دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1438هـ/22-02-2017م, 01:58 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية ، وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 12:03 AM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

🔸المجموعة الأولى: 🔸

🔸س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
يشتمل على دعاء و مسألة لله تعالى
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربّه تبارك و تعالى : (( فإذا قال :{ اهدنا الصراط المستقيم صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضّآلين} قال : هذا لعبدي و لعبدي ما سأل .
و هو أعظم الدعاء و أنفعه ، و أحبّه إلى الله تعالى ، و وعد الإجابة عليه ؛ لذلك اصفاه الله لأمته و رضيه لها ، و فرضه عليها .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
أنفع الدعاء ، و أعظمه و أحكمه دعاء الفاتحة :{ اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم عير المغضوب عايهم و لا الضالين} فإنه إذا هداه الصراط أعانه على طاعته و ترك معصيته ، فلم يصبه شر لا في الدنيا و لا في الآخرة ، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان ، و هو محتاج إلى الهدى في كل لحظة ، و هو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل و الشرب.اهـ
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰🌹🌹🌹🌹🌹

🔸س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط لغة : الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب .
*قال ابن جرير :( أجمعت الحجة من أهل التأويل جميعًا على أن الصراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه . و كذلك ذلك في لغة العرب ؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفي :
أمير المؤمنين على صراطٍ
إذا اعوجّ الموارد مستقيما ) اهـ
*قال ابن القيّم : ( الصراط ما جمع خمسة أوصاف :
-أن يكون طريقًا مستقيًا
- سهلاً
- مسلوكًا
- واسعًا
- موصلاً إلى المقصود
⬅ فلا تسمي العرب الطريق المعوج صراطًا و لا الصعب المُشقّ و لا المسدود غير الموصل .
قال: و بنوا " الصراط" على زنة فعال لأنّه مشتملٌ على سالكه اشتمال الحلق على الشئ المسروط.اهـ
📌 أصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين
* في قراءة ابن كثير المكّي " السِراط" بالسين
* و في قراءةٍ لأبي عمرو " الزِراط" بالزاي الخالصة
* ومن القراء من يُشم الزاي بالصاد
⬅ قال ابن الجزري: ووجه ذلك أن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض .
و كلها متفقة في المعنى ، و إنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب، و قد رُسمت في المصحف صادًا على خلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلّها .
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم } ؟
ليشمل أسباب الهداية و أحوالها و ثمراتها ؛ فإن الله ألهمنا وصفًا جامعًا شاملاً لأنه محيط بكل ما يحتاجه العبد من نعمه ليهتدي بهداه و يفوز برضاه و يسلم من سخطه و عقابه .
فإن العبد يحتاج إلى :
* إنعام يعرّفه بسبيل الهدى و يبصره به
* و إنعام لإرادة اتّباع الهدى
* و إنعام لإعانته على سلوك سبيله و صرف القواطع و المعوقات عنه
* و إنعام بتثبيته و تأييده حتى يجد ثمرة هدايته
* و إنعام بتوفيقه للمداومة على سلوك هذا الصراط حتى يلقى ربّه جلّ و علا و هو راضٍ عنه
⬅ فإنعام الله تعالى على عبده في هدايته إلى صراطه المستقيم يشمل كل ما ذكر و غيره مما لا يحيط به العبد علمًا ؛ و لو ذهب يعدّد هذه النعم لم يحصها
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
🔸س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
*ذكر الصراط في الموضع الأول معرفًا ب( ال) { اهدنا الصراط
* و في الموضع الثاني معرفًا بالإضافة :{ صراط الذين أنعمت..}
⬅ فإن ذكره في كل موضع له حكمة و مناسبة و فائدة لا تتحقق في غيره
* في الموضع الأول : كان الأهم للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم ، و هو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة ، و أنه طريق واحد
⏪ كما دل عليه معنى التعريف و العهد الذهني
* و في الموضع الثاني: أتى الصراط معرفًا بالإضافة إلى الذين يستأنس باتباعهم و اقتفاء آثارهم و ليفيد بأنّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله و رحمته و حسن ثوابه .
✨ قال ابن القيم رحمه الله :
وهذا كما اذا دللت رجلاً على طريق لايعرفها وأردت توكيد الدلاله وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها ؛ فأنت تقول : هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك ، ثم تزيد ذلك عنده توكيداً وتقويةً فتقول وهي الطريق اللتي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدراً زائداً على وصفك لها بأنها طريق موصله وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسي والمتابعة فإذا ذكر لها من تتأسى به في سلوكها أنست واقتحمتها فتأمله . اهـ
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لأنه صحّ عن النبي صلى الله عليه و سلم أنّه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ، و وصف النصارى بأنهم ضالون
كما في حديث عدي بن حاتم الطائي الذي صححه جمعٌ من أهل العلم ، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنّه قال :(( اليهود معضوب عليهم ، و النصارى ضلال)) رواه أحمد و الترمذي و غيرهم
📌 و هذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب ؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1- تنظيم المعلومات ، و ترتيب المواضيع ، و تسلسلها اليسر الممتع المفيد للقارئ
2- اشتمال المسائل التي تخص معنى الآية من نواحي عدة تجمع الكثير من الموضوعات الهامة التي لها صلة بفهم الآية
3- ذكر الأقوال و بيان كل ما يتعلق بها
وكل ذلك قد يغني عن العودة إلى كثير من التفاسير
مما يوفر الجهد و الوقت
4- ذكر المقصد مثلاً للآية ثم التفصيل للتفسير بعد الإجمال من أمتع الأساليب المفيدة
جزى الله شيخنا خير الجزاء و بارك في علمه و عمله
و رزقنا الله من خير ما رزقه ، و الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 04:37 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الخامسة:

السؤال الأول
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
تعدية فعل الهداية بنفسه في سؤال هداية الصراط المستقيم أشمل وأوسع في الطلب هنا من تعديته بحرف معين ، إذ أن الحروف لها معان ، وتعدية الفعل بحرف من الحروف فيه نوع من تخصيص معناه بما يختص به الحرف من الدلالات ، وعلى ذلك فتركه مجردا من الأحرف وتعديته بنفسه أعم وأشمل وأوسع في معانيه وبيان ذلك :
أن فعل الهداية يتعدى بعدة أحرف في القرآن ... وكل له دلالته ، فمن ذلك :
1 - أنه يعدى بإلى كما في ( وهديناهم إلى صراط مستقيم ) ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) ... ومعنى ( هدى إلى ) هنا تضمين فعل الهداية فعل الدعوة إليها ... ف( لتهدي إلى صراط مستقيم ) تفيد معنى أنه صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الهداية ... وهذا المعنى له فوائد أخرى معه ، فلا يدعو إلى الهداية إلا من كان مهتديا ، ومن كان معه الهدى حتى يدعو إليها ... وعلى ذلك فهي تفيد :
- كون الرسول صلى الله عليه وسلم مهتديا بنفسه
- وكون دعوته دعوة هداية بنفسها
- وأن الذي معه ويدعو الناس إليه هو الهدى وهو الصراط المستقيم لا غيره ..
- والتضمين هو من باب الإيجاز في القرآن ليتضمن معنى الفعل نفسه وما ضمن فيه ودل عليه وفي ذلك حسن سبك وإيجاز .

* وينتبه في حروف المعاني أنها ليست جامدة على معنى واحد بل لا بد من مراعاة السياق الذي وردت فيه لبيان المعنى المراد بها ، فقوله تعالى ( واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ) ضمن فعل الهداية هنا ما يناسبه من الأخذ بأيدي الأنبياء وإيصالهم إلى المراتب العليا التي أعدها الله لهم لتقر بها أعينهم وتطيب بها نفوسهم .

2- يتعدى الفعل هدى ب( اللام ) كما فيه ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) ( الحمد لله الذي هدانا لهذا ) ... واللام تفيد الاختصاص في أحد معانيها ، وعلى ذلك فتعدية الهداية باللام يفيد تحقق ثمرة الهداية للمهتدي واختصاصه بها ...

- فقوله تعالى ( قل الله يهدي للحق ) أي يهدي من استهداه حتى يكون على الحق فيحقق له ثمرة هدايته ويهيء له من الأسباب ما يحقق له الهداية ... واستعمال اللام بدل إلى هنا لتفيد تحقق الثمرة والاختصاص بها ، لا الاختصاص بالدلالة إلى الهداية ...
وكذلك نحن حين تتحصل لنا ثمرة من ثمرات الاهتداء في الدنيا نقول الحمد لله الذي هدانا ووفقنا لهذا ... فنحمده على أن هيأ لنا أسباب الهداية لهذا الأمر واختصنا به .

- وقوله تعالى ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) أي أن من اتبعه يهدى لأقوم الأمور في كل شيء ، والأقوم هو الأحسن والأكمل والأعدل ... وهذه الثمرة تتفاوت باختلاف العاملين بالقرآن ... فكلما كان للعبد نصيب أكبر من العمل بالقرآن كان نصيبه من الهداية لأقوم الأمور أكثر ...

- وكذلك قوله تعالى عن أهل الجنة: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} فما هم فيه من النعيم المقيم إنما هو ثمرة هدايتهم وهو نعيم مختص بهم ...

3- قد يعدى فعل الهداية بنفسه بلا واسطة ( وهديناهما الصراط المستقيم ) ( اهدنا الصراط المستقيم ) وهو هنا جامع لكل ما تضمنته معاني تعديته بالحروف وشامل لها ، فهو جامع لمعنى هداية الدلالة والبيان والإلهام والتوفيق وتهيئة الأسباب لها ...وتجريده من الحروف أشمل وأوسع في المعنى حتى لا يختص بأحد المعاني التي يفيدها الحرف دون غيرها من المعاني ...

- قال ابن القيّم رحمه الله: (فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)

السؤال الثاني
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
الصراط لغة : هو الطريق الواضح الواسع السهل المسلوك المستقيم الموصل إلى الغاية .
قال ابن القيم : ( الصراط ما جمع خمسة أوصاف : أن يكون طريقا مستقيما سهلا مسلوكا واسعا موصلا إلى المقصود، فلا تسمي العرب الطريق المعوج صراطا ولا الصعب المشق ولا المسدود غير الموصول )
وعلى ذلك فإن وصف الصراط بأنه مستقيم رغم تضمن معنى الاستقامة في لفظ الصراط وحده هو وصف كاشف لتأكيد معنى الاستقامة وانتفاء العوج فيه ، وهو كقوله تعالى ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا . قيّما ) فقيم تحمل معنى انتفاء العوج ، ولكنه جاء بالوصفين تأكيدا ...
وعلى ذلك فإن وصف الصراط هنا بالاستقامة هو وصف مؤكد للقيد الموجود في تعريف الصراط أنه لا يسمى صراطا إلا إن كان طريقا مستقيما بلا اعوجاج ...
وكونه مستقيما لا اعوجاج فيه تفيد معنى أنه صواب كله لا خلل فيه ولا خطأ ... ومن هدي إليه هدي إلى الحق .
قال ابن جرير رحمه الله: (وإنّما وصفه اللّه بالاستقامة، لأنّه صوابٌ لا خطأ فيه)

السؤال الثالث
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
الإنعام في القرآن يأتي بمعنيين :
1- إنعام عام وهو إنعام الابتلاء والفتنة ( فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ...﴾، وقوله: ﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
وهذا الإنعام يعطيه الله للمؤمن والكافر . لا يختص به أحدهما دون الآخر ، بل قد يكون للكافر منه أوفر النصيب ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ) ...وهو حجة من الله على عباده فلا منعم ولا معطي إلا هو سبحانه ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ،﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾. فلعل الإنعام يؤدي بكافرهم إلى الإيمان وبعاصيهم إلى الأوبة وبمؤمنهم إلى مزيد شكر وعبادة وإخلاص ، فالمؤمن عند النعم حاله كحال نبي الله سليمان عليه السلام: ( قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر )النملوكقوله تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) إبراهيم ، وهو للكافر المصر على كفره استدراج وإمهال ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) الأنعام

2- إنعام خاص وهو إنعام منة وعطاء واجتباء واصطفاء ... وهو إنعام بالهداية إلى ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال ... فهداية التوفيق هي أعظم نعمة من الله تعالى على عباده ... ولذلك فإنهم يوم القيامة يتذكرون هذه المنة والفضل من الله فقال الله يصف حالهم ( ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ) الأعراف 43
( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ، فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ) الطور ( 25-27)

وهؤلاء المنعم عليهم هم الذين عنى الله تعالى بقوله ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾، وقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾.
🔹 فالإنعام هنا ( صراط الذين أنعمت عليهم ) هو الإنعام الخاص ... نعمة الهداية والتوفيق ... نعمة الإرشاد لأسباب الهداية ... ونعمة إرادة الهداية وتوجيه القصد لها ، ونعمة الإعانة على الهداية وتيسير سبيلها وصرف كل ما يقطع العبد عنها من وساوس وتزيينات شياطين الإنس والجن ... ونعمة التثبيت على الهداية والاستزادة منها ( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ) ... ونعمة الاستمرار على الهداية حتى يلقى ربه مؤمنا ( توفني مسلما وألحقني بالصالحين )
وهذه نعم لعظمتها لا يحصي المؤمن ثناء عليها ولا يحصيها كثرة وفضلا ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ... وربما يقصر دعاؤه عن إدراكها فكان الدعاء بهدايته إلى صراط الذين أنعم عليهم شاملا لكل نعمة من الله بها عليهم ...

السؤال الرابع
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
أجمع المفسرون وتوافقت أقوالهم على أن المراد بالمغضوب عليهم اليهود وبالضالين النصارى ، وذلك لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في حديث إسلام عدي بن حاتم ( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال ) ... ودلت كثير من نصوص القرآن على وصف اليهود بأنهم مستحقون لغضب الله والنصارى أنهم على ضلال ، فلليهود كقوله تعالى ( ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ) وذلك في المنافقين الذين تولوا يهود المدينة ، وقال ( من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ) وهو في اليهود كما هو معلوم
وأما في النصارى فكقوله تعالى ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ، إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) فبين أنهم غالوا في دينهم وضلوا به عن جادة الصواب ...

🔹واختصاص اليهود بالغضب والنصارى بالضلال له سببه ...
- فأما اليهود فقد عرفوا الحق وتيقنوا أنه الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم ومع ذلك شاقوه وعادوه تعنتا وكبرا وعنادا ...
فقال تعالى عنهم ( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) البقرة 89 ، وقال ( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ) آل عمران 19
( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون )
البقرة 146 . فهم عرفوا الحق وكفروا به ...
- وأما النصارى فإنهم قد عبدوا الله جهلا فغالوا في عبادتهم حتى اتخذوا نبيهم إلها مع الله - تعالى الله عن ذلك- فحادوا عن الحق وضلوا ضلالا مبينا ... ( وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ) الحديد ، فابتدعوا في دينهم ما لم يأذن به الله ، واتخذوا رهبانهم أربابا من دون الله فأحلوا لهم ما شاءوا وحرموا عليهم ما شاءوا وهم في ذلك متبعون ...

🔹 ومع ذلك فوصفهم بذلك ليس اقتصارا عليهم به ... بل هو من باب التفسير بذكر المثال وذكر أخص من اتصف بهذا الوصف فصار كالعلم عليه ، فإذا ذكرت الصفة ذكر أكثر من اختص بها ، وعلى ذلك فكل من عمل عمل اليهود فعلم الحق ثم حاد عنه بعد علم فليحذر غضب الله فقد استحق الوصف ، وكل من عبد الله عن جهل فغالى في دينه بسبب جهله واتبع هواه فقد ناله من وصف النصارى بأنهم ضلال ... فيشمل المغضوب عليهم اليهود وكل من شاكلهم في معرفة الحق والحيدة عنه بعد العلم به ، ويشمل الضالين النصارى وكل من شاكلهم في عبادة الله بلا علم واتباع للهوى فابتدع وضل ...

- وقد حذر نبي الله صلى الله عليه وسلم أمته من عمل عمل اليهود والنصارى واتباع نهجهم لئلا ينالهم ما نالوه ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن». رواه البخاري ومسلم
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم».رواه أحمد
- وقال سفيان بن عيينة: (كانوا يقولون من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى).

فمن فعل فعل أي من الفريقين استحق والعياذ بالله وصفهم وناله من الغضب والضلال ما نالهم ...

السؤال الخامس
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
ورود لفظ ( ولا ) بين الوصفين يفصل بينهما ويدل على أن كل وصف قائم بذاته لفئة مستقلة عن الأخرى ، فلو كان التعبير ( غير المغضوب عليهم والضالين ) لتوهم السامع أن الوصفين ( الغضب والضلال ) مختص بفئة واحدة ، وأن الضالين صفة معطوفة على المغضوب عليهم كسائر الصفات المعطوفة في وصف شيء واحد ، فالإتيان باللفظ ( ولا ) تأكيد على استقلال كل طائفة بوصفها ... وهو وجه من الوجوه التي بينها ابن القيم في بدائع الفوائد ولعله أحسنها ...

🔹وورد لأهل اللغة وجوه أخرى منها :
1- أنها زائدة ، وهو قول معمر بن المثنى ، وردّه الفراء وابن جرير.

2- أنها بمعنى "غير" ، والإتيان بها هنا للتنويع بين الحروف، وهذا معنى قول الفراء.
وقد صح إسناد قراءة منسوبة لعمر بن الخطاب في قراءتها ( غير المغضوب عليهم وغير الضالين ) ... ولكن أجمع الصحابة على تركها لمخالفتها ما أثبت في المصحف الإمام

3- لئلا يتوّهم أن "الضالين عطف على الذين" وهذا قول مكي بن أبي طالب في الهداية وقول الواحدي في البسيط.
قال الواحدي: (لو لم تدخل (لا) لاحتمل أن يكون قوله: (والضالين) منسوقا على قوله: (صراط الذين أنعمت عليهم والضالين)، فلما احتمل ذلك أدخل فيه (لا) ليحسم هذا الوهم)

4- تأكيد للنفي الذي تضمنه معنى "غير"، وهذا القول ذكره مكي بن أبي طالب وابن القيّم. فقال ابن القيم ( فلولا ما فيها من معنى النفي ما عطف عليها ب( لا ) مع الواو فهو في قوة لا المغضوب عليهم ولا الضالين )

5- ليبين أن بين الطائفتين اختلاف ومفارقة ومغايرة ... سواء بين النوعين أو بين كل نوع بمفرده ... فلو كانت غير المغضوب عليهم والضالين لأوهم أن الاستعاذة مما غاير مجموع الوصفين ( الغضب والضلال) لا كل نوع بمفرده ، فلما قال ( ولا الضالين ) كان تصريحا بأن المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء ...، وهذا القول ذكره ابن القيّم كذلك .
وبينه بقوله ( أنك إذا قلت : ما قام زيد وعمرو ، نفيت القيام عنهما معا ولا يلزم من ذلك نفيه عن كل واحد منهما بمفرده ) بدائع الفوائد ،
ولو قلت ما قام زيد ولا عمرو فأنت نفيت القيام عن كل واحد منهما .

السؤال السادس
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
ما استفدته من منهجية في دراسة مسائل التفسير :
- الاهتمام بعلوم السورة أو الآيات المراد تفسيرها ... فهذا يشحذ الهمة لمواصلة دراسة مسائل التفسير ويوسع أفق المفسر ويفتح له أبوابا في تفسير الآيات نفسها ... سواء كانت هذه العلوم من الفضائل أو القراءات أو أسباب النزول أو مكانه أو ما ارتبط به من أحداث أو ما سيقت الآيات فيه من مواقف كاستدلال واستشهاد له ...

- الانتباه إلى قوة المرويات وضعفها خصوصا ما يساق في الفضائل ... فلا يتهاون المفسر في إيراد ضعيف المرويات أو منكرها دون أن يبين علتها وضعفها ... ويميز بين درجات الضعف إذ بعضها ما يمنع حتى الاستشهاد بالمروي وبعضها يتقوى بغيره ، وذلك يتطلب منه أن يكون عنده من العلم أو من الأدوات التي تمكنه من الاستعانة بعلوم الحديث ليتفحص ويتأمل ويعي ما قاله أهل الجرح والتعديل وأهل العلل وعلماء تخريج الحديث في كتبهم ... فلا يكون نقله عنهم استنساخا دون فهم وعلم بما قالوا وبينوا ...

- ضرورة الإحاطة بكل المسائل التفسيرية الواردة في الآيات المراد دراستها ... وإفراد كل مسألة منها بتفصيل مناسب لها ولتأثيرها على فهم الآيات ... سواء كانت هذه المسائل مما يقدمه من علوم متعلقة بالآية أو الآيات التي يتعرض لدراستها أو كانت من صلب مسائل تفسير الآية نفسها ... وهذا يتطلب منه أن يكون عنده إلمام بعلوم القرآن من أسباب نزول ومكي القرآن ومدنيه وأول وآخر ما نزل وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومجمله ومفصله ومطلقه ومقيده وما ورد فيه من قراءات وغيرها مما يتعرض له المصنفون في علوم القرآن ، إضافة إلى علوم اللغة ... وما يستعين به من علوم أخرى تتعلق بتفسير الآية كالفقه في آيات الأحكام والسيرة في الآيات التي تتعرض لسيرته صلى الله عليه وسلم وغزواته وحياته ... وعلم بصحيح العقيدة إذ لا تخلو آية من التعرض لأمر يمس عقيدة المسلم ، فلو لم يكن عنده العلم الكافي بعقيدته الصحيحة قد يزل ويخطئ ... وغيرها من العلوم ...

- الإحاطة بما ورد من آثار وأقوال في تفسيرها ... فما أمكن تفسيره بغيره من كلام الله استعين به ابتداء ، ثم بما ورد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم مفسرا ومبينا ثم صحابته رضوان الله عليهم ثم من تبعهم من صالح سلفنا ، والاستعانة مع ذلك بلغة العرب إذ هي لغة القرآن وما فيها من المعاني يعضد أقوالا ويرجح بعضها على بعض ... ولا يخرج شيء من المعاني عن معناه الذي ورد في اللغة حقيقة أو مجازا ...

- الحرص على العودة في كل مسألة إلى أصولها وسياقها التاريخي ... متى نشأ الحديث فيها ، ومتى كانت أول إثارتها والتوقف عندها ، هذا يعين الدارس كثيرا في فهم أقوال السلف في تفسير الآيات ... وما ورد عنهم فيها من آثار ... مثل ذلك عندما تقرأ من أقوال السلف في تعريف القرآن ( كلام الله منزل غير مخلوق ) فإنك لا تفهم لم قالوا ( غير مخلوق ) ومن البدهي عندنا أنه كلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولكن عند العودة إلى الزمن التي بدأت فيها تلك الأقوال ومعرفة الفتنة التي حصلت في ذلك الوقت يتضح معنى كلام السلف ويفهم في سياقه التاريخي ...
وكذلك عند قراءتك لتفسير السلف للصراط المستقيم في أحد الأقوال لتقف عند قولهم أنه نهج النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ربما تتساءل لم لم يذكروا عثمان وعليا مع أنهما من الراشدين والمبشرين بالجنة ومكانتهما لا تخفى على مسلم ... فعندما تفهم ما حدث من فتنة زمن عثمان ومقتله رضوان الله عليه وكذلك زمن علي رضي الله عنه تفهم أنهم أرادوا النهج الذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفتنة وما حصل بعدها من الاختلاف وظهور الفرق التي تدعي كل منها أنها هي الحق .

- ضرورة التحقق من الأقوال المنسوبة إلى الصحابة أو السلف والتحقق من صحة نسبتها لهم ، والعودة إلى المصادر الأصلية لأقوالهم وإيرادها كاملة بلا اختصار مخل ، إذ قد يتجوز بعض المفسرين في النقل فينشئ تجوزهم أقوالا جديدة في المسألة بعيدة عن الصواب ومنسوبة إلى كبار المفسرين ... وذلك يولد إشكالات عديدة كان من الممكن اجتنابها بأمانة النقل وإيراد الأسانيد ...

- ضرورة معرفة كيفية الجمع بين أقوال المفسرين ودفع التعارض والاختلاف بينها ، وكيفية الترجيح وأسسه إن لم يكن الجمع ممكنا ... وكيفية التعامل في ذلك مع ما ورد من أقوال تفسيرية أو من معان خاصة بما ورد من قراءات صحيحة أو ما ورد من معان لغوية ...

- ضرورة تناول القراءات القرآنية عند التعرض لتفسير الآيات ، ومعرفة التفسير والمعنى الذي تضيفه كل قراءة لفهم الآية ... وضرورة تمييز صحيح القراءات من شاذها ، وبالتالي ما يمكن تقويته من المعاني على غيرها ... وما يستأنس به في فهم المعنى المراد ... ومعرفة أن كل ما صح من القراءات تؤخذ معانيها ولا يسقط أحدها على حساب الآخر لأن كل تفسير منها على قراءة من القراءات ويحمل ذلك على التوسع في المعنى لا على التعارض والتضاد ...

- ربط الآيات بعضها ببعض وفهم مناسبة كل آية لما قبلها وما بعدها ، فالقرآن يصدق بعضه بعضا ويرتبط بعضه ببعض ... ولفهم المناسبات بين الآيات أهمية عظيمة في تسلسل التفسير وترابط معانيه ... فتشعر أنك تقرأ تفسيرا سلسا ينتقل بك من معنى إلى آخر ومن آية إلى أخرى بيسر وسهولة حتى تشعر أن كل آية تشد ما قبلها وما بعدها ... وهذا يساعد الدارس لمسائل التفسير على حسن ترتيب أفكاره وترتيب ما يتناوله من معان ... فينساب تفسيره عذبا رائقا سلسلا ...

- الاهتمام بما تحويه الآية من تربية للنفوس وتقوية للمعاني الإيمانية وتناولها بشيء من التفصيل ... إذ القرآن كتاب هداية .. والأصل تلمح هذا المقصد في كل ما يتعرض له الدارس من مسائل في تفسير الآيات ... فلا يجعل تفسيره جافا مقتصرا على بيان العلوم المتعلقة بها بعيدا عن روح القرآن ومقاصده العليا ... بل يعمد في ما يتعرض له أن يلفت إلى ما يقوى به الإيمان وتزكو به النفس مما حوته الآية من معان ... ولذلك كان ما ورد من تفسير لابن القيم رحمه الله من أعظم التفاسير التي تربي وتزكي النفوس لأنه حريص على ربط تفاسير الآية وأقوال السلف ومعاني اللغة والفقه وغيرها بما تربيه تلك المعاني من إيمان في نفس المؤمن وتدفع عنه من الشبهات ...

- تلمس حسن بيان القرآن والوقوف عند إعجازه في حسن سبكه وجزالة ألفاظه وقوة معانيه وإحاطته بالمعاني الجليلة العظيمة بالألفاظ القليلة ، والاهتمام بما يرد من حروف المعاني ... وتأثيرها على دقيق المعنى المراد فهمه ... وفهم الإيجاز والحذف وحكمتهما ... والإطناب والتكرار وحكمتهما ... والوقوف عند بديع الألفاظ واختيار ألفاظ معينة في سياقات معينة واختيار غيرها في سياقات أخرى ... والتفريق بين أنواع الجمل وأساليب الإسناد ودلالة كل منها في فهم الآيات ... وما تضيفه إلى المعنى في الآية ... ومعرفة أساليب اللغة وأغراضها وتوظيف ذلك في فهم الآيات ودلالة كل منها ... وأهمية الاستشهاد بما وقف عليه من معان باقوال أهل اللغة من شعر ونثر فهذا يقوي فهمه ونقله ...

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 08:17 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي


المجموعة الرابعة
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا
}
اختلف العلماء في الحكمة من الإتيان بضمير الجمع مع أن الداعي منفرد على ثلاثة أقوال:
القول الأول: لأن كل عضو من أعضاء العبد مفتقر إلى هداية خاصة به.
وقال ابن القيم في كتاب بدائع الفوائد بعد أن ذكر هذا القول: (عرضت هذا الجواب على شيخ الإسلام ابن تيمية فاستضعفه جداً، وهو كما قال؛ فإن الإنسان اسم للجملة لا لكل جزء من أجزائه وعضو من أعضائه، والقائل إذا قال: "اغفر لي وارحمني واجبرني وأصلحني واهدني" سائل من الله ما يحصل لجملته ظاهرِه وباطنِه؛ فلا يحتاج أن يستشعر لكل عضو مسألة تخصه يفرد لها لفظة)،فهذا القول ضعيف.
القول الثاني: ليتضمن الدعاء لإخوانه المسلمين بالهداية ،لينال أجر الدعوة لإخوانه وينال دعوة الملك له بمثل ما دعا، وهذا القول ذكر معناه ابن كثير،وهو صحيح في نفسه ولكن ليس كافيا وحده .
القول الثالث:الجمع هنا نظير الجمع في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ،وهذا قول ابن القيم ذكره في بدائع الفوائد ، قال رحمه الله : (الصواب أن يقال هذا مطابق لقوله : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} والإتيان بضمير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته؛ فأتى به بصيغة ضمير الجمع أي نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية، وهذا كما يقول العبد للملك المعظم شأنه: نحن عبيدك ومماليكك وتحت طاعتك ولا نخالف أمرك فيكون هذا أحسن وأعظم موقعاً عند الملك من أن يقول أنا عبدك ومملوكك، ولهذا لو قال: أنا وحدي مملوكك استدعى مقته؛ فإذا قال: أنا وكل من في البلد مماليكك وعبيدك وجند لك كان أعظم وأفخم؛ لأن ذلك يتضمن أن عبيدك كثيرٌ جداً، وأنا واحدٌ منهم وكلنا مشتركون في عبوديتك والاستعانة بك وطلب الهداية منك فقد تضمن ذلك من الثناء على الرب بسعة مجده وكثرة عبيده وكثرة سائليه الهداية ما لا يتضمنه لفظ الإفراد فتأمله).
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط.
للعهد الذهني الذي يفيد الحصر، فهو صراط واحد لا غير، ويفيد أيضا التشريف والتفضيل والكمال ، كما تقول أعطني الدواء الناجع ،فهو أبلغ من أن تقول أعطني دواء ناجع ، فالقول الأول يفيد أنك تريد أفضل دواء عنده لذا فهو أحق بالتعريف.
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
تنوع عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم من باب التفسير بالمثال لتوضيح المعنى للسائل بحسب سؤاله ،وبحسب الموقف وما تقتضيه الحاجة، فيبين له المعنى بما يلائم ذلك وليس المقصود أن المعنى يقتصر على هذا القول ،ولا يوجد تعارض بين الأقوال .
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
مراتب الهداية:
1- هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية ،وثمرتها العلم بالحق.
2- هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، وثمرتها العمل بالحق.
ولا تتحقق الهداية إلا بتحقق المرتبتين فلابد من العلم بالحق والعمل به، فإن من لم يعرف الحق لا يهتدي إليه، ومن عرفه لكن لم يعمل به فهو غير مهتد.
وفي القرآن جاء لفظ الهدى تارة بالمعنى الأول كما في قوله تعالى: { وأما ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى}.
وتارة بالمعنى الثاني كما في قوله تعالى: { إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء}.
وتارة تحتمل المعنيين كما في قوله تعالى: { وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}.
درجات المهتدين:
1-الذين تحقق لهم أصل الهداية،وهم من عندهم أصل الإسلام قولا وعملا واعتقادا فصح إسلامهم، لكنهم ظالمون لأنفسهم بسبب ما ارتكبوا من المعاصي، وهم موعودون بالجنة ولكنهم مستحقون للعقاب على بعض ما ارتكبوا من المعاصي وفرطوا في الواجبات،فمنهم من يكون عقابه في الدنيا ومنهم ن يعذب في قبره، ومنهم من يعذب في عرصات يوم القيامة، و منهم من يعذب في النار حتى يطهر من ذنوبه ويعفو الله عمن يشاء.
2- المتقون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات فنجوا من العذاب.
3- المحسنون، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنهم يرونه،وهم أكمل الناس هداية وأحسنهم عملا.
وأصحاب كل درجة يتفاضلون فيها تفاضلا لا يحصيه إلا الله.
وقد جمعهم الله في قوله تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ. جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}.
وإذا علم السائل تلك المراتب و الدرجات ،وعلم أن الله تعالى يعطي كل سائل ما قصده بسؤاله، فإنه يستحضر في قلبه أثناء الدعاء جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها فيسأل الله هداية الإرشاد وأن يعلمه ويبصره بالحق في جميع شؤونه، ويسأله هداية التوفيق للحق وإرادته والعمل به وهذا حال أهل الإحسان.

س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
خلاصة ما ذكره أهل العلم في هذه المسألة:
1-أن الله تعالى وصف كل طائفة بما تعرف به، فكانت كل صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة، وهذا حاصل جواب ابن جرير.
2- ما فعله اليهود من قتل الأنبياء والعناد والتكبر جعلهم مستحقين لغضب خاص،أما النصارى فكفروا دون أن يفعلوا تلك الأفعال، هذا حاصل جواب ابن عطية.
3- اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل، وهذا جواب ابن القيم وتبعه تلميذه ابن كثير.
قال ابن القيم في بدائع الفوائد: (الشقاء والكفر ينشأ من عدم معرفة الحق تارة، ومن عدم إرادته والعمل به أخرى
فكفر اليهود نشأ من عدم إرادة الحق والعمل به، وإيثار غير عليه بعد معرفته؛ فلم يكن ضلالا محضاً
وكفر النصارى نشأ من جهلهم بالحق وضلالهم فيه؛ فإذا تبين لهم وآثروا الباطل عليه أشبهوا الأمة الغضبية وبقوا مغضوباً عليهم ضالين
ثم لما كان الهدى والفلاح والسعادة لا سبيل إلى نيله إلا بمعرفة الحق وإيثاره على غيره، وكان الجهل يمنع العبد من معرفته بالحق، والبغي يمنعه من إرادته؛ كان العبد أحوج شيء إلى أن يسأل الله تعالى كل وقت أن يهديه الصراط المستقيم تعريفا وبيانا وإرشادا وإلهاما وتوفيقا وإعانة؛ فيعلمه ويعرفه، ثم يجعله مريدا له قاصدا لاتباعه؛ فيخرج بذلك عن طريقة المغضوب عليهم الذين عدلوا عنه على عمد وعلم، والضالين الذين عدلوا عنه عن جهل وضلال)
4- التنبيه على سببي سلب نعمة الهداية، فمن ترك العمل بالعلم استحق سلب نعمة الهداية كما فعلت اليهود ، ومن أعرض عن العلم الذي جاءه من عند الله استحق سلب نعمة الهداية كما فعلت النصارى.
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1- الاهتمام بدراسة علوم السورة دراسة وافية ،فنبدأ بفضائل السورة،وأسمائها وسبب تسميتها بتلك الأسماء،وسبب النزول وغير ذلك من المسائل المتعلقة بعلوم السورة.
2- الاهتمام بعلوم الآية ودراستها دراسة وافية ،بذكر مقصد الآية ، والقراءات المختلفة ومعانيها وأسباب النزول وغير ذلك.
3 - الاهتمام ببحث معاني الحروف ،والانتباه إلى أن معاني الحروف تتنوع بحسب السياق والمقاصد وما يحتمله الكلام فليست جامدة لا تتغير يكرر المفسر معناها في كل موضع.
4- أن بحث المسائل التي يثيرها المتكلمون يجب ألا يكون على طريقتهم فهذا يوقع في أخطاء خاصة إذا تعلقت بمسائل اعتقادية.
5- العناية بتفسير معاني الأسماء الحسنى وربطها بالسياق.
6- الحرص على إيراد الأحاديث الصحيحة المتعلقة بتفسير الآية وأقوال السلف وعلماء التفسير .
7- الحرص والتثبت قدر الإمكان عند نسبة الأقوال إلى قائليها .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 09:31 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي القسم الثالث من سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثالث من سورة الفاتحة:

المجموعة الأولى:

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.

هذه الآية تشمل دعاء و مسألة لله تعالى؛و هي مقصد العبد من قرائتها فبعد ان حمد الله تعالى و أثنى عليه بما يليق بصفاته العلى،و افرده بالوحدانية و الاستعانة و تبرأ بكل ما يناقضهما. فلقد اقترب بقلبه من الله و دخل على الملك سبحانه و تعالى و أفضى إليه بمكنون صدره و هي سؤال الله تعالى بالهداية إلى الصراط المستقيم، و لذلك جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: (فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).فهذا الدعاء اصطفاه الله تعالى لهذه الأمة و خصها بها و هذا من فضله و جميل مَنِّه علينا. و لهذا قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:" أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة".فإذا تحققت الهداية للعبد أعانه الله على العبادة و الطاعة و حجب عنه أبواب المعصية و الضلال.و قال ابن تيمية أن من أولياء الله من داوم على هذا الدعاء حتى فتح الله عليه و اصطفاه. فإن العبد أحوج ما يكون لهداية ربه و ارشاده للصراط المستقيم.

س2: بيّن معنى الصراط لغة.

لغة: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير: الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه. فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم.
وفي قراءة ابن كثير المكي تقرأ السراط بالسين، و قراءة أبي عمرو (الزراط) بالزاي الخالصة لأن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض.وهي متفقة المعنى وإنما اختلاف النطق لاختلاف لغات العرب. ورسمت في المصحف صاد على خلاف الأصل لتحتمل الأوجه كلها.وقد نقل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أن السراط إنما سمي سِراطا؛ لأنه يسترط المارة ،أي يسعهم.وقال ابن القيم أن الصراط له خمسة أوصاف:أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً موصلاص ورسمت في المصحف صاد على خلاف الأصل لتحتمل الأوجه كلها.وقد نقل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أن السراط إنما سمي سِراطا؛ لأنه يسترط المارة ،أي يسعهم.وقال ابن القيم أن الصراط له خمسة أوصاف:أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمى العرب الطريق المعوج سراطاً ولا المسدود غير الموصول و لا المشق. و الصراط على زنة فعال.

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟

كل حذف في القرآن له مدلوله و حكمته،ومن العلماء من اعتنى بهذا الباب و منهم من بالغ فيه. و هنا الحكمة من حذف متعلق الإنعام يفيد العموم فكل ما من شأنه حصول تمام الهداية.و بيان حاجة العبد للهداية في كل شؤون حياته.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟

أن قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم..}
فذكر الصراط أولاً معرّفاً باللام، ثمّ ذكره معرّفاً بالإضافة؛ ولم يختصر ذكر الصراط مع قرب الموضعين من بعض.جاء الصراط في الموضع الأول معرفاً بالألف و اللام ليدل العهد الذهني على أن الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه السهل الموصل إلى المقصود ؛بينما جاء الصراط في الموضع الثاني معرفاً بالإضافة، ليفيد أنه الطريق الذي سلكه العارفين بالله تعالى من الأنبياء وأولياء الله و أصحاب العقول السليمة.فقال ابن القيم: كأنما أرشدته إلى الطريق المستقيم و زدت في تأكيدك له أنه سلكه من قبله من أصحاب القلوب السليمة و العقول المستنيرة، و لذلك على المؤمن الكيس سلوك في ذات الطريق.


س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟


الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (البقرة:146)، غضب الله على اليهود لأنهم أهل عناد عرفوا الحق ثم كتموه بعد أن جاءهم العلم بغياً بينهم و قتلهم الأنبياء فهم أهل قسوة و كبر و لذلك كانوا يستحقون غضب الله.
أما النصارى فهم أهل هوى و اتبعوا أهواءهم وعبدوا الله عن جهل؛ فضلوا و أضلوا غيرهم و اتخذوا من رهبانهم أرباب و غلوا فيهم.
وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (الرعد:37). و لذلك وسم الله تعالى كل طائفة بما يستحقون.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

كان تفسير السورة مزيجاً بين أسلوب التقرير العلمي و الأسلوب البياني؛فقد اهتمت الرسالة باستخراج المسائل التفسيرية و بيان مقاصد الآيات و تحرير أقوال العلماء و الترجيح بينهم و بيان العلل و تفنيد الأقوال بأسلوب يستطيع فهمه طالب العلم.و لقد فندت المسائل و بيان أصولها من اعتقاد و غيره. و لقد شملت الرسالة الأسلوب البياني حيث اعتنى ببيان ألفاظ و معاني القرآن و الوقوف على معاني الحروف و دلالتها و لقد اتضح هذا الأسلوب في تفسير الآيات "أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ".

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 10:40 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الخامسة:

س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}

تعدية فعل الهداية في القرآن له أنواع:
- فيأتي معدّى بإلى كما في قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} وقوله: {وهديناهم إلى صراط مستقيم}
- ويأتي معدّى باللام كما في قوله تعالى: {قل الله يهدي للحقّ} وقوله: {وقالوا الحمد الله الذي هدانا لهذا}، وقوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}
- ويأتي معدّى بنفسه كما في هذه الآية {اهدنا الصراط المستقيم} وقوله: {وهديناهما الصراط المستقيم}.

وتختلف الدلالات في كل آية بحسب تعدية الفعل ، بل وتختلف دلالات الآيات المتضمنة نفس تعدية الفعل من آية لأخرى ، وذلك حسب :
1- مراعاة معاني الحروف المتعدى الفعل بها .
2- ما يحتمله السياق من المعاني المضمنة بالتعدية .
3- ما يناسب مقاصد الآيات الوارد فيها فعل التعدية .

* ففي قوله تعالى: {وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم} : تضمّن فعل الهداية معنى الدعوة أي تهديهم وتدعوهم إلى صراط مستقيم؛ فكان لتعدية فعل الهدى بإلى في هذا الموضع أربع فوائد جلية :
الأولى: الجزم بأنّك على الهدى.
والثانية: الجزم بأنّ دعوتك دعوة هداية.
والثالثة: الإفادة بأنك تدعوهم إلى صراط مستقيم واحد لا إلى غيره.
والرابعة: اختصار اللفظ وحسن سبكه.

* وأما في قوله تعالى { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)}: فيضمّن الفعل ما يناسب السياق من معنى الإيصال والأخذ بأيديهم إلى ما تهنأ به قلوبهم وتقرّ به أعينهم من المراتب العالية في الهداية.
فلا يكون المعنى واحداً في كل فعل تعدى بحرف معين ، ولكن من المهم مراعاة السياق الوارد فيه الفعل المعدى.
`وقوله تعالى عن أهل الجنة: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} فتعدية فعل الهداية باللام : إشارة لما هم فيه من النعيم الذي هو ثمرة الهداية وبيان اختصاصها بالمهتدي.

* وقوله: {قل الله يهدي للحق} أي يهدي من استهداه حتى يكون على الحقّ، أي يهيّئ لعبده ما يتحقّق به أنّه على الهدى.

* وكذلك قول الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} أي أن من اتبه هدى القرآن تحقق له أقوم الأمور وأفضلها وأحسنها ، وهذه الهداية مما يتفاضل فيه الخلق كل بحسب اتباعه الهدى .

* وأمَّا قوله تعالى هنا : {اهدنا الصراط المستقيم} فهو معنى جامع لكل ما تقدّم من البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة.
فعند قولك : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} تطلب من ربك البصيرة بالصراط المستقيم وبيانه لك ، وإلهامه وتوفيقه وإعانتك عليه ، بل والثبات عليه حتى الممات ، فتجريد الفعل من الحرف والإتيان به مجرداً جعله مشتملاً على كل هذه المراتب السابق ذكرها ، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف .

س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
قيل في ذلك عدة أقوال :
1- للتأكيد على استقامته ، وهذا كما يؤكّد وصف الاستقامة بانتفاء العوج كما في قوله تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا . قيّما}
2- لتأكيد التقييد المستفاد من التعريف في لفظ "الصراط".
3- لإفادة أنَّ هذا الصراط حق وصوابٌ كلّه لا خطأ فيه ولا اعوجاج ولا ضلال، وأنَّ من هُدي إليه فقد هدي للحقّ والدين القيّم ، قال ابن جرير رحمه الله: (وإنّما وصفه اللّه بالاستقامة، لأنّه صوابٌ لا خطأ فيه).
4- وقيل : أن وصف الصراط بالاستقامة معنى زائد .

س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
فالمراد بالإنعام في هذه الآية :
الإنعام الخاصّ بالهداية الخاصة والتوفيق والإلهام والاصطفاء والإمداد والإعانة وصرف الملهيات والعوالق وشرور النفس ومكائد الشيطان ، والوقوع في الفتن .
فالإنعام هنا يشتمل على:
1- إنعام بأسباب الهداية من التعريف بسبيل الهدى والتبصير به .
2- وإنعام لإرادة اتّباع الهدى.
3- إنعام لإعانة العبد على سلوك سبيل الهدى وصرف القواطع والملهيات والصوارف والمعوّقات عنه .
4- وإنعام بتثبيته عليه وتأييده حتى تحصل له ثمرة هدايته .
5- وإنعام بتوفيقه للمداومة على سلوك هذا الصراط حتى يلقى ربَّه جلَّ علا وهو راضٍ عنه.
فمن نعم الله على عبده أن منّ عليه بوصفاً جامعاً رضيه سبحانه منه ووعد بإجابته ، وأثاب عليه .

س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.

لا يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم لأن هذا التفسير وهذا الوصف له سبب .
فسبب غضب الله على اليهود : أن علموا ولم يعلموا بما علموا رغم قوة علمهم بالحق ، فكان لديهم بيّنا واضحاً لا لبس فيه وبالرغم من ذلك أعرضوا عن اتباعه شقاقاً وكبراً وحسداً وتعنتاً ومعاداة لأولياء الله فعاقبهم الله بقسوة قلوبهم وغضبه عليهم .
أما النصارى : فسبب ضلالهم عبادتهم لله على جهل حيث اتبعوا أهواءهم فضلوا وأضلوا ، فغلوا في دين الله وحرّفوا كتاب ربهم واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .

س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
أحسن ما قيل في هذه المسألة :
أن "لا" أتت للتأكيد على أن المراد بالضالين طائفة المغضوب عليهم وهي المعطوف عليها ، فلو قيل: (غير المغضوب عليهم والضالين) لأوهم ذلك أن الوصفين لطائفة واحدة .

وهو أحد الأوجه التي ذكرها ابن القيّم رحمه الله في بدائع الفوائد.
وقد اختلف أهل اللغة في هذه المسألة على أقوال:
القول الأول: هي زائدة ، وهو قول معمر بن المثنى ، وردّه الفراء وابن جرير.
والقول الثاني: بمعنى "غير" ، والإتيان بها هنا للتنويع بين الحروف، وهذا معنى قول الفراء.
وتشهد له قراءة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {غير المغضوب عليهم . وغير الضالين} ولكن أجمع الصحابة على تركها .
والقول الثالث: حتى لا يتوّهم أن "الضالين " عطف على "الذين" وهذا قول مكي بن أبي طالب في الهداية وقول الواحدي في البسيط.
والقول الرابع: هي مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير"، وهذا القول ذكره مكي بن أبي طالب وابن القيّم.
والقول الخامس: أن "لا" دخلت للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء،فلا يفهم أنّ الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرين وهذا القول ذكره ابن القيّم رحمه الله وجهاً.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
من أهم الاستفادات :
1- أن أعتني بالصياغة الجيدة لمسائل التفسير فعنوان المسألة هو أول مدخل لفهمها الصيح واستيعابها .
2- اكتساب الأسلوب المتميز في تحرير القول في كل مسألة ، والحرص على تنمية لغة الخطاب ، حيث يبرع شيخنا في انتقاء أرقى الجمل وأفضل العبارات .
3- الاهتمام بنسبة الأقوال لقائليها من السلف ، فلا أذكر قولاً إلا بنسبته لمن قال به .
4- العناية بالدليل وعدم إغفاله ، فنحن أمة الدليل ، وهذا الذي يفرق بين العالم والمتعالم .
5-
أن أهتم باستخراج مقاصد السور والآيات والمناسبات فيها . فقد اهتم شيخنا بإبراز مقاصد الآيات ومناسبة مطلع السورة لما بعدها .
6- أن أقف مع كل لفظة وأستخرج ما فيها من مسائل ولفتات ووقفات تدبرية ، وكان ذلك جلياً خلال تفسير الفاتحة كلها .
7- العناية بأسماء الله وصفاته ومدلولاتها ومناسباتها للسياق ، فقد اعتنى شيخنا بإبراز جميع الأسماء والصفات وشرحها والبسط فيها بما يستدعيه المقام ، ويخدم تفسير الآية ، وبيانها حال اقترانها بغيرها ولا سيما اسمي "الرحمن الرحيم " .
8- العناية بما يصلح القلوب فلا يكون التفسير جامداً خالياً مما يرقق القلب ويحث على القرب من الله عز وجل ، وظهر ذلك جلياً في آيات الصفات والكلام على الهداية والإنعام وغيرها .
9- العناية بعلوم السورة وإيراد جميع الأقوال فيها وترجيح ما يتبن ترجيحه من حيث الأدلة التي وردت فيها .

هذا وبالله التوفيق

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:53 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسيرالفاتحة
المجموعة الثانية:


أجب علىأسئلة المجموعة إجابة وافية.

س1: بيّنأوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
ج1: مرجع التباين في أحوال السائلين وأوجه التفاضل ترجع إلى ثلاثة أمور:

1/ حضور القلب.
فمن كان حاضرا بقلبه واعيا بما يقوله فلا خلاف في أن حاله أفضل من غيره الذي لاهيا بقلبه غير مدرك ما يقوله ويطلبه.

2/الإحسان في الدعاء.
فمن دعا الله عزوجل بتضرع وخفية خوفا من عقابه وطمعا في ثوابه صادقا مخلصا مضطرا فهو أفضل من غيره.

3/ نية الداعي ومقصده من سؤال الهداية.
النية تبلِّغ المنازل العالية، وأكمل الناس في مقاصدهم ونياتهم الذين مرادهم الهداية التامة التي يبصر بها الحق ويتبع بها الهدى، سائرا على خطى المحسنين طامعا أن يكون منهم.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم.
ج2: ورد الصراط المستقيم في عدد من الآيات، ومنه قوله تعالى:(اهدنا الصراط المستقيم) واختلفت أقوال أهل التفسير في المراد بالصراط المستقيم، وكل ما ورد فيها ليس فيه تناقض أو اختلاف، بل كلها إذا اجتمعت أعطت معنى شاملا واضحا في المراد بالصراط.
_ أصل اللغة أن (الصراط) تكتب بالسين، ورسم المصحف جاء بالصاد، وهي قراءة عاصم ومن وافقه، ومن قرأها بالسين ابن كثير المكي (السراط)، و(الزراط) في قراءة أبي عمرو، ومن القراء من يشم الزاي بالصاد. وهي إن اختلفت رسما فكلها بمعنى واحد؛ وهو الطريق الواضح السهل الواسع المستقيم الموصل إلى المطلوب.
قال ابن جرير: أجمعت الحجة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.
وأنشد جرير بن عطية:
أمير المؤمنين على صراط **** إذا اعوج الموارد مستقيم.
_والمراد بالصراط المستقيم:
الصراط المستقيم وإن كانت فسرته الآية التي بعده (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين). وهو كل ما يوصل إلى رضا الله سبحانه وتعالى وجنته، ويجنب العبد سخط ربه والنار. إلا أن أقوال السلف تعددت في المراد به، والمحفوظ الذي ورد عنهم خمسة أقوال هي:
القول الأول: أنه دين الإسلام. وهذا القول منسوب إلى جابر بن عبد الله، والضحاك عن ابن عباس، ومحمد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبو العالية الرياحي. واختاره جمهور المفسرين.
واستدل لهذا القول بالحديث: عن النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم). رواه أحمد وابن نصر المروزي وابن أبي عاصم والطحاوي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم.
وجاء عن أبي العالية: تعلموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا.رواه عبد الرزاق في مصنفه، وابن نصر المروزي في السنة، وابن وضاح في البدع والآجري في الشريعة.

القول الثاني: أنه كتاب الله. وقد وردت رواية صحيحة تدل على هذا القول.
روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إن هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين يقولون يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإن الصراط المستقيم كتاب الله. رواه الطبراني في الكبير، وابن نصر المروزي في السنة، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده صحيح على شرط الشيخين

القول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وهذا القول منسوب لابن مسعود.
_روى الأعمش عن أبي وائل، عن عبد الله قال: الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: الصراط المستقيم الذي تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة.

القول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبوبكر وعمر. وهو منسوب لابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي بكر وأبي العالية الرياحي والحسن البصري.

_روى عاصم الأحول عن أبي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:(الصراط المستقيم) قال هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه، قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر رضي الله عنهما.رواه الحاكم موقوفا على ابن عباس، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعا على أبو العالية.

_علق الشيخ عبد العزيز الداخل على هذا القول قائلا: هذا القول وإن كان منسوبا لابن عباس وأبو العالية فهو له سبب، وذلك بعد مقتل عثمان وظهور الفرق فأراد أن يبينا للناس أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ليحذرا بذلك ما أحدث بعدهم.

القول الخامس: أنه الحق. وهذا القول منسوب لمجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم .

وهذا إن كان قولا، لكن حقيقته وصف للصراط المستقيم وبيان له أكثر من أن يكون قولا. فكل من خالف الصراط المستقيم فهو على باطل، ومن لزم الصراط المستقيم فقد كان على الحق إذ لزم الحق.

الراجح: جمع ابن كثير بين هذه الأقوال وقال: وكل هذه الأقوال صحيحة، وهي متلازمة، فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم، واقتدى باللذين من بعده من أبي بكر وعمر، فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن، وهو كتاب الله وحبله المتين وصراطه المستقيم، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضا ولله الحمد.

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيينوالصديقين والشهداء والصالحين؟
ج3: أضاف الله سبحانه وتعالى الصراط إلى اسم الموصول، دون أن يبين المراد بالذين أنعم عليهم في هذه الآية ويسميهم، قال تعالى:(صراط الذين أنعمت عليهم)، وقد فسرتها آية النساء قال تعالى:(أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
_وأثار ابن القيم في ذلك سؤالا مستفهما عن الفائدة والحكمة من الإضافة إلى اسم الموصول، دون أن يسميهم في هذه الآية ويضيف لهم، وقد أجاب على ذلك بنفسه في بيان شاف وتلخيص حسن.
يقول ابن القيم: وجواب ذلك من وجوه ثلاثة:
1/ البيان أن هؤلاء المنعم عليهم، قد شملتهم هداية الله، وهي التي أدخلتهم في دائرة المنعم عليهم، وهي محض فضل الله سبحانه وتعالى، فلا جهد من أنفسهم لذلك لم تنسب لهم.
2/ أن في الإضافة للاسم الموصول، قطع للتعلق بالأشخاص والتقليد الأعمى المبني على الجهل، وبيان للناس أن الاتباع بمن أمرنا باتباعهم إنما هو امتثال لأمر الله وهذا يكون بالعلم الذي يرشد صاحبه للحق ويدله عليه.
3/ حتى يبين للناس أن هذه الآية ليست بفئة خاصة من السابقين، وإنما هي عامة ويدخل فيها كل من التزم الحق وآمن به على نهج المنعم عليهم، فهذه الآية شاملة له ولأمثاله. فجاءت هذه الآية:(أنعمت عليهم) كوصف جامع في أوجز عبارة وأبلغ وأعم فائدة.

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
ج4: هذا المسألة اشتهرت بين المفسرين، وقد كانت لهم عناية حسنة في بيان الحكمة من ذلك، وكان جوابهم في ستة أقوال هي:
القول الأول: مراعاة لخواتيم الآيات وفواصلها. أفرده بالذكر ابن عاشور.
_ علق العلماء على هذا القول:أنه وإن كان ذلك صحيحا، إلا إنه لا يمكن أن يستقل هذا القول بمفرده، فإن للقرآن وآياته في مختلف سياقاتها حكما عظيمة، ظهرت حكمته لهم أو غابت عنهم.

القول الثاني: أنه لما كان اليهود متقدمون في الزمان جاء هذا التقديم _(المغضوب عليهم)_ أفرده ابن القيم بالذكر.

القول الثالث: لقرب اليهود من النبي صلى الله عليه وسلم خلافا للنصارى الذين كانوا بعيدين عنه، فإن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، والنصارى في نجران والشام.

القول الرابع: لأن اليهود كانوا أشد كفرا وأغلظ من النصارى، فالنصارى جهال وكانت عبادتهم على ضلالة، أما اليهود فعلموا الحق وتبين لهم فأعرضوا عنه وردوه وآذوا رسله وأنبيائه. ذكره ابن القيم ووافقه ابن عثيمين.
قال ابن عثيمين: قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل.

القول الخامس: أن التقديم لإفادة الترتيب في التعوذ، فإنه لما كان الدعاء بالنفي، لزم أن يكون التعوذ بالتدرج فيبدأ بالأقوى ثم الأضعف، والغضب أشد من الضلالة، ومراعيا في ذلك خواتيم الآي. وهو قريب من السابق. وهو منسوب لابن عاشور.
القول السادس: أن فيه تناسبا لجانب اللغة، فلما كان الغضب يقابل الإنعام قدمه، وأخر الضلالة لعدم مقابلتها. ذكره أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط.
الراجح: رجح ابن القيم القول الأخير _القول السادس_ وقال هذا وجه حسن، وأحسن منه أن يقال هناك مقابلتين:
1/ مقابلة عامة. وهي التي بين العلم وعدمه.
2/ مقابلة خاصة. وهي ما كانت بين العمل وتركه.
وبهذه المقابلة يتضح معنى الهداية التي تجمع بين العلم والعمل، فإذا اختل إحدهما اختلت هدايته، والعلم أعم، والعمل أخص، وما كان خاصا فهو مقدم على ما كان عاما، وإن كانت دائرة العام أوسع.

أضاف د. فاضل السامرائي قولا سابعا:قال: لما كان أول ذنب عصي الله به سبحانه وتعالى هو من جنس فعل المغضوب عليهم، إذ كان عصيان عن علم ومعرفة. فناسب ذلك تقديم المغضوب عليهم.

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
ج5: تعددت أقوال أهل التفسير في الحكمة من إبهام ذكر الغاضب ومن ذلك:
الأول: حتى يفيد عظيم شأن غضب الله على هؤلاء اليهود. فإن الملك الجبار إذا غضب غضب له سائر جنوده في السموات والأرض، ومن غضب عليه سائر الجنود في السموات والأرض فقد ضاقت عليه كل أحواله، حتى نفسه التي بين جنبيه، نعوذ بالله من ذلك الحال.

الثاني: أن التعبير بالاسم دون الفعل يدل على تمكن الوصف منهم وأنه ملازم لهم، وإن التعبير بالفعل، يفيد وقوع الغضب عليهم مرة واحدة، دون أن يكون ملازما لهم، فسبحان من أودع في كلامه وبيانه حكما واعجازا.

*وذكر ابن القيم وجهين أيضا:
الأول: أن الحكمة من ذلك موافقة منهج القرآن وطريقته في إيراد الأعمال الحسنة والخير والرحمة بإضافتها إلى الله سبحانه وتعالى، دون أفعال السوء والشر والتي تأتي في معرض العدل والجزاء والعقوبة فإنها لا تضاف إلى الله سبحانه وتعالى ولا تنسب إليه؛ كل ذلك تأدبا مع الله تعالى، وإن كان كله بقدر الله وأمره.
وأمثلة ذلك:
قوله تعالى:(وإنا لا ندري أشر أيد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا).
وقوله تعالى:(الذي خلقني فهو يهدين * وإذا مرضت فهو يشفين).

الثاني: أن التعبير بالإبهام أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وعدم الالتفات إليهم.

.
س6: بيّن ما استفدتهمن دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائلالتفسير.
· أن التفسير لهذه السورة بدأ ببيان الفضائل لهذه السورة، فعلى كل من أراد أن يشرع في تفسير سورة أن يتقدمها بذكر الفضائل.

· أن الأحاديث والتي سيقت في فضائلها، كانت مصحوبة بأسانيدها وفي ذلك بيان لدرجة الحديث قوة وضعفا، وما صحب ذلك من بيان أنواع المرويات وأحكامها، أفاد ذلك في ضرورة أن يعتني المفسر بعلم الحديث، أو أقلها فيما يدخل في مجال التفسير.


· ضرورة أن يصحب المفسر في فضائل السورة أو الآية الصحيح من الأحاديث أو ما وافق الصحيح، ويبين في ذلك بيانا شافيا.


· ذكر المعاني اللغوية مستشهدا بأقوال العرب وما اشتهر عنهم يفيد كثيرا في فهم التفسير من جميع جوانبه، وفي ذلك لفتة إلى الاعتناء بعلوم الآلة بما يكون عونا في فهم هذا الكتاب العظيم أحسن الفهم وأبينه.

· أن أقوال العلماء قد تتباين وتختلف في ظاهرها في بعضها، لكن عند النظر والتأمل وتكرار ذلك يجد المفسر أنها تعطي معنى جميلا شاملا في معانيها، كما جاء في المراد الصراط المستقيم. وفيه بيان إلى ضرورة التأمل والتفكر وطول المطالعة حتى يصل إلى الصواب.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 03:21 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
يتفاضل السائلون للهداية من أوجه:
أحدها : حضور القلب فإن من كان حاضر القلب كان دعاؤه أقرب للإجابة من دعاء الغافل اللاهي.
والثاني: الإحسان في الدعاء فإذا دعا العبد ربه متضرعا خائفا وجلا راجيا ماعند الله من فضل كان دعاؤه خير من غيره وأفضل فبحسب إحسانه وماوقر في قلبه من الأعمال يكون التفاضل.
والثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فكلما نوى العبد تمام الهداية كان خيرا ممن يسأل دون فالأعمال بالنيات ولكل امريء ما نوى.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
قبل بيان المراد بالصراط المستقيم يحسن بيان معناه في اللغة فالصراط لغة : الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
أما المراد منه : فقد وصفه -الله عز وجل- في الآية التي تليها فقال (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
ثم اختلف العلماء في المراد به على خمسة أقوال:
أحدها : أنه دين الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهو أصل الأقوال وأشهرها وإطلاق الإسلام يعني تضمنه مراتب الدين كلها.
ومما استدلوا له به مارواه الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: « {الصراط المستقيم} هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض» رواه الحاكم وصححه.
- وقال عاصم الأحول: قال أبو العالية: «تعلَّموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا». رواه عبد الرزاق في مصنّفه وابن نصر المروزي في السنة، وابن وضاح في البدع، والآجرّي في الشريعة.
والقول الثاني : كتاب الله وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
- روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله). رواه الطبراني في الكبير، وابن نصر المروزي في السنة، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
والقول الثالث: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).
والقول الرابع: النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
واستدلوا له بما ورد عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعاً على أبي العالية.
وسبب اشتهار هذا القول عن أبي العالية مع تصريحه بأن المراد بالصراط المستقيم الإسلام في موضع آخر لأنه لما قتل عثمان وظهرت البدع وتعددت الفرق المنتسبة إلى الإسلام فسرها بما يتضمنه معناها ليبين للناس أن الصراط المستقيم هو ما كانت الأمة مجتمعة عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه لا ما أحدثوه هم .
أما القول الخامس : فهو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وحقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.

وجمع ابن كثير بين هذه الأقوال بقوله :
(وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
ذكر هذه المسألة ابن القيم -رحمه الله- وماذكره يتلخص في أسباب ثلاثة :
أحدها : التنبه والالتفات إلى علة كونهم من المنعم عليهم وتلك العلة هي الهداية فلأن الله هداهم كانوا من المنعم عليهم.
والثاني: لقطع التعلق بالأشخاص والتقليد المجرد عن القلب ، وليعلم أن اتباعهم إنما هو امتثال لأمر الله فهو الآمر باتباعهم.
والثالث: لأن الآية عامة تشمل جميع المنعم عليه باختلاف وتنوع طبقاتهم ،فإن الله -عز وجل هو من هداهم لكل خير فجاء بالوصف الجامع ليكون أعم وأوجز وأبلغ - والله تعالى أعلم - .

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
أورد العلماء عدة أجوبة :
أحدها: أن ذلك لمراعاة فواصل الآيات، ذكره ابن عاشور
وهو وإن كان وجها إلا أنه لا يستقل بنفسه إذ لابد أن يكون لكلام الله حكمة -والله تعالى أعلم-.
والثاني: لأنَّ اليهود متقدمون في الزمان على النصارى، ذكره ابن القيّم .
والثالث: لقرب منازل اليهود من النبي صلى الله عليه وسلم لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، بخلاف النصارى ذكره ابن القيّم .
ويرد إشكالا وهو أنَّ سورة الفاتحة مكية إلا إن كان المراد أنَّ منازل اليهود في يثرب أقرب من منازل النصارى في نجران والشام؛ وفيه بعد.
والرابع: أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى؛ فقدمهم لعظم ذنبهم . ذكره ابن القيّم رحمه الله، وهو جواب ابن عثيمين رحمه الله، قال: (قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل)ا.هـ.
والخامس: لإفادة الترتيب في التعوّذ؛ لأن الدعاء كان بسؤال النفي؛ فالتدرّج فيه يحصل بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى ، ذكره ابن عاشور، وهو قريب من الذي قبله
والسادس: قدمه لأن الغضب يقابل الإنعام ، فهو أحسن مقابلة من تقديم الضالين ، وهو خلاصة جواب أبي حيان الأندلسي في البحر المحيط، وذكر ابن القيّم أنّه أحسن الوجوه: قال: (فقولك: الناس منعم عليه ومغضوب عليه؛ فكن من المنعم عليهم أحسن من قولك: منعم عليه وضال)ا.هـ.
وأعم منه أن يقال أن تقديم المغضوب عليهم فيه تحقيق المقابلتين: المقابلة الخاصة والمقابلة العامة:
- فالخاصة بين العمل وتركه.
- والعامة بين العلم وعدمه.
فقدم الخاصة لتتمّ المقابلة الخاصّة أولاً ثم تتمّ بعدها المقابلة العامّة لأنّها أشمل. هذا خلاصة ما ذكره الشيخ عبد العزيز -حفظه الله- .
والسابع:لأنَّ أوّل ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم؛ فكان عن علم ومعرفة، حيث أبى أن يسجد إبليس لآدم فناسب أن يقدم ذكره د.فاضل السامرائي

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
خلاصة ما ورد :
- لإفادة عظم شأن غضب الله تعالى وشدته وأنه يغضب لغضبه جنوده في السموات والأرض وسيجد أثر ذلك الغضب في كل حال من أحواله ويدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض) صحيح مسلم
- وإفادة عموم الغاضبين وكثرتهم ، ويدل عليه الحديث السابق وحديث عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) صحيح ابن حبان
- وإفادة ملازمة الوصف لهم وتمكنه منهم بخلاف الفعل فإنه قد يدل على الوقوع مرة واحدة.
- وليجري على الطريقة المعهودة في القران الدالة على التأدب مع الله كما في قوله تعالى (وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً) فنُسب الرشد إلى الله ولم يسم فاعل الشر وكذلك قوله (الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين) وهذا ذكره ابن القيم رحمه الله .
- ولأن ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وعدم الالتفات إليهم بخلاف الإنعام كانت النسبة تشريفا لهم.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
- حسن الجمع وعدم الإخلال بمسائل التفسير وإن كثرت .
- وحسن تحرير الأقوال وبيان أوجه الاختلاف فيها .
- العناية بالترجيح وقواعده مع بيان علل الترجيح وعدم إغفالها
- العناية بالجوانب السلوكية التي هي ثمرة العلم بمسائل التفسير .
- تفصيل المسائل وإفرادها ليتضح للقاريء الفرق بين المسائل فلا يتشتت الذهن بكثرة المسائل وتعددها.
- عدم تكرار المسائل في مواضع مختلفة .
أحسن الله للشيخ وجزاه عنا خيرا

هذا والله تعالى أعلم

أعتذر عن عدم إحسان العرض والتنسيق ذلك أني أرسلت الإجابة من الهاتف المحمول لانقطاع الإنترنت

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 04:55 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.

- فعل الهداية يأتي في القرآن على أنواع: فيأتي معدى ب (إلى) ليدل على هداية الدلالة والإرشاد على حسب ما يقتضيه السياق، ويأتي معدى ب (اللام) ليدل على الثمرة والتوفيق.. ويأتي معدى بنفسه كما هو هنا، ليجمع المعنيين فيجمع البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة.
يقول ابن القيم: فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)ا.هـ.

▫وبهداية الدلالة والإرشاد: يبصر المرء الحق والباطل ويتبين حقيقتهما، فيميز بينهما.
ونصيب المرء من هذه الهداية بحسب: 1. إيمانه وتقواه لله تعالى. 2. وبحسب الفقه في الدين.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
فمنهم من يبقى على أصل الهداية التي يميز بها بين الكفر من الإسلام، ومنهم من يزيده الله فقها فيزداد إيمانا وتقوى، فيزداد هداه وبصيرته حتى يكون من الموقنين أولي البصائر والألباب، ويجعل الله له نورا يمشي به، وفرقانا يفرق له بين الحق والباطل.
▫وبهداية التوفيق والإلهام: يتحقق الامتثال والعمل، فيحبب الله إليه الإيمان ويعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته فيكون مهتديا حقا.
وهي أصل الفلاح والفوز، وهي مترتبة على ما قبلها، لا تتحقق إلا بها.


- والصراط المستقيم ورد في المراد به عدة أقوال؛ قال فيها ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.

فسائل الله الهدى إلى الصراط المستقيم؛ يتحقق له كل هذا بحسب حاله وحضور قلبه ووعيه لما يدعو به، إضافة إلى ما قصد بدعائه، فلكل داع مقصد من دعائه، والله تعالى يعطي كل سائل ما أراد بسؤاله.
والأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله؛ الهداية التامة التي يبصر بها الحق، وبتلع بها الهدى، وأن يهديه بما هدى به عباده المحسنين.


س2: بيّن معنى الصراط لغة.
أصل الصاد في الصراط منقلبة عن سين، لكن رسمت بالمصحف بالصاد على خلاف الأصل؛ لتحتمل القراءات.
والصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن القيّم رحمه الله: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول).

وسمي سراطا: لأنه يسترط المارة، أي يسعهم.
(وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط)ا.هـ. ابن القيم
ومن أمثال العرب: لا تكن حلوا فتسترط، أي: تبتلع.




س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
المراد بالإنعام في هذه الآية هو إنعام الاجتباء والهداية إلى ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال والإعانة وصرف المعوقات والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشر النفس وما يمن به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته.
فالإنعام يشمل أسباب الهداية وأحوالها وثمراتها، فالعبدُ يحتاج إلى إنعام المعرفة والإرادة والإعانة والتثبيت والمداومة.
وإنعام الله تعالى على عبده يشمل هذا كله وغيره مما لا يحيط به العبد علما. وأصناف المنعم عليهم يتفاضلون بحسب نصيبهم من هذا الإنعام. وحذف متعلق الإنعام في الآية، والأظهر في حذفه؛ ليشمل هذا كله فيدل على العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهداية، وفي كل ما يحتاجه العبد من الهدايات في كل شأن من شؤونه.



س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
تكرر ذكر الصراط المستقيم في الموضعين مع قربهما من بعض، فذكر في الموضع الأول معرفا باللام (الصراط) وفي الثاني معرفا بالإضافة (صراط الذين. ..)
ولذكره في كل موضع حكمة وفائدة ومناسبة لا تتحقق في غيره.
- ففي الموضع الأول: كان الأهم أن يهدى إلى الصراط المستقيم، ويبين له أنه طريق واحد. لذلك أتى به مغرفا بلام التعريف -وهي هنا للعهد الذهني- للدلالة على ذلك.
- وفي الموضع الثاني:أتى به معرفا بالإضافة إلى من يستأنس باتباعهم واقتفاء آثارهم، وليفيد أنه صراط آمن مسلوك سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسى به في سلوكها أَنِسَت واقتحمتها فتأمله)ا.هـ.





س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لأنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بالمغضوب عليهم، والنصارى بالضالين.
ومما صح عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك؛ حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال).

وهذا الوصف له سبب، لذلك هو ليس مقتصر عليهم وإنما عام، فكل من فعل فعلهم لقي جزاؤهم.
والسبب الذي تظافرت عليه أقوال السلف:
- أن سبب الغضب على اليهود: عدم عملهم بعلمهم، فهم يعرفون الحق ويكتمونه، عنادا وحسدا وكبرا.
- وسبب ضلال النصارى: تضييعهم ما أنزل الله إليهم من العلم، واتباعهم أهوائهم، وعبادتهم الله على جهل، واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.




س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

- البدء بما يتعلق بعلوم السورة قبل البدء بآيات السورة .
- عرض المسائل المتكررة في أول موضع لها، وتناولها بشيء من التفصيل كما في الاستعاذة والبسملة هنا .
- دراسة المسائل في كل آية على حدة.
- ذكر الأحاديث الصحيحة التي تسند المسألة أو القول، والتنبيه على الأحاديث الضعيفة إن كان ثمة أحاديث ضعيف مشتهرة فيها، وتصنيفها وتبيين أنواعها إن كانت كثيرة.
- عرض جميع الأقوال عند ذكر الخلاف في المسألة، والتحقق من صحة نسبتها لقائليها، وتوضيحها فيما إذا كان الاختلاف تنوع أو تضاد والترجيح بينها مع الاستشهاد.
- الرجوع إلى لغة العرب في بيان المعاني، ثم إلى كلام أهل العلم وبيان المراد منه في ذلك الموضع.
- الاهتمام بالإعراب، وذكره إن كان له أثر في بيان المعنى.
- ذكر الفروق بين المتشابهات، وذاك لزيادة البيان.
- التسلسل في عرض المسائل، وما يتفرع عنها.
- مراعاة الغرض من دراسة هذه المسائل، فيدرس ما كان له صلة بالغرض ويستثنى البعيد عنها.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 06:01 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.

يتفاضل الذين يسألون الله تعالى الهداية بحسب أمور منها مايتعلق بحال قلوبهم ومنها مايتعلق بالدعاء ومنها مايتعلق بمقاصدهم وتفصيل هذه الأمور كالتالي :

الأول :حضور القلب عند الدعاء، فالذي يدعو بقلب حاضر وهو يعلم ويعي ما يطلب أفضل ممن يدعو وقلبه غافل لاه، وقد رُوي من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )).
ورواه ابن المبارك من حديث صفوان بن سليم مرسلاً والحديث حسَّنه بعض أهل العلم لتعدد مخارجه، وإن كانت أسانيده لا تخلو من ضعف.
الثاني: الإحسان في الدعاء؛ فالذي يدعو الله بقلب خاشع ذليل فقير مستشعراَ حاجته الشديدة للهداية طامعاً خائفاً ليس كمن يدعو وهو غير مستشعر هذه المعاني ،فمن أحسن في الدعاء كان نصيبه من الإجابة أعظم وأكمل ومن كان دون ذلك كان نصيبه حسب دعائه
الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات، ولكلّ امرئ ما نوى، فمن كان قصده جميع مراتب الهداية في جميع شؤون الحياة وصدق اعطاه الله ذلك ومن كان قصده دون ذلك يعطى بحسب قصده
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته.
تنوعت عبارات السلف في التعريف بالصراط المستقيم والمحفوظ عن الصحابة والتابعين في هذه المسألة خمسة أقوال:
القول الأول: دين الإسلام،وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها، والإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها؛ فكلّ ما أمر الله به ونهى عنه فهو من شريعة الإسلام، وكل عبادة صحيحة يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى فهي من اتّباع دين الإسلام، ومن سلوك الصراط المستقيم.
القائلين بهذا القول :
جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
دليل القول:
* حديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد،والشاهد فيه قوله: (والصراط الإسلام)
*عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: « {الصراط المستقيم} هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض» رواه الحاكم وصححه.
* وقال عاصم الأحول: قال أبو العالية: «تعلَّموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا». رواه عبد الرزاق في مصنّفه وابن نصر المروزي في السنة، وابن وضاح في البدع، والآجرّي في الشريعة.
القول الثاني:
كتاب الله تعالى
دليل القول:
· روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله). رواه الطبراني في الكبير، وابن نصر المروزي في السنة، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
القول الثالث:
هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
القائل بهذا القول:
عبد الله بن مسعود
دليل القول:
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).
القول الرابع :
هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر
القائلين بهذا القول:
ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
دليل القول:
· عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعاً على أبي العالية.
وهذا القول له سبب، وإنما قاله ابن عباس وأبو العالية الرياحي بعد مقتل عثمان وظهور الفرق؛ فأرادا أن يبيّنا للناس أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ليحذرا بذلك مما أُحدثَ بعده؛ فإنَّ كلّ تلك الفرق كانت تقول بالانتساب إلى الإسلام.
القول الخامس:
هو الحقّ
القائلين بهذا القول:
مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.
الجمع بين الأقوال الخمسة :
قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد).
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
1- التنبيه على علّة كونهم من المُنعم عليهم، وهي الهداية؛ فبهداية الله لهم كانوا من المنعم عليهم.
2- قطع التعلّق بالأشخاص ونفي التقليد المجرّد عن القلب؛ واستشعار العلم بأنّ اتّباع من أمرنا باتّباعهم إنما هو امتثال لأمر الله.
3- أن الآية عامة في جميع طبقات المنعَم عليهم؛ وأنه تعالى هو الذي هدى إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها كلّ من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فكان ذكرهم بالوصف الجامع أوجز وأبلغ وأعمّ فائدة.

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
ذكر المفسرين مجموعة من الحكم في تقديم المغضوب عليهم على الضالين :
1- مراعاة فواصل الآيات ذكره ابن عاشور
2- لأنَّ اليهود متقدمون في الزمان على النصارى، ذكره ابن القيّم وجهاً.
3- لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، بخلاف النصارى؛ فقدّمهم لقربهم، ذكره ابن القيّم
4- أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى؛ فبدأ بهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم رحمه الله، و ابن عثيمين رحمه الله، قال: (قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل)
4-
5- لإفادة الترتيب في التعوّذ؛ لأن الدعاء كان بسؤال النفي؛ فالتدرّج فيه يحصل بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل، وهذا حاصل جواب ابن عاشور
6- لأن الغضب يقابل الإنعام، فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين، وهذا خلاصة جواب أبي حيان الأندلسي في البحر المحيط، وذكر ابن القيّم أنّه أحسن الوجوه: قال: (فقولك: الناس منعم عليه ومغضوب عليه؛ فكن من المنعم عليهم أحسن من قولك: منعم عليه وضال)
وأعمّ منه أن يقال: إن تقديم المغضوب عليهم على الضالين فيه تحقيق المقابلتين: المقابلة الخاصة والمقابلة العامة:فالخاصة بين العمل وتركه والعامة بين العلم وعدمه.
7- لأنَّ أوّل ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم؛ لأنَّه عصيان عن علم ومعرفة، وهو إباء إبليس السجود لآدم؛ فناسب تقديم المغضوب عليهم، ذكره د.فاضل السامرائي .

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
في إبهام ذكر الغاضب فوائد منها:

1- عموم الغاضبين وكثرتهم ،وأنه غضب الملك الجبّار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض، فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله ومثله قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض)،وكذلك عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
2- التعبير بالاسم دون الفعل لما في الاسم من الدلالة على تمكّن الوصف منهم، وأنَّه ملازم لهم، ففيه من المعنى ما لا يفيده قول: (غضبت عليهم) لأنه قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة.
3- ابهام ذكر الغاضب جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه؛ تأدّباً مع الله جلّ وعلا، ولئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها، كما في قول الله تعالى فيما حكاه عن الجنّ {وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً}
4- ترك الالتفات إليهم؛ بخلاف المنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
استفدت من دراسة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسيرفوائد منها:
وضوح المسائل التفسيرية المتعلقة بالآية
الدقة والعمق في الفهم نظرا ً لترتيب المسائل وحسن استنباطها
سهولة ضبط المسائل التفسرية المتعلقة بالآية
جمع أقوال المفسرين للمسائلة التفسرية الواحدة تحت موضوع واحد مما يعين على فهم المسألة وضبطها واستيعابها بجميع أقوالها
تقسيم الآية إلى مسائل مما يعين على ضبط جميع مسائلها فلا يسقط شيئاً منها
جودة وحسن تحرير المسائل التفسيرية وحسن صياغتها
أهمية تقسيم المسائل التفسرية الواردة في الآية في الفهم الصحيح فلا تختلط المسائل ولاتتداخل
سهولة إعداد بحث علمي بعد تقسيم المسائل الواردة في الآية
سهولة إعداد درس علمي متكامل دقيق من خلال المنهجية في التفسير

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 06:26 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟

ليست الهداية مقتصرة فقط على ما يحصل به التمييز بين الكفر والإسلام، وإن كانت هي أصلها، وبها يعرف كثيرا من حدود الله.
لكن المسلم محتاج لهداية بعد هداية الله له للإسلام، فيحتاج لمعرفة وإدراك كثير من شعائر الإسلام، ومقاصد الدين؛ وهذا يحصل بالفقه في الدين ثم هو إذا وفقه الله للعلم والفقه محتاج للإرادة التي يحب بها هذه العبادات ويعزم بها على فعلها، ثم هو محتاج للمعونة على أداء هذه العبادات والإخلاص لله تعالى فيها والعصمة من الضلالة، ثم هو محتاج للثبات على العبادة والطاعة، ومحتاج للازدياد منها. هذا إلى ما يحتاجه في خاصة نفسه وفي جميع أحواله. فلا يتصور انفكاك العبد من سؤال الله الهداية له في جميع أحواله وأزمانه.
قال شيخ الإسلام في هذه المسألة: (وهذا كما يقول بعضهم في قوله {اهدنا الصراط المستقيم} فيقولون: المؤمن قد هُدي إلى الصراط المستقيم؛ فأي فائدة في طلب الهدى؟.... وإنما يوردون هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم الذي يَطْلُب العبدُ الهداية إليه؛ فإنَّ المراد به العمل بما أمر الله به، وترك ما نهى الله عنه في جميع الأمور.
والإنسان وإن كان أقرَّ بأن محمداً رسول الله، وأن القرآن حقٌّ على سبيل الإجمال؛ فأكثر ما يحتاج إليه من العلم بما ينفعه ويضره وما أمر به وما نهى عنه في تفاصيل الأمور وجزئياتها لم يعرفْه، وما عرفه فكثير منه لم يعمله، ولو قدر أنه بلغه كلُّ أمرٍ ونهيٍ في القرآن والسنة؛ فالقرآن والسنة إنما تُذكر فيهما الأمور العامة الكلية لا يمكن غير ذلك، لا يذكر مايخصّ به كل عبد.
ولهذا أُمِرَ الإنسان في مثل ذلك بسؤال الهدى إلى الصراط المستقيم، والهدى إلى الصراط المستقيم يتناول هذا كله:
- يتناول التعريف بما جاء به الرسول مفصلاً.
- ويتناول التعريف بما يدخل في أوامره الكليات.
- ويتناول إلهام العمل بعلمه؛ فإن مجرد العلم بالحق لا يحصل به الاهتداء إن لم يعمل بعلمه.
ولهذا قال لنبيه بعد صلح الحديبية أوَّلَ سورة الفتح {إنا فتحنا لك فتحا مبينا . ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما} وقال في حق موسى وهارون {وآتيناهما الكتاب المستبين . وهديناهما الصراط المستقيم}).ا.هـ.







س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
تنوعت عبارات السلف في التعريف بالصراط المستقيم بعبارات لا اختلاف في مدلولها، وإن اختلفت مسالكهم في الدلالة على هذا الصراط، والمحفوظ عن الصحابة والتابعين في هذه المسألة خمسة أقوال:
1. دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها، والإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كله.
واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ضرب الله مثلا صراطا مستقيما...)
2. هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
3. هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
4. هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
وهذا القول قاله ابن عباس وأبو العالية الرياحي لسبب، وهو مقتل عثمان، فاشتهر عن أبي العالية مع تصريحه بأنّ الصراط المستقيم هو الإسلام.
5. هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.
فهذه الأقوال الخمسة هي المأثورة عن الصحابة والتابعين في بيان المراد بالصراط المستقيم.
قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.

وينبغي التثبت من صحتها وصحة نسبتها إلى قائليها، والتنبه لتجوز المفسرين في روايتها بما قد يخل بالمعنى في بعض الأحيان، وذلك بالرجوع إلى المصادر الأصلية وأخذ العبارات بنصها وتمييز ما يصح منها مما لا يصح، وعدم الاكتفاء بما نقل في التفاسير المتأخرة.








س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.

الإنعام يأتي في القرآن على معنيين:
▫الأوَّل: إنعام عامّ، وهو إنعام فتنة وابتلاء.
كما في قول الله تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ...﴾
وقوله: ﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
- وهذا الإنعام عام للمؤمنين والكافرين
كما قال تعالى: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾.
- وهو حجة على العباد ودليل على المنعم جل وعلا ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نِعَمِه كما بيَّن الله تعالى ذلك بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾.
وقال: ﴿وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾.

▫والثاني: الإنعام الخاص، وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته.كما هو هنا، وفي قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾، وقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾.








س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟

لإسناد الإنعام إليه في قوله: {أنعمتَ عليهم} حكم ذكرها أهل العلم، تتلخص في أمور:

أولها: توحيد الربّ جلّ وعلا، والتصريح بذكر إنعامه وحدَه، وأنّه لولا إنعامه لم يهتدِ أحد إلى الصراط المستقيم، فكان ذكر الضمير أدلَّ على التوحيد من قول (المنعمِ عليهم).
والثاني: أنَّ ذلك أبلغ في التوسّل والثناء على الله تعالى؛ فإنّ ذلك يقتضي أنَّ كل مهتدٍ إلى الصراط المستقيم فإنّما اهتدى بما أنعم الله عليه، فيتوسّل بسابق إنعامه على كلّ من أنعم عليهم بأن يُلحقه بهم وأن يُنعم عليه كما أنعم عليهم.
والثالث: أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرّع إليه.
والرابع: أنَّ مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه.
قال ابن القيّم رحمه الله: ( وكان من شكره إبراز الضمير المتضمّن لذكره تعالى الذي هو أساس الشكر وكان في قوله: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} من ذكره وإضافته النعمة إليه ما يس في ذكر المنعم عليهم لو قاله فضمن هذا اللفظ الأصلين وهما الشكر والذكر المذكوران في قوله: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ})


بينما لم يسند الغضب إليه في قوله: {المغضوب عليهم}:
- لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم.
- وإفادة عموم الغاضبين لغضب الله وكثرتهم.
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه. ..)
وحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «. .. ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
- وليكون التعبير بالاسم وليس بالفعل، لما في التعبير بالاسم من الدلالة على تمكّن الوصف منهم، وأنَّه ملازم لهم ما ليس في التعبير بالفعل الذي يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة.
- أنّ ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم؛ بخلاف المنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.
- الأدب مع الله جل وعلا، كما هي الطريقة المعهودة في القرآن من إضافة أفعال الإحسان والرحمة والجود إلى الله تعالى، وحذف ذكر الفاعل في أفعال العدل والجزاء والعقوبة أو إسناد الفعل إلى من كان له سبب فيه، ولئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها.




س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.
فتوافقت أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم والسلف على ذلك.
فممن روي عنه من الصحابة: ابن مسعود وابن عباس.
ومن التابعين: مجاهد، وزيد بن أسلم، والسدي، والربيع بن أنس البكري.
وتابعي التابعين: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

والعمدة في ذلك حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)).
وهذا الحديث صححه جماعة من أهل العلم، واستشهد لصحة معناه من القرآن جماعة، ومن أوفاهم عبارةً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ إذ قال: (وقد دل كتاب الله على معنى هذا الحديث، قال الله سبحانه: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، والضمير عائد إلى اليهود، والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام... وقال في النصارى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} إلى قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق، ولهذا نهاهم عن الغلو، وهو مجاوزة الحد، كما نهاهم عنه في قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} الآية.
واليهود مقصرون عن الحق، والنصارى غالون فيه)ا.ه.

وسبب الغضب على اليهود: عدم عملهم بعلمهم، فهم يعرفون الحق ويكتمونه، عنادا وحسدا وكبرا.
وسبب ضلال النصارى: تضييعهم ما أنزل الله إليهم من العلم، واتباعهم أهوائهم، وعبادتهم الله على جهل، واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.






س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

مكرر

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 10:29 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة الفاتحة


أحسنتم بارك الله فيكم، وأهنئكم على إتمام هذه الدورة النافعة، أتمّ الله عليكم نعمته ووفّقكم لشكرها.

من الأمور التي نودّ التنبيه عليها هو أنه إذا كان استيفاء الجواب للمطلوب في السؤال شرط لصحّة الإجابة واكتمالها، فإن عدم التوسّع فيما لا يتعلّق بالمطلوب شرط آخر، لأن توسّع الطالب فيما لا يتعلّق بالسؤال دليل على عدم فهمه وتمييزه للمطلوب بدقّة، ولذا نجد بعض الطلاب يدخل في الإجابة ما ليس مطلوبا على سبيل الاحتياط وضمانا وتأمينا لدخول المطلوب فيها، وأكثر من نلاحظ عليه هذا المأخذ هو من يعتمد على النسخ فنجده ينسخ الفقرة الخاصّة بجواب السؤال بما فيها من زيادات واستطرادات، ولو أنه لخّص الجواب بنفسه لعرف ما يحتاجه مما هو في غنى عنه.



المجموعة الأولى
ج1: ما يشمله قوله: {اهدنا الصراط المستقيم}.
المطلوب في هذا السؤال أن يلخّص الطالب ما فهمه من تفسير هذه الآية مما له أثر في استحضار المعنى عند الدعاء، فقوله {اهدنا الصراط المستقيم} تجمع معاني التوسّل والافتقار والاستعانة والتوكّل والرجاء والخوف والتعظيم والمحبة ونحو ذلك من معاني العبادة التي تقوم في قلب الداعي.
كذلك يشمل سؤال الهداية بنوعيها، والدرجة العليا من درجات المهتدين، كما فصّل لكم في تفسير الآية.


1: مريم حجازي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: الجواب يحتاج إلى مزيد تفصيل.
ج4: فاتك الإشارة إلى قول ابن عاشور في المسألة.

2: رشا نصر زيدان ج

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: الملحوظة السابقة.
ج4: نفس الملحوظة السابقة.
ج5: ذهبتِ إلى مسألة أخرى وهي سبب وصف اليهود بالمغضوب عليهم ووصف النصارى بالضلال، ويستفاد من إجابة الزملاء.

3: منيرة جابر الخالدي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنتِ، وتبقى الإشارة إلى ما يقوم في قلب الداعي من معاني العبادة والتعظيم لله تعالى.
ج4: فاتك الإشارة إلى كلام ابن عاشور في المسألة.


المجموعة الثانية
4: سناء بنت عثمان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنتِ، ولو دعّمتِ جوابك بالأدلّة لكان أتمّ.
ج5: التعبير بالاسم دون الفعل تعتبر مسألة أخرى.

5: ندى علي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنتِ، ولو دعّمتِ جوابك بالأدلّة لكان أتمّ.
ج5: أول سببين ذكرتيهما يرجعان إلى سبب واحد، فعدم تعيين الغاضب أفاد عموم الغاضبين وكثرتهم، وفي ذلك دلالة على شدة غضب الله تعالى وأن مخلوقاته وجنوده تغضب لغضبه على من عصاه.
ومسألة التعبير بالاسم بدل الفعل غير مسألة عدم تعيين الغاضب.

6: منى مدني أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك سدادا .
ج5: مسألة التعبير بالاسم بدل الفعل غير مسألة عدم تعيين الفاعل.


المجموعة الثالثة:
منيرة جابر الخالدي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الرابعة:
7: رضوى محمود أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: أحسنتِ، ومن تمام جواب هذا السؤال أن تذكر الأقوال في المراد بالذين أنعم الله عليهم، ثم يبيّن الموقف الصحيح من هذا الاختلاف.


المجموعة الخامسة:
ج2: سبب وصف الصراط بالاستقامة وهو لا يكون في اللغة إلا مستقيما:
قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}، "المستقيم" صفة إما كاشفة وإما مقيِّدة.
- فإذا كانت كاشفة فمعنى ذلك أن وصف الصراط بالاستقامة ليس فيه زيادة معنى باعتبار أن الصراط في اللغة لا يكون إلا مستقيما، ففائدة النصّ على وصف الاستقامة هو التأكيد عليها بما ينفي احتمال أي عوج في هذا الصراط، كما في قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} فـ "أجمعون" تأكيد ينفي احتمال استثناء أحد من الملائكة، وكقوله: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيّما} فقوله:{قيّما} بعد قوله: {ولم يجعل له عوجا} وصف كاشف لتأكيد الاستقامة ونفي العوج.
- وإذا كانت الصفة مقيِّدة فهذا معناه أن فيها معنى زائدا على مجرد ذكر الصراط، وأن لفظ الصراط قد لا يلزمه وصف الاستقامة دائما كما في قوله تعالى: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم}، فيكون هذا المعنى الزائد مؤكِّدا لمعنى العهد الذهني في تعريف الصراط والذي يفيد الحصر، فهم يسألون الهداية لصراط معروف في أذهانهم وهو لا شكّ صراط مستقيم، ففي الحالين يكون وصف الصراط بالاستقامة فيه معنى التوكيد.


8: هناء محمد علي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك سدادا.

9: حنان علي محمود أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج4: الجواب يحتاج إلى تفصيل أوضح، فنضيف أن كل من فعل فعلهم فله نصيب من هذا الوصف ومن هذه العقوبة، ويراجع جواب الأخت هناء للفائدة، بارك الله فيك.



بارك الله فيكم وجعلكم هداة مهتدين

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 9 جمادى الآخرة 1438هـ/7-03-2017م, 12:57 AM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

تفسير القسم الثالث من تفسير سورة الفاتحة.
المجموعة الثانية


س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
يتفاضل السائلون في طلب الهداية من عدة وجوه هي :
1. حضور القلب عند الدعاء والسؤال ، فدعاء الغافل اللاهي ليس كدعاء حاضر القلب الواعي. فالثامي أقرب للإجابة من الأول ، كمن يسأل الله الهداية والتوبة وقلبه غافل لاه لا يسعى ويجتهد في طلبها .
2. الإحسان في الدعاء ، فالداعي إلى الله بخوف وتضرع ورجاء ، فبقدر إحسانه في الدعاء يكون أقرب في الإجابة وحظه أكبر وأكمل ممن دون ذلك، كمن يدعو الله الهداية بحال لسانه فقط دون أن يتضرع ويطمع ويرجو الله الإجابة .
3. مقاصد الداعي من سؤال الهداية ،كلما كانت نية العبد تمام الهداية واتباعها وأن يهديه هدي المحسنين كان أفضل ممن دونه ، فإنما الأعمال بالنيات ولكل امريء ما نوى ، كأن يدعو الله الهداية دون قصد العبادة وما يترتب عليها من آثار .

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
الصراط لغة : هو الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
ولقد أختير هذا اللفظ عن غيره كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها لحكم ودلائل ، وفسر الله تعالى المراد بالصراط المستقيم في الآية التي بعدها بقوله{ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين }

كان للسلف من الصحابة والتابعين عبارات متنوعة في المراد من الصراط المستقيم وإن تشابهت في مدلولها من هذه العبارات :
1) دين الإسلام .
وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهو أشهر الأقوال وأصلها، ولفظ الإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها، فكل أوامر ونواهي الله تعالى من الشريعة الإسلامية وكل عبادة لله صحيحة هي من سبل اتباع الدين الإسلامي ومن سلوك هذا الصراط المستقيم .
واستدل لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال) ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم ( رواه أحمد والمروزي وابن أبي عاصم والطحاوي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس بن سمعان الأنصاري مرفوعاً، ولهذا الحديث طرق أخرى بألفاظ مقاربة. ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم مختصراً.
وروى الحاكم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال : { الصراط المستقيم } ( هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض )
قال أبو العالية: ( تعلَّموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا ) رواه عبد الرزاق وابن نصر المروزي ، وابن وضاح ، والآجرّي.

2) كتاب الله تعالى.
فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله. رواه الطبراني وابن نصر المروزي والحاكم والبيهقي ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
واستدلّ بحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم). رواه ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي وغيرهم .
وهذا القول صحيح فمن اتبع هدي القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم.

3) ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فعن عبد الله ابن مسعود قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة » رواه الطبراني والبيهقي .

4) هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري و رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه المروزي .
وفد قاله ابن عباس وأبو العالية الرياحي بعد استشهاد عثمان وظهور الفرق ، فوضحا للناس أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ليحذرا ما ظهر بعد ذلك .
قال أبو العالية: (تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط يمينا وشمالا، وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم والذي كانوا عليه من قبل أن يقتلوا صاحبهم ويفعلوا الذي فعلوا، فإنا قد قرأنا القرآن من قبل أن يقتلوا صاحبهم ومن قبل أن يفعلوا الذي فعلوا بخمس عشرة سنة، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء).
ولقد اشتهر هذا القول عن أبي العالية مع تصريحه بأنّ الصراط المستقيم هو الإسلام.

5) هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وهو وصف للصراط المستقيم بأنه الحق،لأن كل ما عمل ضده فهو باطل.

ذكر ابن كثير أن جميع هذه الأقوال صحيحة ومتلازمة ولا تعارض بينها ، من اتبع هدي النبي واقتدى بأبي بكر وعمر ، فقد سار على الحق ، ومن سار عليه فقد اتبع الإسلام ومن تبعه فقد اتبع القرآن، وهو كتاب اللّه وصراطه المستقيم.
وقد زعم بعض المفسرين أن الصراط المستقيم هو حب أبي بكر وعمر، وهذا غير صحيح ، وإن كان حبهما من الدين .

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
ذكر ابن القيم -رحمه الله- في هذه المسألة ثلاثة أسباب:
1) التنبيه على أن السبب في كونهم المنعم عليهم هي الهداية من الله لهم .
2) ولقطع التعلق بالأشخاص ونفي التقليد المجرد عن القلب ، وذلك باستشعار الامتثال لله باتباع أوامره .
3) لأن الآية تشمل عموم المنعم عليهم بجميع طبقاتهم , وأنه تعالى هداهم إلى سلوك طريقهم فكان الوصف الجامع أوجز وأعم وأبلغ .

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
ذكر المفسرون عدة أقوال منها :
1) لمراعاة فواصل الآيات، وإن كان وجها إلا أنه لا يستقل بنفسه فلابد أن يكون لكلام الله حكمة . وهو ما ذكره ابن عاشور
2) لأنَ اليهود متقدمون في الزمان على النصارى، ذكره ابن القيم .
3) لقرب منازل اليهود من النبي صلى الله عليه وسلم لأن اليهود في المدينة، بخلاف النصارى فقدمهم .ذكره ابن القيم .
وهنا إشكالية وهي أن سورة الفاتحة مكية إلا إن إذا كان المراد أن منازل اليهود في يثرب أقرب من منازل النصارى في نجران والشام؛ وفيها بعد عن المفهوم.
4) أن اليهود أكثر كفراً من النصارى؛ فقدمهم لعظيم وكبر ذنبهم . ذكره ابن القيم رحمه الله، وكان جوابا لابن عثيمين رحمه الله، قال: (قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل)
5) لإفادة الترتيب في التعوذ؛ لأن الدعاء كان بسؤال النفي ، والتدرج فيه يحصل بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى ، ذكره ابن عاشور، وهو قريب من القول السابق .
6) لأن الغضب يقابل الإنعام فقدمه ، فهو أحسن مقابلة من تقديم الضالين ، وهو ملخص جواب أبي حيان الأندلسي .
وقد ذكر ابن القيّم أنه أحسن الوجوه: قال: (فقولك: الناس منعم عليه ومغضوب عليه؛ فكن من المنعم عليهم أحسن من قولك: منعم عليه وضال)
والأعم أن يقال أن تقديم المغضوب عليهم فيه تحقيق المقابلتين:
أ‌. المقابلة الخاصة بين العمل وتركه.
ب‌. والمقابلة العامة بين العلم وعدمه.
فقدم الخاصة لتحقيق المقابلة الخاصّة أولاً ثم تتحقق بعدها المقابلة العامّة لأنّها أشمل.
7) لأنَه أول ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم؛ فكان العصيان عن علم ومعرفة، إذ أبى إبليس السجود لآدم فناسب تقديمه . ذكره الدكتور فاضل السامرائي .

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
1) عموم الغاضبين وكثرتهم وهو دليل على عظم غضب الله عليهم، وأنه يغضب لغضبه جنوده في السماوات والأرض، فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله.
واستدل بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض ) رواه مسلم.
وحديث عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
2) التعبير بالاسم دون الفعل فيه من المعنى ما لا يفيده قول: (غضبت عليهم) والذي قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة ، فالاسم يدل على وصفهم وأن هذا الوصف ملازم لهم لا يتجدد ولا يتغير بخلاف الفعل .
3) مجاراة للقرآن في طريقتة المعهودة في التأدب مع الله وتنزيه عن كل ما لا يليق به .
كما في قوله تعالى (وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً) فنُسب الرشد إلى الله ولم يسم فاعل الشر ، و قوله (الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين) ذكره ابن القيم رحمه الله
4) وهو أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم بخلاف فعل الإنعام الي أسند لله تعالى فكان تشريف وتكريم لهم.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
مما استفدته من المنهجية في دراسة مسائل التفسير في دورة تفسير سورةالفاتحة :
1. العناية بصياغة المسائل التي تعد مفتاح الفهم الصحيح للآيات والسورة .
2. العناية بعلوم السورة والآيات ، سواء في فضائلها أو أسباب نزولها أو القراءات أو غير ذلك مما يعين على فهم الآيات الفهم الصحيح .
3. العناية في تحرير الأقوال بأسلوب قوي وبلغة تناسب طالب العلم .
4. العناية برد الأقوال لقائليها مع ذكر الأدلة إن وجدت والترجيح بينها والتثبت من صحتها وضعفها والتحقق من الأقوال المنسوبة للسلف.
5. العناية باستخراج مقاصد السورة والآيات .
6. العناية بما في الآيات من آثار سلوكية وفوائد إيمانية تزكي النفوس وترتقي بها فالقرآن عبادة وعمل يتأسى به .
7. العناية بأساليب القرآن المتنوعة وجزالة اللغة وحسن البيان والبديع والمعاني.

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 7 رمضان 1438هـ/1-06-2017م, 05:10 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟

للجواب على هذا السؤال لابد من النظر إلى أمرين .:
- 1معنى و حقيقة الهداية.......فالهداية أنواع و أقسام..وهى تتفاضل..فكلما حصل العبد على نوع منها فهو مفتقر إلى حصول و تحقيق النوع الآخر..وكلما حقق العبد مرتبة من مراتبها فهو أيضا مفترق إلى تحقيق المرتبة الأعلى منها
- 2حقيقة الصراط المستقيم.فإنَّ المراد به العمل بما أمر الله به، وترك ما نهى الله عنه في جميع الأمور...فالعبد محتاج إلى معرفة كثير من جزئيات العلم..والتوفيق للعمل به
فالمسلم محتاج إلى هداية بعد هداية...فيحتاج إلى طلب الهداية لمعرفة الحق والهدى والفقه في الدين و هو مفتقر إلى هداية قبول الحق و الرضى به و القصد للعمل به و مفتقر الى هداية التوفيق للعمل.. والى هداية الثبات عليه... و إلى هداية الزيادة من ذلك كله..والى هداية أن يختم له على ذلك

فتحصل أن المسلم يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوّعة ومتجددة، بعد حصوله أصل الهداية وهو دخوله إلى الإسلام وهى :

1.
أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره.
2.أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
3.أن القلب يتقلّب، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.
4. أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها، وكم أصابت الإنسان المقصّر من فتنة تضرر بها وبعقوباتها ولو أنَّه أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لَسَلِم من شرّ كثير...
5.أنّ لكل عبد حاجات خاصّة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمدّه الله بتلك الهدايات، وإن لم يهده الله لم يهتد


س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟

المحفوظ عن الصحابة والتابعين في هذه المسألة خمسة أقوال:

-القول الأول:دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
-القول الثاني:هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
-القول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
-القول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
-القول الخامس:هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.

وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.
فهذه الأقوال الخمسة هي المأثورة عن الصحابة والتابعين في بيان المراد بالصراط المستقيم.

قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.

الإنعام يأتي في القرآن على معنيين:
المعنى الأوَّل: إنعام عامّ، وهو إنعام فتنة وابتلاء.
كما قال تعالى : ﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ...﴾، وقال:﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
- وهذا الإنعام عام يكون للكافر و يكون للمؤمن
كما قال تعالى:﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾.

- وهذا الإنعام حجة ودليل من أدلة استحقاق الله للعبادة و الخضوع له بالتوحيد
فكما هو الله وحده لا شريك له الذي أنعم و أعطى فهو وحده المستحق للعبادة والإخلاص والخضوع والذل
قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾.
وقال:﴿وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (522) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾.

-النوع الثاني:الإنعام الخاص، وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته. كما جاء في سورة الفاتحة..وكما ورد أيضا في قوله تعالى
:﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾، وقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾.

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
حكم ذلك
-أولها: ذكر الضمير فيه دليل و بيان لتوحيد الله تعالى .فلولا إنعامه لم يهتدِ أحد إلى الصراط المستقيم.
والثاني :فيه التوسل إلى الله عزوجل بسابق نعمه ؛..فكأن العبد يقول يا رب ما من نعمة موجودة إلا هي منك ومن عطاء فمُنّ على بنعمة الهداية..وانعم عليّ كما أنعمت على غيري
.
والثالث:أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرّع إليه.
والرابع: أنَّ مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه.
قال ابن القيّم رحمه الله: (الإنعام بالهداية يستوجب شكر المنعِم بها، وأصل الشكر ذكرُ المنعِم والعمل بطاعته، وكان من شكره إبراز الضمير المتضمّن لذكره تعالى الذي هو أساس الشكر وكان في قوله: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}من ذكره وإضافة النعمة إليه ما ليس في ذكر "المنعَم عليهم" لو قاله فضمّن هذا اللفظ الأصلين وهما الشكر والذكر المذكوران في قوله: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ})ا.هـ.
ولم يسند الغضب إليه في قوله: {المغضوب عليهم}:
-
لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم.وأنه غضب الملك الجبّار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض، فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله.
-وإفادة عموم الغاضبين لغضب الله وكثرتهم.

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
ثبت في الحديث المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم ":"«المغضوب عليهم: اليهود، والضالين: النصارى».
وقد جاءت عبارات السلف موافقة لهذا الحديث
-فقد روي هذا القول عن الصحابة ابن مسعود وابن عباس ..
-وأما التابعون:فصحّ هذا القول عن مجاهد، وزيد بن أسلم، والسدي، والربيع بن أنس البكري.
-وقال به من تابعي التابعين: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

قال ابن أبي حاتم في تفسيره: (ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافا).

و يستشهد لصحة هذا القول من القرآن كما ذكر ذلك ً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ إذ قال: (وقد دل كتاب الله على معنى هذا الحديث، قال الله سبحانه: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، والضمير عائد إلى اليهود، والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام.
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ}وهم المنافقون الذين تولوا اليهود باتفاق أهل التفسير، وسياق الآية يدل عليه.
وقال تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}وذكر في آل عمران قوله تعالى:{وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}وهذا بيان أن اليهود مغضوب عليهم.
وقال في النصارى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} إلى قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق، ولهذا نهاهم عن الغلو، وهو مجاوزة الحد، كما نهاهم عنه في قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ}الآية.
واليهود مقصرون عن الحق، والنصارى غالون فيه)ا.ه.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
- الاهتمام ببدء بمسائل السورة
- الاعتناء بأقوال السلف
- الاهتمام بصحة نسبة القول للسلف
- حسن صياغة المسائل التفسيرية وحسن تحريرها

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir