دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 صفر 1438هـ/14-11-2016م, 11:26 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب الوعظي

تطبيقات على درس الأسلوب الوعظي
الدرس (هنا)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 صفر 1438هـ/16-11-2016م, 11:58 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي هداية القرآن

رسالة في تفسير قوله تعالى : { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين . يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ...

قال الله - عز جل - : { قد جاءكم من اللهِ نورٌ وكتابٌ مبين () يهدي به اللهُ من اتَّبَع رِضوانهُ سبُل السلام ويخرجهم من الظلماتِ إلى النّورِ بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم }
جاءت هذه الآيات في سياق مخاطبة أهل الكتاب من اليهودِ والنصارى ودعوتهم إلى الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتباع رسالته التي أُرسل بها وهي القرآن الكريم ، فوصفه الله لهم على أتم وصفٍ وأكمل بيان ، إرشادًا لهم لطريق الحق ، وترغيبًا لهم في اتباعه.
وما أحوجنا ونحنُ نقرأ آيات الله ، أن نتوقف أمام هذا الوصف لنتعرف من خلاله على عظمة هذا الكتاب الذي نحمله بين أيدينا !
فقوله : { قد جاءكم من الله } يُشعر بعظمة الرسالة وأهميتها لأنها من الله الذي خلقنا ويسر لنا سبل العيش ويدُبر لنا أمورنا في كل لحظة من لحظات حياتنا.
واختيار صفة الألوهية دون غيرها دلالة على واجبنا نحن تجاه هذه الرسالة ؛ فلم يقل قد جاءكم من خالقكم أو رازقكم ، وإنما قال : { قد جاءكم من الله } ؛ لأن الله هو المألوه أي : المعبود ، المستحق للعبادة.
فحق القرآن أن نؤمن بأنه كلام الله - عز وجل - ، فنتوقف عند أخباره فنصدقها ، وعند أمره فنأتيه ، وعند نهيه فنجتنبه.
قال الآجري في أخلاق حملة القرآن : " أمر الله خلقه أن يؤمنوا به [ يقصد القرآن ] ، ويعملوا بمحكمه: فيحلوا حلاله، ويحرّموا حرامه، ويؤمنوا بمتشابهه، ويعتبروا بأمثاله، ويقولوا {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا}[آل عمران ] "

ولما كان هذا الحق صعبًا على النفوس التي اعتادت الكسل عند الطاعات والمسارعة نحو المعاصي ؛ بيّن الله - عز وجل - وصف هذا الكتاب الذي أنزله إليهم وآثار اتباعه ، ترغيبًا لهم وإقامةً للحجةِ عليهم .
فوصفه الله - عز وجل - بأنه { نورٌ وكتابٌ مبين }
فهو في نفسه نور يضيء درب السائرين إلى الله ، ويبصرهم بمعالم الطريق وما عليهم الحذر منه.
قال الله - عز وجل - : { وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناهُ نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم }
فمن استضاء به اهتدى ، ومن أعرض عنه غرِق في ظلمات الضلال.

{ وكتاب مبين }
فهو في نفسه بين واضح الدلالة لمن قرأه ، ومبين لكل ما يحتاج إليه المرء من أمور دينية ودنيوية.
قال البغوي في تفسيره : ( وكتاب مبين ) أي : بين ، وقيل : مبين وهو القرآن .
قال الله - عز وجل - : { ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين }
عن ابن مسعودٍ، قال: " إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل هذا القرآن تبيانًا لكلّ شيءٍ، ولكن علمنا يقصر عمّا بيّن لنا في القرآن، ثمّ قرأ{ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ}. رواهُ ابن بطة في الإبانة الكبرى.

فإن قيل : إن كان هذا وصفُ كتابِ المسلمين ؛ فما لأمة المسلمين غارقة في ظلمات التفرق والقتل والدمار … ؟
ومن بيان القرآن أن كان الجواب في الآية التالية مباشرة حيث قال الله - عز وجل - : { يهدي به الله من اتبع رضوانه }
ففي هذه الكلمات بيان شرطين :
الأول : { يهدي به الله } : وهكذا يجب على المؤمن أن يوقن أن الهداية من عند الله - عز وجل - ؛ فيسأله إياها.
والهداية على نوعين :
أولها : الهداية العامة لجميع المخلوقات ،وهي هداية الإرشاد ؛ فقد هدى الله - عز وجل - جميع المخلوقات لما تقوم عليه حياتها ، قال تعالى : { الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى }
وقال : { الذي قدر فهدى }
وبالنسبة للمكلفين ، مثل الإنسان ، فإن الله بين له طريقي الخير والشر وأعطاه قوة الاختيار ، ليحاسبه على اختياره.
قال تعالى :{ إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإمّا كفورًا }
والقرآن جاء هداية لعموم الناس بكونه : { نورٌ وكتاب مبين } ، وهذه هداية الإرشاد إلى السبيل ؛ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
وأما النوع الثاني من أنواع الهداية فهو : هداية التوفيق ؛ وهي أن يهديه الله في طريقه إليه ، فيعينه ويوفقه للخير ، وهذه هي المقصودة في قوله :{ يهدي به الله } ، وتحصل لمن أقبل على الله ، واستجاب لداعي الهدى.
ومن هنا يتبين لنا أن الاختبار الأصعب هو أن البداية عليك أيها الإنسان ؛ وقد قال الله - عز وجل - في الحديث القدسي : " ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ".
ومعنى : " فاستهدوني " أي اطلبوا الهداية من الله ، فإذا كان الإنسان معرض حتى عن مجرد طلب الهداية ؛ فأنّى له الخروج من الظلمات إلى النور !
قال تعالى : { وأما ثمودُ فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى }.
فإذا تقرر لك ذلك فقد ذكر الله - عز وجل - بعد ذلك الشرط الثاني وهو : { من اتبع رضوانه }
أن يكون قصدك من قراءته الاهتداء إلى ما يُرضي الله - عز وجل - فتفعله ، ولفظ " اتبع " يوحي بالاجتهاد والحرص ؛ فاجتمع له حسن القصد ، وحسن العمل ؛ فاستحق الهداية من الله - عز وجل - ، كما قال تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإنّ الله لمعَ المحسنين }
ثم بين الله - عز وجل - آثار هذه الهداية زيادةً في الترغيب ؛ فإن من عرف أن عاقبة سعيه واجتهاده حسنة ، جد في السير ، قال تعالى :
{ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم }
فوصف الطريق الذي يهديهم إليه بأنه : { سبل السلام }
والسلامُ اسمٌ من أسماء الله - عز وجل - ، والطريق إليه سالمٌ من كل نقص وآفة بل كل ما فيه خير حتى وإن كان ظاهره البلاء ؛ فهو خيرٌ لك في دينك ومعاشك وآخرتك ، مؤدي بكَ إلى دار السلام ؛ دار النعيم الذي لا شقاء بعده أبدًا.
{ ويُخرجهم من الظلمات إلى النور }
وهذا محفز للناس بطبيعة الحال التي يعيشون فيها ؛ يغرقون في ظلمات الكفر ، وبعضهم يغرق في ظلمات المعصية ، انتشر الجهل والظلم والقتل والدمار ؛ ظلمات بعضها فوق بعض ، ولا سبيل للخروج من هذه الظلمات إلا أن نستنير بالنور الذي أنزله الله إلينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور.
{ بإذنه }
وهذا تأكيد على أن الأمر بيده ؛ فلا ينفك المرء عن السؤال له بالهداية ، ولا يغتر إن هو سلك الطريق واهتدى ، بل يتذكر دومًا أنها من الله وأنه لولا الله ما اهتدى ، كما كان رسول الله صلى الله عليه يقول هو وأصحابه وهو يحفرون الخندق :
" والله لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا أبينــــــــــــــــا ". رواه البخاري في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.

{ ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم }
فهو الثبات على الطريق حتى الوصول.
فإلى كل من أضناه التعب من مشاق الحياة ، والتخبط في الظلمات ، ويبحث عن نور الهدى ؛ إليك القرآن ، فاقرأه بنفس المسترشد ، واسأل الله أن يفتح عليك من بركاته وينير به حياتك فقد قال تعالى : { ومن لم يجعلِ الله له نورًا فما له من نور }
اللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 صفر 1438هـ/26-11-2016م, 11:46 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

إن الحمدلله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلاهادي له وأشهد أن لاإله ألا الله وحده لاشريك له وأن محمد عبده ورسوله أما بعد ...
قال تعالى ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) سورة النحل
في هذه الآية حث عظيم على الدعوة إلى الله ، وأساليبها ، وطرقها ، وأن الدعوة الصادقة إذا بنيت على أساس قويم أمتدت فروعها ، وجنيت ثمارها
وأشتملت هذه الآية على المواعظ والوصايا ، لأصول الدعوة إلى الله
ديننا الإسلامي دين الحكمة والموعظة الحسنة ، ولنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم العبر والعظة ، قال تعالى :( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) سورة الأحزاب
في هذه الآية خطاب لفظي ورسالة لرسولنا الكريم ، وعامته لأمته أجمعين ، بالدعوة إلى الله ، وتبليغ الرسالة
معنى (سبيل ربك ), يقصد به الإسلام وطريق الرشاد القويم
معنى (الحكمة ) ،قال الزمخشري : هي الدليل الموضح للحق المزيل للشبهة
المراد بالموعظة الحسنة : قال ابن عطية : التخويف والتلطف بالإنسان بأن تجله وتنشطه
فمن هذا المنطلق على الداعي أن يكون ملماً بثلاث :
أن يعرف مايأمر به وينهى عنه ،وأن يكون رفيقاً فيما يأمر به وينهى عنه ،وأن يكون صابراً على مايطوله من الأذى
ومن هذه الآية يتبين مراتب الدعوة بحسب حالة المدعو :
-أن يكون طالباً للحق ، راغباً فيه ،محباً له ،فهذا يدعى بالحكمة ولايحتاج لموعظة وجدال
-أن يكون مشتغلاً بضد الحق ، ولكن لو عرفه آثره واتبعه ،فهذا يحتاج مع الحكمة إلى الموعظة بالترغيب والترهيب
-أن يكون معانداً ،فهذا يجادل باللتي هي أحسن ،فإن رجع والا انتقل معه من الجدال إلى الجلاد ، ذكره ابن القيم
فعلى الداعي إلى الله ،تلمس الكلمات الملينة للقلوب ،المشرحة للصدور ،وأن يكون في أسلوبه الإقناع وذكر العبر النافعة .
وكذلك أن يتحلى بالصبر ، والقول السديد ، والأساليب المرشدة الحكيمة ،في دعوته للناس ،فهذا كان شأن الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم إلى يوم الدين ، فهذا أمر رباني -لرسوليه موسى وهارون عليهما السلام فقال سبحانه :(اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ 43فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ 44) سورة طه,فهي دعوة للمخاطبة بالحكمة واللين .
ماالغاية ولهدف من الدعوة من الله ؟
الغاية هو القبول والإذعان والهداية ،وقبول الحق وهذا لايتحقق إلا بالحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة باللتي هي أحسن .
صفات الداعي إلى الله :
-أن يراعي أحوال المدعوين ، ومخاطبتهم على قدر عقولهم ،ويهتم بالكلمة الواضحة ،والعبر النافعة
-أن يتلطف ويتنوع بأسلوبه ، ويستخدم أسلوب الإقناع ،والموعظة الحسنة ،والترغيب والترهيب .
-الله سبحانه أوصى باللين بالدعوة ،وهي أبلغ للقبول ،ونهى عن القسوة والغلظة ،لأنها لاتضر ولاتنفع ، وتنفر ولا ترغب ، قال سبحانه : ( وإن كنت فظاً غليظ القلب
الفوائد المقتبسة من هذه الآيات :
-حكم بلاغية بالتدرج بأساليب الدعوة إلى الله
-مناط الدعوة إلى الله ،موكل لمن هو أهل لها تتوفر فيه الحكمة والعلم والصبر
-الهداية والقبول من الله سبحانه ،فالداعي موكل برسالة الدعوة ،وليس عليه هدايتهم
-مراعاة أحوال الناس عند الدعوة إلى الله
-الغلظة والقسوة منهي عنها فهي مدعاة للتنفير وضررها أكثر من نفعها

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 صفر 1438هـ/27-11-2016م, 11:41 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

رسالة تفسرية في قوله تعالى : (( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ))

هذه الآية معطوفة على التي قبلها ؛على قوله : { ولتكن منكم أمة }
الذين تفرقوا ويراد به اليهود والنصارى عند جمهور المفسرين ، وقيل هم المبتدعة ، وقيل هم الحرورية ، والراجح أنهم اليهود والنصارى ، والآ ية تخاطب عموما جميع المسلمين .
والمراد بالبينات : الحجج والدلائل التي فيها عصمة من الوقوع في الإختلاف .

فهذه الآية فيها أمور :
- تصوير التفرق والإختلاف بأبشع صورة معروفة لديهم من أحوال اليهود .
- الآ ية معطوفة على الآية التي قبلها التي تحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيدل ذلك أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يفضي إلى التفرق والإختلاف .
- أن التفرق والإختلاف له عواقب وخيمة على الأمة ، فيحصل بسببها النزاع ، وتنشق الأمة انشقاقا .
- السبب في تقدم الإفتراق على الأختلاف ، للإيذان بأن الإختلاف علة التفرق .
- نهى هذه الأمة أن تكون كالأمم الماضية في تفرقهم واختلافهم ، وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم .
قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان ، حدثني أزهر بن عبد الله الهوزني عن أبي عامر عبد الله بن لحي قال : حججنا مع معاوية بن أبي سفيان ، فلما قدمنا مكة قام حين صلى [ صلاة ] الظهر فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة ، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء ، كما يتجارى الكلب بصاحبه ، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله . والله - يا معشر العرب - لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحرى ألا يقوم به" .
- من العجائب أن اختلافهم { من بعد ما جاءهم البينات } الموجبة لعدم التفرق والاختلاف، فهم أولى من غيرهم بالاعتصام بالدين، فعكسوا القضية مع علمهم بمخالفتهم أمر الله، فاستحقوا العقاب البليغ، ولهذا قال تعالى: { وأولئك لهم عذاب عظيم }
- - من عقوبات التفرق والإختلاف أن الله يسلط عليهم منهم من يستبيح بيضهم ،كما قال تعالى : ((قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ))
وكما جاءت الأحاديث بذلك : ففي صحيح مسلم عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله زوى لي ‏الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها…وفيه، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، ‏وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال يا محمد : ‏إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا ‏أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم…"الحديث

الفوائد السلوكية من الآ ية :

- يجب علينا الإعتصام بالكتاب والسنة .
- يجب علينا الإبتعاد عن التفرق والإختلاف ؛ لأنها السبب في انشقاق الأمة ، كما انشقت الأقوام السابقة وتفرقت .

- يجب علينا الحذر من عذاب الله ،وعقابه على التفرق والإختلاف .
- يجب علينا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم تركه .
-يجب علينا الرجوع إلى الله والتمسك بالكتاب والسنة عند رؤية انشقاق الأمة و نزاعهم .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 صفر 1438هـ/28-11-2016م, 12:45 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

تعديل وإكمال للآية ...
قال تعالى :(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران 159

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 ربيع الأول 1438هـ/14-12-2016م, 10:05 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

التقويم

صفية الشقيفي: أ+
أحسنت أيما إحسان نفع الله بك وزادك تسديدا وتوفيقاً.

وهذه ملحوظات يسيرة:
- لو أشرت إلى إفادة (قد) للتحقيق، وأثر ذلك على المعنى.
- لو بيّنت لازم معنى قوله تعالى: (جاءكم من الله) وهو أنّ ما يأتي من الله حقّ لا باطل فيه، ويجب أن يتلقّى بتعظيم وإجلال وطمأنينة .
والتفسير بلازم المعنى من المسالك التي يُفتح للمفسّر بها أبواب من البيان عن معاني القرآن وهداياته.
- فإذا كان الإنسان معرض = معرضاً
قولك: ( البداية عليك أيها الإنسان ) فيه إجمال وبعض ما تدلّ عليه هذه العبارة مخالف لما صحّ من النصوص الدالة على أنّ منشأ الهداية بأنواعها من الله تعالى، وأن الله يهدي من يشاء ولو كان من غير سبب ابتدائي من العبد وقد قال الله تعالى في شأن التوبة وهي أخصّ من مطلق الهداية (ثمّ تاب عليهم ليتوبوا) فابتداء كلّ شيء من الله تعالى،
والمعنى الذي أردتيه ظاهر وصحيح، لكن لو عبّرت عنه بعبارة تفيد ترتّب الجزاء على العمل، وترتّب الهداية والضلال على أسبابهما لكان أجود وأبعد عن الإجمال، وهذا الترتّب لا ينفي التقدير والتيسير الابتدائي من الله؛ فكلّ ميسّر لما خُلق له.


بدرية صالح: ج+
أحسنت بارك الله فيك
الملحوظات:
- اختصرت جداً في بيان معنى الحكمة وكيف تكون الدعوة بالحكمة.
- لم تبيّني فائدة تقييد الموعظة بوصف (الحسنة) ودلالة ذلك على أنّ المواعظ غير الحسنة ليست مما شرعها الله للدعوة إليه، والتفصيل في هذا المعنى.
- نظير ما قيل في الموعظة يقال في المجادلة.
- وسّعي دائرة مراجعك لتحظي بمزيد من الأوجه التفسيرية.
- لم تبيّني مناسبة خاتمة الآية لأوّلها.
- اعتني بالتفسير باللازم والمفهوم ومقصد الآية.

هيا أبو داهوم: ج
أحسنت بارك الله فيك، وقد ذكرت جملة من المسائل التفسيرية المتعلقة بالآية لكنها جاءت في رسالتك
في فقرات غير مترابطة ، والأسلوب الوعظي يخاطب به القلب لإرادة تبصيره والتأثير عليه، ولعلك تراجعين الأمثلة والتطبيقات وتحاولين محاكاتها.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 ربيع الأول 1438هـ/26-12-2016م, 01:33 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله آل عثمان
أم عبد الله آل عثمان أم عبد الله آل عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 424
افتراضي

الحمد لله الذي أنزل كتابه هدى للناس وبشرى ورحمة وتبيانًا لكل شيء
والصلاة والسلام على رسول الله الأمين الذي بلغ كتاب ربه أحسن تبليغ ووعظ وبشر وأنذر، وكان خلقه القرآن فعلّم وأرشد وأدَّب.
ثم أما بعد..,
ففي هذه الرسالة بيان لتمام هداية القرآن وعظمته
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)
وَهَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ أجْمَلَ اللَّهُ جَلَّ وعَلا فِيها جَمِيعَ ما في القُرْآنِ مِنَ الهُدى إلى خَيْرِ الطَّرْقِ وأعْدَلِها وأصْوَبِها، فَلَوْ تَتَبَّعْنا تَفْصِيلَها عَلى وجْهِ الكَمالِ لَأتَيْنا عَلى جَمِيعِ القُرْآنِ العَظِيمِ لِشُمُولِها لِجَمِيعِ ما فِيهِ مِنَ الهُدى إلى خَيْرِي الدُّنْيا والآخِرَةِ.
لما ثبت أن كتاب موسى- عليه السلام- هو هدى لبني إسرائيل؛ صادق الوعد والوعيد فيما قضي فيه إليهم من أمرهم وأمربيت المقدس من ترقية حال من أطاعه، ومعاقبة العصاة بتسليط الأعداء عليهم بأنواع العذاب تنبيها على أن طاعة الله تجلب كل خير وكرامة؛ ومعصيته توجب كل بلية لاح أن القرآن يزيد عليه في كل معنى حسن، وأمر شريف فيما أتى به من الوعود الصادقة؛ والأحكام المحكمة؛ والمعاني الفائقة في النظوم العذبة الرائقة؛ بنسبة ما زاد المسير المحمدي إلى بيت المقدس - الذي أراه فيه من آياته - على المسير الموسوي الذي آتاه فيه الكتاب.
وقد جاءت هذه الآية تنفيساً على المؤمنين من أثر القصص المهولة التي قصت عن بني إسرائيل وما حل بهم من البلاء مما يثير في نفوس المسلمين الخشية من أن يصيبهم مثل ما أصاب أولئك ، فأخبروا بأن في القرآن ما يعصمهم عن الوقوع فيما وقع فيه بنو إسرائيل إذ هو يهدي للطريق التي هي أقوم مما سلكه بنو إسرائيل ، وتلك عادة القرآن في تعقيب الرهبة بالرغبة وعكسه .
وفيها إيماء إلى ضمان سلامة أمة القرآن من الحيدة عن الطريق الأقوم لأن القرآن جاء بأسلوب من الإرشاد قويم ذي أفنان لا يحول دونه ودون الولوج إلى العقول حَائل ، ولا يغادر مسلكاً إلى ناحية من نواحي الأخلاق والطبائع إلا سلكهُ إليها تحريضاً أو تحذيراً ، بحيث لا يعدم المتدبر في معانيه اجتناء ثمار أفنانه ، وبتلك الأساليب التي لم تبلغها الكتب السابقة كانت الطريقة التي يهدي إلى سلوكها أقومَ من الطرائق الأخرى وإن كانت الغاية المقصود الوصول إليها واحدة .
وسماه الله قرآنًا ليدل على أنه جامع لكل حق، جامعٌ لكل العلوم، وبُينت الإشارة بالاسم الواقع بعدها تنويهاً بشأن القرآن وتعظيمًا له.
﴿يهدي﴾ :لحذف الموصوف هزة وروعة؛ لما يجد من الفخامة بإبهامه؛ لا يجدها عند ذكره وإيضاحه.
وفي استخدام الفعل المضارع (يهدي) دلالة على استمرار الهدى وتجدده وأن لكل موقف في حياة الإنسان هدىً خاصًا به يجده في القرآن.
وهدايته هدايتان: هداية للناس كلهم وهي هداية الدلالة والبيان لطريق الحق ، وهداية خاصة بالمؤمنين المتدبرين له العاملين بما فيه من التوفيق للطاعات وبيان حل المشكلات .
(وأقوم): أي أعدل وأصوب وأسد وأعلى
ألا تراه حذف متعلق (أقوم ) ليعطي معنى العموم. ، والِاخْتِصارُ عَلى "أقْوَمُ" ولَمْ يَذْكُرْ: "مِن كَذا" إيجازٌ، والمَعْنى مَفْهُومٌ، أيْ: لِلَّتِي هي أقْوَمُ مِن كُلِّ ما غايَرَها، فَهي النِهايَةُ في القِوامِ.
( للتي هي أقوم ) في العقائد والعبادات والأعمال والسلوك.. في الأخلاق والمعاملات .. في أمور الدين والدنيا.. في كل شيء ..
فهو كتاب فيه الهداية للطريق المستقيم، وقد فسر الصراط المستقيم بأنه القرآن ؛ ومن تمسك به عصم من الضلالة (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدًا : كتاب الله وسنتي) (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراطٍ مستقيم) (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) (فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون) فمن تدبره وفقهه واتبع هداه تبصر واهتدى فكان له الأمن في الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم؛ فأما داؤكم فالذنوب والخطايا، وأما دواؤكم فالاستغفار .
فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره.
قال الحسن البصري: (إنَّ من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم؛ فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار ) (وما أحوجنا للتمسك بنهج السلف!
وعدم التدبر أفقدنا العلم، وعدم الاتباع أفقدنا العمل..
فتدبَّرِ القرآنَ إن رُمتَ الهدى *** فالعلمُ تحتَ تدبُّرِ القرآنِ
وهو كتاب عزتنا ورفعتنا (كتابًا فيه ذكركم): أي شرفكم؛ فمن اتبع هداه نال شرف الذكر وحاز شرف العمل به.
بنفسي من استهدى إلى الله وحده **** وكان له القرآن شربًا ومغسلا
للتي هي أقوم في لسانك .. بيانه وتهذيبه ، ولا عجب فهو (قرآن عربي) و(كتابٌ مبين) و (غير ذي عوج)
( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
يهدي الإنسان في جميع شؤونه الروحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وغيرها من جوانب الحياة، ولايوجد كتاب يفي بجميع هذه المتطلبات، ويهدي لأحسنها إلا القرآن الكريم ؛ فهو مشتمل على بيان الأحكام، وتبيين المشكلات، وتحصيل العلوم.
فاللهم اهدنا بالقرآن وارزقنا تدبره وتلاوته آنا الليل والنهار واجعله لنا شفيعًا وقائدًا إلى الجنة .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 ربيع الثاني 1438هـ/27-01-2017م, 11:39 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله آل عثمان مشاهدة المشاركة
الحمد لله الذي أنزل كتابه هدى للناس وبشرى ورحمة وتبيانًا لكل شيء
والصلاة والسلام على رسول الله الأمين الذي بلغ كتاب ربه أحسن تبليغ ووعظ وبشر وأنذر، وكان خلقه القرآن فعلّم وأرشد وأدَّب.
ثم أما بعد..,
ففي هذه الرسالة بيان لتمام هداية القرآن وعظمته
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)
وَهَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ أجْمَلَ اللَّهُ جَلَّ وعَلا فِيها جَمِيعَ ما في القُرْآنِ مِنَ الهُدى إلى خَيْرِ الطَّرْقِ وأعْدَلِها وأصْوَبِها، فَلَوْ تَتَبَّعْنا تَفْصِيلَها عَلى وجْهِ الكَمالِ لَأتَيْنا عَلى جَمِيعِ القُرْآنِ العَظِيمِ لِشُمُولِها لِجَمِيعِ ما فِيهِ مِنَ الهُدى إلى خَيْرِي الدُّنْيا والآخِرَةِ.
لما ثبت أن كتاب موسى- عليه السلام- هو هدى لبني إسرائيل؛ صادق الوعد والوعيد فيما قضي فيه إليهم من أمرهم وأمربيت المقدس من ترقية حال من أطاعه، ومعاقبة العصاة بتسليط الأعداء عليهم بأنواع العذاب تنبيها على أن طاعة الله تجلب كل خير وكرامة؛ ومعصيته توجب كل بلية لاح أن القرآن يزيد عليه في كل معنى حسن، وأمر شريف فيما أتى به من الوعود الصادقة؛ والأحكام المحكمة؛ والمعاني الفائقة في النظوم العذبة الرائقة؛ بنسبة ما زاد المسير المحمدي إلى بيت المقدس - الذي أراه فيه من آياته - على المسير الموسوي الذي آتاه فيه الكتاب.
وقد جاءت هذه الآية تنفيساً على المؤمنين من أثر القصص المهولة التي قصت عن بني إسرائيل وما حل بهم من البلاء مما يثير في نفوس المسلمين الخشية من أن يصيبهم مثل ما أصاب أولئك ، فأخبروا بأن في القرآن ما يعصمهم عن الوقوع فيما وقع فيه بنو إسرائيل إذ هو يهدي للطريق التي هي أقوم مما سلكه بنو إسرائيل ، وتلك عادة القرآن في تعقيب الرهبة بالرغبة وعكسه .
وفيها إيماء إلى ضمان سلامة أمة القرآن من الحيدة عن الطريق الأقوم لأن القرآن جاء بأسلوب من الإرشاد قويم ذي أفنان لا يحول دونه ودون الولوج إلى العقول حَائل ، ولا يغادر مسلكاً إلى ناحية من نواحي الأخلاق والطبائع إلا سلكهُ إليها تحريضاً أو تحذيراً ، بحيث لا يعدم المتدبر في معانيه اجتناء ثمار أفنانه ، وبتلك الأساليب التي لم تبلغها الكتب السابقة كانت الطريقة التي يهدي إلى سلوكها أقومَ من الطرائق الأخرى وإن كانت الغاية المقصود الوصول إليها واحدة .
وسماه الله قرآنًا ليدل على أنه جامع لكل حق، جامعٌ لكل العلوم، وبُينت الإشارة بالاسم الواقع بعدها تنويهاً بشأن القرآن وتعظيمًا له.
﴿يهدي﴾ :لحذف الموصوف هزة وروعة؛ لما يجد من الفخامة بإبهامه؛ لا يجدها عند ذكره وإيضاحه.
وفي استخدام الفعل المضارع (يهدي) دلالة على استمرار الهدى وتجدده وأن لكل موقف في حياة الإنسان هدىً خاصًا به يجده في القرآن.
وهدايته هدايتان: هداية للناس كلهم وهي هداية الدلالة والبيان لطريق الحق ، وهداية خاصة بالمؤمنين المتدبرين له العاملين بما فيه من التوفيق للطاعات وبيان حل المشكلات .
(وأقوم): أي أعدل وأصوب وأسد وأعلى
ألا تراه حذف متعلق (أقوم ) ليعطي معنى العموم. ، والِاخْتِصارُ عَلى "أقْوَمُ" ولَمْ يَذْكُرْ: "مِن كَذا" إيجازٌ، والمَعْنى مَفْهُومٌ، أيْ: لِلَّتِي هي أقْوَمُ مِن كُلِّ ما غايَرَها، فَهي النِهايَةُ في القِوامِ.
( للتي هي أقوم ) في العقائد والعبادات والأعمال والسلوك.. في الأخلاق والمعاملات .. في أمور الدين والدنيا.. في كل شيء ..
فهو كتاب فيه الهداية للطريق المستقيم، وقد فسر الصراط المستقيم بأنه القرآن ؛ ومن تمسك به عصم من الضلالة (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدًا : كتاب الله وسنتي) (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراطٍ مستقيم) (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) (فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون) فمن تدبره وفقهه واتبع هداه تبصر واهتدى فكان له الأمن في الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم؛ فأما داؤكم فالذنوب والخطايا، وأما دواؤكم فالاستغفار .
فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره.
قال الحسن البصري: (إنَّ من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم؛ فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار ) (وما أحوجنا للتمسك بنهج السلف!
وعدم التدبر أفقدنا العلم، وعدم الاتباع أفقدنا العمل..
فتدبَّرِ القرآنَ إن رُمتَ الهدى *** فالعلمُ تحتَ تدبُّرِ القرآنِ
وهو كتاب عزتنا ورفعتنا (كتابًا فيه ذكركم): أي شرفكم؛ فمن اتبع هداه نال شرف الذكر وحاز شرف العمل به.
بنفسي من استهدى إلى الله وحده **** وكان له القرآن شربًا ومغسلا
للتي هي أقوم في لسانك .. بيانه وتهذيبه ، ولا عجب فهو (قرآن عربي) و(كتابٌ مبين) و (غير ذي عوج)
( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
يهدي الإنسان في جميع شؤونه الروحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وغيرها من جوانب الحياة، ولايوجد كتاب يفي بجميع هذه المتطلبات، ويهدي لأحسنها إلا القرآن الكريم ؛ فهو مشتمل على بيان الأحكام، وتبيين المشكلات، وتحصيل العلوم.
فاللهم اهدنا بالقرآن وارزقنا تدبره وتلاوته آنا الليل والنهار واجعله لنا شفيعًا وقائدًا إلى الجنة .
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وقد استوفت الرسالة الكلام على أهمّ مسائل الآية، ومن الملاحظات عليها:
- كثرة النقل، والنقل عن العلماء في الأسلوب الوعظي إنما يكون في بعض العبارات المؤثّرة التي لا يسدّ مكانها أسلوب الكاتب، أما غير ذلك فيجب أن تكون الرسالة بـأسلوبك الخاصّ.
- عدم تخريج بعض الأحاديث والآثار.
- الاختصار في بيان أهمّ مسائل الآية وهي معنى هداية القرآن للتي هي أقوم، فلو مثّلتِ لذلك، وقد أفاض الشنقيطي رحمه الله في الحديث عن هذه الآية فأوصيك بمراجعة تفسيره.
وأكرّر الوصية بالكتابة بأسلوبك، وهو متميّز بالفعل كما عهدناك، وليس القصد أن تكون الرسالة من أفكارك الخاصّة إنما تلخيص ما فهمتيه من كلام المفسّرين بأسلوبك، والفرصة سانحة للإضافة مما لديك.
التقويم: ب
بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir