دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 رجب 1440هـ/7-03-2019م, 01:48 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس عشر: مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 93-112)



حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: المراد بالأوليّة في قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكّة}.
2: المخاطب في قوله تعالى: {كنتم خير أمّة أخرجت للناس}.


تعليمات الإجابة على المسائل:
هذا التطبيق مطلوب تقديمه في صورة خطوات منفصلة كالتالي:
أولا: ذكر مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.
ثانيا:
استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
ثالثا: تخريج الأقوال.
رابعا: توجيه الأقوال.
خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1440هـ/11-03-2019م, 01:57 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

ما المراد بالأولية في قوله تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)[آل عمران : 96]

المصادر والمراجع

هذه المسألة تفسيرية لها علاقة بالعقيدة والتاريخ ، ولذلك يحتاج البحث النظر في كتب العقيدة وكتب التاريخ .
.
المرتبة الأولى:كتب التفاسير في دواوين السنة

-. كتاب تفسير القرآن من صحيح البخاري(ت:256هـ
---. كتاب تفسير القرآن من جامع عبد الله بن وهب المصري(ت:197هـ).
-. كتاب التفسير من سنن سعيد بن منصور الخراساني(ت:226هـ).
-. كتاب تفسير القرآن من سنن النسائي الكبرى
-. كتاب التفسير من مستدرك أبي عبد الله الحاكم النيسابوري(ت:405هـ).
المرتبة الثانية :كتب التفاسير في جوامع الأحاديث
.-جامع الأصول في أحاديث الرسول،بن الأثير (ت:606هـ)
.-مجمع الزوائد ومنبع الفوائد الهيثمي(ت:807هـ) .
-. المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ،ابن حجر العسقلاني(ت:852هـ)،
-. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرةا بن أبي بكر البوصيري(ت:840هـ
-الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)

المرتبة الثالثة : التفاسير المسندة المطبوعة
-. تفسير القرآن العزيز عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت: 211هـ).
-: وجامع البيان عن تأويل آي القرآن الطبري (ت: 310هـ).
-. وتفسير القرآن العظيم،عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)، .
-: الكشف والبيان عن تفسير القرآن، الثعلبي (ت: 427هـ)
- التَّفْسِيرُ البَسِيْط الواحدي (468)
-. معالم التنزيل البغوي (ت: 516هـ).

المرتبة الرابعة :التفاسير المسندة التي طبع شيء منها
-تفسير عبد بن حميد(ت:249هـ).
- تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ).
المرتبة الخامسة: أجزاء وصحف تفسيرية مطبوعة
لم أجد فيها
المرتبة السادسة التفاسير التي تنقل أقوال السلف
-. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب القيسي(ت:437هـ)
-. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
-. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
-. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
-. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(ت:671هـ).
-تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)،

المرتبة الثامنة شروح الأحاديث
شروح البخاري
-شرح صحيح البخاري لابن بطال (ت: 449هـ)
-فتح الباري شرح صحيح البخاري ابن حجر ((852)
-عمدة القاري شرح صحيح البخاري بدر الدين العينى (ت: 855هـ)
- وإرشاد الساري لشرح صحيح البخاريللقسطلاني ن (ت: 923هـ)
كتب إضافية
-أخبار مكة وما جاء فيها من الأثار الأزرقي ( 250)
- تفسير القرآن العظيم للرازي (327هـ)
--شعب الإيمان أبو بكر البيهقي (458ـ)
-البداية والنهاية ابن كثير (774)




القول الأول: أول بيت وضع للعبادة الله


القائلون به :
وهو قول علي( 40 ) وابن عباس (86) سعيد بن جبير(95) والضحاك ( 105)الحسن (110) والكلبي (204)مطر (229)
وهو قول مقاتل (150) و الفراء(207)
**
قال الضحاك : إنّ أول بيت وضع فيه البركة وأحسن من الفردوس الأعلى

تخريج الأقوال
أما قول علي رضي الله عنه فقد أخرجه
ابن أبي شيبة (235) في مصنفه والطبري(310) و ابن أبي حاتم (327) والحاكم في المستدرك (405) والثعلبي (427) والبوصري ( 840) في إتحاف الخيرة وابن حجر(850) في المطالب العالية......
من طريق سماك ، عن خالد بن عُرعرة ، عن علي رضي الله عنه:"قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْبَيْتِ أَهْوَ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ؟ قَالَ: لَا , لَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍوُضِعَتْ فِيهِ الْبَرَكَةُ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا "
وفي رواية البوصري و ابن حجر بلفظ : وقد كَانَ نُوحُ عليه الصلاة والسلام قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فَكَانُوا فِي الْبُيُوتِ، (وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي البيوت) ، وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ، مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا
وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق شريك عن مجالد عن الشعبي عن علىقال : هو أول بيت وضع لعبادة الله ، وقد بنيت البيوت قبله
وأخرجه ابن المنذر من طريق بشر بن عاصم عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أقبل إبراهيم عليه السلام من أرمينية ومعه السكينة فدله ، حتى بنت البيت كما بنوا العنكبوت بيتا ، فكان يحمل أحجارا ، الحجر يطيقه أو لا يطيقه ثلاثون رجلا فقلت : يا أبا محمد ، إن الله عز وجل يقول : { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل }. قال : كان ذلك بعد .

أما قول ابن عباس
فقد ذكره الثعلبي دون سند قال وقيل : إنّ أول بيت وضع للناس يُحج إليه لله ، وروي ذلك عن ابن عباس أيضاً ، وقيل : هو أول بيت جُعل قبلة للناس .

أما قول سعيد ابن جبير فقد أخرجه
--الطبري من طريق شريك ، عن سالم ، عن سعيد : { إنّ أوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنّاسِ للّذِي بِبكّةَ مُبارَكا } قال : وضع للعبادة .


أما قول الحسن البصري فقد أخرجه
--الطبري عن أبي رجاء ، قال : سأل حفص الحسنَ وأنا أسمع، عن قوله : { إنّ أوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنّاسِ للّذِي بِبكّةَ مُبارَكا } قال : هو أول مسجد عبد الله فيه في الأرض .
--وأخرجه عن من طريق عباد ، عن الحسن ، قوله : { إنّ أوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنّاسِ } يعبد الله فيه { للّذِي بِبكّةَ } .
--وأخرجه ابن المنذر من طريق الحارث ، قال : حدثنا أشعث ، عن الحسن في قوله عز وجل : { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة } . قال : أول قبلة ، أعملت للناس ، المسجد الحرام
--وذكره الثعلبي دون سند قال الحسن:: إن أول مسجد ومتعبد وضع للناس يعبد الله فيه .

أما قول مطر الوراق فقد أخرجه
الطبري من طريق ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر في قوله : { إنّ أوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنّاسِ للّذِي بِبكّةَ } قال : قد كانت قبله بيوت ، ولكنه أوّل بيت وضع للعبادة
أما قول الكلب فقد ذكره الثعلب يدون سند.


توجيه الأقوال:


-مما يُحتج به لأصحاب هذا القول:

أولا-ما رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأصحاب السنن والحاكم في المستدرك وغيرهم


عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ؟ , قَالَ: " الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ " , قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ , قَالَ: " الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى " , فَقُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ , قَالَ: " أَرْبَعُونَ سَنَةً) (ثُمَّ الْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ، فَحَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ )
فقوله في الحديث " أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّل" بيان لمعنى البيت في الآية . فهو بيت للعبادة
قال ابن حجر في الفتح "...وَهَذَا الْحَدِيثُ يُفَسِّرُ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنَّاس للَّذي ببكة وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْبَيْتِ بَيْتُ الْعِبَادَةِ لَا مُطْلَقُ الْبُيُوتِ ".

ثانيا سبب نزول الآية:

قيل في سبب نزولها الآية أن اليهود قالوا للمسلمين : بيت المقدس قبلتنا ، وهو أفضل من الكعبة وأقدم ، وهو مهاجر الأنبياء ، وقال المسلمون بل الكعبة أفضل ، فانزل الله تعالى { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين . فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا } . وليس شيء من هذه الفضائل لبيت المقدس . فجاءت الآية لبيان أفضلية البيت الحرام على غيره من أمكنة العبادة



ثالثا: قيل أن معنى البيت في الآية المسجد وعليه يكون قوله: " أول بيت وضع للناس" معناه "أول مسجد" ودليل ذلك ورود آيات من القران أطلق فيها لفظ البيت على المسجد
كقوله تعالى :{ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً } يعني مساجدهم " واجعلوا بيوتكم قبلة" ، وقوله :
{
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } [ النور : 36 ] يعني المساجد .


رابعا:ورد ما يدل أن الأنبياء كانوا يتعبدون في البيت الحرام ويحجون إليه

-ما أخرجه الواحدي في التفسير الوسيط بسنده .من طريق عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَجَّ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَتَى وَادِيَ عُسْفَانَ؛ قَالَ: " لَقَدْ مَرَّ بِهَذَا الْوَادِي نُوحٌ وَهُودٌ وَإِبْرَاهِيمُ عَلَى بَكِرَاتٍ حُمْرٍ خُطُمُهُنَّ اللِّيفُ وَأُزُرُهُمُ الْعَبَاءُ وَأَرْدِيَتُهُمُ النِّمَارُ يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ.

- وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – أيضا أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «مَرَّ بوادي الأزْرَق - وهو ما بين مكة والمدينة - فقال: أيُّ واد هذا؟ قالوا: وادي الأزرق، قال: كأنِّي أنظرُ إلى موسى هابطاً من الثَّنِيَّةِ وله جُؤار إلى الله بِالتَّلْبِيَةِ، مارّاً بهذا الوادي، ثم أتى على ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فقال: أيُّ ثَنِية هذه؟ قالوا: ثَنِيَّةُ هَرْشى، أو لِفْت، فقال: لَكأني أنظرُ إلى يونس بن مَتَّى على ناقَة حمراءَ جَعْدة، عليه جُبَّة من صُوف، خِطامُ ناقَتِهِ خُلْبَة، مارّاً بهذا الوادي يُلَبِّي» .

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأنبياء كانوا يحجون البيت الحرام ؛ فهذا يوحي أن البيت ارتبط وجوده بوجود العبادة لله ؛ والعبادة كانت موجود مع وجود البشرية على الأرض؛ فآدم ونوح وهود وصالح عليهم الصلاة والسلام كلهم كانوا يدينون لله بالتوحيد والإخلاص. وكانوا يأمرون قومهم بعبادة الله عزوجل كما قال تعالى "{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"}. فاحتاجوا إلى معلم يقومون فيها عباداتهم ويكون علامة ودليلا على إعلان كلمة التوحيد ونشر دعوة التوحيد ؛ فهذا المعنى مما يقوى كون البيت وضع للناس لأجل العبادة والطاعة وأن المراد بالأولية في الآية أولية عبادة وطاعة

خامسا- قوله في الآية "للناس" .. ظاهر على العموم؛ فالبيت وضع لعموم الناس فيكون مشتركا بينهم جميعا؛ ولا يتحقق معنى الاشتراك العمومي لجميع الناس إلا أن يكون مكان عبادة وطاعة وقبلة للخلق ؛ فهي الغاية التي خلق لها جميع الناس " {"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }

سادسا:القران كتاب هداية فهذا المقصد الأساسي لنزوله لهداية الخلق إلى الصراط المستقيم وليس غرض الكلام فيه ضبط أوائل التاريخ ؛ فبهذا تبين أن المراد بالأولية في الآية أولية الهداية و العبادة
..

فحاصل هذا القول أن البيت الحرام هو أول بيت وضع للناس للعبادة والطاعة.وهذا لبيان شرفه وعظيم فضله
وقد قيده على رضي الله عنه بكون أول بيت وضع بهذه الصفة أي كونه هدى مباركا
وروي عن ابن عباس كما ذكره الثعلبي أنه أول بيت وضع للناس يحج إليه.
وهو اختيار الزجاج.و ونقل عن ابن عباس أيضا أول بيت جعل قبله للناس.

وهذه كله لا يخرجه من كونه أول بيت وضع للعبادة عموما ؛ لأن الحج عبادة من العبادات و الصلاة عبادة من العبادات ؛ والبركة والهداية أثر من آثار العبادة؛ فالعبادة يحصل تُنال البركات وتتحقق الهدايات
ومما يتقوى به هذا القول أن الآية جاءت لبيان أفضلية البيت الحرام على بيت المقدس؛ فتعين أن المراد بالأفضلية أفضلية الفضل والشرف إذ لا أثر للأولية في البناء في هذا الفضل.
_________

القول الثاني: أول بيت خلقه الله

القائلون به :
وهو قول أبي هريرة (57) وعبد الله عمرو بن العاص(63) ومجاهد (104) وقتادة(117) والسدي(127)


تخريج القوال
أما قول أبي هريرة
فقد رواه ابن المنذر من طريق وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِنَّ الْكَعْبَةَ خُلِقَتْ قَبْلَ الأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، وَهِيَ قَرَارُ الأَرْضِ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَتْ خَشَفَةً أَوْ حَشَفَةً عَلَى الْمَاءِ عَلَيْهَا مَلَكَانِ مِنَ الْمَلائِكَةِ يُسَبِّحَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَلْفَيْ سَنَةٍ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الأَرْضَ دَحَاهَا مِنْهَا، فَجَعَلَهَا فِي وَسَطِ الأَرْضِ "

وأما قول عبد الله بن عمرو بن العاص فقد أخرجه الطبري و ابن المنذر من طريق مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " خُلِقَتِ الْكَعْبَةُ قَبْلَ الأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةً، وَدُحِيَتِ الأَرْضُ مِنْ تَحْتِهَا "
وفي رواية الطبري زيادة :، وكان إذ كان عرشه على الماء ، زِبْدَةً بيضاء ، فَدُحيت الأرض من تحته .

أما قول مجاهد
-فقد أخرجه ابن جرير من طريق خصيف ، قال : سمعت مجاهدا يقول : إن أوّل ما خلق الله الكعبة ، ثم دَحَى الأرض من تحتها .
-وأخرجه من طريق ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله عزّ وجلّ : { إنّ أوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنّاسِ } كقوله : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ للنّاسِ } .

- و أخرجه الواحدي في البسيط من طريق هشام عن حميد ، قال: سمعت مجاهدًا يقول: (خلق الله هذا البيت قبل أن يخلق شيئًا من الأرضين)
-أخرجه الواحدي أيضا من طريق هشام عن مجاهد بلفظ: (لقد خلق الله موضع هذا البيت، قبل أن يخلق شيئًا من الأرض بألفي سنة، وإنَّ قواعده لفي الأرض السابعة السفلى)



وأما قول قتادة
فقد أخرجه الطبري و ابن المنذر من طريق عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} قَالَ " أول بيت وضعه الله، فطاف بِهِ آدم، ومن بعده "




وأما قول السدي

فقد أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق أسباط ؛ عن السدي: { إنّ أوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنّاسِ للّذِي بِبكّةَ مُبارَكا وهُدًى للْعَالِمينَ } أمّا أوّل بيت ، فإنه يوم كانت الأرض ماء ، وكان زَبْدة على الأرض ، فلما خلق الله الأرض ، خلق البيت معها ، فهو أوّل بيت وضع في الأرض .
-ولفظه في رواية ابن أبى حاتم"قوله: أَمَّا أَوَّلُ بَيْتٍ فَإِنَّهُ يَوْمَ كَانَتِ الْأَرْضُ زُبْدَةً عَلَى الْبَحْرِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ خَلَقَ الْبَيْتَ مَعَهَا، فَهُوَ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ



توجيه الأقوال:
-معنى الأول هو الفرد السابق فإذا أضيف إلى اسم جنس فهو السابق منم جنس ذلك المضاف إليه في شأن المتحدث عنه. .فدل ذلك أن البيت الحرام هو أول بيت خلقه الله عزوجل





القول الثالث :أول بيت وجد ووضع في الأرض

وهو قول أبي قلابة (104) و قتادة (117)

أما قول أبي قلابة
فقد أخرجه ابن المنذر من طريق أيوب عن أبى قلابة : - قَالَ: قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ لآدم " إِنِّي مهبط معك بيتا تطوف حوله كَمَا يطاف حول عرشي، ويصلي عِنْده كَمَا يُصَلَّي عِنْد عرشي "، قَالَ: فلم يزل كذلك حَتَّى كَانَ زمان الطوفان، فرفع حَتَّى بوئ لإبراهيم مكانه، فبناه من خمسة أجبل من حراء وثبير، ولبنان، والطور، وجبل الخمر، قَالَ: قَالَ عَبْد اللهِ بْن عمرو: وأيم الله لتهدمنه أيتها الأمه مرار يرفع عِنْد الثالثة، فاستمتعوا مِنْهُ مَا استطعتم

أما قول قتادة
فقد أخرجه الطبري من طريق سعيد ، عن قتادة : ذُكر لنا أن البيت هبط مع آدم حين هبط ، قال : أهبط معك بيتي يطاف حوله كما يطاف حول عرشي . فطاف حوله آدم ومن كان بعده من المؤمنين ، حتى إذا كان زمن الطوفان زمن أغرق الله قوم نوح رفعه الله وطهره من أن يصيبه عقوبة أهل الأرض ، فصار معمورا في السماء . ثم إن إبراهيم تتبع منه أثرا بعد ذلك ، فبناه على أساس قديم كان قبله .

توجيه الأقوال:
وقد يحتج لهذا القول بما يلي:

-الأحاديث و الآثار الواردة في ذلك.التي تدل أن الله أنزل البيت مع إنزال آدم عليه الصلاة والسلام

--- ما رواه البيهقي: في بناء الكعبة في كتابه دلائل النبوة ، من طريق ابن لَهِيعة ، عن يَزيد بن أبي حَبيب ، عن أبي الخير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا : " بَعَثَ اللهُ جِبْرِيلَ إلَى آدَمَ وحَوَّاءَ ، فَأمَرَهُمَا بِبِنَاءِ الْكَعْبَةِ ، فَبَنَاهُ آدَمُ ، ثُمَّ أمَرَ بِالطَّوَافِ بِهِ ، وَقِيلَ لَهُ : أنْتَ أوَّلُ النَّاسِ ، وهَذَا أوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ للنَّاسِ "
---و ما رواه الأزرقي في كتابه أخبار مكة بسنده عن الحسن بن على بن أبي طالب قال:" إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعَثَ الْمَلَائِكَةَ فَقَالَ لَهُمْ: ابْنُوا لِي بَيْتًا فِي الْأَرْضِ بِمِثَالِهِ-مثل البيت المعمور- وَقَدْرِهِ، فَأَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنْ خَلْقِهِ أَنْ يَطُوفُوا بِهَذَا الْبَيْتِ، كَمَا يَطُوفُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ..:
فهذا يدل أن البيت الحرام هو أول بيت وضع على الأرض لبناء آدم له أو لبناء الملائكة له قبل نزول آدم عليه الصلاة والسلام .

---قد سمى الله البيت الحرام بالبيت العتيق كما قال تعالى:{ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ" } وقيل في سبب التسمية لكونه أعتق من الغرق أيام الطوفان ...قال ابن زيد: سمى عتيقًا لقدمه؛ لأنه أول بيت وضع للناس، بناه آدم عليه السلام، وهو أول من بناه، ثم بَوَّا الله موضعه لإبراهيم بعد الغَرق، فبناه إبراهيم وإسماعيل.

--- المراد بالوضع في قوله " وضع" البناء.



المناقشة:
-حاصل أقوال السلف في المراد بالأولية في قوله تعالى "{ إن أول بيت ووضع للناس للذي ببكة"
أحد ثلاثة أقوال:

*أولية في الفضل والشرف

ونال البيت الحرام هذا الفضل والشرف بكونه أول بيت وضع للعبادة والطاعة وكان معلم من معالم التوحيد...ولقد خلق الله الجن والإنس لعبادته سبحانه جل وعلا قال تعالى:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ؛ وأرسل جميع الرسل لدعوة الناس لهذه الغاية العظيمة الشرفة قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } .
ولتحقيق هذه الغاية العظمى التي يشترك فيها جميع الناس جعل لهم مكان ومعلم للعبادة والتوحيد البيت الحرام
ومما يؤكد هذا أن الصلوات كانت لازمةً في جميع أديان الأنبياء ، لقوله : { أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً } [ مريم : 58 ] .
ولما كانوا يسجدون لله ، فالسجود لا بد له من قِبْلَةٍ ، فدلَّ ذلك على أن قبلةَ أولئك الأنبياء هي الكعبةُ .
إذ لو كان لنوح أو هود أو صالح قبلة غير الكعبة لذكرها الله عزوجل تنويها على شرفها وحيث اقتصر النقل والذكر على البيت الحرام علم أن قبلتهم الكعبة..-والله أعلم-
ومما يعضد هذا أيضا أن الأنبياء كانوا يحجون البيت الحرام


كما جاء في الحديث عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «مَرَّ بوادي الأزْرَق - وهو ما بين مكة والمدينة - فقال: أيُّ واد هذا؟ قالوا: وادي الأزرق، قال: كأنِّي أنظرُ إلى موسى هابطاً من الثَّنِيَّةِ وله جُؤار إلى الله بِالتَّلْبِيَةِ، مارّاً بهذا الوادي، ثم أتى على ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فقال: أيُّ ثَنِية هذه؟ قالوا: ثَنِيَّةُ هَرْشى، أو لِفْت، فقال: لَكأني أنظرُ إلى يونس بن مَتَّى على ناقَة حمراءَ جَعْدة، عليه جُبَّة من صُوف، خِطامُ ناقَتِهِ خُلْبَة، مارّاً بهذا الوادي يُلَبِّي» .

*أولية في خلق أي أن الله خلق البيت الحرام قبل خلق الأرض

وأكثر ما اعتمد عليه أصحاب هذا القول أخبار إسرائيلية أو أحاديث و آثار تقوى للاحتجاج بها .والله أعلم بصحة ذلك

*أول بيت وجد وبني على الأرض.
وأصحاب هذا القول وإن اتفقوا على أن البيت الحرام أول بيت وجد على ظهر الأرض إلا أنهم اختلفوا هل كان موجودا قبل نزول أدم عليه الصلاة والسلام بنته الملائكة بأمر من الله تعالى أم أن البيت نزل مع نزول آدم عليه الصلاة والسلام أم أن البيت وجد بعد نزول أدم عليه الصلاة والسلام و هو من قام ببنائه .
وحاصل ما اتفقت عليه هذه الأقوال أن البيت الحرام كان موجودا زمن آدم عليه الصلاة والسلام . ثم إن ثبوت الأولية بسبب الفضيلة لا تنافي ثبوت الأولية في البناء..
والله تعالى أعلم
****

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ذو الحجة 1440هـ/23-08-2019م, 11:21 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 93-112)


عقيلة زيان أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- قول مجاهد في القول الثاني: هو كقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} يدخل في القول الأول، لأن مقصد كلامه هو بيان شرفه على سائر بيوت العبادة كشرف أمة محمد صلى الله عليه وسلم على باقي الأمم.
- القولان الثاني والثالث مردّهما إلى قول واحد وهو أن الكعبة أول بناء بني على الأرض، وخلق الكعبة قبل الأرض بزمن لا يدلّ على أنها أول ما خُلق، بل غايته أنها أقدم من الأرض، هذا لو افترضنا صحّة هذه الآثار، ثم هي في النهاية تكون أول بناء وضع وأسّس للناس في الأرض.
والأوليّة في الآية جاءت مقيّدة بقوله تعالى: {للناس} فهي خاصّة بالأرض وأهلها، ثم كان قوله تعالى: {مباركا وهدى للعالمين} تنويها بشرف البيت الحرام على سائر بيوت العبادة.
- قلتِ في مناقشة القول الثاني: "وأكثر ما اعتمد عليه أصحاب هذا القول أخبار إسرائيلية أو أحاديث وآثار تقوى للاحتجاج به" فلعلك قصدتِ: "لا تقوى".
- وأوصيك بضرورة الإحالة على المصادر أثناء التحرير، وعدم الاكتفاء بقائمة المصادر فقط، يعني إذا نقلتِ فائدة معيّنة أو حجّة قول ما أثناء مناقشة الأقوال أن تذكري المصدر الذي نقلتِ منه هذه الفائدة.


رزقك الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir