دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ربيع الأول 1431هـ/11-03-2010م, 05:43 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي جمع وتصنيف أعمال مذاكرة الطلاب في حلية طالب العلم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
هذه مجهودات طلاب المعهد أثناء استذكارهم لمادة حلية طالب العلم
وسيتم إضافة مجهودات الطلاب الجدد تبعا بإذن الله ..
لينتفع بها من يأت من ورائهم .. وليراجع منها الطلبة عموما ..
جزا الله الطلبة جميعا خيرا ..



رقم المشاركةنوعية المادةالكميةصاحبة المشاركةتاريخ الدفعة
2تلخيصالفصول (1-4)حفيدة بني عامرمحرم 1430
3لطائفمتفرقةأم سلمى-ابنة الرميصاءمحرم 1430
4معاني الكلمات والتعاريفالفصول (1-3)بشرى نصرجمادى 1430
5أقوال السلف والعلماء كامل المادةالمتأملةجمادى 1430
6التقسيماتمن الفصل الأولطالبة الثرياجمادى 1430
7
8
9
10


  #2  
قديم 26 ربيع الأول 1431هـ/11-03-2010م, 05:44 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ملخص (حفيدة بني عامر)

ملخص على شرح الشيخ بن عثيمين -رحمه الله-
من الفصل الأول إلى الفصل الرابع
للأخت الفاضلة : حفيدة بني عامر -بارك الله فيها- بتنسيقها
الدفعة الأولى محرم 1430 هـ


(1)

بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الكريمات طالبات العلم نفعني الله وإياكن بهذة العلوم وأسأل الله عزوجل أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .
هذه الملخصات لحلية طالب العلم التي أسأل الله أن تيسر علي وعليكن ونحن هنا بإذن الله يداً واحده نفيد بعضنا , فإن أصبت فهذا بفضل الله سبحانه وتعالى فهو المتفضل أولاً وآخرا , وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان , فقوموني وكونوا عوناً لأخيتكن .
سأبدأ مستعينة بالله في الفصل الأول من حلية طالب العلم وهذا جدول بالدروس المخصصة له ثم سأبدأ بالتلخيص بإذن الله تعالى ..
(2)


تلخيص الفصل الأول





1- العلم عبادة .



= شرط العبادة :
1- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى . لقوله تعالى :
( وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) سورة البينة .
2- الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة محبة الله تعالى ومحبة رسولة صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفو الأثر للمعصوم . قال تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )
= بمايكون الإخلاص في طلب العلم ؟
في أمور :
1- الأمر الأول : أن تنوي بذلك امتثال أمر الله .
2- الأمر الثاني : أن تنوي بذلك حفظ شريعته .
3- الأمر الثالث : أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها .
4- الأمر الرابع : أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم
ولايمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة .
= الكلمات :
1- الطبوليات : المسائل التي يراد بها الشهره وسميت طبوليات : لأنها مثل الطبل لها صوت ورنين , فهذا إذا جاء بمسأله غريبة عن الناس واشتهرت عنه كأنها صوت الطبل .
2- الصره : يعني من السلطان : لما أعطاه سلب فهم القرآن
( لهذا يتحرز السلف من عطايا السلطان )



2- كن على جادة السلف الصالح :
1- أهم مايكون أن الإنسان يكون على طريقة السلف الصالح في جميع أبواب
الدين من ( التوحيد والعبادات والمعاملات ) وغيرها .
2- يترك الجدال والمراء : لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق
الصواب ويحمل المرء على أن يتكلم وينتصر لنفسه فقط .
3- يترك مايرد على ذهنه من الإيرادات فلا يتنطع ويجعل علمه سهلاً ميسراً .
مثال :
الأعرابي يأتي ببعيره يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مسائل الدين ثم ينصرف
بدون مشقه لأنه ليس عنده إلا التصديق أما النقاش والمراء والجدال يضر الإنسان .
= أهل السنة والجماعة :
قول شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله :
( هم نقاوة المسلمين وهم خير الناس للناس )
= المتأخرين قالوا :
إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين : 1- مفوضه و 2- مؤولة
وجعلوا 1- الأشاعره و 2- والماتريدية وأشباههم من أهل السنة , وجعلوا
المفوضة هم السلف (( فأخطئوا في فهم السلف وفي منهجهم ))
وقال في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية :
إن القول بالتفويض من أشر أقوال أهل البدع والإلحاد .



3- ملازمة خشية الله تعالى :
( الخشية أعظم من الخوف , ولكن قد يقال : خافِ الله تعالى .
لقوله تعالى : ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )
وهنا في مقابلة فعل هؤلاء الذين يخافون من الناس .
= العالم الرباني : ( الذي يعمل بعلمه هو الذي يصدق عليه أنه عالم رباني
لأنه يربي نفسه أولاً وغيره ثانياً )
= إذا لم يعمل بعلمه أورث الفشل في العلم وعدم البركة والنسيان
أما إذا عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدى .
قال تعالى : ( والذين اهتدوا زادهم هدى ) ويزيده تقوى . ولهذا قال :
( وآتاهم تقواهم )
= إذا عمل بعلمه ورثه الله علم مالم يعلم .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( هتف العلم بالعمل فإن أجاب وإلا إرتحل )
المعنى : يدعوه فإن أجاب وإلا إرتحل , وهذا واضح لأنك إذا عملت بالعلم
تذكرته كلما عملت .
مثال : رجل عرف صفة الصلاة من السنه وصار يعمل بها كلما صلى هل ينسى
ماعلم ؟ لاينسى . لأنه تكرر , لكنه لو ترك العمل به نسي .




4- دوام المراقبة :



( دوام المراقبة من ثمرات الخشية )
قول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: ( يكون سائراً بين الخوف والرجاء فإنهما
للمسلم كالجناحين للطائر )
هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء ؟ أم يغلب جانب الخوف؟ أم يغلب جانب الرجاء ؟
هناك رأي للإمام أحمد رحمه الله : ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحداً
فأيهما غلب أهلك صاحبه .
وهناك آراء لعلماء آخرين .
ورأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
وأن أقرب الأقوال في ذلك أنه إذا عمل خيرا فليغلب جانب الرجاء وإذا هم بسيئة فليغلب جانب الخوف هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة
= إذا قال قائل :
تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنياً على سبب صالح للرجاء , أو
يكون رجاء المفلسين ؟
الإجابة : الأول
مثال : إنسان يعصي الله دائماً وأبداً ويقول : رحمة الله واسعة . هذا غلط .
لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لابد أن يكون هناك سبب ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن . إلا كان مجرد أمنيه , والتمني كما يقول عامة أهل نجد :
التمني رأس مال المفاليس .



(3)



5- خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء :



( تحلي طالب العلم بآداب النفس من عفه وحلم وصبر وتواضع )
= التواضع للحق :
بمعنى : أنه متى بان له الحق خضع له ولم يبتغ سواه بديلاً .
= التواضع للخلق :
فكم من طالب فتح على معلمه أبواباً ليست على بالٍ منه ولاتحقرن شيئا .
= سكون الطائر من الوقار :
المعنى : أن يبتعد طالب العلم عن الخفه سواء في المشية أو في معاملة الناس وألا
يكثر من القهقهه التي تميت القلب وتُذهب الوقار .
= الخيلاء : إعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن كما جاء في الحديث:
( من جر ثوبة خيلاء ..) إلخ الحديث الشريف.
الإعجاب : يكون في القلب فقط , فإن ظهرت آثاره فهو خيلاء .
= فإياك والخيلاء فإنه نفاق وكبرياء :
نفاق : فلإن الإنسان يظهر أكبر من حجمه الحقيقي , وهكذا المنافق يظهر
بمظهر المخلص الناصح وهو ليس كذلك .
= تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للكبر :
فسره بأجمع تفسير وأبينه وأوضحه فقال عليه الصلاة والسلام :
( الكبر بطر الحق وغمط الناس )
بطر الحق : رد الحق .
غمط الناس : يعني احتقارهم وازدرائهم .
= العلم حرب للفتى المتعالي :
يعني : أن الفتى المتعالي لايمكن أن يدرك العلم لأن العلم حرب له .
= كالسيل حرب للمكان العالي :
كالمكان العالي ينفض عنه السيل يميناً ويساراً وشمالاً ولايستقر عليه .



6- القناعة والزهادة :



(( حقيقة الزهد )) كأنه أراد بالزهد هنا الورع .
= فهناك فرق بين الورع والزهد :
الفرق الذي بينهما : المرتبة التي ليس فيها ضرر وليس فيها نفع فالورِع لايتحاشاها , والزاهد يتحاشاها ويتركها لأنه يريد إلا ماينفعه في الآخرة .
= لوقيل أوصيت أعقل الناس يصرف إلى الزهاد لكنه ليس على الإطلاق ( لماذا ؟ ) :
لأن الوصايا والأوقاف والهبات والرهون وغيرها ترجع إلى معناها في العرف .
فإذا كان أعقل الناس في عرفنا الزهاد صُرف لهم ماأوصى به , وإذا كان أعقل الناس هم ذوو المروءة والوقار والكرم بالمال والنفس صُرف إليهم .




7- التحلي برونق العلم ( حسن السمت والهدي الصالح ) :



= يستجاز من المزاح بيسيره وطريفه والذي لايخرج عن حد الأدب وطريقة العلم
فأما فاحشه وسخيفه وماأوغر منه الصدور وجلب الشر فإنه مذموم .
هذا من أحسن ماقيل في آداب طالب العلم أن يتجنب اللعب والعبث
إلا ماجاءت به الشريعة كاللعب برمحه وسيفه وفرسه لأن ذلك يعينه على الجهاد
في سبيل الله وكذلك في وقتنا الحاضر اللعب بالبنادق الصغيرة هذه لابأس بها .
= المحدث الملهم :
الذي يلهمه الله عزوجل وكأنه يحدث بالوحي .
= من تزين بما ليس فيه شانه الله :
المعنى : إذا تزين الإنسان بأنه طالب علم وقام يضرب الجبلين بعضهما ببعض
وكلما جاءته مسأله شمر عن أكمامه وقال أنا صاحبه : هذا حلال وهذا حرام
ولكن يأتيه طالب علم صغير يقول : أخبرنا عن كذا فإذا بالله يفضحه ويبين
أنه ليس بعالم , وكذلك من تزين بعباده وأظهر للناس أنه عابد فلا بد أن يكشفه الله .



8 - التحلي بالمروءة :



= المروءة عند الفقهاء :
هي فعل مايجمله ويزينه واجتناب مايدنسه ويشينه .
= كرم الخلق :
أن يكون الإنسان دائماً متسامحاً في مواضع التسامح , ويأخذ بالعزم في موضع
العزيمة ( ولهذا جاء الدين الإسلامي وسطاً بين التسامح الذي لاتضيع به الحقوق
وبين العزيمة التي ربما تحمل على الجور ) .
= إفشاء السلام :
نشرة وإظهاره .
هل نظهر السلام على كل أحد ؟
لا , على من يستحق أن يُسلم عليه , يُسلم على المسلم وإن كان عاصياً وإن
كان زانياً وإن كان شارب خمر وإن كان سارقاً وإن كان فاسقاً وإن كان مرابياً .
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لايحل لمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث
يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )
لكن : إذا فعل المؤمن منكراً عظيماً يخشى منه أن يتفتت المجتمع الإسلامي
حينئذ يكون هجره واجباً إن نفع الهجر .
الحاصل : إفشاء السلام الأصل فيه أنه عام لكل أحد من المسلمين إلا من
جاهر بمعصية وكان من المصلحة أن يُهجر فليهجر .
= السلام على غير المؤمنين :
قال صلى الله عليه وسلم : ( لاتبدأوا واليهود والنصارى بالسلام )
فيحرم علينا أن نبدأ باليهود والنصارى بالسلام .
= قوله تعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) :
فإذا قالوا : السلام عليكم , نقول : وعليكم السلام ( صراحة )
= هل يستثنى من السلام الطلبة بعضهم مع بعض يعني الطالب
لايفشي السلام مع إخوانه وزملائه وأصدقاءه لأن الخواطر طيبة والقلوب
سليمة فلاحاجة للسلام يغني مافي القلوب عن التعبير ؟
هذا الإستثناء باطل فالطلبة فيما بينهم أحق الناس بإفشاء السلام .
= تنكب خوارم المروءة :
أي : أبعد عن خوارم المروءة في طبع أوقول أوعمل , وحاول أن تكون طباعك
ملائمة للمروءة ( ومن مرن نفسه على الأخلاق الحميدة صارت كأنها من طباعه وغرائزه )
= خلة : خصلة .
= الرياء : أن يرائي الناس بأن يتكلم في العلوم أمامهم حتى يقال أنه عالم فيقال أنه عالم .
= البطر : رد الحق . وهذه تحصل في المجادلات والتعصب لرأي من الآراء أو لمذهب من المذاهب .
= الخيلاء : نتيجة العجب يعني : يظهر نفسه بمظهر العالم الواسع العلم .
ومن ذلك : أن يكون للعلماء في بلد ما زي خاص في اللباس , فيأتي هذا الإنسان
البادئ بالعلم فيلبس لباس كبار العلماء ليظن الظان أنه من كبار العلماء ( هذا خيلاء )
= غشيان مواطن الريب : أي التي تكون محل الشك فيه وفي مروءته وأخلاقه
يتجنبها ( رحم الله امرءاً كف الغيبة عن نفسه )



9- التمتع بخصال الرجولة :
= إذا كانت الشجاعة هي الإقدام في محل الإقدام لزم أن تسبق برأي وتفكير
وحنكة :
( فلابد من رأي , لإن الإقدام في غير رأي تهور , وتكون نتيجته على عكس
مايريده هذا المقدم , كذلك أيضاً : شدة البأس في الحق : بحيث يكون قوياً
فيه صابراً على مايحصل من أذى أوغيره في جانب الحق )
= البذل في المعروف :
البذل : يشمل بذل المال والجاه والعلم .( كل مايبذل للغير لكن في سبيل المعروف)
( والبذل في سبيل المنكر فهو منكر )
( والبذل فيما ليس بمعروف ولا منكر قد يكون من إضاعة للمال )




10- هجر الترفه :



= لاتسترسل في التنعم والرفاهية :
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن كثرة الإرفاه لإن الإسترسال
في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر بالإحتفاء أحياناً .
= وإياكم وزي العجم :
هذه جملة تحذيرية : لأن العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية
- إن وردت في مطلوب فهي إغراء .
- وإن وردت في محذور فهي : تحذير .
مثال : أن تقول للشخص :
الأسد الأسد : هذا تحذير .
وإن قلت :
الغزال الغزال : هذا إغراء .
= المراد بالعجم :
كل ماسوى العرب , فيدخل فيه الأوربيون والشرقيون في آسياء وغيرهم , لكن
المسلم من العجم التحق بالعرب حكماً لانسباً لإنه إقتدى بمن بعث في الأميين
رسولا .
= اخشوشنوا : فهو من الخشونة التي ضد الليونة والتنعم .
= قول الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله : ( يعبر لغيرك عن تقويمك في الإنتماء والتكوين والذوق ) :
لإن كل إنسان قد يزن من لاقاهم بحسب ماعليهم من اللباس كما أنه يزن بالنسبة لحركاته وكلامه وأقواله وخفته ورزانته كذلك في اللباس .
= حكم اللباس الإفرنجي :
حكم لبسه : التحريم , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم )
= اللباس الإفرنجي :
هو المختص بهم بحيث لايلبسه غيرهم , بحيث إذا رآه الرائي قال : إن لابسه من
الإفرنج .
( وأما ماكان شائعاً بين الإفرنج وغير الإفرنج فهذا لايكون بالتشبه ,لكن قد
يحرم من جهه أخرى , مثل أن يكون حريراً بالنسبة للرجال , أو قصيراً
بالنسبة للنساء أو ماأشبه ذلك ) .



11- الإعراض عن مجالس اللغو :



= اللغو نوعان :
الأول : لغو ليس فيه فائدة ولامضرة :فلاينبغي للعاقل أن يُذهب وقته فيه لأنه خسارة .
والثاني : لغو فيه مضرة : فإنه يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر وحرام .
= جنايتك على العلم وأهله عظيمة :
فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة أما كون جنايته على نفسه فالأمر ظاهر يعني لو رأينا طالب علم جلس مجالس اللهو واللغو والمنكر فجنايته على نفسه واضحة لكن كيف تكون جناية على العلم وأهله ؟ لأن الناس يقولون هؤلاء طلبة العلم هؤلاء العلماء هذا نتيجة العلم وما أشبه ذلك فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره .



12- الإعراض عن الهيشات :



= الهيشات : يعني بذلك هيشات الأسواق كما جاء في الحديث التحذير منها
لأنها تشمل على لغط وسب وشتم .
= الهيشة : الفتنة وأم حُبين ( وهي دويبة تشبه الخنفساء )
13- التحلي بالرفق :
هذا من أهم الأخلاق لطالب العلم سواء كان طالب أم مطلوب .
فالرفق كماقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله
وماكان الرفق في شيء إلا زانه ومانزع من شيء إلا شانه )
لكن : لابد أن يكون رفيق من غير ضعف أما أن يكون رفيقاً يمتهن ولايؤخذ
بقوله ولايهتم به فهذا خلاف الحزم .
فيكون رفيقاً في مواضع الرفق وعنيفاً في مواضع العنف ولاأحد أرحم بالخلق من الله عزوجل ومع ذلك قال : (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائه جلده
ولاتأخذكم بهما رأفه في دين الله )
14- التأمــل :
= التأمل : يراد بذلك التأني , وألا تتكلم حتى تعرف فيما تتكلم , ولاتتعجل إلا
إذا دعت الحاجة إلى ذلك .
= تأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد :
أي عند تذاكر غيرك في شيء وتناظره , فاختر القالب المناسب للمعنى المراد .
= وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لايحتمل وجهين:
وكذلك أيضا في الجواب وهو أهم أن السؤال يسهل على المسئول أن يستفهم من السائل ماذا يريد ؟ أريد كذا وكذا فيتبين الأمر لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة كل إنسان يفسر هذا الكلام ب بما يريده ويناسبه .
15 - الثبات والتثبت :
= التثبت : وهو التثبت فيما ينقل من أخبار والتثبت فيما يصدر منك من أحكام .
= الأخبار إذا نقلت لابد أن تتثبت أولاً :
هل صحت عمن نقلت إليه أولا ؟ ثم إذا صحت فلاتحكم حتى تتثبت في الحكم
ربما يكون الخبر مبنياً على أصل انت تجهله فتحكم بأنه خطأ والواقع أنه ليس بخطأ
( كيف العلاج في هذه الحال ؟ )
العلاج بأن تتصل بمن نُسب إليه الخطأ وتقول : نقل عنك كذا وكذا فهل هذا صحيح ؟ ثم تناقشه , فقد يكون إستنكارك ونفور نفسك منه أول وهلة سمعته لأنك لاتدري ماسبب هذا المنقول , ويقال : إذا عرف السبب بطل العجب .
= الثبات والتثبت : هذان شيئان متشابهان لفظاً ومختلفان في المعنى .
= فالثبات : معناه الصبر والمصابره وألا يمل أويضجر وألا يأخذ من كل كتاب نتفه أو يفلي القطعة ثم يتركه لأن هذا هو الذي يضر الطالب يقطع عليه الأيام بلا فائدة إذا لم يثبت على شيء تجده مرة في الآجرومية ومرة في متن القطر ومرة في الألفية وفي المصطلح مرة وفي النخبة ومرة في ألفية العراقي ويتخبط في الفقه مرة في زاد المستقنع ومرة في عمد الفقه مرة في المغنى مرة في شرح المهذب وهكذا يقامر في الكتاب وهم جرا هذا في الغالب أنه لا يحصل على ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لا أصول وتحصيل المسائل كالذي يلتقط الجراد واحدة بعد أخرى لكن التأصيل والرسوخ والثبات هذا هو المهم أثبت بالنسبة للكتب التي تقرأ أو راجع وأثبت بالنسبة للشيوخ أيضا الذين تتلقى عنهم لا تكن ذواقا كل أسبوع عند شيخ كل شهر عند شيخ قرر أولا من ستتلقى منه العلوم ثم إذا قررت ذلك فاثبت ولا تجعل كل شهر أو كل أسبوع لك شيخا ولا فرق بين أن تجعل لك شيخا في الفقه وتستمر معه في الفقه وشيخا أخر في النحو وتستمر معه في النحو وشيخا أخر في العقيدة والتوحيد وتستمر معه المهم أن تستمر لا أن تتلون.



(4)





سيكون التلخيص بحول الله وقوته في الفصل الثاني :
الفصل الثاني





16- كيفية الطلب والتلقي :




= كيفية الطلب : ( من لم يتقن الأصول حرم الوصول )
لأن الأصول هي العلم والمسائل فروع كأصل الشجرة وأغصانها إذا لم تكن الأغصان على
أصل جيد فإنها تذبل وتهلك .
= ماهي الأصول هل هي الأدلة الصحيحة ؟ أم هي القواعد والضوابط ؟أو هذا وهذا ؟
الثاني هو المراد : تبني على الأصول من الكتاب والسنة وتبني على قواعد مأخوذة بالتتبعوالإستقراء من الكتاب والسنة ترجع إليها أحكام الكتاب والسنة .
= من كان دليله كتابه كان خطأه أكثر من صوابه :
أما من أخذ من عالم أوشيخ فإنه يستفيد فائدتين عظيمتين :
1- قصر المده .
2- قلة التكلف .
وفيه فائدة ثالثة : هي أن ذلك أحرى بالصواب , لأن هذا الشيخ عالم متعلم مرجع , فيعطيك
الشيء ناضجاً .
= أمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه :
1- حفظ مختصر فيه : فمثلاُ إذا كنت تطلب النحو: فأحفظ مختصراً فيه فإن كنت مبتدءاً فلا أرى أحسن من متن الآجرومية , في الفقه : احفظ زاد المستقنع لأن هذا الكتاب مخدوم في الشروح والحواشي والتدريس , في الحديث : متن عمدة الأحكام وإن ترقيت فبلوغ المرام وإن كنت تقول إما هذا أو هذا فبلوغ المرام أحسن , في التوحيد : من أحسن ماقرأنا كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب , وفي الأسماء والصفات : من أحسن ماقرأنا العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية .
2- ضبطه على شيخ متقن .
3- عدم الإشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله :
وهذه مهمه جداً لطالب العلم : أن يتقن المختصرات أولاً حتى ترسخ المختصرات بذهنه ثم بعد ذلك
يفيض إلى المطولات .
4- لاتنتقل من مختصر إلى آخر بلاموجب فهذا من باب الضجر .
5- اقتناص الفوائد والضوابط العلمية .
6- جمع النفس للطلب والترقي فيه والإهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى مافوقه حتى تفيض
إلي المطولات بسابلة موثقه .



= واعْلَمْ أنَّ ذِكْرَ الْمُختصراتِ فالْمُطَوَّلَاتِ التي يُؤَسَّسُ عليه الطلَبُ والتلَقِّي لدى المشايخِ تَختَلِفُ غالبًا من قُطْرٍ إلى قُطْرٍ باختلافِ الْمَذاهِبِ وما نَشأَ عليه عُلماءُ ذلك الْقُطْرِ من إتقانِ هذا المختَصَرِ والتمَرُّسِ فيه دونَ غيرِه :
صحيح , مثلاً : قد يكون الإنسان في بلد ينتحلون مذهب الشافعي ستجد العلماء يبنون أصول التدريس
على كتب المذهب الشافعي , في بلد ينتهج فيه أهله مذهب الإمام أحمد تجد العلماء يدرسون كتب مذهب الإمام
أحمد .. وهلم جره .




17 - مراحل الطلب :



= وقد كان الطلَبُ في قُطْرِنا بعدَ مَرحلةِ الكتاتيبِ والأخْذِ بحفْظِ القرآنِ الكريمِ يَمُرُّ بِمَراحلَ ثلاثٍ لدى المشايِخِ في دُروسِ المساجدِ :
للمبتدئينَ ثم الْمُتَوَسِّطِينَ ، ثم الْمُتَمَكِّنِينَ .
= ففي التوحيد : ثلاثة الأصول وأدلتها والقواعد الأربع ثم كشف الشبهات ثم كتاب التوحيد أربعها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذا في توحيد العبادة يعني يبدأ بالأصغر فالأصل ثلاث أصول هي تدور عليه من ربك وما دينك ومن نبيك أربع قواعد أيضا تدور على قوله تعالى: { والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر . كشف الشبهات شبهات بعض أهل الشرك التي أوردوها وأجابها الشيخ رحمه الله بما تيسر .
= وفي توحيد الأسماء والصفات : (العقيدة الواسطية) التي ألقها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهي من أخطب كتب العقيدة وأحسن كتب العقيدة .
ثم ( الحموية ثم التدمرية ) والحموية والتدمرية رسالتان أوسع من العقيدة الواسطية لكنها اجمع منهما لأنه ذر فيها الأسماء والصفات والكلام على الإيمان باليوم الآخر وطريقة أهل السنة والجماعة ومنهجهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك فهي أجمع من التدميرة والحموية لكن التدميرية لكن التدمرية والحموية تمتازان بأنهما أوسع منها في باب الصفات , (فالطحاوية مع شرحها ) وهي معروفة وسارت شائعة منتشرة بين الناس الآن حيث قررت في الجامعة .
= النحو: الآجرومية كتاب صغير في النحو لكنه مبارك جامع ومقسم سهل وأنا أنصح به كل مبتدأ في النحو أن يقرأها كذلك أيضا ملحة الإعراب للحريري ثم قطر الندى لابن هشام وألفية ابن مالك مع شرها لابن عقيل هكذا قال الشيخ بكر لكني أقول الآجرومية ثم لى الألفية أما أن نحشر أذهاننا بكتب تعتبر كالتكرار لأولها فلا حاجة.
= ملحة الإعراب: هذه نظم فيها بيت مشهور عند الناس وهو قوله :
إن تجد عيبا فسد الخللا = فجلى من لا عيب فيه وعلا
= في الحديث: الأربعين النووية وهذا طيب هذا الكتاب طيب لأن فيه آدابا ومنهجا جيدا وقواعد مفيدة جدا في حديث واحد يمكن أن يبني الإنسان حياته عبيه (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) هذه قاعدة لو جعلتها هي الطريق الذي تمشي عليه وتسير لكن كافي وفي النطق (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) فهي من أحسن ما ألف ثم عمدة الأحكام للمقدسي ثم بلوغ المرام وأرى أن يقتصر على بلوغ المرام لأن عمدة الأحكام داخل في بلوغ المرام أكثر أحاديثه موجودة في بلوغ المرام بلوغ المرام أوسع منه وأشد تحريرا لكن
إذا لم تستطع شيء فدعه = وجاوزه إلى ما تستطيع
إذا قال لا أستطيع أن أحفظ بلوغ المرام لاسيما وأنه رواه فلان وصححه فلان وضعفه فلان وهذه الحيره .
= وفي المصطلح : نخبة الفكر لابن حجر ثم ألفية العراقي رحمه الله :
ثلاث صفحات تقريبا لكنها نخبة يعني إذا الإنسان فهمها تماما وأتقنها تغني عن كتب كثيرة في المصطلح لأنها مضبوطة تماما وله طريقة غريبة في تأليفها وهي السبر والتقسيم أكثر المؤلفات يأتي الكلام مرسلا يعني سلسل لكن هو رحمه الله أخترع هذه الطريقة الخبر إما أن يكون له طرق محصورة بعدد أو غير محصورة .
= في الفقه : مثلا ( آداب المشي إلى الصلاة ) للشيخ محمد بن عبد الوهاب ثم (زاد المستقنع ) للحجاوي رحمه الله أو (عمدة الفقه) للموفق ثم (المقنع) للخلاف المذهبي و(المغني ) للخلاف العالي ثلاثتها لابن قدامة رحمه الله ثلاثتها يعني بذلك عمدة الفقه المقنع المغني لكن غيره ذكر أربعة وهي العمدة ثم المقنع ثم الكافي ثم المغني .
= في أصول الفقه : الورقات للجويني رحمه الله تعالى ثم روضة الناضر لابن قدامة وصفة جيدة الورقات صغيرة لكن بعد هذا إلى روضة الناظر الفرق بينهما بعيد كبير لكن هناك كتب مختصرة في أصول الفقه جيدة يمكن أن يعتمد الإنسان عليها .
= وفي الفرائض : الرحبية يعني مع شروحها والفوائد الجلية أما الرحبية فهي للرحبي والشرح لشروحها متعددة والفوائد الجلية للشيخ عبد العزيز بن باز لكن أرى أن البرهانية أحسن من الرحبية البرهانية أجمع من الرحبية من وجه وأوسع معلومات من وجه آخر .
= في التفسير : تفسير ابن كثير وهو جيد بالنسبة للتفسير بالآثر لكنه قليل الفائدة بالنسبة لأوجه الإعراب والبلاغة وخير ما قرأت في أوجه الإعراب والبلاغة الكشاف للزمخشري وكل من بعده فهم عيال عليه أحيانا تجد عبارة الزمخشري منقولة نقلاً لكن تفسير الزمخشري فيه بلايا من جهة العقيدة لأنه معتزلي .
= في أصول التفسير: المقدمة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى معروفة المقدمة في التفسير وهي كتابة مختصر جيد مفيد .
= في السيرة النبوية : مختصرها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأصلها بن هشام وفي زاد المعاد لابن القيم رحمه الله لكن السيرة النبوية المختصرة والأصل مجرد تاريخ أما زاد المعاد فإنه تاريخ وفقه فقه السيرة قد يكون في التوحيد وقد يكون في الفقه في الأمور العملية .
= وفي لسان العرب : العناية بأشعارها كالمعلقات السبع والقراءة في القاموس للفيروزآبادي رحمه الله . العناية بأشعارها كالمعلقات السبع المعلقات السبع قصائد من أجمع القصائد وأحسنها وأروعها واختارتها قريش لتعلق في الكعبة ولهذا تسمى المعلقات ولما ذكر ابن كثير رحمه الله اللامية لأبن طالب قال هذه اللامية يحق أن تكون مع المعلقات لأنها أقوى منها وأعظم .
= الأمهات الست :
البخاري , مسلم , أبو داود , الترمذي , النسائي , ابن ماجه .
= سميت أمهات : لأنها مرجع الأحاديث .
= مجالس العلم : فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحى .
= الزكي والتقي : معناهما متقارب ,فإن ذكرا : فينبغي أن يحمل التقي : على من
ترك المحرمات , والزكي : على من قام بالأمورات .
= سلفياً : أي يأخذ بطريق السلف في العقيدة والآداب والعمل والمنهج وفي كل شي .




17 - تلقي العلم عن الأشياخ :



= مماينبغي على طالب العلم مراعاته , أن يتلقى العلم عن الأشياخ لأنه يستفيد بذلك فائدتين : بل أكثر .
الفائدة الأولى : اختصار الطريق بدل مايذهب يقلب في بطون الكتب وينظر ماهو القول الراجح , وماسبب رجحانه ؟ وماهو القول الضعيف ؟ وماهو سبب ضعفه ؟ هذه لقمة سائغه .. المعلم يقول : اختلف العلماء في كذا على قولين أوثلاثة أو أكثر , والراجح كذا , والدليل كذا . وهذا لاشك أنه نافع لطالب العلم .
الفائدة الثانية : السرعة . يعني سرعة الإدراك , لإن الإنسان إذا كان يقرأ على عالم فإنه يدرك بسرعة أكثر ممن يذهب يقرأ في الكتب , لأنه إذا ذهب يقرأ يردد العبارة أربع أو خمس مرات , وربما فهم على وجه خطأ غير صحيح .
الفائدة الثالثة : الرابطه بين طالب العلم ومعلمه , فيكون ارتباط بين أهل العلم من الصغر إلى الكبر .
فهذه من فوائد تلقي العلم على الأشياخ , لكن سبق أن قلنا أنه من الواجب
أن يختار الإنسان من العلماء من هو كفء أمين قوي , يعني عنده علم وإدراك
ليس علمه سطحياً , وعنده أمانه , وكذلك أيضاً إذا كان عنده عبادة فإن الطالب يقتدي بعلمه .
= من دخل في العلم وحده ، خرج وحده :
هذا فهو الغالب بلاشك , لكن قد يندر من الناس من يكرس جهوده تكريساً
صحيحاً ولاسيما إن لم يكن عنده من يتلقى العلم عنده , فيعتمد اعتماداً كاملاً
على الله عزوجل ويدأب ليل نهار يحصل من العلم مايحصل إن لم يكن له شيخ .
- أن الأخذ عن العلماء والمشايخ أفضل من الأخذ من الكتب , وبين مانقله هنا في الرد على ابن بطلان . قال :
( يوجد في الكتاب أشياء تصد عن العلم , وهي معدومة عند المعلم وهي التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم النقط )
وكان فيما سبق يكتبون بلا نقط فيخطئ الإنسان , فمثلاً ربما تجد كلمة ( بزة ):
اشتريت بزة بصاع من تمر بدون مقابضة . إذا لم يكن فيها نقطه ( بره ) ومعلوم أنك إذا اشتريت بر بتمر بدون مقابضة فالبيع غير صحيح , فتختلف الأحكام بإختلاف النقط , كذلك الغلط بزوغان البصر فيرى الكلمة على صورة غير حقيقتها لاسيما اذا كان الكتاب ليس جيد , كذلك ( قلة الخبرة بالإعراب , والإعراب له أثر في تغيير المعنى . وكذلك ( إصلاح الكتاب , وكتابة مالا يقرأ , وقراءة مالا يكتب كل هذا يعتري من يأخذ العلم عن الكتاب , كذلك ( مذهب صاحب الكتاب ) ربما يكون مذهبه مذهب معتزلي أو جهمي أو غيره وانت ماتدري , وكذلك ( سقم النسخ , رداءة النقل , إدماج القارئ مواضع المقاطع , يعني أن الكلمة لابد أن تقف عليها , فيأتي القارئ ليقرأ الكتاب فيقرأ مابعدها فيختلف المعنى ( وخلط مبادئ التعليم ) بحيث لايميز بعضها من بعض , بمعنى أن
الكاتب ربما لايكون متقناً للكتاب فيغلط هذا مع هذا , والمبتدئ لايعرف ذكر ألفاظ مصطلح عليها في تلك الصناعة وهو لايدري مثل كلمة في المصطلح ( معضل منقطع ) إيش معنى منقطع ؟ إذا لم يكن عنده علم أشكل عليه هذا الشيء .
= لاتأخذ العلم من صحفي ولا عن مُصحفي :
أي : لاتقرأ القرآن على من قرأ من المصحف , ولا الحديث وغيره على من أخذ
ذلك من الصحف .
وهذا كله فيما إذا كانت الكتب التي يقرأ منها ليس فيها بيان , أما إذا كان فيها بيان , كالموجود الآن من المصاحف والحمدلله فهو أوضح .



(5)





الفصل الثالث
19 - أدب الطالب مع شيخه :



= بما أن العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب، لتأمن من العثار والزلل، فعليك إذاً بالتحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق :
وهذه من اهم الآداب لطالب العلم , ان يعتبر شيخه معلما ومربيا , معلما يلقي اليه العلم ومربيا يلقي اليه الآداب .
والتلميذ اذا لم يثق في شيخه في هذين الامرين فانه لن يستفيد منه الفائدة المرجوة , مثلا اذا كان عنده شك في علمه , كيف ينتفع ؟ ان اي مسالة ترد على لسان الشيخ سوف لا يقبلها حتى يسال ويبحث , وهذا خطأ في التقدير من وجه وخطأ بالتصرف من وجه آخر , اما كونه خطا في التقدير فان الشيخ المفروض فيه انه لن يجلس للتعليم الا وانه يرى انه أهل لذلك , وان التلميذ لم يأتي الى هذا الشيخ الا ويعتقد انه أهل .
- فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه .
- وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده .
- ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه كقولك: يا شيخ فلان! بل قل: يا شيخى! أو يا شيخنا! فلا تسمه، فإنه أرفع في الأدب.
- ولا تخاطبه بتاء الخطاب، أو تناديه من بعد من غير اضطرار .
( يعني لا تقول : انت قلت في الدرس الماضي كذا وكذا ... , لان هذه فيها اشعار بانك لم ترضى قوله , تقول :
قلنا في الدرس الماضي كذا وكذا , او مر علينا في الدرس الماضي كذا وكذا )
( تناديه من بعد من غير اضطرار , كأن يكون الشيخ في آخر الشارع فتناديه , اسرع اليه لتصل اليه ثم خاطبه , اما لضرورة كأن يكون عليه خطر هو كأن يكون امامه حفرة او ما اشبه ذلك , ان انت مضطر له تطلب مساعدته )
- قوله تعالى : (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً .... الخ الآية الكريمة.)
هذه الآية , للعلماء في تفسيرها قولان :
القول الاول : لا تنادوه باسمه , كما ينادي بعضكم بعضا , وهذا ما ساقه المؤلف ابو بكر من أجله .
والقول الثاني : لا تجعلوا دعاؤه اياكم كدعاء بعضكم بعضا بل عليكم ان تجيبوه , وان تمتثلوا امره وتجتنبوا نهيه , بخلاف غيره , فغيره اذا دعاك ان شئت أجب وإن شئت لا تجب .
ولهذا قال العلماء ان اذا النبي صلى الله عليه وسلم دعا الانسان وهو في صلاة , وجب عليه ان يجيبه ولو قطع الصلاة .
فعلى القول الاول تكون دعاء مضافة الى الفاعل ام الى المفعول ؟
الى المفعول , يعني لا تجعلوا دعاؤكم الرسول كدعاء بعضكم بعضا .
= الابوة الطينية : اي ابوك في النسب لا تقل له يا فلان . كذلك ابوك في العلم لا تقل يا فلان .
= اذا بدا وهم او خطأ من الشيخ , هل تسكت او تنبهه ؟ واذا نبهته فهل تنبهه في مكان الدرس ؟ او في مكان آخر ؟
كذلك الوهم , قد يتوهم او يصدق الانسان الى كلمة لا يريدها فلا بد من التنبيه , ولكن يبقى اين انبهه ؟
قد تقتضي الحال ان تنبهه في الدرس , فاذا لم يصلح العلم في حينه نشر هذا العلم على خطأ , فلا بد من النتبيه , اما لو كان المسألة ليس يسمع هذا الخطأ الا الطلاب , فان من الأليق ان لا تنبه الشيخ في مكان الدرس , بل اذا خرج تلتزم الادب معه وتمشي معه وتقول : سمعت كذا وكذا فلا ادري اوهمت انا في السمع ام ان الشيخ أخطأ ؟
= اعيذك بالله : هذه الجملة يريد التحذير من هذا .
= اعيذك بالله من : صنيع الاعاجم والطرقية والمبتدعة الخلفية من الخضوع الخارج عن آداب الشرع , من لحس الأيدي , او تقبيل الأيدي او الأكتاف هذا لا بأس به ما لم يخرج الى حد الإفراط , هذا ليس مذموما على كل حال ولا محمودا على كل حال , عندما يأتي الانسان من سفر مثلا فلا بأس ان يقبل جبهته وهامته وكذلك أكتافه , الا اذا اقتضى ذلك انحناءه .
القبض على اليمين باليمين والشمال بالشمال عند السلام , هذا لا نرى فيه بأسا فان ابن مسعود رضي الله عنه , قال : علمني رسول الله صلى الله عليه سولم التشهد وكفي بين كفيه .
- الانحناء عند السلام هذا خلق ذميم , لانه ورد النهي عن ذلك .
استعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة : سيدي مولاي , مالها داعي , والا حقيقة الشيخ سيد امام تلميذه لكن لا ينبغي ان يتخاذل أمامه ,ولكن مع ذلك هو جائز من حيث الشرع ,الا انه يقال بالنسبة للعبد المملوك يقوله لسيده المالك , كما جاء في الحديث .
-القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله هذه اهم ما فيه , اذا كان شيخك على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة فهنا اجعله قدوة لك , لكن قد يكون الشيخ على خلاف ذلك او عنده نقص في ذلك , فلا تقتدي به ولا تقل اذا صار شيخك عنده خلق سئ فاقتديت به تقول هكذا كان شيخي مثلا , لان الشيخ يكون قدوة بالأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة .
= نشاط الشيخ في درسه يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه، وجمع نفسه، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه :
هذا ايضا من خلة الطالب , ان يكون له همة وقوة في الاستماع الى الشيخ واتباع نطقه حتى ينشط الشيخ على هذا , ولا يظهر للشيخ بانه قد ملّ وتعب بالاتكاء تارة والحملقة تارة , او تقليب الاوراق تارة .
- لا ينبغي للانسان ان لا يلقي العلم لا بين الطلبة وبين عامة الناس الا وهم متشوقون له , حتى يكون كالغيث أصاب أرضا يابسة , واما ان يفرض نفسه فهذا امرلا ينبغي .



20 - الكتابة عن الشيخ :



= كيف تختلف الكتابة من شيخ لآخر ؟
بعضهم سريع وبعضهم يملي إملاءً , وبعضهم يلقي إلقاءً , وبعضهم لايستحق أن يكتب مايقول , ومثل هذا قد يكون إنسان يضيع وقته في الجلوس إليه , وأيضاً يجب في مسألة الكتابة عن الشيخ يجب أن يتنبه الإنسان إلى مسألة مهمه , يفوته بعض الكلمات من حيث لايشعر فيكتب
خلاف ماقال الشيخ , ونحن الآن والحمدلله في هذا الوقت لانحتاج أن يكتب الطالب حال إلقاء الشيخ لأن عندنا تسجيلات ينقل لك كلام الشيخ من أوله إلى آخره وأنت تستمع إليه وتقيد ماترى أنه جدير بالتقييد .
- لابد أن تخبر الشيخ أنك ستكتب وإن كنت لابد أن تكتب أو تسجل تخبره أنك
سوف تسجل , لأن الشيخ ربما لايرضى أن تكتب عنه شيئاً .
- وأما الشرط فتتشير إلى أنك كتبته من سماعه من درسه حتى يتبين للقارئ .
= فرق بين الكتابة بالتقرير والكتابة بالإملاء :
لأن الإملاء سوف يكون محرراً ومنقحاً , والشيخ لايملي كلمة إلا ويعرف منتهاها , لكن التقرير يلقي الكلام هكذا مرسلاً ربما تدخل كلمات في بعض وربما سقطت سهواً وغير ذلك , فنفرق بين التقرير والإملاء . الإملاء كأنه كتبه بيده والتقرير غير ذلك .
= هل إقرار الشيخ إذن ؟ بمعنى أنه إذا رأى الطلبة يكتبون وسكت . هل يعتبر إذناً ؟
هو إذن بشرط القدرة على الإنكار , فإن كان لايقدر أن ينكر , يخشى
أن تثور عليه الطلبة وتهيج عليه الطلبة إذا قال لاتكتبون , فلا نعتبر سكوته إقرار .



21- التلقي عن المبتدع :



= أبا الجهل : أبا الجهل يعني صاحب الجهل , المبتدع الذي مسه زيغ العقيدة وغشته سحب الخرافة , يحكم الهوى ويسميه العقل , وهذا التحذير الذي قاله الشيخ بكر أمر لا زم , يجب ان نحذر من البدع وإن صاغوا البدع بصيغ مغرية مزخرفة .
الأصاغر = وكان ابن المبارك يسمي المبتدعة : الأصاغر
= لا يؤخذ عن صاحب البدعة شئ حتى فيما لا يتعلق ببدعته , فمثلا اذا وجدنا رجلا مبتدعا لكنه جيد في علم العربية البلاغة والنحو والصرف , فهل نجلس اليه ونأخذ منه العلم الذي هو مجيد فيه او نهجره ؟
ظاهر كلام الشيخ اننا لا نجلس اليه , لان ذلك يوجب مفسدتين :
الاولى : اغتراره بنفسه فيحسب انه على حق .
الثانية : اغترار الناس به حيث يتوارد عليه طلاب العلم ويتلقون منه , والعامي لا يفرق بن علم النحو وعلم العقيدة , لذلك نرى ان الانسان لا يجلس الى أهل الأهواء والبدع مطلقا , حتى وان كان لا يجد علم البلاغة والعربية والصرف الا فيهم , فسيجعل الله له خيرا منهم .
لان كوننا نأتي الى هؤلاء ونتردد اليهم لا شك انه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم .
- قد يندب الى التدريس في علوم اللغة العربية او في علوم أخرى من هو مبتدع ومعروف انه من أهل البدعة , ولكن ماذا تعمل اذا كان لا بد ان تأخذ من هذا الشيخ ؟ نقول خذ من خيره ودع شره , ان تكلم امام الطلاب ما يخالف العقيدة فعليك مناقشته اذا كنت تقدر والا فارفعه لمن يقدر على مناقشته , واحذر ان تدخل معه في نقاش لا تستطيع التخلص منه , لان هذا ضرر على القول الذي تدافع عنه , لانك اذا فشلت امام الاستاذ مثلا صار في هذا كسر للحق ونصر للباطل , لكن اذا كان عندك قدرة في مجادلته فعليك بذلك .
- (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره).
كلام الصابوني رحمه الله يحتاج الى بيان , فقوله :
ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه , لا شك ان هذا امر واجب على كل مسلم , ان يبغض من أحدث في دين الله ما ليس منه , لكن اذا كانت بدعته غير مكفرة فإنه يبغض من وجه ويحب من وجه آخر , لكن بدعته تبغض بكل حال .
كذلك لا يصحبونه , اذا صحبته تأليفا له ودعوة له فلا بأس لكن بشرط انك إذا آيست من صلاحه تركته وفارقته .
لا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ,ولا يناظرنهم :
كل هذه تحتاج الى قيود : لا يسمعون كلامهم , اذا لم يكن في ذلك فائدة , فإن كان هناك فائدة بحيث يسمع كلامه ليرى ما عنده من باطل حتى يرد عليه , فان الاستماع هنا واجب , لانه لا يمكنك ان ترد على قول الا بعد ان تعرفه اذ ان الحكم على شئ فرض عن تصوره ,وايضا لا تسمع عن أقوال أهل البدع من أعدائهم بل من كتبهم , لانه ربما تشوه المقالة , فاذا قلت انتم قلتم كذا وكذا يقولون أبدا ما قلنا هذا , ولهذا يخطئ بعض الناس حين يحكم على شخص ذو بدعة أو مفسق دون ان يرجع الى الأصل , لأنهم اذا انكروا وقالوا هذه كتبنا تخسر كل الجولة تخسر كل الجولة ولا يوثق بكلامك ,ايضا لا يجادلهم في الدين, هذا يجب ان يقيد , لان الله تعالى قال : ( وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )
فلا بد من المجادلة , كيف نعرف تميز الحق من الباطل الا بالمجادلة والمناظرة
اما المجادلة التي يقصد بها المراء هذه يسفهون ويتركون , اذا كلمنا ان الرجل يجادل مراءاة وما قصده الحق , فهذا يسفه ويترك , وانظر ال قصة ابي سفيان , حيث جعل ينادي يوم أحد :
أفيكم محمد , أفيكم ابن أبي قحافة , أفيكم عمر ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه . لماذا ؟
إهانة له وإذلالاً وعدم مبالاة به , فلما قال : أعلو هبل , وافتخر بصنمه وشركه , قال النبي صلى الله عليه وسلم : أجيبوه .
قالوا : ما نقول ؟ قال : قولوا : الله اعلى وأجل ّ.
= ماهي الشروط وحدود اطلاق كلمة مبتدع ؟
هذا يعرف بتعريف البدعة , البدعة هي التعبد لله عزوجل بغير ما شرع وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من عقيدة او قول او فعل , فقولنا التعبد خرج به الامور العادية , هذه وان لم تكن معروفة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها لا تضر . كلن اذا فعل الانسان عبادة يدين الله بها سواء عقيدة او قول او فعل فهذه هي البدعة ومن تلبس بها فهو مبتدع .
لكن هل يضلل أو يمقت ؟
نقول لا , حتى تقوم عليه الحجة , ويبين له ان هذه بدعة , فإن أصر حينئذ قلنا ان الرجل فاسق او كافر حسبما تقتضيه هذه البدعة .
= الصالقة : هي التي ترفع صوتها بالنياح .
= الحالقة : هي التي تحلق شعرها تسخطا , سواء حلقته بالموس او نتفته باليد .
= الشاقة : التي تشق الجيب عند المصيبة.
= القدرية : هل هم الذين ينفون القدر .
- القدرية يسمون مجوس هذه الامة , وقد وردت في ذلك أحاديث , ووجه ذلك : انهم جعلوا للحوادث محدثين , الحوادث الكونية التي من فعل الله أحدثها الله عز وجل كإنشاء الغيم وإنزال المطر وما أشبه ذلك , والحوادث التي تكون من فعل العبد استقل بها العبد , فهم يرون ان العبد مستقل بعمله وان الله تعالى لا علاقة له به , اطلاقا , ولهذا سموا مجوسا لانهم كالمجوس الذين يقولون ان للحوادث خالقين , النور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر .
- اذا اشتد ساعدك بالعلم , اما اذا لم يكن عندك العلم الوافي في رد البدعة فاياك ان تجادل . فانك ان هزمت وانت سني لعدم قدرتك على هزيمة هذا المبتدع , فهو هزيمة لمن ؟
للسنة , ولذلك لا نرى انه يجوز للانسان ان يجادل مبتدعا الا وعنده قدرة على مجادلته .
- وهكذا ايضا مجادلة غير المبتدعة , الكفار , لا نجادلهم والا ونحن نعلم اننا على يقين من امرنا , والا كان الامر عكسيا , بدل ان يكون الانتصار لنا ولما نحن عليه من دين وسنة , يكون الامر عكس .



(6)


الفصل الرابع


22- آداب الزمالة :
= أنَّ العِرْقَ دَسَّاسٌ فإنَّ ( أَدَبَ السَّوءِ دَسَّاسٌ ) إذ الطَّبيعةُ نَقَّالَةٌ ، والطِّباعُ سَرَّاقَةٌ ، والناسُ كأسرابِ الْقَطَا مَجْبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببعضٍ ، فاحْذَرْ مُعاشَرَةَ مَن كان كذلك ؛ فإنه العَطَبُ ، ( والدفْعُ أسْهَلُ من الرفْعِ ) :
هذه الكلمات مأخوذه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مثل الجليس الصالح كحامل المسك ومثل الجليس السيء كنافخ الكير )
عليك بإختيار الصديق الصالح الذي يدلك على الخير ويبينه لك ويحثك عليه ويبين لك الشر ويحذرك منه , وإياك من جليس السوء , فإن المرء على دين خليله , وكم من إنسان مستقيم قُيد له شيطان من بني آدم فصده عن الإستقامة , وكم من إنسان جائر قاصد جائر قاصد يُسر له من يدله على الخير بسبب الصحبة .
وبناء على ذلك نقول : إذا كان في مصاحبة الفاسق سبب كهدايته فلا بأس أن تصحبه, تدعوه إلى بيتك , تأتي إلى بيته تخرج معه للتمشي بشرط أن لايقدح ذلك في عدالتك عند الناس , وكم من إنسان فاسق هداه الله تعالى بما يسر الله له من صحبة الخير .
= الدفع أسهل من الرفع : هذه قاعدة فقهيه ذكرها ابن رجب في القواعد الفقهية وبمعناها قول الأطباء : الوقاية أسهل من العلاج , لأن الدفع ابتعاد عن الشر واسبابه , لكن إذا نزل الشر صار من الصعب أن يدفعه الإنسان .
= قسمهم إلى ثلاثة أصدقاء :
الأول . صديق منفعة : وهو الذي يصادقك مادام ينتفع منك بمال أو جاه أو غير ذلك , فإذا إنقطع الإنتفاع فهو عدوك لايعرفك ولاتعرفه .. وماأكثر هؤلاء , ماأكثر الذين يلمزون
في الصدقات إن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا إذا هم يسخطون , صديق لك حميم ترى أنه من أعز الناس عندك وأنت من أعز الناس عنده يسألك يوم من الأيام يقول : اعطني كتابك أقرأ فيه . فتقول : والله الكتاب أنا محتاج إياه غداً
فينتفخ عليك ويعاديك . هل هذا صديق ؟ هذا صديق منفعة .
الثاني . صديق لذة : يعني لايصادقك إلا لأنه يتمتع بك في المحادثات والمأنسات والمسامرات , ولكنه لاينفعك ولاتنتفع منه أنت , كل واحد منكم لاينفع الآخر . ليس إلا ضياع وقت فقط . هذا أيضاً إحذر منه أن يُضيع أوقاتك .
الثالث . صديق فضيلة : يحملك على مايزين وينهاك عن مايشين ويفتح لك أبواب الخير ويدلك عليه وإذا زللت ينهاك على وجه لايخدش كرامتك , هذا هو صديق الفضيلة .
- ان هذا الرجل لا يصادقك الا حيث يرتضع منفعتك فاعلم انه عدو وليس بصديق
,كذلك صديق اللذة الذي يشغلك ويلهيك , التمتع بالسمر واضاعة الوقت بالخروج الى المنتزهات وما الى ذلك , ايضا هذا لا خير فيه , الذي يجب ان تعض عليه بالنواجذ هو صديق الفضيلة .

  #3  
قديم 26 ربيع الأول 1431هـ/11-03-2010م, 05:46 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي لطائف متفرقة (أم سلمى و ابنة الرميصاء)

لطائف متفرقة من شرح بن عثيمين -رحمه الله-
للأختين : أم سلمى , ابنة الرميصاء -بارك الله فيهما-
الدفعة الأولى محرم 1430 هـ



فـــــوارق :
(1)
الخشية : تكون من عِظم المخشي
والخوف : من ضعف الخائف ..
[ والخشية أعظم من الخوف قال تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء" ]
(2)
العجب : يكون بالقلب
الخيلاء : إعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن
(3)
الورع : ترك ما يضر في الآخرة
الزهد : ترك ما لا ينفع في الآخرة
[ والزهد أرفع منزلة من الورع ]

أمــثــلة :
من ثبت نبت .
إذا عُلِم السبب بطل العجب .


تـعـــريف :

العبث : فعل أو قول ما لا داعي له !
المرؤة : فعل ما يجمِّله ويزينه ، واجتناب ما يدنسه ويشينه
كرم الخلق : أن يكن الإنسان مسامحا في موضع التسامح ،
آخذا للعزيمة في موضعها.
العالم الربانى: هو الذى يعمل بعلمه , ولا يعمل بعلمه إلا إذا لزمته خشية الله وسمى بذلك لأنه يربى نفسه أولا وغيره ثانيا .
خشية الله : هى الخوف من الله المبنى على العلم والتعظيم قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء)..

  #4  
قديم 26 ربيع الأول 1431هـ/11-03-2010م, 05:46 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي التعاريف ومعاني الكلمات (بشرى نصر)

التعاريف ومعاني الكلمات من شرح بن عثيمين -رحمه الله-
للفصل الأول والثاني والثالث
للأخت الفاضلة : بشرى نصر -بارك الله فيها- بتنسيقها
الدفعة الثالثة جمادى 1430 هـ


1- العلم عبآدة :
الطبوليات : هي المسائل التي يُراد بها الشهرة
سميت بـذلك : لأنها مثل الطبل .. لها صوت ورنين
رياء الإخلاص : أن تترك العمل الصالح مخافة الرياء


2- كن على جادة السلف الصالح :
معنى كلمة ( جادّة ) ..
كلمة جادّة تُطلق على عدة عانِ ..
ـ الجادة : الطريق المسلوك .. وجمعه جوادّ
ـ الجادة : وهي المُجدّة المجتهدة .. ضد الهازلة

علم الكلام : هو علم مُبتدع محدث أراد منه أصحابه إثبات العقائد بالطرق الفلسفية معرضين عن طريقة القرآن وهدي النبي صلى الله عليه وسلم


3- ملازمة خشية الله :
خشية الله : هو الخوف المبني على العلم والتعظيم
الخشية تكون من عِظَم المخشي .. والخوف يكون من ضعف الخائف
العالم الرباني : هو الذي يعمل بعلمه لأنه يربي نفسه أولاً .. ثم يربي غيره


4- خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء :
التواضع للحق : هو أن يخضع للحق إذا تبين له أنه حق .. ولا يبتغي عنه بديلاً
الخيلاء : الإعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن
الإعجاب يكون في القلب فقط .. فإذا ظهرت آثاره أصبح خيلاء


5- التحلي بالقناعة :
الزهد : ترك ما لا ينفع في الأخرة
الورع : ترك ما يضر في الأخرة
والزهد أعلى مقاماً من الورع


6- التحلي برونق العلم [ حسن السمت والهدي الصالح ] :
العبث : أن يفعل فعلاً لا داعي له أو يقول قولاً لا داعي له
المُحدّث : هو عمر رضي الله عنه .. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إن يكن فيكم محدثون فعمر )
الملهم : هو الذي ألهمه الله عز وجل



ـ [ التحلي بالمروءة ] :
المروءة : هي فعل ما يجمّله ويزيّنه وترك واجتناب ما يدنسه ويشينه .
مكارم الاخلاق : هي أن يتخلّق الإنسان بالأخلاق الفاضلة الجامعة بين العدل والإحسان .. فـ يأخذ بالحزم في مواضع الحزم ويأخذ باللين واليسر في مواضع اللين واليسر .
الحِرَف المهينة : هي كل ما يحترفه الإنسان من عمل .
الأنفة من غير كبرياء : يعني يأنف الإنسان من الأشياء المهينة التي توجب ضعفه عند الناس .. لكن بدون كبرياء .
العزة من غير جبروت : أن يكون عزيز النفس قوياً لكن من غير جبروت .


ـ [ التمتع بخصال الرجولة ] :
الشجاعة تعني : الإقدام في محل الإقدام , وشدة البأس في الحق .
( لآ بد من الرأي قبل الشجاعة .. لأن الإقدام في غير رأي تهور )


ـ [ هجر الترفه ] :
البذاذة : عدم التنعم والترفه .
فرق بين البذاذة والبذاءة .. ( البذاءة ) : صفة غير محمودة .. بـ عكس البذاذة
تمعددوا : نسبة إلى معد بن عدنان وهو من أعلى أجداد النبي صلى الله عليه وسلم بعد عدنان
وهو لاشك من صميم العرب .. فكأنه يقول ( اتركوا زيّ العجم وعليكم بزيّ العرب )
اخشوشنوا : وهي من الخشونة ضد الليونة والتنعم .
اللباس الافرنجي : هو المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم وإذا رآه الرآئي قال أن لابسه من الافرنج .


ـ [ الإعراض عن الهيشات ] :
الهيشات : ( الفتنة ) .. ويعني بذلك هيشات الأسواق لأنها تشتمل على سب ولغط وشتم .
أم حبين : هي دويبة لكنها تشبه الخنفساء .
دويبة يعني ليست من الدواب القوية لكنها من الحشرات .


ـ [ التأمل ] :
التأمل : التأني .. وألا تتكلم حتى تعرف ماذا تتكلم به وماهي نتيجته .


ـ [ الثبات والتـَثـَبُت ] :
التثبت : في ما ينقل الأخبار والتثبيت فيما يصدر منك من الأحكام .
الثبات : معناه الصبر والمصابرة وإلا يمل ولا يضجر .


ـ [ كيفية الطلب والتلقي ] :
الأصول : هي القواعد والضوابط .. تبنى على الكتاب والسنة وتبنى على قواعد وضوابط مأخوذة من التتبع والاستقراء من الكتاب .


ـ [ مراحل الطلب ] :
الأمات الست : البخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
المعلقات السبع : هي من أجمل القصائد اختارتها قريش لتعلق على الكعبة .
:
نحوياً : النحوي هو الذي يعتني بالإعراب والبناء .
لغوياً : هو من تعلم علم الصرف وعلم مفردات اللغة .


ـ[ آداب الطالب مع شيخه ] :
التطاول : لا يكون أمراً محسوساً مدركاً بالحس الظاهر .. لكن النفس تشعر به .
المماراة : يعني يجادل الشيخ .
الأبوة الطينية : هي الأبوة بالنسب ( الأب من النسب )


ـ [ الكتابة عن الشيخ ] :
كتابة الإملاء : الإملاء يكون محرراً ومنقحاً .. والشيخ لا يملي كلمة إلا وهو يعرف منتهاها .
كتابة التقرير : يلقي الكلام مرسلاً .. ربما يتداخل بعضه مع بعض وربما يقول كلمة سهواً .

  #5  
قديم 26 ربيع الأول 1431هـ/11-03-2010م, 05:47 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي أقوال (المتأملة)

أقوال السلف الصالح والعلماء من شرح بن عثيمين -رحمه الله-
للأخت الفاضلة : المتأملة -بارك الله فيها- لكامل المادة
الدفعة الثالثة جمادى 1430 هـ

قالَ بعضُ العُلماءِ : ( العِلْمُ صلاةُ السِّرِّ ، وعبادةُ القَلْبِ )
قيلَ: ( زَلَّةُ العالِمِ مَضروبٌ لها الطَّبْلُ )
قيل : (إنما يفسد الدنيا ثلاثة : نصف فقيه، ونصف نحوي، ونصف طبيب، فهذا يفسد الأديان وهذا يفسد اللسان، وهذا يفسد الأبدان)
وعن سفيانَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ :) كُنْتُ أُوتِيتُ فَهْمَ الْقُرْآنِ ، فَلَمَّا قَبِلْتُ الصُّرَّةَ سُلِبْتُهُ (
عن سُفيانَ بنِ سَعيدٍ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى قولُه : ( مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي )
وعن عمرَ بنِ ذَرٍّأنه قالَ لوالدِه : يا أبي ! ما لَكَ إذا وَعَظْتَ الناسَ أَخَذَهم البُكاءُ ، وإذا وَعَظَهم غيرُك لا يَبكونَ ؟ فقال : يا بُنَيَّ ! لَيْسَت النائحةُ الثَّكْلَى مثلَ النائحةِ المسْتَأْجَرَةِ )
قال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قالوا: وكيف تصح النية يا أبا عبد الله؟ قال : ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره )
قالَ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى :( وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ الكلامِ . قلتُ: لم يَدْخُل الرجُلُ أبدًا في علْمِ الكلامِ ولا الْجِدالِ ولا خَاضَ في ذلك، بل كان سَلَفِيًّا)
قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى :
( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ
قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَه اللهُ تعالى :( أَصْلُ الْعِلْمِ خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى )
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال(هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ ، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ)
عن الإمامِ الشافعيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( لو أَوْصَى إنسانٌ لأَعْقَلِ الناسِ صُرِفَ إلى الزهَّادِ )
وعن مُحَمَّدِ بنِ الحسَنِ الشيبانيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى لَمَّا قِيلَ له : أَلَا تُصَنِّفُ كتابًا في الزهْدِ ؟ قال : ( قد صَنَّفْتُ كِتابًا في البُيوعِ )
وعن ابنِ سيرينَ رَحِمَه اللهُ تعالى قالَ (كَانُوا يَتَعَلَّمُون الْهَدْيَ كما يَتَعَلَّمُون العِلْمَ )
وعن رجاءِ بنِ حَيْوَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ لرَجُلٍ(حَدِّثْنَا ، ولا تُحَدِّثْنا عن مُتَمَاوِتٍ ولاطَعَّانٍ )
وقالَ (يَجِبُ على طالبِ الحديثِ أن يَتَجَنَّبَ : اللعِبَ ، والعَبَثَ ،والتبَذُّلَ في المجالِسِ بالسُّخْفِ والضحِكِ والقَهْقَهَةِ وكثرةِ التنادُرِ وإدمانِ الْمِزاحِ والإكثارِ منه ، فإنما يُستجازُ من الْمِزاحِ بيَسيرِه ونادِرِه وطَريفِه والذي لا يَخْرُجُ عن حدِّ الأَدَبِ وطَريقةِ العلمِ ، فأمَّا متَّصِلُه وفاحِشُه وسخيفُه وما أَوْغَرَ منه الصدورَ وجَلَبَ الشرَّ فإنه مَذمومٌ وكثرةُ الْمِزاحِ والضحِكِ يَضَعُ من القدْرِ ويُزيلُ الْمُروءةَ)
وقد قيلَ ( مَنْ أَكْثَرَ مِن شيءٍ عُرِفَ به )
وعن الأَحْنَفِ بنِقَيْسٍ قالَ ( جَنِّبُوا مَجالِسَنَا ذِكْرَ النساءِ والطعامِ ، إني أَبْغَضُ الرجلَ يكونُ وَصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه )
وفي كتابِ المحدَّثِ الملْهَمِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في القَضاءِ ( وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه ، شانَه اللهُ)
عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ : ( أَحَبُّ إليَّ أن أَنْظُرَ القارِئَ أبيضَ الثيابِ )
قيلَ : ( تَأَمَّلْ تُدْرِكْ ) .
( مَن ثَبَتَ نَبَتَ ) .
( مَن لم يُتْقِن الأصولَ ، حُرِمَ الوُصولَ )
(ومَن رامَ العلْمَ جُملةً ، ذَهَبَ عنه جُمْلَةً )
وقيلَ أيضًا : ( ازدحامُ العِلْمِ في السمْعِ مَضَلَّةُ الفَهْمِ ) .
وقالَ الحافظُ عثمانُ بنُ خُرَّزَاذَ (م سنة 282 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى : ( يَحتاجُ صاحبُ الحديثِ إلى خَمْسٍ ، فإن عُدِمَتْ واحدةٌ فهي نَقْصٌ : يَحتاجُ إلى عَقْلٍ جَيِّدٍ ، ودِينٍ ، وضَبْطٍ ، وحَذَاقَةٍ بالصِّناعةِ مع أَمانَةٍ تُعْرَفُ منه ) . قلتُ : أي الذهبيُّ : ( الأمانةُ جزءٌ من الدينِ ، والضبْطُ داخلٌ في الْحِذْقِ ، فالذي يَحتاجُ إليه الحافظُ أن يكونَ تَقِيًّا ، ذَكِيًّا ، نَحْوِيًّا ، لُغَوِيًّا ،زَكِيًّا ، حَيِيًّا ، سَلَفِيًّا يَكفِيه أن يَكتُبَ بيَدَيْهِ مِئَتَي مُجَلَّدٍ، ويُحَصِّلَ من الدواوينِ الْمُعْتَبَرَةِ خَمْسَ مِئَةِ مُجَلَّدٍ وأن لايَفْتُرَ من طلَبِ العِلْمِ إلى الْمَمَاتِ بِنِيَّةٍ خالِصَةٍ ، وتوَاضُعٍ وإلا فلا يَتَعَنَّ )
قيلَ : ( مَن دَخَلَ في العِلْمِ وَحْدَه ، خَرَجَ وَحْدَه )
قالَ الحافظُ الذهبيُّ رَحِمَه اللهُ تعالى في تَرجمتِه لـ علي بن رضوان المصري :
( ولم يكنْ له شيخٌ ، بل اشْتَغَلَ بالأَخْذِ عن الكُتُبِ ، وصَنَّفَ كتابًا في تَحصيلِ الصناعةِ من الكتُبِ ، وأنها أَوْفَقُ من الْمُعَلِّمِينَ وهذا غَلَطٌ )
قالَ الصَّفَدِيُّ : ولهذا قالَ العُلماءُ : لا تَأْخُذ العِلْمَ من صَحَفِيٍّ ولا من مُصْحَفِيٍّ ؛ يعني : لاتَقرأ القُرآنَ على مَن قَرأَ من الْمُصْحَفِ ولا الحديثَ وغيرَه على مَن أَخَذَ ذلك من الصُّحُفِ ... )
كان أبو حَيَّانَ محمَّدُ يوسفَ الأندلسيُّ ( م سنةَ 745 هـ ) إذا ذُكِرَ عندَه ابنُ مالِكٍ ؛ يقولُ : ( أينَ شُيوخُه ؟ ) .
وقالَ الوليدُ : كان الأوزاعيُّ يَقولُ : كان هذا العِلْمُ كَرِيمًا يَتَلَاقَاهُ الرجالُ بينَهم فلمَّا دَخَلَ في الكُتُبِ ؛ دَخَلَ فيه غيرُ أَهْلِه .
ورَوَى مثْلَها ابنُ المبارَكِ عن الأَوْزَاعِيِّ . ولا ريبَ أنَّ الأَخْذَ من الصُّحُفِ وبالإجازةِ يَقَعُ فيه خَلَلٌ ، ولا سِيَّمَا في ذلك العَصْرِ ، حيث لم يكنْ بعدُ نَقْطٌ ولا شَكْلٌ فتَتَصَحَّفُ الكلمةُ بما يُحِيلُ المعنى ولا يَقَعُ مثلُ ذلك في الأَخْذِ من أفواهِ الرجالِ، وكذلك التحديثُ من الْحِفْظِ يَقَعُ فيه الوَهْمُ ؛بخِلافِ الروايةِ من كتابٍ مُحَرَّرٍ )
قالَ الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( حقُّ الفائدةِ أن لا تُسَاقَ إلا إلى مُبْتَغِيهَا ، ولا تُعْرَضَ إلا على الراغبِ فيها، فإذا رَأَى الْمُحَدِّثُ بعضَ الفُتورِ من المستَمِعِ فليسكُتْ ، فإنَّ بعضَ الأُدباءِ قالَ : نَشاطُ القائلِ على قَدْرِ فَهْمِ الْمُسْتَمِعِ) .
ثم ساقَ بسَنَدِه عن زيدِ بنِ وَهْبٍ ، قال : ( قالَ عبدُ اللهِ : حَدِّث القوْمَ مارَمَقوكَ بأبصارِهم ، فإذا رأيتَ منهم فَتْرَةً فانْزِعْ ).
وقالَ الذهبيُّ رَحِمَه اللهُ تعالى :( إذا رأيتَ المتكَلِّمَ المبْتَدِعَ يَقولُ : دَعْنَا من الكتابِ والأحاديثِ وهاتِ ( العَقْلَ ). فاعْلَمْ أنه أبو جَهْلٍ وإذارأيتَ السالكَ التوحيديَّ يَقولُ : دَعْنَا من النقْلِ ومن العَقْلِ وهاتِ الذَّوْقَ والوَجْدَ ؛ فاعْلَمْ أنه إبليسُ قد ظَهَرَ بصورةِ بَشَرٍ ، أو قد حَلَّفيه ، فإن جَبُنْتَ منه فاهْرُبْ ، وإلا فاصْرَعْهُ وابْرُكْ على صَدْرِه ( حسي ) واقْرَأْ عليه آيةَ الكُرْسِيِّ -حتى يخرج الشيطان-واخْنُقْهُ ) اهـ .
وقالَ أيضًا رَحِمَه اللهُ تعالى : ( وقرأتُ بخطِّ الشيخِ الموَفَّقِ قالَ : سَمِعْنَا دَرْسَه – أي: ابنِ أبي عَصْرونَ – مع أخي أبي عمرَ وانْقَطَعْنَا ،فسمعتُ أَخِي يقولُ : دَخَلْتُ عليه بَعْدُ ، فقالَ : لم انْقَطَعْتُم عَنِّي؟ قلتُ : إنَّ ناسًا يَقولون: إنك أَشْعَرِيٌّ. فقالَ : واللهِ ما أنا أَشعريٌّ. هذا معنى الْحِكايةِ ) اهـ .
وعن مالِكٍ رَحِمَه اللهُ تعالى قالَ : ( لا يُؤْخَذُ العِلْمُ عن أربعةٍ : سفيهٌ يُعْلِنُ السَّفَهَ وإن كان أَرْوَى الناسِ ، وصاحبُ بِدعةٍ يَدْعُو إلى هَواهُ ، ومَن يَكْذِبُ في حديثِ الناسِ ، وإنكنتُ لا أتَّهِمُه في الحديثِ ، وصالحٍ عابدٍ فاضلٍ إذا كان لا يَحْفَظُ مايُحَدِّثُ به )
ومنه ما في ( العَقيدةِ السلَفِيَّةِ ) لشيخِ الإسلامِ أبي عثمانَ إسماعيلَ بنِ عبدِ الرحمنِ الصابونيِّ (م سنةَ 449هـ ) ؛ قالَ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( ويَبْغَضُونَ أهْلَ البِدَعِ الذين أَحْدَثوا في الدِّينِ ما ليس منه ،ولا يُحِبُّونَهُم ، ولا يَصْحَبُونَهم ، ولا يَسْمَعُون كلامَهم ، ولا يُجالسونَهم ولا يُجادلونَهم في الدِّينِ ، ولا يُناظِرُونَهم ، ويَرَوْنَ صَوْنَ آذانِهم عن سَماعِ أباطيلِهم التي إذا مَرَّتْ بالآذانِ ، وقَرَّتْ في القلوبِ ، ضَرَّتْ ،وجَرَتْ إليها من الوَساوِسِ والْخَطَراتِ الفاسدةِ ما جَرَتْ ، وفيه أَنْزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ قولَه : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } ) اهـ
من نَفيسِ كلامِ هِشامِ بنِ عبدِ الملِكِ قولُه : ( ما بَقِيَ من لَذَّاتِ الدنيا شيءٌ إلا أخٌ أَرْفَعُ مَؤُونَةَ التحَفُّظِ بَيْنِي وبَيْنَهُ ) اهـ .
( العُزْلَةُ من غيرِ عَيْنِ العِلْمِ زَلَّةٌ، ومن غيرِ زايِ الزُّهْدِ عِلَّةٌ ) .
(من لم يكنْ رُحْلَةً لن يكونَ رُحَلَةً )
قالَ الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( يَجِبُ على طالِبِ الحديثِ أن يُخْلِصَ نِيَّتَه في طَلَبِه ، ويكونَ قَصْدُه وَجْهَ اللهِ سبحانَه ، ولْيَحْذَرْ أن يَجْعَلَه سَبيلًا إلى نَيْلِ الأعراضِ )
قال رسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :)إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعْقَلَةِ ، إن عاهدَ عليها أَمْسَكَها وإن أَطْلَقَها ذَهَبَتْ (.رواه الشيخانِ ، ومالِكٌ في الْمُوَطَّأِ ( .
قالَ الحافظُ ابنُ عبدِ البَرِّ رَحِمَه اللهُ : ( وفي هذا الحديثِ دليلٌ على أنَّ مَن لم يَتَعَاهَدْ عِلْمَه ذَهَبَ عنه ، أيْ مَنْ كان ؛ لأنَّ عِلْمَهم كان ذلك الوَقْتَ القرآنَ لا غيرَ ، وإذا كان القرآنُ الْمُيَسَّرُ للذكْرِ يَذْهَبُ إن لم يُتَعَاهَدْ ؛ فما ظَنُّكَ بغيرِه من العلومِ المعهودةِ ؟! وخيرُ العلومِ ما ضُبِطَ أَصْلُه ، واسْتُذْكِرَ فَرْعُه ، وقادَ إلى اللهِ تعالى ودَلَّ على ما يَرضاهُ ) اهـ . وقالَ بعضُهم ( كلُّ عِزٍّ لم يُؤَكَّدْ بعِلْمٍ فإلى ذُلٍّ مَصيرُه ) اهـ .
وفي حديثِ ابنِ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ : أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ :
(( نَضَّرَ اللهُ امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا ، فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ )) .
قالَ ابنُ خَيْرٍ رَحِمَه اللهُ تعالى في فِقْهِ هذا الحديثِ : ( وفيه بيانُ أنَّ الفِقْهَ هو الاستنباطُ والاستدراكُ في معاني الكلامِ من طريقِ التَّفَهُّمِ ، وفيضِمْنِه بيانُ وُجوبِ التفَقُّهِ ، والبحْثُ على معاني الحديثِ واستخراجُ الْمَكنونِ من سِرِّهِ ) اهـ .
ومن مَلِيحِ كلامِ ابنِ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى قولُه في مَجْلِسٍ للتَّفَقُّهِ : ( أَمَّا بعدُ ؛ فقد كُنَّا في مَجلِسِ التَّفَقُّهِ في الدِّينِ ، والنظَرِ في مَدارِكِ الأحكامِ المشروعةِ ؛ تَصويرًا ،وتَقريرًا ، وتَأصيلًا ، وتَفصيلًا ، فوقَعَ الكلامُ في ... فأقولُ : لا حَوْلَ ولاقُوَّةَ إلا باللهِ ، هذا مَبْنِيٌّ على أَصْلٍ وفَصلَيْنِ...)
وكانَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، كثيرًا ما يَقولُ في دعائِه إذا اسْتَعْصَى عليه تفسيرُ آيةٍ من كتابِ اللهِ تعالى : ( اللَّهُمَّ يَا مُعَلِّمَ آدَمَ وإبراهيمَ عَلِّمْنِي ، ويا مُفَهِّمَ سليمانَ فَهِّمْنِي. فيَجِدُ الْفَتْحَ في ذلك ) .
لاتَخلُو الطوائفُ المنتمِيَةُ إلى العلومِ من أشخاصٍ لايَطلبونَ العِلْمَ ليَتَحَلَّوْا بأَسْنَى فضِيلَةٍ ، أو ليَنْفَعُوا الناسَ بماعَرَفُوا من حِكمةٍ ، وأمثالُ هؤلاءِ لا تَجِدُ الأمانةُ في نفوسِهم مُسْتَقَرًّا ،فلا يَتَحَرَّجُون أن يَرْوُوا ما لم يَسْمَعُوا أو يَصِفُوا ما لم يَعْلَمُوا ،وهذا ما كان يَدْعُو جهابذةَ أهلِ العلْمِ إلى نَقْدِ الرجالِ ، وتَمييزِ مَن يُسْرِفُ في القوْلِ مِمَّنْ يَصوغُه على قَدْرِ ما يَعْلَمُ ، حتى أَصْبَحَ طُلَّابُ العِلْمِ على بَصيرةٍ من قِيمةِ ما يَقرؤونَه ، فلا تَخْفى عليهم مَنْزِلَتُه ، من القطْعِ بصِدقِه أو كَذِبِه ، أو رُجحانِ أحدِهما على الآخَرِ ،أو احتمالِهما على سواءٍ ) اهـ .
قالَ الأوزاعيُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( تَعَلَّمِ الصدْقَ قبلَ أن تَتَعَلَّمَ العِلْمَ ) .
وقالَ وَكيعٌ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( هذه الصَّنْعَةُ لا يَرتفِعُ فيها إلاصادقٌ ) .
قال عمر رضي الله عنه :«تفقهوا قبل أن تسودوا»
عن أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنه قالَ : ( أَجِمُّوا هذه القلوبَ ، وابْتَغُوا لها طرائفَ الْحِكمةِ ، فإنها تَمَلُّ كما تَمَلُّ الأبدانُ ) .
قالُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى في حِكْمَةِ النهيِ عن التَّطَوُّعِ في مُطْلَقِ الأوقاتِ :( بل في النهيِ عنه بعضَ الأوقاتِ مصالِحُ أُخَرُ من إِجمامِ النفوسِ بعضَ الأوقاتِ ، من ثِقَلِ العِبادةِ ؛ كما يُجَمُّ بالنوْمِ وغيرِه ، ولهذا قالَ مُعاذٌ : إني لأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي ، كما أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي ... )
وقالَ : ( بل قد قيلَ : إنَّ من جُملةِ حِكمةِ النهيِ عن التَّطَوُّعِ المطلَقِ في بعضِ الأوقاتِ : إجمامَ النفوسِ في وَقْتِ النهيِ لتَنْشَطَ للصلاةِ ؛ فإنها تَنْبَسِطُ إلى ما كانت مَمنوعةً منه ، وتَنْشَطُ للصلاةِ بعدَ الراحةِ . واللهُ أَعْلَمُ ) اهـ
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( وقيلَ : إذاجَلَسْتَ إلى عالِمٍ ؛ فسَلْ تَفَقُّهًا لا تَعَنُّتًا ) اهـ .
وقالَ أيضًا : ( وللعلْمِ سِتَّةُ مَراتِبَ )
وعن أبي هُريرةَرَضِي اللهُ عَنْهُ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ :
(( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ : صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ ، أَوْعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ))، رواه مسلِمٌ وغيرُه .
قالَ بعضُ أهلِ العلْمِ : هذه الثلاثُ لا تَجتمِعُ إلا للعالِمِ الباذِلِ لعِلْمِه فبَذْلُه صَدَقَةٌ ، يُنْتَفَعُ بها ، والْمُتَلَقِّي لها ابنٌ للعالِمِ في تَعَلُّمِه عليه، فاحْرِصْ على هذه الْحِلْيَةِ ؛ فهي رأسُ ثَمرةِ عِلْمِكَ .
قيلَ : إحياءُ العِلْمِ مُذاكرَتُه .
قيلَ : العلْمُ ثلاثةُ أَشبارٍ ، مَن دَخَلَ في الشبْرِ الأَوَّلِ ؛ تَكَبَّرَ ؛ وَمَنْ دَخَلَ في الشبْرِ الثاني ؛تَواضَعَ ، ومَن دَخَلَ في الشبْرِ الثالثِ ؛ عَلِمَ أنه ما يَعْلَمُ .
قيلَ : مَن تَصَدَّرَ قبلَ أَوانِه ؛ فقد تَصَدَّى لِهَوَانِهِ .
قولَ الْخَطيبِ : ( مَن صَنَّفَ ؛ فقد جَعَلَ عقْلَه على طَبَقٍ يَعْرِضُه على الناسِ ) .
عن عمرَ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنه قالَ : ( تَعَلَّمُوا العربيَّةَ ؛ فإنها تَزيدُ في الْمُروءةِ ) .
وأَسْنَدَ الخطيبُ عن الرَّحْبيِّ قالَ : ( سَمِعْتُ بعضَ أصحابنِا يَقولُ : إذا كَتَبَ لَحَّانٌ ، فكَتَبَ عن اللَّحَّانِ لَحَّانٌ آخَرُ ؛ صارَ الحديثُ بالفارِسِيَّةِ ) !. وأَنْشَدَ الْمُبَرِّدُ :


النحوُ يَبْسُطُ من لسانِ الأَلْكَنِوالمرءُ تُكْرِمُه إذا لـم يَلْحَـنِ


فإذا أرَدْتَ من العلومِ أَجَلَّهافأَجَلُّها منها مُقيـمُ الأَلْسُـنِ




وعليه ، فلا تَحْفَلْ بقولِ القاسمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( تَعَلُّمُ النَّحْوِ : أوَّلُه شُغْلٌوآخِرُه بَغْيٌ ) .
ولا بقولِ بِشْرٍ الحافِي رَحِمَه اللهُ تعالى : ( لَمَّا قيلَ له : تَعَلَّم النحْوَ قالَ : أَضِلُّ ، قالَ : قلُ: ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا . قالَ بِشْرٌ : يا أخي ! لِمَ ضَرْبُه ؟ قالَ : يا أبا نَصْرٍ ! ما ضَرَبَه، وإنما هذا أصْلٌ وُضِعَ . فقالَ بِشْرٌ : هذا أَوَّلُه كَذِبٌ ، لا حاجةَ لي فيه ) .رواهما الخطيبُ في ( اقتضاءِ العِلْمِ العَمَلَ ) .
وهَدْيُ السلَفِ كان الكَفَّ عن كَثرةِالخِصامِ والْجِدالِ ، وأنَّ التوَسُّعَ فيه من قِلَّةِ الوَرَعِ ؛ كما قالَ الحسَنُ إذ سَمِعَ قَوْمًا يَتجادلونَ : ( هؤلاءِ مَلُّوا العِبادةَ وخَفَّ عليهم القولُ ، وقَلَّ وَرَعُهم فتَكَلَّموا ) . رواه أحمدُ في ( الزهْدِ ) وأبو نُعَيْمٍ في ( الْحِلْيَةِ
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى عندَ عَلَامَةِ أهلِ العُبودِيَّةِ : ( العَلامةُ الثانيةُ : قولُه : ( ولم يُنْسَبُوا إلى اسمٍ ) ؛ أي : لم يَشْتَهِروا باسمٍ يُعرَفون به عندَ الناسِ من الأسماءِ التي صارَتْ أعلامًا لأهلِ الطريقِ ) .
وقد سُئِلَ بعضُ الأئِمَّةِ عن السُّنَّةِ ؟ فقالَ : ما لا اسمَ له سِوَى ( السُّنَّةِ ) .
يعني : أنَّ أهلَ السُّنَّةِ ليس لهم اسمٌ يُنْسَبُون إليه سِواهَا .

  #6  
قديم 26 ربيع الأول 1431هـ/11-03-2010م, 05:49 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي التقسيمات (طالبة الثريا)

التقسيمات الواردة في شرح بن عثيمين -رحمه الله-
الدروس الأولى ..
للأخت الفاضلة : طالبة الثريا -بارك الله فيها-
الدفعة الثالثة جمادى 1430 هـ

شروط العبادة:
1-اخلاص النيه.
2-الخصله الجامعة بين خيري الدنيا والاخرة..(محبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم)


كيف يكون الاخلاص في العلم:
1-النيه وامتثال امر الله .
2-النيه بحفظ شريعة الله في الصدر ..
3-ان تنوي حمايه الشريعة.
4-ان تنوي اتباع شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم.

أهم الامور التي يتحلى بها طالب العلم:
1- ان يسلك طريق السلف الصالح في جميع امور الدين.
2-ان يترك الجدال والمراء لانهما يقفلان طريق الصواب.



ماهي الطرق الفلسفية:
1- بعضهم ينفي جميع الاسماء والصفات.
2- بعضهم يثبت الاسماء وينفي الصفات.
3- بعضهم يثبت بعض الصفات وينفي بعضها.


ويختلفون في طريقة النفي:
*مؤوله: يؤولن المعنى الى معاني باطله ....مثل
معنى الرحمة --بالانعام
*مفوضه: يقولن لا نعلم معناها...مثل : ان الله متصف بالرحمة فيقولون لا نعلم معناها ....

عالم تعلم العلم الشرعي ولم يعمل به الاثار الناتجه:
1-عدم البركة في العلم .
2-فشل العلم .3- نسيان العلم.[ملاحظه :النسيان يعني الذهني والعقلي.


عالم تعلم العلم الشرعي وعمل به الاثار الناتجة:
1-يزيده هدى.
2-يزيده تقوى.
3-ورثه الله تعالى مالم يعلم.

يجب على طالب العلم ان يتحلى بصفات تبعده عن الكبرياء وهي:
1- العفاف ...وهي لأمرين:
*العفه عما في أيدي الناس..... * العفه عما يتعلق بالنظر الى الحرام.
2-الحلم ..لا يتعجل بالعقوبه إذا أساء اليه احد.
3-الصبر ..وان يصبر على ما يحصل اليه من الاذى من عامة الناس , او من اقرانه.
4-التواضع للحق وللخلق. ملاحظة: يكون التواضع للحق قبوله وانقياد الى حكم الله.
اما التواضع للخلق عدم احتقارهم والتلطف معهم
ولا يكون في قلبه غلا لهم..
5- يبتعد عن الخفة سواء في مشيته اوتعامله مع الناس.
6- الا يكثر من القهقهه التي تميت القلب..

  #7  
قديم 9 ذو القعدة 1431هـ/16-10-2010م, 11:16 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

فوائد متفرقة من حلية طالب العلم
للأختين (راجية عفو الرحمان - وفاطمة ع م ن ) وفقهما الله
عام 1431


راجية عفو الرحمان.

- قال الشيخ بكر رحمه الله "العلم عبادة"

وقال بعض السلف "العلم صلاة السر و عبادة القلب"

والعبادة لها شروط :

1)اخلاص النية لله سبحانه و تعالى، قال تعالى "وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء"

فأما اذا كانت النية فى العبادة لغير الله اصبح بذالك رياء و العياذ بالله فيحبط بذالك عمله و يصبح هباءا منثورا و العياذ بالله، و الاخلاص له شروط وهي:
*)ان تنوي بذالك امثثال لامر الله
*)ان تنوي بذالك حفظ الشريعة الاسلامية
*)ان تنوي بذالك حماية الشريعة الاسلامية والدفاع عنها
*)وان تنوي اتباع شريعة محمد رسول الله صلى الله عله و سلم

2)والشرط الثاني للعبادة وهومحبة الله و رسوله وتكون المحبة لله فاتباع ما امر به واجتناب ما نهى عنه وكذالك محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون باتباع سنته و الدفاع عنه والصلاة عليه .

- قال الشيخ بكر رحمه الله : كن على جادة السلف الصلح

ويكون ذالك باتباع السلف الصالح من الصحابة رضوان الله عيهم و من بعدهم من اتبعوا اثارهم وكانوا على سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وتركوا الجدال و المراء وعلم الكلام الذي لا ينفعهم شيء ا و لا يزيد فى ايمانهم بل يكون لهم سببا فى اتباع الشهوات والنفس و الهوى و العياذ بالله

- حذر العلماء من علم الكلام حيث قال الشيخ الدراقطني رحمه الله " ما شيء ابغض اليا من علم الكلام، قلت ما دخل الرجل ابدا فى علم الكلام او الجدال او خاض فى ذالك ،بل كن سلفيا" اهـ
وقد شرح الشيخ العثيمين رحمه الله مولة الشيخ الدراقطني بنها علم خطييير جدا يجب اجتنابه و الابتعاد عنه حيث لو خاض الشخص فى هذا العلم خرج من السلف الصالح و الله اعلم

- "الخوف و الرجاء للمسلم كالجناحين للطائر"

- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه ، شانَه اللهُ )
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فاطمة ع م ن
- كيف يكون المُسلم علي جادة السلف الصالح..!؟

يكون المُسلم علي جادّة السلف الصالح بأن يتبع طريق الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم في أمور

الدين, كأمور التوحيد العقيدة والعبادات وترك الجدال والمراء والخوض في علم الكلام. علم الكلام هو

علم مُبتدع مخالف لطريق أهل السنة والجماع, وهو قائم علي إستخدام فلسفة العقول والمنطق في

أمور الدّين وفي أسماء وصفات الله تعالي من قِبل البعض, مما ينتج عنه الإرباك و التشكيك في

والتحريف فيما هو مُتيقن في الكتاب والسنّة . لذلك , يعتبر علم الكلام مضيعة للوقت و فتنّة وقد حفِظ

وسلِم من أبتعد عنه, مُتبعاً منهج أهل السنة والجماعة

- شرح قول عمر بن خطّاب رضي الله عنه: ( ومَن تزيّن بِما فيه , شَانه اللهُ) ...

يقصد به بأن كل من تظاهرَ بأنهُ طالب عِلم وأنه يُناقش في الأمور الدينية , بمعني هذا حلال وهذا حرام, سيفضحهُ الله بطريقةٍ ما ليكشفْ حَقيقته. وتظاهرهُ هذا يعتبر من الريّاء والعياذ بالله


  #8  
قديم 9 ذو القعدة 1431هـ/16-10-2010م, 11:25 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

تلخيص لدرس (آداب الطالب في نفسه) للأخت (توكل) وفقها الله
عام 1431

طالب العلم إذا لم يتحل بالأخلاق الفاضلة فإن طلبه للعلم لا فائدة فيه لا بد أن الإنسان كلما علم شيئا من الفضائل أو العبادات أن يقوم به
في الآوانة الآخيرة حصل ولله الحمد من الشباب طموحات واسعة في شتى المجالات لكنها تحتاج كما قال تحتاج إلى ضمانات وكوابح
اضبط قلبك إذا رأيته سوف ينفر بعيدا وسوف يسلك مسلك صعبا فعليك أن ترده عليك أن ترده وأن تعرف أن المقصود إقامة دين الله لا الانتصار للغيرة وثورة النفس ومعلوم أنه إذا كان هذا هو المقصود أعني الانتصار لدين الله فإن الإنسان سوف يسلك أقرب الطرق إلى حصول هذا المقصود ولو بالمهادنة إذا دعت الحاجة إلى ذلك
من يسلك طريق العلم الشرعي ويشمل أيضا لمن يسلك طريق التعليم فالآداب هنا للمتعلم وللمعلم حتى المتعلم له آداب يجب أن يعتني بها .
أنه ذكر الآداب فيكون ضدها إن كانت مسنونة يكون ضدها مكروهة وإن كانت واجبة فضدها محرم ولكن هذا ليس على إطلاق بل يقيد هذا فينظر إذا تضمن تركه إساءة أدب مع المعلم أو مع زملائه فهذا يكون مكروهًا لا لأنه تركه

آدابُ الطالبِ في نفسِه
1العِلْمُ صلاةُ السِّرِّ ، وعبادةُ القَلْبِ
2العلم من أفضل العبادات حتى أن الله تعالى جعله في كتابه قسيما للجهاد في سبيل الله فقال جل وعلا: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ
3من رزقه الله الفقه في دينه فإن الله تعالى أراد به خيرا . قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
4 وقال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قالوا: وكيف تصح النية يا أبا عبد الله؟ قال : ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره .
؛ فإنَّ شَرْطَ العِبادةِ :
أولاإخلاصُ النِّيَّةِ للهِ سبحانَه وتعالى:.
ويكون في أمور:
1- أن تنوي بذلك امتثال أمر الله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} والحث على الشيء يستلزم محبته والرضا به والأمر به.
2- أن تنوي بذلك حفظ شريعة الله لأن حفظ شريعة الله يكون بالتعلم والحفظ في الصدور ويكون كذلك بالكتابة كتابة الكتب
3- أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عها لأنه أهل العلم تصدوا لأهل البدع وبينوا بطلان بدعهم.
4- أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنك لا يمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة
وجوب حماية النية من المقاصد السيئة
1 كحبِّ الظهورِ ، والتفوُّقِ على الأقرانِ ،
2 وجَعْلِه سُلَّمًا لأغراضٍ وأعراضٍ من جاهٍ أو مالٍ
3سبيلا لتعظيمٍ أو سُمْعَةٍ أو طَلَبِ مَحْمَدَةٍ أو صَرْفِ وُجوهِ الناسِ إليك
علماأنه إذا حصلت العلم و نيتك سليمة فهو قرب إلى حصول هذا لك.
الطبوليات: إذا جاء بمسألة غريبة عن الناس واشتهرت عنه كأنها صوت الطبل فهذه يسمونها الطبوليات
المعلوم أنه لا يجوز للعالم أن يقبل هدية السلطان( الصُّرَّةَ) إذا كان السلطان يريد أن تكون هذه العطية مطية له يركبها متى شاء بالنسبة لهذا العالم أما إذا كانت أموال السلطان نزيهة ولم يكن يقبل الهدية منه ليبيع دينه بها فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمر: (( ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك)).
الإخلاص شديد ولهذا من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه فإنه يدخل الجنة وهو أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
من يطلبون العلم لنيل الشهادة إن كنت تريد من هذه الشهادة أن ترتقي مرتقى دنيويا فالنية فاسدة أما إن كنت تريد أن ترتقي إلى مرتقى تنفع الناس به لأنك تعرف اليوم أنه لا يمكن للإنسان من ارتقاء المناصب العالية الموجهة للأمة إلا إذا كان معه شهادة فأنا الآن أقصد بهذه الشهادة أن أنال ما أنفع به الناس فهذه نية طيبة يعني ما تنافي الإخلاص
ثانيا:( مَحَبَّةُ اللهِ تعالى ومَحَبَّةُ رسولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) وتَحقيقُها بتَمَحُّضِ المتابَعَةِ وقَفْوِ الأثَرِ للمعصومِ

المحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى محبوبه
كل إنسان يحب ما ينفعه ويكره ما يضره فالمحبة في الواقع هي القائد والسائق إلى الله عز وجل تقود الإنسان وتسوقه وانظر إلى الذين كرهوا ما أنزل الله كيف قال الله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }
أما محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنها تحملك على متابعته ظاهرا وباطنا لأن الحبيب يقلد محبوبه حتى في أمور الدنيا تجده يقلد محبوبه تجده مثلا يقلده في اللباس في الكلام فإذا أحببت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هذه المحبة سوف تقودك إلى اتباعه صلوات الله وسلامه عليه
آية المحنة يعني الامتحان لأن قوما ادعوا أنهم يحبون الله فقال الله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي } والجواب؟ (...) { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي } (...) الجواب المتوقع فاتبعوني تصدقوا في دعواكم لأن الآن الشرط والمشروط لكن جاء الجواب (اتبعوني يحببكم الله) إشارة إلى أن الشأن كل الشأن أن يحبك الله عز وجل هذا هو الثمرة وهو المقصود لأن كل إنسان يدعي ذلك وربما يكون ظاهرك محبة الله لكن في قلبك شيء لا يقتضي أن الله يحبك فتبقى غير حاصل على الثمرة .

ثالثا تَقْوَى اللهِ تعالى في السرِّ والعَلانيةِ فهي العُدَّةُ ،
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } تفرقون به بين الحق والباطل وبين الضار والنافع وبين الطاعة والمعصية وبين أولياء الله وأعداء الله 1يحصل هذا الفرقان بواسطة العلم يفتح الله على الإنسان من العلوم وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي الله
2 يحصل له هذا الفرقان بما يعطيه الله تعالى في قلبه من الفراسة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( إن يكن فيكم محدثون فعمر)) فالله تعالى يجعل لمن اتقاه فراسة يتفرس بها فتكون موافقة للصواب فقوله تعالى: { يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } يشمل الفرقان بوسائل العلم والتعلم والفرقان بوسائل الفراسة والإلهام أن الله تعالى يلهم الإنسان التقي ما لا يلهم غيره
قول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } ثلاث فوائد
إذا غفر الله للعبد أيضا فتح الله عليه أبواب المعرفة قال الله تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } وبعدها {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ } ولهذا قال بعض العلماء : ينبغي للإنسان إذا استفتي أن يقدم استغفار الله حتى يبين له الحق لأنه الله قال { لِتَحْكُمَ } ثم قال {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ }.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جمع, وتصنيف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir