقصد الآية:
تفضيل عدم العطاء إذا كان بقول معروف ومغفرة، على العطاء الذي يتبعه أذى.
ما يستفاد من الآية:
1- من أحسن ما يقدمه المرء للناس حسن الخلق من قول وفعل حسن ،وعفو عن مسئ.
2- المن بالصدقةعلى الناس وإيذائهم بها محبط لثوابها ،مذهب لفضلها.
3- "والله غني حليم " فيها ترهيب بذكر اسم الله الغني ،وترغيب باسمه الحليم.
4- المنة لله تعالى وحده،والإحسان كله لله.
5- المعروف هو اسم جامع لكل ما تعرفه القلوب ولا تنكره،ويدخل فيه كل قول كريم فيه إدخال السرور على قلب المسلم.
6- القول المعروف إحسان قولي ،والمغفرة إحسان بترك المؤاخذة.
7- الصدقة التي لا يتبعها أذى بمن أو غيره أفضل من القول المعروف والمغفرة.
8- المن بالصدقة مفسداً لها محرماً .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 23 محرم 1439هـ/13-10-2017م, 09:52 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة.


أحسنتن جميعًا بارك الله فيكن ونفع بكن.

1: مضاوي الهطلاني #3 : أ+
2: فاطمة الزهراء #14 : ب
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- التعليق الأول على الترتيب ، كما تعلمنا نبدأ أولا بمسائل علوم الآية مثل مسائل القراءات ، ثم نضع المسائل التفسيرية.
- تنظيم التلخيص ، مثلا : القراءات في بُهت نظميها في نقاط :
1: القراءة الأولى ... ورتبيها بحيث نبدأ بقراءة الجمهور ، ثم الخلاف في القراءات السبعة .... وهكذا حتى ننتهي بالقراءات الشاذة.
- بيان قدرة الله عز وجل ، الأولى صياغة المسألة بما يربطها بتفسير الآية ، كأن تقولي دلالة قوله تعالى { ... } على كذا ..
- معنى بُهت فيه خلاف حسب خلاف القراءات ، وقد اخترتِ قراءة الجمهور والمعنى على أساسها.
- سبب بهت النمرود فيه قول آخر ، والخلاف فيه يرجع للخلاف في معنى قول { أنا أحيي وأميت } [ راجعي تلخيص الأخت مضاوي في هذه المسألة ]
إن كان قصد أن قتله لشخص وتركه لآخر هو الإحياء والإماتة فالمعنى كما ذكرتِ أعلاه.
وإن كان قصد أن ينسب لنفسه فعل الإحياء والإماتة عنادًا وتكبرًا ، فقد ذكر ابن كثير قولا آخر ، وهو أن إبراهيم عليه السلام جاراه في قوله ، فكأنما قال إن كان بيدك التصرف في الكون والإحياء والإماتة فأتِ بالشمس من المغرب ، فإن ربي يؤتي بها من المشرق ، ومعلوم أنه لا يستطيع ولن يستطيع فعل ذلك فبُهت.
- معنى لا يهدي : فيها خلاف أيضًا ذكره ابن عطية : على قولين : أنه أريد بها العموم ، أو عامة أريد بها الخصوص والأخير على القول الذي اخترتيه.

3: كوثر التايه
#2: ب+
- لا داعي لفصل معاني بعض الكلمات قبل بيان المسائل لأن بيان المعاني جزء لا يتجزأ بل هو أساس بيان المسائل التفسيرية.
فيكون الترتيب مثلا :
مناسبة الآية لما قبلها
مقصد الآية : والمقصد هو بيان قدرة الله في الإحياء والإماتة والبعث وليس ما ذكرتِ.
المراد بالذي مر
معنى قرية
المراد بالقرية
معنى خاوية
معنى عروشها
المراد بكون القرية خاوية على عروشها
وهكذا تربطين صياغة المسألة ببيان تفسير الآية.

- الترتيب : بعض المسائل مقدمة على بعض في الترتيب
مثلا كيف كان موته حقها أن تؤخر بعد بيان المسائل التي ذكرتها أعلاه ، وبيان المسائل المتعلقة بقول :{ أنى يحيي هذه الله بعد موتها }
وهو أسلوب استفهام وكما تعلمنا سابقًا في الأساليب سنسأل عن معنى الاستفهام وغرضه ، ثم المراد بموت القرية وحياتها كما ذكرتِ أعلاه.
- مسائل القراءات ، في هذه الآية عدة مسائل للقراءات كالقراءات في : {لبثت } وقد اغفلتِ ذكرها.

4: عابدة المحمدي : #8 : أ
أحسنتِ، بارك الله فيك.
- افصلي مسائل القراءات قبل المسائل التفسيرية ، ثم عند بيان المعنى إن كان يختلف حسب اختلاف القراءات بيني ذلك مرة أخرى بقولكِ ، يختلف معنى كذا حسب اختلاف القراءات على النحو التالي ، ثم فصلي.
- فاتكِ بيان بعض المسائل منها :
المراد بكسوة العظام باللحم ، ومعنى نكسوها ابتداء.
قوله تعالى :{ فلما تبين له } ، ما الذي تبين ؟ أو بصورة أفضل نقول : " متعلق البيان "
الخلاف في تحديد القائل في قوله : " قال أعلم " على قولين : المار ، أو ملك من الملائكة ، وهذا الخلاف حسب الخلاف في القراءات في " أعلم ".


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 23 محرم 1439هـ/13-10-2017م, 09:44 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

5: هناء هلال : أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ ؛ فقد أجدتِ فيما توفر لكِ من التفاسير الثلاثة لكن مسائل هذه الآية بحاجة لتوسع في مصادر أخرى لأسباب عدة منها :

- أن كثير من الروايات التي وردت في سبب سؤال إبراهيم هي من الإسرائيليات والتحقق من ذلك مهم؛ فكما تعلمين هناك نوع من الإسرائيليات يتوقف فيه فلا نصدقه ولا نكذبه.

- أن الآية بها مسائل عقدية ، وابن عطية لا يُعتمد عليه في كثير من المسائل فقد أخطأ بقوله أن الإيمان لا يتبعض.

- حديث نحن أحق بالشك من إبراهيم ، وهو عنصر أساسي في تفسير الآية ، والخلاف في تفسير الحديث ينبني عليه تفسير الآية.
- ترجيح الطبري لشك إبراهيم ، وقد ذكرتِ ذلك نقلا عن ابن عطية ، لكن أنت بحاجة للعودة لتفسير الطبري ومعرفة رأيه منه ، والأدلة التي بنى عليها رأيه ، ورأيه في الأقوال الأخرى وما العلل التي وجدها فيها ليردها ، فلربما وجدتِ لدى الطبري ما يقرب الخلاف بينه وبين ابن عطية !





6: منيرة بنت محمد : أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ.


7: شيماء طه : أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
ولو فصلتِ مسائل قوله تعالى :{ لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
ببيان المراد بالأجر أولا ، ثم مناسبة تخصيصه بقوله : { عند ربهم } ، ثم دلالة نفي الخوف والحزن خاصة عنهم.


8: مها شتا : أ
- مقصد الآية من مسائل علوم الآية فيقدم على المسائل التفسيرية.
- معنى القول المعروف = المراد بالقول المعروف ؛ فما أوردتيه بيان للمقصود به في الآية وليس معناه لغة.
- المراد بالمغفرة على قولين يمكن الجمع بينهما : ستر الخلة وسوء حالة المحتاج ، والصفح عمن أغلظ وجفا إذا لم يُعطى.


9: تماضر : أ
- أحسنتِ، بارك الله فيكِ ، لكن المرجو الالتزام بتنظيم التلخيص وتوضيح عناوين المسائل ، وتنظيم الأقوال في المسائل الخلافية بشكل واضح ؛ فتنظيم التلخيص وتنسيقه من تمام العمل.
- هناك وجهان للتشبيه في قوله : { كالذي ينفق ماله رئاء الناس } أحدهما: أن المنافق والمنان لم يصدقا النية ، والثاني أن كلاهما تبطل صدقته.


10: ميسر ياسين : أ
- القراءات من مسائل علوم القرآن فتوضع قبل المسائل التفسيرية.
- المسائل العقدية إذا كانت استطرادية زائدة عن معنى الآية توضع بعد المسائل التفسيرية.
ذكرتِ تحتها فائدة تدخل في معنى الآية فالأولى توضيح المسألة بما يشير لتفسير الآية مثل قول : " معنى إبطال الصدقة في قوله : { لا تبطلوا صدقاتكم }
ولابن كثير في المسألة قول آخر غير الذي ذكرتِ، وهو أن ثواب الصدقة يذهب بإثم المن والأذى ، لكن ابن عطية أورد قولا آخرا وهو أن الثواب لا يُكتب ابتداءً.
- ما ذكرتيه تحت مسألة " مرجع الضمير في قوله { لا يقدرون } " يرجع لمسألتين وليس مسألة واحدة ، المسألة الأخرى هي فائدة التعبير بقوله { مما كسبوا }


11: نبيلة الصفدي : أ+
قدمي مسألة الحكمة من ضرب المثل في أول الآيات ، أحسنتِ، بارك الله فيكِ.


12: أمل يوسف: أ+
أحسنتِ في كلا التلخيصين ، بارك الله فيكِ.

= تلخيص تفسير الآية 274
يُفرق بين سبب النزول ، وبين ما روي في تفسير الآية فغالب ما ذكرتِ هو في تفسير الآية وفي تحديد الذين ينفقون.


تمّ بحمد الله ، وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 28 محرم 1439هـ/18-10-2017م, 12:57 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

تلخيص تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)}

سبب نزول الآية :
ورد في سبب نزول الآية عدة أقوال :
الأول: أنه كان ناس من الأنصار لهم قرابات في بني قريظة والنضير، وكانوا لا يتصدقون عليهم رغبة منهم في أن يسلموا إذا احتاجوا، فنزلت الآية بسبب ذلك ، ذكره ابن عطية ونسبه إلى ابن عباس ، وذكر ابن كثير نحوه عن ابن عباس أيضًا، إلا أنه عمّ المشركين.
- سفيان، عن الأعمش، عن جعفر بن إياسٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: «كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين فسألوا، فرخّص لهم، فنزلت هذه الآية: {ليس عليك هداهم ولكنّ اللّه يهدي من يشاء وما تنفقوا من خيرٍ فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه اللّه وما تنفقوا من خيرٍ يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون}» ،رواه النسائي، وكذا رواه أبو حذيفة، وابن المبارك، وأبو أحمد الزّبيريّ، وأبو داود الحفري، عن سفيان -وهو الثّوريّ -به.
الثاني: أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أرادت أن تصل جدها أبا قحافة، ثم امتنعت من ذلك لكونه كافرا، فنزلت الآية في ذلك، ذكره ابن عطية ، وأشار إليه ابن كثير.
الثالث: أن المسلمين كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة فلما كثر فقراء المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم»، فنزلت هذه الآية مبيحة للصدقة على من ليس من دين الإسلام ، ذكره ابن عطية عن سعيد بن جبير.
وذكر ابن كثير في نحوه عن ابن عباس.
عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنّه كان يأمر بألّا يتصدق إلّا على أهل الإسلام، حتّى نزلت هذه الآية: {ليس عليك هداهم} إلى آخرها، فأمر بالصّدقة بعدها على كلّ من سألك من كلّ دينٍ». رواه ابن أبي حاتم.
الرابع: أن النبي عليه السلام أتى بصدقات فجاءه يهودي فقال: أعطني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس لك في صدقة المسلمين من شيء»، فذهب اليهودي غير بعيد فنزلت الآية: {ليس عليك هداهم} فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه، ثم نسخ الله ذلك بآية {إنّما الصّدقات}[التوبة: 60] ، قاله النقاش ونقله عنه ابن عطية.

نسخ الآية :
زعم النقاش أن الآية منسوخة بقوله تعالى :{ إنما الصدقات للفقراء والمساكين .. } الآية، والمعنى أن الزكاة المفروضة لمن ذكرتهم الآية من المسلمين، وليس للمشركين فيها شيء.
قال ابن عطية: " وذكر النقاش: «أن النبي عليه السلام أتى بصدقات فجاءه يهودي فقال: أعطني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس لك في صدقة المسلمين من شيء»، فذهب اليهودي غير بعيد فنزلت الآية: {ليس عليك هداهم} فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه، ثم نسخ الله ذلك بآية {إنّما الصّدقات}[التوبة: 60]» ".
والصواب أن النفقة المقصودة في الآية هي في نفقة التطوع وليست في الزكاة المفروضة، واله أعلم.


مقصد الآية :
بيان للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والأمة من بعدهم أنه ليس عليهم إلا البلاغ وأن التوفيق للهداية بأمر الله وحده، فليس لهم أن يمنعوا الصدقة عن فقراء المشركين وأهل الذمة رجاء أن يسلموا بل عليهم أن يتصدقوا عليهم مخلصين في ذلك لله وحده.

المخاطب في قوله : " ليس عليك هداهم " :
النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.

مرجع الضمير في قوله : { هداهم }:

1: اليهود من بني قريظة والنضير.
2: فقراء أهل الذمة عمومًا.
3: ذوي القرابة من المشركين.
ذكرهم جميعًا ابن عطية، وأشار إلى الثالث ابن كثير.
وهذا الخلاف بحسب الخلاف في تحديد سبب نزول الآية ، ويظهر لي أن الآية تعمهم جميعًا، والله أعلم.

المقصود بالهداية في قوله : {هداهم } :
- هداية التوفيق ، قاله الزجاج، وابن عطية.

معنى قوله تعالى :{ ولكن الله يهدي من يشاء }:
الأول : ولو شاء الله لوفقهم للهداية ، قاله الزجاج وبنحوه قال ابن عطية.
الثاني: أن قوله: { ولكن الله يهدي من يشاء }، بمعنى ولو شاء لاضطرهم إلى الهداية كما قال تعالى : { إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين } ، قاله الزجاج ورده.

دلالة قوله تعالى :{ ولكن الله يهدي من يشاء } على إثبات المشيئة لله تعالى :
قال ابن عطية : " ثم أخبر تعالى أنه هو: يهدي من يشاء أي يرشده، وفي هذا رد على القدرية وطوائف المعتزلة".


المراد بالنفقة في الآية:
القول الأول : أنها صدقة التطوع، قاله ابن عطية ، وحجته أنه لا يجوز النفقة من زكاة المال المفروضة على غير مسلم، وحكى ابن المنذر الإجماع على ذلك.
قال ابن المنذر: «أجمع من أحفظ عنه من أهل العلم أن الذمي لا يعطى من زكاة الأموال شيئا، ثم ذكر جماعة ممن نص على ذلك، ولم يذكر خلافا» ذكره ابن عطية.
القول الثاني: أنها في الزكاة المفروضة ، قال المهدوي: «رخص للمسلمين أن يعطوا المشركين من قراباتهم من صدقة الفريضة بهذه الآية» ، ذكره ابن عطية ورده.

المراد بالخير في قوله تعالى :{ وما تنفقوا من خير فلأنفسكم }
الخير هنا هو المال، قاله ابن عطية.
وقال : " والخير في هذه الآية المال لأنه اقترن بذكر الإنفاق، فهذه القرينة تدل على أنه المال، ومتى لم يقترن بما يدل على أنه المال فلا يلزم أن يكون بمعنى المال، نحو قوله تعالى: {خيرٌ مستقرًّا}[الفرقان: 24] وقوله تعالى: {مثقال ذرّةٍ خيراً يره}[الزلزلة: 7] إلى غير ذلك، وهذا الذي قلناه تحرز من قول عكرمة: كل خير في كتاب الله فهو المال "

المراد بالنفقة للنفس:
- أن ثواب هذه النفقة يعود إليهم في الآخرة فيجازون عليها خيرًا، ولا يظلمون شيئًا، قاله ابن عطية.


معنى قوله تعالى:{ وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله } :
القول الأول : أن الجملة بمعنى الخبر؛ ففيها إخبار من الله تعالى أن الصحابة لا ينفقون إلا ابتغاء وجه الله، فإن كانوا يراعون الإخلاص لوجهه في النفقة ، فلا يضرهم أين وقعت.
القول الثاني: أنها بمعنى الأمر، واشتراط الإخلاص لله في النفقة.

دلالة قوله تعالى :{ وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله } على فضل الصحابة:
على القول بأنها خبر؛ فقد تضمنت معنى الثناء على الصحابة بأنهم مخلصون لله عز وجل، قاله الزجاج وابن عطية.


دلالة ختام الآية بقوله :{ وما تنفقوا من خيرٍ يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون }
بيان أن المتصدق الذي يبتغي بنفقته وجه الله - عز وجل - فقد وقع أجره على الله ، وليس عليه إن وقعت صدقته في يد برٍ أو فاجر ، مسلم أو مشرك.
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «قال رجلٌ: لأتصدّقنّ اللّيلة بصدقةٍ، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانيةٍ، فأصبح النّاس يتحدّثون: تصدق على زانيةٍ! فقال: اللّهمّ لك الحمد على زانيةٍ، لأتصدّقنّ اللّيلة بصدقةٍ، فخرج بصدقته فوضعها في يد غنيٍّ، فأصبحوا يتحدّثون: تصدق اللّيلة على غني! فقال: اللّهمّ لك الحمد على غنيٍّ، لأتصدّقنّ اللّيلة بصدقةٍ، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارقٍ، فأصبحوا يتحدّثون: تصدق اللّيلة على سارقٍ! فقال: اللّهمّ لك الحمد على زانيةٍ، وعلى غنيٍّ، وعلى سارقٍ، فأتي فقيل له: أمّا صدقتك فقد قبلت؛ وأمّا الزّانية فلعلّها أن تستعفّ بها عن زناها، ولعلّ الغنيّ يعتبر فينفق ممّا أعطاه اللّه، ولعلّ السّارق أن يستعفّ بها عن سرقته» متفق عليه ، وذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir