دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 محرم 1440هـ/16-09-2018م, 01:37 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي

تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي
الدرس (هنا)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 محرم 1440هـ/20-09-2018م, 11:43 AM
هويدا فؤاد هويدا فؤاد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 164
افتراضي

رسالة فى تفسير قوله تعالى:
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} التغابن: 11
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد:
فهذه تأملات واستخراج الفوائد من قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} التغابن: 11
1- هذا عام لجميع المصائب، في النفس، والمال، والولد، والأحباب، ونحوهم.
وجه الدلالة: "مصيبة" نكرة فى سياق الشرط تفيد العموم.
2- الرضا بالقضاء والقدر.
وجه الدلالة: قوله تعالى: " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ"
3- تثبيت القلب عن المصائب وتسكينه بأن ذلك كله بإذن الله الكونى، فلا ينشغل العبد حال المصيبة عن الإسترجاع.
وجه الدلالة: قوله تعالى: " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ"
4- الإيمان بالقدر سبب للطمأنينة والهداية.
وجه الدلالة: قوله تعالى: " وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ"
5- الحذر من التظاهر بالصبر حال المصيبة مع تسخط القلب، فالله تعالى يعلم خفايا الصدور، فمن رضى فله الرضا ومن سخط فعليه السخط.
وجه الدلالة: قوله تعالى: "وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
6- الإيمان بالله سبب طمأنينة القلب وثباته عند المصائب والإبتلاءات، فمن يجزع عند المصائب فليراجع إيمانه.
وجه الدلالة: تعليق هداية القلب على الإيمان بالله.
7- هداية القلب توفيق الله تعالى له للتسليم لأمره والرضا بقضائه.
8- اثبات لله تعالى العلم والحكمة والقدرة بدلالة اللزوم.
9- المصائب بإذن الله الكونى، أما هداية القلب للصبر فبإذنه الشرعى.
10- الدنيا دار ابتلاء.
11- التسخط والجزع وعدم الرضا لا يرد البلاء.
12- لما لم يذكر الله تعالى معمول هداية القلب، دل ذلك على أن هداية الله تعالى للمؤمن بقضاءه وقدره عامة فى الدنيا والآخرة.
13- الكفر أعظم المصائب، والإيمان أعظم النعم.[1]
14- قال ابْن جريج : من عرف الله فهو مهتدى القلب.[2]
15- معلوم أنه كذلك ما يصيب أحدا خيرا إلا بإذن الله، ولكن التنصيص على المصيبة هنا ليدل أن كل شيء يناله العبد إنما هو بإذن الله ، لأن الجبلة تأبى المصائب وتتوقاها، ومع ذلك تُصيبه، وليس فى مقدوره دفعها بخلاف الخير، قد يدعى أنه حصله باجتهاد منه.[3]
16- عظم جزاء الصابرين، لتذيل الآية بعلم الله تعالى، مصداقا لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
17- من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب، بأن لم يلحظ قضاء الله وقدره، بل وقف مع مجرد الأسباب، أنه يخذل، ويكله الله إلى نفسه، وإذا وكل العبد إلى نفسه، فالنفس ليس عندها إلا الجزع والهلع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد، قبل عقوبة الآخرة، على ما فرط في واجب الصبر.[4]
18- إذا سكن القلب ورضا سكنت الجوارح، والعكس غير صحيح، لأن سكون الجوارح ليس علامة لرضا القلب وسكونه، لذا ختم الله تعالى الآية بأنه بكل شيء عليم.
19- سلطان القلب على الجوارح، لأنه بسكونه تسكن الجوارح.
والله تعالى أعلى وأعلم.

[1] - أضواء البيان — محمد الأمين الشنقيطي (١٣٩٤ هـ)

[2] - تفسير القرآن — السمعاني (٤٨٩ هـ)

[3] - أضواء البيان — محمد الأمين الشنقيطي (١٣٩٤ هـ)

[4] - تيسير الكريم الرحمن — عبد الرحمن السعدي (١٣٧٦ هـ)

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 محرم 1440هـ/21-09-2018م, 08:50 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم الذي بلغ الرسالة على أكمل وجه و نصح الأمة و دلها على ما يصلحها في الدارين و ما يحقق السعادة لهم و ينالون به رضى ربهم و يجازيهم على حسن عملهم أحسن الجزاء
ام بعد
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) )
سبب نزول الآية
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ واتّقوا اللّه إنّ اللّه خبيرٌ بما تعملون) }
ذكر الإمام أحمد:، عن المنذر ابن جريرٍ، عن أبيه قال: كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في صدر النّهار، قال: فجاءه قومٌ حفاة عراة مجتابي النّمار -أو: العباء-متقلّدي السّيوف عامّتهم من مضر، بل كلّهم من مضر، فتغيّر وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لما رأى بهم من الفاقة، قال: فدخل ثمّ خرج، فأمر بلالًا فأذّن وأقام الصّلاة، فصلّى ثمّ خطب، فقال: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ} إلى آخر الآية: {إنّ اللّه كان عليكم رقيبًا} [النّساء: 1]. وقرأ الآية الّتي في الحشر: {ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ} تصدّق رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع برّه، من صاع تمره -حتّى قال-: ولو بشقّ تمرةٍ". قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصرة كادت كفّه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثمّ تتابع النّاس حتّى رأيت كومين من طعامٍ وثيابٍ، حتّى رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتهلّل وجهه كأنّه مذهبة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من سنّ في الإسلام سنّةً حسنةً، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ، ومن سنّ في الإسلام سنّةً سيّئةً، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها، من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ".
انفرد بإخراجه مسلمٌ من حديث شعبة، بإسنادٍ مثله.
ففي الآية ثلاث أوامر من الله عز وجل للمؤمنين امران بالتقوى و امر بالنظر و المحاسبة يتحقق الامر الاول بالعمل بالواجبات و ترك المحرمات و الامر بالنظر و محاسبة النفس و النظر في أعمالها
و الامر الثالث امر بالتقوى في مقام المحاسبة و النظر ، فتنظر النفس لحقيقة أعمالها اصالحة ام طالحة مردودة
فقوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه} أمرٌ بتقواه، وهي تشمل فعل ما به أمر، وترك ما عنه زجر.
استفتح الله عز وجل هذه الآية بنداء بأفضل صفة من صفات عباده و هي الايمان ، و يقول إبن مسعود رضي الله عنه " إذا سمعت يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها سمعك إما خيراً تأمر به أو شراً تنهى عنه )
1- يتودد الله عز وجل الى عباده في نداه بيا أيها الذين ءامنوا ( يودهم و يودونه)
2- النداء للمؤمنين المستسلمين لله و رسوله المنقادين له و مع ذلك يدعوهم سبحانه و تعالى الى تقواه و خشيته يدل على أهمية التقوى
3-و التقوى لغةً: من الوقاية، وهي الصون والحماية
التقوى اصطلاحاً: أن يجعل المسلم وقايةً بينه وبين غضب الله وسخطه؛ وذلك باتّباع أوامره وطاعته سبحانه وتعالى، واجتناب زواجره ونواهيه. قال الشيخ عبد العزيز بن باز: (تقوى الله سبحانه هي عبادته بفعل الأوامر، وترك النواهي عن خوفٍ من الله، وعن رغبةٍ فيما عنده، وعن خشيةٍ له سبحانه، وعن تعظيمٍ لحرماته، وعن محبةٍ صادقةٍ له سبحانه ولرسوله عليه الصلاة والسلام).(2)
4-ثم قال الله تعالى { ولتنظر نفس ما قدمت لِغَد } و لتنظر جاءت بصيغة النكرة في ( نفس) فيه تنبيه بان المنشغل بمحاسبة نفسه و النظر في أعمالها قليل و فيه عتاب و تقريع للمؤمنين لقلة من يمتثل ذلك منهم بأن يكونوا محاسبين لأنفسهم ناظرين ما ادخروا من اعمال لليوم الاخر فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال( حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا و زينوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم )
و كلما كان الانسان رقيب على نفسه محاسبا لها كان تقواه و خشيته لله اكثر و اعظم
5-من جعل الآخرة همه كفاه الله دنياه و الاخرته قال عليه الصلاة والسلام: (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)
6-فمن عمل للآخرة و اهتم لها و نظر لما قدم لها أتته الدنيا راغمة
7-تكفل الله عز و جل للمؤمنين المتقين المستجيبين لأمره المحاسبين لأنفسهم المدخرين للآخرة بالاعمال الصالحة تكفل لهم ما اهمه في هذه الحياة الدنيا و ان لم يسأل الله إياها
ثم أكد الله عز وجل لعباده التقوى فقال ( واتقوا الله ) لما لها من أهمية بالغة للإنسان لان بالتقوى يعبد الانسان الله في خشية منه تعالى و بالتقوى يعبده على حبٍ له عز وجل و بالتقوى يعبده وهو طامع ان يغفر له و يدخله الجنة و بالتقوى يعظم المرء حرمات الله تعالى فلا يقربها قال تعالى ( و من يعظم حرمات الله فإنها من تقوى القلوب) و قال تعالى ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له )
8-ثم ختم الله تعالى الآية باسمين عظيمين قال تعالى( ان الله خبير بما تعملون )
جاء في الجامع العربي لمعجم المعاني معنى لخبير : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : العالم بكُنْه الشّيء ، المطّلع على حقيقته ، الذي لا تخفى عليه خافية (2)
فالله تعالى عالم مطلع على حقيقة عبده في تقواه لله
و الله لا يخفى عليه مافي نفس عبده من صدق التقوى و العمل
ان الله خبير بكل عمل يعمله من خير او شر و سيجازي كل عامل الجزاء الأوفى
9-دعى الله الانسان للنظر لما قدم لأنفسه في الآخرة اي يحاسب نفسه ثم قال ان الله خبير بما تعملون فهو خبير بالعمل الظاهر و الباطن خبير بما في نفس كل إنسان من التقوى و الحب لله و الخشوع له خبير بمن اخلاص عمله لله و من كان عمله ظاهرا لله و باطناً ليصيب امر من الدنيا قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ " رواه مسلم.
من كانت الآخرة همه كان من المتقين المؤمنين الخاشعين و ذلك لمفهوم الآية
10-و مفهوم المخالفة لقوله ( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لِغَد و اتقوا الله ) ان من كانت الدنيا همه و يعمل لها و يسعى لأجل الحصول على متاع منها لم يكن من المتقين الخاشعين الخائفين من عذاب الله بل قد يكون من الفاسقين او الآثمين او الكافرين بقدر ما كان في نفسه من حب الدنيا و العمل 0
المراجع
1 تفسير ابن كثير
2- الجامع العربي لمعجم المعاني

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 محرم 1440هـ/21-09-2018م, 10:51 PM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) )
هذه بعض الفوائد المستنبطة من الآية و بالله التوفيق:

1- تأكيد البعث و أنه كائن لا محالة و فيه يجمع الله الأولين و الآخرين و يجازي كلا بعمله
2- من أسماء القيامة يوم الجمع و سمي بذلك لأن جميع الخلائق تجمع فيه، فيجمعهم جل في علاه في صعيد واحد يجتمع فيه الملائكة كلهم و جميع المخلوقات، و في تصور ذلك و الإيمان به من التعظيم لله سبحانه و معرفة قدرته و عظمته فسبحانه من خالق عظيم.
3- يوم الجمع يجمع الله أعضاءكم ثم تعود الروح إلى الجسد، فالأعضاء متفرقة و المخلوق قد صار هباء منثورا و لكن القادر سبحانه سيجمعه و يعيده كما كان.
4- يوم الجمع يجمع الله لكل نبي أمته [ يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم]
5- الضمير المستتر في [ يجمعكم] عائد إلى اسم الجلالة في قوله تعالى [و الله بما تعملون خبير] (( ابن عاشور))
6- اللام في [ ليوم الجمع] يجوز أن تكون بمعنى في أو للتعليل فسبب الجمع هو للحساب أو بمعنى عند .(( ابن عاشور))
7- من أسماء يوم القيامة يوم التغابن .
8- يغبن المؤمنون الكافرين في يوم القيامة فيساق المؤمنون إلى الجنة و الكافرون إلى النار.
9- كل مكلف يقع له الغبن يوم القيامة حتى المؤمن، فيتمنى لو زاد من الحسنات حين يرى ما عند الله من الفضل و الكرامة، يقول عليه الصلاة و السلام : يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض.
10- أعظم علاج للغبن هو المبادرة للعمل الصالح و التوبة قبل الممات، لأنه بعد الممات لا ينفع ندم و لا حسرة فالعاقل يبادر و يسابق قبل فوات الأوان.
11- لم يرد لفظ التغابن في القرآن إلا هنا.
12- الغبن الحقيقي هو يوم القيامة و لذلك قال تعالى [ ذلك يوم التغابن] مع أن في الدنيا غبن ، لكن الغبن في الحقيقة هو هناك.
13- اشتراط العمل فلا يكفي الإيمان بغير عمل و لذلك قرن الله الإيمان بالعمل الصالح هنا و في مواضع عدة، و هذا خلاف مذهب الإرجاء الذي لا يشترط العمل و يخرجه عن مسمى الإيمان.
14- أي عمل إذا كان صالحا يجازى به.
15- الايمان و العمل يكفران السيئات.
16- الايمان و العمل الصالح سبب لدخول الجنة
17- من دخل الجنة فهو خالد مخلد فيها، و هذا دليل على بقاء الجنة و دوامها.
18- الفوز العظيم يتحقق بدخول الجنة، و قد ذكر الله سبحانه أن من زحزح عن النار فقد فاز و كل مزحزح عن النار فهو داخل الجنة .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 محرم 1440هـ/22-09-2018م, 06:28 PM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي

فوائد من تفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.


سبب نزول هذه الآيات ما رواه ابن جرير وغيره من حديث ابن عباس في قصة استماع الجن للقرآن وإيمانهم به، ورجوعهم لقومهم منذرين، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء حينها، توطئة لنزول هذا القرآن العظيم، وفي هذه الآيتين الأوليين من سورة الجن فوائد جليلة وأحكام ومسائل، ومنها:

في قوله تعالى: ( قل أوحي إلي).

1- أوحى الله لنبيه صلى الله عليه وسلم خبر الجن، وأنهم استمعوا لقراءته مع أصحابه في صلاة الفجر فآمنوا به، هذا ما جاء في سبب نزولها فيما رواه ابن جرير من حديث ابن عباس، وأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بإخبار قومه بذلك، وفي هذا فوائد منها:
أ - تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم لأن ظاهر الآيات أنه لم يعلم صلى الله عليه وسلم باستماعهم له، وفيه تثبيت قلوب أصحابه رضي الله عنهم، وإعانة لهم على الصبر على أذى قريش، وتسلية لهم لما أصابهم من مشركي قريش، بمعرفة أن نفرا من غير جنسهم آمنوا بما آمنوا به.
ب - زجر كفار قريش وأنهم على قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفتهم به وبنسبه وأخلاقه، ومعرفتهم بلغة العرب وأساليبها، لم يؤمنوا بهذا القرآن العظيم، فهم أولى أن يؤمنوا من غيرهم.
ج - بيان للنبي صلى الله عليه وسلم وللناس أجمعين، أن دعوته صلى الله عليه وسلم عامة للإنس والجن.

2- بيان أن الجن مخاطبين بأصل الشريعة، فاستجاب هؤلاء النفر وغيرهم من بعدهم لأصل الدين وهو التوحيد، وأما فروع الشريعة فبحسبهم، ذكر ذلك ابن تيمية، ودل عليه قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، والنبي صلى الله عليه وسلم بين لهم شريعتهم، وما يتعبدون به، والله أعلم بطريقة عبادتهم.

في قوله تعالى: ( استمع نفر من الجن).

3- في قوله تعالى: ( استمع نفر من الجن)، أخبر تعالى أنهم استمعوا، وفيه زيادة في المعنى عن السمع، فالمستمع: هو الذي يصغي ويقصد الاستماع للمتكلم، وأما السامع هو الذي يسمع وفي الغالب من غير قصد، لأن الزيادة في مبنى الكلمة فيه زيادة في معناها، وعند إخبار قومهم قالوا: ( إنا سمعنا قرآنا) لأنه إخبار منهم بالفعل وقد حصل.
4- أن استماعهم للقرآن وقصدهم ذلك وإصغائهم إليه واهتمامهم به، أثر على قلوبهم، فأثمر ثمرة الإيمان، فلم تكن حالهم كحال من سمع من غير قصد ولا إصغاء ولا تفكر وتدبر، فينبغي لمستمع القرآن أن يصغي للقرآن ويتدبر بمعانيه ليؤثر به ويصلح حاله.

في قوله تعالى: (فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا).

5- قوله تعالى: (قرآنا عجبا) عجبا مصدر عجب، والمصدر يدل على المبالغة في الوصف، والمعنى: بديعا، فهو قرآن بديع، ولم يذكر متعلقه، فهو بديع في فصاحته وبلاغته وبركاته وهداياته ومواعظه، وكل ما يصح وصف القرآن به.
6- أنه بالاستماع للقرآن أو قراءته وبمعرفة معانيه تقوم الحجة على الإنسان، فما أسلم الصحابة رضي الله عنهم إلا بالاستماع لهذا القرآن ومعرفة معانيه، وما كفر مشركو قريش وغيرهم وكانوا من أصحاب النار إلا بالإعراض عن القرآن بعد معرفتهم بصدق ما فيه.
7- أن من لم يبلغه القرآن ولا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، كأن يكون في منطقة بعيدة ولم يصله الدين،ولم يؤمن به، فالظاهر من أقوال أهل العلم أنهم يمتحنون يوم القيامة، قال تعالى: ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)، والجن قامت عليهم الحجة بالاستماع للقرآن.
8- تلاوة القرآن وبيان معانيه من أنجع الطرق في دعوة الكفار للإسلام، وبيان ما فيه من هدايات وبصائر تدل على توحيد الله، وكذلك ينبغي أن يتخذ القرآن للدعوة في أمور الدين كلها، والأخلاق، والمعاملات، وغيرها، ففيه تأثير على القلوب لا تجاريه في ذلك آلاف المواعظ والكلمات.

قال تعالى: (قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد).

9- أن من علم الحق، وكان مخلصا وقاصدا ومريدا لاتباع ما جاء فيه، وسلوك طريقه، فإن الله يبينه له ويهديه بحكمته وتوفيقه، ومن أعرض عن الحق بعدما تبين له، وكان قاصد ومريدا الابتعاد عنه والتعالي عما فيه، فإن الله يضله ويزين له عمل السوء، والجزاء من جنس العمل.
10- أن القرآن يهدي هداية الدلالة والإرشاد، وهي المقصودة في الآية، وأما هداية التوفيق والإلهام فمن الله، ومن أخلص نيته لله، وأراد اتباع الحق بعدما تبين، وسلك طريقه، فإن الله يهديه بإذنه وتوفيقه.
11- أن هداية الإرشاد إن صاحبها قلب سليم وإرادة وسلوك طريق صحيح، تؤدي إلى هداية التوفيق والإلهام بإذن الله.
12- أن القرآن يهدي إلى الرشد، الرشد: الحق والصواب، وهو اسم جامع لكل ما يرشد الناس إلى مصالح دينهم ودنياهم.
13- أن القرآن يهدي إلى الرشد في كل شيء، فتعين معرفة ذلك المؤمن على الصبر على طريق القرآن، فإذا أيقنت هذه الحقيقة، علمت أن كل طريق تخالف ما فيه فهي طريق باطلة وتهدي إلى الغي.
14- بحسب إيمان المؤمن بالقرآن واتباعه لما فيه، يكون نصيبه من الرشد في الدنيا والآخرة، وأكثر الناس إيمانا بالقرآن واتباعا لما فيه أكثرهم رشدا، وأما الكافر فلا رشد له مطلقا.
15- وفيه إيماء أن الإيمان يزيد بالقرآن، لأن القرآن يهدي إلى الرشد، وكلما كان نصيبك من هذا الرشد أكثر كان إيمانك أكثر، وفي هذا رد بالإيماء على الفرق التي تقول أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص.

قال تعالى: ( فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا).

16- قال تعالى: ( فآمنا به)، أن الإيمان هو التصديق الموجب للانقياد والإذعان، فالجن آمنوا وصدقوا بالله وانقادوا وأذعنوا بتوحيده وترك الشرك، وفي الآية رد على من قال أن الإيمان بالقلب فقط، والإيمان بالقلب واللسان والجوارح، وأصله في القلب، لأنه هو المحرك للجوارح.
17-ينبغي أن يسرع العبد باتباع الحق متى ما تبين، كما فعلوا الجن،فآمنوا بمجرد الاستماع، وبمجرد أن علموا وأدركوا أنه يهدي إلى الرشد.
18- إثبات الإرادة للمكلف، قال تعالى: (يهدي إلى الرشد فآمنا به)، بمجرد معرفة أنه يهدي إلى الحق، وهم كانوا يسعون إلى الحق ومعرفته، آمنوا بما فيه، وفيه رد على من ينكر ذلك، والأدلة النقلية والعقلية كثيرة في ذلك، ولا تخرج إرادة المكلف عن إرادة الله سبحانه وتعالى.
19- أصل الإيمان الذي يهدي إليه القرآن هو الإيمان بالله، فآمنوا الجن بوحدانية الله سبحانه وتعالى وهو أصل الإيمان، وتركوا الشرك به وكل ما يعبد من دون الله، والعبادة لا تكون إلا باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان أول ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم الناس هو إفراد الله تعالى بالعبادة وترك الشرك.
20- على الداعية أن يبدأ في دعوته بأهم الأمور وأساسها، وهو توحيد الله سبحانه وتعالى وما يلزم منه، وترك الشرك، وهي أصل دعوة الرسل، فإن تحقق المطلوب من أصل الدعوة سهل الباقي.
21- أن الإيمان بالله يقتضي أمرين: إفراده الله وتوحيده، وعدم إشراك معه أحد، قال تعالى: (فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا).
22- الإشراك بالله هو اتخاذ شريك مع الله في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته، ومن اتخذ شريكا مع الله لم يكن مؤمنا به.

قال تعالى: (ولن نشرك بربنا أحدا).

23- ( ولن نشرك بربنا أحدا) "أحدا" نكرة في محل النفي يدل على العموم، فلا يجوز الإشراك مع الله أي أحد سواء كان ملك مقرب أو نبي مرسل أو غيره.
24- ( بربنا) ذكر الربوبية، فيه استدلال من الجن بربوبية الله لخلقه، وأنها ترشد إلى توحيد الله واستحقاقه لإفراده بالعبادة
25- ( بربنا) في دلالة أن كل من عبد من دون الله فهو لا يملك صفات الربوبية، وهو غير مستحق للعبادة، وإنما اتخذ إلها ظلما وجورا وافتراء على الله ومنازعة له في حقه وحده سبحانه.
26- على الداعية أن لا ييأس في دعوته، فإن صده قوم ولم يستمعوا له وأعرضوا عما جاء به، فليذهب إلى قوم يرجى استماعهم والأخذ منه.
27- على العبد أن لا يعود إلى الذنب بعدما تبين له أنه محرم، فالجن كانوا يعتقدون بجواز الشرك، ولبسوا عليهم أكابرهم، فلما علموا الحق أفردوا الله بالعبادة، وعقدوا العزم على عدم العودة للشرك، فذكر ذلك الله عنهم تعظيما لمقالهم، وبيان أن الشرك ظلم عظيم ومنكر من القول، يزدريه من علم الحق وآمن به وعلم حقيقته.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 محرم 1440هـ/22-09-2018م, 11:21 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

التطبيق الثالث على درس الأسلوب الاستنتاجي قوله تعالى " للذين استجابوا لربهم الحسنى"
1- أن السعيد في هذه الدنيا هو من حقق الاستجابة الصحيحة، والكاملة لله سبحانه وتعالى ، ومآل الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.
2- وعد الله سبحانه أن المستجيب لله سيكون في أفضل المقامات ، وأعلى المنازل دنيا وأخرى .
3- أن "الحسنى " وصف للحال والمآل .
4- أن صيغة " الحسنى " على فعلى وهي صيغة مبالغة ، في حسن الحال وحسن الجزاء .
5 - اختصاص هذا الجزاء لمن حقق الاستجابة دون غيره بدلالة تقديم الجار والمجرور " لربهم الحسنى"
6- أن الثواب والجزاء يكون في الدنيا والآخرة على أفضل حال .
7- اقتران الاستجابة بوصف الربوبية يدل أن الله يجزي المستجيب بثقة وطمأنينة ممتلئ قلبه ، وصدق وعد الله .
8- دلاله الربوبية أن الله أرحم بعبادة وأعلم بما يصلحهم وينفعهم .
9- أن الله سبحانه هو الرب الكفيل ببيان هداه وإنجاز وعده.
10- أن المستجيب الصادق سيجد العون على الاستجابة والزيادة فيها .
11- أنها استجابة ميسرة لا حرج فيها ، بدلالة استعجال الأصل في رفع الحرج .
12 - ضرورة أن تكون الاستجابة خالصة لله بقوله " للذين استجابوا لربهم " بدلالة معنى الاختصاص في قوله " لربهم " ، فالأعمال موجهة لله وحده .
13- تفاوت الناس في مدى الاستجابة ، فقد يكون بعض الناس محسن ، وبعضهم مقتصد ومنهم الظالم وبحسب ذلك يكون الجزاء والثواب والمآل .
14- خطورة المعرض عن الاستجابة ، وسوء عاقبته قال تعالى " أولئك لهم سوء الحساب ".
15- ارتباط سوء حال العباد وشقائهم بتقصيرهم في الاستجابة ، والعكس صحيح .
16- أن سر العبودية يكمن في تفكير الإنسان الدائم فيما يرضي ربه .
17- استحالة سوء عاقبة المستجيب لربه ، بيقينه بربه وإحسان الظن به ، وصدق توكله .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 12:51 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } الطلاق.

* بعض الفوائد والتأملات من هذه الآية الكريمة التي تبين للإنسان علة وجوده على وجه الأرض وعلة خلق السماوات والأرض:

1- قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : لا خلاف بين العلماء أن السموات سبعا، لأن الله تعالى قال:{ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا }, وأما الأرض فالجمهور على أنها سبع أرضين، وهو ظاهر هذه الآية، وأن المماثلة إنما هي في العدد، ويستدل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غصب شبرا من أرض طوقه من سبع أرضين".(1)
2- إثبات إفراد الله تعالى وحده بالخلق , ونفي الشريك له في خلقه { اللَهُ الَّذِي خَلَقَ}.
3- خلق الله العباد للتعبد له بتوحيد الربوبية , وتوحيد الألوهية , وتوحيد الأسماء والصفات .
4- من بعض اللطائف في هذه الآية , أن جاءت الأرض بلفظ الإفراد بالقرآن , وجاءت بالسنة بلفظ الجمع, وهذا لحكمته وعلمه تعالى , {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}.
5- جاء إفراد السماء وذكر الأرض معه في خمسة عشر موضعا في القرآن , كلها يراد بها السماء الدنيا وذلك من خلال السياق الذي يدل على ذلك , منها .
- قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96] .
- قوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [يونس: 31].
- قوله تعالى : {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [النمل: 64].

6- جاء بالسنة من حديث الإسراء أن لكل سماء ساكنيها , ولم يأت لغير الأرض التي نسكنها خبر عن أحوالهم.
7- لله الخلق والأمر سبحانه ، وله الحكمة البالغة والقدرة التامة ،ولا يخرج عن قدرته وعلمه مثقال ذرة من شيء في السماء العليا ولا الأرض السفلى , {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا }.
8- أن إرادة الله نافدة , وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء , فقد أنزل الأمر من السموات السبع إلى الأرضين السبع, { يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ }.
9- الحكمة من الخلق والأمر هي معرفة الله تعالى وعبادته , { لتعلموا}.
10- إقامة الحجة على العباد, بإرسال الرسل لهم بالشرائع والأحكام الدينية المنزلة .
11- إثبات صفة كمال القدرة والعلم لله تعالى , {لتعلموا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } .
12- إذا أيقن العبد أن الله يعلم وقادر أن يحاسب، وسيحاسب، لا يمكن أن يعصيه.
.
تبارك الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين .



--------------------------------------------------------------------------------
(1) الصحيحان .

------------------------------------------
.*المصادر.
- المحرر الوجيز - عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 04:12 AM
وحدة المقطري وحدة المقطري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 216
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (الجمعة/9)

في هذه الآية الكريمة مسائل منها:

1-اشتملت على: نداء وشرط وأمر ونهي وترغيب وترهيب.

2-فأما النداء ففي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}.

3-وأما الشرط ففي قوله: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}.

4-وأما الأمر ففي قوله: { فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }.

5-وأما النهي ففي قوله: { وَذَرُوا الْبَيْعَ }.

6-وأما الترغيب ففي قوله: { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ}.

7-وأما الترهيب ففي قوله: { إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }، ففيه إشارة إلى أنه لو كنتم تعلمون ما ينفعكم مما يضركم لأطعتم وإن عصيتم فلابد أن تجدوا ما لا يسركم.

8-في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} في أسلوب النداء تنبيه، وفي هذا إشعار بأن ما سيقال أمر يحتاج للانتباه.

9-في قوله { الَّذِينَ آمَنُوا }ابتدأ الله الآية بنداء خاص للمؤمنين ، وفيه تنبيه على أن من مقتضى إيمانهم العمل بما سيشرعه عليهم فيها، وكما قال ابن مسعود: "إذا سمعت يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك".

10- النداء بـ { الَّذِينَ آمَنُوا} عام، فيتوجه الخطاب لكل مؤمن ذكرا كان أو أنثى، صغيرا وكبيرا، حرا وعبدا، مقيما ومسافرا، ولكنه من العام الذي أريد به الخصوص بدلالة الآية ونصوص أخرى .

11- المراد بـ { الَّذِينَ آمَنُوا} كل ذكر بالغ عاقل حر مقيم خالي من الأعذار من مرض وخوف أو مطر ونحوها، وأما المرأة والعبيد والصبيان والمجانين ففي الآية دلائل على إخراجهم من الخطاب كما سيأتي بالتفصيل، وأما في المسافر فقد وردت نصوص نبوية، كما أن القياس على صلاة الجماعة يقتضي إخراجه من صلاة الجمعة والله أعلم.

12- {إذا} ظرف مستقبلي يجر شرطه ، فإذا وقع الشرط فلابد من الإتيان بالجواب، والشرط هنا {نودي} للصلاة، والجواب هو { فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وذَرُوا الْبَيْعَ }، وعلى هذا فمن لم يبادر للصلاة تاركا البيع والشراء من وقت النداء للصلاة -ممن كانت الصلاة في حقه واجبة- فهو آثم.

13- { نُودِيَ} قال الأزهري تحت مادة(ن د ا): النِّداءُ: الصوت وقد يُضم، و نَادَاهُ مُنَادَاةً و نِدَاءً: صاح به.
وعلى هذا فالأذان هو إعلام بدخول وقت الصلاة برفع الصوت بألفاظ مخصوصة مأثورة ليسمعه البعيد كما يسمعه القريب؛ وفي هذا دلالة على أن الجمعة تلزم كل من يسمع النداء ممن تجب في حقه، ولو كان أعمى.

14- في قوله: { نُودِيَ } المقصود بالنداء هنا الأذان الذي يكون عند زوال الشمس.

15- في قوله: { نُودِيَ } بالفعل الذي لم يسمَ فاعله إشارة إلى جواز تعدد المؤذنين، وإلى أنه لا يلزم أن يكون مؤذن واحد فقط.

16- في قوله: { للصلاة} اللام هنا بمعنى لأجل؛إشارة إلى أن الأذان الذي يحرم به البيع والشراء ويجب فيه السعي هو الأذان الذي يكون بين يدي الإمام وهو الأذان الثاني الذي يسبق الإقامة، لأن بالأذان الأول لا يكون هناك صلاة ولا خطبة.

17- في قوله: { نُودِيَ للصلاة } بالفعل الذي لم يسمَّ فاعله إشارة إلى جواز تعدد النداء، وإلى هذا فلا يعد الأذان الذي أحدثه عثمان رضي الله عنه بدعة ، لأننا مأمورون بإتباع سنة الخلفاء الراشدين كما في الحديث الصحيح عن العرباض بن سارية عند أحمد وغيره.

18- بعضهم يسمي الأذان الذي أحدثه عثمان بالأذان الثاني بالنسبة إلى انه شرع عقب الأذان الوحيد الذي كان في عهد رسول الله، ولكن في حقيقة الأمر هو الأذان الأول؛ لأنه يؤذن به أولا ليتمكن الناس من التجهز للصلاة قبل الأذان الثاني الذي يكون بين يدي الإمام وتليه الخطبة مباشرة، ويتفرع على هذا أنه لأبد يكون هناك وقت كافٍ بين الأذانين؛ ولذا من جعل الأذان الأول قبل وقت الزوال فقد أحسن صنعا والله أعلم، كذلك من المهم التنبيه على أنه ما يذكر عن تسمية أذان عثمان بالأذان الثالث هو نسبة لمعنى الإقامة فهي تعد أذان، وفي الحديث: "بين كل أذانين صلاة لمن شاء"، والمقصود بالأذانين: الأذان الأول المعلم بدخول الوقت للصلاة، والثاني الذي يكون لإقامة الصلاة.

19- في قوله: { نُودِيَ للصلاة } دليل على أن صلاة الجمعة هي بدل عن صلاة الظهر لأنه يُنادى عليها في وقتها، وعلى هذا فمن فاتته الجمعة لعذر وكانت في حقه واجبة فليصليها ظهرا، وكذلك مَن صلاها وهو ليس من أهلها فصلاته تنوب عن صلاة الظهر، و تجزئه عنها.

20- { الجمعة} من الجمع؛ فهو اليوم الذي فيه: 1- جمع الله خلق آدم، و2- جمع الخلَق؛ لأنه آخر الأيام الذي اكتمل فيه خلق الله للسماوات والأرض ، و3- هو اليوم الذي سيجمع الله فيه الخلق بالبعث لأن فيه تقوم الساعة، ولذا فقد شرع الله للمسلمين في هذا اليوم صلاة الجمعة ليجتمعوا لها فيصلوها في أحد المساجد الكبار وليكون هذا اليوم يوم عيد أسبوعي لهم أسوة بيوم السبت لليهود والأحد للنصارى.

21- في قوله : {مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} اختلف المراد بحرف الجر (من) ، فقيل هو تفسير لـ ( إذا ) وبيان لها، وقيل هو بمعنى الظرف (في) كما في قوله تعالى: {هو الذي أخرج الذين كفروا لأول الحشر} أي: في أول الحشر، وقيل هو بمعنى: بعض؛ لأن يوم الجمعة أعم من وقت النداء، وليس في العموم بيان لإبهامه، ولعل الراجح هو الأخير؛ فيكون (من) للتبعيض، والله أعلم.

22- في قوله تعالى: {من يوم الجمعة} إشارة إلى أننا يجب استغلال هذا اليوم بالتعظيم والتعبد لله ولا يكون كغيره من أيام الأسبوع، لاسيما وأن به ساعة لا يوافقها عبد يدعو وفي رواية "قائم يصلي" إلا واستجيب له، كما ورد بذلك في الحديث الصحيح.

23- في قوله تعالى {من يوم الجمعة} دلالة على فضل صلاة الجمعة، لأنها في يوم الجمعة، ولقد تضافرت الأحاديث في ذكر فضل يوم الجمعة.

24- المراد بالسعي في قوله تعالى: { فاسعوا إلى ذكر الله } : فسره ابن سيده والزجاج وغيرهما بالقصد، وقال آخرون هو المشي وهو مقارب.

وقد ذكر الزجاج وغيره أن ابن مسعود وأُبي ين كعب وكذلك روي عن عمر أنهم جميعهم قرؤوا بـ { فامضوا إلى ذكر الله }، وعلى هذا تكون هذه القراءة مفسرة لقراءة العامة؛ ويكون معنى السعي: المضي والمشي والقصد.

25- في قوله تعالى: { فاسعوا } إشارة للمبادرة والاهتمام بأمر الصلاة، لأن المعنى اللغوي للسعي هو العدو دون الشد كما عرفه ابن سيده والزجاج وغيرهما وهو ما جاء النهي عنه في حديث أبي هريرة المخرج عند الشيخين وغيرهما وفيه: "إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ولكن ائتوها وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا".
وقد قال الحسن في تفسيره بالمراد بالسعي: أنه "سعي القلوب"، وكلامه متوجه لأن: القلب محرك للبدن؛ فمتى اهتم القلب للأمر وانشرح بادر البدن مطيعا غير متوانٍ ولا متكاسل، وهو معنى قول قتادة، حيث قال: فالسعي أن تسعى بقلبك وعملك وهو المشي إليها.

26- في قوله تعالى: { فاسعوا } إشارة إلى خروج الصبيان والمجانين من الأمر بحضور الجمعة، لأن المجنون والصبي لا يتوجه لهما الخطاب لأنهما من ذوي الأهلية الناقصة فمرفوع عنهما القلم.

27- في قوله تعالى:{ فاسعوا } دليل على وجوب الأخذ بأسباب الصلاة من شرائط وواجبات من نحو وضوء كما هو رأي الجمهور أو اغتسال كما ذهب إليه البعض، ومن لبس الملابس الطاهرة المغطية للعورة والذهاب للمسجد الجامع وغيرها، لأن القاعدة: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ ولما كانت الصلاة واجبة فما لا تتم الصلاة إلا به فهو واجب، ويجب الإتيان به لتتحقق.

28- في قوله تعالى:{ فاسعوا}، قال نظام النيسابوري: "كانت الطرقات في أيام السلف وقت السحر وبعد الفجر غاصة بالمبكرين إلى الجمعة يمشون بالسرج . وقيل : أول بدعة أحدثت مع الإسلام ترك البكور إلى الجمعة." .أ.هـ .
قلت: وفي هذا دليل على شديد اهتمامهم وتعظيمهم لهذه الشعيرة، فإلى الله المشتكى من زمان الغربة الذي نعيشه؛ المساجد قريبة والطرقات معبدة والسيارات مكيفة والقلوب بعيدة مصروفة عن خيرها لاسيما مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي الذي يقضي بها الشباب وقته لقبيل الفجر.

29- في قوله تعالى: { فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} إشارة إلى أن الآخرة تحتاج لسعي و لا تنفع الراحة والدِّعَة لمن طلب المعالي ومن جدّ وجد، ومن زرع حصد، وليس من تمنى رقد! وهذا كما قال تعالى: {يا يحي خذ الكتاب بقوة} وكما قال لبني إسرائيل : {خذوا الكتاب بقوة}، فمن رام الفوز بالجنة فعليه الحزم بأخذه نفسه وكفه هواه، والشدة على كل القواطع التي تقطع عليه سعيه للآخرة، حتى لا تتخطفه عن طريقه؛ فتأخذه تيارات المعاصي أو البدع أو العلمانية أو حتى الإلحاد! نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر.

30- المراد بـ (الذكر) في قوله: {إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} احتمالان: 1- فيحتمل أن يقصد بالذكر هو صلاة الجمعة و2- يحتمل أن يقصد به الخطبتان ، والصحيح هما معا، لأن لفظ (صلاة الجمعة) لا يصدق على أحدهما دون الآخر.

31- في قوله تعالى: {إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} وإرادته الصلاة والخطبتين أو أحدهما إشارة إلى أن الشيء يتسمى بأشرف أجزائه، وذلك أن الصلاة والخطبة كليهما يحتويان على ذكر الله من التحميد والتهليل والقرآن ونحوها.

32- في قوله تعالى: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} المراد في الآية النهي عن البيع والشراء معا، لأن لفظ البيع من الأضداد، كما أنه لابد أن يرافق البيع شراء، فلا يكون هناك بائع حتى يكون هناك مشتري والعكس بالعكس.
قال المناوي: "البيع من الأضداد كالشراء، ومنه قوله تعالى: {وشروه بثمن بخس}".

33- المراد بالنهي في قوله تعالى: {وذروا الْبَيْعَ } : احتمالان:
1- يقتضي الكراهة.
2- يقتضي التحريم، وهو الراجح؛ لأن:
# القاعدة: أن النهي يقتضي التحريم إلا بقرينة تصرفه و لا صارف هنا.
# البيع والشراء في الأصل حلال لقوله تعالى: {وأحل الله البيع} وغيرها من النصوص، فلا يكون النهي عنه في آية الجمعة إلا استثناء للحل، والاستثناء كما هو معروف إخراج المستثنى منه في الحكم، فخرج البيع في الآية من حكمه الأصلي الحل للحرمة كحالة خاصة ، وكما يقال الاستثناء من النفي إيجاب، ومن الإيجاب نفي، وكقولنا: قام القوم إلا زيدا، فزيد له ضد حكم القوم، فيكون المفهوم أنه جالس.
مسألة: هل النهي يقتضي فساد المنهي عنه؟
الجواب: لما كان النهي عن البيع ليس لذاته بل لشيء خارج منه؛ فهو لا يقتضي فساد المنهي عنه، والله أعلم.

34- في قوله تعالى: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} النهي عن البيع والشراء نصا، ولكن هل هو من الخصوص الذي يراد به العموم وفق القاعدة: "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" أم النهي فقط متوجه بخصوص البيع والشراء وذلك أنه غالب ما يَلهي ويَشغل الرجال كما ذهب لذلك المالكية ومن وافقهم وغيره في حكم النادر فيكون من المعفو عنه إن حصل الانشغال به؟ رأيان للمسألة، و الأول أرجح -والله أعلم- للأسباب التالية:
1- لا مفهوم للآية لأن البيع خُرِّج مخرج الغالب وهذا كقوله تعالى: {وربائبكم اللاتي في حجوركم} فلم تنص الآية على تحريم الربيبة التي في الحجر فقط وأخرجت غيرها ممن لسن في الحجور، ولكنها ذكرتها لأنه غالبا ما تكون الربيبة في حجر زوج أمها.
2- على القول بأن العلة من تحريم البيع والشراء وقت الصلاة هي الشغل والإلهاء، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما؛ فمتى ما وجد شيء يُلهي عن الصلاة فهو يأخذ نفس الحكم (التحريم).
3- ويرجح هذا الرأي أيضا قوله تعالى في الآيتين اللتين تلتها من السورة نفسها: {وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائما * قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة} فقد ذكر اللهو بجانب التجارة ولم يقتصر على البيع .

35- في قوله تعالى: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} إشارة إلى الابتعاد عن كل ما يلهي عن طاعة الله وذكره لاسيما الصلاة لأنها عماد الدين، وخصوصا صلاة الجمعة لعظيم فضلها وخطر تاركها ثلاث مرات على التوالي فأكثر كما ورد في الحديث (أنه يُطبع على قلبه) بمعنى يصير كالكوز المجخي؛ فتنكس فطرته فلا يعد يعرف المعروف من المنكر، وفي هذا الخوف الشديد من التهاون في الانغماس في الملهيات فالحذر الحذر نسأل الله السلامة والعافية.

36- في قوله تعالى: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} إشارة إلى أن المباحات إن كانت تؤذي لأمر محرم فتحرم، لا لذاتها؛ ولكن لأنها وسيلة للمحرم، وهو ما يعبر عنه الأصوليون بقاعدة : (سد الذرائع).

37- في قوله تعالى: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} النهي عن البيع مؤقتا حتى تنتهي الصلاة بدلالة الآية بعدها، ولأن البيع حلال بذاته بدلالة نصوص أخرى، وهو مما لا يستغنى عنه.

38- في قوله: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} إشارة إلى خروج النساء والعبيد من الأمر بحضور الجمعة، وأما المرأة فلأنه لا يصح توجيه الخطاب لها لكونها مأمورة بالقرار في البيت؛ ولهذا السبب أسقط عنها صلاة الجماعة، كما أن المعاملات من بيع وشراء ونحوها يختص بها الرجال دونا عن النساء إلا من شذ من النساء ولا حكم للنادر، وأما العبيد فكذلك لا يصح توجيه الخطاب لهم، لأن أمرهم بيد أسيادهم.

39- في قوله تعالى: {وذروا الْبَيْعَ } الإشارة إلى جواز البيع والشراء وسائر المعاملات لمَن ليست في حقه صلاة الجمعة كالصبي ، وذلك على القول بأن الحكمة من النهي عن البيع والشراء وقت الصلاة هو عدم الاشتغال والإلهاء عنها، أما إذا قلنا أن الحكمة من النهي عن البيع والشراء تعبدية؛ فيحتمل أن يبقى النهي محصورا على مَن كانت الصلاة في حقه، ويحتمل أن يكون النهي عام لكل مؤمن، والأول أرجح لأن العلة واضحة وكثير من أحكام القرآن والسنة تقترن بالتعليل وهذا من رحمة الله بنا.

40- بترتب على النقطة السابقة أنه إذا ما أَمرنا أو نهينا غيرَنا أن نبين علة الحكم متى ما أمكن ذلك أسوة بأسلوب القرآن، وأرفق بالمخاطب، وأنجع في الإجابة للمطلوب.

41- الأمر بالسعي في قوله تعالى: { فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ } للوجوب و لا يقال للاستحباب من ناحيتين:
· أن الأمر عند الإطلاق للوجوب إلا بقرينة تصرفه عن ذلك للاستحباب ولا صارف هنا.
· أن النهي عن البيع الذي هو حلال في الأصل لا يكون إلا للدلالة على وجوب السعي للصلاة.

42- في قوله تعالى: { فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ } إشارة إلى أن الواجب على العبد ترك الدنيا وحطامها مهما تلهت نفسه وتسلت روحه ولعب بدنه، ومهما جنا من تجارته، ومهما تلذذ بأملاك وجاه ونحوها؛ فكلها متع زائلة ونعيم منغص قليل، ولينشغل بالتجارة مع الله فتلك هي التجارة الرابحة التي تجني عليه بالأرباح الطائلة التي لا نفاذ لها و لا كدر معها، ولقد صدق الشاعر:
جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذاء والأكدار

43- قد يقال أن في قوله تعالى: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ} إشارة إلى عدم وجوب السعي وترك البيع، ولكن يرد ذلك أن هذا التركيب لا يقتضي ذلك على إطلاقه كما في قوله تعالى: {وإِبراهيمَ إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم} فهل يقال إن في التوحيد والطاعة خير أكثر من الشرك على سبيل المفاضلة؟! وأي خير في الكفر؟!

44- في قوله تعالى: {ذَلِكُمْ} الإتيان باسم الإشارة (ذلك) للبعد وختمه بالميم التي هي للجماعة؛ فيه إشارة على تفخيم وتعظيم التشريع الذي جاءت به الآية من الأمر بالسعي لصلاة الجمعة وترك التشاغل عنها ببيع وشراء وغيره، وفي هذا أبضا دلالة على عظيم أمر صلاة الجماعة والحذر من التهاون في أمرها.

45- في قوله تعالى: {لَكُمْ} تنبيه على أن الله اختص هذه الأمة بخصائص لم يختصها غيرها وفضل المؤمنين بفضائل لم يؤتيها أحدًا من أتباع الرسل السابقين، ومنها فرضية صلاة الجمعة بما فيها من فضل عميم، فلله الحمد وله الشكر والمنة على جزيل إنعامه وجميل إحسانه، نسأله أن يرزقنا شكر نعمه ويزيدنا من فضله.

46- يفهم من قوله تعالى: {خَيْرٌ} أن إتيان صلاة الجمعة وسماع خطبتيها والتبكير لذلك ما أمكن خير للمسلم من المكاسب المحتملة من بيعه وشرائه في تلك الساعة لو ترك الصلاة لأجلها، فيكفي أنّ ما عند الله باقٍ والدنيا بما فيها زائلة، غير الإثم الذي سيلحق تارك الجمعة، ولقد جاءت أحاديث كثيرة تبين بعض فضلها ومنها ما رواه الشيخان وغيرهما: أن من اغتسل غسل الجنابة وراح في الساعة الأولى كمن قدّم بَدَنة ومن راح في الساعة الثانية كمن قدم بقرة...الحديث.

47- يستفاد من قوله تعالى: {ذلكم خير لكم}: علينا أن نربي أبناءنا وإخواننا وكل من له حق علينا من قريب وجار وغريب مسلم أنّ في الانصياع للأمر والطاعة لربنا فيما جاءنا به في هذه الآية خصوصا وفي سائر شؤوننا عموما خير لنا من كل وجه علمنا منه ما علمنا وجهلنا ما جهلنا.

48- في قوله تعالى: { ذلكم خير لكم } بعض فوائد تشريع الله لصلاة الجمعة وكونها خير للمسلم:
1- أن فيها جمع المسلمين ببعض وفي هذا زيادة أواصر وعُرى الأخوة الإيمانية.
2- فيها ترقيق القلوب بما سيسمعونه من موعظة في الخطبة وما سيترتب عليها.
3- فيها زيادة الحسنات بالجزاء المترتب على حضورها والالتزام بالأمر الواجب والمستحب من الاغتسال والتطيب والتبكير ونحوها.

49- في قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} حذف متعلق (تعلمون) للعلم به، والمعنى إن كنتم تعلمون علما ينفعكم؛ فستعلمون أن في تشريع الله لكم بصلاة الجمعة وفي نهيه عن البيع والشراء وسائر المعاملات المشغلة عنها بعد الأذان الثاني هو خير لكم في الدارين من كل وجه.

50- في قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} دلالة على أن العلم لابد أن يثمر عنه العمل فمن علم أن خيره في الأمر الذي جاءه من ربه بادر بالطاعة.

نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 07:35 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي


قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
تفسير الآية:
قال تعالى: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ): عن علي رضي الله عنه يقول أدبوهم وعلموهم، وعن ابن عباس اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار.
وقال مجاهد "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" اتقوا الله وأوصوا أهليكم بتقوى الله.
وقال قتادة تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها وزجرتهم عنها.
وقال الضحاك ومقاتل حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه.
قال عمر: رضى الله عنه- يا رَسُولَ اللَّهِ نَقِي أنْفُسَنا، فَكَيْفَ لَنا بِأهْلِينا ؟ قالَ: تَنْهَوْنَهُنَّ عَمّا نَهاكُمُ اللَّهُ تَعالى عَنْهُ، وتَأْمُرُونَهُنَّ بِما أمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ وِقايَةً بَيْنَهُنَّ وبَيْنَ النّارِ» ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" 8/ 292
روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم " مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع " . رواه أبو داود بلفظه 494
وعَنْ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " رواه البخاري ( 7138 ) ومسلم ( 1829 ) .

وقوله تعالى: ﴿ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾
أَيْ: حطبها الذي يُلْقَى فيها جُثث بني آدم. ﴿وَالْحِجَارَةُ﴾ قيل: المراد بذلك الأصنام التي كانت تعبد لقوله: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ [الْأَنْبِيَاءِ: ٩٨].
وقال ابن مسعود ومجاهد وأبو جعفر الباقر، والسدي: هي حجارة من كبريت -زاد مجاهد: أنتن من الجيفة. ذكره ابن كثير

وقوله تعالى: ﴿ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ ﴾
قال ابن عباس: يريد خزنة النار تسعة عشر ملكًا، ﴿غِلَاظٌ﴾ أي على أهل النار كقوله: ﴿وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 73، التحريم: 9]،
قال الواحدي في البسيط: ويجوز أن يكون معنى الغلظ هاهنا ضخامة أجسامهم. قال ابن عباس: ما بين منكبيه مسيرة سنة. ونحوه قال مقاتل.
وقوله: ﴿شِدَادٌ﴾ أي أقوياء. قالا: وقوة الواحد منهم أن يضرب بالمقمع فيدفع بتلك الضربة سبعين ألف إنسان في قعر جهنم. انظر زاد المسير 8 /313

وقوله تعالى: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾
مدح وثناء من الله تعالى على الملائكة بأنهم لا يخالفون الله في أمره الذي يأمرهم به ﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ يقول: وينتهون إلى ما يأمرهم به ربهم.

من هدايات الآية الكريمة:
١-يا مَنْ مَنَّ الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه ، فاستجيبوا لأمر الله تعالى بوقاية أنفسكم ومن تحت أيديكم من النار.
٢- وقاية الأنفس تكون بإلزامها أمر الله، والقيام بأمره امتثالًا، ونهيه اجتنابًا، والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب.

٣-وقاية الأهل [والأولاد]، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه.
٤- وصف الله النار بهذه الأوصاف ليزجر عباده عن التهاون بأمره.
٥- في الآية الكريمة مدح للملائكة الكرام، وانقيادهم لأمر الله، وطاعتهم له في كل ما أمرهم به.
٦- تَنْكِيرُ (نارًا) للتعظيم وأجري عليها وصف بجملة (﴿وقُودُها النّاسُ والحِجارَةُ﴾) زيادة في التحذير لئلّا يكونوا من وقود النار. وتذكيرًا بحال المشركين الذي في قوله تعالى (﴿إنَّكم وما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء: ٩٨]. وتفظيعًا للنار إذ يكون الحجر عوضًا لها عن الحطب.
٧- إثبات وُجُود الملائكة، وأنه يجب الإيمان بهم، وأنهم أصناف؛ فمنهم: خَزَنَة النار، الموكَّلون بتعذيب أهل النار وإهانتِهم، وأنَّ عددَهم كما ذكر الله - عزَّ وجلَّ - تسعةَ عشرَ، قال تعالى: ﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ [المدثر: 30]، وأن كبير هؤلاء الملائكة مَلَكٌ كريمٌ، اسمُه مالِك، قال تعالى: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾ [الزخرف: 77]، وأن الإيمانَ بالملائكة، وأنهم عباد مُكْرَمُون، لا يَعصُون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون - ركنٌ من أركان الإيمان الستَّة، قال تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].
٨- عِظَم ما أعدَّ الله لأعدائه من العذاب والنَّكال، ففي هذه الآية أخبر تعالى أن حطب النار التي توقَد بها: جثث بني آدم، وحجارةٌ من الكِبريت الأسود، وأخبر في آيةٍ أخرى عن هَوْلِها وشدَّة عذابها، فقال: ﴿ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى ﴾ [المعارج: 15 - 18]، وقال أيضًا: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 27 - 29]، وقال - تعالى -: ﴿ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴾ [ق: 30].

٩-ما الحكمة من قرن الناس بالحجارة ؟
الجواب:
لأنهم قرنوا بها أنفسهم في الدنيا حيث نحتوها أصنامًا وجعلوها لله أندادا وعبدوها من دونه قال تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98]
ولما اعتقد الكفار في حجارتهم المعبودة من دون الله أنها الشفعاء والشهداء التي يستشفعون بها ويستدفعون المضار بها، جعلها الله عذابهم، فقرنهم بها محماة في نار جهنم إبلاغًا وإغرابًا في تحسرهم. الحاوي في التفسير.
والله أعلم.


م الجواب وبالله التوفيق
















رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 محرم 1440هـ/1-10-2018م, 09:23 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقييم تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي.


التعليقات العامة:

- الأسلوب الاستنتاجي قائم على استنباط الفوائد واستخراج المسائل والأحكام من الآيات القرآنية، سواء أكانت تلك الفوائد فقهية أم عقدية أم سلوكية أم لغوية.
و لقد بدا التركيز الأقل حظا في تطبيقاتكم على الفوائد الفقهية واللغوية .

- عامّة المخاطبين بهذا الأسلوب هم من أهل العلم وطلابه .
فلا نقصّر في الإتيان على غالب مسائل الآية .

- خطوات العمل :
أولاً: قبل الشروع في التفسير يحسن بالمفسّر أن يستخلص المسائل والفوائد ويرتّبها.
ثانياً: ينبغي أن يكون أسلوب المفسّر ظاهراً في الخطاب ومؤثراً في المخاطَب، غير مغمور في المنقولات وسرد المسائل والفوائد.
ثالثاً: أن يكون وجه المناسبة بين الفائدة والآية ظاهراً غير متكلف،لذلك احرصوا على ذكر الدليل على الفوائد ووجه الاستدلال به مثلا :-
- الفائدة :
- الدليل:
- وجه الاستدلال:

وإذا كان وجه الاستدلال بالآية واضحا؛ فلا يلزم ذكره وإن كان الأفضل فعل ذلك، لكن إن كان وجه الاستدلال خفيا فالواجب ذكره.

رابعاً: العناية بعزو الأحاديث والآثار التي ترد في الرسالة مع بيان حكمها ما أمكن.


1:هويدا فؤاد.ب+
أحسنتِ بارك الله فيك وسددك.

- تحتاج بعض الفوائد لمزيد من التوضيح لبيان وجه الدلالة فيما بينها وبين الآية كــ: .

[- الرضا بالقضاء والقدر.وجه الدلالة: قوله تعالى: " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ" وأيضا .
3- تثبيت القلب عن المصائب وتسكينه بأن ذلك كله بإذن الله الكونى، فلا ينشغل العبد حال المصيبة عن الإسترجاع. وجه الدلالة: قوله تعالى: " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ"].
ولعل ما ذكرتِ أقرب لقوله تعالى :( ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه)، وفي مراجعتك للنقطة الثالثة من التعليق العام على خطوات العمل مزيدا من الفائدة .
- ينبغي المزيد من العناية من الشواهد القرآنية والأحاديث والآثار، لتثري الفوائد المذكورة ولا تكون مختصرة ، كما ينبغي بيان الفوائد بحسب الترتيب الموضوعي للآية


2:ميمونة التيجاني.أ
أحسنتِ بارك الله فيك وسددك.
- الترتيب الموضوعي مهم في تسلسل الفوائد فاحرصي على ذلك.
- اعتني بإسناد الأحاديث وتخريجها فقد فاتك عدد منها.
-كان يحسن أن تستخرجي مسائل الاية ثم تنظري في الفوائد المتعلقة بكل منها، هناك من الفوائد اللغوية في الآية فاتتكِ لتنوعي بين الفوائد ، وتنوع المراجع يفيدك كثيرا.

3: عبدالكريم محمد.ب+
أحسنت بارك الله فيك وسددك.

- ينبغي أن يكون أسلوبك ظاهراً في الخطاب ومؤثراً في المخاطَب، ولا تكتفي بذكر فوائد مختصرة جدا.
- احرص على بيان الدليل ووجه الاستدلال عليه ، فقد أتيت على ذكر مواضع يسيرة منها .
-كذلك الاهتمام بنظائر الآيات وما ورد في صحيح السنة والآثار يثري رسالتك.


4: سعود الجهوري.أ+
أحسنت جدا بارك الله فيك وسددك.
- احرص على ذكر المصادر وفقك الله .


5: عبد الكريم الشملان .أ
أحسنت بارك الله فيك وسددك.

- اعتنِ بترتيب الفوائد بحسب ترتيب مسائل الآية .
- كذلك الاهتمام بنظائر الآيات وما ورد في صحيح السنة والآثار يثري رسالتك.

6: ناديا عبده.أ
أحسنتِ بارك الله فيك وسددك.

- تنوع المراجع يفيدك كثيرا في تنوع الفوائد، كذلك استخراجك للمسائل من الآية ابتداءا بحيث تكون الفوائد شاملة ومما فاتكِ بيان المراد بالأمر ومعنى اللام في قوله تعالى :( لتعلموا ).

7: وحدة المقطري.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ ونفع بكِ.
كان يحسن بكِ الإشارة إلى مصادرك في الرسالة .

8: حليمة السلمي.ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ .
الاعتماد على النقول بدا واضحا ويحسن أن تظهري أسلوبك في الرسالة، مع الإشادة بحسن ترتيبك وتنظيمك .




وفقكم الله وسددكم

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 07:55 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة تفسيرية في قول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (الملك: ١٥ )

هذه الآية الكريمة غنية بالفوائد، وإنما كتبت ما امتّن الله به عليّ من فتح وتيسير، فما جانب الصواب فمني.

الآية مقسمة إلى ثلاث جمل، فأما الجملة الأولى وهى جملة خبرية حيث قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا﴾، حيث يُعلم الله تعالى خلقه بأنه هو الذي سخر هذه الأرض لهم بأوضح بيان، وقد جعلها ذلولا:أي سهلة لينة.وفي هذه الجملة فوائد منها:

1. امتنان الله على عباده، بأن جعل لهم الأرض فقال: ﴿ جَعَلَ لَكُمُ ﴾ وهذ نظيره قول الله تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ ، فعلى العبد استشعار منة الله عليه بأن جعل هذه الأرض على كبرها وعظم خلقها مُيسرة له مذللة، وما خُلق فيها إنما خُلق ليكون عوناً للإنسان في حياته.
2.وجوب تعظيم ومحبة العبد لربه الذي جعل له التيسير في كل شأنه، فمثلا في أموره التعبدية جعل له التيمم بديلا للوضوء في أحوال، وذلك تيسيرا عليه، وقد قال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ﴾ ، وفي أمور العبد الدنيوية جعل له الأرض ممهدة سهلة ليبني عليها ويُشيّد، ويتحرك فيها بيسر.
3.وجوب تحقيق إخلاص العبد لله عز وجل، فمن باب الإنعام لا منعم سوى الله، وقد بلغت نعمُه في العظمة منتهاها، ومن باب الكمال فلا مستحق للعبادة سواه لأن له الكمال المطلق.
4.اعتياد العبد للنعمة قد ينسيه شُكرها، فالإنسان يمشي على الأرض بيسر وسهولة، قد جُعلت مفاصله لينة تواكب حركته، وتناسب عبادته، وقد قال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾، فوجب على العبد أن يُديم التفكر في نعم الله واستحضارها ليديم شكر الله.
5. استحضار معاني أسماء الله الحسنى التي تضمنتها هذه الجملة بما حملت من معانٍ، كاسم الله الخالق وهو يتعلق بصفة الربوبية، فمن كان خالقا فهو المستحق أن تُصرف له العبادة وحده.
6. اشتمال القرآن على أهم موضوع وهو التعريف بالله سبحانه وتعالى وأفعاله، فمن أراد معرفة ربه والتعلم عن صفاته وأفعاله فليقرأ القرآن بتدبر.

﴿ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ﴾:
وهذه الجملة الثانية في هذه الأية الكريمة، وهى جملة طلبية فيه أمر على وجه الإباحة ومن فوائدها:
7.أن الفاء أفادت التعقيب، فبعد الإخبار بأن الأرض قد جُعلت للعباد، جاء الأمر بالسعي فيها والأكل منها للدلالة على كونها نعمة.
8.الأمر ﴿ فَامْشُوا ﴾ و﴿كُلُوا ﴾:للإباحة، ومن نظر فيما أباحه الله للعباد وجد أغلب الأشياء مباحة، وأن ما حُرّم فهو قليل جدا، وضرره بيّن واضح.
9.جواز السعي في الأرض والسفر طلبا للرزق، ومتى سعى الإنسان وجد التيسر.
10. "مناكبها" ما قيل فيها من كلام المفسرين انحصر في معنيين الأول: جبالها، والثاني: نواحيها وأطرافها، وعلى كل فالأمر بالمشي دلالة على أن الأرض ذُللت للسعي فيها.
11. ﴿ وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ﴾، فالرزق رزق الله، والواجب على العبد أن ينسب كل نعمة للمنعم،
وبعض الناس قد انغمس في الماديات فنسى أن المنعم وتعلق بالأسباب.
12.لطف الله بعباده ورحمته بهم، فهو الذي خلق العباد وخلق لهم ما ينفعهم، ودلهم على ما يُقيم حياتهم.
13.التوكل على الله وحده فهو الرزاق، وألا يخشى العبد أن يفوته الرزق، لأنه بيد الله.
14.من تيسير الله على خلقه أن جعل رزقهم في متناول أيديهم يخرج لهم من الأرض، وهو كثير متنوع ليناسبهم اختلاف أذواقهم.
15.وجوب طاعة العبد لربه، فهو يعيش على أرضه، ويأكل من رزقه، فكيف يعصيه.

﴿ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾
وهذه هى خاتمة الآية الكريمة، وهى جملة خبرية، ومناسبتها لما قبلها للدلالة على أن مرجع الخلق جميعا إليه.
16.والنشور هو البعث بعد الموت، استعداداً للحساب، وفيه تذكير أن المرد في الآخرة إلى الله تعالى.
17. ﴿ وَإِلَيْهِ﴾: أسلوب حصر ، بأن جعل الأمر في الآخرة إليه وحده، وفيه تنبيه على وجوب شكره وإخلاص العبادة له وحده.
18. استدلال بأفعال الربوبية فهو الذي خلق الأرض، وذلل طرقها ونواحيها، وأخرج الرزق لعباده، على الألوهية، بوجوب إفراده بالعبادة.
19.وهذه الآية لها نظائر كثيرة تؤكد معناها في القرآن الكريم فقد قال تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾.

الحمد لله رب العالمين


----------------------------
المصادر: تفسير ابن جرير، وتفير ابن عاشور، وتفسير السعدي، وتفسير ابن الجوزي، وتفسير البقاعي، وتفسير ابن عطية، وتفسير الشنقيطي.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2 صفر 1440هـ/12-10-2018م, 07:56 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

الاسلوب الاستنتاجي
قوله تعالي
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) التغابن 16
المسائل
1- الأمر بتقوي الله قدر الاستطاعة
2- سبب نزول الآية
3- المراد بالسمع
4- المراد بالطاعة
5- المراد بالإنفاق
6- تعلق الخيرية بتقوي الله والسمع والطاعة والإنفاق
7- المقصود بشح النفس
8- كيفية وقاية النفس من الشح
9- من الذي يقي من الشح
10- تعلق الفلاح بالوقاية من شح النفس

الأمر بتقوي الله قدر الاستطاعة :
قال الشنقيطي يفهم منه أن التكليف في حدود الاستطاعة ، ويبينه قوله تعالى : { لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } [ البقرة : 286 ] .
وهذا في الأوامر دون النواهي ، لأن النواهي تروك كما جاء في السنة « ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه » صحيح البخاري برقم (7288) وصحيح مسلم برقم (1337) . وقال السعدي فهذه الآية تدل على أن كل واجب عجز عنه العبد أنه يسقط عنه ، وأنه إذا قدر على بعض المأمور وعجز عن بعضه ، فإنه يأتي بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه
سبب نزول الآية
ذكر ابن كثير عن بعض المفسرين أن آية التغابن ناسخة لآية آل عمران رَوَاهُ مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ اشْتَدَّ عَلَى الْقَوْمِ الْعَمَلُ، فَقَامُوا حَتَّى وَرِمَتْ عَرَاقِيبُهُمْ وَتَقَرَّحَتْ جِبَاهُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَخْفِيفًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} فنسخت الآية الأولى. رواه ابن ابي حاتم. وذكره ابن جرير عن قتادة

المراد بالسمع:
هو الاستماع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ناقل للوحي وأوتي القرآن ومثله معه. والمراد بالسمع سمع وعي واتعاظ لا مجرد السمع بالأذن كما قال مقاتل : «اسْمَعُوا» أي اصغوا إلى ما ينزل عليكم من كتاب الله وهو الأصل في السماع واقبلوا ما تسمعون وعبّر عنه بالسماع لأنه فائدته.قال الشنقيطي: أي لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا ، ولا كقوم نوح ولا كالكفار الذين قالوا { لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ } [ فصلت : 26 ]

المراد بالطاعة:
طاعة الله والرسول فيما أمرتم به ونهيتم عنه فلا تكونوا كأهل الكتاب الذين قالوا ( سمعنا وعصينا ) ولكن كالصحابة رضوان الله عليهم كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطيق: الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ، وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟ بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ". فَلَمَّا أقَر بِهَا (1) الْقَوْمُ وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، أَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَثَرِهَا: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ فَأَنْزَلَ: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} إِلَى آخِرِهِ (2)



المراد بالإنفاق:
هو الإنفاق الذي يثاب عليه العبد من النفقة الواجبة علي النفس الزوجة والأولاد والعبيد والأرحام الذين تجب نفقتهم عليه. ومن الواجب أيضا إخراج الزكاة المفروضة بأنواعها إن كان من أهلها وكذلك زكاة الفطر.
ثم الإنفاق المستحب كالصدقة والهبة والهدية وغيرها من أوجه النفقات الواجبة والمستحبة.
تعلق الخيرية بتقوي الله والسمع والطاعة والإنفاق
بحسب ما يحقق العبد من تقوي الله و السمع والطاعة والإنفاق إن كان مستطيعاً بحسب ما ينال من الخيرية, فأبواب الخير كثيرة ويستحب للعبد أن يكون له نصيب من كل الأبواب لعله بسببه يدخل الجنة

المقصود بشح النفس
ذكر الماوردي أن فيها ثلاثة تأويلات هي:
أحدها: هوى نفسه، قاله ابن أبي طلحة.
الثاني: الظلم , قاله ابن عيينة.
الثالث: هو منع الزكاة ,واستدل له بقول ابن عباس: من أعطى زكاة ماله فقد وقاه الله شح نفسه.
وقال الشنقيطي: الشُّحُّ، أَخَصُّ مِنَ الْبُخْلِ، وَقِيلَ الْبُخْلُ: أَنْ تَضِنَّ بِمَالِكَ، وَالشُّحُّ أَنْ تَضِنَّ بِمَالِ غَيْرِكَ، وَالْوَاقِعُ أَنَّ الشُّحَّ مُنْتَهَى الْبُخْلِ

كيفية وقاية النفس من الشح
وقاية النفس من الشح يكون بالبذل والعطاء والمصابرة علي ذلم كما قال النبي صلي الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم) فيعود المرء نفسه علي الإنفاق ويتذكر الحاديث في فضل الإنفاق علي النفس والعيال وأن الله وعد بالخلف لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته فمن ذلك ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل: عندي دينار؟ قال: «أنفقه على نفسك» قال: عندي آخر؟ قال: أنفقه على عيالك» قال: عندي آخر؟ قال: «أنفقه على ولدك» قال: عندي آخر؟ قال: «تصدّق به» اخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/78 وحسنه الألباني.
وما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا "2/115 وغيرها من الأحاديث.
من الذي يقي النفس من الشح :
هو الله عز وجل وطلب العبد من الرب أن يقيه شح نفسه فهو سبحانه مقلب القلوب وهو الهادي إلي الصراط المستقيم.
قال الطبري ومن يَقِه الله شحَ نفسه، وذلك اتباع هواها فيما نهى الله عنه.
وقال السعدي فمن وقاه الله شر شح نفسه بأن سمحت نفسه بالإنفاق النافع لها {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} لأنهم أدركوا المطلوب، ونجوا من المرهوب
وقال الشنقيطي: وفي إضافة الشح إلى النفس مع إضافة الهداية فيما تقدم إلى القلب سر لطيف ، وهو أن الشح جبلة البشرية . والهداية منحة إلهية ، والأولى قوة حيوانية ، والثانية قوة روحية .فعلى المسلم أن يغالب بالقوة الروحية ما جبل عليه من قوة بشرية لينال الفلاح والفوز

تعلق الفلاح بالوقاية من شح النفس
الوقاية من شح النفس تجعل المرء بذولاً بماله ولا يبخل به وبالتالي لا يكون كبني إسرائيل لما بخلوا بالمال فآداهم ذلك إلي منع الزكاة المفروضة وقطع الأرحام وارتكاب المحرمات حرصاً وشحاً بالمال. فمن وقاه الله شح نفسه وبذل المال فهو من المفلحين إن شاء الله تعالي

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 3 ربيع الأول 1440هـ/11-11-2018م, 08:51 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة تفسيرية في قول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (الملك: ١٥ )

هذه الآية الكريمة غنية بالفوائد، وإنما كتبت ما امتّن الله به عليّ من فتح وتيسير، فما جانب الصواب فمني.

الآية مقسمة إلى ثلاث جمل، فأما الجملة الأولى وهى جملة خبرية حيث قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا﴾، حيث يُعلم الله تعالى خلقه بأنه هو الذي سخر هذه الأرض لهم بأوضح بيان، وقد جعلها ذلولا:أي سهلة لينة.وفي هذه الجملة فوائد منها:

1. امتنان الله على عباده، بأن جعل لهم الأرض فقال: ﴿ جَعَلَ لَكُمُ ﴾ وهذ نظيره قول الله تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ ، فعلى العبد استشعار منة الله عليه بأن جعل هذه الأرض على كبرها وعظم خلقها مُيسرة له مذللة، وما خُلق فيها إنما خُلق ليكون عوناً للإنسان في حياته.
2.وجوب تعظيم ومحبة العبد لربه الذي جعل له التيسير في كل شأنه، فمثلا في أموره التعبدية جعل له التيمم بديلا للوضوء في أحوال، وذلك تيسيرا عليه، وقد قال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ﴾ ، وفي أمور العبد الدنيوية جعل له الأرض ممهدة سهلة ليبني عليها ويُشيّد، ويتحرك فيها بيسر.
3.وجوب تحقيق إخلاص العبد لله عز وجل، فمن باب الإنعام لا منعم سوى الله، وقد بلغت نعمُه في العظمة منتهاها، ومن باب الكمال فلا مستحق للعبادة سواه لأن له الكمال المطلق.
4.اعتياد العبد للنعمة قد ينسيه شُكرها، فالإنسان يمشي على الأرض بيسر وسهولة، قد جُعلت مفاصله لينة تواكب حركته، وتناسب عبادته، وقد قال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾، فوجب على العبد أن يُديم التفكر في نعم الله واستحضارها ليديم شكر الله.
5. استحضار معاني أسماء الله الحسنى التي تضمنتها هذه الجملة بما حملت من معانٍ، كاسم الله الخالق وهو يتعلق بصفة الربوبية، فمن كان خالقا فهو المستحق أن تُصرف له العبادة وحده.
6. اشتمال القرآن على أهم موضوع وهو التعريف بالله سبحانه وتعالى وأفعاله، فمن أراد معرفة ربه والتعلم عن صفاته وأفعاله فليقرأ القرآن بتدبر.

﴿ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ﴾:
وهذه الجملة الثانية في هذه الأية الكريمة، وهى جملة طلبية فيه أمر على وجه الإباحة ومن فوائدها:
7.أن الفاء أفادت التعقيب، فبعد الإخبار بأن الأرض قد جُعلت للعباد، جاء الأمر بالسعي فيها والأكل منها للدلالة على كونها نعمة.
8.الأمر ﴿ فَامْشُوا ﴾ و﴿كُلُوا ﴾:للإباحة، ومن نظر فيما أباحه الله للعباد وجد أغلب الأشياء مباحة، وأن ما حُرّم فهو قليل جدا، وضرره بيّن واضح.
9.جواز السعي في الأرض والسفر طلبا للرزق، ومتى سعى الإنسان وجد التيسر.
10. "مناكبها" ما قيل فيها من كلام المفسرين انحصر في معنيين الأول: جبالها، والثاني: نواحيها وأطرافها، وعلى كل فالأمر بالمشي دلالة على أن الأرض ذُللت للسعي فيها.
11. ﴿ وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ﴾، فالرزق رزق الله، والواجب على العبد أن ينسب كل نعمة للمنعم،
وبعض الناس قد انغمس في الماديات فنسى أن المنعم وتعلق بالأسباب.
12.لطف الله بعباده ورحمته بهم، فهو الذي خلق العباد وخلق لهم ما ينفعهم، ودلهم على ما يُقيم حياتهم.
13.التوكل على الله وحده فهو الرزاق، وألا يخشى العبد أن يفوته الرزق، لأنه بيد الله.
14.من تيسير الله على خلقه أن جعل رزقهم في متناول أيديهم يخرج لهم من الأرض، وهو كثير متنوع ليناسبهم اختلاف أذواقهم.
15.وجوب طاعة العبد لربه، فهو يعيش على أرضه، ويأكل من رزقه، فكيف يعصيه.

﴿ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾
وهذه هى خاتمة الآية الكريمة، وهى جملة خبرية، ومناسبتها لما قبلها للدلالة على أن مرجع الخلق جميعا إليه.
16.والنشور هو البعث بعد الموت، استعداداً للحساب، وفيه تذكير أن المرد في الآخرة إلى الله تعالى.
17. ﴿ وَإِلَيْهِ﴾: أسلوب حصر ، بأن جعل الأمر في الآخرة إليه وحده، وفيه تنبيه على وجوب شكره وإخلاص العبادة له وحده.
18. استدلال بأفعال الربوبية فهو الذي خلق الأرض، وذلل طرقها ونواحيها، وأخرج الرزق لعباده، على الألوهية، بوجوب إفراده بالعبادة.
19.وهذه الآية لها نظائر كثيرة تؤكد معناها في القرآن الكريم فقد قال تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾.

الحمد لله رب العالمين


----------------------------
المصادر: تفسير ابن جرير، وتفير ابن عاشور، وتفسير السعدي، وتفسير ابن الجوزي، وتفسير البقاعي، وتفسير ابن عطية، وتفسير الشنقيطي.
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
ملحوظة يسيرة، وهي فاتكِ تقديم مسألة (وإليه) على مسألة معنى النشور.
=[استحضار معاني أسماء الله الحسنى التي تضمنتها هذه الجملة بما حملت من معانٍ، كاسم الله الخالق وهو يتعلق بصفة الربوبية، فمن كان خالقا فهو المستحق أن تُصرف له العبادة وحده.]
الأوضح قولك صفات الله عزّوجل.
الدرجة: أ
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 3 ربيع الأول 1440هـ/11-11-2018م, 08:52 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن عجلان مشاهدة المشاركة
الاسلوب الاستنتاجي
قوله تعالي
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) التغابن 16
المسائل
1- الأمر بتقوي الله قدر الاستطاعة
2- سبب نزول الآية
3- المراد بالسمع
4- المراد بالطاعة
5- المراد بالإنفاق
6- تعلق الخيرية بتقوي الله والسمع والطاعة والإنفاق
7- المقصود بشح النفس
8- كيفية وقاية النفس من الشح
9- من الذي يقي من الشح
10- تعلق الفلاح بالوقاية من شح النفس

الأمر بتقوي الله قدر الاستطاعة :
قال الشنقيطي يفهم منه أن التكليف في حدود الاستطاعة ، ويبينه قوله تعالى : { لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } [ البقرة : 286 ] .
وهذا في الأوامر دون النواهي ، لأن النواهي تروك كما جاء في السنة « ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه » صحيح البخاري برقم (7288) وصحيح مسلم برقم (1337) . وقال السعدي فهذه الآية تدل على أن كل واجب عجز عنه العبد أنه يسقط عنه ، وأنه إذا قدر على بعض المأمور وعجز عن بعضه ، فإنه يأتي بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه
سبب نزول الآية
ذكر ابن كثير عن بعض المفسرين أن آية التغابن ناسخة لآية آل عمران رَوَاهُ مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ اشْتَدَّ عَلَى الْقَوْمِ الْعَمَلُ، فَقَامُوا حَتَّى وَرِمَتْ عَرَاقِيبُهُمْ وَتَقَرَّحَتْ جِبَاهُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَخْفِيفًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} فنسخت الآية الأولى. رواه ابن ابي حاتم. وذكره ابن جرير عن قتادة

المراد بالسمع:
هو الاستماع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ناقل للوحي وأوتي القرآن ومثله معه. والمراد بالسمع سمع وعي واتعاظ لا مجرد السمع بالأذن كما قال مقاتل : «اسْمَعُوا» أي اصغوا إلى ما ينزل عليكم من كتاب الله وهو الأصل في السماع واقبلوا ما تسمعون وعبّر عنه بالسماع لأنه فائدته.قال الشنقيطي: أي لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا ، ولا كقوم نوح ولا كالكفار الذين قالوا { لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ } [ فصلت : 26 ]

المراد بالطاعة:
طاعة الله والرسول فيما أمرتم به ونهيتم عنه فلا تكونوا كأهل الكتاب الذين قالوا ( سمعنا وعصينا ) ولكن كالصحابة رضوان الله عليهم كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطيق: الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ، وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟ بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ". فَلَمَّا أقَر بِهَا (1) الْقَوْمُ وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، أَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَثَرِهَا: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ فَأَنْزَلَ: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} إِلَى آخِرِهِ (2)



المراد بالإنفاق:
هو الإنفاق الذي يثاب عليه العبد من النفقة الواجبة علي النفس الزوجة والأولاد والعبيد والأرحام الذين تجب نفقتهم عليه. ومن الواجب أيضا إخراج الزكاة المفروضة بأنواعها إن كان من أهلها وكذلك زكاة الفطر.
ثم الإنفاق المستحب كالصدقة والهبة والهدية وغيرها من أوجه النفقات الواجبة والمستحبة.
تعلق الخيرية بتقوي الله والسمع والطاعة والإنفاق
بحسب ما يحقق العبد من تقوي الله و السمع والطاعة والإنفاق إن كان مستطيعاً بحسب ما ينال من الخيرية, فأبواب الخير كثيرة ويستحب للعبد أن يكون له نصيب من كل الأبواب لعله بسببه يدخل الجنة

المقصود بشح النفس
ذكر الماوردي أن فيها ثلاثة تأويلات هي:
أحدها: هوى نفسه، قاله ابن أبي طلحة.
الثاني: الظلم , قاله ابن عيينة.
الثالث: هو منع الزكاة ,واستدل له بقول ابن عباس: من أعطى زكاة ماله فقد وقاه الله شح نفسه.
وقال الشنقيطي: الشُّحُّ، أَخَصُّ مِنَ الْبُخْلِ، وَقِيلَ الْبُخْلُ: أَنْ تَضِنَّ بِمَالِكَ، وَالشُّحُّ أَنْ تَضِنَّ بِمَالِ غَيْرِكَ، وَالْوَاقِعُ أَنَّ الشُّحَّ مُنْتَهَى الْبُخْلِ

كيفية وقاية النفس من الشح
وقاية النفس من الشح يكون بالبذل والعطاء والمصابرة علي ذلم كما قال النبي صلي الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم) فيعود المرء نفسه علي الإنفاق ويتذكر الحاديث في فضل الإنفاق علي النفس والعيال وأن الله وعد بالخلف لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته فمن ذلك ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل: عندي دينار؟ قال: «أنفقه على نفسك» قال: عندي آخر؟ قال: أنفقه على عيالك» قال: عندي آخر؟ قال: «أنفقه على ولدك» قال: عندي آخر؟ قال: «تصدّق به» اخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/78 وحسنه الألباني.
وما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا "2/115 وغيرها من الأحاديث.
من الذي يقي النفس من الشح :
هو الله عز وجل وطلب العبد من الرب أن يقيه شح نفسه فهو سبحانه مقلب القلوب وهو الهادي إلي الصراط المستقيم.
قال الطبري ومن يَقِه الله شحَ نفسه، وذلك اتباع هواها فيما نهى الله عنه.
وقال السعدي فمن وقاه الله شر شح نفسه بأن سمحت نفسه بالإنفاق النافع لها {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} لأنهم أدركوا المطلوب، ونجوا من المرهوب
وقال الشنقيطي: وفي إضافة الشح إلى النفس مع إضافة الهداية فيما تقدم إلى القلب سر لطيف ، وهو أن الشح جبلة البشرية . والهداية منحة إلهية ، والأولى قوة حيوانية ، والثانية قوة روحية .فعلى المسلم أن يغالب بالقوة الروحية ما جبل عليه من قوة بشرية لينال الفلاح والفوز

تعلق الفلاح بالوقاية من شح النفس
الوقاية من شح النفس تجعل المرء بذولاً بماله ولا يبخل به وبالتالي لا يكون كبني إسرائيل لما بخلوا بالمال فآداهم ذلك إلي منع الزكاة المفروضة وقطع الأرحام وارتكاب المحرمات حرصاً وشحاً بالمال. فمن وقاه الله شح نفسه وبذل المال فهو من المفلحين إن شاء الله تعالي
بارك الله فيك وسددك، وأشكر لك اجتهادك إلا انّ أسلوبك للتقرير العلمي أقرب، ولم أقف على الفوائد المستنبطة لاعتمادها التام تقريبا على النقل،فغابت تبعا لذلك شخصيتك كباحث.
- الحديث عن سبب نزول الآية يكون مقدما .
- في قوله تعالى :( فاتقوا الله ما استطعتم ) نبين أننا نستنج من هذه الآية قاعدة شرعية جليلة ثم نذكر قول السعدي رحمه الله تعالى .
فلا تكتفي بسرد أقوال المفسرين بل تبين ما جاء فيها من فوائد سلوكية أو فقهية أو لغوية ونحو ذلك.
- فاتك الحديث عن بعض الفوائد كــ: مناسبة عطف السمع والطاعة على الأمر بالتقوى، حذف متعلق الطاعة ، سبب تخصيص الإنفاق بالذكر...الخ
- لعل في مراجعتك للدرس والاطلاعك على مشاركة الطالبة إنشاد مزيد بيان للمطلوب .


الدرجة: د+
نم خصم نصف درجة غلى التأخير.


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 13 ربيع الأول 1440هـ/21-11-2018م, 03:15 PM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تطبيق على الأسلوب الاستنتاجي

الحمد لله الكريم المنان ، قال فى محكم تنزيله { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } ص (٢٩) ، وقال تعالى : { إن هذا القرآن يهدى للتى هي أقوم ويبشر المؤمنين ... } الإسراء (٩) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
يقول تبارك وتعالى: { يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } الجن (٢)

أخرج ابن جرير وغيره فى سبب نزول الآية عن ابن عباس في قصة استماع الجن للقرآن وإيمانهم به، ورجوعهم إلى قومهم مبشرين بعجائب القرآن ومنذرين ، وقد امتنعوا من استراق خبر السماء، فأخبر الله نبيه بما كان من أمر الجن .
وفى هذه الآية فوائد جليلة وأحكام ومسائل منها على سبيل المثال :
قوله تعالى : { يهدى إلى الرشد ... }
يستنتج من هذا الشطر ما يلى : -
١- العلم بالحق والوقوف عليه يستلزم العمل به والإذعان له .

٢- فمن علم الحق وأخلص له النية والقصد وتوفر له وسائل اتباعه ، وسلوك طريقه، فإنه سبحانه وتعالى يوفقه بالهداية ، كقوله تعالى :{ ، فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى }. الليل (٧)
ويعنى هذا أن من الحق وتوفرت الوسائل لديه ، فتولى عنها مدبرا متكبرا فإن الله يضله ويهديه إلى عذاب السعير ، كقوله تعالى : { وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى } الليل (٨)
والجزاء من جنس العمل .

٣- بلوغ الرشاد غاية كل مؤمن ، والقرآن الكريم وسيلة توصل إليه ، فحري لأولى الألباب أن يسلكوها بقلب خاشع خالص وعقل واع منير ، وبإذن الله تعالى يوفق الله كلا للهداية والرشاد .

٤- الرشاد إلهام من الله سبحانه يقذفه فى قلب من يشاء من عباده ومن ثم لا يتأتى هذا الإلهام إلا مع صدق النية والقصد .

٥- الإرشاد والرشاد اسم يشمل كل ما هو خير وصالح للإنسانية ، فيستلزم السعي إليه بالجدية .

٦- وجوب الإيمان بهدايات القرآن وإرشاداته القيمة مما يعين على معرفة الله تعالى والوقوف على شرائعه واتوقى من منهياته .

٧- من الناس من يعبد الله على حرف والشك والريب ، فهؤلاء لا يتوفر لديهم الهداية الكاملة إلا بحسب ما معهم من اليقين فى الله .
٨- معلوم أن إيمان العبد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وعليه يزداد هدايات القرآن للعبد للعكوف معه ليل نهار ، ويضمحل هداياته وينقص ويتلاشى فيصبح اللا شيء إن هو استأثر غير القرآن .
٩- القرآن الكريم مبين بيانا تاما لسبل الفلاح ويهدى إليها .

قوله تعالى: { فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا }
ويستنتج من هذا الشطر ما يلى : -

١- أن الإيمان بالله تعالى يستلزم نبذ كل ما يعبد من دونه كائن من كان ، والإيمان هو التصديق الجازم والقصد ، فيجب الإذعان لمقتضاه .
وفى الباب بيان أن من الجان مؤمنين صادقين .
٢- وجوب طاعة الله والإسراع إليها ، كما فى قوله تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ... } آل عمران (١٣٣) ، فقد انقاد الجن إلى ذلك وأذعنوا له .

٣- للعبد حرية التصرف فى أمره بأن يختار ما بدى له ، كما فى قوله تعالى : { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ... } الكهف (٢٩) ومشيئة العبد تبع لمشيئة الله ، { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } .الإنسان (٣٠) / التكوير (٢٩)

٤- الثبات على الحق بعدما تبين والصمود عليه ، بألا يرجع العبد إلى الكفر والإلحاد بعد الإيمان و { قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ... }البقرة ٢٥٦

٥- التوحيد أساس الدين ، وهو إثبات بوحدانية الله تعالى ونفي عنه كل ما يعبد من دونه تعالى .

٦- أن من أهم أركان الإيمان :
• إفراده تعالى بالتوحيد بالعبادة .
• عدم الإشراك معه سبحانه وتعالى .
فيعنى ذلك عدم اتخاذ شريك ولا ند ، لا فى عبادته ولا فى صفاته وأسمائه فـ { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .الشورى (١١)
وقوله : { أحدا } فى سياق النفي يفيد العموم والشمول ، فلا بشرك فى حكمه أحدا كائن من كان .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 ربيع الثاني 1440هـ/16-12-2018م, 02:20 PM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

الاسلوب الإستنتاجي
{إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} المجادلة (10)
الحمدلله الذي لا إله هو الفتاح العليم الرزاق الكريم ، والصلاة على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، اللهم افتح لنا فتوح العارفين وأفض علينا من فضلك العظيم ، أما بعد :
فقد نزلت هذه الآية لتسلية قلوب المؤمنين وتثبيتهم لما يلقوه من الحزن عند مشاهدتهم لتناجي المنافقين ، وتطمينهم من ما قد يقع من المخاوف في قلوبهم ، فذكر الله سبحانه في هذه الآية خبرا {إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} ، ووعدا {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} ، ثم ذكر لهم سبيل النجاة {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
واشتملت الآية على فوائد وتأملات كثيرة أورد بعض ما ظهر لنا منها ، والله المستعان:
1. إن النجوى ( وهي المسارة التي يُتوهم بها سوءا) التي يتناجى بها المنافقون والكفار من الإثم والعدوان هي كائنة من الشيطان لا من غيره ، وجاءت (إنما) لتفيد الحصر ، إن ذلك من فعل الشيطان وتزيينه إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ. فالنجوى فعل من أفعال الشيطان وهي نوع من أنواع الوسوسة التي يلقيها الشيطان.
2. الإخبار إن النجوى من الشيطان فيه دلالة عظيمة على كراهه هذا الفعل للنفس وتحريمه على المؤمنين ، فأي فعل يكون من الشيطان نشمئز منه الأنفس وتنفر منه النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ.
3. وبمعرفة أن النجوى من الشيطان ، دل على وجوب الإستعاذة من الشيطان ، واستحضار نية التعوذ من النجوى التي يلقيها ويزينها إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ.
4. إن أحد أغراض الشيطان من النجوى هي إلقاء الحزن في قلوب المؤمنين ، وإلا فالشيطان له أغرض كثيرة في حال وسوسته مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
5. إن غرض الشيطان من النجوى التي يلقيها في في قلوب أهل الضلال ، ليست مقصودة لأنفسهم ، وإنما غرضه تحزين أهل الإيمان إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
6. كما دلت الآية على عظم خطر الحزن الذي يلقيه الشيطان على قلوب المؤمنين ، لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزيمة و يثني عن الطاعة ، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإستعاذة من الحزن مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
7. قد يطرأ على قلب المؤمن الحزن على تفريطه لطاعة أو وقوعه في معصية أومخالفة لربه ، ولكن الكيّس الفطن من أشغل فكره عن الحزن بما يدفعه به عنه لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
8. جاءت كلمة ليحزن بقراءتين ، "ليُحزن" والفعل للشيطان والمفعول الذين آمنوا ، و"ليَحزن" الذين آمنوا ويكون الذين آمنوا فاعلا، وعلى كلتا القراءتين إذا كان الحزن من النجوى أو من الشيطان فعلاجه بالإستعاذة من الشيطان ومن وسوسته بإلقاء النجوى إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا .
9. إن الحزن الحاصل في قلوب المؤمنين لا ينافي اتصافهم بالإيمان لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ، لذلك تسمع المؤمنين من أهل الجنة حين يدخلون يقولون {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} (34) فاطر.
10. تضمنت هذه الآية العظيمة وعد من الله بأن ضرر الشيطان ممتنع عن المؤمنين إلا بإذن الله وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
11. وردت كلمة "شيئا" نكرة في سياق النهي فأفادت العموم ، فدلت الآية على انتفاء أي ضرر كائن من الشيطان على المؤمنين إلا بإذن الله وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا.
12. كما تضمنت الآية بضرورة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي من صفات المؤمنين وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
13. و في الآية تطمين للمؤمنين وتأمين خوفهم من الشيطان وكيده وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا.
14. وفي قوله وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ، رسالة للمؤمنين بعدم الإكتراث بفعل المتناجين وما يلقيه الشيطان في روعهم ، لأنهم ليس بضارين المؤمنين إلا إذا أراد الله وِشاء وقدّر.
15. كما جاء في الآية الحث على عدم الخشية إلا من الله ، لأنه لا ينفذ إلا ما أراده وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
16. وأشارت الآية إلى أن أعظم ما يدفع به الشرور من المخاوف والأحزان من الإنس والجان هو صدق التوكل على الله ، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
17. وفي تقديم الجار والمجرور إفادة للحصر ،فدلت الآية على وجوب إفراد الله بالتوكل ، وعدم إشراك أحد معه وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
18. وفي الآية دلالة على أن من أعظم ما يتصف به المؤمنون الكمّل هو التوكل على الله وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.


المراجع:
· التحرير والتنوير لابن عاشور.
· تفسير ابن قيم الجوزية.
· المحرر الوجيز ابن عطية.
· نظم الدرر للبقاعي.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 21 ربيع الثاني 1440هـ/29-12-2018م, 06:49 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنتر علي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تطبيق على الأسلوب الاستنتاجي

الحمد لله الكريم المنان ، قال فى محكم تنزيله { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } ص (٢٩) ، وقال تعالى : { إن هذا القرآن يهدى للتى هي أقوم ويبشر المؤمنين ... } الإسراء (٩) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
يقول تبارك وتعالى: { يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } الجن (٢)

أخرج ابن جرير وغيره فى سبب نزول الآية عن ابن عباس في قصة استماع الجن للقرآن وإيمانهم به، ورجوعهم إلى قومهم مبشرين بعجائب القرآن ومنذرين ، وقد امتنعوا من استراق خبر السماء، فأخبر الله نبيه بما كان من أمر الجن .
وفى هذه الآية فوائد جليلة وأحكام ومسائل منها على سبيل المثال :
قوله تعالى : { يهدى إلى الرشد ... }
يستنتج من هذا الشطر ما يلى : -
١- العلم بالحق والوقوف عليه يستلزم العمل به والإذعان له .

٢- فمن علم الحق وأخلص له النية والقصد وتوفر له وسائل اتباعه ، وسلوك طريقه، فإنه سبحانه وتعالى يوفقه بالهداية ، كقوله تعالى :{ ، فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى }. الليل (٧)
ويعنى هذا أن من الحق وتوفرت الوسائل لديه ، فتولى عنها مدبرا متكبرا فإن الله يضله ويهديه إلى عذاب السعير ، كقوله تعالى : { وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى } الليل (٨)
والجزاء من جنس العمل .

٣- بلوغ الرشاد غاية كل مؤمن ، والقرآن الكريم وسيلة توصل إليه ، فحري لأولى الألباب أن يسلكوها بقلب خاشع خالص وعقل واع منير ، وبإذن الله تعالى يوفق الله كلا للهداية والرشاد .

٤- الرشاد إلهام من الله سبحانه يقذفه فى قلب من يشاء من عباده ومن ثم لا يتأتى هذا الإلهام إلا مع صدق النية والقصد .

٥- الإرشاد والرشاد اسم يشمل كل ما هو خير وصالح للإنسانية ، فيستلزم السعي إليه بالجدية .

٦- وجوب الإيمان بهدايات القرآن وإرشاداته القيمة مما يعين على معرفة الله تعالى والوقوف على شرائعه واتوقى من منهياته .

٧- من الناس من يعبد الله على حرف والشك والريب ، فهؤلاء لا يتوفر لديهم الهداية الكاملة إلا بحسب ما معهم من اليقين فى الله .
٨- معلوم أن إيمان العبد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وعليه يزداد هدايات القرآن للعبد للعكوف معه ليل نهار ، ويضمحل هداياته وينقص ويتلاشى فيصبح اللا شيء إن هو استأثر غير القرآن .
٩- القرآن الكريم مبين بيانا تاما لسبل الفلاح ويهدى إليها .

قوله تعالى: { فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا }
ويستنتج من هذا الشطر ما يلى : -

١- أن الإيمان بالله تعالى يستلزم نبذ كل ما يعبد من دونه كائن من كان ، والإيمان هو التصديق الجازم والقصد ، فيجب الإذعان لمقتضاه .
وفى الباب بيان أن من الجان مؤمنين صادقين .
٢- وجوب طاعة الله والإسراع إليها ، كما فى قوله تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ... } آل عمران (١٣٣) ، فقد انقاد الجن إلى ذلك وأذعنوا له .

٣- للعبد حرية التصرف فى أمره بأن يختار ما بدى له ، كما فى قوله تعالى : { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ... } الكهف (٢٩) ومشيئة العبد تبع لمشيئة الله ، { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } .الإنسان (٣٠) / التكوير (٢٩)

٤- الثبات على الحق بعدما تبين والصمود عليه ، بألا يرجع العبد إلى الكفر والإلحاد بعد الإيمان و { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ... }البقرة ٢٥٦

٥- التوحيد أساس الدين ، وهو إثبات بوحدانية الله تعالى ونفي عنه كل ما يعبد من دونه تعالى .

٦- أن من أهم أركان الإيمان :
• إفراده تعالى بالتوحيد بالعبادة .
• عدم الإشراك معه سبحانه وتعالى .
فيعنى ذلك عدم اتخاذ شريك ولا ند ، لا فى عبادته ولا فى صفاته وأسمائه فـ { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .الشورى (١١)
وقوله : { أحدا } فى سياق النفي يفيد العموم والشمول ، فلا بشرك فى حكمه أحدا كائن من كان .
أحسنت بارك الله فيك، وإليك بعض الملحوظات .
- يحسن بك ذكر الآية السابقة لقوله تعالى : { يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا }، ولا يكفي الإشارة إليها في ذكرك لسبب النزول، حتى تضع القارئ في جو الآيات.
- بما أنّ عامّة المخاطبين بهذا الأسلوب هم من أهل العلم وطلابه،لابد أن تخرج المسائل على الوجه الصحيح، وهذا ما فاتك في ذكر سبب النزول، فكان يحسن بك الإتيان بالسبب مع إسناده وتخريجه بشكل واف.
- احرص بارك الله فيك مستقبلا على التنويع في الاستدلال من الكتاب والسنة والآثار .
- بيان المصادر والمراجع التي استعنت بها مهمة فاعتني بها رعاك الله .

الدرجة: ب
خصمت نصف درجة للتأخير.


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 21 ربيع الثاني 1440هـ/29-12-2018م, 06:59 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالحة الفلاسي مشاهدة المشاركة
الاسلوب الإستنتاجي
{إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} المجادلة (10)
الحمدلله الذي لا إله هو الفتاح العليم الرزاق الكريم ، والصلاة على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، اللهم افتح لنا فتوح العارفين وأفض علينا من فضلك العظيم ، أما بعد :
فقد نزلت هذه الآية لتسلية قلوب المؤمنين وتثبيتهم لما يلقوه من الحزن عند مشاهدتهم لتناجي المنافقين ، وتطمينهم من ما قد يقع من المخاوف في قلوبهم ، فذكر الله سبحانه في هذه الآية خبرا {إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} ، ووعدا {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} ، ثم ذكر لهم سبيل النجاة {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
واشتملت الآية على فوائد وتأملات كثيرة أورد بعض ما ظهر لنا منها ، والله المستعان:
1. إن النجوى ( وهي المسارة التي يُتوهم بها سوءا) التي يتناجى بها المنافقون والكفار من الإثم والعدوان هي كائنة من الشيطان لا من غيره ، وجاءت (إنما) لتفيد الحصر ، إن ذلك من فعل الشيطان وتزيينه إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ. فالنجوى فعل من أفعال الشيطان وهي نوع من أنواع الوسوسة التي يلقيها الشيطان.
2. الإخبار إن النجوى من الشيطان فيه دلالة عظيمة على كراهه هذا الفعل للنفس وتحريمه على المؤمنين ، فأي فعل يكون من الشيطان تشمئز منه الأنفس وتنفر منه النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ.
3. وبمعرفة أن النجوى من الشيطان ، دل على وجوب الإستعاذة من الشيطان ، واستحضار نية التعوذ من النجوى التي يلقيها ويزينها إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ.[ الاستعاذة مصدر لفعل ماضي سداسي فالهمزة همزة وصل]
4. إن أحد أغراض الشيطان من النجوى هي إلقاء الحزن في قلوب المؤمنين ، وإلا فالشيطان له أغرض كثيرة في حال وسوسته مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
5. إن غرض الشيطان من النجوى التي يلقيها في في قلوب أهل الضلال ، ليست مقصودة لأنفسهم ، وإنما غرضه تحزين أهل الإيمان إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
6. كما دلت الآية على عظم خطر الحزن الذي يلقيه الشيطان على قلوب المؤمنين ، لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزيمة و يثني عن الطاعة ، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإستعاذة من الحزن مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
7. قد يطرأ على قلب المؤمن الحزن على تفريطه لطاعة أو وقوعه في معصية أومخالفة لربه ، ولكن الكيّس الفطن من أشغل فكره عن الحزن بما يدفعه به عنه لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
8. جاءت كلمة ليحزن بقراءتين ، "ليُحزن" والفعل للشيطان والمفعول الذين آمنوا ، و"ليَحزن" الذين آمنوا ويكون الذين آمنوا فاعلا، وعلى كلتا القراءتين إذا كان الحزن من النجوى أو من الشيطان فعلاجه بالإستعاذة من الشيطان ومن وسوسته بإلقاء النجوى إنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا .
9. إن الحزن الحاصل في قلوب المؤمنين لا ينافي اتصافهم بالإيمان لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ، لذلك تسمع المؤمنين من أهل الجنة حين يدخلون يقولون {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} (34) فاطر.
10. تضمنت هذه الآية العظيمة وعد من الله بأن ضرر الشيطان ممتنع عن المؤمنين إلا بإذن الله وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
11. وردت كلمة "شيئا" نكرة في سياق النهي فأفادت العموم ، فدلت الآية على انتفاء أي ضرر كائن من الشيطان على المؤمنين إلا بإذن الله وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا.
12. كما تضمنت الآية بضرورة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي من صفات المؤمنين وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
13. و في الآية تطمين للمؤمنين وتأمين خوفهم من الشيطان وكيده وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا.
14. وفي قوله وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ، رسالة للمؤمنين بعدم الإكتراث بفعل المتناجين وما يلقيه الشيطان في روعهم ، لأنهم ليس بضارين المؤمنين إلا إذا أراد الله وِشاء وقدّر.
15. كما جاء في الآية الحث على عدم الخشية إلا من الله ، لأنه لا ينفذ إلا ما أراده وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
16. وأشارت الآية إلى أن أعظم ما يدفع به الشرور من المخاوف والأحزان من الإنس والجان هو صدق التوكل على الله ، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
17. وفي تقديم الجار والمجرور إفادة للحصر ،فدلت الآية على وجوب إفراد الله بالتوكل ، وعدم إشراك أحد معه وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
18. وفي الآية دلالة على أن من أعظم ما يتصف به المؤمنون الكمّل هو التوكل على الله وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.


المراجع:
· التحرير والتنوير لابن عاشور.
· تفسير ابن قيم الجوزية.
· المحرر الوجيز ابن عطية.
· نظم الدرر للبقاعي.
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددك.
- كان يحسن بكِ تناول سبب النزول يشكل أوضح بالاستعانة بما ذكره ابن جرير في تفسيره.

الدرجة : أ
خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir